دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
|
المقامات ( مقام الرضـــا )
|
بسم الله الحليم الذي لا يرضـا لعباده الكفر
والرضا فى الكتاب والسنة على نوعين : 1. رضا العبد عن الله . 2. رضا الله عن العبد . 3. الرضا يرد على معنيين وردت بهما الأصول القرآنية : أ. الرضا بالأمر الكونى وهو الرضا بالقضاء والقدر . ب. الرضا بالأمر الشرعى ، وهو استسلام العبد لله فى كل ما شرع من اوامر ونواهى .
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: المقامات ( مقام الرضـــا ) (Re: بدر الدين اسحاق احمد)
|
4. الرضا : الرضا يرد على معنى القناعة والاختيار والتسليم (1) . أ. كقول الله تعالى : وَاسْتَشْهِدُوا شَهِيدَيْنِ مِنْ رِجَالكُمْ فَإِنْ لمْ يَكُونَا رَجُليْنِ فَرَجُلٌ وَامْرَأَتَانِ مِمَّن ْ تَرْضَوْنَ مِنْ الشُّهَدَاءِ أَنْ تَضِل إِحْدَاهُمَا فَتُذَكِّرَ إِحْدَاهُمَا الأُخْرَى [البقرة/282] . ب. وقوله سبحانه : قَدْ نَرَى تَقَلبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلنُوَليَنَّكَ قِبْلةً تَرْضَاهَا فَوَل وَجْهَكَ شَطْرَ المَسْجِدِ الحَرَام ِ [البقرة/144] . ج. وقوله تعالى : رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ [البينة/8]. د. وقوله : إِلا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً عَنْ تَرَاضٍ مِنْكُمْ [النساء/29] . ه. وعن سعد بن أبى وقاص ، أن رسول الله خرج إلى تبوك واستخلف عليا ، فقال : " أتخلفني في الصبيان والنساء ، قال : ألا ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى ، إلا أنه ليس نبي بعدي " (2) . و. ومن حديث عمر بن الخطاب قال : " فرأيت أثر الحصير في جنبه فبكيت ، فقال : ما يبكيك ؟ فقلت يا رسول الله : إن كسرى وقيصر فيما هما فيه وأنت رسول الله ، فقال : أما ترضى أن تكون لهم الدنيا ولنا الآخرة " (3) .
5. الرضا يرد أيضا على معنى ينافى التسخط ، أو الحزن أو الغضب : أ. كما قال تعالى : وَمِنْهُمْ مَنْ يَلمِزُكَ فِي الصَّدَقَاتِ فَإِنْ أُعْطُوا مِنْهَا رَضُوا وَإِنْ لمْ يُعْطَوْا مِنْهَا إِذَا هُمْ يَسْخَطُون َ [التوبة/58] . ب. وقال تعالى : وَلا يَحْزَنَّ وَيَرْضَوْنَ بِمَا آتَيْتَهُنَّ كُلهُنَّ [الأحزاب/51] ج. ومن حديث عمار بن ياسر ، أنه سمع رسول الله يقول : " وأسألك كلمة الحق في الرضا والغضب " (4) . د. وعن أنس بن مالك أن رسول الله قال : " عظم الجزاء مع عظم البلاء ، وإن الله إذا أحب قوما ابتلاهم ، فمن رضي فله الرضا ومن سخط فله السخط" (5) . ه. ومن حديث عبد الله بن عمرو بن العاص قال : " قلت يا رسول الله أكتب ما أسمع منك ؟ قال : نعم قلت : في الرضا والسخط ؟ قال نعم ، فإنه لا ينبغي لي أن أقول في ذلك إلا حقا " (6) .
1. المفردات ص 197 ، ولسان العرب 14/323 ، وكتاب العين 7/57 . 2. أخرجه البخارى فى كتاب المغازى برقم (4416) 7/716 . 3. أخرجه البخارى فى كتاب تفسير القرآن برقم (4913) 8/525 . 4. أخرجه النسائى فى السهو برقم (1305) ، وقال الألبانى : صحيح 3/54 . 5. أخرجه ابن ماجة فى الفتن (4031) ، وقال الألبانى : حسن 2/1338 . 6. أخرجه أحمد فى المسند (6891) واللفظ له ، وأبو داود فى كتاب العلم (3646) 3/318 ، والدارمى فى المقدمة برقم (484) 1/136 .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: المقامات ( مقام الرضـــا ) (Re: بدر الدين اسحاق احمد)
|
من تأملات المصوفة فى دلالات مقام الرضا ..
1. أبى سليمان الدارانى : ( إذا سلا القلب من الشهوات فهو راض ) (1) . 2. حاتم الأصم (ت:237هـ) : ( من أصبح وهو مستقيم فى أربعة أشياء ، فهو يتقلب فى رضا الله ، أولها الثقة بالله ، ثم التوكل ، ثم الإخلاص ، ثم المعرفة ، والأشياء كلها تتم بالمعرفة ) (2) . 3. لأبى تراب النخشبى (ت:245هـ) ، أنه قال : ( ليس ينال الرضا من للدنيا فى قلبه مقدار ) (3) . 4. الجنيد بن محمد (ت:297هـ) أنه سئل عن الرضا ؟ فقال : الرضا رفع الاختيار (4). 5. أبى القاسم النصرباذى (ت:367هـ) : ( من أراد أن يبلغ محل الرضا فليلزم ما جعل الله رضاه فيه ) (5) .(النص فليزم ) .
1. الرسالة القشيرية 2/423 . 2. طبقات الصوفية ص94 . 3. الرسالة القشيرية 2/426 . 4. اللمع ص80 . 5. الرسالة القشيرية 2/422 .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: المقامات ( مقام الرضـــا ) (Re: بدر الدين اسحاق احمد)
|
6. الفضيل بن عياض (ت:187هـ) أنه قال : ( أحق الناس بالرضا عن الله ، أهل المعرفة بالله عز وجل ) (1) . 7. أبى سليمان الدارانى قال : ( ليس أعمال الخلق بالذى يرضيه ولا بالذى يسخطه ، ولكنه رضى عن قوم فاستعملهم بعمل أهل الرضا ######ط على قوم فاستعملهم بعمل أهل السخط ) (2) . 8. ذى النون المصرى : ( ثلاثة من أعلام الرضا : ترك الاختيار قبل القضاء ، وفقدان المرارة بعد القضاء وهيجان الحب فى حشو البلاء ) (3) . 9. سهل بن عبد الله التسترى (ت:293هـ) قال : ( إذا اتصل الرضا بالرضوان ، اتصلت الطمأنينة فطوبى لهم وحسن مآب ، لقوله تعالى : رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ [البينة/8] فالرضا فى الدنيا تحت مجارى الأحكام ، يورث الرضوان فى الآخرة بما جرت به الأقلام ) (4) . 10. عبد الله بن خفيف الشيرازى (ت:371هـ) : ( الرضا على قسمين : رضا به ورضا عنه ، فالرضا به أن يرضاه مدبرا ، والرضا عنه فيما يقضى ) (5) . ــــــــــــــــــــ 1. طبقات الصوفية ص10 . 2. اللمع ص80 . 3. الرسالة القشيرية 2/425 . 4. التعرف لمذهب أهل التصوف ص102 . 5. الرسالة القشيرية 2/424 .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: المقامات ( مقام الرضـــا ) (Re: بدر الدين اسحاق احمد)
|
11. وقد قسم الكاشانى الرضا عند الصوفية إلى خمسة أنواع (1) : أ. رضا العامة : هو أن يرضى هو بالله ربا ، وبالإسلام دينا ، وبمحمد نبيا ، بحيث يكون الله ورسوله أحب الأشياء إليه ، وأولاها عنده بالتعظيم وأحقها بالطاعة . ب. رضا الخاصة : هو أنهم كما رضوا بالله ربا ، فإذا قد رضوا به مالكا ومتصرفا فى جميع أحوالهم بما قضى وقدر ، بحيث لا يجد العبد فى نفسه حرجا من قطع يده ، وموت ولده ، وهذا هو الوقوف الصادق ، مع مراد الحق تعالى وقوفا بالحقيقة ، من غير تردد فى ذلك . ج. رضا المحب : وهو قريب من رضى الخاصة ، بحث لا يجد العبد فى نفسه حرجا من قطع يده ، وموت ولده إلا أن هذا المحب ، هو الذى يكون رضاه بذلك ، لكونه لا يجد لنفسه رضا ولا سخطا لسقوط مراداته ، فإن الرضا فرع عن الإرادة ، وقد سقطت فى حق هذا العبد بمشاهدته ، بأن هذا الواقع ليس إلا على وفق إرادة الحكيم فى صنعه الرحيم بفعله ، ومن كان هذا بالنسبة إليه أرجح وأميز من غيره ، فقد زال أيضا عن التحكم وسقوط الإختيار وفقد التمييز ، ولو أدخل النار لأنه لا يرى ، أن ذلك عن إرادة الحق الصادرة عن الحكيمية والرحيمية ، وعند ذلك يتحقق بالرضا عن الله فى كل ما يريده ، وفى ذلك تصحيح مقام الرضا المختص بأهل المحبة الصادقين فيها . د. رضا الحق على العبد : وهو ثمرة رضا الخاصة ، وهو أن لا يفقد تعالى عبده حيث أمره ، ولا يجده حيث نهاه ، وذلك بأن يكون العبد مطيعا لربه فى كل ما أمره به ونهاه عنه ، وهذا هو العبد الذى قد أرضى ربه . ه. رضا العبد عن الرب : هو رضا المحب كما مر ، وهو أن لا يبقى للعبد تعلق بغير ، ما أراده الحق تعالى له ، وذلك بأن لا يجد فى نفسه حرجا مما قدره الحق وقضاه ، ولو فى قطع يده وموت ولده ، فإن المحبة الحقيقية لا تصح إلا مع محبة ما هو مراد المحبوب (1) . ــــــــــــــــــــ 1. لطائف الإعلام 1/492:490 .
| |
|
|
|
|
|
|
|