|
ارتحلت أُم الشعب وجوهرة الوطن الفريدة !
|
لم أرى طوال حياتي اصدق منها , كانت إنسانا حقيقيا واضحة في كل شيئ لا تعرف المواراة والتملق والتزييف أو الكذب قط ! امتلكت عقلا نيرا وذكاء مفرطا كرسته للعلم والنضال ضد الاستبداد والظلم ونصرة الوطن والضعفاء من أبنائه ! لم أرها في موقف ضعف أبدا , ولم أشهدها تقوم بإذلال احد ! ما أن تسمع بأن أحدا يعاني فاقة أو عوزا إلا وهبت لمساعدته ! انه اليوم يوم يُتْم الوطن كافة ! رحلت أم الشعب المرأة الصلبة القوية في نضالها المملوءة إنسانيه ورحمة وحبا لكل الناس ! أذكر حين انقلاب الإنقاذ جاءت مجموعة من كلاب الأمن لمراقبة منزلها بالخرطوم 2 , وكانوا يقضون نهارهم في هجير واقفينفي جوار منزلها , فخرجت عليهم قائلة: يا أولادي الشمس دي حارة عليكم تعالوا أدخلوا أشربوا ليكم موية , وأنا قاعدة ما خارجة من البيت اطمئنوا وما تتعبوا نفسكم في الحر دا ! ما أعظمك أيتها ألإنسانه الرحيمة وما اكبر أفعالك وشأنك ! كم من الأسر فقدت عائلها فتكفلت برعايتهم , وكم من صغار عجز ذووهم عن تكاليف تعليهم فأنابت عنهم وقامت بالواجب على اكمل وجه ! كان جل همها أن يتعلم الجميع وأن لا يُحْرمْ طفل من حقه في التعليم ! كان بيتها مزارا للناس بمختلف مللهم وسحنهم ومعتقداتهم واهتماماتهم وكانت تجيد التعامل معهم جميعا بحصافتها وببشاشتها المعهودتين ! اللهم ارحم ضيفتك سعاد ابراهيم أحمد واكرم نزلها فقد كانت كريمة مع عبيدك , اللهم ثبتها عند السؤال , اللهم اجرها من عذاب القبر وعذاب النار وادخلها الفردوس, اللهم نقها من خطاياها كما ينقى الثوب الأبيض من الدرن, اللهم احشرها مع الأبرار والصديقين والشهداء , اللهم صبّرْ أهلها واخلفهم خيرا منها . اللهم آمين . والعزاء موصول إلى وحيدها أحمد حامد الأنصاري , والى شقيقيها الأستاذين صلاح وكمال إبراهيم أحمد , والى الدكتورة ماجدة محمد علي , والى جميع ذويها ومحبيها , والعزاء إلى رئيس وأعضاء اللجنة المركزية للحزب الشيوعي السوداني , والعزاء الى الدكتورة فاطمة بابكر و الدكتور محمد سليمان بانجلترا , والى الأستاذة نعمات مالك , والى الودود عبدالله الذى ظل بجانبها لأكثر من ربع قرن يعمل في إخلاص حتى صار احد أفراد أسرتها الأوفياء , ست البنات
|
|
|
|
|
|