|
أصبحنا أكثر قلقاً على دارفور بقلم نورالدين مدني
|
كلام الناس
mailto:[email protected]@msn.com
*حرصت على حضور ورشة العمل التي نظمها المركز العالمي للدراسات الأفريقية حول"رؤية تحليلية لإتفاقية سلام الدوحة وتقييم ماتم تنفيذه" لإهتمامي الشخصي بسلام دارفور، كي تعود سيرتها الأولى كما عرفناها ونحن بين أحضانها واحة سلام وتعايش بين كل مكوناتها القبلية، قبل أن تفرقهم الصراعات السياسية الفوقية. *لم أكن أعرف الذين سيتدحثوا في هذه الورشة لأن الدعوة وصلتني عبر الهاتف، لأعرف بعد دخولي مقر الورشة بقاعة الشهيد الزبير محمد صالح، أنهم المهندس ابراهيم موسى مادبو وأ.ادم علي شوقار وأ.علي ماجوك والدكتور فاروق احمد ادم. *الورشة كانت ساحة مفتوحة للعصف الذهني وإخراج الهواء الساخن،خرجت منها معلومات ومؤشرات خطيرة لخصها الدكتور فاروق بقوله أنه ليس متفائلاٍ وليس متشائماً وإنما هو خائف على دارفور نتيجة لحالة السيولة التي باتت تهدد سلامها المجتمعي. * المهندس ابراهيم مادبو أجرى مقارنة بين إتفاق جيبوتي ووثيقة الدوحة، وقال ان المشكلة ليس في ما تم الإتفاق عليه، وإنما في ما يتنزل منه على أرض الواقع، فالترتيبات الأمنية لم تكتمل، وهناك إنفلاتات داخلية تهدد السلام المجتمعي، إضافة لتنامي الصراعات القبلية واندلاعها لأتفه الأسباب، وقال مادبو ان بعض المشاريع التنموية معلقة لأن المانحين إشترطوا أن تدفع الحكومة نصيبها. *الوزير على ماجوك تحدث عن التحديات الداخلية والخارجية، وقال أنه للأسف لاتوجد إسترتيجية واضحة تجاه سلام دارفور وأشار إلى ضياع 124 مليارحسب تقرير المراجع العام قال : لاندري أين ذهبت!!، وأضاف ماجوك قائلاً للأسف فإن صراع دارفور إنتقل إلى جبال النوبة والنيل الأزرق، وهناك تجاذب خارجي على ملف سلام دارفور، وخلص إلى أنه ما دام هناك صراع سياسي فإنه لايمكن تحقيق سلام دارفور, *أ ادم شوقارتحدث عن دور المجتمع المدني الدارفوري وقال أن هناك مبادرات دارفورية مختلفة لابد من التنسيق بينها والسعي الجاد نحو بلورتها في رؤيةشاملة للتسوية السياسية، الدكتور فاروق احمد ادم أكد اهمية وضع هذه الرؤية المستقبلية لإعادة السلام في دارفور، وقال أن هذه المهمة صعبة في ظل السيولة التامة للأوضاع في دارفور، ونبه إلى أن الظواهر التي أفرزها الصراع في دارفور أخطر من أسباب النزاعات نفسها، وأن الحكومة تتعامل مع مشكلة دارفور بردود الفعل وليس بالفعل المؤسس، وقال الدكتور فاروق : دارفور لن تنفصل، لكنها ستظل مصدراً للإستقطاب والإستنزاف والتمزق للوطن كله. *في ختام مداخلته قال الدكتور فاروق : ما الذي يجري في أديس أببا حول دارفور، وهل الحوار الوطني القائم تكتيكي أم إستراتيجي ؟!!، وأضاف قائلاً لايمكن تحقيق التنمية قبل تحقيق الإستقرار الأمني، وأنه لاجدوى من التوزيع الأفقي والرأسي للسلطة دون تحقيق السلام، وأكد ضرورة الإعتراف بالأزمة والإعتصام بالحقائق وبسط سلطان القانون وإستعادة هيبة الدولة. *هكذا خرجنا من هذه الورشة المهمة ونحن أكثر قلقاً على سلام دارفور الذي يسهم في تهديده بعض أبناء دارفور أنفسهم.
|
|
|
|
|
|