دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
|
Re: حرب التاتشرات وإعادة صياغة الصِّراع المُسلح فى السودان (مقال وصور) (Re: سيف اليزل سعد عمر)
|
هذا المقال هو محاولة لتسليط الضوء على تأثير عربات الدفع الرباعي ،المتعارف عليها بالتاتشرات، على إعادة صياغة الصراع فى السودان. فكرة المقال تتلخص في ان هذه السيارات أعطت الصراع فى السودان أبعادا جديدة من أهمها ظهور مراكز قوي جديدة، توجيه ضربات عسكرية سريعة للخصوم، ترويع وإرهاب المواطنين. إمتلاك التاتشرات يعني القُدرة على مُمارسة سُلطة شرعية او غير شرعية، تَحرُرية أو إجرامية، ثورية او ارهابية.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: حرب التاتشرات وإعادة صياغة الصِّراع المُسلح فى السودان (مقال وصور) (Re: سيف اليزل سعد عمر)
|
الأخ سيف اليزل سعد عمر لك التحية و الإحترام
فكرة الحرب الخاطفة ليست جديدة ... الحرب الخاطفة تتميز بوجود قادة هم شعلة ذكاء و مجموعات تتفجر طاقة و حماس و ولاء مع المقدرات الذهنية العالية. ألمانيا قلبت الموازين عندما ادخلت فكرة الحرب الخاطفة و التحرك المباغت بحيث ألغت فعليّاً مدارس تكتيكات عسكرية تخرّج ضباط أركانحرب ... عندما إجتاحت الفرق النازية كل خطوط دفاع فرنسا (خط ماجينو الشهير سقط في لحظات) و بلجيكا و هولندة و باغتت الجيوش البريطانية لتنسحب في مهانة عبر ميناء دنكيرك ... تلك الخطة السريعة الضاربة إشتهرت في التاريخ العسكري بالبلتزكريك. و طبّقت ألمانيا نفس خطة الهجوم الخاطف السريع في شمال أفريقيا حيث إستطاع ثعلب الصحراء رومل بإستخدام فرق البانزر (عربات مصفحة خفيفة و سريعة مثل تاتشرات اليوم) من الحاق هزائم متكررة بالجيش البريطاني (الحلفاء) بقيادة الإنجليزي مونتقومري في صحراء ليبيا. حرب التاتشرات برع فيها جيش تشاد عندما هزموا ليبيا في قطاع أوزو ... و عندما إنقلب التشاديون علي حسين هبري بقيادة إدريس دبي .. و كانت هناك معارك حيث أفلحت التاتشرات في المناورة علي الدبابات الضخمة بطيئة المناورة.
ما يجري في السودان هو بيان آخر أن القوة لا تكمن في المعدات الضخمة الثقيلة و الجيوش النظامية المنتشرة في ترهل بحيث تصبح اهدافاً سهلة .. بل القوة عي في السرعة و الضرب المباغت و الإنسحاب السريع قبل أن يستفيق العدو.
قوات الجبهة الثورية ستهزم قوات الحكومة إن هي داومت علي حروب البليتزكريك. (بالمناسبة عند ضربة ثوار دارفور لمطار الفاشر و حرق الطائرات و هي جاثمة في المطار و إجتياح و إحتلال الحامية و أسر ضابط كبير برتية لواء - قرأنا في الصحف الامريكية أن ثوار دارفور نفذوا بلتزكريك بدقة و مهارة - كان ذلك في 2003).
طبيعة الجيوش النظامية - مهما كانت قوية في التسليح و العداد و الأعداد .. مصيرها تنهزم من قوات الثوار الذين يطبقون حروب العصابات - التحرك الخاطف و الضرب الموجع و ثم الإنسحاب السريع.. هذه حقائق عرفها الجيش الامريكي في فيتنام و الروسي في أفغانستان و الإنجليزي كينيا (الماوماو) و الفرنسي في فيتنام و الجزائر.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: حرب التاتشرات وإعادة صياغة الصِّراع المُسلح فى السودان (مقال وصور) (Re: ناذر محمد الخليفة)
|
ناذر الخليفة بسأل منك والله يعلم، ومرحب بطلتك علينا
قريت المقال بتاعك. وأكيد ما أظنك مستغرب ما يحصل فى السودان بعد كل هذه السنين بسبب "تيييييت توايوتا ...كدا كدا توايوتا تيييت" والبتعملو التاتشرات فى السودان.
Quote: لا ادري ما سبب تسمية تلك العربة بهذا الإسم وإذا ما كان لها علاقة برئيسة الوزراء البريطانية السابقة مارغريت تاتشر ولكنها التسمية الرائجة لتلك العربة الجبارة
كم تكسب الشركة المصنعة للعربة تاتشر سنوياً جراء تسويق العربة وإسبيراتها في مناطق النزاع الافريقية ؟ وكم يبلغ دخل الدولة من جراء العوائد المباشرة التي تدخل لخزينتها جراء هذا التسويق الواسع للعربة ؟
كم ستخسر الشركة المصنعة للتاتشر إذا ما توقفت النزاعات والحروب في الدول التي تروج فيها لتلك العربة ؟ وكم ستكون خسارة الدولة التي تتبع لها العربة إذا ما توصل الثوار وحاملو السلاح إلى تسوية سياسية وإتفاقيات سلام مع حكوماتهم وبالتالي يتوقف الطلب المتسارع على تلك العربة وإسبيراتها |
خطة شركة التويوتا للسودان هي: التركيز على مد المنطقة (تشاد، ليبيا، مصر، والسودان) بتاتشرات أكثر ملاءمة لبيئة الصراع فى المنطقة من مصانع الشركة فى جنوب أفريقيا ومصانع التجميع فى مصر.
ما تغيب. تحياتى يا ناذر
| |
|
|
|
|
|
|
Re: حرب التاتشرات وإعادة صياغة الصِّراع المُسلح فى السودان (مقال وصور) (Re: Mohamed Suleiman)
|
الأخ محمد سليمان مرحب بيك كتير
وشكراً كتير علي هذه الإضافة. حقيقة كنت محتاج لمشاركة البورداب للحصول على معلومات تتلعق بهذا الموضوع. اعدت لي قائمة من "الشكلات" أو "الدواس" الذي لعبت فيه التاتشرات دوراً محوريا وهاما. وهى بالطبع قائمة ليست حصرية
أسمح لي بإضافة هذه المعلومة حول الهجوم الخاطف على مطار دارفور
Quote: قوات الجبهة الثورية ستهزم قوات الحكومة إن هي داومت علي حروب البليتزكريك. (بالمناسبة عند ضربة ثوار دارفور لمطار الفاشر و حرق الطائرات و هي جاثمة في المطار و إجتياح و إحتلال الحامية و أسر ضابط كبير برتية لواء - قرأنا في الصحف الامريكية أن ثوار دارفور نفذوا بلتزكريك بدقة و مهارة - كان ذلك في 2003). |
التحول الذي تقصده لعبت فيه التاشرات دوراً مهما وأساسياً
Quote: ما يجري في السودان هو بيان آخر أن القوة لا تكمن في المعدات الضخمة الثقيلة و الجيوش النظامية المنتشرة في ترهل بحيث تصبح اهدافاً سهلة .. بل القوة عي في السرعة و الضرب المباغت و الإنسحاب السريع قبل أن يستفيق العدو |
زي ما شايف النزاع فى دارفور ومناطق أخري يعيد ويستفيد من التجربة التشادية والتى أصبخت أيضاً جزءً من الصراع.
Quote: حرب التاتشرات برع فيها جيش تشاد عندما هزموا ليبيا في قطاع أوزو ... و عندما إنقلب التشاديون علي حسين هبري بقيادة إدريس دبي .. و كانت هناك معارك حيث أفلحت التاتشرات في المناورة علي الدبابات الضخمة بطيئة المناورة. |
تحياتى ولك جزيل الشكر علي هذه المداخلة
| |
|
|
|
|
|
|
Re: حرب التاتشرات وإعادة صياغة الصِّراع المُسلح فى السودان (مقال وصور) (Re: سيف اليزل سعد عمر)
|
أدناه قايمة ليست حصرية للاشتباكات والهجمات والعمليات العسكرية التي لعبت فيها التاتشرات دورا محوريا فى النزاع فى السودان.
اشتباك عسكري قامت به الحركة الشعبية فى العباسية 28 يناير 2012 هجوم الجبهة الثورية على مدينة رشاد 24 يوليو 2013 هجوم مليشيات حكومية على قري بالقرب من تلودي والعباسية 20 مايو 2012 هجوم مليشيات الحركة الشعبية على خور الدليب 22 سبتمبر 2011 الجبهة الثورية تهاجم ام روابة 26 ابريل 2013 مليشيات الموتمر الوطني وقوات الامن تهاجم المتظاهرين فى هبة سبتمبر 2013 هجوم مليشيات الحركة الشعبية على جبل الفرسان جنوب ابوزبد 19 يوليو 2012 هجوم للجبهة الثورية على دوكة وود ام بريم فى شرق السودان 2 يونيو 2013 هجوم الجبهة الثورية على منطقة ام مرح الواقعة شمال شرق محلية رشاد فى 15 يوليو 2013 حركة العدل والمساواة تهاجم مدينة ابوزبد بأكثر من 30 عربة تاتشر 17 نوفمبر 2013 قوات الجبهة الثورية تهاجم منطقة تبسة وتسيطر على طريق العباسية 15 مايو 2013 هجوم حركتي تحرير السودان والعدل والمساواة على قافلة إمدادات عسكرية بين تابت وأبو حمرة فى جنوب دارفور 18 سبتمبر 2012 هجوم الجبهة الثورية على مليشيات حكومية فى ام برمبيطة 6 مايو 2013 قوات الجبهة الثورية تهاجم مليشيات حكومية فى التروجى وحامية الأحيمر 26 فبراير 2012 هجوم الجبهة الثورية على فريق عسكري بقيادة ريس أركان الجيش السودانى خارج ابو كرشولا فى 31 مايو 2013 الجبهة الثورية تستولي علي ابوكرشولا بأكثر من 150 سيارة تاتشر 27 ابريل 2013 الجبهة الثورية تهاجم مدينة الدلنج 12 فبراير 2013 مليشيات حكومية تهاجم المجيليد فى محلية كليكل 7 نوفمبر 2013 مليشيات قبلية تهاجم كوندبي شمال الجنينة بمحلية سربا 29 يناير 2013 هجوم الجبهة الثورية على محلية ميرشنج فى جنوب دارفور واشتباكات مع الجيش السودانى 29 اكتوبر 2013 مليشيات قبلية تهاجم مركز شرطة برام فى جنوب دارفور وتطلق سراح معتقلين 20مارس 2013 عمليات سطو على المسافرين على طريق نيالا برام من قبل مليشيات قبلية 4 فبراير 2012 مليشيات حكومية تمارس فوضي وترويع للمواطنين فى مدينة تندلتي 13 نوفمبر 2013 الجيش السودانى يشن هجوما على مواقع الجيش الشعبي ببالدقو جنوب النيل الأزرق 19 يناير 2013 الجيش السودانى يشن هجوما على حركة تحرير السودان فى خور ابيشي شمال شرق مدينة نيالا الجيش السودانى يشن هجوما على مجموعات مسلحة فى قرية ام عجاجة غرب مدينة مليط بشمال دارفور 22 مارس 2013 الجيش السودانى يشن هجوما على قوات الجيش الشعبي لتحرير السودان فى وادي العطرون 11 اغسطس 2008 الجيش السودانى وحركة تحرير السودان تهاجمان قواعد للعدل والمساواة فى جبل وانا بالقرب من الفاشر 18 فبراير 2009 استعادة هجليج بعد مناوشات مع الحركة الشعبية لتحرير السودان 16 ابريل 2013 حركة تحرير السودان تصد هجوما للمليشيات الحكومة فى بركة بين الفاشر وطويلة 25 يونيو 2013 اشتباكات بين حركات دارفورية فى مناطق حدودية بشمال دارفور 12 مايو 2013 اشتباكات بين مليشيات الرزيقات والمعاليا فى منطقة بخيت 18 سبتمبر 2013 هجوم الجبهة الثورية على قرية حجر الدوم شرق منطقة كلوقي بولاية جنوب كردفان 6 سبتمبر 2012 احداث نيالا والمليشيات القبلية بقيادة دكروم 3 يوليو 2013 هجوم حركة العدل والمساواة واغتيال محمد بشر وسليمان اركو على الحدود السودانية التشادية 12 مايو 2013 اشتباكات بين فصائل من العدل والمساواة أدت الى اغتيال صالح جربو 19 ابريل 2013 هجوم العدل والمساواة على حركة تحرير السودان با ابو قمرة 3 ابريل 2010 حركة تحرير السودان تتعرض لهجوم من الجيش ومليشيات النظام فى منطقة هشابة يستشهد فيها ريس هيئة أركانها فى 26 ديسمبر 2012 اشتباكات بين العدل والمساواة والجيش السودانى فى جبل مون 14 مايو 2010 حركة تحرير السودان تعلن تدمير حامية ام دافوق فى جنوب كردفان والاستيلاء على 50 سيارة تاتشر 17 ابريل 2012 اشتباكات مليشيات قبلية بين القمر والبني هلبة والاستيلاء على 30 سيارة تاتشر 29 مايو 2013 اشتباكات بين الجبهة الثورية ومليشيات حكومية فى ام جناح القريبة من عد الفرسان بجنوب دارفور 25 يونيو 2012 حشود عسكرية حكومية فى القضارف تحسبا للهجوم متوقع من مجموعات مسلحة فى شرق السودان 14 مايو
| |
|
|
|
|
|
|
Re: حرب التاتشرات وإعادة صياغة الصِّراع المُسلح فى السودان (مقال وصور) (Re: سيف اليزل سعد عمر)
|
حرب التاتشرات وإعادة صياغة الصِّراع المُسلح فى السودان سيف اليزل سعد عمر
هذا المقال هو محاولة لتسليط الضوء على تأثير عربات الدفع الرباعي ،المتعارف عليها بالتاتشرات، على إعادة صياغة الصراع فى السودان. فكرة المقال تتلخص في ان هذه السيارات أعطت الصراع فى السودان أبعادا جديدة من أهمها ظهور مراكز قوي جديدة، توجيه ضربات عسكرية سريعة للخصوم، ترويع وإرهاب المواطنين. إمتلاك التاتشرات يعني القُدرة على مُمارسة سُلطة شرعية او غير شرعية، تَحرُرية أو إجرامية، ثورية او ارهابية..
ملاءمة و كفاءة التاتشرات: طبيعة الارض وتضاريسها ومناخِها تلعب تدورً مهما فى ميدان الحرب العسكرية. لذلك اهتمت القوي العسكرية العظمي بتصمِيم الآليات العسكرية لِرفع أدائها وكفائتها فى ميدان الحرب والمناورة العسكرية. ومع التطور التكنولوجي والتقني الهائل والمُتسارع حدثت نقلة كبيرة فى توجيه ضرباتٍ عسكرية بدقة وسرعة مُتناهية. إنعكسات هذا التطور نُشاهدها جلِّية فى الهجمات والضربات العسكرية التى تعرض لها السودان خلال رُبع القرن الماضي فى مصنع الشفاء للأدوية، مصنع اليرموك للتصنيع الحربي،ضربات الجيش الإسرائيلي لقوافل السلاح فى شرق السودان ومحاولة حركة العدل والمساواة لإستلام السلطة بكتيبة عسكرية مكونة من مئتي عربة دفع رباعي او ما يطلق عليها اسم "التاتشرات". وهي التسمية السودانية التى أطلقت على سيارات التويوتا لاندكروزر والهيلوكس التى حُملت بمختلف انواع الأسلحة الخفيفة والمتوسطة. اما التسمية المتعارف عليها عالميا فهي "التكنِيكال" والتى ابتدعها أُمراء الحرب الصُومالية لمساعدة منظمات الإغاثة وفرق الإعلام والمستشارين لتوفير حماية لا تتعدي سيارة أو سيارتين ذات دفع رباعي محملة ببعض الصوماليين والأسلحة الخفيفة باعتبارها "تكنيكال اسيستنس". لقد غمرت الشركات اليابانية أسواق السيارات الافريقية بمختلف سيارات البيك اب ذات الدفع الرُباعي والتي أثبتت فعاليتها لملاءمة البيئة وتضاريس الارض فى الترحال من مكان الي آخر. ماركة تويوتا على وجه التحديد كانت الأكثر قُبولاً وانتشاراً لقوتها ومتانتِها وبساطتها الميكانيكية. وهي سيارات ينطبق عليها المثل السودانى بان لديها "روح ######" او "كديس بسبعة أرواح" لا تموت بسهولة أبدا. وهو ما حاول إثباته برنامج بريطاني يهتم بالسيارات "توب قير" والذي يُقدمه جيرمي كارلسون. ففي ثلاثة حلقاتً متتالية تحت عنوان كيف "تقتل التويوتا" بإغراقِها فى البحر، وتفجِيرها مع عمارة وهى على سطحها وحِرقها بالنار ما كانـ هذه التاتشرة العجيبة تحتاجُ لأكثر من شاكُوش ومفك لإدارة محركها. حرب التاتشرات حرب مكلفة واستنزفت موارد الحكومة والمعارضة المسلحة. محصلة هذا الإستنزاف والخسارة هى فقر الشعب السودانى وإهدار موارده المالية. لقد حاولت البحث عن مصادر لتكلفة التاتشرات وأرقام حول الأسعار والاستيراد الا اننى لم أوفق في ذلك. ويرجع السبب ، فى إعتقادي، إلى أن إستيراد التاشرات لا يُدرَجُ تحت بند إستيراد السلاح والذي يخضع لمعاهدات وإتفاقيات تحكُمها ماعاهدات دولية ماعداها هو تهريب وخرقٌ للمَوَاثِيقَ دُولية. لكن من الواضح أن إستيراد التاتشرات يقع ضمن إستيراد السيارات للأغراض المدنية. بحساب بسيط مبنى على سعر التاتشرة الواحدة دعونا نحسب تكاليف حرب التاتشرات فى السودان. إذا إفترضنا أن سعر التاتشرة الواحدة هو خمسون الف دولار (سعر تقريبي) فإن خسارة حركة العدل والمساواة من فقدان مائتي تاتشرة خلال محاولتها الاستيلاء على السلطة فى مايو 2008 هو عشرة ملايين دولار. هذا بالطبع غير الخسارة البشرية وقيمة الأسلحة المُحملة على تلك التاتشرات..
لقد أصبحت التاتشرات فى حد ذاتها من أهم الأسلحة فى المُناورات والهجمات العسكرية السريعة. فقد أُطلق عليها مؤخراً بعد إستخدامها فى ثورات الربيع العربي "ماكِينات الحرب". وسَبَقَهَا دُورها المعروف فى الحرب الصحراوية الليبية -التشادية فعُرفت الحرب باسمها او "حرب التويوتا". وهاهى تكتسب اهمية فى الصراع السودانى على طوال حِزام السافنا الفقيرة من أقاليم دارفور فى الغرب الى أقاليم البحر الأحمر، النيل الأزرق وكسلا فى الشرق. ظُهور التاتشرات فى هذا الحزام هو مؤشر على النقلة النوعية في الصراع فى السودان بعد وصول الانقاذ للسلطة وانفصال الجنوب. فبعد ان كانت شاحنات المجروس و "الزد واي" والداف هي الأهم لوجستياً وعسكرياً فى أحراش وغابات الجنوب الإستوائية، أصبحت اليوم لا قيمة لها في حرب المدن السودانية. حتي قوات الامن والاحتياط المركزي وقوات مكافحة الشغب إستبدلت تلك الشاحنات بالتاتشرات. التاتشرة عبارة عن سلاح متحرك يتم نقله بكل سهولة. فقد حُمِّلت صناديقها بمختلف انواع الأسلحة من راجمات وقاذفات صورايخ ومضادات للطائرات وغيرها. حيث يتم تركيب هذه الأسلحة بكل سهولة وبايادي محلية رخيصة..
عند تفجرت الأوضاع فى دارفور سيطرت رمزية الجنجويد في عقلية العالم. بأنهم مليشيات حكومية تستخدم الحصين والجمال فى حركتها لترويع الأهالي. لكن دخول التاتشرات فى الصراع الدرافوري قللت من رمزية الجنجويد والتى إنحصرتْ فى مفهومها العنصري بانها قبائل عربية تعمل علي إبادة العنصر غير العربي. وبالفعل لعبة التاتشرات دورا كبيرا فى زعزعة الاستقرار الدارفوري مثلما فعلت "حرب تويوتا" الحرب التشادية - الليبية فى نهايات السبعينيات. اليوم ليست هناك حركة متمردة دارفورية او مليشيا قبلية لا تمتلك تاتشرات (راجِع القائمة المُلحقة أدناه). بل إن الحصول على هذه التاتشرات أصبح جزءً من الولاءآت السياسية والقبلية فى دارفور..
التاتشرات وتفتيت القوات السودانية المسلحة: عَمدَتْ حكومة الإنقاذ منذ اليوم الاول من إستيلائها على السُلطة إلى تفكيك القوات المسلحة وإعادة صياغتها على مبدأ الولاء الحزبي والقبلي. مستخدمةً فى ذلك تجييش كافة قطاعات الشعب السودانى وتكريس الهوس الديني بالدعاوي الكاذبة المضللة عن حرب جهادية مقدسة فى جنوب السودان. لقد سعت من اليوم الى خلق مليشيات موازية للجيش السودانى بقيام ما يسمى بقوات الدفاع الشعبي. وبدلا من دعم القوات المسلحة النظامية وتأهيلها استثمرت الانقاذ فى تأهيل قوات الدفاع الشعبي وإضعاف الجيش النظامى السودانى.
ومع تفاقم الصراع فى دارفور وازدياد الصراعات القبلية بسبب سياسات الإنقاذ الخاطئة تزايدت العمليات العسكرية للدفاع الشعبي لتأخذ طابع حرب العصابات، تلعب فيه سرعة الحركة والمناورة والانقضاض دورا أساسيا ومهما. عندها أصبحت للتاتشرات اهمية كبري لبناء وحدات عسكرية لترويع المواطنين بدلاً من إستخدام الجيش السودانى الذي يحكمه الانضباط والذي أصبحا أصلا لايملك قدرات الحركة السريعة التى وفرتها التاتشرات لمليشيات الموتمر الوطني. أما الحركات المسلحة المعارضة فقد وجدت فى التاشرات قوةً تسمح لها بالهجوم السريع على الجيش ومليشيات الحكومة. حتي عصابات النهب المسلح وجدت فى التاتشرات ما تحتاجه من سرعة وقوة لمهاجمة الشاحنات والبصات ونهب قطعان الماشية. لقد أنتجت التاتشرات بؤراً مُتحركة من الآلة العسكرية فى جميع أنحاء السودان يقودها ما تبقي من الجيش النظامى ، الدفاع الشعبي، وتشكيلات القوي الأمنية الأخري التى أصبح لا يُعرف لها مسماً سوي انها مليشيات لحماية النظام.
لقد أتاحت التاتشرات للحركات الدافورية والحركة الشعبية لتحرير السودان لتوجيه ضربات سريعة وقاسية لمليشيات الموتمر الوطنى. فهى إستطاعت الهجوم على النظام بعد رحلة ثلاثة ايام عبر الصحراء من حدود السودان الغربية الى أُم درمان فمن السهولة إدارة معارك فى معظم مدن السودان الكبري على الطرق المعبدة وغير المعبدة . لقد لعبت التاتشرات دورا مهما وكبيرا فى جميع العمليات العسكرية فى المدن السودانية.
لقد كثُرت التاتشرات والمليشيات حتي أصبح من الصعوبة التعرف على المهاجمين إن كانوا من الجيش او مليشيات الموتمر الوطني او مليشيات قبلية او حركة دارفورية او مجموعة من قطاع الطرق. ولعله ليس هناك مثال افضل من الهجوم الذي وقع بالخطاء بين مليشيات حكومية بالقرب من مدينة الدلنج فى منتصف نوفمبر الماضي. دعوات إعادة صياغة القوات المسلحة بعد سقوط الإنقاذ لا تنطلق من فراغ وللنظر ما فعلته التاتشرات فى تغيير موازين القوي فى السودان وما حولنا من دول الجوار.
التاتشرات المدنية رمزية المركز والسلطة: قد يكون حُلم الشاب السودانى فى مناطق الهامش عربة تاتشر محملة بالسلاح للدفاع عن حقوقه وحقوق اهله المستلبة، اما حُلم الشاب من مناطق الوسط والمركز فهو تويوتا برادو مكندشة. حلم المغترب السودانى مع بداية السبعينيات كانت تويوتا هايلوكس برينسة تعينه على توفير الدخل المعيشى. لقد أنفقت حكومة الانقاذ أموالا طائلة لشراء الآلاف من سيارات البرادو لتوزيعها على المواليين من السياسين وزعماء القبائل وقادة الجيش السودانى والمليشيات الأخري. أقرب مثال هي البرادو التي تربضُ فى منزل والى ولاية شمال دارفور والتي تحدث عنها أحد الصحفين وعن مواصفاتها من زجاج واقي من الرصاص وميزات سلامة اخري. وان هذا النوع من السيارات لا يسمح باستيراده الا بموافقة من جهات عليا لها علاقة بالملفات الأمنية . وليس مصادفة ان معظم الذين فقدوا أرواحهم من قادة الانقاذ فى حوادث مرورية او هجمات عسكرية كانت البرادو او اللاندكروزر جزءً من السبب. وانعدمت الضوابط والقوانين الحكومية لاستخدام التاتشرات المدنية لتنشر الفوضي والخوف والرعب فى مدن السودان. احدي هذه الظواهر هى التاتشرات التى ليست عليها لوحات (نمرة) ولا تري من بداخلها بسبب التظليل لحماية الفساد. واهاهى التاتشرات تستخدم لقمع وقتل المتظاهرين وترويعهم. وبدلا عن سيارات الشرطة ودفاراتها المعروفة أصبحت التاتشرات ومليشياتها هى قوة ردع الإنقاذ. خطورة هذا المنهج هو التكريس لفوضي مستقبلية نري مؤشراتها بوضوح.
للموضوع جوانب متعددة ويحتاج لدراسات وبحوث مستفيضة للخروج بالبلد من مأزق التفتت والعنف الذي تعيشه الآن. وفى ظل النظام الحاكم وسياساته المتبعة فطريق التاتشرات لن يؤدي إلى لمزيدٍ من القذائف والرصاص.
أدناه قايمة ليست حصرية للاشتباكات والهجمات والعمليات العسكرية التي لعبت فيها التاتشرات دورا محوريا فى النزاع فى السودان. اشتباك عسكري قامت به الحركة الشعبية فى العباسية 28 يناير 2012 هجوم الجبهة الثورية على مدينة رشاد 24 يوليو 2013 هجوم مليشيات حكومية على قري بالقرب من تلودي والعباسية 20 مايو 2012 هجوم مليشيات الحركة الشعبية على خور الدليب 22 سبتمبر 2011 الجبهة الثورية تهاجم ام روابة 26 ابريل 2013 مليشيات الموتمر الوطني وقوات الامن تهاجم المتظاهرين فى هبة سبتمبر 2013 هجوم مليشيات الحركة الشعبية على جبل الفرسان جنوب ابوزبد 19 يوليو 2012 هجوم للجبهة الثورية على دوكة وود ام بريم فى شرق السودان 2 يونيو 2013 هجوم الجبهة الثورية على منطقة ام مرح الواقعة شمال شرق محلية رشاد فى 15 يوليو 2013 حركة العدل والمساواة تهاجم مدينة ابوزبد بأكثر من 30 عربة تاتشر 17 نوفمبر 2013 قوات الجبهة الثورية تهاجم منطقة تبسة وتسيطر على طريق العباسية 15 مايو 2013 هجوم حركتي تحرير السودان والعدل والمساواة على قافلة إمدادات عسكرية بين تابت وأبو حمرة فى جنوب دارفور 18 سبتمبر 2012 هجوم الجبهة الثورية على مليشيات حكومية فى ام برمبيطة 6 مايو 2013 قوات الجبهة الثورية تهاجم مليشيات حكومية فى التروجى وحامية الأحيمر 26 فبراير 2012 هجوم الجبهة الثورية على فريق عسكري بقيادة ريس أركان الجيش السودانى خارج ابو كرشولا فى 31 مايو 2013 الجبهة الثورية تستولي علي ابوكرشولا بأكثر من 150 سيارة تاتشر 27 ابريل 2013 الجبهة الثورية تهاجم مدينة الدلنج 12 فبراير 2013 مليشيات حكومية تهاجم المجيليد فى محلية كليكل 7 نوفمبر 2013 مليشيات قبلية تهاجم كوندبي شمال الجنينة بمحلية سربا 29 يناير 2013 هجوم الجبهة الثورية على محلية ميرشنج فى جنوب دارفور واشتباكات مع الجيش السودانى 29 اكتوبر 2013 مليشيات قبلية تهاجم مركز شرطة برام فى جنوب دارفور وتطلق سراح معتقلين 20مارس 2013 عمليات سطو على المسافرين على طريق نيالا برام من قبل مليشيات قبلية 4 فبراير 2012 مليشيات حكومية تمارس فوضي وترويع للمواطنين فى مدينة تندلتي 13 نوفمبر 2013 الجيش السودانى يشن هجوما على مواقع الجيش الشعبي ببالدقو جنوب النيل الأزرق 19 يناير 2013 الجيش السودانى يشن هجوما على حركة تحرير السودان فى خور ابيشي شمال شرق مدينة نيالا الجيش السودانى يشن هجوما على مجموعات مسلحة فى قرية ام عجاجة غرب مدينة مليط بشمال دارفور 22 مارس 2013 الجيش السودانى يشن هجوما على قوات الجيش الشعبي لتحرير السودان فى وادي العطرون 11 اغسطس 2008 الجيش السودانى وحركة تحرير السودان تهاجمان قواعد للعدل والمساواة فى جبل وانا بالقرب من الفاشر 18 فبراير 2009 استعادة هجليج بعد مناوشات مع الحركة الشعبية لتحرير السودان 16 ابريل 2013 حركة تحرير السودان تصد هجوما للمليشيات الحكومة فى بركة بين الفاشر وطويلة 25 يونيو 2013 اشتباكات بين حركات دارفورية فى مناطق حدودية بشمال دارفور 12 مايو 2013 اشتباكات بين مليشيات الرزيقات والمعاليا فى منطقة بخيت 18 سبتمبر 2013 هجوم الجبهة الثورية على قرية حجر الدوم شرق منطقة كلوقي بولاية جنوب كردفان 6 سبتمبر 2012 احداث نيالا والمليشيات القبلية بقيادة دكروم 3 يوليو 2013 هجوم حركة العدل والمساواة واغتيال محمد بشر وسليمان اركو على الحدود السودانية التشادية 12 مايو 2013 اشتباكات بين فصائل من العدل والمساواة أدت الى اغتيال صالح جربو 19 ابريل 2013 هجوم العدل والمساواة على حركة تحرير السودان با ابو قمرة 3 ابريل 2010 حركة تحرير السودان تتعرض لهجوم من الجيش ومليشيات النظام فى منطقة هشابة يستشهد فيها ريس هيئة أركانها فى 26 ديسمبر 2012 اشتباكات بين العدل والمساواة والجيش السودانى فى جبل مون 14 مايو 2010 حركة تحرير السودان تعلن تدمير حامية ام دافوق فى جنوب كردفان والاستيلاء على 50 سيارة تاتشر 17 ابريل 2012 اشتباكات مليشيات قبلية بين القمر والبني هلبة والاستيلاء على 30 سيارة تاتشر 29 مايو 2013 اشتباكات بين الجبهة الثورية ومليشيات حكومية فى ام جناح القريبة من عد الفرسان بجنوب دارفور 25 يونيو 2012 حشود عسكرية حكومية فى القضارف تحسبا للهجوم متوقع من مجموعات مسلحة فى شرق السودان 14 مايو 2013
عربات الدفع الرباعي وحوادث السير وسط القادة السياسين: وفاة وزير مالية جنوب كردفان فى حادث حركة 13 سبتمبر 2013 وفاة وزير الثقافة والإعلام عبد الهادي احمد عثمان فى حادث حركة 4 اغسطس 2006 وفاة الدكتور مجذوب الخليفة مستشار رئيس الجمهورية فى حادث مروري فى 27 يونيو 2007 وفاة رئيس شعبة اتحاد اصحاب وكالات السفر والسياحة في حادث مروري 22 يونيو 2013 اصابة معتمد الرئاسة بولاية النيل الأبيض احمد ادريس الزين فى حادث مروري 23 يونيو 2011
| |
|
|
|
|
|
|
Re: حرب التاتشرات وإعادة صياغة الصِّراع المُسلح فى السودان (مقال وصور) (Re: سيف اليزل سعد عمر)
|
"التاتشرات". وهي التسمية السودانية التى أطلقت على سيارات التويوتا لاندكروزر والهيلوكس التى حُملت بمختلف انواع الأسلحة الخفيفة والمتوسطة. اما التسمية المتعارف عليها عالميا فهي "التكنِيكال" والتى ابتدعها أُمراء الحرب الصُومالية لمساعدة منظمات الإغاثة وفرق الإعلام والمستشارين لتوفير حماية لا تتعدي سيارة أو سيارتين ذات دفع رباعي محملة ببعض الصوماليين والأسلحة الخفيفة باعتبارها "تكنيكال اسيستنس".
| |
|
|
|
|
|
|
Re: حرب التاتشرات وإعادة صياغة الصِّراع المُسلح فى السودان (مقال وصور) (Re: سيف اليزل سعد عمر)
|
ماداخلة للاستاذ التجاني الحاج من الفيسبوك:
Quote:
اول ما استخدمت التاتشر في حروب الصحراء كانت في الحروب التشادية التي اندلعت ما بين حسين حبري ضد عودي جوكوني ثم ادريس ديي ضد حسين حبري. لكن عندما استخدمتها المعارضة التشادية المدعومة من الحكومة السودانية لم تنجح ويعود ذلك لخصائص فنية عملياتية ساشرحها ادناه. تتميز التاتشر بالقوة والسرعة في المناطق الصحراوية المكشوفة خاصة بين قوتين لا تمتلكان الغطاء الجوي المضاد (الطيران المنخفض) وهذا هو السبب في نجاحها في الحرب التشادية الاولى لانها - اي التاتشر - تحمل على ظهرها الجنود ومدفعية متوسطة غالبا ما تكون مدافع الدوشكا، بي كي ام، مضادات الدروع من فصيلة بي 10، اس بي جي 9، 106، او صواريخ الكاتيوشا 6 مواسير التي تسمي بي ان. وهذه الاسلحة هي جميعها تعرف باسلحة التصويب المباشر بمعني انها تصوب بزاوية صفر او 180 افقيا لاهداف في مرماها. لذلك عندما تكون هناك مواجهات بين قوتين في ارض مكشوفة ينعدم فيها الغطاء الجوي يصبح عامل السرعة وكثافة النيران المباشرة هي العنصر الحاسم لتحقيق النصر وهو ما ميز الحرب التشادية اذ انها كانت دائما سريعة بفضل سيارات التاتشر ونعود لماذا لم تفلح في هزيمة ادريس دبي مؤخرا؟ يعرد ذلك الى ادريس فطن لضعف هذا التكتيك العسكري بفضل الفرنسيين والذين قاموا بمساعدته عن طريق مده بطائرت هيليكوبتر اباتشي مدرعة لا تستطيع مدافع الدوشكا العادية اسقاطها والتي اول ما حلقت تمكنت من اصطياد التاتشرات واحدة تلو الاخرى فاصحبت هذه السيارات بالنسبة للجنود الراكبين عليها قبرا متحركا فتخلو عنها وهربوا. في الحملة التي قادتها العدل والمساواة على امدرمان ساهمت هذه السيارات في تحقيق سرعة التحرك والمناورة لقوات العدل عبر الصحراء لكن ظهرت مسالة عيبها التكتيكي عند الوصول الى اطراف الكباري بامدرمان اذ انها كانت تحمل اسلحة تصويب مباشر تتعامل مع اليات امامها لكنها لا تستطيع مجابهة جنود مشاة متخدنقين ومسلحين بمضادة دروع خفيفة مثل ار بي جي بالاضافة لعجزها عن حمل مدافع ضرب خلف ساتر متوسطة كمدافع الهاونات المختلفة ابتداء من 81 الى 120 ملم ذلك لان هذه المدافع تحتاج لقاعدة صلبة تتحمل شدة الارتداد. وقد كان ذلك سببا فنيا اعاق تقدم وعبور قوات العدل والمساواة لكباري النيل الابيض فاذا كانت تمتلك مدفعية خلف ساتر لكان بمقدورها ان تقوم بقصف مركز على اماكن تمركز القوات الحكومية من على بعد اكثر من 10 كيلومترات. عموما اثبتت هذه السيارات كفاءة عالية في دارفور للاسباب التي ذكرتها لكنها اثبتت ضعف كبير في العمل في الغابات وبالقدر الذي توفر فيه سرعة الحركة والمناورة فهي ايضا صيد سهل للجنود المشاة المتخدقين والمسلحين بمضادات الدروع الخفيفة. في تقديري المتواضع ان هذا السيارات استخدامها الناجح دائما مربوط بالمباغتة والسرعة والتي تتطلب قدرات استخباراتية كييرة لتحقيقها وقد استخدمت في الجبهة الشرقية ابان فترة التجمع الوطني الديمقراطي استخدام تكتيكي اعتمد على قدرتها في السرعة والمناورة كسلاح اسناد اكثر منها كسلاح هجومي كما هو مستخدم في ساحة دارفور او كما استخدمت في الحرب التشادية وذلك يعود لطبوغرافية الارض والتقاليد القتالية التي كانت متبعة في الجبهة الشرقية. وقد اشتهرت التاتشر كثيرا لكن هناك سيارات دفع رباعي اخري اكثر كفاءة منها هي الاندروفرات التي استخدمتها القوات البريطانية في العراق والهمر التي يستخدمها الجيش الامريكي بكثافة لكن كل هذه السيارات كان استخدامها في هذه الجيوش كمعدات حاملة لاسلحة معاونة وليست ذات خصائص هجومية. المتوقع ان تطور الحكومة انظمة دفاعها لمكافحة هذه السيارات خاصة بعد الغنائم الكثيرة التي حصلت عليها المعارضة المسلحة من هذه السيارات هذا التطوير سيتمثل في الاعتماد على طائرات الهيليكوبتر صائدة الدبابات والتي من السهولة الحصول عليها من الصين او روسيا او استخدام طائرات الميج 29 او السوخوي 28. والمؤشر لذلك هو عملية اغتيال د. خليل ابراهيم والتي تمت على الارجح باستخدام طائرة ميج 29 مزودة بصاروخ موجه ذو اصابة دقيقة. ومع ذلك تبقي حكمة نابليون قائمة المشاة هم ملوك الحروب. من الناحية السياسية والاجتماعية اصبحت هذه السيارات مظهرا من مظاهر القوة واستعراض العضلات لكن هذا لن يغير من الحقائق البديهية في الحروب والتي صارت اقرب للمسلمات. |
| |
|
|
|
|
|
|
Re: حرب التاتشرات وإعادة صياغة الصِّراع المُسلح فى السودان (مقال وصور) (Re: سيف اليزل سعد عمر)
|
Quote: "التاتشرات". وهي التسمية السودانية التى أطلقت على سيارات التويوتا لاندكروزر والهيلوكس التى حُملت بمختلف انواع الأسلحة الخفيفة والمتوسطة. اما التسمية المتعارف عليها عالميا فهي "التكنِيكال" والتى ابتدعها أُمراء الحرب الصُومالية لمساعدة منظمات الإغاثة وفرق الإعلام والمستشارين لتوفير حماية لا تتعدي سيارة أو سيارتين ذات دفع رباعي محملة ببعض الصوماليين والأسلحة الخفيفة باعتبارها "تكنيكال اسيستنس". |
| |
|
|
|
|
|
|
|