د. عمر القراي: بؤس الإلحاد !! (1) تعقيب على كتاب محمد محمود

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-01-2024, 10:49 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثانى للعام 2013م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
06-05-2013, 10:09 PM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
د. عمر القراي: بؤس الإلحاد !! (1) تعقيب على كتاب محمد محمود

    عقيب على كتاب محمد محمود " نبوة محمد التاريخ والصناعة-مدخل لقراءة نقدية"
    بؤس الإلحاد !! (1)
    إ(ِنَّ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي آَيَاتِنَا لَا يَخْفَوْنَ عَلَيْنَا أَفَمَنْ يُلْقَى فِي النَّارِ خَيْرٌ أَمْ مَنْ يَأْتِي آَمِنًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ) صدق الله العظيم
    مدخل :
    لا شك أن د. محمد محمود، قد بذل جهداً كبيراً من البحث، والاطلاع على كتب التراث الإسلامي، ليكتب هذا الكتاب الذي وقع في 450 صفحة، وقام بنشره مركز الدراسات النقدية للاديان بلندن. ولكن يبدو أنه كان يقرأ من باب التوثيق واستخلاص ادلة قاطعة، لتؤكد الفكرة التي في ذهنه .. ولم يقرأ كباحث منفتح العقل، يتصور إنما يقرأه ربما كان صحيحاً، ولو خالف الفكرة المسبقة التي ينطلق منها. كما أن تلك الفكرة المسبقة، جعلته يقرأ ويختار النصوص بإنتقائية، تخدم ما إفترضه اساساً، وتستبعد النصوص أو الفهم، الذي يعارض ما أنتهى إليه بدافع من ذلك الإفتراض المسبق.
    والفكرة المسبقة، اثبتها د. محمد محمود بوضوح حيث قال (وننطلق في كتابنا هذا في النظر لنبوة محمد وللنبوة عامة من إفتراض أولي مؤداه أن النبوة ظاهرة إنسانية صرفة وان الإله الذي تتحدث عنه النبوة لم يُحدث النبوة ويصنعها وإنما النبوة هي التي أحدثت إلهها وصنعته)(صفحة ح). وعبارة د محمد محمود هذه، إذا ازحنا عنها ما ظن الكاتب انه يستطيع ان يواريه، تعني أن افتراض الكاتب الذي انطلق منه، ليكتب كتابه هذا، هو ان الإله الذي تحدث عنه محمد صلى الله عليه وسلم، وقال انه أوحى إليه، لم يحدث محمد، ولكن محمد هو الذي أحدث هذا الإله، وصنعه بعد أن لم يكن موجوداً !! وهذا الإفتراض لا يقوم وحده، كما حاول الكاتب أن يوهم القارئ، لأنه يعتمد على افتراض آخر، وهو عدم وجود الإله أصلاً، ولهذا كل من يحدثنا عن الله، لابد أن يكون قد صنع هذه الرواية من خياله، لأنه ليس هناك إله حقيقة !! وهذا الإفتراض الاخير هو الإلحاد .. وهو منطلق د.محمد محمود في جل ما يكتب، سوى ان كتب من قريب أو من بعيد.
    ولقد اطلعت على الكتاب، فلم ار أي اثبات لإفتراض ان النبوة هي التي صنعت إلهها، بناء على ادلة عقلية منطقية .. وإنما ظل افتراض يتابع القارئ، في جميع فصول الكتاب، دون دليل. وبناء على هذا الافتراض، الذي لم يحاول الكاتب اثابته، ظل يصف القرآن والحديث النبوي على أنهما خيال، فيقول ( ومصدرا الخيال النبوي هما في نفس الوقت مصدرا الإسلام الأوليان، أي القرآن والاحاديث. ونلاحظ ان الخيال النبوي حسب مصدريه من الممكن ان يقسم لنوعين من الخيال: خيال قرآني وخيال نبوي)(ص 87). ولقد سار بهذا الإفتراض، وكأنه حقيقة مثبتة، دون الرجوع الى نصوص القرآن، وفحصها، لايجاد الدليل فيها على أنها من خيال محمد أم لا. إن افتراض ان محمد صلى الله عليه وسلم، هو من خلق الإله، وهو من ألف القرآن، زعم كبير، ويحتاج الى نقاش عميق، لا إلى تصريحات سطحية، كالتي ملأ بها د. محمد محمود كتابه هذا.
    إن الكاتب لا يرفض نبوة محمد ويقبل نبوءات اخرى، ولكنه يرفض النبوة من حيث هي، ويفترض ان الله لم يرسل أحد !! ولهذا فإن افتراضه لا يترك له مندوحة من مناقشة القضية الاساسية، وهي قضية الإلحاد، لو كان باحثاً جاداً وموضوعياً. هل الكون الذي نعيش فيه، وما فيه من مخلوقات، وكواكب، ومجرات، وما في نفس كل منا من مشاعر، وما في جسده من خلايا ، وتفاعل كل ذلك، بما انشأ الحياة، وطورها، تم بهذه الصورة من غير خالق؟! وهل نحن واثقون من انه ليس هناك خالق، ولذلك إذا سمعنا بأي رجل يقول انه أوحي إليه، يجب ان نفترض مسبقاً أن هذا محض خيال؟! وهل هناك فرصه لأن يكون الله موجوداً، ولكنه لم يرسل احد ولم يتصل بالبشر، وأن الإله الذي تحدث عنه الانبياء ليس هو الله وانما هو صناعتهم هم ؟! أم أننا إذا رفضنا الإله الإيجابي، الذي تحدث عنه الرسل، يمكن ان نقبل الإله السلبي، الذي خلق الكون لكنه لم يتدخل لهداية البشر؟!
    لقد تجاوز المؤلف مناقشة قضية الإلحاد، كأساس يقوم عليه نقده للدين، من خلال نقد أكبر أنبيائه، واستعاض عن ذلك بالتركيز على وصف الروايات المختلفة، للمعجزات والخوارق، في الاحاديث النبوية والملائكة والشياطين في القرآن. وقبل ذلك ما ورد في التوراة، من تصوير للإله بأنه ينفعل مثل البشر، ويخطئ ويندم، ويتراجع، ويتخاطب معهم ويتحيز لهم .. وربط كل ذلك بالأساطير القديمة، والميثولوجيا، وقصص الجماعات الوثنية القديمة، فكتب ( ومن أقدم الادلة الحفرية على النشاط النبوي النصوص التي عُثر عليها في موقع مدينة ماري السومرية في شرق سوريا "تل الحريري" والتي ترجع للقرن الثامن عشر ق.م .... وكمثال على النبوة في ماري نأخذ ما يرد في احد النصوص عندما يخاطب داغان إله الزراعة والخصوبة عن الساميين الغربيين، الملك "زمري لم" عبر أحد انبيائه وذلك في أوج الصراع بين ملك ماري وحمورابي ملك بابل. وبلهجة لا تخلو من الشبه بلهجة الرب في التوراة يهدد الإله داغان حمورابي وحلفاءه ويعد "زمري لم" بالانتصار على أعدائه وحيازته على ممتلكاتهم)(ص 1-2). و د. محمد محمود يهدف من كل ذلك، لأن يسوق القارئ ليرى أن نبوة محمد صلى الله عليه وسلم، لا تختلف عن النبوءات قبله، والتي هي ايضاً لا تختلف عن النبوءات الوثنية، المليئة بالاساطير، التي لا يقبلها العقل العلمي الحديث. وبناء على ذلك، يصل القارئ معه، الى ما قرره سلفاً، من أن النبوة صنعها خيال النبي، وهذا الخيال هو الذي خلق فكرة الإله، التي لا يقبلها الإلحاد، الذي يقوم على العلم الحديث. هذه المحاولة التي تدور حول الموضوع، كل هذا الدوران، دون ان تواجهه بصورة مباشرة، واضحة، محاولة ضعيفة تفتقر الى المنطق التحليلي العميق، لاستقراء تاريخ الدين وتطور مفاهيمه، حسب تطور العقل البشري، باعتباره المتلقي الاساسي لهذه المفاهيم الدينية. ثم انها لن تحقق هدف الكاتب، لأن القارئ قد يقبل الروايات ولا يقبل فهم الكاتب لها. وقد يشكك في مصداقيتها جميعاً، بما في ذلك ما ورد في التوراة، لكن يقبل ما جاء في القرآن، وقد يوافق عليها، ولكن يرى مرحليتها، وتجاوز الدين في الوقت الحاضر، للمفاهيم الماضية، فلا يخرج بعد قراءة كل هذه الرويات بالنتيجة الضخمة التي يريدها الكاتب.
    لقد إعتمد د. محمد محمود كثيراً على كتاب " المغازي" لأبي عبد الله بن محمد المتوفي سنة 230 هجرية، لأنه يركز على وصف الحروب والغزوات، ونقل منه، ومن غيره الكثير من فظائع الحروب والقتل في الغزوات، التي شارك فيها الاصحاب، بإشراف النبي صلى الله عليه وسلم وتوجيهه. وهو يريد للقارئ، ان يخرج بنتيجة مفادها، أن النبي صلى الله عليه وسلم كان قائداً محارباً، مارس قيادة الجيوش، التي سفكت الدماء بلا رحمة وبعنف . والكاتب يعتمد على حس القارئ المعاصر، في محبة السلام وكراهية العنف، ليصور له أن مثل هذا العنف، لا يمكن ان يكون قد أمر به الإله الرحيم الحكيم .. ولما كانت هذه الروايات ثابتة، ومقبولة عند المسلمين، ومن قام بها من الاصحاب يعتبرون أفضل المسلمين، على مر العصور، فلم يبق إلا ان هذه الصورة المتناقضة –وجود إله رحيم ثم يرسل رسولاً دموياً –لايمكن ان تكون صحيحة ، والخلاصة هي أن الإله خلقه الرجل، الذي إدعى النبوة، ليبرر كل ما يفعله في سبيل تحقيق زعامته وانتصاره.
    وكما يستبطن د. محمد محمود فكرة ان النبوة هي التي صنعت الإله، يستبطن فكرة اخرى، هي ان الفهم السلفي التقليدي للإسلام هو الفهم الوحيد الصحيح !! ولذلك اعتمد المؤلف عليه ليقيم حجته في رفض الدين، وحتى يخلص لذلك، إستبعد تماماً الفهم الذي يختلف مع الفهم السلفي التقليدي، ويميز بين الشريعة وجوهر الدين.. ويعتبر الشريعة مناسبة، وصالحة للقرن السابع الميلادي، والقرون التي تلته مماهي مثله.. ولكنها في بعض صورها لا تصلح اليوم، وإنما يصلح أصل الدين، ومن هنا فإن الجهاد وما جرى فيه من فظائع، لا يمثل أصل الإسلام، ويمكن تجاوزه. وهذا الفهم -الذي سافصله في موضعه- معروف للكاتب، ولكنه استبعده، وهو يظن ان من السهولة القضاء على الفهم السلفي، بعد توكيد انه هو الفهم الوحيد الصحيح للإسلام، ليتم بذلك القضاء على الإسلام من حيث هو.
    لماذا لم يحدد د. محمد محمود فكرته الاساسية كمرجعية، يقيس عليها اختلافه أو اتفاقه مع الدين، ثم ينظر بعد ذلك في نبوة محمد ومن الذي صنعها ؟! نعم !! هناك كلفة عالية للتصريح بالإلحاد في المجتمعات العقائدية المتزمتة، ومن الخير للكاتب الا يثير العوام ضده، وينفر الناس عنه، والافضل ان يخفي موضوعه، ويمارس نقده بمستوى كبير من التخفي والتلميح. لابد ان يكون الكاتب قد حدث نفسه بمثل هذا الحديث، حتى يخرج كتابه بهذه الصورة. ولئن كان هذا الموقف يعد ذكاء في ميزان البراجماتية والشطارة، فإنه لا قيمة له في ميزان الأمانة الفكرية والصدق.
    يقع كتاب د. محمد محمود في ثلاثة عشر فصلاً، سأحاول في التعقيب عليها، ان أجمع الفصول المتشابهة . ولابد أن اوضح أن المرجعية التي اعتمد عليها، في هذا النقد، هي الفهم المتقدم للإسلام الذي طرحه الاستاذ محمود محمد طه فيما عرف بالفكرة الجمهورية.
    وإني إذ استقبل هذا العمل، ارجو الله ان يوفقني فيه، ويوطئ له اكناف القبول، ممن يقرأه، وفي طليعتهم د. محمد محمود نفسه، كما أرجو من النبي صلى الله عليه وسلم، أن يمدني بمدد من عنده، يعينني على إجلاء ما خفي من أمره، مما يحتاج إليه المسلمون وغيرهم، ليردهم عن هذا التيه، ويظهر لهم أن الإنسانية جمعاء، ليس لها غير محمد المعصوم، ليقودها الى مشارق الانوار.
    هذا وعلى الله قصد السبيل
    د. عمر القراي
                  

06-06-2013, 10:43 AM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48756

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: د. عمر القراي: بؤس الإلحاد !! (1) تعقيب على كتاب محمد محمود (Re: عبدالله عثمان)

    سلام وشكرا يا عبد الله على نقل مقال الأخ الدكتور عمر القراي، وهو مقال جميل جدا وأعجبني وقد قرأته في صحيفة حريات قبل أن أجده هنا. المقال نشر أيضا في الراكوبة وهناك تعليقات في كل من الراكوبة وحريات..
    http://www.sudaneseonline.com/articles-action-show-id-34853.htm
    http://www.sudaneseonline.com/?p=111931
    بعض هذه التعليقات الناقدة لمقال الأخ القراي يستحق النقاش والحوار في هذا البوست، وسوف أنقل بعضا منها بنية فتح الحوار حولها هنا، وذلك لأن المقال في موقعي الراكوبة وحريات لا يرتفع إلى الصفحة الأولى بإضافة المداخلات كما يحدث هنا في سودانيز أونلاين، وإنما يختفي من الصفحة الأولى بعد يوم أو يومين.
    يقول معلق في حريات لم يكتب إسمه :
    Quote: معلق متابع في June 5th, 2013 6:31 pm

    وما المشكلة المعرفية في أن يبدأ باحث عمله بإعلان فرضية فكرية ما ثم يعمل على تأكيدها؟ ألم تستضمن كتابتك هذه فرضية مسبقة تتمثل في أن الله موجود وأن دين محمد حق وإن تأويل محمود محمد طه هو الحل؟ إثارة هذه النقطة (وقد أثارها المتخلف محمد وقيع الله أيضاً) تخفي رغبتكما الايديولوجية في ما تعتقدون بأنه فضح لإلحاد دكتور محمد محمود. ترتبط بهذه الاستراتيجية إرادة الإرهاب الفكري من جهة ثم الرغبة في نفي خطاب محمد محمود خارج دائرة التداول الفكري الحر بوصفه خطاب ملحد يجب ألا يعيره أحد (من “العوام”) إنتباهاً. أرجو أن تنتبهوا أنتم (أيها السادة المتدينين) إلى أن الإلحاد مثل الإيمان كلاهما حق، وإن وصف الإلحاد بالبؤس مثل وصف الإيمان بالبؤس، كلاهما مجرد إساءة قاصرة. قبل محاولة إقصاء الملحد إلى حظيرة صمت شامل يجب أن تدركوا بأن العصر والوقت قد تجاوز هذه الرغبة السلطوية المريضة. يجب أن تروضوا عقولكم على سماع صوت الملحد وأن تقارعوه حجتكم دون الركون الاستراتيجي لذلك الأثر التاريخي الذي يثيره وصم أحدهم بالإلحاد في سياق مجتمع متخلف يكاد أن ينعدم فيه العقل والعقلانية، وتحت ظل سلطات سياسية وثقافية تبطش بالملحد وهي تتوهم حيازتها لحق إلهي.


    أتفق مع المعلق المتابع على ضرورة التناول العقلاني الهادئ لأي أمر من الأمور، ولكن بصورة خاصة أمور الدين، والابتعاد عن الأوصاف المنفِّرة، لأنها تصب، من حيث أردنا أو لم نرد، في تيار الارهاب الديني المقيت، خاصة أن هذا الإرهاب قد وصل إلى السلطة بالفعل في كثير من دولنا. تذكرت هنا ما سبق أن كتبه الأستاذ محمود في كتاب "الإسلام" وتحت عنوان "الفهم الذري للدين يجعله يناسب عصر الذرة":
    ((فقد أصبح على الدين ، منذ اليوم ، ألا ينبني على الغموض ، وألا يفرض الإذعان ، على نحو ما كان يفعل في عهود طفولة العقل البشري .. وإنما يجب عليه أن يقدم منهاجا متكاملا للحياة ، يخاطب العقل ، ويحترمه ، ويحاول إقناعه بجدوى ممارسة ذلك المنهاج في الحياة اليومية ، في كل مضطربها .)) انتهى

    ياسر
                  

06-06-2013, 01:12 PM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48756

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: د. عمر القراي: بؤس الإلحاد !! (1) تعقيب على كتاب محمد محمود (Re: Yasir Elsharif)

    كتب المعلق عادل عبد الرحمن هذه المداخلة في حريات:
    Quote: ((عادل عبد الرحمن في June 6th, 2013 3:51 am

    في الوقت الذي يعيب فيه د. عمر القراي، على د. محمد محمود، عدم الإتيان “بأدلّة قاطعة” تسند مفهومه عن نبوّة رسول الإسلام محمد وعن النبوّة بشكل عام ـ يبتدر القراي تعقيبه بآية قرآنيّة ٌلإثبات مفهومه عن وجود الله/الخالق. وهي الحُجّة الساذجة التي يستند إليها العوام من الناس البعيدين عن مجال الدراسات النقديّة، ناهيك عن مجال “الأمانة الفكريّة والصدق” التي يحتكم إليها كاتب التعليق.
    فما هي الأمانة الفكريّة والصدق، في أن “يخمّن” الكاتب بما يدور في خلد د. محمد محمود وفي أنّه يخشى “أن يثير العوام ضدّه وينفّر الناس عنه” في الوقت الذي يسوق فيه،ومنذ البدء، بأنّ كاتب الكتاب ينطلق من خلفيّته الإلحاديّة، وأنّ ذلك يعدّ ضربا من ضروب الشطارة البرغماتيّة ولا علاقة له “بالأمانة الفكريّة وال..” وهذا ما يجعلنا أن نحظي كاتب التعليق بالشطارة في كشف الغيوب!
    وهل أنّ د. القراي يؤمن بما قال به أوّل خليفة للنبيّ محمد: “من كان يعبد محمدا فإن محمدا قد مات، ومن كان يعبد الله فإنّ الله حيٌّ لا يموت” إن كان يؤمن بذلك، فكيف له أن يطلب العون والمدد من ميتٍ؟ وهل هذا من دواعي “الأمانة الفكريّة وال..” او من الدجل والشعوزة ـ البعيدة عن منهاج محمود محمد طه الذي يدّعيه؟!!))

    وسأبدأ في التعليق على قول الأخ عادل نقطة نقطة:
    قوله:
    Quote: في الوقت الذي يعيب فيه د. عمر القراي، على د. محمد محمود، عدم الإتيان “بأدلّة قاطعة” تسند مفهومه عن نبوّة رسول الإسلام محمد وعن النبوّة بشكل عام ـ يبتدر القراي تعقيبه بآية قرآنيّة ٌلإثبات مفهومه عن وجود الله/الخالق. وهي الحُجّة الساذجة التي يستند إليها العوام من الناس البعيدين عن مجال الدراسات النقديّة، ناهيك عن مجال “الأمانة الفكريّة والصدق” التي يحتكم إليها كاتب التعليق.

    ابتدار الأخ القراي لمقالاته بآيات قرآنية أمر درج عليه وهذا المقال ليس استثناء، ولكن لا أعتقد أن قصده في هذا المقال هو "لإثبات مفهومه عن وجود الله/الخالق" بحسب تعبير عادل.
    كتب الأستاذ محمود في مقدمة كتابه "محمود محمد طه يدعو إلى طريق محمد" تحت عنوان "أفي الله شك؟":


    Quote: في وقتنا الحاضر ليس هناك من يشك في وجود الله تعالى ، مجرد الشك ، بل هناك من ينفي وجوده وهو على ثقة مما يقول .. أكثر من هذا ، فإنه ليدعي علمية ما يقول .. ولقد وردتنا ملاحظة على ما نكتب من بعض أصدقاء (( الدعوة الإسلامية الجديدة )) .. يقول صاحب تلك الملاحظة : أننا نكتب وكأن وجود الله مفروغ منه ، بينما وجوده عند كثير من المثقفين ، عندنا وفي الخارج ، يحتاج إلى برهان ..
    يقول القرآن : (( ألم يأتكم نبأ الذين من قبلكم ؟؟ قوم نوح ، وعاد ، وثمود ، والذين من بعدهم ، لا يعلمهم إلا الله ، جاءتهم رسلهم بالبينات ، فردوا أيديهم في أفواههم ، وقالوا : إنا كفرنا بما أرسلتم به ، وإنا لفي شك مما تدعوننا إليه مريب * قالت رسلهم : أفي الله شك ؟؟ فاطر السموات ، والأرض ، يدعوكم ليغفر لكم من ذنوبكم ، ويؤخركم إلى أجلٍ مسمى ؟؟ )).. وسيقول قائل : كيف تحتجون بالقرآن على وجود الله لدى قوم ينكرون وجود الله نفسه ؟؟ والجواب قريب : فليست المحاجة هنا بالقرآن ، وإنما المحاجة بالعبارة التي تنطوي على الإشارة إلى البداهة المعاشة وهي قوله تعالى : (( أفي الله شك ، فاطر السموات ، والأرض ؟؟ )).. ذلك بأن البداهة المعاشة ، عبر الحياة الطويلة ، هي أن لكل صنعة صانعا .. هذه القاعدة لم تتـخلف ، ولا للحظة واحـدة .. ولقد قيل أن أعرابيا سئل عن برهـانه على وجود الله فقال : (( البعرة تدل على البعير )) .. وهذا أمر هو من البداهة بحيث لا يحتاج إلى ذكاء .. فلو أن هناك صنعة صنعت نفسها لقام اللّبس الذي يمكن أن يجئ منه عذر المنكرين وجود الله ..
    وفي موضع آخر ، يجئ قوله تعالى : (( أم خلقوا من غير شئ ؟؟ أم هم الخالقون ؟؟ * أم خلقوا السموات ، والأرض ؟؟ بل لا يوقنون ..)).. قوله : (( أم خلقوا من غير شئ ؟؟ )) يعني : أم خلقوا من غير خالق ؟؟ قوله : (( أم هم الخالقون ؟؟ )) يعني أم هل خلقوا أنفسهم ؟؟ وهذا ، أو ذاك ، قول تمنع البداهة أي عاقل أن يقول به .. ومثل هذا القول يقال عن الآية الثانية :(( أم خلقوا السموات ، والأرض ؟؟ بل لا يوقنون .. )) فإن دعوى المدعين هنا تنتهي .. انظر ماذا جاء في القرآن على لسان إبراهيم في أمر انقطاع دعوى المدعين !! قال تعالى : (( ألم تـر إلى الذي حاج إبراهيـم في ربـه ، أن آتاه الله الملك ، إذ قال إبراهيـم : ربي الذي يحيي ، ويميت .. قال : أنا أحيي ، وأميت .. قال إبراهيم : فإن الله يأتي بالشمس من المشرق ، فأت بها من المغرب ، فبهـت الذي كفر ؟؟ والله لا يهـدي القوم الظالمين ..)) .. وفي موضع آخر: (( خلق السموات بغير عمد ترونها ، وألقى في الأرض رواسي أن تميد بكم ، وبث فيها من كل دابـة ، وأنزلنا من السماء ماء فأنبتنا فيها من كل زوج كريـم * هذا خلق الله ، فأروني ماذا خلق الذين من دونه ؟؟ بل الظالمون في ضلال مبين .. )) ..
    مرة أخرى !! هل هذا احتجاج ، بالقرآن ، لإثبات وجود الله في مواجهة قوم ينكرون وجود الله ؟؟ لا !! ولا كرامة !! وإنما هو اتخاذ اسلوب القرآن ، وهو أسلوب البداهة المعاشة .. ذلك بأنه ، في البداهة المعاشة ، عبر الملايين من السنين ، لم نجد صنعة بغير صانع ، ولا أثرا بغير مؤثر .. ولقد ألمعنا القول آنفا إلى جواب الأعرابي الذي قال (( البعرة تدل على البعير )) ، وذلك في الرد على من سأله : كيف عرف وجود الله ؟؟ القـرآن كتاب الأمييـن .. نبيـه أمي ، وأمتـه أميـة .. وهـو إنمـا يتـخـذ أسلـوب البـداهة البسيـط – السـاذج إن شئـت - في مواجهتـه لقضيـة هي كبـرى قضايا الفكـر المعاصـر .. نحـن إذن لا نحتـج بالقـرآن في مواجـهة الملحـدين ، وإنما نحتـج بالأسلـوب الذي لا تقبـل البداهة غيـره .. والبـداهة تقـرر الأمـور البديهيـة ..
    ( والأمور البديهية هي الأمور الضرورية في نظر العقل ) حتى إنهم قد قالوا :-
    وليس يصح في الأذهان شئ إذا احتاج النهار إلى دليل
    وانطلاقاً من هـذه (( الأمـور البديهية )) سار العارفـون ، والمفكـرون ، والعلماء عنـدنا .. ولقد قال العارف النابلسي :
    وخلف حجاب الكون ما أنت طالب ومن لفظة المقهور يلزم قاهر
    تأمل مليا قوله: (( ومن لفظة المقهور يلزم قاهر )) ، تجده أمرا في غاية البداهة ..
    قالوا أن أعرابياً سئل : (( كيف عرفت الله ؟؟ )) فأجاب : (( عرفته بنقض العزائم )) ..
    منذ سنوات زار مصر الفيلسوف الماركسي المعروف روجيه قارودي ، وكانت زيارته بغرض إلقاء محاضرات عامة على مجاميع المثقفين ، وقد احتفل بـه هؤلاء أيما احتفال ، ولقيت محاضراته القبـول ، والثـناء .. وقـد أوردت عنـه مجلة (( الطليعة )) فيما أوردت قوله ، في إحدى محاضراته : (( أنا طبعا ملحد )) .. ولقد وقفت طويلا عند هذه العبارة الجريئة ، وقام في بالي أن رجلا يقول مثل هذا القول عن نفسه ليس خليقا بأن يحاضر الناس - في أي مستوى من مستوياتهم .. ذلك بأن عنده مشكلة يجب عليه الاشتغال بحلها قبل أن يشتغل بمحاضرات الآخرين ..

    والأمر الطريف هو أن روجيه غارودي تحول فيما بعد وصار مؤمنا بالدين وبوجود الله وأشهر إسلامه في 2 يوليو 1982 في المركز الإسلامي في جنيف، ولكنه أعلن أنه لم يتخل باعتناقه الإسلام عن جوهر المسيحية وكُنْه الماركسية، وهو بالطبع يعني قيم مثل الاشتراكية والعدالة الاجتماعية. وقد كتب غارودي عدة كتب منها:
    الإسلام دين المستقبل
    المسجد مرآة الإسلام
    الإسلام وأزمة الغرب
    حوار الحضارات
    كيف أصبح الإنسان إنسانيا
    مستقبل المرأة وغيرها
    المسجد مرآة الإسلام (Mosquée, miroir de l'Islam).
    جولتي وحيدا حول هذا القرن (Mon tour du siècle en solitaire)

    ــــ
    يقول الأخ عادل:
    Quote: ((فما هي الأمانة الفكريّة والصدق، في أن “يخمّن” الكاتب بما يدور في خلد د. محمد محمود وفي أنّه يخشى “أن يثير العوام ضدّه وينفّر الناس عنه” في الوقت الذي يسوق فيه،ومنذ البدء، بأنّ كاتب الكتاب ينطلق من خلفيّته الإلحاديّة، وأنّ ذلك يعدّ ضربا من ضروب الشطارة البرغماتيّة ولا علاقة له “بالأمانة الفكريّة وال..” وهذا ما يجعلنا أن نحظي كاتب التعليق بالشطارة في كشف الغيوب!))

    ــ
    مع أني أثق في أن الأخ القراي لا ينطلق من منطلقات إرهابية ولا حتى استبعادية عندما يتحدث عن خلفية محمد محمود الإلحادية، وعندما ينعي عليه عدم التصريح بها علانية، إلا أنني أرى أن محمد محمود قد أبان بما يكفي أنه لا يؤمن بالدين ولا بوجود الله، وهو حر في ذلك، طبعا.

    يقول الأخ عادل:
    Quote: وهل أنّ د. القراي يؤمن بما قال به أوّل خليفة للنبيّ محمد: “من كان يعبد محمدا فإن محمدا قد مات، ومن كان يعبد الله فإنّ الله حيٌّ لا يموت” إن كان يؤمن بذلك، فكيف له أن يطلب العون والمدد من ميتٍ؟ وهل هذا من دواعي “الأمانة الفكريّة وال..” او من الدجل والشعوزة ـ البعيدة عن منهاج محمود محمد طه الذي يدّعيه؟!!

    طبعا الأستاذ محمود أبعد الناس عن الدجل والشعوذة، ولكني أريد أن أنقل للأخ عادل أن الأستاذ محمود تحدث عن الوجود الروحي للنبي محمد، صلى الله عليه وسلم، بعد موته، وعن مقدرته على الإمداد والإعانة، ولذا لم يكن غريبا أن يكتب الأخ القراي ما كتب في خاتمة مقاله:
    ((وإني إذ استقبل هذا العمل، ارجو الله ان يوفقني فيه، ويوطئ له اكناف القبول، ممن يقرأه، وفي طليعتهم د. محمد محمود نفسه، كما أرجو من النبي صلى الله عليه وسلم، أن يمدني بمدد من عنده، يعينني على إجلاء ما خفي من أمره، مما يحتاج إليه المسلمون وغيرهم، ليردهم عن هذا التيه، ويظهر لهم أن الإنسانية جمعاء، ليس لها غير محمد المعصوم، ليقودها الى مشارق الانوار.))
    ربما يظهر لدى الوهلة الأولى أن هذا النوع من الحديث والاعتقاد أمر غير علمي وأقرب إلى الدجل والشعوذة، كما كتب عادل. وهنا يلتقي مثل هذا النوع من التفكير مع الوهابية الذين ينادي بعض كبار رموزهم بهدم قبة النبي عليه السلام؛ فقد جاء في كتاب الشيخ الفاضل التقلاوي الرئيس الأسبق لجماعة أنصار السنة في السودان هذا القول في كتابه "العقيدة" صفحة 128:





    ياسر

    (عدل بواسطة Yasir Elsharif on 06-06-2013, 01:14 PM)

                  

06-06-2013, 02:58 PM

محمد أبوجودة
<aمحمد أبوجودة
تاريخ التسجيل: 08-10-2004
مجموع المشاركات: 5265

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: د. عمر القراي: بؤس الإلحاد !! (1) تعقيب على كتاب محمد محمود (Re: Yasir Elsharif)

    Quote: -----




    - ولقد اطلعت على الكتاب، فلم ار أي اثبات لإفتراض ان النبوة هي التي صنعت إلهها، بناء على ادلة عقلية منطقية .. وإنما ظل افتراض يتابع القارئ، في جميع فصول الكتاب، دون دليل

    - إن افتراض ان محمد صلى الله عليه وسلم، هو من خلق الإله، وهو من ألف القرآن، زعم كبير، ويحتاج الى نقاش عميق، لا إلى تصريحات سطحية، كالتي ملأ بها د. محمد محمود كتابه هذا.

    - إن الكاتب لا يرفض نبوة محمد ويقبل نبوءات اخرى، ولكنه يرفض النبوة من حيث هي، ويفترض ان الله لم يرسل أحد !! ولهذا فإن افتراضه لا يترك له مندوحة من مناقشة القضية الاساسية، وهي قضية الإلحاد، لو كان باحثاً جاداً وموضوعياً. هل الكون الذي نعيش فيه، وما فيه من مخلوقات، وكواكب، ومجرات، وما في نفس كل منا من مشاعر، وما في جسده من خلايا ، وتفاعل كل ذلك، بما انشأ الحياة، وطورها، تم بهذه الصورة من غير خالق؟!

    - أم أننا إذا رفضنا الإله الإيجابي، الذي تحدث عنه الرسل، يمكن ان نقبل الإله السلبي، الذي خلق الكون لكنه لم يتدخل لهداية البشر؟!

    - لقد إعتمد د. محمد محمود كثيراً على كتاب " المغازي" لأبي عبد الله بن محمد المتوفي سنة 230 هجرية، لأنه يركز على وصف الحروب والغزوات، ونقل منه، ومن غيره الكثير من فظائع الحروب والقتل في الغزوات، التي شارك فيها الاصحاب، بإشراف النبي صلى الله عليه وسلم وتوجيهه. وهو يريد للقارئ، ان يخرج بنتيجة مفادها، أن النبي صلى الله عليه وسلم كان قائداً محارباً، مارس قيادة الجيوش، التي سفكت الدماء بلا رحمة وبعنف . والكاتب يعتمد على حس القارئ المعاصر، في محبة السلام وكراهية العنف، ليصور له أن مثل هذا العنف، لا يمكن ان يكون قد أمر به الإله الرحيم الحكيم .. ولما كانت هذه الروايات ثابتة، ومقبولة عند المسلمين، ومن قام بها من الاصحاب يعتبرون أفضل المسلمين، على مر العصور، فلم يبق إلا ان هذه الصورة المتناقضة –وجود إله رحيم ثم يرسل رسولاً دموياً –لايمكن ان تكون صحيحة ، والخلاصة هي أن الإله خلقه الرجل، الذي إدعى النبوة، ليبرر كل ما يفعله في سبيل تحقيق زعامته وانتصاره.

    - وكما يستبطن د. محمد محمود فكرة ان النبوة هي التي صنعت الإله، يستبطن فكرة اخرى، هي ان الفهم السلفي التقليدي للإسلام هو الفهم الوحيد الصحيح !! ولذلك اعتمد المؤلف عليه ليقيم حجته في رفض الدين، وحتى يخلص لذلك، إستبعد تماماً الفهم الذي يختلف مع الفهم السلفي التقليدي، ويميز بين الشريعة وجوهر الدين.. ويعتبر الشريعة مناسبة، وصالحة للقرن السابع الميلادي، والقرون التي تلته مماهي مثله.. ولكنها في بعض صورها لا تصلح اليوم، وإنما يصلح أصل الدين، ومن هنا فإن الجهاد وما جرى فيه من فظائع، لا يمثل أصل الإسلام، ويمكن تجاوزه. وهذا الفهم -الذي سافصله في موضعه- معروف للكاتب، ولكنه استبعده، وهو يظن ان من السهولة القضاء على الفهم السلفي، بعد توكيد انه هو الفهم الوحيد الصحيح للإسلام، ليتم بذلك القضاء على الإسلام من حيث هو.





    -----


    بداية قوية لتحليل معرفي مفيد


    التحية لكما، عبدالله وياسر

    والتحية لدكتور القراي، وتحية لكاتب: نبوّة محمد .. التاريخ والصناعة .. دكتور محمد محمود


    .....



    لا مَفر من المرابطة، فالأوهام كتيرة!


    .....
                  

06-06-2013, 10:21 PM

محمد أبوجودة
<aمحمد أبوجودة
تاريخ التسجيل: 08-10-2004
مجموع المشاركات: 5265

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: د. عمر القراي: بؤس الإلحاد !! (1) تعقيب على كتاب محمد محمود (Re: محمد أبوجودة)

    Quote:



    - لماذا لم يحدد د. محمد محمود فكرته الاساسية كمرجعية، يقيس عليها اختلافه أو اتفاقه مع الدين، ثم ينظر بعد ذلك في نبوة محمد ومن الذي صنعها ؟! نعم !! هناك كلفة عالية للتصريح بالإلحاد في المجتمعات العقائدية المتزمتة، ومن الخير للكاتب الا يثير العوام ضده، وينفر الناس عنه، والافضل ان يخفي موضوعه، ويمارس نقده بمستوى كبير من التخفي والتلميح. لابد ان يكون الكاتب قد حدث نفسه بمثل هذا الحديث، حتى يخرج كتابه بهذه الصورة. ولئن كان هذا الموقف يعد ذكاء في ميزان البراجماتية والشطارة، فإنه لا قيمة له في ميزان الأمانة الفكرية والصدق





    معقولا ..؟

    الصياغة مُلخبَطة في نظري! فهل يقصد القرّاي أن الكاتب، أخفى فكرته الأساسية كمرجعية يقيس بها اختلافه أو اتفاقه مع الدين ...؟

    بل، فالأستاذ القرّاي، هاهنا، يستشهِد مُبَرِّرا إخفاء المؤلف لفكرته الأساسية ..! بــــ: نعم!! هناك كَلَفة عالية للتصريح بالإلحاد في المجتمعات العقائدية المتزمتة، ومن الخير للكاتب إلخ,,,,,


    لا أرى أن المؤلِّف، أخفى فكرته الأساسية (الإلحاد) ...!

    ولكنني أرى أن صياغة الدكتور القرّاي، هاهنا، تعطي وتملَخ!

    وسنصبر حتى الحَلَقة الثانية من العنوان "النتيجة!": بؤس الإلحاد - 2/ ...؟


    -----
                  

06-06-2013, 11:48 PM

المعز ادريس
<aالمعز ادريس
تاريخ التسجيل: 05-18-2009
مجموع المشاركات: 1569

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: د. عمر القراي: بؤس الإلحاد !! (1) تعقيب على كتاب محمد محمود (Re: محمد أبوجودة)

    تحية لعبدالله و للجميع,

    البؤس هنا بمعنى "الفقر" و "قلة القيمة أو الحيلة"
    فأين الإساءة ؟
    ثم أن (الباحث) هنا هو د. محمد محمود, بينما النقد و التعليق لعمر
    القراي, و هو نقد لم يكتمل بعد كما نرى!

    بعدين هسة الواحد لو عمل ليه عشرة شهادت دكتوراة في "أصل العائلة" و
    "الإختيار الطبيعي" الزولة الفي الفيديو دا ما بتقنعوا بأن وراها "مبرمج"
    برمج ليها نصيبها في (اللوح المحفوظ)؟

                  

06-07-2013, 00:23 AM

طه جعفر
<aطه جعفر
تاريخ التسجيل: 09-14-2009
مجموع المشاركات: 7328

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: د. عمر القراي: بؤس الإلحاد !! (1) تعقيب على كتاب محمد محمود (Re: المعز ادريس)

    ( و ما أنا إلا بشر مثلكم يوحي إلي)

    قول النبي(ص) عن نفسه بكلمات القرآن الواردة من الله سبحانه و تعالي
    بافتراض أن كلام الدكتور محمد محمود غير مقبول . هنا ينطرح السؤال
    ما هو الوحي الذي يضع الفرق الواضح بيننا كبشر و النبي (ص) كبشر يوحي إليه
    سؤال عن ماهية العملية (الوحي) الاتصال بين الله ( الكمال المطلق) و النبي(ص) البشر الذي يشبهنا و يختلف عنا باختصاصه بالصفات اللازمة لاستقبال الوحي
    فما هو الوحي؟
    هل يشبه بأي صورة من الصورة زيارات النبي (ص) للامام المهدي و الخليفة عبد الله في منامهما وو تكليفه (ص) إياهم بامور سياسية و عسكرية تقع في الزمان و المكان
    هل هو مثل الالهام الذي يلتبس العقل العادي؟ و يصفه علماء النفس بالهلوسة و التهيوءات و الأخيلة
    ما هو الوحي؟
    نعلم ان الدكتور اجاب علي السؤال و اعتبر الظاهرة كلها بشرية محضة و لا علاقة للسماء بها و هذا رأي علينا قبوله لانه مجرد رأي و فكرة
    لكن لنقبل كلامكم يا دكتور القراي فنريد براهين عقلية و واضحة و ليس استثارات لحنق البسطاء من اهل المعرفة القليلة و تبسيط للامور يخل بها


    شكرا عبد الله عثمان و شكرا ياسر الشريف

    طه جعفر
                  

06-07-2013, 00:44 AM

طه جعفر
<aطه جعفر
تاريخ التسجيل: 09-14-2009
مجموع المشاركات: 7328

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: د. عمر القراي: بؤس الإلحاد !! (1) تعقيب على كتاب محمد محمود (Re: طه جعفر)

    و فعلا يا دكتور القراي ليس أخس من بؤس الإلحاد إلا تهافت المتدينيين
    أليس من الأجدر اختيار عنوان لردودك يا دكتور القراي يختلف قليلا عن
    عناوين عبد الحي يوسف و زمرته من عتاة السلفيين و اكثرهم جهالة
    العنوان غير موفق... علي الأقل لأن هنالك ملحدون لا تعنيهم النبوءة او غيرها في شيء كما اهتم بها دكتور محمد محود
    و هؤلاء الملحدون عنددهم امورا سيقضونها و يموتوا و لقد توقفوا بالكامل عن الاتفاق او الاختلاف مع السماء و تركوا العجين لخبازه
                  

06-07-2013, 01:18 AM

Hisham Osman
<aHisham Osman
تاريخ التسجيل: 09-29-2006
مجموع المشاركات: 1210

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: د. عمر القراي: بؤس الإلحاد !! (1) تعقيب على كتاب محمد محمود (Re: طه جعفر)

    Quote: ما هو الوحي الذي يضع الفرق الواضح بيننا كبشر و النبي (ص) كبشر يوحي إليه
    سؤال عن ماهية العملية (الوحي) الاتصال بين الله ( الكمال المطلق) و النبي(ص) البشر الذي يشبهنا و يختلف عنا باختصاصه بالصفات اللازمة لاستقبال الوحي


    المسلمون الاوائل -جيل الصحابة- كانوا دائما مايطرحون علي النبي (ص) السؤال في اجتهاداته خارج اطار الوحي المنزل -القران-: اهو
    الوحي ام الراي والمشورة, وكثيرا ماكانوا يطرحون اجتهادات اخري.
    ومن هنا طرح الرسول (ص) مبدءا هاما هو: انتم ادري بشؤون دنياكم.
    ومن هذا السياق يمكن ان نفهم اقوال الرسول التي تندرج تحت مفهوم
    السنة باعتبارها فقط اقواله وافعاله الشارحة والمبينة لما ورد مجملا في
    تعاليم القران , اما ما سوي ذلك فهو يندرج في سياق الوجود الاجتماعي
    للشخص التاريخي. هذه التفرقة بين ( سنة الوحي) و ( سنة العادات),
    كانت مدار الخلاف بين اهل الراي واهل الحديث...
                  

06-07-2013, 12:38 PM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48756

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: د. عمر القراي: بؤس الإلحاد !! (1) تعقيب على كتاب محمد محمود (Re: Hisham Osman)

    كتب أحد المعلقين في الراكوبة هذه المداخلة:

    ــــــــــــــ


    #689498 [ابوبكر حسن]
    0.00/5 (0 صوت)

    06-06-2013 05:14 PM
    سلام الأخ الدكتور عمر القراي...
    من الاطلاع على الكتابات التي تناولت كتاب الدكتور محمد محمود ( نبوة محمد : التاريخ والصناعة ...) تبدو لي أنك قفزت من موضوع السجال ( كتاب نبوة محمد ) إلى معتقدات صاحب الكتاب, وحكمت بإلحاده بالله بمعنى إنكاره وجود الله ( بالضرورة المنطقية التي رأيتها من مستلزمات نقد النبوة ) مع علمك أن هذه النتيجة التي توصلت إليها باجتهادك لم يصرح بها الدكتور محمد محمود في الكتاب على حد فهمي لقولك . وبغض النظر عن صحة النتيجة التي توصلت إليها بخصوص ( إلحاد ) صاحب الكتاب ـ أرى هذا الصنيع يضعف من تناولك نقد الكتاب , لأنه يصارع ماورائيات المؤلف ويترك الدراسة موضوع الحوار والنقاش , والتي أرجو من المتحاورين أو الذين اطلعوا على الكتاب فلفلتها وتبيان ما فيها من غثاء أو شيء ينفع الناس .
    مع الشكر
    الأخ د. قيس محمود سلام..
    هنا بدأ صديقنا الأستاذ مختار احمد التعقيب ومحاولة تلخيص الكتاب ونأمل منه والدكتور القراي إكمال المعروف فنحن أيضا في مكان ووضع لا يسمح بتداول الكتاب ....

    http://www.sudaneseonline.com/articles-action-show-id-32825.htm

    http://www.sudaneseonline.com/articles-action-show-id-34473.htm

    كما توجد كتابات الدكتور حيدر إبراهيم الخاصة بما دار بين الكتاب والأستاذ خالد موسى هنا:
    http://www.sudaneseonline.com/articles-action-show-id-34136.htm

    http://www.sudaneseonline.com/articles-action-show-id-34286.htm

    http://www.sudaneseonline.com/articles-action-show-id-34452.htm

    ودا مقالات الأستاذ خالد موسى التي يرد في على الكتاب هنا:
    http://www.sudaneseonline.com/articles-action-show-id-32472.htm

    http://www.sudaneseonline.com/articles-action-show-id-32680.htm

    وتعقيب د. محمد محمود على الاستاذ خالد موسى هنا:
    http://www.sudaneseonline.com/articles-action-show-id-32533.htm

    ويوجد أيضا تعقيب الدكتور محمد محمود على الدكتور حيدر إبراهيم الذي لم يكتمل وسوف تنشر غدا الجمعة الحلقة الثالثة منه في الراكوبة أيضا ...
    اها قصرنا معاك ( وجه باسم )
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــ


    وهذا هو المقال الثالث والأخير من مقالات د. محمد أحمد محمود ــــ نشر اليوم..

    ـــــــــــــــــــــــــــ

    حول بعض قضايا كتاب نبوة محمد (3 من 3)
    June 7, 2013
    محمد محمود
    [email protected]
    لقد كتب مستشرقون كثيرون عن محمد، ولكن ظني أن السيد خالد موسى اختار وات ليتهمني بالاعتماد عليه لأن عمله ربما يكون أكثر عمل مألوف لديه بحكم أنه جزء من ذكريات حركة الإسلاميين السودانيين إذ أنه ظل حتى وفاته بمثابة المثابة البحثية والشيخ الذي تتلمذ عليه العديد من باحثيهم وهم يكتبون عن أمور دينهم. صحيح أن اتهامه لي بأنني أخذت من المستشرقين هو من باب الاتهامات الجاهزة التي يلقيها الإسلاميون في وجه كل من يكتب ما يختلفون معه (ومقالات السيد محمد وقيع الله نموذج صارخ على ذلك إذ نسبني لعدد من المستشرقين اليهود الذين خطروا بباله) ، إلا أنني كنت أتمنى له التحلي بروح الباحث الجاد الذي يصل لأحكامه بعد درس وتمحيص وألا ينساق وراء أهوائه الأيدولوجية. وإن كان جادا في اتهامه أنني اعتمدت على وات فإنه سيحتاج لأكثر من مجرد الإشارة العامة للخيال وانتزاع كلمة خارج سياقها لينسب لي ما لم أقل. إنني أشكّ في ان السيد خالد موسى قد اطّلع على دراسة وات لأنه لو فعل لما كان قد ساق اتهامه. وربما لا تتيح له مشاغل عمله التوفّر على وات، ويمكنه بالطبع اللجوء للإسلاميين من تلاميذ وات ولكني على ثقة أنهم بعد قراءتهم لكتابي سيدركون بطلان ادعائه.
    ولقد أسرف السيد خالد موسى أيضا على نفسه عندما ركّز على مسألة الإلحاد وكأن الدفاع عن النبوة عامة أو نبوة محمد خاصة هو مواجهة مع الإلحاد. وهذا خلط فكري يقع فيه الإسلاميون دائما عندما يعانون من ضعف التكوين الفلسفي. من الطبيعي أن يرفض الملحد النبوة إذ أن رفضه لفكرة الإله يقتضي رفض النبوة التي تدعي صدورها عنه، إلا أن رفض النبوة لا يستند بالضرورة على موقف إلحادي. لقد فرّق الكثيرون من الفلاسفة بين إله النبوة الشخصي وبين مفهوم عام ومجرد للإله من الممكن أن يوصف بإله الفلاسفة. وبينما قبل هؤلاء الفلاسفة بإله الفلاسفة فإنهم رفضوا إله النبوة الذي تتحدّث عنه اليهودية والمسيحية والإسلام. ولقد وجد هذا الموقفُ ممثليه في تاريخ الفكر الإسلامي، ومن أشهرهم ابن الراوندي (ت 911) ومحمد بن زكريا الرازي (ت 925) اللذان كانا يؤمنان بـ “إله الفلاسفة” ويرفضان النبوات. وعندما ننظر للسيرة فإننا نجد أن القوى الأساسية التي عارضت محمدا من مشركين وأهل كتاب لم ينكروا مفهوم الإله وأن ما أنكروه لم يكن سوى نبوة محمد. والقاريء لكتابي يلاحظ أنني أفرّق بين ما أسميه “الاله العام” و”إله النبوة”. والإله العام من الممكن أن يوجد في أذهان الناس باستقلال عن إله النبوة. وإله النبوة إله تصنعه كل نبوة ليلائم رؤاها وقيمها ويخدم أغراضها، وهو يختلف من دين لدين حتى في حالة الأديان ذات الأصل المشترك، وهذا هو ما يفسّر لنا العداوات العميقة والحروبات الدموية بين أديان التوحيد مثلا. وفي كتابي ينصبّ اهتمامي على إله النبوة ولا أتحدث إلا عرضا في الفصل الأول عن الإله العام (وهو موضوع أتمنى التوفر على معالجته في دراسة مستقلة عن فلسفة الأديان). وما نتمنى أن ينتبه له الإسلاميون أن الإلحاد موقف فلسفي عتيد وقديم قدم الأديان وأن المقام الملائم لمناقشته هو مقام الحديث عن وجود الإله وليس مقام الحديث عن النبوة، فالنبوة فرع والألوهية أصل والإلحاد موضوعه الأصل وليس الفرع.
    إن نقاش هذه القضايا يطول ويتشعّب، وما كنت أتمناه عندما نشرت كتابي شيئين: أن يثير نقاشا ثريا حول مسألة النبوة وأن يدور النقاش في جو حرّ نرتقي فيه لمستوى احترام الرأي الآخر وإفساح المجال للتعبير الحرّ من غير كبت. ولقد كتب السيد خالد موسى عن الكتاب مقترحا: “وأرجو أن يعرض الكتاب لبعض التمحيص والنقد الموضوعي من قبل المختصين والأكاديميين … ” إلا أنه صمت عن كيفية هذا العرض وشرطه الأساسي. كيف سيحصل هؤلاء المختصون الأكاديميون في السودان مثلا على الكتاب إن كان النظام الذي يمثّل الكاتب أحد وجوهه الدبلوماسية يحظر دخول الكتاب للبلد؟ وهب أن هناك مختصا أكاديميا في السودان يتفق مع وجهة نظر الكتاب — هل يستطيع هذا الأكاديمي أن يصرّح برأيه في بلد يحوي قانونه الجنائي المادة 126 التي تحكم بإعدام “المرتد”؟ ودع عنك المختصين والأكاديميين، ماذا عن القراء العاديين في بلد مثل السودان مثلا — ماذا عن القراء الذين قرأوا ما كتبه عن الكتاب في صحيفة الانتباهة، هب أن قارئا من هؤلاء أراد قراءة الكتاب ليُكَوِّن رأيه المستقل عنه، كيف سيحصل هذا القاريء على الكتاب؟ ألا يحس السيد خالد موسى بوخز أخلاقي عندما يجد أنه ينعم بحرية اقتناء هذا الكتاب وقراءته والرد عليه بينما يُحرم من يعيشون في السودان مثلا من هذه الحرية بسبب قوانين النظام الذي يمثّله ويدافع عن سياساته وهو يعيش في بلد غربي يحمي حريته؟ ألا يحس بتناقض أخلاقي عندما يقول إنه يدافع عن حقي المعنوي والمادي في التعبير عن آرائي وأفكاري (وافترض أنني أدخل في زمرة من يصفهم “بالردة الفكرية” وهي زمرة يبشّرها بأنها آمنة في دار “خياره الفقهي”) ثم يقرر في نفس الوقت أنه لا يملك “أي سلطة مادية في إبطال أو دحض مادة الردة في القانون الجنائي السوداني”؟ صحيح أنه لا يستطيع إبطال مادة الردة، وأنا في الواقع لم أطالبه بذلك، إلا أنه، وهو الذي يصف نفسه بأنه صاحب “يراع”، يستطيع على أقل تقدير توجيه “يراعه” للدفاع عن حرية الفكر وإدانة المادة 126 والمطالبة بإلغائها لأنها تمتهن حرية الفكر. أقول هذا وأنا أدرك، بكل أسف، أن هذا لن يحدث. لقد قال السيد خالد موسى إنه عندما هاجم كتابي لم يجرد سلاحا أو يسيّر جيشا أو يمتشق حساما بل عمد للكلمة والحجة. صحيح أنه عمد في الظاهر للكلمة والحجة، ولكنه لا يشير لبعد أساسي في المواجهة بيننا وهي أنه جزء من بنية نظام جرّد السلاح وسيّر الجيوش وامتشق الحسام وسلب السودانيين أمنهم وحريتهم. إن السيد خالد موسى كإسلامي ملتزم وكدبلوماسي يعمل في خدمة النظام ويدافع عنه لا يستطيع التنصّل من المسئولية الأخلاقية لانتمائه ولمهنته، فهو ليس بصاحب قلم فقط وإنما أيضا صاحب سيف. والكاتب يلوّح في واقع الأمر بسيفه هذا عندما يكتب جملته الموحية: “ويشكّل الكتاب تحد للنخبة العلمانية في السودان أكثر من النخبة الإسلامية … ” ورغم أنه لا يفصح عما يعنيه بذلك التحدي الخاص والأكبر إلا أن التهديد المغلّف للعلمانيين السودانيين الذين يعيشون أسوأ ظروف قهر فكري في تاريخهم الحديث لا يمكن أن يخفى على الأريب.
    ولقد صدق الأستاذ حيدر عندما أكّد في جملة ناصعة أن الديمقراطية: “ليست حق الاغلبية لأن حق الاغلبية محفوظ بحكم كونها اغلبية ولكن الديمقراطية هي حق الاقلية في التعبير عن نفسها وألا تتضرر بسبب كونها أقل عددا.” وبالمقابل يندلق فهم السيد خالد موسى لمسألة الحرية في قوله: “إن حرية نقد الأديان هو “اسم الدلع” لنقض عرى الدين”. يا لسفه التعبير وبؤس الموقف! إن الحرية مفهوم عام وكبير تدخل ضمنه كل مظاهر الدفاع عن الأفكار والرؤى وكل مظاهر نقد هذه الأفكار والرؤى. والحرية بهذا المعنى قيمة شاملة تعلو ولا يُعلى عليها. ومثلما أن الحرية تعطيه الحق في أن يكون مؤمنا ومسلما فهي تعطي الآخرين الحق في أن يكونوا غير مؤمنين وغير مسلمين، وهو حق أساسي لا يستطيع حرمانهم منه باسم دينه. إن نقد الدين قديم قدم الدين ونقد الدين سيبقي طالما بقي الدين، والقفزة الكبرى التي حققتها البشرية هي قفزة الانعتاق من استبداد الدين مما مكّنها من خلق فضاء حرّ تتساوى فيه كل الأفكار والأديان في حقها في التعبير عن نفسها من غير أن يتغوّل أي رأي أو دين على حقوق الآخرين. لقد قبلت كل الأديان التعايش مع هذا الواقع الإنساني الجديد باستثناء الإسلام الذي بعث الإسلاميون شريعته في الكثير من البلاد وأحيوا الكثير من مظاهر الانتكاس ومن بينها فظاعات الرجم وبتر الأطراف وحدّ الردة. لقد ذاق السودانيون مرارة وفجيعة إعدام محمود محمد طه ولم يخطر ببالهم أن الإسلاميين الذين قتلوه سيغتصبون السلطة ليفرضوا الشريعة فرضا ويستبيحوا الكثيرَ وفي مقدمته حرية الفكر.
    إن التحدي الكبير الذي يواجه المسلمين في القرن الحادي والعشرين هو: ماذا سيفعلون بإسلامهم؟ هل سيقبلون بما قبل به مؤمنو الأديان الأخرى ويتعايشون مع هذا العصر بانسجام مع قيمه التي تُعلي شأن الحرية وتتمسّك بالعلمانية والديمقراطية وحقوق الإنسان؟ هل سيقبلون بحرية أن يخرج الناس من الإسلام ويحترمون حقهم ويتصالحون معهم؟ هل سيلهمهم مثلا موقف مثل موقف البابا الجديد فرانسيس الذي قال إن الملحدين من الممكن أن يقوموا بأعمال خيرة ومن الممكن أن يكونوا ناسا خيرين (وهذه بالطبع ليست بمعلومة جديدة تدهش الملحدين، خاصة ملحد مثل الدالاي لاما الذي تنبني رؤيته الأخلاقية البوذية على مبدأ خدمة الآخرين وعدم إيذائهم)؟ هل سيلهمهم موقف راون وِيليمز (Rowan Williams)، رأس الكنيسة الإنجليزية السابق، الذي دخل في حوار مع الروائي الإنجليزي فيلب بولمان (Philip Pullman) المشهور بانتقاده للمسيحية ودعا لإضافة أعماله الروائية لمقررات الدروس الدينية؟ هل سيلهمهم نموذج بلاد الغرب العلمانية حيث يجد المسلمون بكل طوائفهم حريات دينية لا يجدونها في بلادهم وحيث يتعايش المؤمنون وغير المؤمنين في ظل نظام قانوني تتساوى فيه حقوقهم؟
    وهكذا تبقى قضية الحرية هي القضية المركزية. والمسلمون في كل العالم اليوم أحوج ما يكونون لها. وهم يحتاجونها حاجة حياة أو موت إن أرادوا الارتقاء برؤاهم وفكّ ارتباطهم بالقرون الوسطي وإن أرادوا الارتقاء بمجتمعاتهم واللحاق بركب باقي البشرية، وخاصة أنهم اليوم أكثر الناس تقتيلا لبعضهم البعض، وأكثرهم قهرا للمرأة، ومن أكثرهم تخلفا معرفيا واقتصاديا.
    (*) محمد محمود أستاذ سابق في كلية الآداب بجامعة الخرطوم ومؤسس ومدير مركز الدراسات النقدية للأديان.

    http://www.sudaneseonline.com/?p=112189
                  

06-07-2013, 03:28 PM

عمر نملة
<aعمر نملة
تاريخ التسجيل: 11-08-2009
مجموع المشاركات: 2550

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: د. عمر القراي: بؤس الإلحاد !! (1) تعقيب على كتاب محمد محمود (Re: Yasir Elsharif)

    سلام
    Quote: بؤس الإلحاد !! (1)

    كنت اظن ان من كفر(بضم الكاف) استاذه يكون سندا لكل مجتهد يحاول ان يخرج بنا الي فهم جديد دون سطوة
    من يظنون انفسم خلفاء الله في الدين والارض. وانتم د القراي ادرى بالحكم الذي يمكن ان يناله الدكتور
    في حالة تمكنهم منه.

    التعديل باضافة من

    (عدل بواسطة عمر نملة on 06-07-2013, 05:04 PM)

                  

06-07-2013, 05:13 PM

عمر نملة
<aعمر نملة
تاريخ التسجيل: 11-08-2009
مجموع المشاركات: 2550

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: د. عمر القراي: بؤس الإلحاد !! (1) تعقيب على كتاب محمد محمود (Re: عمر نملة)

    سلام
    Quote: بؤس الإلحاد !! (1)

    كنت اظن ان من كفر(بضم الكاف) استاذه يكون سندا لكل مجتهد يحاول ان يخرج بنا الي فهم جديد دون سطوة
    من يظنون انفسم خلفاء الله في الدين والارض. وانتم د القراي ادرى بالحكم الذي يمكن ان يناله الدكتور
    في حالة تمكنهم منه.

    التعديل باضافة من
                  

06-07-2013, 07:20 PM

Bushra Elfadil
<aBushra Elfadil
تاريخ التسجيل: 06-05-2002
مجموع المشاركات: 5252

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: د. عمر القراي: بؤس الإلحاد !! (1) تعقيب على كتاب محمد محمود (Re: عمر نملة)

    قال عمر نملة :
    كنت اظن ان من كفر(بضم الكاف) استاذه يكون سندا لكل مجتهد يحاول ان يخرج بنا الي فهم جديد دون سطوة
    من يظنون انفسم خلفاء الله في الدين والارض. وانتم د القراي ادرى بالحكم الذي يمكن ان يناله الدكتور
    في حالة تمكنهم منه.
    انتهى

    هذا هو
    وأضيف الدهشة ملأت جوانحي من لجوء عمر القراي لتنزيل اقوال محمد أحمد وشرحها إلى حد الإبتذال لعامة المسلمين حتى ينالوا من الكاتب.لقد قام الدكتور عمر القراي بتفكيك النص لا بهدف فهمه وهو مفهوم له وللمثقفين لكن للتحريض ضد الكاتب .لقد اغضبتني مقالة القراي ولم ار في شخصه اكاديمياً صنواً للدكتور محمد احمد محمود .كان يمكن للنور محمد حمد أن يكون صنواً فيناقش من نفس منطلقات القراي الفكرية برصانة أكثر.ولعل حنق القراي على الباحث المثابر جاء من كون الدكتور محمد احمد محمود كان في يوم من الأيام جمهورياً أو لعله صديقاً كبيراً للجمهوريين ثم خرج أو ابتعد من الفكرة فانا لست على إطلاع على كونه جمهوري أم لا لكني على إطلاع على قربه من الفكرة الجمهورية وعلى ابتعاده منها منذ ان تزاملنا في كلية الآداب في منتصف الثمانينات من القرن الماضي..
    بؤس البؤس

    (عدل بواسطة Bushra Elfadil on 06-07-2013, 08:16 PM)

                  

06-07-2013, 08:06 PM

طه جعفر
<aطه جعفر
تاريخ التسجيل: 09-14-2009
مجموع المشاركات: 7328

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: د. عمر القراي: بؤس الإلحاد !! (1) تعقيب على كتاب محمد محمود (Re: Hisham Osman)

    الفاضل الكريم هشام عثمان
    لقد طرحت الأسئلة عن معني الوحي و في نفسي و في خاطري جرح من تقديم دكتور القراي للكاتب و ليس للكتاب
    في مكتبتي مبحثين عن النبوءة او النبوة واحدة بالاسم " النبوة" للدكتور علي الشوك و الثاني مبحث ضمني بكتاب سلطة النص للدكتور نصر حامد ابوزيد
    و لقد حاول الكاتبان مجادلة و محاورة الظاهرة بعيدا عن ما هو منقول عن سلف سالف و هي محاولات تجد عندي كبير احترام لانها تعمل العقل علي ظاهرة النبوءة او النبوة لفهمها
    علي حسب ما تحتمل العقول المعقدة لسكان الكوكب في هذه الازمان المتقدمة
    اكبرت و قدرت دراسة الدكتور محمد محمود لانها محاولة سودانية في موضوع شائك في زمن شائك اصبح فيه مبدأ الايمان بالإسلام نفسه علي المحك جراء ما يتم من تلاعب بالدين
    في سوداننا الحبيب و تحويل الدين الي غرض يباع و يشتري في اسواق احط انسانية من اسواق النخاسة
    و لقد صدرت كتابتي بآية ( ما اني إلا بشر مثلكم يوحي علي..) بعمد ، و بمنطوق الآية لنفهم رسالة النبي محمد(ص) علينا البحث بعمق في البعدين المطروحين في الآية
    و هما كون النبي بشرا مثلنا
    و كونه بشر مختص باستقبال الوحي
    التفكير الحر هنا لن يكون جريمة الا في زمن محاكم التفتيش هذا
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de