توسيع الخيال واجب وطني..... مقال بقلم قصي همرور شيخ الدين

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-07-2024, 03:10 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثانى للعام 2013م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
05-12-2013, 04:56 PM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48813

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
توسيع الخيال واجب وطني..... مقال بقلم قصي همرور شيخ الدين

    Quote: توسيع الخيال واجب وطني

    نشرت يوم 08 مايو 2013

    قصي همرور

    شعوب المركز - في السودان - لديهم مشكلة حقيقية في تفهم معاناة مواطني الهامش، وهم من قلة فهمهم لا يدركون حتى ضعف خيالهم، ولا يتذمرون حقا، في عمومهم، إلا حين تصيبهم جرعات خفيفة من واقع الهامش اليومي. معذرة لأهل المركز العظماء الأكارم، أهل الحسب والنسب، فقد اتسعت النيران على "فضلة خيركم"، أهل الهامش، حتى استعصى احتواؤها عليهم، فأفلتت بعض الشظايا التي أصابتكم. معذرة على الإزعاج، ولولا الظروف فأنتم طبعا تعلمون أن أهل الهامش فداء لكم!.

    كثير منهم - أهل المركز - يرددون، بثقة، أن ما ينتظر السودان هو خطوات أخرى نحو الجحيم إذا تزعزعت السلطة المركزية الحالية، برغم سوئها. وذهلت أخيلتهم عن أن الواقع في مناطق الهامش اليوم، ومنذ زمن مضى، إنما هو الجحيم بعينه.
    يا أكارم، هذا الوطن يعيش حالة حرب شرسة، منذ سنوات، أتلفت الأحياء والأشياء، وانتهكت الأعراض والممتلكات والأرواح. وخيار المقهور سلاحه، يدفع به عن نفسه وأهله، كما جرت سنة البشرية. ليست هناك حرب نموذجية في التاريخ المعلوم، يموت فيها الأشرار فقط وتحيط الهالة بأخيارها، فخسائر الحرب خسائر حقيقية، ومؤلمة، لكن لن يكون هناك أمل في مستقبل أجمل إذا لم يتشارك أهل السودان الآلام أيضا؛ آلام المخاض، من أجل ميلاد جديد.
    ثم يقولون لك، في تجليات "نبيلة"، أنه من الصحيح أن أهل الهامش يعانون، ولكن التوجه نحو التشفي والانتقام من أهل المركز، وتجريعهم مثل ما تجرعوا، لا يفيد إلا المزيد من الألم، ولا يصلح حال أحد. هل يمكن إذن أن نسأل، لماذا "ينتقم" أهل الهامش؟ فالمعروف أن الانتقام إنما يكون من من تسبب لك في أذى مباشر، فأنت تريد أن تؤذيه كما أذاك. هل هذا اعتراف ضمني من أهل المركز، ذوي التجليات النبيلة، بأنهم آثمون، مثل سلطتهم المركزية، في حقوق اخوانهم أهل الهامش؟ فإن كان كذلك، فأيهم أولى، أن ننظر ونراجع ما سببناه من أذى - ضمني أو مباشر - لأهل الهامش، أم نتذمر من مقابلة المثل بالمثل؟.
    يقول المهاتما غاندي، في صيغة مشابهة، عن أن مشكلة الفقر والبؤس هي مسؤولية اجتماعية، "لا ينبغي أن ننخدع بالثراء الذي نراه في المدن الهندية، فهو آت من دماء الفقراء. أنا أعرف اقتصاد القرية، وأقول لكم إن الضغط من الأعلى يسحق أولئك الذين في الأسفل. كل ما علينا فعله هو أن ننزل عن ظهورهم". وبين المدينة والقرية يمكن أن نقول "بين المركز والهامش" أيضا. برغم وضوح ما يجب فعله، إلا أن المماطلة والتسويف هو ديدن المستفيدين من الوضع الراهن؛ حتى ولو كانت استفادة نسبية

    قد يقول قائل – بحق وبغير حق – أن شعب المركز لا يمكن أن يوصف بأنه "مستفيد من الوضع الراهن"، بأي حال من الأحوال، ولا حتى نسبيا.. هذا في عمومه صحيح، إذا استثنينا القلة من رموز السلطة المركزية الحالية والمجتمعين حولهم، لكن المسألة أعمق من هذا.. المسألة تاريخية، ومتعمقة، بحيث أن السلطة المركزية الحالية كثيرا ما تشكل في وجدان بعض أهل المركز شرا مبررا، لأن البديل المتوفر الآن هو استيلاء حركات المقاومة، ذات الأغلبية من الهامش، على مقاليد السلطة المركزية في السودان.. وهذا في العقل الجمعي لأهل المركز – شعوريا ولا شعوريا – يمثل شرا أكبر من الواقع المعاصر، لأنه يهدد جميع الامتيازات التاريخية التي راكمها أهل المركز على حساب أهل الهامش.

    وما بال المقاومة المسلحة؟ هل العنف المضاد هو الحل؟ وهل ما زلنا في زمن تأييد التغيير العنيف؟ ألم نشهد ونتعلم من تجارب الإنسانية المريرة أن العنف لا يأتي بسلام مستدام، وإنما هي الدوامة الشرسة التي لا تنتهي؟ أسئلة كثيرة من هذا النوع تقفز لخواطر وألسنة القراء. وهي عندنا مبررة، في عمومها، لكنها في غير محلها، وتحتاج للامتحان الواقعي، لأن ثقافة السلام ليست عاطفة فجة، وإثارات مطلقة بلا موازين، إنما هي استراتيجيات نحو أوضاع اجتماعية مستدامة، تتطلب حنكة وحكمة سياسية واقتصادية، وكل ذلك إنما يقاس بالمعطى في أرض الواقع، لا بالمُثل المجردة.

    من المعروف أن الأستاذ محمود محمد طه كان من أكبر دعاة التغيير السلمي في السودان، وقد قدم دفوعات أخلاقية وموضوعية قوية في صالح المقاومة السلمية، وعليه فهو نموذج بارز لدراسة ماهية المقاومة السلمية وآلياتها، نظريا وتطبيقيا.. في كتاب "أسس دستور السودان"، تحدث الاستاذ عن الجيش السوداني، وقال إن على الحكومة المركزية "واجب الدفاع الوطني بالجيش السوداني، الذي يخضع لها وحدها وتنبث معسكراته في النقط الاستراتيجية في جميع البلاد، كما يستمد جنوده من سائر المواطنين، ويقع واجب الدفاع الوطني على السلطتين المركزيتين: التشريعية، والتنفيذية، اذ أن البرلمان وحده هو الذي يعلن حالة الحرب، وينفق على الجيش".. إذا قرأنا مكتوب الاستاذ هذا، هل نستنتج بان خيار الحرب لا مكان له في الفهم السياسي عند الأستاذ؟ أم أن هنالك حالات من "الدفاع عن النفس" – وليس مجرد "المقاومة المسلحة" أو "التغيير العنيف" – يفرضها الواقع، ويفرض بها على الشعوب الحرة خيارات ليس من بينها تجنب السلاح؟.

    ومن الناحية العملية، فقد أيد الاستاذ محمود ما فعله عبدالله خليل حين جهّز الجيش السوداني للذود عن حلايب. أيده في اتساق مع ما قاله مسبقا بخصوص دور الجيش السوداني في حماية أرض الوطن من اعتداء المعتدي، إذ أن ذلك دفاع عن النفس وليس وقوفا في صف العنف. أيضا، قال الاستاذ، في بعض تصريحاته، إن قصارى الحرب، في حقبة ما بعد الحرب العالمية الثانية، إنما هو أن تقود الاطراف المتنازعة لطاولة المفاوضات، وهذا حق. لكن هذا يعني أيضا أن الحرب أحيانا تكون هي السبيل نحو طاولة المفاوضات، لان أحد طرفي النزاع لا يعترف بالطرف الآخر وبكيانه في مستوى انه يستحق المفاوضة.

    بعض مثقفي المركز، من أصحاب الضمائر، يرون أن موقفهم هم من المقاومة السلمية هو نفس الموقف الذي يجب أن تقفه شعوب السودان المهمشة والمعرضة للقصف الجوي والتهجير القسري والتعذيب وجرائم الحرب، وهذا في نظري موقف قد يدل أحيانا على قلة الشعور بمعاناة الآخرين، وضعف الخيال بحجم المصائب التي تواجههم بصورة ملحة ويومية "في لحمهم الحي". حين يواجه المرء عدوا لا يعترف حتى بإنسانيته، بله حق حياته، وهو أيضا عدو غير مؤهل لأن يحسب نتائج عدوانه النابع من كراهية تنضح، واستعلاء مستعلن، يصبح من رفاهية الحديث أن توصي هذا المعتدى عليه بان يختط خط المقاومة السلمية. حتى غاندي تحدث عن أن المقاومة السلمية تستهدف مواجهة الخصم بضميره، وبمُثُله الأخلاقية التي يزعم لنفسه أنه يلتزم بها، فإن لم يكن الخصم على مستوى من الحس الإنساني يجعله يلتقط هذه الرسالة فإن الرسالة لا تُفهم، وقد لا تُلتقط أصلا (والذي أخرج المستعمر البريطاني من الهند هو الرأي العام البريطاني، والعالمي، الحر، تحت أنظمة تقر بشرعية هذا الرأي والاستماع له، بعد أن التقط هذا الرأي العام الرسالة التي وجهها له الشعب الهندي بقيادة غاندي، وفهمها). حكومة الخرطوم الحالية لها رصيد واضح من التجربة التي تفيدنا بانها لا تتحدث هذه اللغة، وإنما تتحدث، في أعلى مناصبها، لغة "لحس الكوع" و"الحشرات" و"العصا"، وما يليها.

    إن وضع إنسان المركز، اليوم، ليس هو وضع إنسان الهامش، حين يُجابَه هذا الأخير بانتهاك حياته وعرضه، انتهاكا صريحا وبالغا أقصاه. ثم إن حتى النهج الديني عموما، وفي الإسلام، في السنة النبوية خصوصا، هو ألا ينتصر المرء لنفسه، وأن يحتمل الأذى في نفسه، لكن هل يطالب الرجل بان يقف مكتوف الأيدي إذا تم تهديد زوجته وأطفاله بالخطر أمام ناظريه؟ وهل يطالب أشداء المجتمع بأن لا يحموا ضعافه من النساء والأطفال والعاجزين وكبار السن؟ أم أننا لا نظن أن هؤلاء تعرضوا للانتهاك السافر، المُخطط والمُنفّذ بسلطة الدولة؟.

    هناك جيوب من الكرة الأرضية اليوم ما زالت تعيش بقانون القرون الماضية، بل وأحط من ذلك، في ظروف حرب يعمل فيها قانون الغاب. إن من غير الواقعي نقد حركات الهامش في خيارها المقاومة المسلحة، تماما كما من غير الواقعي أن نقول لأي محتل، مثلا، تعال نحلها بالمفاوضات فقط، في حين أن جيوش هذا المحتل لم تعلن نية غزونا فقط، إنما بدأت في التنفيذ العملي في ذلك.



    ونحن في السودان – وبعض بلاد العالم "الثالث" – اليوم نعيش في ورطة أن جيوشنا الوطنية، التي نصرف عليها من ضرائبنا، ونغذيها بفلذات أكبادنا، هي التي تفعل كل ما يمكن أن يفعله المعتدي المحتل. هناك بعض الكتب التاريخية والتحليلية، في المكتبة السودانية اليوم، ترصد مسيرة الجيش السوداني، منذ ما قبل الاستقلال (قوة دفاع السودان) إلى ما بعده، ودوره في الحروب الأهلية، والانقلابات، والانقلابات الفاشلة، انتهاء إلى ما جرى في عهد السلطة المركزية الحالية من زعزعة واضحة لبنية الجيش وتدجين صريح لقياداته. الخلاصة المشهودة هي أن الجيش السوداني، باختصار، به مشاكل كثيرة كمؤسسة، لأنه حتى هذا اليوم لم يستوف شروط المؤسسة الوطنية، لا في ديمغرافيته ولا في هيكله المادي ولا في تاريخه المهني. هذا الجيش، منذ أيام رئيس الوزراء محمد المحجوب، شارك بفعالية في قتل وتشريد مواطني السودان، في بقاع شتى، وانخرط في أعمال سياسية داخلية، بدون حياد، مرات أكثر بما لا يحصى حيال المرات التي نهض فيها لحماية أرض السودان من تهديد أجنبي.

    من المؤكد أن خيار الاشتباك المسلح له مشاكل كثيرة، ولا يمكنه أن يتخلص منها، وتحدث في خضمه الكثير من التجاوزات، من جميع الاطراف، لكنه هنا، وبصورة واضحة جدا، خيار بين خيارات أخرى، أحلاهم بمرارة العلقم. كما لا يصح موضوعيا أن ننظر لمقاومة الهامش المسلحة على أنها "محاولة للاستيلاء على السلطة بالعنف"، إنما هي، حسب الحيثيات الموضوعية، محاولة لتحييد عنف السلطة – وهي التي بادرت بالعدوان والانتهاك السافر للحقوق – حتى تكون هناك مرحلة قادمة من اقتسام السلطة والثروة، بين عموم شعوب السودان، بغير ميزان القهر والغلبة.

    باختصار، فإن الدور الذي يلعبه أهل المقاومة السلمية، في تكميل البناء الفكري والاخلاقي من أجل سودان جديد، بمعنى الكلمة، ليس هو نفس الدور الذي تلعبه حركات الهامش المسلحة، وليس هو المتوقع منها، حسب معطيات ظروفها وإمكاناتها التي تحدد لها أولوياتها. لكن هذين الدورين متكاملان، وليسا متناقضين، في سياقنا التاريخي المعاصر. مشروع السودان الجديد ليس حوالة على فئة واحدة من فئات المعارضة، ثم نحن نتناقش حول أي هذه الفئات تكون، لأن مشروع السودان الجديد في جوهره يطالب بمشاركة الجميع في العمل نحوه، وكلٌّ من موقعه. يكون من الظلم أن نحاكم حركات الهامش المسلحة بمعطيات ظروفنا نحن، أهل المركز، ويكون من نقص البصر ألا نرى ما يستوجبه اختلاف الظروف والإمكانات من اختلاف أدوار، وإن كان الهدف العام واحدا.

    ما هي سعة الخيال المطلوبة في هذه الظروف، وخصوصا من أهل المركز؟ هي المقدار الكافي من الخيال لتصور ظروف الآخر (وهو لن يكون تصورا كاملا على أي حال، فأهل الوجعة لا يعرفها مثلهم أحد). إذا لم نستطع فعل ذلك فلن نكون في الطريق السليم نحو بناء أمة سودانية، لم تدخل التاريخ حقا بعد. إن الخيال، لو استعملناه بجدية وحذر، قد يخفف كثيرا من عيار التجارب الأليمة المطلوبة كامتحانات تاريخية، وطقوس عبور، تتشكل عبرها الشعوب الناضجة، الواعية بقيم التعايش السلمي والاحترام المتبادل.

    هذا من ناحية – وهي الناحية الأهم – ومن ناحية أخرى يرى البعض أن اقتدار جماعة مسلحة، في حرب العصابات، على كسر شوكة القوات المسلحة المدعومة من الدولة، أمر يصعب تصديقه، ولا طائل من ورائه، ولهذا فإن ما تفعله حركات الهامش المسلحة اليوم، بعضويتها الغالبة من أهل الهامش، إنما يضر أكثر مما ينفع، ويؤدي للمزيد من غضب السلطة المركزية الذي يُترجم لمزيد من معاناة المظلومين. لكن الواقع أن تاريخنا المعاصر يخبرنا بالكثير من هذه السيناريوهات. في أمريكا اللاتينية، مثلا، تمكن فيدل كاسترو، عن طريق مجموعة لا تتجاوز المائة من المحاربين، التسلل إلى جزيرة كوبا عن طريق مركب واحد، وسرعان ما قضى عدد كبير من هؤلاء، منذ أولى خطواتهم في كوبا، وكان البقية محصورين وفاقدين للمعونة تماما، لكنهم تدريجيا، وبتكتيك حرب العصابات وحشد التأييد من داخل كوبا نفسها، استطاعوا الصمود والنمو والتغلغل، حتى هزموا قوات الدولة هزيمة نكراء. في جنوب افريقيا أيضا، وحين اختار المؤتمر الوطني الافريقي أن يقود حربا سياسية وعسكرية على نظام الابارتيد، بعد أن يئس من المقاومة السلمية البحتة ضد نظام يفتقر للحد الأدنى من الحس الإنساني، كان مانديلا - وهو أول قائد للجناح العسكري للمؤتمر - يحوم افريقيا لحشد الدعم له من داخل افريقيا نفسها، وليس من اسرائيل أو من أمريكا (وقد زار السودان حينها، ولم يعبّره أحد، سوى موظف المطار الذي رحّب به بحماسة، كما كتب مانديلا في مذكراته)، وقد استطاع المؤتمر الوطني الأفريقي تحقيق انتصارات كبيرة، على النطاق السياسي العالمي والنطاق العسكري المحلي، بواسطة حرب العصابات وزعزعة استقرار الدولة، بصورة تنامت حتى جعلته قوة لا يُستهان بها عالميا حين الحديث عن جنوب افريقيا. لقد كان المؤتمر الوطني الافريقي، في فترة كبيرة من تاريخ نضاله المسلح، محسوبا كتنظيم إرهابي، ليس بواسطة حكومة جنوب افريقيا فقط، وإنما بواسطة بعض الدول الغربية أيضا، ومن ضمنها أمريكا. هذان مثالان معروفان.
    حرب العصابات من أكثر الحروب صعوبة على الجيوش النظامية، وقانونها قانون التكتيك، والاستنزاف، واختيار الاماكن والأزمان المناسبة للضربات، وليس قانون كثرة العدة والعتاد. الدكتور جون قرنق وغيره، من قيادات هذه الحروب، كانوا يقولون، ما معناه، أثناء حرب العصابات، إن استهانة الجيش النظامي والحكومة بنا هي من عوامل نجاحنا، والحكومات كثيرا ما تشعر بحجم المقاومة المسلحة الحقيقي بعد فوات الأوان.
    إذن من الخير لنا ألا نستهين بقوى الهامش، المسلحة والسلمية معا، وبقدرتها على ريادة قضيتها بنفسها. من المعروف في التاريخ أن الحقوق لا تعطى، وإنما تؤخذ حين يطالب بها أهلها، مطالبة جادة ومستمرة، وقد توفرت هذه الأسباب اليوم. لكن التاريخ يخبرنا أيضا أن أهل الحقوق دائما ما يجدون من يناصرهم من الطرف الآخر، لأن وشيجة الإنسانية، والشعور بالحق وبغض الظلم، سمة مودعة فينا جميعا، بيد أنّا نحتاج لسقايتها ورعايتها، حتى لا تذبل، وحتى تنبت ثمرا محسوسا، ينفعنا وينفع من حولنا.


    صحيفة التغيير الإلكترونية:
    http://www.altaghyeer.info/ar/2013/articles_opeds/290/


    ...
                  

05-12-2013, 05:23 PM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48813

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: توسيع الخيال واجب وطني..... مقال بقلم قصي همرور شيخ الدين (Re: Yasir Elsharif)

    بحثت في الشبكة عن صورة لقصي فوجدت هذه الصورة المعبرة التي وقع اختياري عليها.

                  

05-12-2013, 05:53 PM

Arabi yakub

تاريخ التسجيل: 01-27-2008
مجموع المشاركات: 1948

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: توسيع الخيال واجب وطني..... مقال بقلم قصي همرور شيخ الدين (Re: Yasir Elsharif)

    Quote:
    هناك جيوب من الكرة الأرضية اليوم ما زالت تعيش بقانون القرون الماضية، بل وأحط من ذلك، في ظروف حرب يعمل فيها قانون الغاب. إن من غير الواقعي نقد حركات الهامش في خيارها المقاومة المسلحة، تماما كما من غير الواقعي أن نقول لأي محتل، مثلا، تعال نحلها بالمفاوضات فقط، في حين أن جيوش هذا المحتل لم تعلن نية غزونا فقط، إنما بدأت في التنفيذ العملي في ذلك


    شكرا قصي كدابك في الصدوح بالحق بوضوح وشجاعة ودقة التشخيص في كل ما يسطره بصدق وموضوعية لتوضيح الرؤية في اتون الازمة الوطنية المدمرة حتى الان

    والف شكر للاخ د ياسر الشريف على ايراد هذا المقال الصادح بالحق في زمن الزييف والاراجييف بارقى وسائل التنقية التي لم تتوفر للفوهلر نفسه؟

    تحياتي لكما
                  

05-12-2013, 09:13 PM

صلاح عباس فقير
<aصلاح عباس فقير
تاريخ التسجيل: 08-08-2009
مجموع المشاركات: 5482

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: توسيع الخيال واجب وطني..... مقال بقلم قصي همرور شيخ الدين (Re: Arabi yakub)

    سلام عليك أخي ياسر، وعلى الأخ قصي من ورائك!
    في الحقيقة لم أقرأ دفاعاً متيناً عن خيار الحرب مثل هذا الدفاع الذي كتبه الأخ قصي،
    ورغم أني أقف من هذه القضية، موقف الرفض المبدئي الكامل،
    وأدعو الجميع إلى أن يقف منها موقفاً استراتيجيّاً؛
    باعتبارها قضية مبدئية وأخلاقية؛ لكنّني إزاء هذا المنطق القويّ، لا أملك إلا أن أمنح
    نفسي على الأقل فرصة مراجعة موقفي، وليكن ذلك من خلال التفاعل مع هذه النصوص المقتبسة
    من كلام الأخ قصي:
    Quote: وما بال المقاومة المسلحة؟ هل العنف المضاد هو الحل؟ وهل ما زلنا في زمن تأييد التغيير العنيف؟
    ألم نشهد ونتعلم من تجارب الإنسانية المريرة أن العنف لا يأتي بسلام مستدام، وإنما هي الدوامة الشرسة التي لا تنتهي؟
    أسئلة كثيرة من هذا النوع تقفز لخواطر وألسنة القراء. وهي عندنا مبررة، في عمومها، لكنها في غير محلها، وتحتاج للامتحان الواقعي،
    لأن ثقافة السلام ليست عاطفة فجة، وإثارات مطلقة بلا موازين، إنما هي استراتيجيات نحو أوضاع اجتماعية مستدامة، تتطلب حنكة وحكمة سياسية واقتصادية
    وكل ذلك إنما يقاس بالمعطى في أرض الواقع، لا بالمُثل المجردة.

    طيب، يا قصي؛ لنتجاوز كل تلك الأسئلة التي تعزف على وتر النضال المدني، ولننظر إلى توكيدك أن ثقافة السلام
    ليست عاطفة فجّة، وإثارات مطلقة بلا موازين، وتوكيدك على أنها إستراتيجيات تتطلب حنكة وحكمة سياسية!
    وده كلام سديد!
    وعندئذٍ فأرجو منك أن تضيء لنا بعض جوانب العتمة، وتبين لنا ما تلك الإستراتيجية المرفودة
    بهذه الكلمات الفخيمة؟
    أليس هؤلاء الرافعون راية التغيير المسلح، جلّهم كانوا قبل قليل مشاركين ضمن نظام الإنقاذ؟
    لنقل: إن خطتهم الإستراتيجية، كانت تقتضي ذلك؛ فهلا قاموا بدراسة علمية لتجربة التغيير المسلح،
    راصدين سلبياتها وإيجابياتها، وناظرين في مدى مواءمتها للظروف الراهنة!؟
    يا عزيزي باختصار، هذه الحجة التي ذكرتها في مواجهة خيار النضال المدني، حجة هوائية،
    فأنت تعلم أن ليس هناك إستراتيجية، ولا يحزنون! ليس هناك إلا تراكم للغبن التاريخي،
    استثارته حكومة الإنقاذ؛ فاستجاب لها قادة الحركات المسلحة؛
    فلكأن الطرفين قد تعاهدا على نسف كلّ رصيد التدامج الوطني والتعايش السلمي الذي حدث
    بين أبناء الوطن، في العقود الماضية!
    ثم إنك تتكلم عن (المعطى في أرض الواقع)، ومن يقرؤك يظنّ أن مواطني دارفور، كلّهم قد
    وقفوا صفاً واحداً، خلف طليعتهم المسلحة، والواقع يقول: إنّ عامة المواطنين، لا يريدون
    هذا الخيار؛ على الأقل لأنهم هم من يدفع ثمنه الباهظ، وليس القادة المناضلين!
    قليل من الإستراتيجية والشفافية، يا قصي، كان كفيلاً بأن يوجه نظرك إلى حقيقة أن ضحايا
    هذه الحرب من الجانبين، هم عامّة المواطنين، وليس رموز الإنقاذ أو الحركات المسلحة!
    Quote: هناك جيوب من الكرة الأرضية اليوم ما زالت تعيش بقانون القرون الماضية، بل وأحط من ذلك،
    في ظروف حرب يعمل فيها قانون الغاب. إن من غير الواقعي نقد حركات الهامش في خيارها المقاومة المسلحة،
    تماما كما من غير الواقعي أن نقول لأي محتل، مثلا، تعال نحلها بالمفاوضات فقط،
    في حين أن جيوش هذا المحتل لم تعلن نية غزونا فقط، إنما بدأت في التنفيذ العملي في ذلك.

    طبعاً لا يجوز لك أن تخلط بين حركات التحرير الوطني، التي تستهدف عنصراً أجنبياً محتلاً،
    وبين حركات التغيير المسلح، التي تستهدف حكومة على سُدّتها طاقم من القادة الذين يجدون سنداً ودعماً
    جماهيرياً واضحاً، لا يمكن إنكاره!
    وخلطك هذا بين مواجهة المحتلّ الأجنبي، ومواجهة الحاكم المستبد،
    هو من أجل أن تتجاوز عقبة حقيقية تقف في طريق منطقك، ألا وهي أنك
    تتجاوز صيرورة الوعي وتطور الأفكار، منذ تفجر الثورة الفرنسية في أواخر القرن الثامن عشر،
    وإلى اليوم، حيث لم يعد مبرراً ذلك المسلك المغامر في تغيير الأنظمة السياسية الظالمة أو المستبدة،
    على نحو ما جرى في الصومال وغيرها، ارتقى وعي البشرية اليوم نحو استخدام أساليب أكثر عقلانية،
    لم يدفع لذلك محض تأمّل فلسفيّ، ولكن دراسة علمية لواقع الدول التي شهدت هذه التجارب العنيفة!
    فأنت لكي تتجاوز ذلك تقول:
    [هناك جيوب من الكرة الأرضية اليوم ما زالت تعيش بقانون القرون الماضية، بل وأحط من ذلك]
    تذكرني بالمربّي غير التربوي الذي قيل له: إنّ التربية الصحيحة تقتضي منك أن تسلك مسلك الحوار والإقناع!
    فقال: إن (هؤلاء) لا تجدي معهم إلا سياسة العصا!
    طبعاً، هذا المثال مع مراعاة الفارق الكبير! لكن الجامع بينهما: الحيود عن الحقيقة في كلٍّ منهما، بدافع الهوى
    والعجز عن المراجعة!
    Quote: من المؤكد أن خيار الاشتباك المسلح له مشاكل كثيرة، ولا يمكنه أن يتخلص منها، وتحدث في خضمه الكثير من التجاوزات،
    من جميع الاطراف، لكنه هنا، وبصورة واضحة جدا، خيار بين خيارات أخرى، أحلاهم بمرارة العلقم.

    هأنت تُقرّ بلا جدوى الاشتباك المسلح، لكنك تصرّ عليه بحجة تراها واضحة جداً:
    أنه أحسن الخيارات السيئة!
    هل هناك دراسة علمية أو إستراتيجية أجريت على التجربة المسلحة التي عانيناها من قبلُ،
    فتبيّن أنه لا بد من ذلك!؟
    Quote: إذن من الخير لنا ألا نستهين بقوى الهامش، المسلحة والسلمية معا، وبقدرتها على ريادة قضيتها بنفسها.
    من المعروف في التاريخ أن الحقوق لا تعطى، وإنما تؤخذ حين يطالب بها أهلها، مطالبة جادة ومستمرة، وقد توفرت هذه الأسباب اليوم.
    لكن التاريخ يخبرنا أيضا أن أهل الحقوق دائما ما يجدون من يناصرهم من الطرف الآخر، لأن وشيجة الإنسانية، والشعور بالحق وبغض الظلم،
    سمة مودعة فينا جميعا، بيد أنّا نحتاج لسقايتها ورعايتها، حتى لا تذبل، وحتى تنبت ثمرا محسوسا، ينفعنا وينفع من حولنا..

    وشيجة الإنسانية ومظاهرة الحق، وبغض الظلم، كما تقول مودعة فينا جميعاً، بيد أنا نحتاج لسقايتها
    كما ذكرت ورعايتها، كيلا تذبل، وهذا كلام جميل، وكان سيكون متّسقاً لو أنك دعوت كل الوطنيين
    المخلصين إلى الإدلاء بآرائهم في الكيفية المثلى التي ينبغي أن نرعى بها زهرتنا الوطنية الجميلة!
    باختصار يا قصي، الخيار العسكري خيار خطير جداً، فإن كان القائم به والداعي إليه واعياً مدركاً،
    وليس في حال غضب وانفعال، فالمفروض أن يتم طرحه على كلّ صعيد للتداول والتفاكر!

    أما بعد أخي قصي
    فما أراك أتيت بجديد، فقط قمت بتلحين (الحجة العجيبة) التي يستند إليها معظم
    المدافعين عن الخيار العسكري، ألا وهي قولهم: (والله الإنقاذ هي الأجبرتنا على السير في هذا الطريق!)
    فعجباً من الإنقاذ لا تكتفي بطرح مشروعها الحضاري الفاشل،
    بل كذلك تختار للمعارضين أسلوب معارضتهم لها!
    قيل: لأنو نافع قال لينا الحسو كوعكم، قمنا تحديناه!
    طيب، ما ذنب الوطن والشعب المسكين؟

    ومودتي واحترامي
                  

05-14-2013, 11:45 AM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48813

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: توسيع الخيال واجب وطني..... مقال بقلم قصي همرور شيخ الدين (Re: صلاح عباس فقير)

    سلام يا أخي صلاح عباس

    لقد أرسلت مداخلتك لقصي عسى أن يكون لديه تعقيب.. وقد كتب لي التالي:


    تحياتي وشكري يا أستاذ ياسر


    تحياتي للأستاذ صلاح عباس فقير.. أنا الآن بصدد إكمال الجزء الثاني من المقال، ولم تكن عندي نية سابقة لجزء ثاني، لكن نقاط النقاش التي أثيرت جعلتني أشرع في جزء ثاني، وربما ثالث لو اقتضى الأمر.. يمكنك نشر حديثي هذا كاملا في سودانيز أونلاين أيضا.


    هناك مشكلة عامة عند ناقدي الخيار المسلح في الوضع السوداني المعاصر، وهو ببساطة ضعف الخيال، كما ذكرت من قبل.. مثلا، الأستاذ صلاح يتحدث عن تغيير الوعي، وهذا حديث هلامي، كثيرا ما يقال، لأنه صحيح، لكنه لا يقوم في فراغ.. ليس هناك مكان يذهب له جميع سكان السودان اسمه "تغيير الوعي" يخرجون منه بعد ذلك أنقياء أصفياء.. تغيير الوعي يحدث في ميدان الحراك نفسه، وهذا الميدان، بالنسبة لأهل الهامش، لا يخلو يوما من صوت الرصاص وتهديد الحياة والعرض.. لا بد من توسيع خيال الناقدين ليفطنوا لهذا الوضع الذي يفرضه الواقع.. لقد قال جون قرنق من قبل إن دينامية السياق هي المعلم الأول للوعي الجمعي، وليس هناك مجال يأخذ في الناس "راحة" من الواقع ريثما يتغير الوعي، بل انخراطهم مع الواقع هو الذي يأتي بتغيير الوعي.


    ثم هنالك دائما الحديث عن تجارب غاية البعد عن التجربة السودانية المعاصرة، مثل الثورة الفرنسية و"المسلك المغامر" وما إليها، والواقع المعاش اليوم في الكرة الأرضية أن هنالك أماكن في العالم تكاد تتفاوت في المرحلة التاريخية التي هي فيها، حتى لكأنها لا تمت لبعضها بعضا بصلة.. ثم مقارنة أن الحركات المسلحة لا تشبه حركات التحرير الوطنية (ولا أعرف لماذا بالضبط، ما لم تكن هناك ضوابط معينة للتعريف، فعلى العموم ليست كل حركات الهامش المسلحة على نفس المستوى من الاستعداد الفكري والتنظيمي والأخلاقي، لكن دفاعي هنا عن عموم الظاهرة، وليس عن حركات معيّنة، فهذا له مكان آخر).


    هل كانت مناهضة المؤتمر الوطني الافريقي، في جنوب افريقيا، مثلا، حركة تحرر وطنية؟ ولماذا؟ ألم تكن تواجه حكومتها التي كان لديها دعم جماهيري مقدر من شرائح شعوب جنوب افريقيا (حتى الزنوج أنفسهم بالمناسبة، كان وسطهم من هو متصالح ومؤيد لنظام الأبارتيد، سواء لمصلحة خاصة أو خوفا من "عنف" المؤتمر الوطني الافريقي).. الشاهد أن التاريخ لا يتبنى ذلك التعريف الجزافي الذي أورده الأستاذ صلاح عباس، للتفرقة التشريحية بين حركة التحرر الوطنية وحركة المقاومة المسلحة داخل نفس الدولة.. في كثير من الأحيان يكون الوضع نفس الوضع، مثلما كان في الحركة المسلحة التي أورثتنا دولة ارتريا، والحركة الشعبية في السودان.. إن مجرد استيلاء السلطة المركزية على القوات المسلحة لا يجعل مقاومتها في عداد "غير الوطني".


    ثم هنالك دوما التفريق المفرط بين طرفين، لا ثالث لهما: طرف العراك المسلح حتى السلطة أو الموت، أو طرف المقاومة السلمية التامة، بدون أي سلاح.. هذا التفريق المفرط هو أبعد ما يكون عن الواقع، لأن حتى جميع حركات المقاومة السلمية في تاريخنا المعاصر كان لها جانب من المقاومة المسلحة يؤازرها (سواء تحت نفس المظلة التنظيمية أو بين تنظيمات مختلفة لكن تسعى لنفس الهدف).. نحن لم نصل بعد لمرحلة المقاومة السلمية البحتة، لكننا استشرفنا مرحلة المقاومة المسلحة لتحييد عنف المعتدي، ثم الجلوس على طاولة المفاوضات كأنداد، حيث يخرج الحل السلمي حينها فقط.


    معذرة على إطالة الحديث، وكما ذكرت فأنا شارع في الجزء الثاني من المقال هذه الأيام، وربما يخرج قريبا


    قصي همرور



                  

05-15-2013, 09:29 AM

عثمان عبدالقادر
<aعثمان عبدالقادر
تاريخ التسجيل: 09-16-2005
مجموع المشاركات: 1296

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: توسيع الخيال واجب وطني..... مقال بقلم قصي همرور شيخ الدين (Re: Yasir Elsharif)

    الأخ الحبيب / ياسر
    طيب التحايا والأماني لك وللأخ قصي .
    أرجو أن تخفِّف كلماتي لما ينوء به من حمل .
    من الثابت عندي أن هذا البناء التاريخي يضحي بصنّاعه الفاعلين في سبيل تقدمه ، فهم المصعد الذي يرتقيه قاصداً كماله ، ويجزيهم عن فعلهم فيه جزاء سنمار ، وكلما أكثر من ضحاياه ارتفعت أساساته وزاد شموخاً ، وأسوأ مثال يمكن سوقه هو
    ما يأمله ويرتجيه الأخ قصي من سعة الخيال .
    أنا أزعم أن نقل المعرفة من جيلٍ إلى جيل أو من معلم لتلميذ أو أبٍ لإبنه أمر في منتهى السهولة واليسر ولكن نقل شعور التجربة يكاد يكون من المستحيلات علماً أنّه آليّة الفعل اللازمة ، وفي حالتنا هذه = ( توسيع الخيال ) توجد حتميات لا فكاك
    منها للحصول علي الشعور، وهي سبب تكرارنا لأخطائنا التي تمثل الدائرة في سير التاريخ ولكن بتقديم الضحايا ومكابدة الآلام تلطف الأخطاء لتكون الحلزون الصاعد فيه .
    يقول الشيخ عبدالله القصيمي ( إن الأخلاق ليست ملكاً ذاتيّاً وإنما هي ظرفاً موضوعيّاً ) وهي تؤكد مقولة الأنثروبولوجيين ( الأخلاق تشكلها الظروف ) فظرف القوة له أخلاق ،والضعف له أخلاق ، والشعور بالظلم له أخلاق والخوف له أخلاق والفقر
    له أخلاق ....... الخ المعطيات التي لا تتخلف حتمياتها إلا في حالات إستثنائيّة ، إذن نحن نواجه مشكل لا يحل إلا بتقديم الضحايا والقرابين حتى يرتفع البناء أليس هذا هو الشرط !!؟ فلا يتأتى للمظلوم التخلِّي عن أخلاقه الظرفيّة التي تطلب رد
    ظلامته، وحتماً عليه أن يكون فاعلاً ليضع لبنات فوق البناء ولا يجوز على الخائف إلا أن يحذر عنف المظلوم أيضاً إذا رجحت كفة القوة لصالحه فأخلاقها هي الأخرى لا تتخلف !!؟ ( إذ أنتم بالعدوة الدنيا وهم بالعدوة القصوى والركب أسفل منكم ،
    ولو تواعدتم لأختلفتم في الميعاد ولكن ليقضي الله أمراً كان مفعولاً ...... الآية ) ، هل تعلم أخي قصي أني أردد على الدوام مقولة العبادي على لسان ودالنعيسان مخاطباً أمحمّد ود دكين ( يا شيخ العرب الدنيا سايقانا بي نبوته ! ) وأيِّ نبوت !!؟ إنه
    غليظ ومضبّب بذيل ثور فتي !!! فهل نرضّى !؟ .

    أبو حمـــــــــــــــد
                  

05-15-2013, 03:07 PM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48813

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: توسيع الخيال واجب وطني..... مقال بقلم قصي همرور شيخ الدين (Re: عثمان عبدالقادر)

    سلام للجميع وتحية لك يا عزيزي عثمان
    ــــ
    هذا التعليق على مداخلة الأخ صلاح عباس

    قولك:
    Quote: أليس هؤلاء الرافعون راية التغيير المسلح، جلّهم كانوا قبل قليل مشاركين ضمن نظام الإنقاذ؟
    لنقل: إن خطتهم الإستراتيجية، كانت تقتضي ذلك؛ فهلا قاموا بدراسة علمية لتجربة التغيير المسلح،
    راصدين سلبياتها وإيجابياتها، وناظرين في مدى مواءمتها للظروف الراهنة!؟

    ــ قادة حركة العدل والمساواة كانوا مشاركين ضمن نظام الإنقاذ منذ البداية ولكنهم اكتشفوا سوء وعنصرية نظام الانقاذ ورموزه، ولذلك خرجوا..
    ــ حركة تحرير السودان بقيادة مني أركو مناوي أبرمت مع نظام الإنقاذ اتفاقية أبوجا ولكن نظام الإنقاذ نقضها، ولم ينفذها، بل أراد فقط رشوة قادتها بالمناصب، وحتى هذه اكتشفوا أنها مناصب فارغة، ولا يؤخذ رأيهم، أو كما قال مناوي أنه لم يبلغ حتى أن يكون "مساعد حلة" خلِّ عنك مساعد رئيس جمهورية.
    ــ حركة تحرير السودان بقيادة عبد الواحد لم تدخل أصلا في أي اتفاق مع الإنقاذ ولم تشاركه.
    ــ الحركة الشعبية لتحرير السودان قطاع الشمال لم تستطع أن تستكمل بقية اتفاق نيفاشا مع الحكومة وهو يتضمن المشورة الشعبية والتحول الديمقراطي؛ أكثر من هذا أراد نظام الإنقاذ تجريد حاملي السلاح من قطاع الشمال من سلاحهم بدون إكمال الاتفاقية. وبالتالي وجدت الحركة نفسها في موقف الدفاع عن النفس.

    قولك لقصي:
    Quote: طبعاً لا يجوز لك أن تخلط بين حركات التحرير الوطني، التي تستهدف عنصراً أجنبياً محتلاً،
    وبين حركات التغيير المسلح، التي تستهدف حكومة على سُدّتها طاقم من القادة الذين يجدون سنداً ودعماً
    جماهيرياً واضحاً، لا يمكن إنكاره!


    طبعا قصي ردَّ على هذه النقطة عندما قال:
    Quote: هل كانت مناهضة المؤتمر الوطني الافريقي، في جنوب افريقيا، مثلا، حركة تحرر وطنية؟ ولماذا؟ ألم تكن تواجه حكومتها التي كان لديها دعم جماهيري مقدر من شرائح شعوب جنوب افريقيا (حتى الزنوج أنفسهم بالمناسبة، كان وسطهم من هو متصالح ومؤيد لنظام الأبارتيد، سواء لمصلحة خاصة أو خوفا من "عنف" المؤتمر الوطني الافريقي).. الشاهد أن التاريخ لا يتبنى ذلك التعريف الجزافي الذي أورده الأستاذ صلاح عباس، للتفرقة التشريحية بين حركة التحرر الوطنية وحركة المقاومة المسلحة داخل نفس الدولة.. في كثير من الأحيان يكون الوضع نفس الوضع، مثلما كان في الحركة المسلحة التي أورثتنا دولة ارتريا، والحركة الشعبية في السودان.. إن مجرد استيلاء السلطة المركزية على القوات المسلحة لا يجعل مقاومتها في عداد "غير الوطني".


    ولكن أريد أن أضيف التالي. أنت ترى أن "الإنقاذ" ((حكومة على سُدّتها طاقم من القادة الذين يجدون سنداً ودعماً جماهيرياً واضحاً، لا يمكن إنكاره!)) وتذهل في نفس الوقت عن الطريقة التي جاءت بها حكومة الإنقاذ إلى السلطة، ألم يكن ذلك عن طريق التغيير المسلح الذي أزاح حكومة منتخبة؟ لذلك هذا النوع من الحكومات لا يختلف عن المحتل الأجنبي، وقد كان بالنسبة لبعض شعوب السودان أسوأ حتى من المحتل الأجنبي. أرجو أن تقرأ هذا المقال هنا:
    مسجد العبيد ومسجد الأسياد في السودان !!
    لتعرف ما الذي يعنيه قولي.
    لا أحد يستطيع أن يمنع المظلوم من الانتقاض على ظالمه.
    أنا أتوقع أن يقوم المواطنون الحادبون على وطنهم في مدن السودان وقراه وريفه بالانتقاض ضد حكومة الظلم والقهر، وذلك بالوسيلة التي يملكونها وهي الثورة الشعبية.. هذا ما أرجوه. وعندها يلتقي النضال الشعبي مع الكفاح المسلح في الدفاع عن المستضعفين "الذين يقولون ربنا أخرجنا من هذه القرية الظالم أهلها"..

    مع تحياتي

    ياسر

                  

05-15-2013, 03:56 PM

Arabi yakub

تاريخ التسجيل: 01-27-2008
مجموع المشاركات: 1948

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: توسيع الخيال واجب وطني..... مقال بقلم قصي همرور شيخ الدين (Re: Yasir Elsharif)

    QUOT[E]فأنت تعلم أن ليس هناك إستراتيجية، ولا يحزنون! ليس هناك إلا تراكم للغبن التاريخي،
    استثارته حكومة الإنقاذ؛ فاستجاب لها قادة الحركات المسلحة؛
    فلكأن الطرفين قد تعاهدا على نسف كلّ رصيد التدامج الوطني والتعايش السلمي الذي حدث
    بين أبناء الوطن، في العقود الماضية!

وين رصيد التدامج الوطني دا بالضبط منذ ما يسمى بالاستقلال ؟ وهذا واضح ان الازمة كل الازمة في نظام الموتمر الوطني ليس كل الحقيقة طبعا وانما نصف الحقيقة فقط؟
بل نحن نتسائل ما هي طبيعة الوضع ما قبل انقلاب الموتمر الوطني؟ الم يكن حربا اهليا ضروسا بين اهل السودان ايضا؟ ما هي اسباب كل هذه الحروب ولماذا لم يتم وقفها من قبل سلطة الدولة نفسها اساسا؟
ثم ما هي الظروف والملابسات التي ادت الى انقلاب الكيزان وفق فهمهم الارهابي الوافد ونجاحه كمان؟

فان الظروف التي سنحت الموتمر او الاخوان المسلمين كحزب سياسي في السودان ليصل السلطة عن الانقلاب العسكري واستمرار حرب اهلي تاريخي ويكون دا تعاضد وطني او هناك تعاضد وطني؟
اما التعايش السلمي فهذا ايضا لم نتوفق فيه ليصل الى مستوى الاشادة منذ الاستقلال ففوق حروب الدولة العبثية ايضا ظلت الحروب القبلية تحصد اقاليم الهامش دون ان يستطيع الدويلة المزعومة اخماد نيران النزاعات القبلية بل ظلت الحيكومات طرفا اصيلا في اشعالها واستمرارها بين الحين والاخر في معظم هوامش السودان حتى الساعة؟ هذا ناهيك عن التمييز العنصري في قمة سلطة الدولة والمحسوبية والكشات من العاصمة الخرطوم لابناء اقاليم بعينها؟ ووصم محاولات الانقلابات العسكرية من اقاليم بعينها الغرب عموما او الجنوب محاولات عنصرية بينما مرتادي الانقلابات من جهات اخرى حتى وان لم تنجح لا توصم بهذا وان نجحت تسمى ثورة امعانا في التضليل والعبث باشعال حروب الدولة ضد شعبها تاريخيا.

والغريبة حتى في انقلاب الكيزان كان رجال الامن الطائفي يبحثون عن مصدر الانقلاب في ان لا يكون من جماعات عنصرية اي الغرب والجنوب؟ وحالما تاكد لهم بانهم غير ذلك انصرفوا وتركوا الانقلابيون في سبيلهم لنصل الى ما نحن فيه الان فالدولة السودانية قامت على الحرب وفق اسس مضللة ومزيفة بالكامل حيث العرق والدين وبديهي ان نصل الى الفاشية الذي نحن فيه الان
                  

05-15-2013, 04:43 PM

Arabi yakub

تاريخ التسجيل: 01-27-2008
مجموع المشاركات: 1948

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: توسيع الخيال واجب وطني..... مقال بقلم قصي همرور شيخ الدين (Re: Yasir Elsharif)

    Quote:
    ثم إنك تتكلم عن (المعطى في أرض الواقع)، ومن يقرؤك يظنّ أن مواطني دارفور، كلّهم قد
    وقفوا صفاً واحداً، خلف طليعتهم المسلحة، والواقع يقول: إنّ عامة المواطنين، لا يريدون
    هذا الخيار؛ على الأقل لأنهم هم من يدفع ثمنه الباهظ، وليس القادة المناضلين


    اولا: دا كلام غير دقيق, بل غير صحيح لان مثل هذه المزاعم دائما يعتبر المناضلين كانهم مرتزقة جاءوا من لا مكان طبعا؟ وابدا لا يخضعون اسباب التمرد وحمل السلاح في داخل اقاليمهم دا شنو بالضبط؟ هو طمع او اماني ام الشعور بالمعاناة والظلم؟ واذا كان الشعور بالمعاناة والظلم فمن هو الظالم ؟ وفيما هو ظالم بالضبط؟ ومن هو السبب والطرف الرئيس في كل هذا بالضبط؟ و الم يكن هذا ايضا ثمن وثمن غالي جدا لشعوب كاملة لسنين عددا؟ ولا ضوء في النفق طبعا فما العمل؟

    فهؤلاء الذين حملوا السلاح ليسوا حكومة او المترفين من ابناء السلاطين مثلاوانما هم ابناء هذه الاقاليم من ابناء الفقراء والمحرومين اذن هم ضمن شعب الاقليم المعني فاذا هم خمسة الف مثلا اكيد لديهم خمسة الف اخرون يؤيدهم في اقليمهم كما يمثلون انفسهم ويمثلون على الاقل راي من له صله بهم
    وهذا رقم اكبر من عدد نواب برلمانات السودان تاريخيا و الموتمر الوطني المزور الان؟ اذن لماذا لا يكون هم في حد ذاتهم اصوات من تلك الاقاليم؟

    ثانيا هذا الزعم لا يستند على استطلاع لراي مواطن واحد في دارفور مثلا او اقليم جبال النوبة وانما تخمين وخم ساكد ورغم التجربة الطويلة لهذا المنطق الكاذب حيث ظل تتعامل مع قضية الجنوب بهذا المنطق بان الحركة الشعبية لا تمثل الجنوبيون وايه ما عارف؟ دون مجرد السؤال عن من هؤلاء المقاتلون الشرسون ضد حيكومات الخرطوم تاريخيا؟ من هم بالضبط؟ ومن اين جاءوا؟ ما هي اسبابهم في حمل السلاح؟ ماذا يقولون بالضبط؟ وما هي اسبابهم ودوافعهم ومطالبهم بالضبط طيلة التاريخ الطويل لحملهم السلاح في اقاليمهم؟ فهل كل هذا هواية وترف ساكد ام ان لهم قضايا متعلقة بحيواتهم في اقاليمهم المقام الاول؟

    ومن الذي ظل يقف ضد هذه المطالب؟ ولماذا يقف ضد هذه المطالب؟ وباي حق رفض الاستجابة لمطالب هؤلاء حتى في شان اقاليمهم؟ ومن هو بالضبط حتى يرفض او يوافق؟ هذه هي الاسئلة المنطقية المفترضة والمحايدة فعلا والتي تقود مباشرة الى تقصي اسباب الازمة؟ الا انه للاسف لم يتطرق احد لهكذا اسئلة حتى جاء الاستفتاء لتقرير المصير في الجنوب لينقلب الطاولة على الجميع الا بسبب هذا المنطق العقيم؟ وفي نفس الوقت ظل الطرف الاخر يتبادولون من قبيلة واحدة السلطة واعلان الحرب رسميا من الخرطوم ضد الاخرين في داخل اقاليمهم البعيدة جدا من الخرطوم وخير مثال الدنقلاوي جعفر نميري والدنقلاوي الصادق المهدي ؟

    والان كما هو واضح شوية جماعة بعينهم يتوزعون القرار السياسي بالكامل ويقررون الحروب بكل مقدرات الدولة خارج اقاليمهم كما هو واضح حيث عمر البشير ,عبد الرحيم ابوريالة, نافع على نافع, وعلى عثمان, وبكري حسن صالح, هل هناك شخص اعلى من هؤلاء المذكورين سلطة؟ بل لديهم القدرة الكاملة في ازالة حتى من بداخلهم محاولا الاصلاح فهم اول من يقتلعونه طبعا مما يوضح حقيقة سلطاتهم وصولجانهم كمان؟عليه السؤال باي حق يحكمون ؟ باي حق يقاتلون في دارفور مثلا؟ والحقيقة فان حكام الخرطوم عادة هم من يشرعون في هذه الحروب لضمان الخضوع والتبعية وتامين سلطاتهم حتى ولو باشعال حرب قبلي فيما بيننا واذا رفضنا يعلن الحرب ضدنا في اقاليمنا وحيث دولة الحرب معلنة منذ الاستقلال؟

    وياتي واحد يقول ليك والله يا اخي ما شايف دفاع او مقال علمي يبرر لكم حق المقاومة المسلحة؟
    اكيد هذا شخص ليس من مناطق عدوان السلطة تاريخيا؟ يعني نحن اما ان نخضع بالقوة او لا يحق لنا حق الدفاع المسلح في مساحات كبيرة بحجم اكبر من دولة فرنسا؟
    ودا قراءة قاصرة صراحة وعشان كدا الحروب حيستمر لا محال لان الاستعداد لانهاء حالة الحرب العدواني الدائم من سلطة الدولة ضد شعبها لم يستعد لها معظم مثقافتية السودان خاصة من المناطق التي لم تشعل فيها الحرب حتى الان

    فلعب دور الحجاز او التساوي بين المعتدي الظالم تاريخيا منذ الاستقلال وضحاياه في داخل اقاليمهم البعيدة ولا يحق المقاومة المسلحة طبعا ؟ يعني نصف قرن ظلت الدولة طرف رئيس اول في حروب شعوب السودان في اقاليم بعيدة لم تكن في الخرطوم حتى فيما بين القبائل؟ ودائما السلطة الحقيقية ظلت تاريخيا في يد اقلية لا صلة لهم بتلك الاقاليم مكان اشعال حروبهم العبثية كما ان مطالب اهل هذه الاقاليم ايضا واضحا كالشمس منذ الاستقلال ايضا ويرفضها هؤلاء دون اي وجهة حق او منطق؟ وفوق كل هذا لا يحق لنا المقاومة المسلحة؟ الا بمقال علمي كمان؟ يا اخي الواقع واضح جدا وانا متاكد لو حدث ربع الذي يحدث للاخرين في قريتكم لما انتظرت مقالا على الاطلاق؟
                  

05-15-2013, 04:28 PM

BALLAH EL BAKRY
<aBALLAH EL BAKRY
تاريخ التسجيل: 04-04-2013
مجموع المشاركات: 517

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: توسيع الخيال واجب وطني..... مقال بقلم قصي همرور شيخ الدين (Re: Yasir Elsharif)

    الشكر للأخ قصي همرور ولك د. ياسر في رفع هذا المقال الواعي بعمق المشكل السوداني الراهن. فقد وضع قصي يده علي مكمن الداء، فيما اري، في اكثر من موضع من مقاله: و ساتناول موضعين فقط:
    يقول قصي:
    Quote: كثير منهم - أهل المركز - يرددون، بثقة، أن ما ينتظر السودان هو خطوات أخرى نحو الجحيم إذا تزعزعت السلطة المركزية الحالية، برغم سوئها. وذهلت أخيلتهم عن أن الواقع في مناطق الهامش اليوم، ومنذ زمن مضى، إنما هو الجحيم بعينه. يا أكارم، هذا الوطن يعيش حالة حرب شرسة، منذ سنوات، أتلفت الأحياء والأشياء، وانتهكت الأعراض والممتلكات والأرواح. وخيار المقهور سلاحه، يدفع به عن نفسه وأهله، كما جرت سنة البشرية. ليست هناك حرب نموذجية في التاريخ المعلوم، يموت فيها الأشرار فقط وتحيط الهالة بأخيارها، فخسائر الحرب خسائر حقيقية، ومؤلمة، لكن لن يكون هناك أمل في مستقبل أجمل إذا لم يتشارك أهل السودان الآلام أيضا؛ آلام المخاض، من أجل ميلاد جديد.

    نعم يا قصي الميلاد الجديد هو الأمل الوحيد في الخروج الآمن من هذا المأزق التاريخي. يتطلب هذا وقفة مسئولة من كل سوداني حريص علي بلده بما فيهم اعضاء المؤتمر الوطني نفسه. فلا يعقل ان لا يكون هناك نفر راشدين ولو قلة في حزب سياسي كامل حتي يحرجوا الباقين من سدنتهم ويبينوا لهم خطل رأيهم في المضي في لغة الحرب بهذا العمي.
                  

05-15-2013, 04:38 PM

BALLAH EL BAKRY
<aBALLAH EL BAKRY
تاريخ التسجيل: 04-04-2013
مجموع المشاركات: 517

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: توسيع الخيال واجب وطني..... مقال بقلم قصي همرور شيخ الدين (Re: BALLAH EL BAKRY)

    ويقول قصي ايضا:
    Quote: قد يقول قائل – بحق وبغير حق – أن شعب المركز لا يمكن أن يوصف بأنه "مستفيد من الوضع الراهن"، بأي حال من الأحوال، ولا حتى نسبيا.. هذا في عمومه صحيح، إذا استثنينا القلة من رموز السلطة المركزية الحالية والمجتمعين حولهم، لكن المسألة أعمق من هذا.. المسألة تاريخية، ومتعمقة، بحيث أن السلطة المركزية الحالية كثيرا ما تشكل في وجدان بعض أهل المركز شرا مبررا، لأن البديل المتوفر الآن هو استيلاء حركات المقاومة، ذات الأغلبية من الهامش، على مقاليد السلطة المركزية في السودان.. وهذا في العقل الجمعي لأهل المركز – شعوريا ولا شعوريا – يمثل شرا أكبر من الواقع المعاصر، لأنه يهدد جميع الامتيازات التاريخية التي راكمها أهل المركز على حساب أهل الهامش.

    ليس هذا فحسب فاهل المركز القابضين علي الأمر علي مر التاريخ لا يمثلون الهامش ولا يعترفون بحقه المتساوي مع حقوقهم. بل انسان الهامش الأشعث الأغبر في مخيلتهم هو الشيطان نفسه خاصة اذا كان هامشيا ازرق! ولهذا فاي حراك من الهامش يقترب من امر السلطة الحقيقية في المركز هو حراك عنصري في ادبيات اهل المركز الذين يتفاخرون باصولهم العرقية الخالية من الدم الزنجي تماما وهم زنج!. وهذا هو مربط الفرس! فاوصافهم المحِطّة للخليفة عبدالله، ولعلي عبداللطيف، والأزهري، وبولاد، وقرنق وكل اهل الجنوب الذين ساووهم بالحشرات بعض شواهد فقط علي النظرة الدونية للهامش واهله. فهل نحن جميعا اهل بلد واحد أما اننا شعوب مختلفون في كل شئ يلزمنا تقسيمات عدة حتي تفرز الكيمان. فمثلث حمدي لم يأتي من فراغ فهو مدعوم ادبيا بكل هذا الزخم العنصري المتعفن منذ مئات السنين!!

    هناك هلع حقيقي الآن في المركز من ان الشيطان قادم!. لأن ما حذرنا منه وحذر منه الكثيرون هنا من ان الحرب هي الخسران المبين قد تم تجاهله. والآن قد بدأت عجلتها في الدوران. ولا حياة لمن تنادي! ما هو الداعي لتجييش الجيوش وكل هذا العتاد الحربي لدخول اب كرشولا ودمارها؟!. فكم من اهل المركز قد سمع يهذه الكرشولا قبل الأحداث الأخيرة؟! لماذا لم يأخذوا الحدث برمته كفرصة جديدة للجلوس وللتفاوض بحسن نيّة؟ ام انها العزّة بالأثم.

    سينجلي كل هذا الأمر بخيره وشره أن عاجلا او آجلا. فالساعة آتية لا ريب فيها والتاريخ لا يرحم!!. أتفق مع قصي انه حتى غاندي زعيم المسالمين في العالم يري ان المقاومة السلمية تستهدف مواجهة الخصم بضميره، وبمُثُله الأخلاقية التي يزعم لنفسه أنه يلتزم بها. فإن لم يكن الخصم على مستوى من الحس الإنساني والأخلاقي الذي يجعله يلتقط هذه الرسالة فإن الرسالة لا تُفهم، وقد لا تُلتقط أصلا! وهذا ما نحن عليه اليوم للأسف!!
                  

05-15-2013, 05:11 PM

قرشى محمد عبدون
<aقرشى محمد عبدون
تاريخ التسجيل: 08-24-2008
مجموع المشاركات: 1767

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: توسيع الخيال واجب وطني..... مقال بقلم قصي همرور شيخ الدين (Re: BALLAH EL BAKRY)

    !!

    متابعة










    شكرا ياسر وشكرا لقصى همرور
                  

05-15-2013, 05:18 PM

Arabi yakub

تاريخ التسجيل: 01-27-2008
مجموع المشاركات: 1948

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: توسيع الخيال واجب وطني..... مقال بقلم قصي همرور شيخ الدين (Re: BALLAH EL BAKRY)

    Quote: فما أراك أتيت بجديد، فقط قمت بتلحين (الحجة العجيبة) التي يستند إليها معظم
    المدافعين عن الخيار العسكري، ألا وهي قولهم: (والله الإنقاذ هي الأجبرتنا على السير في هذا الطريق!)
    فعجباً من الإنقاذ لا تكتفي بطرح مشروعها الحضاري الفاشل،
    بل كذلك تختار للمعارضين أسلوب معارضتهم لها!

    اساسا الانقلاب العسكري هوعمل عدواني مسلح في المقام الاول وفرض العمل المسلح كمان؟ كما هو اغتصاب للسلطة, ايضا يعتبر موامرة طبعا وكل هذا اسباب كافية في ان يكون الانقلاب العسكري هو اساسا اعلان حرب ضد المجتمع بالكامل من طرف واحد؟ والانقلابيون على وعي تام بهذا عليه يسعون على تحييد ما يمكن تحييده وفق دعاوي ومزاعم غالبا مصالح خاصة بمجموعات اجتماعية محددة ( الاثنية او الدين او الاثنين معا) وابدا لا يعرف الانقلاب العسكري شئ اسمه نظام او عدالة اجتماعية ولا هم يحزنون مهما كانت مزاعمها هذا بداهة.

    والايجابية الوحيدة المرجوة من الانقلاب العسكري هو الاعداد لوضع جديد بتسليم السلطة الى قيادة سياسية مدنية صاحبة رؤية سياسية وطنية واضحة المعالم في اقرب وقت ممكن وهذا نادر جدا في نظم الانقلابات العسكرية وتجاربها تاريخيا اذن البديل او المتوقع بداهة من اي انقلاب عسكري التي هي اساسا وليد عدم الاستقرار السياسي وضبابية الرؤية السياسية هي التي عادة تفضي الى الانقلاب العسكري استئثارا بمصالح فئوية او طبقية او نخبوية او مجموعة محددة في المجتمع عرقية او دينية ...الخ واي من هذه المجموعات تتصدر الانقلاب نتيجة لافلاس سياسي المفضي الى المزيد من الاضطراب وليس العكس وهذا الاضطراب بالضرورة مفضي الى النزاعات والحروب الاهلية بين مكونات المجتمع بداهة خاصة المجتمعات المركبة او التي لم تتم توحيدها سياسيا وفق رؤى ومبادئ سياسية وطنية لخلق ثقافة سياسية قوية واقعية راسخة تعبر عن المصالح المشتركة وتخاطب جذور المصالح المتعارضة سياسيا سلما في المجتمع المعني .

    والسودان غير مثال لهذا الوضع المصطنع في التعقيد حيث كان حكام الخرطوم الطائفيون في اخر تجليات فشلهم كنتاج لافلاسهم السياسي والجبهة بارهابها الوافد كانت معهم للعبث بمقدرات شعب السودان بل سندا مامونا في صفهم تاريخيا, وحيث انهم كانوا يراهنون على ان الاوضاع في البلاد من التدني والانهيار بما لا يستدعي الانقلاب العسكري؟ فهم ظلوا يكدسون ازمات البلاد لتكون حصنا لهم من الانقلاب العسكري الذي لا يستطيع ان يحرك ساكنا في الوضع المسكون بالتوتر والازمات المكدسة وكمان يتذرعون بانهم قد ورثوا هذا الوضع هكذا وعليه ان يستمر هكذا رهانا تحت سيطرتهم وحصرا لهم دون اي بديل اخر في الافق الذي تم بالقصد تضيقه واسعا؟.

    بينما كانت الجبهة لها حساباتها الخاصة بها وفق فهمها الارهابي الفاشل الوافد وحسابات الحرب والغنائم من وضع مازوم ميت اساسا؟ فالجبهة الاسلامية كانت ومازالت حزب او جماعية ارهابية جهادية في المقام الاول حتى الساعة ولا ادري باي حق يمنح الجبهة الانقلابية الجهادية بان لديها فهم سياسي او خيارات دا لها هي في ذات نفسها ام لخصومها كمان؟ وين دا بالضبط؟
    فالجبهة منذ تاريخها خيارها الوحيد هي الحرب ونشات في السودان كطرف اصيل في حروب السودان وتدين السياسة وليس العكس وتدين السياسة هذا معناه ان السياسة امر مقدس ملزم لا بدائل فيها ولا خيارات وانما الطاعة الكاملة او الحرب ؟والانقلاب كما ذكرنا هو خير اساس للحرب بل ام الحرب في قلب المدينة الامنة, كما لا يمكن اشعال الحرب المباشرعلى كل الشعب في وقت واحد لاي حكومة طبعا؟

    ومن البديهي لكل فعل رد فعل طبعا وابدا لم تختار لنا برنامجا ولكنها في الاساس اجبرنا بقوة السلاح التي نهبها او استلمها من الطائفية المتواطئة معها منذ يومها الاول على حساب شعب السودان في ان نكون معارضين رغم انفنا؟ ام ان المعارضة كان وضعنا الطبيعي؟ وحقنا الكامل في وسائل المعارضة الفاعلة بحجم التحدي وهو العدوان المسلح اساسا؟
    والصحيح فعلا ان الحكومة المزعومة بفعل مكاسب السلطة فالسلطة تقرر كل شئ عليه استطاعت تحييد البعض واغرائهم بامن لحظي واغراءات ايديولوجية جهوية وعرقية ودينية ومصالح انية خاصة ؟ كل هذا في سبيل تثبيت دعائمها واستمرارها واستمرار سلبها ونهبها للجميع على السواء واعلان الحرب وقتل من لا ترى لهم اهمية او صلة حقيقية بناءا على الاسس التي قامت عليها الدويلة السودانية منذ تاسيسها؟ ومن المؤكد ايضا ان من تعود على قتل الاخرين في ديارهم ظلما وعدوانا حتما سيمارس هذا القتل في منزله ايضا؟

    وكل هذا ترف سياسي ليس الا وحيث يقول المثل الما فيك فوق العود طبعا؟ ولكان اصحاب مثل هذا النوع من الاراء لا ينظرون في ارض الواقع ماذا يجري من قتل وبشائع ونهب وسلب لنصف قرن من الزمان؟ ولم يطرحوا السؤال البسيط: هو لماذا كل هذا من قبل سلطة الدولة نفسها؟ بل المفارقة ان الجبهة بفهمها الارهابي الوافد قد استطاعت بجدارة ان تكون حزبا سياسيا في بلاد السودان وهذه فضيحة ووصمة عار تاريخي في وجه نخب السلطة تاريخيا؟ وكان من البديهي ممارسة هوايتها المفضلة وهي الجهاد اي الحرب وطبيعي ان يستغل المؤسسة العسكرية الهشة التي صنعتها الاستعمار لخدمة مصالحها ليسلمها الى الطائفية بمفاهيمها العرقية الدينية الضيقة لتكون اداء لحراسة امتيازات الطائفية مما جعلتها مطية سهلة لجماعة الاخوانجية الارهابية لتصبح المؤسسة العسكرية مجرد فرع من مليشياتها في اخضاع جميع شعب السودان واستغلالهم في خوض حروبها العبثية لا اكثر؟

    يعني افترض هناك مجموعة من خمسة الف مسلح في دارفور البعيدة قالوا عديل كدا ما دايرين حكم البشير الذي لم ينتخبه احد دا سبب بخلي البشير يقتل عشرة الف شخص ليه مثلا؟ وكمان الخمسة الف مسلح هم الغلطانين وما عندهم حق في حمل السلاح حتى في داخل اقاليمهم دفاعا عن انفسهم من عدوان الغاشم المعتدي البشير؟ وكمان دا قول من معارض قال؟ والبشير حمل السلاح على اي اساس مثلا؟ فكل هذا ليس اختيارا وانما فرضا بقوة السلاح فقط لا اكثر ولا اقل؟

    فالدولة السودانية نفسها قامت على القهر والفرض وابدا لم تكن تعبيرا حقيقيا عن الارادات المتساوية لاهل السودان في تاسيس مؤسسة دولة حقيقية عادلة في خدمة شعبها وانما فرضت على البعض فرضا وتم خدع وتضليل البعض وفق عواطف واهية تقوم على العرق الواحد الشريف والدين السامي وكل هذا اساس نازي عديل وابدا لم تكن يوما اساس للانتماء للاوطان وبناء الدول كمؤسسات سياسية دنيوية بحتة لتحقيق الامن والاستقرار لاي انسان الذي لابد ان يكون طرفا في حرب ما, يوما ما, رضى ام ابى؟ يعني غصبا عن الجميع؟ فالانتماء الى الدول تقوم على اساس الحقوق الطبيعية والسياسية المكتسبة والمصالح الدنيوية المشتركة بغض النظر عن العرق والدين الذين اساسا لاصلة لهما في الانتماء الى مؤسسة الدولة السياسية القانونية

    فخيار الحرب مفروض علينا كاحرار في اقاليمنا وابدا لم تكن خيارنا بل كنا اتباع لفترة ايضا ليست بالقصيرة ولقد دفعنا ثمنا باهظا ايضا كاتباع لعقود والان فلابد من دفع الثمن النهائي من اجل التحرر والانعتاق او الفناء بدل التبعية والقهر والاذلال في اقاليمنا الذي خلقنا امنين فيها دون اذن من احد؟

    والان يلزم التفكير جديا في الانتقال من مجتمعات القبائل حيث الشعور الاثني الغامر والجهة والدين الايديولوجي المزيف الى مجتمع الدولة السياسية القانونية وفق اراداتنا المتساوية لانتزاع الحقوق الطبيعية والسياسية المكتسبة للفرد باي ثمن لمصلحة الجميع في تحقيق امنهم وسلامتهم وخدمة مصالحهم الدنيوية المشتركة في الحياة الحرة الكريمة. والا فان الحرب هو المصير لاي شخص في الرقعة المسمى بالسودان التي قامت على الحرب منذ الاستقلال وابدا لا ولن نخضع ولن نستسلم لاحد غاشم معتدي باي سبب؟

    شكرا للجميع
                  

05-15-2013, 06:05 PM

صلاح عباس فقير
<aصلاح عباس فقير
تاريخ التسجيل: 08-08-2009
مجموع المشاركات: 5482

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: توسيع الخيال واجب وطني..... مقال بقلم قصي همرور شيخ الدين (Re: Arabi yakub)

    Quote: يعني افترض هناك مجموعة من خمسة الف مسلح في دارفور البعيدة قالوا عديل كدا ما دايرين حكم البشير
    الذي لم ينتخبه احد دا سبب بخلي البشير يقتل عشرة الف شخص ليه مثلا؟ وكمان الخمسة الف مسلح هم الغلطانين وما
    عندهم حق في حمل السلاح حتى في داخل اقاليمهم دفاعا عن انفسهم من عدوان الغاشم المعتدي البشير؟ وكمان دا قول
    من معارض قال؟ والبشير حمل السلاح على اي اساس مثلا؟ فكل هذا ليس اختيارا وانما فرضا بقوة السلاح فقط لا اكثر
    ولا اقل؟
    ]
    عزيزي عربي تحياتي وأشكرك شكراً جزيلاً للرد الضافي!
    لو أن هؤلاء الذين ذكرتهم في المقتبس أعلاه، لجؤوا إلى أسلوب النضال المدني،
    انطلاقاً من رؤية جادة وبرنامج ثوري شامل للتغيير،
    يستند إلى جهود سرية وأخرى جهرية!
    ويستهدف تنوير المواطن بحقيقة ما يجري حوله،
    فبالتأكيد: قادة هذا التحرك يكونون قد أهدروا دماءهم بهذا الفعل النضالي الواعي،
    لكنهم رسموا لمواطنيهم طريقاً سالكاً للثورة الشعبية!
    ربما تثير مثل هذه الكتابة الضيق النفسي للبعض،
    ويحسبها تنظيراً فارغاً!
    وأنا أعجب من أناس تفتح وعيهم على الديمقراطية في بلاد أخرى،
    وعرفوا أو ينبغي أن يعرفوا أن النضال المدني ليس أمراً سهلاً!
    بل هو أخطر على أي حكومة، من أي وسيلة أخرى!
    النضال المدني هو النضال النبيل،
    لأن الذي يضحي فيه هم المناضلون في المقام الأول (لا الشعب)!
    ولأنه نضال يستهدف تنوير الجماهير، وتهيئتها للتعبير عن إرادتها الحرة.
    ياخي المسألة واضحة: لماذا لا نمنح شعبنا شرف أن يشارك في إحداث التغيير
    الوطني، بل أن يقوده؟
    أليس هذا تغييباً لإرادة الشعب؟
    أليس هو الوجه الآخر من الانقلاب العسكري؟
    والنضال المدني يتميز بتنوع طرقه وأساليبه، وليست المظاهرات السلمية،
    إلا التعبير الظاهر لحركة يموج بها المجتمع!
    أيضاً النضال المدني نضال آمن؛
    خلافاً للنضال المسلح، في بلد لم تُستكمل فيها بعد مقومات الوحدة الوطنية!
                  

05-15-2013, 06:31 PM

Arabi yakub

تاريخ التسجيل: 01-27-2008
مجموع المشاركات: 1948

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: توسيع الخيال واجب وطني..... مقال بقلم قصي همرور شيخ الدين (Re: صلاح عباس فقير)

    Quote: عزيزي عربي تحياتي وأشكرك شكراً جزيلاً للرد الضافي!
    لو أن هؤلاء الذين ذكرتهم في المقتبس أعلاه، لجؤوا إلى أسلوب النضال المدني،
    انطلاقاً من رؤية جادة وبرنامج ثوري شامل للتغيير،
    يستند إلى جهود سرية وأخرى جهرية!
    ويستهدف تنوير المواطن بحقيقة ما يجري حوله،
    فبالتأكيد: قادة هذا التحرك يكونون قد أهدروا دماءهم بهذا الفعل النضالي الواعي،
    لكنهم رسموا لمواطنيهم طريقاً سالكاً للثورة الشعبية!
    ربما تثير مثل هذه الكتابة الضيق النفسي للبعض،
    ويحسبها تنظيراً فارغاً!

    الاخ صلاح تحياتي ولك الشكر على الرد
    والسؤال اين يتم النضال المدني بالضبط؟ وحتى السرية دا وين بالضبط؟ والى متى ؟ وهناك حرب معلن بناءا على التقسيم العرقي الديني الجهوي المعلن من قبل سلطة الدولة منذ الاستقلال؟
    والم يكن عضويتنا التاريخية الكثيفة في الاحزاب السياسية الشمالية منذ الاستقلال نضالا مدنيا فعلا؟ فماذا كان النتيجة يا ترى؟
    وارجو قراءة ما سطرناه جيدا فالحروب ظلت مشتعلة في اقاليمنا من قبل سلطة الدولة حتى بين القبائل؟
    ومن اين جاء الوعي بالنضال المسلح اساسا؟ فالباكيد لحمل السلاح اسباب موضوعية ام انك تحسب بانها مغامرة ليس الا وفق قراءتك هذا؟
    وهل انت فعلا متابع لسير الاحداث في السودان وملم بها تماما؟
                  

05-24-2013, 08:46 AM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48813

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: توسيع الخيال واجب وطني..... مقال بقلم قصي همرور شيخ الدين (Re: Arabi yakub)

    سلام للجميع وشكرا لجميع المتداخلين..

    الجزء الثاني من المقال نشر في صحيفة التغيير بتاريخ 16 مايو.


    http://www.altaghyeer.info/ar/2013/articles_opeds/387/

    توسيع الخيال واجب وطني (2)

    نشرت يوم 16 مايو 2013

    فكرة هذا الجزء الثاني أتت جراء النقاش الذي أثاره المقال الأول، فلم يكن هذا الجزء في تدبير الكاتب منذ البداية، لكن النقاط التي أثيرت حوله جديرة بجزء آخر.

    في هذا المقال سأتناول ثلاث نقاط أثارت النقاش.. أضعها أدناه في صورة أسئلة للإجابة عليها اليوم.

    السؤال الأول: أليست القضية في جوهرها قضية ظلم في توزيع السلطة والثروة، وضحيتها جميع من لا ينتمي أو يتواطأ مع السلطة المركزية؟ فلماذا إذن الحديث عن "مركز وهامش" بصورة تتضمن الاثنية؟ فإن لم يكن بصورة اثنية فما هو المركز وما هو الهامش إذن؟ أليست العاصمة وما جاورها مليئة بأعداد كبيرة من القادمين من أقاليم السودان كلها؟ هل هؤلاء أيضا من أهل المركز الآن؟

    السؤال الثاني: هل قادة حركات الهامش المسلحة، اليوم، في المستوى الأخلاقي ووضوح الرؤية الذي كان لمانديلا، او لجون قرنق؟ فإن لم يكونوا كذلك، فما أبهظ الثمن الذي سيدفعه أهل الهامش جراء مغامرات مسلحة تثير حنق السلطة المركزية أكثر، وتزيد من شراستها في قهر المقهورين؟ ألسنا نرقد على تاريخ طويل من "خيانة النـُخب" لشعبها، حيث يدفع الأخير ثمن مغامرات هؤلاء القلة، ثم يخذلونه في المواقع الحاسمة؟

    السؤال الثالث: هل نستطيع فعلا تحميل مواطن المركز البسيط وزر البشائع التي ارتكبتها السلطة المركزية الحالية في حق أبناء الهامش؟ أليس من الجور أن نشمل جميع "أهل المركز" في الملامة بهذه الصورة؟ حتى ولو كان مواطنو المركز البسطاء غير مبالين بأهوال الحرب في الهامش، فذلك يعود كثيرا لأن الأوضاع المعيشية الصعبة شغلتهم بأنفسهم، ولأنهم اعتادوا على أخبار الحرب في الاطراف منذ ما بعد الاستقلال، فصار الأمر بالنسبة لهم هو الوضع الدائم، وما غيره استثنائي. كيف يمكن لومهم؟

    _________

    (1)

    بالنسبة لعلاقات الهامش والمركز، فمسألة الهوية الإثنية تمثل في السودان ذروة ظلامات السلطة والثروة، ليس لأن الهوية الاثنية مهمة في ذاتها هنا، او أن الناس فعلا يمتازون بعضهم عن بعض بواقع الإثنية الموضوعي، وإنما لأن الطاغوت في السودان اختارها مطية لأجندته المتمثلة في استغلال الأرض والناس من أجل المكاسب والامتيازات الخاصة الضيقة. فصار لا يمكن فضح هذا الطاغوت بدون خوض غمار مسألة الهوية وتشعباتها. قضية المركز والهامش هي قضية ظلم في توزيع السلطة والثروة، يتقنع بقناع الدين - لا جوهره - واستدعاءات التمايز العنصري. لا بد من كشف هذا القناع، حتى نمضى قدما ونبني وطنا.

    ربط قضية العنصرية بالسلطة والثروة مهم جدا، لأن حيز السلطة والثروة، وعلاقاتهما، هو الحيز الذي تُترجم فيه فرضيات العنصرية من مجال الخيال لمجال التطبيق (وهذه الترجمة هي التي تُبرز "الاضطهاد"، فالاضطهاد ليس مجرد تصورات ذهنية عن الذات والآخرين، وإنما ممارسة مادية). وموضوع "وهم النقاء العرقي"، بشتى تفاصيله، يدخل ضمن هذا الإطار أيضا. من الواضح عموما أن الاضطهاد العنصري لا يتجلى في فراغ، وإنما عبر المظالم الفادحة، والمتكررة عبر الإجيال، في إدارة الثروة والسلطة. لكن، الواقع الموضوعي للتعدد الإثني في السودان هو الذي يعطي هؤلاء العنصريين مادة خام، ينسجون منها شباكهم الغادرة بالوطن. إذن فالتعدد الإثني في السودان واقع يجب أن يُعترف به، ويُعامل بالحساسية اللازمة، لكن "سياسة الإثنية" هي اختراع المركز والمتواطئين معه.

    الاتجاه الذي أراه عموما الأكثر شمولا وتسديدا في تحليل مسألة الهوية والثروة والسلطة في السودان، هو التحليل الثقافي الذي تروج له حركة كوش السودانية (مؤتمر الوطن السوداني المتحد) في بيانها الذي صدر في منتصف تسعينيات القرن الماضي. أرى أنه من الضروري في هذه السانحة إيراد المقتطف الطويل أدناه، من مانفستو كوش، من أجل الوضوح التام:



    "12.1.4. مفهوم المركز: المركز ليس إلاّ مجموعة من الصّفوة المعاد إنتاجها ثقافيّاً ـ ومن ثمّ أيديولوجيّاً ـ داخل حقل الثّقافة العربيّة الإسلاميّة عبر عمليّة من الأدلجة والتّشكيل، الأمر الذي يُفضي في النّهاية إلى شيئ لا علاقة له بإنسانيّة هذه الثّقافة نفسها وبذلك ينسفها. بهذا لا يكون المركز مرتبطاً بعرقٍ ما، أو جهةٍ ما، وما تصويره على أنّه كذلك إلاّ مجرّد خدعة. فالمركز مركز سلطوي، صفوي يحتكر السّلطة والثّروة، وفي سبيل تأمين مصالحه يسخّر الثّقافة والعرق والدّين والجغرافيا. بهذا تُصبح هناك طريقٌ واضح للطّامحين للسّلطة إذا ركبوه وصلوا إليها: الأسلمة والاستعراب، أي تبنّي الأيديولوجيا الإسلاموعروبيّة. وهكذا تكوّن المركز من صفوة متباينة الأمشاج والأعراق والثّقافات، متلاقية في الأهداف المتمثّلة في الثّروة والسّلطة. هنا لا يهمّ من أيّ مجموعة ثقافيّة أو عرقيّة ترجع أصول المرء، طالما كان مستعدّاً للتّضحية بأهله تحت شعار الإسلام أو العروبة، وكلاهما بريئ من ذلك. وفي الواقع فإنّ أغلب الرّموز القياديّة التي قام عليها المركز من أبناء المجموعات الموغلة في التّهميش إلى حدّ التّعريض بها ثقافيّاً وعرقيّاً. هذا هو المركز الذي يسيطر على مؤسّسة الدّولة في السّودان، مهمّشاً في ذلك جميع السّودانيّين. هكذا تكوّن المركز من أمشاج إثنيّة منبتّة عن أصولها، وهو مركز غير وطني بالمرّة ولا همّ له غير أن يحوز على السّلطة والثّروة. وهو مركز على استعداد لأن يبيع السّودان بالقطّاعي وبالجملة طالما كان ذلك سيُؤمّن له احتياز السّلطة والثّروة.



    13.1.4. مفهوم الهامش: توالى قولنا في الكثير من البحوث بأنّ الهامش ليس في جهة جغرافيّة بعينها (شمالاً كانت أو جنوباً، شرقاً أو غرباً أو وسطاً) دون غيرها، بل هو في كلّ مكان، ومن يغالط في هذا عليه أن يخرج مما يسمّى بالمناطق الحضرية عدّة كيلومترات فقط ليرى التّهميش بأم عينه. كما لا يصبح الهامش وقفاً على مجموعات إثنيّة بعينها دون أخرى. وهذا هو مناط القول بأنّ الهامش ليس جغرافيّاً كما ليس عرقيّاً، بل هو هامش سلطوي أيضاً.

    ولكن ينظر الكثير من المثقّفين إلى الهامش باعتباره المنطقة الجغرافيّة الواقعة في أقصى الغرب والشّرق والجنوب بخلاف وسط السّودان وشماله الوسيط، كما يربطون فهمهم هذا بالمجموعات المستعربة التي تعيش بهذه المنطقة ثمّ بالنوبيّين في أقصى الشّمال. ولكنّا نرى أنّ هذا الفهم يتقاصر عن الإحاطة بظاهرة التّمركز والتّهميش وارتباطها بعمليّة تداول السّلطة. أكثر من ذلك فإنّ هؤلاء النّاس يقعون في شركٍ نصبه لهم المركز الذي يريد أن يصوّر الأمور وكأنّها تجري هذا المجرى. ذلك لأنّ ابتناء رؤية كهذه من شأنه أن يجيّر أبناء هذه المناطق ـ والتي هي أيضاً مهمّشة ـ لمصلحة المركز، وهو تجيير قد حدث فعلاً واستمرّ ولا يزال يستمرّ. كما لا ينفي هذا بأيّ حال من الأحوال الامتيازات المادّيّة النّسبيّة ثم الأيديولوجيّة الوهميّة التي أضفاها المركز على أبناء هذه المناطق من حيث إيهامهم بأنّهم عرق متفوّق ذو ثقافة متميّزة، فضلاً عن إيهامهم بأنّهم هم سادة البلاد الأصليّون مقابل مجموعات ثقافيّة أخري منها ما هو وافد ومنها ما هو أقلّ شأناً لا يعبأ الله بهم ـ حسب زعم المركز. كما ينهض فهمنا على أن أصول التهميش ترجع إلى قرون وليست عدة عقود كما يرى البعض. كما يذهب فهمنا إلى أن عمليات التمركز والتهميش ليست مرتبطة بعرقٍ ما، أو جهةٍ ما، وما تصويرها على أنها كذلك إلا مجرد خدعة.



    14.14. التّهميش تنموي وثقافي: يجري التّهميش على نوعين: بسيط ومركّب. التّهميش البسيط ذلك الذي ينحصر في الحرمان التّنموي والاقتصادي. في هذا يتساوى جميع السّودانيّين بمختلف ثقافاتهم وأقاليمهم باستثناء صفوةٍ منهم يشكّلون المركز وينتمون إليه. أمّا التّهميش المركّب، فذلك الذي يجمع بين الحرمان التّنموي والحرمان الثّقافي ممثّلاً في توجّهات الدّولة الأيديولوجيّة لإعلاء ثقافة بعينها على حساب ثقافات أخرى بما يندرج تبعاً لذلك من حرمان تنموي ومادّي." انتهى النقل من بيان حركة كوش.

    (2)

    بالنسبة للقيادات الاخلاقية والفكرية من الهامش، لا بد أولا من الحديث عن تاريخ ليس بالقديم. جون قرنق ديمبيور، الذي نحتفي به اليوم كعظيم من عظماء التاريخ السوداني الحديث، كان متهما بأنه ليس قيادة أخلاقية مؤهلة، في بدايات الحركة الشعبية. الكثير من مثقفي المركز وقفوا وقفة معادية للحركة الشعبية بدون أن يحتاجوا أن يقولوا إنها سيئة لأنها آتية من الهامش، وإنما استهدفوا قيادتها، واتهموها بالضعف الاخلاقي، والسعي وراء السلطة، والعمالة للخارج، الخ.

    الشاهد أن الحكم على القيادات العسكرية لحركات الهامش حكم يحتاج لمستوى طيب من الحياد أولا، كما أن نظرية "المتهم مدان حتى تثبت براءته" ليست نظرية سليمة، اضافة لأنها تتعارض مع أهم مبادئ نظم العدل المعاصرة. هذا لا يعني أن القيادة الأخلاقية غير مهمة، لكنها في واقع الأمر لا يمكن إثباتها أو نفيها إلا في معترك العملية التحررية نفسه، إضافة إلى أن قيادات الهامش تتجدد، وتستفيد من سابقاتها، كل حين، لأن هذه سنة البشرية الماثلة في تاريخ نضال الشعوب. أبطال الشعوب، لدرجة كبيرة، تصنعهم الاقدار، ولا يصنعونها هم. هم يولدون ويبرزون مع ظروف السياق التاريخي المحيط بشعوبهم، وليسوا هم من يخلقون ذلك السياق التاريخي.. إذن صبرا يا جماعة، فقيادات الهامش الاخلاقية تتخلق الآن، وسوف "تتحيرون" حين تبرز هذه القيادات بروزا أوضح، كما برز من قبل القائد الهمام جون قرنق، وكما برز من قبل علي عبداللطيف، وآخرون. (وكما نرى اليوم، فإن قيادات الهامش المتخلقة اليوم لا تستثني النساء، بل هن في قلب المعركة وصدارتها).

    هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى فعلى العموم ليست كل حركات الهامش المسلحة على نفس المستوى من الاستعداد الفكري والتنظيمي والأخلاقي، لكن دفاعي هنا عن عموم الظاهرة، وليس عن حركات معيّنة، فهذا له مكان آخر.

    في جنوب افريقيا، مثلا، لم يولد النضال ضد نظام الابارتيد مع مانديلا، كما أن المؤتمر الوطني الافريقي نفسه لم يولد مع مانديلا، علاوة على أن مانديلا نفسه تربى على أيدي عدد من القيادات السابقة له في النضال قبل أن يشب عن الطوق، ويقدم مساهمته الأصيلة والناضجة. إضافة لذلك، فإن هنالك قيادات تاريخية ضد الابارتيد في جنوب افريقيا تضاهي، أو تفوق، ما قدمه مانديلا، نظريا وعمليا. أحد هؤلاء الأبطال روبرت سوبوكوي، مؤسس مؤتمر عموم افريقيا (The Pan-Africanist Congress - PAC)، والذي كان من ألمع قيادات المؤتمر الوطني الافريقي (National African Congress - NAC)، وتميز بقامة أخلاقية وفكرية عالية، من قبل مانديلا، ثم انشق عن المؤتمر الوطني (NAC) لأسباب استراتيجية واضحة، لم تورثه ضغينة ضد حزبه السابق، وإنما أثبتت عمق رؤيته. سوبوكوي، في واقع الأمر، هو صاحب المبادرة التي كانت بداية هزيمة نظام الابارتيد، حسب التحليلات التاريخية الكثيرة، ولهذا فقد لقي سوبوكوي معاملة خاصة جدا، وقهرا خاصا جدا، من نظام الابارتيد، نتيجته اليوم أن سوبوكوي صار "مهمشا" عموما في النسخة التاريخية المروّجة عالميا لتاريخ "أزانيا" - جنوب افريقيا - الحديث (والذي لم ينته فيه الابارتيد تماما بعد، في الواقع).

    باختصار، الشعوب المضطهدة أرحام مليئة بالثوار الشرفاء، والوقوف مع قضية هذه الشعوب، وحقها في الدفاع عن وجودها وكرامتها، لا يجب أن يشترط "قيادات أخلاقية" تـتم إجازتها من الخارج (أي من خارج تلك الشعوب المهمَّـشة نفسها). هذه القيادات نفسها، حين تظهر، فهي إنما تـُجاز من شعوبها، فهي الحكم الفصل إذن. كما قال الإمام علي، كرم الله وجهه، "لا تعرف الحق بالرجال.. اعرف الحق تعرف أهله".

    (3)

    من المؤكد أن مواطن المركز البسيط، ومواطنة المركز البسيطة، لا تتحمل نفس وزر السلطة التي تقوم بتقتيل وتشريد واغتصاب شعوب الهامش. لكن إلى أي مدى يمكن أن نعفي أهل المركز من تراكم المظالم والبشاعات بحق أهل الهامش؟ أليست السلطة المركزية الحالية، والسلطات المركزية السابقة لها، توسلت للسلطة برموز ثقافة المركز؟ ألم تقم جميع هذه السلطات، من ثم، بحماية جميع الامتيازات التاريخية التي راكمها الانتماء للمركز؟.

    إن الصمت في بعض الحالات الحاسمة يمكن أن يُحسب تواطؤا، وإن كان غير مدفوع الأجر. كما أن هناك جانباً من رفض أقبح صور الظلم والانتهاك يدخل في باب فرض العين، لا فرض الكفاية. وهو رفض مطلوب في أقل مستوياته، وأقل مستوياته هو الاعتراف بكون المنكر منكرا!.

    المسؤولية تقع على مستويات، فالمثقفون الوطنيون من أهل المركز موزورون إذا لم يستعملوا أدواتهم في قولة الحق، والجندي الموظف الذي تأمره السلطة المركزية بما يؤذي اخوته من بني الهامش موزور طبعا إذا لم يستمع لضميره (ولا يمكن أن يظن انسان أن لقمة العيش تبيح استباحة دماء وأعراض الأبرياء)، أما المواطن البسيط، فأضعف الإيمان أن يراجع ثقافة العنصرية التي نشأ عليها بباطل، وأورثته قلة اهتمام بمصائر من تعوّد على خدعة أنهم أقل منه مكانة. وفي النهاية، فإن السلطة المركزية إنما يعتمد بقاؤها على كل مستويات التواطؤ التي تتوفر لها بين مجموعات الشعب، ومن ذلك التواطؤ الانشغال بالدائرة الشخصية الصغيرة في أوقات فقد فيها الحق النصير، وعربد الباطل.

    أيضا فإن الثقافة العنصرية في السودان أمر لا ينكره إلا مكابر. هي مشاعة في علاقات الناس وأحاديثهم، وسط الفقراء والأغنياء معا. إن النظرة الدونية للآخر، بسبب القبيلة واللسان والتاريخ، هي بذرة الظلم، فإن الإنسان يتهيأ لتهميش اخوته حين يتصالح داخليا مع فرضية أنه أفضل منهم بالميراث الطبيعي، أو المنحة الإلهية، وهذا هو حال العنصرية في جميع الأماكن والأزمان. وأول طريق القضاء عليها هو الاعتراف بوجودها، وليس احتيال الحيل لتفادي الواقع وتبرئة الساحة.



    مايو 2013

                  

05-24-2013, 12:59 PM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48813

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: توسيع الخيال واجب وطني..... مقال بقلم قصي همرور شيخ الدين (Re: Yasir Elsharif)

    تصحيح أرسله قصي:

    It is the 'African National Congress (ANC)'.. not 'National African Congress (NAC)'.
                  

05-24-2013, 02:40 PM

صلاح عباس فقير
<aصلاح عباس فقير
تاريخ التسجيل: 08-08-2009
مجموع المشاركات: 5482

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: توسيع الخيال واجب وطني..... مقال بقلم قصي همرور شيخ الدين (Re: Yasir Elsharif)

    عربي:
    Quote: والسؤال اين يتم النضال المدني بالضبط؟ وحتى السرية دا وين بالضبط؟ والى متى ؟
    وهناك حرب معلن بناءا على التقسيم العرقي الديني الجهوي المعلن من قبل سلطة الدولة منذ الاستقلال؟
    والم يكن عضويتنا التاريخية الكثيفة في الاحزاب السياسية الشمالية منذ الاستقلال نضالا مدنيا فعلا؟ فماذا كان النتيجة يا ترى؟

    عزيزي عربي، بعد التحية الخالصة،
    مفروض في الأول نثبت أننا كلنا بننطلق من منطلق الشعور بالانتماء للوطن الواحد،
    وبناءً على ذلك، لا ارى أنك ستختلف معي في أن حركة النضال المدني في السودان، قد وُئدت في مهدها، بسبب عجز المثقف السوداني
    عموماً، عن تبني موقف وطني أخلاقي، وأنا أتفق معك أن مشكلتنا ترتد إلى فجر الاستقلال!
    ومشكلتنا لخصها منصور خالد، في فشل النخبة السودانية، عن القيام بواجباتها الوطنية!
    وعلى رأس ذلك وأساسه: تأسيس حركة نضال مدني تتدافع عن الحقوق المدنية والسياسية!
    باختصار يا أخي عربي يعقوب، وللأسف حركة النضال المدني، كحركة متكاملة لا وجود لها، توجد إمكانات كبيرة لبعثها،
    شعور إخوتنا في غرب السودان بما وقع عليهم من ظلم، هو جانب مهم من هذه الإمكانات، وكنت أتمنى لو أن رموز هذه
    الحركات، عملوا على تجييش هذا الشعور من أجل تأسيس حركة نضال مدني!
    أما عضوية أبناء الغرب في الأحزاب السياسية الشمالية، فقد كانت باعتبارهم جزءاً من تلك النخبة التي أدمنت الفشل!
    بعد ده كلو يا عربي نطمع في أن تكون عندنا حركة نضال مدني، لأنو طريق رفع السلاح مستحيل
    ينشئ دولة ديمقراطية، وده معناه أنك تريد فرض خيارك على كل من لم يحمل السلاح،
    مما قد يؤدي إلى توسيع دائرة الحرب!
    كل الذي نملكه أن نقدر خيار إخواننا الذين اختاروا حمل السلاح، وإن كنت أعتقد أنهم اختاروا طريق الإنسان الغاضب
    الذي يريد أن يحل المشكلة التي يواجهها ويحسمها حسماً فوريّاً، وكما تعلم فالمشكلات الاجتماعية والسياسية، لا تحل
    بهذه الطريقة!
                  

05-25-2013, 02:06 AM

Mustafa Muckhtar
<aMustafa Muckhtar
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 547

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: توسيع الخيال واجب وطني..... مقال بقلم قصي همرور شيخ الدين (Re: صلاح عباس فقير)

    تناول جاد و طرح متميز
    قصي من الشباب الذين يفغروا فاهك دهشة و يملؤوا قلبك أملا
    تندهش من وجود شباب يمتلئ علما و وعدا في زمن الانقاذ الاغبر
    و تمتلئ أملا بان بكرة أجمل رغم كل الدقون


    مصطفي
                  

05-25-2013, 04:27 AM

صلاح عباس فقير
<aصلاح عباس فقير
تاريخ التسجيل: 08-08-2009
مجموع المشاركات: 5482

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: توسيع الخيال واجب وطني..... مقال بقلم قصي همرور شيخ الدين (Re: Mustafa Muckhtar)

    شكراً أخي قصي، عرض منطقي متماسك، فقط أختلف معك في أنه لا يقود منطقيّاً إلى خيار النضال المسلح،
    وهذه هي المشكلة الأساسية التي نعاني منها الآن، أنّ من آتاه الله نعمة الفكر يسخّرها بوعي أو بدونه
    من أجل خدمة أهداف، يقوم بتحديدها أناس غاضبون، ومنفعلون انفعالاً سلبيّاً بما يتجرعونه من مرارات
    الظلم؛ فلو أن كلّ من شعر بالظلم؛ بادر إلى حمل السلاح، إذن فثمة طريق معبد إلى الصوملة!
    أضف إلى ذلك أن هذه الخيار، إلى الآن ليس خيار أبناء الوطن عموماً في غرب السودان!
    وكذلك هذا الخيار، ينطلق من أفق ضيّق، ولا يصب في مسار عقلانيّ، مدرك لطبيعة تركيبتنا الاجتماعية
    الهشّة، ويعمل على معالجة مشكلاتها في سياق يرفع شعارات الحرية والديمقراطية واحترام الآخر، وهو
    بالتحديد سياق النضال المدني، حيث يعلو الثوار على جراحهم، من أجل بناء الوطن الذي يريدون!
    فلا يكون الأمر مجرد تصفية حسابات (عنصرية) تاريخية!
    ولا يكون الأمر مجرد تطور طبيعي، لما تمت حضانته في رحم الجبهة الإنقاذية، من العنصرية النتنة، فكان
    ثمرته خروج فصيل العدل والمساواة!
    المهم، هذه مقدمة عامّة، ودعني أقف معك عند هذه الفقرة، وأظنها مقتبسة من (ميثاق كوش):
    Quote: فالمركز مركز سلطوي، صفوي يحتكر السّلطة والثّروة، وفي سبيل تأمين مصالحه يسخّر الثّقافة والعرق والدّين والجغرافيا. بهذا تُصبح هناك طريقٌ واضح للطّامحين للسّلطة إذا ركبوه وصلوا إليها: الأسلمة والاستعراب، أي تبنّي الأيديولوجيا الإسلاموعروبيّة. وهكذا تكوّن المركز من صفوة متباينة الأمشاج والأعراق والثّقافات، متلاقية في الأهداف المتمثّلة في الثّروة والسّلطة. هنا لا يهمّ من أيّ مجموعة ثقافيّة أو عرقيّة ترجع أصول المرء، طالما كان مستعدّاً للتّضحية بأهله تحت شعار الإسلام أو العروبة، وكلاهما بريئ من ذلك. وفي الواقع فإنّ أغلب الرّموز القياديّة التي قام عليها المركز من أبناء المجموعات الموغلة في التّهميش إلى حدّ التّعريض بها ثقافيّاً وعرقيّاً. هذا هو المركز الذي يسيطر على مؤسّسة الدّولة في السّودان، مهمّشاً في ذلك جميع السّودانيّين. هكذا تكوّن المركز من أمشاج إثنيّة منبتّة عن أصولها، وهو مركز غير وطني بالمرّة ولا همّ له غير أن يحوز على السّلطة والثّروة. وهو مركز على استعداد لأن يبيع السّودان بالقطّاعي وبالجملة طالما كان ذلك سيُؤمّن له احتياز السّلطة والثّروة.

    فكرة استغلال الثقافة العربية الإسلامية، من أجل تأمين احتكار السلطة والثروة لفئةٍ بعينها، فكرة واقعية ومنطقية، لكن
    عندما يتم توسيع دائرة نفوذها لتشمل كل المركز، وبالتالي تكون كلّ مكوّناته تجسيداً لهذه الفكرة، فيه مبالغة واضحة،
    وفيه اتهام صريح لشعب السودان بمختلف مكوّناته ممن نزح إلى المركز، واختاره موطناً، بأنهم باعوا هويّاتهم من أجل
    تحقيق ذلك الهدف المذكور، هذه صورة عجيبة قاتمة، بيد أنها خياليّة!
    فالمركز في الحقيقة ساحةٌ وطنية تفاعل في إطارها كلّ أبناء السودان، وتعايشوا وتدامجوا وانصهروا إلى حدّ كبير، وقاموا كلّهم
    بإنجاز الفعل الثوري النبيل أكتوبر 1964م، ثم انتفاضة مارس أبريل 1985م، وهذا الحراك الثوري دليل وعي سوداني
    مبكر جداً، لكن مشكلتنا هي مشكلة النخبة التي أدمنت الفشل، من المثقفين الذين عجزوا عن ترجمة شعارات الثورة إلى
    واقعٍ ملموس، ولم يستطيعوا أن يستعلوا بوعيهم على واقع التمييز العرقي والعنصري! فذلك النشاط الذي وصفته، وإن كان
    المركز كله ساحةً له، لكنه يتم في دائرة المثقفين الذين أدمنوا الفشل، خاصّةً، ولا شك أن لآثاره امتداداً؛
    فعلاً لا ينبغي أن نغمض أعيننا عن حقيقة التمييز واللامساواة بين الناس، وهضم الحقوق، ولكن ينبغي أن نجتهد في التحكم في
    مسار الأمور، وأن لا نغفل بالمقابل الآثار الإيجابية للعيش المشترك بين أبناء الوطن، في مختلف المراكز والمدن الكبيرة!
    مثل هذا الطرح الانفعالي، جعل من الهامش هامشاً واحداً، هو ذلك الذي في غرب السودان، وأغفل الهوامش الأخرى، ثم
    قبل ذلك أغفل أن المركز ساحة تضمّ الجميع، وفيها يتم الحراك لمختلف القوى الاجتماعية والسياسية!
    وهاهنا نقطة مهمة، وهي أنه لا سبيل لبناء وحدة وطنية راسخة الجذور، إلا بأن يسعى كلّ مكوّن من مكوّنات الوطن إلى التعبير
    عن ذاته، ثم التوافق على نظامٍ سياسيّ يُتيح لها ذلك، وكل مكوّن ثقافي فهو يتحرك تلقائياً للتعبير عن ذاته، شريطة أن لا يسلب
    الآخرين حقهم في التعبير عن ثقافاتهم وانتماءاتهم!
    وهنا نجد اتجاهين متطرفين: الاتجاه الذي قادته الجبهة الإسلامية القومية، والذي عمل على استقطاب كافّة مشكلات السودان،
    وجعلها مشكلة واحدة، هي مشكلة (تطبيق الشريعة الإسلامية) تعبيرا عن الانتماء للثقافة العربية الإسلامية، مع المساس الواضح
    بثقافات الآخرين!
    ثم في مواجهة هذا الاتجاه، نشأ اتجاه آخر متطرّف، معادٍ للثقافة العربية الإسلامية، إلى حد اعتباره إياها ثقافةً وافدة،
    وهو الاتجاه الذي عبرت عنه (حركة تحرير شعب السودان)، والتي يفسرها الكثيرون على أنها تعني التحرير من اللغة العربية
    والثقافة الإسلامية، وهو ما تصدّقه كثير من المواقف والتصريحات!
    أتوقف هنا ولي عودة!
                  

05-25-2013, 07:51 AM

عثمان عبدالقادر
<aعثمان عبدالقادر
تاريخ التسجيل: 09-16-2005
مجموع المشاركات: 1296

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: توسيع الخيال واجب وطني..... مقال بقلم قصي همرور شيخ الدين (Re: صلاح عباس فقير)

    Quote: فالمركز في الحقيقة ساحةٌ وطنية تفاعل في إطارها كلّ أبناء السودان، وتعايشوا وتدامجوا وانصهروا إلى حدّ كبير، وقاموا كلّهم
    بإنجاز الفعل الثوري النبيل أكتوبر 1964م، ثم انتفاضة مارس أبريل 1985م، وهذا الحراك الثوري دليل وعي سوداني
    مبكر جداً،


    الأخ الكريم صلاح
    طيب التحايا لك ولمضيفينا الكريمين ياسر وقصي .

    كانت حينها معطيات الواقع مختلفة تماماً وتلك المعطيات أوجدت آليّات جعلت ذلك الفعل ممكناً ، وعلى سبيل المثال لا الحصر ، كانت هناك نقابات قائمة غير منحازة للدولة ، وجهاز خدمة مدنية قومي
    وجيش قومي ، وأحزاب منظمة وعلى رأسها المؤخرة الشيطانية نفسها ( الجبهة الإسلاموية ) وهامش حرية أعلى سقفاً مما هو متاح الآن للصحافة والتنظيمات !؟
    ملاحظة : الشعب السوداني لم يكن واعياً بقدر ما أنه غوغائي تشيع بين أفراده أخلاق القطيع !! ( التجمُّل في هذا الأمر يقوم به السياسيون الطامعون وأنا لست كذلك ،لذلك قد تجد قولي مريراً ولكنه حق )

    أبو حمــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــد
                  

05-25-2013, 11:39 AM

صلاح عباس فقير
<aصلاح عباس فقير
تاريخ التسجيل: 08-08-2009
مجموع المشاركات: 5482

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: توسيع الخيال واجب وطني..... مقال بقلم قصي همرور شيخ الدين (Re: عثمان عبدالقادر)

    أبوأحمد:
    Quote: الشعب السوداني لم يكن واعياً بقدر ما أنه غوغائي تشيع بين أفراده أخلاق القطيع

    حُييت يا أبوأحمد،
    الشعب السوداني في تلك المرحلة لم يكن واعياً؟؟؟
    لا أختلف معك اختلاف توتالي!!!
    يعني أكتوبر قاموا بيها الشيوعيين؟؟؟
    لا يا أبوأحمد،
    الشعب السوداني هو الذي خرجت ملايينه في الشوارع كالسيول!
    عموماً هذه مسألة مهمة جداً،
    لأنو إذا سلمنا بذلك، فمعناه أن هذا الشعب فعلاً يحتاج إلى الوصاية عليه،
    سواء كانت في هيئة انقلاب عسكري،
    أو كانت في صورة نضال مسلح،
    تعددت أنواع الوصاية على الشعب وحقيقتها واحدة، ألا وهي:
    الإزراء بالوعي الشعبيّ، وعدم احترامه!
    يا ريت لو أعرف موقف الأخ قصي من هذه المسألة!
    وتحياتي للأخ ياسر الشريف!
                  

05-25-2013, 09:36 PM

Arabi yakub

تاريخ التسجيل: 01-27-2008
مجموع المشاركات: 1948

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: توسيع الخيال واجب وطني..... مقال بقلم قصي همرور شيخ الدين (Re: صلاح عباس فقير)

    Quote: مفروض في الأول نثبت أننا كلنا بننطلق من منطلق الشعور بالانتماء للوطن الواحد،

    عزيزنا صلاح تحياتي
    وشكرا لك على الرد واتفق معك في العبارة اعلاه تماما بل هذا ما يجمعنا حتى في الكتابة هنا بوجهات نظرنا وان اختلفنا في كل شئ فان العبارة باعلاه تظل الازل طبعا وفي المقام الاول
    فنحن اذا طار الارض وانقلب السماء نفسه فنحن سودانيون وابناء لهذا السودان الوطن في الرقعة الجغرافية التاريخية التي اوجد فيها اسلاف اسلافنا منذ الاف السنين ومن جاء مهاجرا اليهم ليشكل هذا الواقع
    وجدانهم في تكوين السودان الماثل بين ايدينا اليوم عليه هذه الرابطة هي المقدس وفق وجهة نظري المتواضع ولا شئ اخر فوق قدسية رابطة الوجود السوداناوي التي تعلو عندي فوق كل الروابط فهذا مامن تماما
    بل ازعم او كما قال احد شعرائنا : نحن لو خيرونا خيرونا , والله يا سودان ما اخترنا غيرك وطن؟
    ولكن هل نستطيع كلنا للسمو الى مستواه حقيقة؟ فهذا هو السؤال البديهي البسيط الذي ظل يواجه مسيرتنا الوطنية منذ الاستقلال؟
    فيما يتعلق بالعمل المدني طبعا الانضمام في التنظيم السياسي كعضوية تشارك في التصويت وخلافه هو عمل مدني طبعا ونضال مدني من اجل مكاسب سياسية دنيوية طبعا؟ واذا لم يتحقق اي مكاسب فهذا فشل واخفاق ومدعاة الى البحث عن بدائل بالضرورة؟ خاصة عندما تكون هناك من يفرض نفسه بالقوة للاستمرار في هذا الفشل التاريخي؟ فحتمية المقاومة بالقوة تصبح حق طبيعي لا محال؟ فالانسان بطبعه لا يحد طموحه الا نهاية الحياة وهنا منطق القوة ليس خيارا وانما مفروض فرضا؟ و الواقع فان اقاليم غرب السودان عموما ودارفور خصوصا قد جسدت معاني النضال المدني على مدى الخمسون عاما المنصرمة تجسيدا واقعيا لا مثيل له على الاطلاق

    فمنذ الاستقلال كان يجب ان يكون هناك وضع قانوني سياسي واضح محدد في العلاقة ما بين السودان شمالا ودارفور غربا باعتبار الاخير كانت دولة مستقلة اخضعها المستعمر بالقوة للتبعية للسودان شمالا
    وفق مصالح المستعمر طبعا وفور خروج المستعمر تلقائيا اصبح هناك وضع جديد لتحديد العلاقة بين دارفور الدولة المستقلة اساسا فكان لزاما للطرفين الجلوس لتحديد شكل العلاقة وفق اطر سياسية قانونية (فيدرالية – كونفدرالية – وحدة مركزية ...الخ ) يقوم الاعتراف بالطرفين في الدولة كمؤسسة سياسية لحماية مواطنيها على قيد المساواة ورعاية مصالح الجانبين المشتركة عدالة ومعالجة المصالح المتعارضة سياسيا وقانونيا.

    او عودة الاوضاع الى ما كان عليه قبل المستعمر ولكن هذا لم يحدث؟ وهنا القصور ليس اهل دارفور وانما رجال السلطة في الخرطوم في المقام الاول ولكونك تكون في سدة السلطة على اكتاف جماعة بعينها وتعجز في تقدم لهم ابسط الخدمات فانت هنا تعبر عن عجزك الانساني الاخلاقي ايضا وتخرق بنفسك مسئولياتك الوطنية وتعرض الوطن برمته الى خطر محدق بانفجار وشيك لا محال؟ وهذا ما حدث بالفعل وكمان متاخرا جدا؟ واي رجل دولة لابد مدرك لكل هذا بداهة. حيث كان هناك حركة اللهيب الاحمر المسلحة في اواخر الخمسينات كانذار اول و تمت اخمادها عسكريا وهذا يعتبر العدوان الاول من قبل السلطات في الشمال ونهج خطير جدا يكرس المظالم وبالضرورة يجعل حمل السلاح امرا مفروضا وليس خيارا, خاصة لاقليم كبير بحجم دارفور مثلا؟ الا ان ذلك لم يحدث وانما قامت حركة نهضة دارفورفي الستينات كحركة سياسية مدنية مطلبية سلمية الا انها جوبهت ووصمت بالعنصرية وقمعت في مهدها
    ثم تواصلت احداث القمع بل ظلت دارفور مركزا لنواب من الشمال لخم الاصوات في غرب السودان لدخول البرلمان في الخرطوم والنسيان والقمع سرا وعلنا والاستغلال البشع للموارد والايدي العاملة الرخيصة والخدمة العسكرية خاصة في العدوان على الجنوب السوداني
    والكشات من العاصمة الخرطوم والتفريق بين القبائل على اساس عرقي صرف والتغلغل بين مكونات دارفور وهكذا ويا ما صرخت اصوات واجتمع نواب حتى في اخر انتخابات ديمقراطية حيث تمرد نواب غرب السودان بسبب الاهمال لاشخاصهم وتمهيشهم واقصائهم من اتخاذ القرار حتى فيما يتعلق بدوائرهم الانتخابية بالاضافة الى العنف القبلي المستمر التي تقف ورائها نخب الخرطوم تاريخيا وكان في اواخر العهد الطائفي التي سلحت القبائل ونشرت السلاح في دارفور عن طريق ليبيا بل بيعت دارفور للمغامرات الليبية واستباحتها بالكامل

    ثم قامت اخر حكومة للاحزاب الشمالية بجمع السلاح من بعض القبائل وتسليح قبائل اخرى وهذا الوضع قد استمر حتى جاء الانقاذ لتكمل الناقص بدقة وعناية مدروسة ومخططة بفعل سلطة الدولة نفسها
    واقليم غرب السودان الجنينة تحديدا هي التي حظيت بعهد تحدد علاقتها بالسودان منذ العهد الانجليزي قد نالها بالحرب تنتهي في العام (1999) ومع مشارف تاريخ انتهاء العقد بادرت الحكومة باشعال الحرب القبلي وتشريد قبائل لصالح اخرى وفق تمييز عرقي واضح حيث عرب وزرقة كلها مصطلحات او مسميات من مركز الدولة وليس من اهل دارفور طبعا

    وفق مزاعم العروبة الايديولوجية التي تم تعريف الدولة نفسها على انها دولة عربية؟ وهنا تكمن الازمة حيث ان العروبة الايديولوجية او حتى كعرق مع الدولة المؤسسة السياسية القانونية في الهم شرق؟ وغير معنية بعرب السودان انفسهم بقدر ما هي معنية بالارض العربي الخالص وفق مفاهيم ومطامع عروبوية مستوردة جوا فوقيا على جميع شعب السودان من خارج الحدود. وما السودان الا جسر لعبور الحضارة العروباسلاموية الى ادخال افريقيا؟ فهذا كلام واضح جدا؟ وهناك الكثير فايديولوجيا القومية العروبوية في السودان هي في الاساس ضد الزنوجة وهروب كامل من الاصل السوداني الزنجي وطمسه قمعا ليس الا؟ واسمى غاياته هو ارض السودان العربي وتخليصه من الشر الزنجي؟ وفي نفس الوقت فان هذه الايديولوجيا النازية غير معني بالعرب السودانيون في حد ذاتهم بناءا على حقوقهم الطبيعية والسياسية المكتسبة في وطنهم خاصة من لم يطيع هذا الفرمان الوهم النازي وينصاع طوعا بداهة! فهو بالتاكيد سيواجه بشراسة اكثر من زنوج السودان وان دفن مليون جد في السودان؟. وفي كل الاحوال حتمية الحرب بين مكونات السودان بداهة؟

    وخير مثال لهذا الوهم الغريب عندما اعلن وزير الدفاع السوداني حسن بشير نصر في انه على كامل الاستعداد في ان يحرق الجنوب السوداني بكامله وتسليمه ارض جرداء الى جمال عبد الناصر زعيم القومية العربية في مصر؟ فاين عرب السودان انفسهم هنا؟ وكان الصادق المهدي قد سلم دارفور لعرب ليبيا طبعا ؟ والان الانقاذ يستورد عرب النيجر وما ادراك الا لان عرب دارفور لم يقوموا باللازم ولم يستجيبوا الاستجابة المطلوبة طبعا؟ وفي الشمالية كان قد تم استيراد الفلسطينون كتجربة ولم تنجح بسبب رفض الفلسطينيون انفسهم لعدم ايجاد عمقهم العربي كما يزعم نخب السلطة تاريخيا؟ ولهم عبارة كانت مشهورة طبعا؟ ومازال المحاولات جارية لتوطين تسعة مليون عربي نقي مصري في الشمالية وفق اخر اكراميات الدباب على كرتي فوق حلايب وشلاتين وسوار الذهب قال بالحرف انه يتشرف في ان يكون تحت التاج المصري الذي تم الغائه في مصر نفسه منذ اكثر من نصف قرن؟
                  

05-25-2013, 10:15 PM

Arabi yakub

تاريخ التسجيل: 01-27-2008
مجموع المشاركات: 1948

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: توسيع الخيال واجب وطني..... مقال بقلم قصي همرور شيخ الدين (Re: Arabi yakub)

    في اقليم جبال النوبة مثلا قد بدا العمل المدني مبكرا جدا من تضامن قوى الريف الى اتحاد جبال النوبة الحزب القومي السوداني الذي مثله مثل اي حزب سوداني في الخرطوم الا ان كل هذه التنظيمات قد قمعت من قبل سلطة الدولة نفسها حيث بدا تصفيات الكوادر المدنية مبكرا جدا وكان المناضل الاستاذ يوسف كوة مكي مطاردا لعام كامل قبل انضمامه الى الحركة الشعبية بينما كان الراحل الاب فليب غبوش في سجون مايو. بلغت التصفيات الجسدية نطاقا واسعا فور فوز ابناء الاقليم بثمانية دوائر انتخابية في اقليمهم من جملة عشرة دوائر في الاقليم ظلت حكرا على حزب الامة فسرعان ما تم الاستهداف بغرض التصفيات ضد الكوادر من ابناء الاقليم.

    والعم المناضل الكبير الاب فليب غبوش كان مثالا للنضال السلمي المدني لعقود ومثله العم الاستاذ دريج وكذلك امثالهم في الشرق وفي اقليم كردفان الكبرى الا انهم جميعهم قد افنوا اعمارهم دون ان يحصدوا شروى نقير لشعوبهم. بل كان مزيدا من العنف والكشات من العاصمة والتمعن في الازدراء والاستهتار بمقدرات شعوبهم بسلب ارادتهم وتدمير مقدراتهم واستغلالهم ابشع الاستغلال البشع طبعا.

    كما يقف المفكر ابن المركز الشهيد محمود محمد طه شامخا في مقدمة الجميع في النضال السلمي الخالص دون حتى لولوة ساكد بل واجههم باحد اهم ادواتهم في الفكر الديني القوي المرسخ للوعي الاجتماعي السياسي الضامن الاول للبناء الوطني القومي وحماية الوحدة الوطنية فلقد افنى الشهيد عمره مناضلا مكافحا منذ العهد الاستعماري واقوى صوت سوداني واجه الطائفية بذات منطقها لعقود فتامروا عليه جميعا فقتلوه واذوا اتباعه وشردوهم شر تشريد حتى الساعة؟ وابدا لا يوجد المقارنة مقابل المفكر محمود من حيث الصلة بهم والمعرفة الدقيقة عنهم وقوة الحجة والبعد عن العنف او الجهة او العرق وعلى من يمارس محمودا العرقية او الجهوية؟ على اهله وذويه والجهوية على ابناء اقليمه بالطبع لا ولكن ايضا لم يغلبهم ايجاد الحيلة في اعدامه؟ فالاستاذ محمود ابن ذات المركز يقف شامخا في النضال السلمي وكان خير الناصحين فكرا سلما دون جرة عصا خلي طلقة طيلة تاريخه وحتى بعد ان انصفه القضاء بعد مماته الا هؤلاء لم يتحركوا حتى في ذكره كانسان من دم ولحم وصلات رحم بهم جميعا

    في الجنوب السوداني رفض الامباشي الجنوبي تنفيذ اوامر الضابط الشمالي فكان مصيره طلقة واحدة في راسه في داخل مدينته توريت وهذا ما لم يجرؤ عليه المستعمر صانع السلاح فهب اهل توريت انتقاما في اخذ ثارهم ورد اعتبارهم فكانت الداحس والغبراء من قبل نخب سلطة الدولة تاريخيا حتى الساعة يتبادلونها سيرة جيلا بعد جيل؟ الا انه ايضا كان هناك نضالا مدنيا سلميا منذ موتمر جوبا حيث المطالبة بالفيدرالية كمفهوم سياسي راسخ عالميا والامثل لجميع مكونات السودان فمن الذي رفض واهدر ذلكم المطلب الحق السياسي المشروع سلما؟ وما هو بدائلهم يا ترى؟ ايضا لم يتوقف العمل السلمي المدني فكان هناك المناضل الشامخ الشهيد وليم دينق والاستاذ البير الير وبونا موال والدو اجو دينق واخرون فهؤلاء كان نضالهم مدنيا سلميا وقد توصلوا الى حلول مرضية في لجنة الاثني عشر بعد اكتوبر ولكن كان الرفض من نخب الشمال في السلطة جميعهم وفي هذا ارجو الاستماع في اليوتوب الان لشهادة الراحل د كمال الدين عباس العبادي عضو لجنة الاثني عشر عن حزب الامة؟"

    فاغتيل وليم دينق بواسطة ذات القوى ولم يتحرك احد ساكنا في بحث حقيقة مقتله وكشفه حتى الساعة في الوقت الذي كان حرب السادة مشتعلا في الجنوب السوداني وكانه في كوكب اخر؟
    ثم الراحل جوزيف قرنق الذي اغتالته الانقلابيون من الشمال دون ان يكون له اي جريرة فقط لانه جنوبي ليس الا
    وكل هذا احداث او نقاط عامة معلومة نحن نكرره هنا بينما في الواقع هناك الكثير المثير فعلا والذي يجعل حمل السلاح في دارفور مثلا قد جاء متاخرا جدا؟ فحمل السلاح في دارفور مثلا واجب فرضته الواقع للدفاع عن النفس وكرامتنا الانسانية فور الاستقلال لمنع الهيمنة والاستحواذ والحرمان والعدوان والتبعية والقهر والاذلال وليس بحركة بولاد او قيام حركات دارفور الان؟
    وهكذا هو الحال في الشرق الصامد وحتى في الشمال الاقصى بمحاولات كنس ثقافاتهم ووادها
    Quote: طريق رفع السلاح مستحيل ينشئ دولة ديمقراطية، وده معناه أنك تريد فرض خيارك على كل من لم يحمل السلاح،

    ابدا يا صلاح فامريكا الديمقراطية تقف شاهدا ضد هذا الزعم كما الحال في بريطانيا والحروب الاهلية التي فرضت الخيار الديمقراطي البرلماني على هيمنة الملكية ورجال الدين مبكرا جدا ثم الثورة الفرنسية لفرض المبادئ الديمقراطية كما لم تترسخ الديمقراطية في المانيا الا بعد الحرب العالمية الثانية وكذلك اليابان والامثلة كثيرة حتى في يوغسلافيا والتشيك بالامس في تسعينات القرن الماضي
    ولكن ربما كنا في وضع افضل من كل هؤلاء ايام الاستقلال اذا كان هناك رجال دولة بالفعل حتى نحظو حذو الهند مثلا او حتى البرازيل مؤخرا وحتى بعد اتفاق السلام بالامس

    والانتخابات الاخيرة حيث سبقها موتمر جوبا الاخير مثلا لو قدر لنا الاتفاق حول مرشح واحد احد لكل القوى السياسية في وجه الموتمر الوطني باعتبارالانتخابات عمل سلمي لاخراج شعب السودان من الازمة وتخليصهم من فاشية الانقاذ كمحاولة وطنية جادة فوق الخلافات الحزبية والتوجهات الايديولوجية والجهوية السائدة ومحاولة اخيرة لانقاذ الوحدة الوطنية ووقف الحرب في دارفور مثلا والانتقال الى الممارسة الديمقراطية لكان بمثابة خارطة طريق واضح لشعب السودان ولكان الواقع اليوم شئ اخر بالتاكيد فموتمر جوبا الاخير في (2010) كانت بمثابة الفرصة الذهبية الاخيرة ايضا اضاعها القوى السياسية شمالا في المقام الاول؟

    وابدا لم افرض عليك خيارا وانما الواقع هو الذي يفرض نفسه وبالضرورة ادراك حجم المعناة بل انت ظللت تحدد لنا حقنا في الدفاع عن النفس من العدوان الحكومي في داخل اقاليمنا بعد التبعية والاخضاع لاكثر من خمسون عاما منذ الاستقلال؟
    والفرنسيون يقولون الظلم وحتى الجوع قد لايشعل ثورة ولكن الشعور بالظلم هو الذي يشعل الثورة

    فائق الشكر والتقدير لك
    كما الشكر الجزيل للدكتور ياسر وعبره التحية والتجلة للباحث قصي الذي عوضنا على العطاء بجدية واخلاص ولا نستطيع شكره فيما يمليه عليه ضميره وانسانيته في قضايا شعبه ووطنه

    (عدل بواسطة Arabi yakub on 05-25-2013, 11:02 PM)

                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de