Post: #1
Title: توسيع الخيال واجب وطني..... مقال بقلم قصي همرور شيخ الدين
Author: Yasir Elsharif
Date: 05-12-2013, 04:56 PM
Quote: توسيع الخيال واجب وطني
نشرت يوم 08 مايو 2013
قصي همرور
شعوب المركز - في السودان - لديهم مشكلة حقيقية في تفهم معاناة مواطني الهامش، وهم من قلة فهمهم لا يدركون حتى ضعف خيالهم، ولا يتذمرون حقا، في عمومهم، إلا حين تصيبهم جرعات خفيفة من واقع الهامش اليومي. معذرة لأهل المركز العظماء الأكارم، أهل الحسب والنسب، فقد اتسعت النيران على "فضلة خيركم"، أهل الهامش، حتى استعصى احتواؤها عليهم، فأفلتت بعض الشظايا التي أصابتكم. معذرة على الإزعاج، ولولا الظروف فأنتم طبعا تعلمون أن أهل الهامش فداء لكم!.
كثير منهم - أهل المركز - يرددون، بثقة، أن ما ينتظر السودان هو خطوات أخرى نحو الجحيم إذا تزعزعت السلطة المركزية الحالية، برغم سوئها. وذهلت أخيلتهم عن أن الواقع في مناطق الهامش اليوم، ومنذ زمن مضى، إنما هو الجحيم بعينه. يا أكارم، هذا الوطن يعيش حالة حرب شرسة، منذ سنوات، أتلفت الأحياء والأشياء، وانتهكت الأعراض والممتلكات والأرواح. وخيار المقهور سلاحه، يدفع به عن نفسه وأهله، كما جرت سنة البشرية. ليست هناك حرب نموذجية في التاريخ المعلوم، يموت فيها الأشرار فقط وتحيط الهالة بأخيارها، فخسائر الحرب خسائر حقيقية، ومؤلمة، لكن لن يكون هناك أمل في مستقبل أجمل إذا لم يتشارك أهل السودان الآلام أيضا؛ آلام المخاض، من أجل ميلاد جديد. ثم يقولون لك، في تجليات "نبيلة"، أنه من الصحيح أن أهل الهامش يعانون، ولكن التوجه نحو التشفي والانتقام من أهل المركز، وتجريعهم مثل ما تجرعوا، لا يفيد إلا المزيد من الألم، ولا يصلح حال أحد. هل يمكن إذن أن نسأل، لماذا "ينتقم" أهل الهامش؟ فالمعروف أن الانتقام إنما يكون من من تسبب لك في أذى مباشر، فأنت تريد أن تؤذيه كما أذاك. هل هذا اعتراف ضمني من أهل المركز، ذوي التجليات النبيلة، بأنهم آثمون، مثل سلطتهم المركزية، في حقوق اخوانهم أهل الهامش؟ فإن كان كذلك، فأيهم أولى، أن ننظر ونراجع ما سببناه من أذى - ضمني أو مباشر - لأهل الهامش، أم نتذمر من مقابلة المثل بالمثل؟. يقول المهاتما غاندي، في صيغة مشابهة، عن أن مشكلة الفقر والبؤس هي مسؤولية اجتماعية، "لا ينبغي أن ننخدع بالثراء الذي نراه في المدن الهندية، فهو آت من دماء الفقراء. أنا أعرف اقتصاد القرية، وأقول لكم إن الضغط من الأعلى يسحق أولئك الذين في الأسفل. كل ما علينا فعله هو أن ننزل عن ظهورهم". وبين المدينة والقرية يمكن أن نقول "بين المركز والهامش" أيضا. برغم وضوح ما يجب فعله، إلا أن المماطلة والتسويف هو ديدن المستفيدين من الوضع الراهن؛ حتى ولو كانت استفادة نسبية
قد يقول قائل – بحق وبغير حق – أن شعب المركز لا يمكن أن يوصف بأنه "مستفيد من الوضع الراهن"، بأي حال من الأحوال، ولا حتى نسبيا.. هذا في عمومه صحيح، إذا استثنينا القلة من رموز السلطة المركزية الحالية والمجتمعين حولهم، لكن المسألة أعمق من هذا.. المسألة تاريخية، ومتعمقة، بحيث أن السلطة المركزية الحالية كثيرا ما تشكل في وجدان بعض أهل المركز شرا مبررا، لأن البديل المتوفر الآن هو استيلاء حركات المقاومة، ذات الأغلبية من الهامش، على مقاليد السلطة المركزية في السودان.. وهذا في العقل الجمعي لأهل المركز – شعوريا ولا شعوريا – يمثل شرا أكبر من الواقع المعاصر، لأنه يهدد جميع الامتيازات التاريخية التي راكمها أهل المركز على حساب أهل الهامش.
وما بال المقاومة المسلحة؟ هل العنف المضاد هو الحل؟ وهل ما زلنا في زمن تأييد التغيير العنيف؟ ألم نشهد ونتعلم من تجارب الإنسانية المريرة أن العنف لا يأتي بسلام مستدام، وإنما هي الدوامة الشرسة التي لا تنتهي؟ أسئلة كثيرة من هذا النوع تقفز لخواطر وألسنة القراء. وهي عندنا مبررة، في عمومها، لكنها في غير محلها، وتحتاج للامتحان الواقعي، لأن ثقافة السلام ليست عاطفة فجة، وإثارات مطلقة بلا موازين، إنما هي استراتيجيات نحو أوضاع اجتماعية مستدامة، تتطلب حنكة وحكمة سياسية واقتصادية، وكل ذلك إنما يقاس بالمعطى في أرض الواقع، لا بالمُثل المجردة.
من المعروف أن الأستاذ محمود محمد طه كان من أكبر دعاة التغيير السلمي في السودان، وقد قدم دفوعات أخلاقية وموضوعية قوية في صالح المقاومة السلمية، وعليه فهو نموذج بارز لدراسة ماهية المقاومة السلمية وآلياتها، نظريا وتطبيقيا.. في كتاب "أسس دستور السودان"، تحدث الاستاذ عن الجيش السوداني، وقال إن على الحكومة المركزية "واجب الدفاع الوطني بالجيش السوداني، الذي يخضع لها وحدها وتنبث معسكراته في النقط الاستراتيجية في جميع البلاد، كما يستمد جنوده من سائر المواطنين، ويقع واجب الدفاع الوطني على السلطتين المركزيتين: التشريعية، والتنفيذية، اذ أن البرلمان وحده هو الذي يعلن حالة الحرب، وينفق على الجيش".. إذا قرأنا مكتوب الاستاذ هذا، هل نستنتج بان خيار الحرب لا مكان له في الفهم السياسي عند الأستاذ؟ أم أن هنالك حالات من "الدفاع عن النفس" – وليس مجرد "المقاومة المسلحة" أو "التغيير العنيف" – يفرضها الواقع، ويفرض بها على الشعوب الحرة خيارات ليس من بينها تجنب السلاح؟.
ومن الناحية العملية، فقد أيد الاستاذ محمود ما فعله عبدالله خليل حين جهّز الجيش السوداني للذود عن حلايب. أيده في اتساق مع ما قاله مسبقا بخصوص دور الجيش السوداني في حماية أرض الوطن من اعتداء المعتدي، إذ أن ذلك دفاع عن النفس وليس وقوفا في صف العنف. أيضا، قال الاستاذ، في بعض تصريحاته، إن قصارى الحرب، في حقبة ما بعد الحرب العالمية الثانية، إنما هو أن تقود الاطراف المتنازعة لطاولة المفاوضات، وهذا حق. لكن هذا يعني أيضا أن الحرب أحيانا تكون هي السبيل نحو طاولة المفاوضات، لان أحد طرفي النزاع لا يعترف بالطرف الآخر وبكيانه في مستوى انه يستحق المفاوضة.
بعض مثقفي المركز، من أصحاب الضمائر، يرون أن موقفهم هم من المقاومة السلمية هو نفس الموقف الذي يجب أن تقفه شعوب السودان المهمشة والمعرضة للقصف الجوي والتهجير القسري والتعذيب وجرائم الحرب، وهذا في نظري موقف قد يدل أحيانا على قلة الشعور بمعاناة الآخرين، وضعف الخيال بحجم المصائب التي تواجههم بصورة ملحة ويومية "في لحمهم الحي". حين يواجه المرء عدوا لا يعترف حتى بإنسانيته، بله حق حياته، وهو أيضا عدو غير مؤهل لأن يحسب نتائج عدوانه النابع من كراهية تنضح، واستعلاء مستعلن، يصبح من رفاهية الحديث أن توصي هذا المعتدى عليه بان يختط خط المقاومة السلمية. حتى غاندي تحدث عن أن المقاومة السلمية تستهدف مواجهة الخصم بضميره، وبمُثُله الأخلاقية التي يزعم لنفسه أنه يلتزم بها، فإن لم يكن الخصم على مستوى من الحس الإنساني يجعله يلتقط هذه الرسالة فإن الرسالة لا تُفهم، وقد لا تُلتقط أصلا (والذي أخرج المستعمر البريطاني من الهند هو الرأي العام البريطاني، والعالمي، الحر، تحت أنظمة تقر بشرعية هذا الرأي والاستماع له، بعد أن التقط هذا الرأي العام الرسالة التي وجهها له الشعب الهندي بقيادة غاندي، وفهمها). حكومة الخرطوم الحالية لها رصيد واضح من التجربة التي تفيدنا بانها لا تتحدث هذه اللغة، وإنما تتحدث، في أعلى مناصبها، لغة "لحس الكوع" و"الحشرات" و"العصا"، وما يليها.
إن وضع إنسان المركز، اليوم، ليس هو وضع إنسان الهامش، حين يُجابَه هذا الأخير بانتهاك حياته وعرضه، انتهاكا صريحا وبالغا أقصاه. ثم إن حتى النهج الديني عموما، وفي الإسلام، في السنة النبوية خصوصا، هو ألا ينتصر المرء لنفسه، وأن يحتمل الأذى في نفسه، لكن هل يطالب الرجل بان يقف مكتوف الأيدي إذا تم تهديد زوجته وأطفاله بالخطر أمام ناظريه؟ وهل يطالب أشداء المجتمع بأن لا يحموا ضعافه من النساء والأطفال والعاجزين وكبار السن؟ أم أننا لا نظن أن هؤلاء تعرضوا للانتهاك السافر، المُخطط والمُنفّذ بسلطة الدولة؟.
هناك جيوب من الكرة الأرضية اليوم ما زالت تعيش بقانون القرون الماضية، بل وأحط من ذلك، في ظروف حرب يعمل فيها قانون الغاب. إن من غير الواقعي نقد حركات الهامش في خيارها المقاومة المسلحة، تماما كما من غير الواقعي أن نقول لأي محتل، مثلا، تعال نحلها بالمفاوضات فقط، في حين أن جيوش هذا المحتل لم تعلن نية غزونا فقط، إنما بدأت في التنفيذ العملي في ذلك.
ونحن في السودان – وبعض بلاد العالم "الثالث" – اليوم نعيش في ورطة أن جيوشنا الوطنية، التي نصرف عليها من ضرائبنا، ونغذيها بفلذات أكبادنا، هي التي تفعل كل ما يمكن أن يفعله المعتدي المحتل. هناك بعض الكتب التاريخية والتحليلية، في المكتبة السودانية اليوم، ترصد مسيرة الجيش السوداني، منذ ما قبل الاستقلال (قوة دفاع السودان) إلى ما بعده، ودوره في الحروب الأهلية، والانقلابات، والانقلابات الفاشلة، انتهاء إلى ما جرى في عهد السلطة المركزية الحالية من زعزعة واضحة لبنية الجيش وتدجين صريح لقياداته. الخلاصة المشهودة هي أن الجيش السوداني، باختصار، به مشاكل كثيرة كمؤسسة، لأنه حتى هذا اليوم لم يستوف شروط المؤسسة الوطنية، لا في ديمغرافيته ولا في هيكله المادي ولا في تاريخه المهني. هذا الجيش، منذ أيام رئيس الوزراء محمد المحجوب، شارك بفعالية في قتل وتشريد مواطني السودان، في بقاع شتى، وانخرط في أعمال سياسية داخلية، بدون حياد، مرات أكثر بما لا يحصى حيال المرات التي نهض فيها لحماية أرض السودان من تهديد أجنبي.
من المؤكد أن خيار الاشتباك المسلح له مشاكل كثيرة، ولا يمكنه أن يتخلص منها، وتحدث في خضمه الكثير من التجاوزات، من جميع الاطراف، لكنه هنا، وبصورة واضحة جدا، خيار بين خيارات أخرى، أحلاهم بمرارة العلقم. كما لا يصح موضوعيا أن ننظر لمقاومة الهامش المسلحة على أنها "محاولة للاستيلاء على السلطة بالعنف"، إنما هي، حسب الحيثيات الموضوعية، محاولة لتحييد عنف السلطة – وهي التي بادرت بالعدوان والانتهاك السافر للحقوق – حتى تكون هناك مرحلة قادمة من اقتسام السلطة والثروة، بين عموم شعوب السودان، بغير ميزان القهر والغلبة.
باختصار، فإن الدور الذي يلعبه أهل المقاومة السلمية، في تكميل البناء الفكري والاخلاقي من أجل سودان جديد، بمعنى الكلمة، ليس هو نفس الدور الذي تلعبه حركات الهامش المسلحة، وليس هو المتوقع منها، حسب معطيات ظروفها وإمكاناتها التي تحدد لها أولوياتها. لكن هذين الدورين متكاملان، وليسا متناقضين، في سياقنا التاريخي المعاصر. مشروع السودان الجديد ليس حوالة على فئة واحدة من فئات المعارضة، ثم نحن نتناقش حول أي هذه الفئات تكون، لأن مشروع السودان الجديد في جوهره يطالب بمشاركة الجميع في العمل نحوه، وكلٌّ من موقعه. يكون من الظلم أن نحاكم حركات الهامش المسلحة بمعطيات ظروفنا نحن، أهل المركز، ويكون من نقص البصر ألا نرى ما يستوجبه اختلاف الظروف والإمكانات من اختلاف أدوار، وإن كان الهدف العام واحدا.
ما هي سعة الخيال المطلوبة في هذه الظروف، وخصوصا من أهل المركز؟ هي المقدار الكافي من الخيال لتصور ظروف الآخر (وهو لن يكون تصورا كاملا على أي حال، فأهل الوجعة لا يعرفها مثلهم أحد). إذا لم نستطع فعل ذلك فلن نكون في الطريق السليم نحو بناء أمة سودانية، لم تدخل التاريخ حقا بعد. إن الخيال، لو استعملناه بجدية وحذر، قد يخفف كثيرا من عيار التجارب الأليمة المطلوبة كامتحانات تاريخية، وطقوس عبور، تتشكل عبرها الشعوب الناضجة، الواعية بقيم التعايش السلمي والاحترام المتبادل.
هذا من ناحية – وهي الناحية الأهم – ومن ناحية أخرى يرى البعض أن اقتدار جماعة مسلحة، في حرب العصابات، على كسر شوكة القوات المسلحة المدعومة من الدولة، أمر يصعب تصديقه، ولا طائل من ورائه، ولهذا فإن ما تفعله حركات الهامش المسلحة اليوم، بعضويتها الغالبة من أهل الهامش، إنما يضر أكثر مما ينفع، ويؤدي للمزيد من غضب السلطة المركزية الذي يُترجم لمزيد من معاناة المظلومين. لكن الواقع أن تاريخنا المعاصر يخبرنا بالكثير من هذه السيناريوهات. في أمريكا اللاتينية، مثلا، تمكن فيدل كاسترو، عن طريق مجموعة لا تتجاوز المائة من المحاربين، التسلل إلى جزيرة كوبا عن طريق مركب واحد، وسرعان ما قضى عدد كبير من هؤلاء، منذ أولى خطواتهم في كوبا، وكان البقية محصورين وفاقدين للمعونة تماما، لكنهم تدريجيا، وبتكتيك حرب العصابات وحشد التأييد من داخل كوبا نفسها، استطاعوا الصمود والنمو والتغلغل، حتى هزموا قوات الدولة هزيمة نكراء. في جنوب افريقيا أيضا، وحين اختار المؤتمر الوطني الافريقي أن يقود حربا سياسية وعسكرية على نظام الابارتيد، بعد أن يئس من المقاومة السلمية البحتة ضد نظام يفتقر للحد الأدنى من الحس الإنساني، كان مانديلا - وهو أول قائد للجناح العسكري للمؤتمر - يحوم افريقيا لحشد الدعم له من داخل افريقيا نفسها، وليس من اسرائيل أو من أمريكا (وقد زار السودان حينها، ولم يعبّره أحد، سوى موظف المطار الذي رحّب به بحماسة، كما كتب مانديلا في مذكراته)، وقد استطاع المؤتمر الوطني الأفريقي تحقيق انتصارات كبيرة، على النطاق السياسي العالمي والنطاق العسكري المحلي، بواسطة حرب العصابات وزعزعة استقرار الدولة، بصورة تنامت حتى جعلته قوة لا يُستهان بها عالميا حين الحديث عن جنوب افريقيا. لقد كان المؤتمر الوطني الافريقي، في فترة كبيرة من تاريخ نضاله المسلح، محسوبا كتنظيم إرهابي، ليس بواسطة حكومة جنوب افريقيا فقط، وإنما بواسطة بعض الدول الغربية أيضا، ومن ضمنها أمريكا. هذان مثالان معروفان. حرب العصابات من أكثر الحروب صعوبة على الجيوش النظامية، وقانونها قانون التكتيك، والاستنزاف، واختيار الاماكن والأزمان المناسبة للضربات، وليس قانون كثرة العدة والعتاد. الدكتور جون قرنق وغيره، من قيادات هذه الحروب، كانوا يقولون، ما معناه، أثناء حرب العصابات، إن استهانة الجيش النظامي والحكومة بنا هي من عوامل نجاحنا، والحكومات كثيرا ما تشعر بحجم المقاومة المسلحة الحقيقي بعد فوات الأوان. إذن من الخير لنا ألا نستهين بقوى الهامش، المسلحة والسلمية معا، وبقدرتها على ريادة قضيتها بنفسها. من المعروف في التاريخ أن الحقوق لا تعطى، وإنما تؤخذ حين يطالب بها أهلها، مطالبة جادة ومستمرة، وقد توفرت هذه الأسباب اليوم. لكن التاريخ يخبرنا أيضا أن أهل الحقوق دائما ما يجدون من يناصرهم من الطرف الآخر، لأن وشيجة الإنسانية، والشعور بالحق وبغض الظلم، سمة مودعة فينا جميعا، بيد أنّا نحتاج لسقايتها ورعايتها، حتى لا تذبل، وحتى تنبت ثمرا محسوسا، ينفعنا وينفع من حولنا. |
صحيفة التغيير الإلكترونية: http://www.altaghyeer.info/ar/2013/articles_opeds/290/
...
|
Post: #2
Title: Re: توسيع الخيال واجب وطني..... مقال بقلم قصي همرور شيخ الدين
Author: Yasir Elsharif
Date: 05-12-2013, 05:23 PM
Parent: #1
بحثت في الشبكة عن صورة لقصي فوجدت هذه الصورة المعبرة التي وقع اختياري عليها.
|
Post: #3
Title: Re: توسيع الخيال واجب وطني..... مقال بقلم قصي همرور شيخ الدين
Author: Arabi yakub
Date: 05-12-2013, 05:53 PM
Parent: #1
Quote: هناك جيوب من الكرة الأرضية اليوم ما زالت تعيش بقانون القرون الماضية، بل وأحط من ذلك، في ظروف حرب يعمل فيها قانون الغاب. إن من غير الواقعي نقد حركات الهامش في خيارها المقاومة المسلحة، تماما كما من غير الواقعي أن نقول لأي محتل، مثلا، تعال نحلها بالمفاوضات فقط، في حين أن جيوش هذا المحتل لم تعلن نية غزونا فقط، إنما بدأت في التنفيذ العملي في ذلك |
شكرا قصي كدابك في الصدوح بالحق بوضوح وشجاعة ودقة التشخيص في كل ما يسطره بصدق وموضوعية لتوضيح الرؤية في اتون الازمة الوطنية المدمرة حتى الان
والف شكر للاخ د ياسر الشريف على ايراد هذا المقال الصادح بالحق في زمن الزييف والاراجييف بارقى وسائل التنقية التي لم تتوفر للفوهلر نفسه؟
تحياتي لكما
|
Post: #4
Title: Re: توسيع الخيال واجب وطني..... مقال بقلم قصي همرور شيخ الدين
Author: صلاح عباس فقير
Date: 05-12-2013, 09:13 PM
Parent: #3
سلام عليك أخي ياسر، وعلى الأخ قصي من ورائك! في الحقيقة لم أقرأ دفاعاً متيناً عن خيار الحرب مثل هذا الدفاع الذي كتبه الأخ قصي، ورغم أني أقف من هذه القضية، موقف الرفض المبدئي الكامل، وأدعو الجميع إلى أن يقف منها موقفاً استراتيجيّاً؛ باعتبارها قضية مبدئية وأخلاقية؛ لكنّني إزاء هذا المنطق القويّ، لا أملك إلا أن أمنح نفسي على الأقل فرصة مراجعة موقفي، وليكن ذلك من خلال التفاعل مع هذه النصوص المقتبسة من كلام الأخ قصي:
Quote: وما بال المقاومة المسلحة؟ هل العنف المضاد هو الحل؟ وهل ما زلنا في زمن تأييد التغيير العنيف؟ ألم نشهد ونتعلم من تجارب الإنسانية المريرة أن العنف لا يأتي بسلام مستدام، وإنما هي الدوامة الشرسة التي لا تنتهي؟ أسئلة كثيرة من هذا النوع تقفز لخواطر وألسنة القراء. وهي عندنا مبررة، في عمومها، لكنها في غير محلها، وتحتاج للامتحان الواقعي، لأن ثقافة السلام ليست عاطفة فجة، وإثارات مطلقة بلا موازين، إنما هي استراتيجيات نحو أوضاع اجتماعية مستدامة، تتطلب حنكة وحكمة سياسية واقتصادية وكل ذلك إنما يقاس بالمعطى في أرض الواقع، لا بالمُثل المجردة. |
طيب، يا قصي؛ لنتجاوز كل تلك الأسئلة التي تعزف على وتر النضال المدني، ولننظر إلى توكيدك أن ثقافة السلام ليست عاطفة فجّة، وإثارات مطلقة بلا موازين، وتوكيدك على أنها إستراتيجيات تتطلب حنكة وحكمة سياسية! وده كلام سديد! وعندئذٍ فأرجو منك أن تضيء لنا بعض جوانب العتمة، وتبين لنا ما تلك الإستراتيجية المرفودة بهذه الكلمات الفخيمة؟ أليس هؤلاء الرافعون راية التغيير المسلح، جلّهم كانوا قبل قليل مشاركين ضمن نظام الإنقاذ؟ لنقل: إن خطتهم الإستراتيجية، كانت تقتضي ذلك؛ فهلا قاموا بدراسة علمية لتجربة التغيير المسلح، راصدين سلبياتها وإيجابياتها، وناظرين في مدى مواءمتها للظروف الراهنة!؟ يا عزيزي باختصار، هذه الحجة التي ذكرتها في مواجهة خيار النضال المدني، حجة هوائية، فأنت تعلم أن ليس هناك إستراتيجية، ولا يحزنون! ليس هناك إلا تراكم للغبن التاريخي، استثارته حكومة الإنقاذ؛ فاستجاب لها قادة الحركات المسلحة؛ فلكأن الطرفين قد تعاهدا على نسف كلّ رصيد التدامج الوطني والتعايش السلمي الذي حدث بين أبناء الوطن، في العقود الماضية! ثم إنك تتكلم عن (المعطى في أرض الواقع)، ومن يقرؤك يظنّ أن مواطني دارفور، كلّهم قد وقفوا صفاً واحداً، خلف طليعتهم المسلحة، والواقع يقول: إنّ عامة المواطنين، لا يريدون هذا الخيار؛ على الأقل لأنهم هم من يدفع ثمنه الباهظ، وليس القادة المناضلين! قليل من الإستراتيجية والشفافية، يا قصي، كان كفيلاً بأن يوجه نظرك إلى حقيقة أن ضحايا هذه الحرب من الجانبين، هم عامّة المواطنين، وليس رموز الإنقاذ أو الحركات المسلحة!
Quote: هناك جيوب من الكرة الأرضية اليوم ما زالت تعيش بقانون القرون الماضية، بل وأحط من ذلك، في ظروف حرب يعمل فيها قانون الغاب. إن من غير الواقعي نقد حركات الهامش في خيارها المقاومة المسلحة، تماما كما من غير الواقعي أن نقول لأي محتل، مثلا، تعال نحلها بالمفاوضات فقط، في حين أن جيوش هذا المحتل لم تعلن نية غزونا فقط، إنما بدأت في التنفيذ العملي في ذلك. |
طبعاً لا يجوز لك أن تخلط بين حركات التحرير الوطني، التي تستهدف عنصراً أجنبياً محتلاً، وبين حركات التغيير المسلح، التي تستهدف حكومة على سُدّتها طاقم من القادة الذين يجدون سنداً ودعماً جماهيرياً واضحاً، لا يمكن إنكاره! وخلطك هذا بين مواجهة المحتلّ الأجنبي، ومواجهة الحاكم المستبد، هو من أجل أن تتجاوز عقبة حقيقية تقف في طريق منطقك، ألا وهي أنك تتجاوز صيرورة الوعي وتطور الأفكار، منذ تفجر الثورة الفرنسية في أواخر القرن الثامن عشر، وإلى اليوم، حيث لم يعد مبرراً ذلك المسلك المغامر في تغيير الأنظمة السياسية الظالمة أو المستبدة، على نحو ما جرى في الصومال وغيرها، ارتقى وعي البشرية اليوم نحو استخدام أساليب أكثر عقلانية، لم يدفع لذلك محض تأمّل فلسفيّ، ولكن دراسة علمية لواقع الدول التي شهدت هذه التجارب العنيفة! فأنت لكي تتجاوز ذلك تقول: [هناك جيوب من الكرة الأرضية اليوم ما زالت تعيش بقانون القرون الماضية، بل وأحط من ذلك] تذكرني بالمربّي غير التربوي الذي قيل له: إنّ التربية الصحيحة تقتضي منك أن تسلك مسلك الحوار والإقناع! فقال: إن (هؤلاء) لا تجدي معهم إلا سياسة العصا! طبعاً، هذا المثال مع مراعاة الفارق الكبير! لكن الجامع بينهما: الحيود عن الحقيقة في كلٍّ منهما، بدافع الهوى والعجز عن المراجعة!
Quote: من المؤكد أن خيار الاشتباك المسلح له مشاكل كثيرة، ولا يمكنه أن يتخلص منها، وتحدث في خضمه الكثير من التجاوزات، من جميع الاطراف، لكنه هنا، وبصورة واضحة جدا، خيار بين خيارات أخرى، أحلاهم بمرارة العلقم. |
هأنت تُقرّ بلا جدوى الاشتباك المسلح، لكنك تصرّ عليه بحجة تراها واضحة جداً: أنه أحسن الخيارات السيئة! هل هناك دراسة علمية أو إستراتيجية أجريت على التجربة المسلحة التي عانيناها من قبلُ، فتبيّن أنه لا بد من ذلك!؟
Quote: إذن من الخير لنا ألا نستهين بقوى الهامش، المسلحة والسلمية معا، وبقدرتها على ريادة قضيتها بنفسها. من المعروف في التاريخ أن الحقوق لا تعطى، وإنما تؤخذ حين يطالب بها أهلها، مطالبة جادة ومستمرة، وقد توفرت هذه الأسباب اليوم. لكن التاريخ يخبرنا أيضا أن أهل الحقوق دائما ما يجدون من يناصرهم من الطرف الآخر، لأن وشيجة الإنسانية، والشعور بالحق وبغض الظلم، سمة مودعة فينا جميعا، بيد أنّا نحتاج لسقايتها ورعايتها، حتى لا تذبل، وحتى تنبت ثمرا محسوسا، ينفعنا وينفع من حولنا.. |
وشيجة الإنسانية ومظاهرة الحق، وبغض الظلم، كما تقول مودعة فينا جميعاً، بيد أنا نحتاج لسقايتها كما ذكرت ورعايتها، كيلا تذبل، وهذا كلام جميل، وكان سيكون متّسقاً لو أنك دعوت كل الوطنيين المخلصين إلى الإدلاء بآرائهم في الكيفية المثلى التي ينبغي أن نرعى بها زهرتنا الوطنية الجميلة! باختصار يا قصي، الخيار العسكري خيار خطير جداً، فإن كان القائم به والداعي إليه واعياً مدركاً، وليس في حال غضب وانفعال، فالمفروض أن يتم طرحه على كلّ صعيد للتداول والتفاكر!
أما بعد أخي قصي فما أراك أتيت بجديد، فقط قمت بتلحين (الحجة العجيبة) التي يستند إليها معظم المدافعين عن الخيار العسكري، ألا وهي قولهم: (والله الإنقاذ هي الأجبرتنا على السير في هذا الطريق!) فعجباً من الإنقاذ لا تكتفي بطرح مشروعها الحضاري الفاشل، بل كذلك تختار للمعارضين أسلوب معارضتهم لها! قيل: لأنو نافع قال لينا الحسو كوعكم، قمنا تحديناه! طيب، ما ذنب الوطن والشعب المسكين؟
ومودتي واحترامي
|
Post: #5
Title: Re: توسيع الخيال واجب وطني..... مقال بقلم قصي همرور شيخ الدين
Author: Yasir Elsharif
Date: 05-14-2013, 11:45 AM
Parent: #4
سلام يا أخي صلاح عباس
لقد أرسلت مداخلتك لقصي عسى أن يكون لديه تعقيب.. وقد كتب لي التالي:
تحياتي وشكري يا أستاذ ياسر
تحياتي للأستاذ صلاح عباس فقير.. أنا الآن بصدد إكمال الجزء الثاني من المقال، ولم تكن عندي نية سابقة لجزء ثاني، لكن نقاط النقاش التي أثيرت جعلتني أشرع في جزء ثاني، وربما ثالث لو اقتضى الأمر.. يمكنك نشر حديثي هذا كاملا في سودانيز أونلاين أيضا.
هناك مشكلة عامة عند ناقدي الخيار المسلح في الوضع السوداني المعاصر، وهو ببساطة ضعف الخيال، كما ذكرت من قبل.. مثلا، الأستاذ صلاح يتحدث عن تغيير الوعي، وهذا حديث هلامي، كثيرا ما يقال، لأنه صحيح، لكنه لا يقوم في فراغ.. ليس هناك مكان يذهب له جميع سكان السودان اسمه "تغيير الوعي" يخرجون منه بعد ذلك أنقياء أصفياء.. تغيير الوعي يحدث في ميدان الحراك نفسه، وهذا الميدان، بالنسبة لأهل الهامش، لا يخلو يوما من صوت الرصاص وتهديد الحياة والعرض.. لا بد من توسيع خيال الناقدين ليفطنوا لهذا الوضع الذي يفرضه الواقع.. لقد قال جون قرنق من قبل إن دينامية السياق هي المعلم الأول للوعي الجمعي، وليس هناك مجال يأخذ في الناس "راحة" من الواقع ريثما يتغير الوعي، بل انخراطهم مع الواقع هو الذي يأتي بتغيير الوعي.
ثم هنالك دائما الحديث عن تجارب غاية البعد عن التجربة السودانية المعاصرة، مثل الثورة الفرنسية و"المسلك المغامر" وما إليها، والواقع المعاش اليوم في الكرة الأرضية أن هنالك أماكن في العالم تكاد تتفاوت في المرحلة التاريخية التي هي فيها، حتى لكأنها لا تمت لبعضها بعضا بصلة.. ثم مقارنة أن الحركات المسلحة لا تشبه حركات التحرير الوطنية (ولا أعرف لماذا بالضبط، ما لم تكن هناك ضوابط معينة للتعريف، فعلى العموم ليست كل حركات الهامش المسلحة على نفس المستوى من الاستعداد الفكري والتنظيمي والأخلاقي، لكن دفاعي هنا عن عموم الظاهرة، وليس عن حركات معيّنة، فهذا له مكان آخر).
هل كانت مناهضة المؤتمر الوطني الافريقي، في جنوب افريقيا، مثلا، حركة تحرر وطنية؟ ولماذا؟ ألم تكن تواجه حكومتها التي كان لديها دعم جماهيري مقدر من شرائح شعوب جنوب افريقيا (حتى الزنوج أنفسهم بالمناسبة، كان وسطهم من هو متصالح ومؤيد لنظام الأبارتيد، سواء لمصلحة خاصة أو خوفا من "عنف" المؤتمر الوطني الافريقي).. الشاهد أن التاريخ لا يتبنى ذلك التعريف الجزافي الذي أورده الأستاذ صلاح عباس، للتفرقة التشريحية بين حركة التحرر الوطنية وحركة المقاومة المسلحة داخل نفس الدولة.. في كثير من الأحيان يكون الوضع نفس الوضع، مثلما كان في الحركة المسلحة التي أورثتنا دولة ارتريا، والحركة الشعبية في السودان.. إن مجرد استيلاء السلطة المركزية على القوات المسلحة لا يجعل مقاومتها في عداد "غير الوطني".
ثم هنالك دوما التفريق المفرط بين طرفين، لا ثالث لهما: طرف العراك المسلح حتى السلطة أو الموت، أو طرف المقاومة السلمية التامة، بدون أي سلاح.. هذا التفريق المفرط هو أبعد ما يكون عن الواقع، لأن حتى جميع حركات المقاومة السلمية في تاريخنا المعاصر كان لها جانب من المقاومة المسلحة يؤازرها (سواء تحت نفس المظلة التنظيمية أو بين تنظيمات مختلفة لكن تسعى لنفس الهدف).. نحن لم نصل بعد لمرحلة المقاومة السلمية البحتة، لكننا استشرفنا مرحلة المقاومة المسلحة لتحييد عنف المعتدي، ثم الجلوس على طاولة المفاوضات كأنداد، حيث يخرج الحل السلمي حينها فقط.
معذرة على إطالة الحديث، وكما ذكرت فأنا شارع في الجزء الثاني من المقال هذه الأيام، وربما يخرج قريبا
قصي همرور
|
Post: #6
Title: Re: توسيع الخيال واجب وطني..... مقال بقلم قصي همرور شيخ الدين
Author: عثمان عبدالقادر
Date: 05-15-2013, 09:29 AM
Parent: #5
الأخ الحبيب / ياسر طيب التحايا والأماني لك وللأخ قصي . أرجو أن تخفِّف كلماتي لما ينوء به من حمل . من الثابت عندي أن هذا البناء التاريخي يضحي بصنّاعه الفاعلين في سبيل تقدمه ، فهم المصعد الذي يرتقيه قاصداً كماله ، ويجزيهم عن فعلهم فيه جزاء سنمار ، وكلما أكثر من ضحاياه ارتفعت أساساته وزاد شموخاً ، وأسوأ مثال يمكن سوقه هو ما يأمله ويرتجيه الأخ قصي من سعة الخيال . أنا أزعم أن نقل المعرفة من جيلٍ إلى جيل أو من معلم لتلميذ أو أبٍ لإبنه أمر في منتهى السهولة واليسر ولكن نقل شعور التجربة يكاد يكون من المستحيلات علماً أنّه آليّة الفعل اللازمة ، وفي حالتنا هذه = ( توسيع الخيال ) توجد حتميات لا فكاك منها للحصول علي الشعور، وهي سبب تكرارنا لأخطائنا التي تمثل الدائرة في سير التاريخ ولكن بتقديم الضحايا ومكابدة الآلام تلطف الأخطاء لتكون الحلزون الصاعد فيه . يقول الشيخ عبدالله القصيمي ( إن الأخلاق ليست ملكاً ذاتيّاً وإنما هي ظرفاً موضوعيّاً ) وهي تؤكد مقولة الأنثروبولوجيين ( الأخلاق تشكلها الظروف ) فظرف القوة له أخلاق ،والضعف له أخلاق ، والشعور بالظلم له أخلاق والخوف له أخلاق والفقر له أخلاق ....... الخ المعطيات التي لا تتخلف حتمياتها إلا في حالات إستثنائيّة ، إذن نحن نواجه مشكل لا يحل إلا بتقديم الضحايا والقرابين حتى يرتفع البناء أليس هذا هو الشرط !!؟ فلا يتأتى للمظلوم التخلِّي عن أخلاقه الظرفيّة التي تطلب رد ظلامته، وحتماً عليه أن يكون فاعلاً ليضع لبنات فوق البناء ولا يجوز على الخائف إلا أن يحذر عنف المظلوم أيضاً إذا رجحت كفة القوة لصالحه فأخلاقها هي الأخرى لا تتخلف !!؟ ( إذ أنتم بالعدوة الدنيا وهم بالعدوة القصوى والركب أسفل منكم ، ولو تواعدتم لأختلفتم في الميعاد ولكن ليقضي الله أمراً كان مفعولاً ...... الآية ) ، هل تعلم أخي قصي أني أردد على الدوام مقولة العبادي على لسان ودالنعيسان مخاطباً أمحمّد ود دكين ( يا شيخ العرب الدنيا سايقانا بي نبوته ! ) وأيِّ نبوت !!؟ إنه غليظ ومضبّب بذيل ثور فتي !!! فهل نرضّى !؟ .
أبو حمـــــــــــــــد
|
Post: #7
Title: Re: توسيع الخيال واجب وطني..... مقال بقلم قصي همرور شيخ الدين
Author: Yasir Elsharif
Date: 05-15-2013, 03:07 PM
Parent: #6
سلام للجميع وتحية لك يا عزيزي عثمان ــــ هذا التعليق على مداخلة الأخ صلاح عباس
قولك:
Quote: أليس هؤلاء الرافعون راية التغيير المسلح، جلّهم كانوا قبل قليل مشاركين ضمن نظام الإنقاذ؟ لنقل: إن خطتهم الإستراتيجية، كانت تقتضي ذلك؛ فهلا قاموا بدراسة علمية لتجربة التغيير المسلح، راصدين سلبياتها وإيجابياتها، وناظرين في مدى مواءمتها للظروف الراهنة!؟ |
ــ قادة حركة العدل والمساواة كانوا مشاركين ضمن نظام الإنقاذ منذ البداية ولكنهم اكتشفوا سوء وعنصرية نظام الانقاذ ورموزه، ولذلك خرجوا.. ــ حركة تحرير السودان بقيادة مني أركو مناوي أبرمت مع نظام الإنقاذ اتفاقية أبوجا ولكن نظام الإنقاذ نقضها، ولم ينفذها، بل أراد فقط رشوة قادتها بالمناصب، وحتى هذه اكتشفوا أنها مناصب فارغة، ولا يؤخذ رأيهم، أو كما قال مناوي أنه لم يبلغ حتى أن يكون "مساعد حلة" خلِّ عنك مساعد رئيس جمهورية. ــ حركة تحرير السودان بقيادة عبد الواحد لم تدخل أصلا في أي اتفاق مع الإنقاذ ولم تشاركه. ــ الحركة الشعبية لتحرير السودان قطاع الشمال لم تستطع أن تستكمل بقية اتفاق نيفاشا مع الحكومة وهو يتضمن المشورة الشعبية والتحول الديمقراطي؛ أكثر من هذا أراد نظام الإنقاذ تجريد حاملي السلاح من قطاع الشمال من سلاحهم بدون إكمال الاتفاقية. وبالتالي وجدت الحركة نفسها في موقف الدفاع عن النفس.
قولك لقصي:
Quote: طبعاً لا يجوز لك أن تخلط بين حركات التحرير الوطني، التي تستهدف عنصراً أجنبياً محتلاً، وبين حركات التغيير المسلح، التي تستهدف حكومة على سُدّتها طاقم من القادة الذين يجدون سنداً ودعماً جماهيرياً واضحاً، لا يمكن إنكاره!
|
طبعا قصي ردَّ على هذه النقطة عندما قال:
Quote: هل كانت مناهضة المؤتمر الوطني الافريقي، في جنوب افريقيا، مثلا، حركة تحرر وطنية؟ ولماذا؟ ألم تكن تواجه حكومتها التي كان لديها دعم جماهيري مقدر من شرائح شعوب جنوب افريقيا (حتى الزنوج أنفسهم بالمناسبة، كان وسطهم من هو متصالح ومؤيد لنظام الأبارتيد، سواء لمصلحة خاصة أو خوفا من "عنف" المؤتمر الوطني الافريقي).. الشاهد أن التاريخ لا يتبنى ذلك التعريف الجزافي الذي أورده الأستاذ صلاح عباس، للتفرقة التشريحية بين حركة التحرر الوطنية وحركة المقاومة المسلحة داخل نفس الدولة.. في كثير من الأحيان يكون الوضع نفس الوضع، مثلما كان في الحركة المسلحة التي أورثتنا دولة ارتريا، والحركة الشعبية في السودان.. إن مجرد استيلاء السلطة المركزية على القوات المسلحة لا يجعل مقاومتها في عداد "غير الوطني".
|
ولكن أريد أن أضيف التالي. أنت ترى أن "الإنقاذ" ((حكومة على سُدّتها طاقم من القادة الذين يجدون سنداً ودعماً جماهيرياً واضحاً، لا يمكن إنكاره!)) وتذهل في نفس الوقت عن الطريقة التي جاءت بها حكومة الإنقاذ إلى السلطة، ألم يكن ذلك عن طريق التغيير المسلح الذي أزاح حكومة منتخبة؟ لذلك هذا النوع من الحكومات لا يختلف عن المحتل الأجنبي، وقد كان بالنسبة لبعض شعوب السودان أسوأ حتى من المحتل الأجنبي. أرجو أن تقرأ هذا المقال هنا: مسجد العبيد ومسجد الأسياد في السودان !! لتعرف ما الذي يعنيه قولي. لا أحد يستطيع أن يمنع المظلوم من الانتقاض على ظالمه. أنا أتوقع أن يقوم المواطنون الحادبون على وطنهم في مدن السودان وقراه وريفه بالانتقاض ضد حكومة الظلم والقهر، وذلك بالوسيلة التي يملكونها وهي الثورة الشعبية.. هذا ما أرجوه. وعندها يلتقي النضال الشعبي مع الكفاح المسلح في الدفاع عن المستضعفين "الذين يقولون ربنا أخرجنا من هذه القرية الظالم أهلها"..
مع تحياتي
ياسر
|
Post: #8
Title: Re: توسيع الخيال واجب وطني..... مقال بقلم قصي همرور شيخ الدين
Author: Arabi yakub
Date: 05-15-2013, 03:56 PM
Parent: #7
QUOT[E]فأنت تعلم أن ليس هناك إستراتيجية، ولا يحزنون! ليس هناك إلا تراكم للغبن التاريخي، استثارته حكومة الإنقاذ؛ فاستجاب لها قادة الحركات المسلحة؛ فلكأن الطرفين قد تعاهدا على نسف كلّ رصيد التدامج الوطني والتعايش السلمي الذي حدث بين أبناء الوطن، في العقود الماضية! |
وين رصيد التدامج الوطني دا بالضبط منذ ما يسمى بالاستقلال ؟ وهذا واضح ان الازمة كل الازمة في نظام الموتمر الوطني ليس كل الحقيقة طبعا وانما نصف الحقيقة فقط؟ بل نحن نتسائل ما هي طبيعة الوضع ما قبل انقلاب الموتمر الوطني؟ الم يكن حربا اهليا ضروسا بين اهل السودان ايضا؟ ما هي اسباب كل هذه الحروب ولماذا لم يتم وقفها من قبل سلطة الدولة نفسها اساسا؟ ثم ما هي الظروف والملابسات التي ادت الى انقلاب الكيزان وفق فهمهم الارهابي الوافد ونجاحه كمان؟
فان الظروف التي سنحت الموتمر او الاخوان المسلمين كحزب سياسي في السودان ليصل السلطة عن الانقلاب العسكري واستمرار حرب اهلي تاريخي ويكون دا تعاضد وطني او هناك تعاضد وطني؟ اما التعايش السلمي فهذا ايضا لم نتوفق فيه ليصل الى مستوى الاشادة منذ الاستقلال ففوق حروب الدولة العبثية ايضا ظلت الحروب القبلية تحصد اقاليم الهامش دون ان يستطيع الدويلة المزعومة اخماد نيران النزاعات القبلية بل ظلت الحيكومات طرفا اصيلا في اشعالها واستمرارها بين الحين والاخر في معظم هوامش السودان حتى الساعة؟ هذا ناهيك عن التمييز العنصري في قمة سلطة الدولة والمحسوبية والكشات من العاصمة الخرطوم لابناء اقاليم بعينها؟ ووصم محاولات الانقلابات العسكرية من اقاليم بعينها الغرب عموما او الجنوب محاولات عنصرية بينما مرتادي الانقلابات من جهات اخرى حتى وان لم تنجح لا توصم بهذا وان نجحت تسمى ثورة امعانا في التضليل والعبث باشعال حروب الدولة ضد شعبها تاريخيا.
والغريبة حتى في انقلاب الكيزان كان رجال الامن الطائفي يبحثون عن مصدر الانقلاب في ان لا يكون من جماعات عنصرية اي الغرب والجنوب؟ وحالما تاكد لهم بانهم غير ذلك انصرفوا وتركوا الانقلابيون في سبيلهم لنصل الى ما نحن فيه الان فالدولة السودانية قامت على الحرب وفق اسس مضللة ومزيفة بالكامل حيث العرق والدين وبديهي ان نصل الى الفاشية الذي نحن فيه الان
|