دارفور: ثورة مضادة بثمن رخيص /الكس دا وال

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 12-15-2024, 04:00 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة يوسف ابراهيم عزت الماهري(ابنوس)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
01-07-2005, 04:18 AM

ابنوس
<aابنوس
تاريخ التسجيل: 04-19-2003
مجموع المشاركات: 1790

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
دارفور: ثورة مضادة بثمن رخيص /الكس دا وال



    - السودان -
    دارفور: ثورة مضادة بثمن رخيص

    الكس دا وال

    كتبت في 23 يوليو 2004.

    ترجمة: احمد زكي

    --------------------------------------------------------------------------------

    --------------------------------------------------------------------------------





    المشهد الطبيعي لأرض دارفور يمتلك جمالا قاسيا، يبوح بأقل ما تبوح به المخيمات الصحراوية في آمو. إنه سهل تحيط به أراض صخرية من كل ناحية كما يحيط السوار بالمعصم، تلك الجبال التي كونتها البراكين القديمة. على البعد يبدو من الأفق ممر ترسم رماله الوردية علامات مجرى النهر الذي يتكون في موسم المطر، وادي كوتوم. منذ سنوات عديدة، أقمت هناك ضيفا على ناظر (شيخ القبيلة الأكبر) احد القبائل العربية الرحل التي تعرف باسم الجلول. هذه القبيلة، بخيامها العريضة السوداء المنصوبة في الرمال، وجمالها التي تقتات على الأشجار الشوكية القائمة هناك، ومزارعها القليلة المتناثرة هنا وهناك ولكنها تلقى منهم أحسن رعاية، هذه القبيلة تترجم الشكل الذي تصوره كتب الاثنوغرافيا.

    اليوم، آمو تقع في مركز العنف الذي يمزق أوصال دارفور: عشرات الآلاف قد ماتوا فعلا، وفر مئات الآلاف من منازلهم. المذبحة الأولى في الصراع وقعت على بعد أميال قليلة من آمو، عندما قتلت مليشيا الجنجويد عشرات عدة من القرويين الذين كانوا يبحثون عن ملاذ آمن في كوتوم.

    قابلت الناظر العجوز، الشيخ هلال موسى، في 1985. كانت خيمته تحمل ممتلكاته الشخصية التي تدل على طبيعة بدوية تمسك بها طول عمره – جرار الماء، الرماح، السيوف، سروج الخيل، الحقائب الجلدية والبنادق القديمة. دعاني للجلوس قبالته على وسادة فارسية أنيقة، وقد صاح على مرافقه أن يأتي بالشاي الحلو على صينية من الفضة، واخبرني إن العالم قد أوشك على نهايته. في تلك الأوقات، كان الجفاف يضرب بدارفور والتغيرات المصاحبة للأزمة تطل برأسها. كانت الرياح الصحراوية ترمي برمالها على سفوح التلال الخصبة، وعندما تمطر السماء كانت المياه تشق أخاديد عبر التربة البركانية الخصبة على طول الوادي.

    الأسوأ، أن القرويين الذين لعبوا دوما دور المضيف للبدو الرحل وجمالهم، يضيقون الآن على هجرات البدو، ويمنعون عنهم الكلأ ومياه الآبار.

    عنفني الشيخ هلال لأنني لا أتحدث العربية كما ينطقها الرجل الإنجليزي: كل الضباط الاستعماريين تعلموا العربية الفصحى، وليست عربية أهل دارفور التي التقطتها. قال لي إن آخر إنجليزي نزل بضيافته كان تيسايجر مساعد حكمدار المنطقة، الذي كان يخدم في كوتوم. كانت شهرة تيسايجر في دارفور أنه قناص ماهر. في تلك الأيام، لم يكن مسموحا لأحد في دارفور ما عدا الضباط الإنجليز بحمل بنادق قوية دقيقة التصويب من اجل اصطياد الأسود. في أوان زيارتي عام 1985، كان من النادر أن ترى متجرا خاصا للأسلحة النارية. أعطاني الناظر عند سفري منشة للذباب من ذيل الزراف. اختفت تماما من دارفور الأسود والزراف، لأسباب أكثرها تغيرات ايكولوجية منها نشاط رحلات سفاري الصيد الاستعمارية، اللهم إلا القليل منها في الأطراف الجنوبية من الإقليم، حيث تمتد الغابات إلى جنوب السودان وجمهورية أفريقيا الوسطى. في الهضبة الشمالية شبه الجافة لدارفور، حيث تتضاءل السافانا حتى تختفي في الصحراء، نرى أحيانا بعض الغزلان.

    كان هلال شخصية قيادية، حتى وهو في الثمانينات من عمره، نحيلا، مقوس الظهر، وبات لا يرى تقريبا. الصوفيون – تقريبا كل أهل دارفور هم أتباع لفرقة أو اخرى من فرق الصوفية، التي تنتمي لمدارس غرب أفريقيا – يتحدثون عن البركة، وهي نعمة يمنحها الله. يعتقد الشيخ هلال إن ’المشيخة هي منحة يهبها الله‘. درجات المشيخة يصنعها الإنسان. فالرجل، بدلا من التمسك باللقب الرسمي رفيع الدرجة وهو لقب الناظر، يتعلق أكثر بلقب أدنى مرتبة ولكنه أكثر قيمة وهو لقب الشيخ: انه معروف على اتساع دارفور ببساطة باسم الشيخ هلال. اليوم اسم ابنه الشيخ موسى أكثر ذيوعا بين الناس: موسى هلال هو قائد الجنجويد؛ اسمه يأتي الأول على رأس قائمة الولايات المتحدة لمجرمي الحرب هناك.

    كان الشيخ هلال فخورا ببدويته بشكل لا يلين. كان يصر على أن يمتلك كل فرد في قبيلته جمالا. قال لي، مشيرا لحفيده، ’انظر لهذا الولد الصغير، حتى هو يمتلك جمالا‘. ربما كان ذلك حقيقيا: حتى في هذه الأوقات العصيبة، اشتهرت عائلة الشيخ هلال بأنها تمتلك عدة آلاف من الجمال، برغم أن الشيخ قد بلغ من الكبر عتيا حتى يتمتع بركوب احدهم وقد ضعف نظره للدرجة التي لا تمكنه من رؤية طوابير ابله بوضوح. كان مرعاهم يقع على بعد ثلاثة مئات من الأميال شمالا، يقتاتون على عشب الصحراء المسكر الذي يظهر بعد الأمطار. مؤخرا باع ابن أخيه 120 جملا ليوفر الطعام لأصهاره الجوعى، واقرض الشيخ هلال الكثير من إبله لذوي قرباه المعوزين، رغم تناقص أعداد الإبل المريع الذي لم يعرفه الشيخ من قبل. قال الشيخ، "نحن نساعد بعضنا البعض، لن يضطر احد من الجلول أن يتحول للزراعة أبدا".

    ولكن بعد مسيرة ساعة، نجد مخيما للجلول الذين فقدوا جمالهم وماعزهم أثناء الجفاف وقد استوطنوا المنطقة في محاولة لاستصلاحها من اجل الزراعة. القرويون المحليون، من جماعة التانجور (فرع لصيق بالفور، وهي اكبر جماعة عرقية في الإقليم)، تنازلوا لهم فقط عن الأراضي الرملية الجافة، محتفظين لأنفسهم بالأراضي الغرينية الخصبة القريبة من الوادي. وادي كوتوم، المشهور بالبلح الحلو، هو واحد من أغنى الأراضي الزراعية خصوبة في شمال دارفور، وقد اعتنى التانجور بتسجيل ملكية تلك الأراضي منذ زمن طويل قبل أن يعرف الفلاحون الآخرون أهمية التسجيل العقاري للأرض. ثار سخط الفلاحين من الجلول وهم يحرثون الأراضي الجدباء العالية في محاولة لاستزراع بضعة مزارع قليلة من حبوب الدخن. بذل شيخ الفلاحون الجدد من الجلول أقصى ما يستطيع ليظهر كرمه. في المساء دعانا لمأدبة سخية من لحم الماعز والأرز، وأعطانا توجيهات حتى نستدل على مكان أبنائه وجمالهم. عندما فرغنا من الطعام، وقد أكلنا أكثر مما ينبغي، صاح على ابنة أخيه: "هات الدور الثاني من الطعام، يا بنت"! ولكن هذا الدور لم يأت.

    غزا البريطانيون دار فور (ارض الفور) عام 1916، بعد هزيمة جيش السلطان على دينار، سليل مؤسس سلطنة الفور في القرن السابع عشر، سليمان سولونج، الذي يقع قبره الذي ناله الإهمال الطويل في الجبال على مبعدة يوم من السفر إلى الجنوب من بلدة آمو. ومثل كثير من الزعماء السياسيين الأساسيين في دارفور، ينحدر سولونج من أصول مختلطة، ابن لأب عربي وأم من الفور. بالرغم من الحديث عن ’عربي‘ و’إفريقي، فمن النادر بناء على لون الجلد أن تتمكن من تحديد لأي جماعة ينتمي الفرد في دارفور. كلهم عاشوا هناك معا لقرون وكلهم مسلمون.

    تحمل كثير من خرائط دارفور أسماء قبائلية منقوشة على مناطق واسعة، لتفترض أن بعض هذه المناطق يقطنها بشكل حصري واحدة من ثلاثين أو يزيد من المجموعات العرقية التي تعيش هناك. قد يكون ذلك خادعا: هناك مثل هذا التاريخ الطويل من الهجرات الداخلية، والاختلاط والمصاهرة بينهم الذي جعل من الحدود الإثنية على الأغلب مسألة مفيدة. الأفراد، وحتى الجماعات بأكملها، تستطيع أن تتخلص من احد المسميات وتكتسب الآخر. عندما اجتاح البريطانيون المنطقة، وجدوا أن من المريح افتراض أن زعماء العشائر الكبار يمتلكون بدقة سلطة محددة على الجماعات العرقية وسلطان تشريعي على الإقليم الذي تعيش فيه هذه العشائر. توافق أهالي دارفور مع هذه التصور، الذي ساعد البريطانيين على إدارة دارفور بواسطة مجرد حفنة من الضباط الاستعماريين. المفتاح الذي جعل نظام ’الإدارة الطبيعية‘ هذا يعمل كان هو منح مقاطعة، أو دار، لكل جماعة. لم يكن بالضبط حق ملكية الأرض، ولكن زعماء العشائر الكبار كان مسموحا لهم تخصيص حقوق الأرض للسكان. وحتى سنوات الجفاف في الثمانينات، كان هناك ما يكفي من الأرض لمنح القادمين الجدد، مهما كانت عرقيتهم، قطعة من الأرض ليزرعونها.

    كان البدو نشازا في هذا النظام. معظم من وصفوا بهذا اللقب كانوا في الحقيقة رعاة يحتلون مساحات محددة بدقة، ولكن كان هناك قليل من المجموعات البدوية الحقيقية في دارفور، مثل قبيلة الشيخ هلال جلول الرزيقات. كانوا يتنقلون في مساحات شاسعة بين المناطق المعشوشبة في فصل الجفاف في وسط وجنوب دارفور ومنطقة المراعي في الموسم المطير على حافة الصحراء في الشمال. في السبعينات، حكومة جعفر نميري الاشتراكية منحت الجلول ’مجلسا شعبيا ريفيا‘ في شكل قرية اسمها فتا بورنو (حيث غادرنا الطريق لنجد آمو)، ولكن ذلك لم يكن أكثر من استراحة إدارية، وأكثر من مكان يستطيعون فيه تسجيل أسمائهم من اجل الاقتراع وإرسال أولادهم إلى المدارس. اعتمد الجلول على التنقل، من اجل رعي قطعانهم، وعبور طرق الهجرة بين مزارع فلاحي الفور والتانجور، لرعي جمالهم على سفوح الجبال.

    وصف الشيخ هلال ما يمكن اعتباره بأحسن ما يكون على انه ’الجغرافيا الأخلاقية‘ لدارفور. إنها مثل رقعة الشطرنج، بمربعاتها الحمراء تمثل المزارع، والبيضاء تمثل المراعي التي تستطيع قطعانه الرعي فيها. يقول الشيخ، "حيث ما تكون الحشائش والأمطار، يهبني الله بيتا هناك". احمد دريج، حاكم سابق لإقليم دارفور و، منذ ذلك الوقت، معارض سياسي قديم، يتذكر كيف أن أبيه، إبراهيم، شارتاي من الفور، (شارتاي هي كلمة اخرى تعني كبير لرؤساء العشائر)، كان يستضيف عائلات الشيخ هلال وإبلهم كل موسم في قريته، كارجولا، في المنحدر الجنوبي لجبل مرة. كان الشارتاي إبراهيم يذبح ثورا في استقبال الجلول، الذين كانوا يرعون جمالهم في الحقول بعد حصادها، مسببين بذلك استعادة خصوبة الأرض، بالإضافة إلى مساعدة القرويين على نقل محاصيلهم إلى الأسواق. عند الرحيل، كان الشيخ هلال يقدم جملين من جماله هدية لمضيفه. مثل الكثير من عرب دارفور، كان الشيخ هلال يستخدم بشكل عارض بعض الألقاب العنصرية، مثل الزورجا (’السود‘)، ليشير إلى الفلاحين الفور والتانجور. والفلاحون بدورهم كانوا يطلقون عليهم ألقاب مثل ’الهمج‘ و’عبدة الأوثان‘. ولكن مجتمعات كلا الطرفين اعتمد كل منهما على الآخر، وتزاوجت العائلات الكبيرة من الطرفين فيما بينهما.

    اعتمد الجلول وحفنة من الجماعات البدوية الأخرى، دون أن يمتلكوا دارا، على نظام جغرافي اجتماعي منحهم حقوقا عرفية في الهجرة والتنقل ورعي حيواناتهم في مساحات يسيطر عليها الفلاحون. ظل هذا الوضع ساريا لعقود طويلة، ولكن في الثمانينات، هدد الجفاف والتصحر وتوسع المزارع تلك الحقوق.

    انقطعت جغرافيا الشيخ هلال الأخلاقية: مهد النظام الكوني الطريق إلى الفوضى. ولكن الشيخ مات بدلا من أن يتغير.

    الإدارة الطبيعية‘ كانت حكومة محلية رخيصة السعر. مرتبات كبار رؤساء العشائر كانت زهيدة، ويتسلمون مكافآتهم نظير استبدادهم المحلي. بعد استقلال السودان في 1956، حاولت الحكومات المتعاقبة إرساء خدمات محلية مثل الشرطة والمدارس والعيادات الطبية. تم إلغاء مناصب النظار والمشايخ رسميا وتم إنشاء "المجالس الشعبية‘ بدلا منها لتقوم بنفس الوظيفة. ولكن الخرطوم لم تقم بتسليمهم الأموال اللازمة للتمويل أبدا، ونحو أوائل الثمانينات، كانت الحكومات المحلية قد أفلست تماما. لو أراد حاكم دارفور شن حملة بوليسية ضد رجال العصابات المسلحة، كان عليه أن يجند مركبات ووقود لها من مشروعين تنمويين ريفيين يمولهما البنك الدولي، أو وكالات المعونة الأخرى. و لو أراد عقد مؤتمر بين القبائل لحل نزاع، كان مضطرا أن يطلب من مواطنيه الأثرياء في المنطقة أن يغطوا النفقات.

    انفجرت سلسلة من الصراعات المحلية في دارفور في ظل الجفاف والمجاعة في 1984 – 1985. في العموم، نشبت جماعات الرعاة أظافرها في القرويين فيما أصبح صراعا مرا من اجل الموارد المتناقصة. لم تتمكن الحكومة من التدخل بشكل مؤثر، ولهذا سلح الناس أنفسهم. قافلة من الف جمل تساوي أكثر من مليون دولار وهي قائمة على اخفافها: فقط أكثر مالكي القطعان سذاجة هم الذين لن يسلحوا رعاتهم بالبنادق الآلية. وقد سلح القرويين أنفسهم في المقابل. كانت هناك محاولة لعقد مؤتمرا للصلح في 1989، ولكن توصياته لم توضع موضع التنفيذ أبدا.

    وفي عام 1989 أيضا اسقط الإسلاميون حكومة الصادق المهدي في الخرطوم. (كسب الصادق المهدي الانتخابات في 1986، بعد خلع النميري بعام). رأس الدولة وقتها أصبح هو الجندي القح الأبطش، عمر البشير، الذي حكم بواسطة تحالف غير مريح مع حسن الترابي، القائد ذو الشعبية الطاغية للحزب الإسلامي في البلاد. حاولت حكومة دارفور، والإسلاميون في الحكم، أن تستعيض عن الندرة بالعقوبات الوحشية المغلظة لتنزل بالخارجين على القانون ووزعتها هنا وهناك: الإعدامات والعرض العلني لجثث من قاموا بعمليات السطو المسلح، وقطع أيادي اللصوص. في 1994، أعادت الحكومة مجلس الإدارة الطبيعية القديم ووزعت المناطق على كبار رؤساء العشائر. بدون تمويل لتوفير الخدمات، وسلطة مجددة بشكل مفاجئ لتوزيع الأرض (التي أصبحت شحيحة)، وعملاء دوليين مسلحين ذاتيا في كل مكان، كان ذلك ميثاقا من اجل تطهير عرقي على مستوى محلي. بعد هذا الإصلاح الإداري مباشرة، كانت هناك جولة اخرى من القتل في أقصى غرب دارفور. كثير من أسباب الصراع الحالي، إذا، يعود بأصوله إلى حقوق الأرض وعيوب ونواقص الإدارة المحلية. ولكن الحكومة المركزية، هي الأخرى، متورطة في مصيبة دارفور، بإهمالها وسوء تصرفاتها بالتساوي.

    الجغرافيا ضد دارفور، القريبة من حدود تشاد، التي يقال إنها بعيدة عن البحر بأكثر من أي بلدة اخرى في القارة. هذا الجزء من دارفور، المشهور باسم دار مساليت على اسم الجماعة العرقية الغالبة هناك، ابتلع داخل السودان عام 1922، بمعاهدة بين السلطان والإنجليز. مؤخرا جدا، حفيد السلطان، وقد ترأس بلاطا في قصر قديم متهالك، اعتاد أن يطلق النكات من انه لا يزال يمتلك الحق في الانفصال عن السودان، وهو يعلق على الجدران بشكل حاد خرائط دار مساليت وأفريقيا، ولا يعلق خريطة للسودان.

    ينتهي القطار من الخرطوم عند بلده نيالا في دارفور الجنوبية بعد مسيرة ثلاثة أيام. إنها على الأقل أكثر بيوم من السفر عن طريق السيارة إلى الجنينة، إذا لم يكن الطريق مقطوعا بالأودية التي تصنعها مياة الأمطار التي تسيل من هضبة جبل مرة. الخرطوم تجاهلت دارفور: يتلقى سكانها تعليما اقل، رعاية صحية اقل، مساعدات تنمية اقل، مناصب حكومية اقل من أي منطقة اخرى – حتى الجنوبيين، الذين حملوا السلاح منذ أكثر من 21 عاما ليقاتلوا من اجل حقوقهم، يمتلكون ظروفا أفضل. داخل دارفور، تم تهميش العرب وغير العرب على السواء، والمأساة هي أن قادة هذه الجماعات لم يصنعوا قضية مشتركة في مواجهة لا مبالاة الخرطوم.

    سوء بخت آخر في جغرافية دارفور هو أن حدودها مشتركة مع تشاد وليبيا. في الثمانينات، كان حلم العقيد القذافي هو ’حزام عربي‘ عبر أفريقيا السواحيلية. حجر الزاوية في ذلك كان اغتنام السيطرة على تشاد، بداية من شريط اوزو في شمال البلاد. قاد القذافي مغامرات عسكرية متتالية في تشاد، من 1987 حتى 1989، واستخدمت الفصائل التشادية التي تدعمها ليبيا منطقة دارفور كقاعدة خلفية لها، تزودهم بالمحاصيل والماشية من القرويين المحليين. على الأقل في احد المرات، تسبب ذلك في اعتداء القوات التشادية الفرنسية المشتركة على أراضيهم أثناء مطاردتهم لهذه الفصائل. كثير من الأسلحة في دارفور جاءت من هذه الفصائل. كانت صيغة القذافي في هذه الحرب صيغة توسعية: كان القذافي يجمع العرب السواحليين والطوارق الساخطين، ويسلحهم، ويحولهم إلى كتائب إسلامية تخدم كرأس حربة لهجومه. من بين هذه الكتائب كان العرب من غرب السودان، الكثير منهم من أتباع طائفة الأنصار المهدية، الذين اجبروا على الحياة في المنفى إبان حكم النميري عام 1970. تلقى الليبيون هزيمة موجعة من قوة تشادية عسكرية حصيفة في قاضي دوم عام 1988، وتخلى القذافي عن أحلامه الوحدوية. وبدأ القذافي في خلع العباءة الإسلامية، ولكن أعضاء الكتائب التي كونها، المسلحين والمدربين – والأكثر أهمية من كل ذلك – الذين تتملكهم نزعة عنصرية للتفوق العربي، لم يختفوا. فترة الفيالق الإسلامية عاشت في دارفور: قادة الجنجويد هم من بين هؤلاء الذين يقال عنهم انهم تلقوا تدريبهم في ليبيا.

    عندما تمت الإطاحة بنميري، كنا قد وصلنا إلى أواسط الثمانينات، وبدأ الأنصار العودة إلى ديارهم من المنفى. بعد أسابيع قليلة من مقابلتي للشيخ هلال، ذهبت ابحث عن أبنائه، الذين يقومون برعي أبلهم في الصحراء. سافرنا إلى الشمال، ورأينا مسارات مركبات عسكرية تعبر الصحراء متجهة جنوبا. في 1987، العائدون من ليبيا تصدروا عملية تكوين الكتلة السياسية المعروفة باسم التحالف العربي. على احد المستويات، كان التحالف ببساطة هو حلف سياسي يستهدف حماية مصالح الجماعة المغبونة في غرب السودان، ولكن التحالف أيضا أصبح مطية لايدولوجيا عنصرية جديدة. الألقاب العنصرية التي لا تحمل مغزى سياسي له وزنه من الزمن القديم بدأت في اتخاذ أبعاد منذرة بالخطر في دارفور. اكتسب التحالف أيضا حيوية باتفاق حركته مع الإيديولوجية السائدة للدولة السودانية، النزعة العربية المختلفة جدا لوادي النيل. أصبحت الحرب في دارفور في نهايات الثمانينات أكثر من مجرد منازعات على الأرض: كانت هي الخطوة الأولى في بناء أيديولوجية عربية جديدة في السودان.

    من الصعب أن تعثر على روايات للأنباء عن الحرب الحالية في دارفور لا تصفها بأنها حرب’العرب‘ ضد ’الأفارقة‘. مثل هذا الوصف قد لا يكون قابلا للفهم منذ عشرون عاما، عندما كانت المفاهيم الدارفورية عن العرقية والمواطنة ما زالت في حدود القوالب الموروثة من سلطنة دار الفور وسلاسل دول السودان التي تمتد غربا حتى ساحل الأطلنطي. المسار المهني القصير ولكن المأساوي لأحد سياسيي الفور، داوود بولاد، يصور لنا المسار الذي اتخذت فيه مصطلحات العرب والأفارقة مثل هذا المنعطف.

    كان بولاد واحدا من الزعماء الإسلاميين الشباب من هذا الجيل، ولكنه هجر الإسلام السياسي بعد أن ترك جامعة الخرطوم والتحق بالجيش الشعبي لتحرير السودان، بزعامة جون جارانج. لا يوجد ما هو أكثر بعدا عن المذاهب الإسلامية التي اعتنقها بولاد سابقا – ولا ما هو أكثر تناقضا معها – من الأيديولوجية التي يتبعها الجيش الشعبي لتحرير السودان (SPLA). برغم أن جارانج جنوبي والعديد في حركته يلحون في طلب دولة انفصالية لجنوب السودان، فهو نفسه غير انفصالي ولا يطالب بالانفصال. انه يؤمن بان غير العرب في السودان – تحالف من الجنوبيين والجماعات المهمشة في الشمال السوداني، مثل الفور – يشكلون أغلبية عددية ويجب أن تكون لهم السيادة على سودان علماني تعددي وموحد.

    لذلك قام جارانج بالتجنيد من المجتمعات الغير عربية المستغلة التي تعيش على الأطراف في شمال السودان، مثل النوبة، وسلسلة الشعوب القاطنة على ضفاف وادي النيل الأزرق القريبة من إثيوبيا. في 1992، شنت الحكومة السودانية أوسع هجوم قامت به، مستهدفة إخلاء منطقة النوبة بالكامل تحت رايات الجهاد. ولكن هذا الهجوم مني بالفشل واليوم حققت منطقة النوبة قدرا من الاستقلال الذاتي المتواضع داخل الإطار الأوسع لصفقة السلام التي تم توقيعها في كينيا في مايو الماضي.

    بولاد وشبكة تحت الأرض من النشطاء المحليين كانوا مدخل جارانج في دارفور. أرسل جارانج، كما صنع في النوبة والنيل الأزرق، قوة صغيرة كحملة داخل دارفور في 1991، مستهدفا بها بدء انتفاضة هناك. كانت كارثة. اضطر بولاد وقواته عبور مسافة شاسعة في فصل الجفاف. المياه الوحيدة المتاحة كانت موجودة في آبار عميقة، داخل القرى ومحاطة بحراسة شديدة. أكثر من ذلك، كانت جماعات العرب البدو من رعاة الأبقار يحتلون المنطقة، وكانوا معادين بشراسة للجيش الشعبي لتحرير السودان. اقتفت الحكومة سريعا آثار قوة بولاد واصطادتها، مستخدمة كلا من الجيش النظامي ومليشيا بني حالبة العرب. هربت حفنة من المقاتلين وقطعت المسافة إلى جنوب السودان في شهور، سيرا على الأقدام عبر جمهورية أفريقيا الوسطى.

    وقع بولاد في الأسر وخضع للتحقيق أمام الحاكم، العقيد الطيب إبراهيم، وهو طبيب في الجيش وزعيم إسلامي معروف باسم ’السيخ‘ أي ’القضيب المحمي‘، بسبب مهارته في لحام عيدان الحديد المسلح أثناء التظاهرات الطلابية عندما كانت مهمته هي الحارس الشخصي للزعيم الإسلامي لجامعة الخرطوم– داوود بولاد. لا تروى أي روايات عن قصة اللقاء بين الاثنين. لم يظهر بولاد مرة ثانية للأبد. الأسوأ، هو أن يوميات بولاد وقعت في قبضتهم أيضا. كانت تحوي الأسماء والتفاصيل الخاصة بكل عضو من أعضاء شبكته السرية.

    اختفى الكثيرون داخل السجون و’بيوت الأشباح‘، والآخرون ممن ارتعدوا خوفا من كمية المعلومات التي كانت في حوزة المحققين، استنكروا قضيتهم في مقابل الإفراج عنهم رغم تأكدهم أن كل تحركاتهم بعد ذلك سوف تخضع للمراقبة. جيل كامل من زعماء المعارضة تم سحقه أو تحييده. رغم ذلك، كانت الشكوك في نوايا الجيش الشعبي لتحرير السودان يملأ نفوس الزعماء الراديكاليين في دارفور، لخشيتهم من انه سوف يبتلعهم كاملا، أو انه سوف يستخدمهم من اجل تحقيق أغراضه الخاصة. ولكن حيث استمر جيش التحرير الشعبي مقاوما لكل ما يلقي به الجيش السوداني عليه، ومكتسبا احتراما دوليا عاليا، فإنه قد تعلم أن يوصف نكبتهم بمصطلحات مبسطة أثبتت سحر مفعولها في كسب التعاطف الأجنبي لصالح الجنوب: انهم ضحايا ’أفارقة‘ لنظام ’عربي‘.

    قد تكون اللافتة ’الإفريقية‘ قد لعبت دورا جيدا مع الجمهور الدولي في التسعينات، ولكن سوقها في السودان كان قليلا. احد أسباب ذلك كان هو غلبة الإسلام الراديكالي وجاذبيته لدى العديد من أهالي دارفور – نتيجة لنجاح التجربة السياسية لنظام الخرطوم، التي كان عقلها المخطط هو حسن الترابي. تاريخيا، كان الإسلام السياسي في السودان تحت سيادة النخبة المستعربة التي خرجت من وادي النيل، ذات الروابط القوية بمصر. إسلامهم السياسي كان حركة محافظة، تتميز بالتعريب الذي اعتنقه كل حكام السودان، العسكريين منهم والمدنيين. ولكن الترابي وسع من أجندة الحركة الإسلامية وكيانها المؤسس. على سبيل المثال، أصر الترابي على أن المرأة لديها حقوق في الإسلام، واليوم أكثر من نصف المتخرجين من جامعة الخرطوم هم من النساء. واعترف أيضا بالاختلاف العرقي لإسلام غرب السودان وغرب أفريقيا، وهكذا احتضن التقاليد التي ضرب بها المثل لقصص "جهاد" الفلانية في القرن التاسع عشر، وتقاليد الدارسين من الصوفية المغاربة الجوالين.

    في تأكيده على أن المواطنة تمتد لتشمل كل المسلمين المؤمنين، قدم الترابي حلا ثوريا لأوضاع السودانيين من أصول سودانية غرب افريقية، المعروفين باسم الفلاتة. هذه الفرقة، ملايين عدة من الأشداء، يتكونون من طائفة الهاوسا والفيلانية الذين تمتد جذور أسلافهم إلى نيجيريا، ومالي، والنيجر واستقروا في السودان إما وهم في طريقهم إلى الحج في مكة أو كعمال لمشاريع القطن في الحقبة الاستعمارية. يشتهر الفلاتة بتقواهم. لم يكن معترفا بهم كمواطنين سودانيين حتى انقلاب 1989 الإسلامي؛ كما زاد الترابي أيضا من مكانة مشايخ الفلاتة، مصححا بذلك من عيوب طال مداها وخلق تكتلا انتخابيا لصالحه. في دارفور، أيضا، أقام الشيخ الترابي صلات بالزعماء الدينيين للفور، المساليت والمجموعات الأخرى. سجل الطيب إبراهيم نقاطا لصالحه، كحاكم لإقليم دارفور، بمدح الفور لتقواهم وقد اخذ دروسا في لغة الفور. مفهوم المواطنة المشتركة من خلال العقيدة المشتركة بدا في بعض الوقت انه السبيل للتحرر الوطني لدارفور.

    ولكن الوعد الإسلامي كان مزيفا. في تفاصيله العملية، ما تغير كان قليلا. حفنة قليلة من أهالي دارفور فقط تمت ترقيتهم إلى مناصب عليا في الحزب والإدارة. كانت الحكومة الوطنية عادلة نسبيا في معاملتها لمناطق العرب والغير عرب، ولكن فقط في سياق الإهمال المستمر. الحكومات المحلية لا زالت مفلسة؛ السطو المسلح منتشر؛ الجفاف والتصحر استمرا في إشعال النزاعات المحلية التي لم يستطع حاكم الإقليم، أو لم يقدم على محاولة إيقافها. ولم يمر وقت طويل حتى يكتشف سكان غرب السودان أن نسختهم من الإسلام لم تكن، بعد كل ذلك، مقبولة على حالها: كان ينظر إليهم على انهم مسلمون حقيقيون فقط إذا ما اقروا بالقيم والثقافة العربية.

    في العقد الذي تلا عصيان 1989 المسلح، أصبحت الخلافات بين الرئيس البشير والترابي الزئبقي أكثر وضوحا. كانت طموحات الترابي هي ثورة في كل أفريقيا والشرق الأوسط؛ وتمسك البشير بالنظرة التقليدية للسودان كممتلكات تحتكرها النخبة المستعربة. كان صراعا لا هوادة فيه، حول الأيديولوجية، والسياسة الخارجية، والدستور وفي النهاية حول السلطة نفسها. كسب البشير: في 1999، طرد الترابي من منصبه كمتحدث باسم المجلس الوطني، وفيما بعد تم إلقاء القبض عليه. انقسم التحالف الإسلامي من منتصفه. معظم الإدارة، وكل النخبة الأمنية التي تسيطر على الجيش وكل الأجهزة الأمنية التي تمتلك ميزانيات خارج الميزانية العامة للدولة، ظلت على ولائها للبشير. انحاز الطلبة وخلايا الحزب الإسلامي المحلية إلى المعارضة في صف الترابي، مشكلين حركة الانشقاق باسم المؤتمر الشعبي. من بين أشياء اخرى، أعطى طرد الترابي غطاء للبشير من اجل التقارب الذي يحتاج إلى أن يصنعه مع أمريكا، ومن اجل أن ينخرط بشكل أكثر جدية في عملية السلام مع جيش تحرير السودان الشعبي – العملية التي أدت إلى توقيع اتفاقية السلام في كينيا.

    أحدث انقسام البشير – الترابي تداعياته في دارفور. كثير من أهل دارفور الذين دخلوا الحركة الإسلامية تحت زعامة الترابي قد تركوا الحكومة – وقرروا تنظيم أنفسهم بشكل مستقل. في مايو 2000، أصدروا ’كتابا اسود‘ يشرح بالتفصيل الغبن المنظم لتمثيل المنطقة في الحكومات الوطنية منذ الاستقلال. سبب ذلك الكتاب ضجة في أنحاء البلاد واظهر كيف أنه تم استقطاب السودان الشمالي على أساس خطوط عرقية أكثر منها أسس دينية.

    ’الكتاب الأسود‘، الذي وصف داوود بولاد بالـ ’شهيد‘، كان علامة رمزية على التقارب بين الفصائل الإسلامية والعلمانية الراديكالية في دارفور. من هنا التحالف الأقل احتمالا بين الفصيل الأخير، الذي كان مشغولا في لم شمل جبهة تحرير دارفور (أعيد تسميتها في أوائل 2003 باسم جيش تحرير السودان)، أو حركة العدالة والمساواة ذات الميول الإسلامية (JEM). لم يثير التمرد المسلح دهشة احد. ولكن المراقبين للمشهد السياسي في السودان – بمن فيهم أنا – كانوا معتادين على خمود دارفور للدرجة التي جعلتنا نظن أن المقاتلين كانوا يتظاهرون بشراسة الذئاب عندما تنبأوا بانتفاضة عامة. بشكل واضح، الحكومة السودانية كانت هي الطرف الذي صدمته المفاجأة: كانت افتتاحيات السلام التي قامت الحكومة المركزية بها في الأشهر الأولى قد قامت بها بنصف قلب تماما مثل استعداداتها العسكرية. في ابريل من العام الماضي، هاجم المتمردون مطار الفاشر، ودمروا نصف دستة من الطائرات العسكرية واختطفوا جنرالا من قوة سلاح الطيران. لم يقم الجيش الشعبي لتحرير السودان بعمليات من هذا القبيل خلال عشرين عاما من الصراع. يمتلك المتمردون في دارفور سرعة الحركة، واستخبارات جيدة ودعما شعبيا.

    العمود الأساس المحوري للدولة السودانية، والحاسم بالنسبة للبشير - وهو عصبة سرية من ضباط الأمن الذين كانوا يديرون الحرب في السودان منذ 1983 – ما زالوا في أماكنهم حتى الآن. هذه المجموعة الصغيرة، وهي تواجه تمردا يتجاوز طاقة جيش البلاد المنهك والذي استطالت وتعددت جبهات قتاله، تعرف بالضبط ما الذي ينبغي عليها أن تفعله وكيف. مرات عديدة أثناء الحرب في الجنوب اعتلى هؤلاء موجة ثورة مضادة وامسكوا بدفتها ودفعوا في مقابلها ثمن رخيص – المجاعة والأرض المحروقة هي أسلحتهم المفضلة. في كل مرة، كانوا يبحثون عن ميليشيا محلية، ويزودونها بالمؤن والسلاح، ويعلنون المنطقة ارض عمليات لا تعترف بأي أخلاق. فرسان بني حالبة، الذين استخدموا ضد جيش تحرير السودان الشعبي في 1991، كانوا الأداة الظاهرة للاستخدام في دارفور. بدو الجمال الشماليون، بمن فيهم الفيلق الإسلامي السابق، كانوا أيضا في متناول اليد. يدعي البعض إن أسماءهم – الجنجويد – مشتقة من اسم الـ (G3) وهي البندقية واسم (الجواد)، ولكنه أيضا اسم شائع في غرب السودان يطلق على ’قطاع الطرق‘، أو ’الخارجين على القانون‘. إطلاق يد هذه الميليشيات يمتلك ميزة إضافية لصالح عصبة الأمن السرية وهي أن من المحتمل أن يتسبب ذلك في عرقلة عملية السلام شبه المكتملة مع الجيش الشعبي لتحرير السودان في الجنوب بما يسمح لهم بالاحتفاظ بميزانيات أجهزتهم الأمنية الضخمة؛ كما إنه أيضا يسمح بتوفير حصانة ضد اتهامهم في المستقبل بارتكاب جرائم الحرب.

    الفظائع التي ارتكبت بواسطة الجنجويد استهدفت المتحدثين باسم الفور، التانجور والمساليت والزغاوة. هذه الفظائع كانت منظمة ومدعومة؛ أثرها، إن لم يكن الهدف منها، غير متناسب بشكل كبير مع التهديد العسكري الذي يمثله التمرد. الاغتصاب الجماعي ووسم الضحايا بالنار يتحدث عن التدمير المتعمد للمجتمعات. في دارفور، قطع أشجار الفاكهة أو تدمير أخاديد الري هو أسلوب لسحق حقوق الفلاح في أرضه وتدمير أسس المعيشة. ولكن ذلك ليس هو حملات التطهير العرقي لحكومة بلغت قمة هرطقتها الأيديولوجية، كما كانت أثناء الجهاد في 1992 ضد النوبة، وليس التطهير العرقي المتعمد بدم بارد الذي قامت به نفس الحكومة لتأمين ثروات طبيعية، كحقول البترول في الجنوب السوداني من سكانه المشاغبين. إنها القسوة الروتينية لعصابة الأجهزة الأمنية، ذبلت إنسانيتها نتيجة سنين طويلة في الحكم: انه تطهير عرقي بحكم قوة العادة.

    عالم الشيخ هلال، بكل أفلاكه المستقرة وعلاقاته المريحة المتبادلة بين البدوي والفلاح، اختفى، كما كان يخشى. الإملاق الذي لا يلين قد تحول إلى عنف تغذيه حكومة سيئة وعنصرية مستوردة. ما الذي نفعله الآن في وجه المذابح العرقية والمجاعة التي بلغت ذروتها؟ العمل التشريعي – محاكمة موسى هلال ومن كان يرعاه كمجرمي حرب – هو أمر ضروري لا غنى عنه لكبح أي جرائم مثل هذه في المستقبل. ولكن الإدانة ليست حلا. حملات الجنجويد الدموية يجب ألا تحجب حقيقة أن البدو من سكان دارفور الأصليين هم أنفسهم ضحايا تاريخيين.

    اهالي دارفور يواجهون، كما صادفوا مرة اخرى منذ عشرين عاما، الهلاك، والجوع، والأمراض المعدية. التوقعات الكارثية لمجاعة تضرب جموعا هائلة تم التنبؤ بها بعد الجفاف الذي حل عام 1984 – ستحدث وفيات لما يقرب من مليون فرد، كما قالت وكالات الإغاثة، إذا لم تتوفر معونات الطعام. لم يأت الطعام، ومات الكثير – حوالي مائة الف – ولكن المجتمع الدارفوري لم ينهار بسبب مهارات البقاء الهائلة التي يتحلى بها. كان لديهم احتياطي من الطعام، وارتحلوا لمسافات شاسعة للبحث عن الطعام والعمل والصدقة، وفوق كل ذلك، كان يجمعون أنواع الطعام البرية من شجيرات الصحراء. اليوم، احتياطيات الطعام والحيوانات سرقت منهم، وما فائدة القدرة على انك تستطيع أن تجمع خمسة أنواع مختلفة من الحشائش البرية، واحد عشر نوعا من فصيلة التوت البري، والجذور المدفونة والأوراق الخضراء، ما دامت الحركة خارج المعسكر تعني المخاطرة بأن تتعرض للاغتصاب، أو بتر الأعضاء، أو الموت؟ يجب أن نأخذ الحقيقة القائلة بتوقع وفاة ما يقرب من 300 الف في اعتبارنا بشكل جدي.

    يدور الكلام عن مجهودات إغاثة ضخمة. ولكن المسافات الشاسعة التي نتحدث عنها تعني أن معونات الأطعمة سوف تكون مكلفة ومن غير المرجح إنها ستكون كافية. من المغري أن تتحدث عن إرسال الجيش البريطاني ليشرف على عملية الإمداد بالطعام، ولكن ذلك الأمر يحمل دلالات رمزية فقط: يستطيع المتعهدون من الشركات الخاصة المدنية القيام بمهمة التوصيل الجوي لمواد الإغاثة بشكل اقل كلفة، لتوزيعها بشكل أكثر كفاءة بواسطة هيئات الإغاثة. المساحات التي تسيطر عليها قوات جيش تحرير السودان وحركة العدالة والمساواة تضم مئات الآلاف من المدنيين الذين لا يتلقون أي مساعدات من احد. فور ما يعود أي مصور صحفي جسور من هناك بلقطات فوتوغرافية عن هذه المجاعة المخفية، سوف تنطلق الصيحات من اجل إغاثتهم عبر خطوط الصراع الأمامية. لا يوجد سببا لانتظار خروج هذه الصور قبل أن نتدخل، برغم أن من الواضح إن بعثات الإغاثة التي سوف تتولى توصيل مواد الإغاثة عبر خطوط التماس يجب أن تتحرك في ظل حراسة مسلحة.

    اكبر معونة سوف تكون هي السلام. نظريا، هناك وقف لإطلاق النار؛ عمليا، الحكومة والجنجويد يتجاهلانه، والمتمردون يردون بالمثل. تنكر الحكومة أنها أنشأت، وسلحت ووجهت الجنجويد. لقد قامت بذلك، ولكن الوحش الذي ساعدت الخرطوم على خلقه ربما لا يخضع دائما لتوجيهاتها: عدم الثقة في العاصمة يسري في أعماق أهالي دارفور كلهم، وقيادات الجنجويد تعرف انه ليس في استطاعة احد نزع سلاحها بالقوة. عندما قطع الرئيس البشير على نفسه وعدا لكوفي انان وكولن باول بأنه سوف يجرد الميليشيات من سلاحها، كان يقطع وعدا هو يعرف انه لا يستطيع أن يوفي به. أحسن طريقة، وربما الطريقة الوحيدة، لنزع السلاح هي تلك التي استعملها البريطانيون منذ خمسة وسبعين عاما: تأسيس إدارة محلية فاعلة، تنظيم لوائح ملكية السلاح، والعزل التدريجي للخارجين عن القانون وقطاع الطرق الذين يرفضون التكيف مع الأوضاع الجديدة. لقد استنفذت من البريطانيين عقدا من الزمان لتحقيق ذلك، واليوم لن يحتاج الأمر فترة اقصر بأي حال من الأحوال. ليس فقط لأن كميات السلاح الموجودة هي الآن أكثر، ولكن لان الاستقطابات السياسية أكثر حدة.

    وحدات من 60 مراقب لوقف إطلاق النار من الاتحاد الإفريقي موجودون الآن في دارفور مع أعداد أكثر قليلا من القوات الإفريقية توفر الأمن لهم. ولهذا الحد لا احد يوفر الأمن لجمهور دارفور المدني الذي يحيا في ظل الأهوال. إذا كانت هناك قوات من خارج أفريقيا سوف ترسل، يجب أن تكون تلك هي مهمتهم. لو كانت الاستخبارات المحلية جيدة، والعملية السياسية قريبة المنال، سوف تكون المخاطر اقل. ولكن إعادة تأسيس دارفور سوف تكون بطيئة، ومعقدة وعالية التكاليف. فهم ما تمت خسارته قد يكون نقطة لبداية جيدة.


    --------------------------------------------------------------------------------

    الكس دا وال هو مدير منظمة عدالة أفريقيا ومؤلف كتاب الإسلامية وأعداءها في القرن الإفريقي. سوف تظهر قريبا من دار نشر أكسفورد طبعة منقحة من كتابه المجاعة التي تقتل: دارفور، السودان 1984-85.


    ZNet - من نحن - انصم الينا - فهرس المصادر - الاصدارات - التقارير - زى نت العربية

                  

01-07-2005, 05:20 PM

Mohamed Suleiman
<aMohamed Suleiman
تاريخ التسجيل: 11-28-2004
مجموع المشاركات: 20453

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: دارفور: ثورة مضادة بثمن رخيص /الكس دا وال (Re: ابنوس)

    الأخ ابنوس
    التحية
    أليس من الغريب أن يفهم اجنبي عابر جوهر مشكلة دارفور بينما يختزلهاالكثيرون
    (عمدا أو جهلا) في صراعات قبلية حبا في الأحتراب؟!!


    هذه هي كانت أحوال قبائل دارفور في تعاملها قبل ظهور الدجالون:

    Quote: احمد دريج، حاكم سابق لإقليم دارفور و، منذ ذلك الوقت، معارض سياسي قديم، يتذكر كيف أن أبيه، إبراهيم، شارتاي من الفور، (شارتاي هي كلمة اخرى تعني كبير لرؤساء العشائر)، كان يستضيف عائلات الشيخ هلال وإبلهم كل موسم في قريته، كارجولا، في المنحدر الجنوبي لجبل مرة. كان الشارتاي إبراهيم يذبح ثورا في استقبال الجلول، الذين كانوا يرعون جمالهم في الحقول بعد حصادها، مسببين بذلك استعادة خصوبة الأرض، بالإضافة إلى مساعدة القرويين على نقل محاصيلهم إلى الأسواق. عند الرحيل، كان الشيخ هلال يقدم جملين من جماله هدية لمضيفه.


    و بدأ التهميش المتعمد و برنامج الأفقار المنظم:

    Quote: بعد استقلال السودان في 1956، حاولت الحكومات المتعاقبة إرساء خدمات محلية مثل الشرطة والمدارس والعيادات الطبية. تم إلغاء مناصب النظار والمشايخ رسميا وتم إنشاء "المجالس الشعبية‘ بدلا منها لتقوم بنفس الوظيفة. ولكن الخرطوم لم تقم بتسليمهم الأموال اللازمة للتمويل أبدا، ونحو أوائل الثمانينات، كانت الحكومات المحلية قد أفلست تماما.


    لتؤدي الي النتيجة الحتمية:

    Quote: انفجرت سلسلة من الصراعات المحلية في دارفور في ظل الجفاف والمجاعة في 1984 – 1985. في العموم، نشبت جماعات الرعاة أظافرها في القرويين فيما أصبح صراعا مرا من اجل الموارد المتناقصة.


    و أطل التنين برؤوسه:
    Quote: وفي عام 1989 أيضا اسقط الإسلاميون حكومة الصادق المهدي في الخرطوم. (كسب الصادق المهدي الانتخابات في 1986، بعد خلع النميري بعام). رأس الدولة وقتها أصبح هو الجندي القح الأبطش، عمر البشير، الذي حكم بواسطة تحالف غير مريح مع حسن الترابي، القائد ذو الشعبية الطاغية للحزب الإسلامي في البلاد. حاولت حكومة دارفور، والإسلاميون في الحكم، أن تستعيض عن الندرة بالعقوبات الوحشية المغلظة لتنزل بالخارجين على القانون ووزعتها هنا وهناك: الإعدامات والعرض العلني لجثث من قاموا بعمليات السطو المسلح، وقطع أيادي اللصوص. في 1994، أعادت الحكومة مجلس الإدارة الطبيعية القديم ووزعت المناطق على كبار رؤساء العشائر. بدون تمويل لتوفير الخدمات، وسلطة مجددة بشكل مفاجئ لتوزيع الأرض (التي أصبحت شحيحة)، وعملاء دوليين مسلحين ذاتيا في كل مكان، كان ذلك ميثاقا من اجل تطهير عرقي على مستوى محلي.


    و يا لسخرية القدر:

    Quote: وقع بولاد في الأسر وخضع للتحقيق أمام الحاكم، العقيد الطيب إبراهيم، وهو طبيب في الجيش وزعيم إسلامي معروف باسم ’السيخ‘ أي ’القضيب المحمي‘، بسبب مهارته في لحام عيدان الحديد المسلح أثناء التظاهرات الطلابية عندما كانت مهمته هي الحارس الشخصي للزعيم الإسلامي لجامعة الخرطوم– داوود بولاد.


    و الحقيقة السافرة تبين لكل ذي عقل حتي و لو غريبا في البلاد:

    Quote: تاريخيا، كان الإسلام السياسي في السودان تحت سيادة النخبة المستعربة التي خرجت من وادي النيل، ذات الروابط القوية بمصر. إسلامهم السياسي كان حركة محافظة، تتميز بالتعريب الذي اعتنقه كل حكام السودان، العسكريين منهم والمدنيين.


    و لكن ماذا تتوقع من الدجالين الذين ادمنوا الكذب لحد الوقاحة:

    Quote: ولكن الوعد الإسلامي كان مزيفا. في تفاصيله العملية، ما تغير كان قليلا. حفنة قليلة من أهالي دارفور فقط تمت ترقيتهم إلى مناصب عليا في الحزب والإدارة. كانت الحكومة الوطنية عادلة نسبيا في معاملتها لمناطق العرب والغير عرب، ولكن فقط في سياق الإهمال المستمر. الحكومات المحلية لا زالت مفلسة؛ السطو المسلح منتشر؛ الجفاف والتصحر استمرا في إشعال النزاعات المحلية التي لم يستطع حاكم الإقليم، أو لم يقدم على محاولة إيقافها. ولم يمر وقت طويل حتى يكتشف سكان غرب السودان أن نسختهم من الإسلام لم تكن، بعد كل ذلك، مقبولة على حالها: كان ينظر إليهم على انهم مسلمون حقيقيون فقط إذا ما اقروا بالقيم والثقافة العربية.


    و تحول التنين (كما في الأفلام الهابطة) الي شيطان برأس قبيح و عدة اذرع أخطبوطية:

    Quote: في 1999، طرد الترابي من منصبه كمتحدث باسم المجلس الوطني، وفيما بعد تم إلقاء القبض عليه. انقسم التحالف الإسلامي من منتصفه. معظم الإدارة، وكل النخبة الأمنية التي تسيطر على الجيش وكل الأجهزة الأمنية التي تمتلك ميزانيات خارج الميزانية العامة للدولة، ظلت على ولائها للبشير.


    الشماليون و الحكومة يعرفون بالضبط مدي الظلم الذي أحاق بدارفور - لقد اخطروا كتابة:

    Quote: في مايو 2000، أصدروا ’كتابا اسود‘ يشرح بالتفصيل الغبن المنظم لتمثيل المنطقة في الحكومات الوطنية منذ الاستقلال. سبب ذلك الكتاب ضجة في أنحاء البلاد واظهر كيف أنه تم استقطاب السودان الشمالي على أساس خطوط عرقية أكثر منها أسس دينية.


    و كالعادة تجاهلوا تظلمات اهل دارفور. لا تتوقع من الظالم الا مزيدا من الظلم. و بالذات هذه العصابة المتسلطة. وكان لابد من مخاطبتهم باللغة التي يفهمونها جيدا:

    Quote: ’الكتاب الأسود‘، الذي وصف داوود بولاد بالـ ’شهيد‘، كان علامة رمزية على التقارب بين الفصائل الإسلامية والعلمانية الراديكالية في دارفور. من هنا التحالف الأقل احتمالا بين الفصيل الأخير، الذي كان مشغولا في لم شمل جبهة تحرير دارفور (أعيد تسميتها في أوائل 2003 باسم جيش تحرير السودان)، أو حركة العدالة والمساواة ذات الميول الإسلامية (JEM). لم يثير التمرد المسلح دهشة احد. ولكن المراقبين للمشهد السياسي في السودان – بمن فيهم أنا – كانوا معتادين على خمود دارفور للدرجة التي جعلتنا نظن أن المقاتلين كانوا يتظاهرون بشراسة الذئاب عندما تنبأوا بانتفاضة عامة. بشكل واضح، الحكومة السودانية كانت هي الطرف الذي صدمته المفاجأة: كانت افتتاحيات السلام التي قامت الحكومة المركزية بها في الأشهر الأولى قد قامت بها بنصف قلب تماما مثل استعداداتها العسكرية. في ابريل من العام الماضي، هاجم المتمردون مطار الفاشر، ودمروا نصف دستة من الطائرات العسكرية واختطفوا جنرالا من قوة سلاح الطيران. لم يقم الجيش الشعبي لتحرير السودان بعمليات من هذا القبيل خلال عشرين عاما من الصراع. يمتلك المتمردون في دارفور سرعة الحركة، واستخبارات جيدة ودعما شعبيا.


    و أمام هذه الضربات المهينة و المذلة, لجأ المجرمون الجبناء الي أرخص و ابشع الوسائل لأسترجاع ما فقدوا من هيبة(والتي ستفقدهم كل الهيبة و اي احترام) وهذا ما فعله القتلة:

    Quote: العمود الأساس المحوري للدولة السودانية، والحاسم بالنسبة للبشير - وهو عصبة سرية من ضباط الأمن الذين كانوا يديرون الحرب في السودان منذ 1983 – ما زالوا في أماكنهم حتى الآن. هذه المجموعة الصغيرة، وهي تواجه تمردا يتجاوز طاقة جيش البلاد المنهك والذي استطالت وتعددت جبهات قتاله، تعرف بالضبط ما الذي ينبغي عليها أن تفعله وكيف. مرات عديدة أثناء الحرب في الجنوب اعتلى هؤلاء موجة ثورة مضادة وامسكوا بدفتها ودفعوا في مقابلها ثمن رخيص – المجاعة والأرض المحروقة هي أسلحتهم المفضلة. في كل مرة، كانوا يبحثون عن ميليشيا محلية، ويزودونها بالمؤن والسلاح، ويعلنون المنطقة ارض عمليات لا تعترف بأي أخلاق. فرسان بني حالبة، الذين استخدموا ضد جيش تحرير السودان الشعبي في 1991، كانوا الأداة الظاهرة للاستخدام في دارفور. بدو الجمال الشماليون، بمن فيهم الفيلق الإسلامي السابق، كانوا أيضا في متناول اليد. يدعي البعض إن أسماءهم – الجنجويد – مشتقة من اسم الـ (G3) وهي البندقية واسم (الجواد)، ولكنه أيضا اسم شائع في غرب السودان يطلق على ’قطاع الطرق‘، أو ’الخارجين على القانون‘. إطلاق يد هذه الميليشيات يمتلك ميزة إضافية لصالح عصبة الأمن السرية وهي أن من المحتمل أن يتسبب ذلك في عرقلة عملية السلام شبه المكتملة مع الجيش الشعبي لتحرير السودان في الجنوب بما يسمح لهم بالاحتفاظ بميزانيات أجهزتهم الأمنية الضخمة؛ كما إنه أيضا يسمح بتوفير حصانة ضد اتهامهم في المستقبل بارتكاب جرائم الحرب.


    و بدأت معالم أسوأ كارثة انسانية تتضح للعالم:

    Quote: الفظائع التي ارتكبت بواسطة الجنجويد استهدفت المتحدثين باسم الفور، التانجور والمساليت والزغاوة. هذه الفظائع كانت منظمة ومدعومة؛ أثرها، إن لم يكن الهدف منها، غير متناسب بشكل كبير مع التهديد العسكري الذي يمثله التمرد. الاغتصاب الجماعي ووسم الضحايا بالنار يتحدث عن التدمير المتعمد للمجتمعات. في دارفور، قطع أشجار الفاكهة أو تدمير أخاديد الري هو أسلوب لسحق حقوق الفلاح في أرضه وتدمير أسس المعيشة. ولكن ذلك ليس هو حملات التطهير العرقي لحكومة بلغت قمة هرطقتها الأيديولوجية، كما كانت أثناء الجهاد في 1992 ضد النوبة، وليس التطهير العرقي المتعمد بدم بارد الذي قامت به نفس الحكومة لتأمين ثروات طبيعية، كحقول البترول في الجنوب السوداني من سكانه المشاغبين.


    و كان جرما فظيعا فاق الوصف ولكن يمكن تلخيصه في:

    Quote: إنها القسوة الروتينية لعصابة الأجهزة الأمنية، ذبلت إنسانيتها نتيجة سنين طويلة في الحكم: انه تطهير عرقي بحكم قوة العادة.



    نحن نعرف المجرمون الحقيقيون. نخبة الشمال الحاكمة الذين جعلوا كل دارفور و قبائلها ضحايا لا أنسانيتهم:

    Quote: حملات الجنجويد الدموية يجب ألا تحجب حقيقة أن البدو من سكان دارفور الأصليين هم أنفسهم ضحايا تاريخيين.

                  

01-07-2005, 08:39 PM

Abdel Aati
<aAbdel Aati
تاريخ التسجيل: 06-13-2002
مجموع المشاركات: 33072

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: دارفور: ثورة مضادة بثمن رخيص /الكس دا وال (Re: Mohamed Suleiman)

    الاخ عزت

    مقال ممتاز رغم ضعف الترجمة احيانا؛
    اتمني ان اعود بصورة اوسع .



    عادل
                  

01-08-2005, 01:42 AM

Mohamed Adam
<aMohamed Adam
تاريخ التسجيل: 01-21-2004
مجموع المشاركات: 5450

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: دارفور: ثورة مضادة بثمن رخيص /الكس دا وال (Re: Abdel Aati)

    up

    (عدل بواسطة Mohamed Adam on 01-08-2005, 01:43 AM)

                  

01-08-2005, 01:47 AM

ابنوس
<aابنوس
تاريخ التسجيل: 04-19-2003
مجموع المشاركات: 1790

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: دارفور: ثورة مضادة بثمن رخيص /الكس دا وال (Re: Mohamed Adam)

    الاخ العزيز محمد سليمان
    شكرا للقراءة لهذا المقال وبصورة حصيفة وانا مثلك لقد ادهشتني رؤية هذا الآخر لنا وقراءته لتاريخنا ، وهذا التشريح للمشكلة و هذا الاجنبي العابر لا يعرف حقيقة دارفور القديمة كما نعرفها انا وانت ولا يعرف ما بيننا من تصاهر ومن علاقات الخوة المربوطة بالقسم الغليظ ولا يعرف كيف كان اهل دارفور يلتقون في اكثر من علاقة .... السؤال الذي يؤرقني دائما وبعد ادراكنا لحقيقة الصراع ترى هل نحن ابناء دارفور لسنا مسؤولين عن جزء من المأساة وماذا نحن فاعلون لمواجهة الحقيقة البائنه التي لم يعد يخفيها النظام ، وماذا بيدنا لنفعل غير وحدة تضم كافة الذين ادركوا المخطط المعلن لضرب وحدة دارفور وللأبد ؟؟؟؟ اعتقد ان لا حل غير اعادة النظر في مواقفنا وعزل كل الذين اجرموا في حق شعب دارفور والعمل تحت سقف واحد لنزع اهلنا بكل اثنياتهم من براثن سلطة ادمنت القتل والتلاعب بمصائر شعبها .. هذه مسؤوليتي ومسؤوليتك ومسؤلية الجميع .
    تقطة اخرى : انا لدي تحفظ في صيغة الشماليين على عمومها التي نظلقها على سلطة المركز ، اعتقد ان فيها الكثير من الظلم لبعض ابناء الشمال الذين ساندوا ويساندوا قضيتنا بشكل واضح ، اننا يجب ان نفرق بين الشمال وبين ابناء الشمال الذين هم في السلطة فحتى الشمالية اليوم هي تعاني من هذه العصابة وامامك حركة المهجرين وغيرها ، نعم ان مواجهة السلطة لقضية دارفور اختلفت عن مواجهتها لحركة المهجرين مما يعني اختلاف النظرة للأنسان الشمالي والانسان الدارفوري فلم نرى حشود ولا طائرات ضربت منطقة المناصير لأن ابنائهم حملوا السلاح كما حدث في الطينة وفي كرنوية وديسا من حرق كامل لقرى الذين شاركوا في العمل المسلح في دارفور ولم نرى تجييش لقبائل من الشمالية لمحاربة المناصير ، مما يزيدني قناعة بأننا علينا مواجهة السلطة بوحدتنا قبل ان نواجهها بالسلاح وعلى الجميع الانتباه لهذا بمن فيهم الجنجويد.
    لك ودي


    الاخ عادل :
    سلام
    وشكرا لمرورك من هنا ، اتفق معك في ان الترجمة فيها ضعف وهذا لأن الذي قام بالترجمة هو مصري ، وكما ترى فهذه قراءة الآخر لمشكلتنا وكذلك ترجمة آخر لا يعرف اسماء المناطق ولا دارفور .. ولم اعثر على النسخة الانجليزية لانزالها مع الترجمة رغم بحثي .. وهذا جهد يشكر عليه احمد ذكي والكس ......
    وبأنتظار عودتك


    الاخ محمد ادم شكرا للرفع والقراءة
                  

01-08-2005, 02:02 AM

Mohamed Adam
<aMohamed Adam
تاريخ التسجيل: 01-21-2004
مجموع المشاركات: 5450

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: دارفور: ثورة مضادة بثمن رخيص /الكس دا وال (Re: ابنوس)

    الفقرة أدناها مقتبسه من مقال "أزمة دار فور بين الحقيقة و الغرض"
    لتاج السر حسن.

    "رغم أن دولة دار فور تعتبر الدولة الإسلامية الأولى في السودان ( السلطان سليمان الأول 1415 - 1476) إلا إنها لم تعمد إلى صهر القبائل داخلها بالقوة أو إلى استعلاء قبيلة الفور على من دونها إنما استبقت عليها كوحدات إدارية و لكنها شجعت التمازج الهادي على ذات نهج الإسلام الذي رفعت لواءه و ذلك بنشر العلوم والثقافة الإسلامية وشجعت التزاوج و الانصهار برفق وهو ما وصفه )طىََُ س. وْكوىٌٌ( في كتابه حرب النهر إن الإسلام و قيمه كان و مازال ينتشر بين السكان السود انتشار الماء في الإسفنج الجاف و الإسلام رغم استبقائه لكيان القبيلة إلا انه استهجن العصبية و حرمها.
    ومن هذا السرد التاريخي الكثيف للنزاعات الكبرى في دار فور يتضح أن القبائل العربية القوية هي التي ساعدت و دعمت سلاطين الفور لقيام دولتهم و استمرارها فلا عجب أن كان زوال الدولة نفسه سببه حماية السلطان إبراهيم لشيوخ الرزيقات ( منذر وعليان) ورفضه تسليمهما للزبير باشا مدير مديرية بحر الغزال الذي كان يطاردهما بتهمة قطع طريق القوافل القادمة من بحر الغزال إلى مصر والخرطوم و نقض الاتفاق المبرم معهم" .
                  

01-08-2005, 05:27 PM

ابنوس
<aابنوس
تاريخ التسجيل: 04-19-2003
مجموع المشاركات: 1790

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: دارفور: ثورة مضادة بثمن رخيص /الكس دا وال (Re: Mohamed Adam)

    الاخ محمد ادم
    شكرا للمداخلة
    هنالك الكثير الذي يمكننا استنباطه من تاريخنا ، واذا رجعنا الى تاريخ السلطنة سنكتشف اننا لدينا نقطة يمكننا البداية منها وعدل هذا الواقع المائل
    لك كل الود
                  

01-08-2005, 05:54 PM

Shao Dorsheed

تاريخ التسجيل: 06-12-2003
مجموع المشاركات: 1083

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: دارفور: ثورة مضادة بثمن رخيص /الكس دا وال (Re: ابنوس)

    Here is the english copy:

    Sudan Studies from the London Review Of Books: Counter-Insurgency on the Ch



    Sudan Studies from the London Review Of Books

    Counter-Insurgency on the Cheap

    Alex de Waal

    Darfurs landscapes have a cruel beauty, and few are more unyielding
    than
    the nomadic encampment of Aamo. It is in a stony wasteland on a plain
    ringed by mountains formed from ancient volcanic cores. A distant sweep
    of pink sand marks the course of a seasonal river, Wadi Kutum. Many
    years ago, I stayed there as a guest of the nazir ('paramount chief')
    of
    a clan of Arab nomads known as the Jalul. With their broad black tents
    pitched on the sand, camels browsing on the thorn trees, and sparse but
    finely worked possessions, they were the stuff of coffee-table
    ethnography books. Today, Aamo lies at the centre of the violence that
    is disfiguring Darfur: tens of thousands are already dead and hundreds
    of thousands have been driven from their homes. The first massacre of
    the conflict took place just a few miles from Aamo, when the Janjawiid
    militia murdered several dozen villagers who had sought safety in the
    town of Kutum.

    I met the elderly nazir, Sheikh Hilal Musa, in 1985. His tent was hung
    with the paraphernalia of a lifetime's nomadism - water jars, saddles,
    spears, swords, leather bags and an old rifle. He invited me to sit
    opposite him on a fine Persian rug, summoned his retainer to serve
    sweet
    tea on a silver platter, and told me the world was coming to an end. At
    that time, Darfur was gripped by drought and disturbing changes were
    afoot. The Saharan winds were blowing sand onto fertile hillsides, and
    when it rained the water was cutting gullies through the rich alluvial
    soil along the wadi. Worse, the villagers who had always played host to
    camel nomads were now barring their migrations, and stopping them from
    using pastures and wells.

    Hilal rebuked me for not speaking Arabic like an Englishman: all
    colonial officers had been schooled in classical Arabic, not the
    Darfurian Sudanese version I had picked up. He said that the last
    Englishman who had enjoyed his hospitality was Assistant District
    Commissioner Thesiger, who had served in Kutum. Thesiger was famous in
    Darfur chiefly as a crack shot. In those days, only British officers
    were permitted to own rifles with enough power and accuracy to bring
    down a lion. By the time of my visit in 1985, privately owned firearms
    were a rarity. The nazir gave me a giraffe-tail fly whisk when I left.
    More as a result of ecological change than colonial hunting parties,
    lion and giraffe have now vanished from all but the southern fringes of
    Darfur, where the forests stretch into southern Sudan and Central
    African Republic. In the semi-arid plateaux of north Darfur, as the
    savannas fade into desert, we saw only the occasional gazelle.

    Hilal was a commanding figure, even in his eighties, thin, stooped and
    nearly blind. The Sufis - and almost all Darfurians are followers of
    one
    or another Sufi sect, mostly of West African origin - talk of baraka, a
    God-given charisma or blessing. 'Sheikhdom comes from God,' Hilal
    believed. 'The degrees of sheikhdom are man-made.' Rather than the
    formally superior title of nazir, he stuck with the lowlier but more
    meaningful sheikh: he was known across the vastness of Darfur simply as
    Sheikh Hilal. Today the name of his son Musa is known even more widely:
    Musa Hilal is the leader of the Janjawiid; his name is first on the US
    government's list of suspected war criminals.

    Sheikh Hilal was unbendingly proud of his nomadic way of life. He
    insisted that everyone in his tribe possessed camels. 'Look at that
    small boy,' he said, pointing to his grandson. 'Even he owns camels.'
    This was probably true: even in those straitened times, Hilal's family
    was reputed to have several thousand, although the sheikh was too old
    to
    ride a camel and rarely saw them. His herds were three hundred miles to
    the north, pasturing on the sweet grasses of the desert, after the
    rains. His nephew had recently sold 120 camels to provide food for
    hungry kinsmen, and Hilal had loaned many to poor relatives, from a
    herd
    that was shrinking faster than he knew. 'We assist each other. No Jalul
    will ever need to cultivate,' he said.

    But only an hour's walk away, we found an encampment of Jalul who had
    lost their camels and goats during the drought and had settled in an
    attempt to farm. The local villagers, from the Tunjur group (a close
    relation of the Fur, the largest ethnic group in the region), had given
    them only dry, sandy soil, keeping the alluvium next to the wadi for
    themselves. Famous for its sweet dates, Wadi Kutum is among the most
    valuable farmland in north Darfur, and the Tunjur were careful to
    register it long before other farmers realised the importance of legal
    title to land. The Jalul farmers were resentful, scratching at the arid
    uplands in an attempt to grow a few ######### of millet. Their sheikh did
    his best to keep up pretences. In the evening he served a lavish meal
    of
    goat and rice, and gave us directions to where we could find his sons
    and camels. When we finished, having eaten more than enough, he called
    out to his niece: 'Bring the next course!' There was no next course.

    The British conquered Dar Fur ('Land of the Fur') in 1916, defeating
    the
    army of Sultan Ali Dinar, descendant of the 17th-century founder of the
    Fur sultanate, Suleiman Solong, whose long neglected grave lies in the
    mountains a day's drive south of Aamo. Like many of Darfur's key
    political leaders, Solong was of mixed ancestry, the son of an Arab
    father and a Fur mother. Despite talk of 'Arabs' and 'Africans', it is
    rarely possible to tell on the basis of skin colour which group an
    individual Darfurian belongs to. All have lived there for centuries and
    all are Muslims.

    Many maps of Darfur have tribal names scrawled across wide territories,
    implying that some areas are inhabited exclusively by one of the
    region's thirty or more ethnic groups. This can be misleading: there is
    such a long history of internal migration, mixing and intermarriage
    that
    ethnic boundaries are mostly a matter of convenience. Individuals, even
    whole groups, can shed one label and acquire another. When the British
    overran the region, they found it convenient to suppose that paramount
    chiefs had precisely demarcated authority over ethnic groups and
    jurisdiction over the corresponding territory. Darfurians concurred
    with
    this fiction, which helped the British administer Darfur with just a
    handful of colonial officers. The key to making this 'native
    administration' system work was to award a territory, or dar, to each
    group. It wasn't land ownership exactly, but the paramount chiefs were
    allowed to allocate land rights to residents. Until the drought of the
    1980s, there was enough land to provide newcomers, of whatever
    ethnicity, with a plot to farm.

    The nomads were an anomaly in this system. Most of those conventionally
    described as nomads are in fact herders who occupy well-defined areas,
    but there were a few true nomadic groups in Darfur, such as Sheikh
    Hilal's Jalul Rizeigat. They moved vast distances between dry-season
    grazing areas in central and southern Darfur and wet-season pastures on
    the edge of the desert in the north. In the 1970s, the socialist
    government of Jaafar Nimeiri gave the Jalul a 'rural people's council'
    in the form of a village called Fata Borno (where we left the road to
    find Aamo), but this was merely an administrative convenience, a place
    where they could register to vote and send their children to school.
    For
    pasturing their herds, the Jalul relied on mobility, traversing the
    migration routes between the arms of Fur and Tunjur villagers, grazing
    their camels on the hillsides. Sheikh Hilal described what can best be
    thought of as a 'moral geography' of Darfur. It esembled a
    chequerboard,
    with the red squares representing farms, and the white the pastures his
    herds could graze. 'Wherever there is grass and rain, Allah provides
    that that is my home,' he said. Ahmed Diraige, a former governor of
    Darfur and, since then, a long-time opposition politician, recalls how
    his father, Ibrahim, a Fur shartai (shartai is another word for a
    paramount chief), hosted Sheikh Hilal's clan and their camels every
    season in his village, Kargula, on the southern slopes of the mountain
    of Jebel Marra. Shartai Ibrahim would slaughter a bull to welcome the
    Jalul, who would pasture their camels on the harvested fields, thus
    fertilising them, and help the villagers transport their grain to
    market. When he left, Hilal would present two young camels to his host.
    Like many other Darfurian Arabs, Hilal casually used racist epithets,
    such as zurga ('black'), to refer to the Fur and Tunjur farmers. The
    farmers in their turn described the bedouin as savages and pagans. But
    the two communities relied on one another, and their leading families
    intermarried.

    Without a dar, the Jalul and the handful of other nomadic groups relied
    on a socio-geographical order that gave them customary rights to
    migrate
    and pasture their animals in areas dominated by farmers. This worked
    for
    decades, but by the 1980s, drought, desertification and the expansion
    of
    farms were threatening these rights. Sheikh Hilal's moral geography had
    been disturbed: the cosmic order had given way to chaos. But he would
    rather die than change.

    'Native administration' was local government on the cheap. The chiefs
    were paid a pittance, receiving their reward through local despotism.
    After Sudan achieved independence in 1956, successive governments
    attempted to build up local services such as police, schools and
    clinics. The positions of sheikhs and nazirs were formally abolished
    and
    'people's councils' set up to do the same job. But Khartoum never
    delivered the funds and, by the early 1980s, local government was
    bankrupt. If the governor of Darfur wanted to mount a police operation
    against bandits, he had to commandeer vehicles and fuel from two rural
    development projects funded by the World Bank, or from an aid agency.
    If
    he wanted to hold an inter-tribal conference to resolve a dispute, he
    had to ask wealthy citizens to cover the expenses.

    A succession of local conflicts erupted in Darfur in the wake of the
    drought and famine of 1984-85. On the whole, the pastoral groups were
    pitted against the farmers in what had become a bitter struggle for
    diminishing resources. The government couldn't intervene effectively,
    so
    people armed themselves. A herd of a thousand camels represents more
    than a million dollars on the hoof: only the most naive herd-owner
    would
    not buy automatic rifles to arm his herders. The villagers armed
    themselves in response. There was an attempt at a reconciliation
    conference in 1989, but its recommendations were never implemented.

    It was also in 1989 that the Islamists toppled Sadiq al-Mahdi's
    government in Khartoum. (Sadiq had won elections in 1986, the year
    after
    Nimeiri was deposed.) The head of state was now the devout and ruthless
    soldier, Omar al-Bashir, who ruled in uneasy alliance with Hassan
    al-Turabi, the charismatic leader of the country's Islamist party.
    With
    the Islamists in power, the Darfur regional government tried to
    compensate for the rarity with which it caught criminals by the
    savagery
    of the punishments it meted out: execution and public display of the
    corpse for armed robbers, amputation for thieves. In 1994, the
    government brought back the old native administration council and
    allocated territories to chiefs. With no funds to provide services, a
    suddenly renewed authority to distribute land (now becoming scarce) and
    self-armed vigilantes all around, this was a charter for local-level
    ethnic cleansing. Immediately after this administrative reform, there
    was another round of killings in the far west of Darfur. Much of the
    present conflict, then, has its origins in land rights and the
    shortcomings of local dministration. But central government, too, is
    implicated in Darfur's plight, with neglect and manipulation playing
    equal parts.

    Geography is against Darfur. The large town of el Geneina, at the
    westernmost edge of Darfur, close to the border with Chad, is said to
    be
    further from the sea than any other town on the continent. This part of
    Darfur, popularly known as Dar Masalit after the dominant group, was
    only absorbed into Sudan in 1922, by a treaty between the sultan and
    the
    British. Quite recently, the sultan's grandson, holding court in a
    decrepit palace, used to joke that he still had the right to ecede
    from Sudan, and he pointedly hung maps of Dar Masalit and Africa on his
    wall, but not of Sudan.

    The train from Khartoum terminates at Nyala in southern Darfur after a
    three-day journey. It is at least another day's drive to el Geneina, if
    the road is not cut by wadis carrying rainwater from the massif of
    Jebel
    Marra. Khartoum has ignored Darfur: its people have received less
    education, less healthcare, less development assistance and fewer
    government posts than any other region - even the Southerners, who took
    up arms 21 years ago to fight for their rights, had a better deal.
    Within Darfur, Arabs and non-Arabs alike have been marginalised, and it
    is Darfur's tragedy that the leaders of these groups have not made
    common cause in the face of Khartoum's indifference.

    Another geographical misfortune is that Darfur borders Chad and Libya.
    In the 1980s, Colonel Gaddafi dreamed of an 'Arab belt' across Sahelian
    Africa. The keystone was to gain control of Chad, starting with the
    Aouzou strip in the north of the country. He mounted a succession of
    military adventures in Chad, and from 1987 to 1989, Chadian factions
    backed by Libya used Darfur as a rear base, provisioning themselves
    freely from the crops and cattle of local villagers. On at least one
    occasion they provoked a joint Chadian-French armed incursion into
    pursuing them. Many of the guns in Darfur came from those factions.
    Gaddafi's formula for war was expansive: he collected discontented
    Sahelian Arabs and Tuaregs, armed them, and formed them into an Islamic
    Legion that served as the spearhead of his offensives. Among the
    legionnaires were Arabs from western Sudan, many of them followers of
    the Mahdist Ansar sect, who had been forced into exile in 1970 by
    President Nimeiri. The Libyans were defeated by a nimble Chadian force
    at Ouadi Doum in 1988, and Gaddafi abandoned his irredentist dreams. He
    began dismantling the Islamic Legion, but its members, armed,
    trainedand
    - most significant of all - possessed of a virulent Arab supremacism,
    did not vanish. The legacy of the Islamic Legion lives on in Darfur:
    Janjawiid leaders are among those said to have been trained in Libya.

    t was in the mid-1980s, when Nimeiri was overthrown, that the Ansar
    exiles began to return. A few weeks after meeting Sheikh Hilal, I went
    in search of his sons, herding their camels in the desert. As we
    travelled north, we saw the tracks of military vehicles crossing the
    desert heading south. In 1987, returnees from Libya took the lead in
    forming a political bloc known as the Arab Alliance. At one level, the
    Alliance was simply a political coalition that aimed to protect the
    interests of a disadvantaged group in western Sudan, but it also became
    a vehicle for a new racist ideology. The politically insignificant
    racist epithets of earlier times began to take on an alarming tinge in
    Darfur. The Alliance also latched onto the dominant ideology of the
    Sudanese state, the very different Arabism of Nile Valley. The war in
    Darfur at the end of the 1980s was more than a conflict over land: it
    was the first step in constructing a new Arab ideology in Sudan.

    It is hard to find a news account of the present war in Darfur that
    does
    not characterise it as one of 'Arabs' against 'Africans'. Such a
    description would have been incomprehensible twenty years ago, when
    Darfurian conceptions of ethnicity and citizenship were still cast in
    the mould inherited from the Sultanate of Dar Fur and the string of
    comparable Sudanic states that stretched westwards to the Atlantic. The
    short but dramatic political career of one Fur politician, Daud Bolad,
    illustrates the way in which the terms 'African' and 'Arab' took such a
    hold.

    Bolad was one of the leading young Islamists of his generation, but
    abandoned political Islam after leaving KhartoumUniversity and joined
    the Sudan People's Liberation Army, led by John Garang. Nothing could
    be
    further from the Islamist doctrines Bolad had once championed - and
    nothing more inimical to them - than the ideology of the SPLA. Although
    Garang is a Southerner and many in his movement urge a separate state
    for southern Sudan, he is not a separatist himself. He believes that
    the
    non-Arabs in Sudan - an alliance of Southerners and marginalised groups
    in northern Sudan, such as the Fur - form a numerical majority and
    should dominate a secular, pluralist and united Sudan. Garang has
    therefore recruited from exploited non-Arab communities on the fringes
    of northern Sudan, such as the Nuba, and the string of peoples along
    the
    Blue Nile valley close to Ethiopia. In 1992 the Sudan government
    launched its largest ever offensive, aiming to empty the Nuba region
    entirely under the banner of jihad. It failed and today the Nuba have
    achieved modest autonomy within the wider framework of a peace deal
    signed in Kenya in May.

    Bolad and a clandestine network of local activists were Garang's entrée
    in Darfur. As he had done for the Nuba and Blue Nile, he dispatched a
    small expeditionary force into Darfur in 1991, aiming to begin an
    insurrection. It was a disaster. Bolad and his troops had to cross a
    vast distance in the dry season. The only water available was in deep
    boreholes, which were situated in villages and carefully guarded.
    Moreover, the territory was occupied by cattle-herding Arab groups,
    who
    were fiercely hostile to the SPLA. The government quickly traced
    Bolad's
    unit and hunted it down, using both the regular army and a militia of
    Beni Halba Arabs. A handful of fighters escaped and walked for months
    through Central African Republic back to southern Sudan. Bolad was
    captured and interrogated by the governor, Colonel al-Tayeb Ibrahim, a
    military doctor and leading Islamist known as 'Sikha' or the 'Iron
    Rod',
    because of his skill at wielding reinforcing rods during student
    demonstrations when he was bodyguard to the leader of the Khartoum
    University Islamists - Daud Bolad. There is no record of the encounter
    between the two. Bolad was never seen again. Worst of all, his diary
    was
    seized. In it were names and details of every member of his clandestine
    network.

    Many disappeared into prisons and 'ghost houses', others were so
    unnerved by how much was known to their interrogators that they
    renounced their cause and were freed, although they were sure that
    their
    every movement continued to be watched. A generation of opposition
    leaders was annihilated or neutralised. Thereafter, radical Darfurian
    leaders were suspicious of the SPLA, fearing that it would swallow them
    whole, or misuse them for its own purposes. But as the SPLA continued
    to
    resist everything the Sudanese army could throw at it, and gained a
    high
    international standing, they, too, learned to characterise their plight
    in the simplified terms that had proved so effective in winning foreign
    sympathy for the South: they were the 'African' victims of an 'Arab'
    regime.

    The 'African' label may have played well to international audiences in
    the 1990s, but it had little purchase in Sudan. One reason for this was
    the prevalence of radical Islam and its appeal to many Darfurians - the
    result of the success of a political experiment by the regime in
    Khartoum, masterminded by Hassan al-Turabi. Historically, political
    Islam in Sudan was dominated by an Arabised elite originating in
    NileValley, with strong links to Egypt. Theirs was a conservative
    movement, identified with the Arabisation professed by all of Sudan's
    rulers, both military and civilian. But Turabi broadened the agenda and
    constituency of the Islamist movement. For example, he insisted that
    women had rights in Islam, and today more than half of the
    undergraduates at KhartoumUniversity are women. He also recognised the
    authenticity of western Sudanese and West African Islam, thus embracing
    the traditions exemplified by the early 19th-century Fulani jihads and
    the wandering Sufi scholars of the Maghreb.

    In ensuring that citizenship was extended to all devout Muslims, Turabi
    revolutionised the status of the Sudanese of West African origin, know
    as the Fellata. This group, several million strong, consists of ethnic
    Hausa and Fulani whose ancestors were from Nigeria,Mali and Niger and
    settled in Sudan either on their way to Mecca or as labourers for
    colonial-era cotton schemes. The Fellata are famous for their piety.
    Until the Islamist coup of 1989, they were not recognised as Sudanese
    citizens; Turabi also increased the status of the Fellata sheikhs,
    thereby correcting a longstanding anomaly and creating an electoral
    constituency. In Darfur, too, he reached out to the religious leaders
    of
    the Fur, Masalit and other groups. As governor of Darfur, al-Tayeb
    Ibrahim made a point of praising the Fur for their piety and took
    lessons in the Fur language. The concept of common citizenship through
    common faith seemed for a time to be a route to Darfurian national
    emancipation.

    But the Islamist promise was a sham. In practical terms, little
    changed.
    Only a handful of Darfurians were elevated to high positions in the
    party and the administration. The national government was relatively
    even-handed in its treatment of the region's Arabs and non-Arabs, but
    only in the context of continuing neglect. Local government was still
    bankrupt; banditry was still rife; drought and desertification
    continued
    to spark local conflicts that the governor could not, or would not, try
    to stop. And before long Sudan's 'westerners' found that their version
    of Islam was not, after all, accepted on its own terms: they were
    regarded as true Muslims only if they adopted Arab values and culture.

    In the decade following the 1989 putsch, the differences between
    President Bashir and the mercurial Turabi became ever more apparent.
    Turabi had ambitions for revolution throughout Africa and the Middle
    East; Bashir held to the traditional view of Sudan as the possession of
    an Arabised elite. It was a protracted struggle, over ideology, foreign
    policy, the constitution and ultimately power itself. Bashir won: in
    1999 he dismissed Turabi from his post as speaker of the National
    Assembly, and later had him arrested. The Islamist coalition was split
    down the middle. Most of the administration, and all of the security
    elite in control of the military and various off-budget security
    agencies, stayed with Bashir. The students and the regional Islamist
    party cells mostly went into opposition with Turabi, forming the
    breakaway Popular Congress. Among other things, the dismissal of Turabi
    gave Bashir the cover he needed to approach the United States, and to
    engage in a more serious peace process with the SPLA - a process that
    led to the signing of the peace agreement in Kenya.

    The Bashir-Turabi split reverberated in Darfur. Many Darfurians who had
    come into the Islamist movement under Turabi's leadership now left
    government - and decided to organise on their own. In May 2000, they
    produced a 'Black Book' which detailed the region's systematic
    under-representation in national government since independence. It
    caused a stir throughout the country and showed how northern Sudan was
    becoming polarised along racial rather than religious lines.

    In describing Daud Bolad as a 'martyr', the 'Black Book' marked a
    symbolic rapprochement between the Islamists and the secular radicals
    of
    Darfur. Hence the unlikely alliance between the latter group, who were
    busy putting together the Darfur Liberation Front (renamed in early
    2003
    the Sudan Liberation Army, or SLA) and the Islamist-leaning Justice and
    Equality Movement (JEM). The rebellion should have taken no one by
    surprise. But observers of the Sudanese political scene - myself
    included - had become so accustomed to the quiescence of Darfur that we
    thought the militants were crying wolf when they predicted a major
    insurrection. Evidently, the Sudanese government was just as surprised:
    its peace overtures in the early months were as half-hearted as its
    military preparations. In April last year, the rebels attacked el
    Fasher
    airport, destroyed half a dozen military aircraft and kidnapped an
    airforce general. The SPLA had managed nothing of the kind in twenty
    years. The rebels in Darfur had mobility, good intelligence and popular
    support.

    Critically for Bashir, the central pillar of the Sudanese state - a
    cabal of security officers who have been running the wars in Sudan
    since
    1983 - was still in place. Faced with a revolt that outran the capacity
    of the country's tired and overstretched army, this small group knew
    exactly what to do. Several times during the war in the South they had
    mounted counter-insurgency on the cheap - famine and scorched earth
    their weapons of choice. Each time, they sought out a local militia,
    provided it with supplies and armaments, and declared the area of
    operations an ethics-free zone. The Beni Halba fursan, or 'cavalry',
    which had been used against the SPLA in 1991, was an obvious instrument
    to employ in Darfur. The northern camel nomads, including former
    Islamic
    legionnaires, were also on hand. Some claim that their name - the
    Janjawiid - derives from 'G3' (a rifle) and jawad ('horse'), but it is
    also western Sudanese dialect for 'rabble' or 'outlaws'. Unleashing
    militias has the added advantage for the security cabal that it may
    derail the near complete peace process with the SPLA and allow them to
    retain their extra-budgetary security agencies; it also immunises them
    against being charged in the future with committing war crimes.

    The atrocities carried out by the Janjawiid are aimed at speakers of
    Fur, Tunjur, Masalit and Zaghawa. They are systematic and sustained;
    the
    effect, if not the aim, is grossly disproportionate to the military
    threat of the rebellion. The mass rape and branding of victims speaks
    of
    the deliberate destruction of a community. In Darfur, cutting down
    fruit
    trees or destroying irrigation ditches is a way of eradicating farmers'
    claims to the land and ruining livelihoods. But this is not the
    genocidal campaign of a government at the height of its ideological
    hubris, as the 1992 jihad against the Nuba was, or coldly determined to
    secure natural resources, as when it sought to clear the oilfields of
    southern Sudan of their troublesome inhabitants. This is the routine
    cruelty of a security cabal, its humanity withered by years in power:
    it
    is genocide by force of habit.

    Sheikh Hilal's world, with its stable cosmos and its relaxed
    reciprocity
    between farmer and nomad, has disappeared, as he feared it would.
    Unrelenting poverty has been transformed into violence by misgovernment
    and imported racisms. What to do now in the face of genocidal massacre
    and imminent famine? Legal action - trying Musa Hilal and his sponsors
    as war criminals - is essential to deter such crimes in future. But
    condemnation is not a solution. The Janjawiid's murderous campaigns
    must
    not obscure the fact that Darfur's indigenous bedouins are themselves
    historic victims.

    As they did twenty years ago, the people of Darfur face destitution,
    hunger and infectious disease. Apocalyptic predictions of mass
    starvation were made after the 1984 drought - up to a million dead,
    aid
    agencies said, if there wasn't food aid. The food didn't come, and many
    died - around 100,000 - but Darfur society didn't collapse because of
    the formidable survival skills of its people. They had reserves of
    food,
    they travelled huge distances in search of food, work or charity, and
    above all they gathered wild food from the bush. Today, food reserves
    and animals have been stolen, and what use is the ability to gather
    five
    different kinds of wild grasses, 11 varieties of berry, plus roots and
    leaves, if leaving a camp means risking rape, mutilation or death?
    Predictions of up to 300,000 famine deaths must be taken seriously.

    A huge aid effort is grinding into gear. But the distances involved
    mean
    that food relief is expensive and unlikely to be sufficient. It's
    tempting to send in the British army to deliver food, but this would be
    merely symbolic: relief can be flown in more cheaply by civil
    contractors, and distributed more effectively by relief agencies. The
    areas controlled by the SLA and JEM contain hundreds of thousands of
    civilians who are not getting any help. As soon as an intrepid
    cameraman

    returns with pictures of this hidden famine, there will be an outcry,
    and pressure for aid to be delivered across the front lines. There's no
    reason to wait for the pictures before acting, although it's clear that
    cross-line aid convoys will need to carry armed guards.

    The biggest help would be peace. In theory, there's a ceasefire; in
    practice, the government and Janjawiid are ignoring it, and the rebels
    are responding in kind. The government denies that it set up, armed and
    directed the Janjawiid. It did, but the monster that Khartoum helped
    create may not always do its bidding: distrust of the capital runs deep
    among Darfurians, and the Janjawiid leadership knows it cannot be
    disarmed by force. When President Bashir promised Kofi Annan and Colin
    Powell that he would disarm the militia, he was making a promise he
    couldn't keep. The best, and perhaps the only, means of disarmament is
    that employed by the British seventy-five years ago: establish a
    working
    local administration, regulate the ownership of arms, and gradually
    isolate the outlaws and brigands who refuse to conform. It took a
    decade
    then, and it won't be any faster today. Not only are there more weapons
    now, but the political polarities are much sharper.

    A detachment of 60 African Union ceasefire monitors is in Darfur with a
    slightly larger number of African troops providing security for them.
    So
    far no one is providing security for Darfur's terrified civilian
    populace. If troops are to be sent from outside Africa, this should be
    their mission. If the local intelligence is good, and a political
    process is afoot, the hazards should be minimal. But reconstituting
    Darfur will be slow, complicated and expensive. Understanding what has
    been lost may be a good place to start.

    23 July

    Alex de Waal is the director of Justice Africa and the author of
    Islamism and Its Enemies in the Horn. A revised edition of Famine that
    Kills: Darfur,Sudan 1984-85 is due from Oxford.
                  

01-09-2005, 00:36 AM

Muna Khugali
<aMuna Khugali
تاريخ التسجيل: 11-27-2004
مجموع المشاركات: 22503

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: دارفور: ثورة مضادة بثمن رخيص /الكس دا وال (Re: Shao Dorsheed)

    أليس من الغريب أن يفهم اجنبي عابر جوهر مشكلة دارفور بينما يختزلهاالكثيرون
    (عمدا أو جهلا) في صراعات قبلية حبا في الأحتراب؟!!


    ألـيكـس لـيس مجـرد خـواجـة غـريـب...

    عـاش بمـناطق الغـرب ورسـالـة الـدكـتـوراة الـتـي يحـمـلهـا مـنـذ أكـثر مـن 15 عـامـا كـانت عـن غـرب السـودان....

    أليـكـس إفـريـقـي دون أي جـدال....

    وحـبه للسـودان حـب قـديم ترجـمـه فـي نشـاطات مخـتلفـة أكـثرهـا ظـهـورا كـتبه عـن المجـاعـة..السـلطة والـغـذاء..وتقـرير العـدالة الإفـريقـيـة الشـهـري عـن دارفـور..والـكـثير جـدا مـن الكـتابات
    عـرفت أليكـس عـن قـرب مـنذ 1997 وحـضـرنـا مـعا لعـديدمـن الـؤتمـرات
    مـع أعـزاء آخـرين سـآحـدثكـم عـنهـم جـمـيعا فـي وقـت قـريب بإذن الله..
    مـا وددت أن أقـوله أن لـدي أليكـس مـعـرفة عظـيمـة وقـدرة تحليلية عـاليـة عـن السـودان ..
    سـأكـتب لكـم مـرة اخـري عـن أليكـس وكـيف ترجـم حـبه لإفـريقـيا إلـي واقـع ومـن ضـمـنهـا الـزواج...

    مـنـي عـوض خـوجـلـي
                  

01-09-2005, 00:36 AM

Muna Khugali
<aMuna Khugali
تاريخ التسجيل: 11-27-2004
مجموع المشاركات: 22503

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: دارفور: ثورة مضادة بثمن رخيص /الكس دا وال (Re: Shao Dorsheed)

    أليس من الغريب أن يفهم اجنبي عابر جوهر مشكلة دارفور بينما يختزلهاالكثيرون
    (عمدا أو جهلا) في صراعات قبلية حبا في الأحتراب؟!!


    ألـيكـس لـيس مجـرد خـواجـة غـريـب...

    عـاش بمـناطق الغـرب ورسـالـة الـدكـتـوراة الـتـي يحـمـلهـا مـنـذ أكـثر مـن 15 عـامـا كـانت عـن غـرب السـودان....

    أليـكـس إفـريـقـي دون أي جـدال....

    وحـبه للسـودان حـب قـديم ترجـمـه فـي نشـاطات مخـتلفـة أكـثرهـا ظـهـورا كـتبه عـن المجـاعـة..السـلطة والـغـذاء..وتقـرير العـدالة الإفـريقـيـة الشـهـري عـن دارفـور..والـكـثير جـدا مـن الكـتابات
    عـرفت أليكـس عـن قـرب مـنذ 1997 وحـضـرنـا مـعا لعـديدمـن الـؤتمـرات
    مـع أعـزاء آخـرين سـآحـدثكـم عـنهـم جـمـيعا فـي وقـت قـريب بإذن الله..
    مـا وددت أن أقـوله أن لـدي أليكـس مـعـرفة عظـيمـة وقـدرة تحليلية عـاليـة عـن السـودان ..
    سـأكـتب لكـم مـرة اخـري عـن أليكـس وكـيف ترجـم حـبه لإفـريقـيا إلـي واقـع ومـن ضـمـنهـا الـزواج...

    مـنـي عـوض خـوجـلـي
                  

01-09-2005, 08:48 AM

ابنوس
<aابنوس
تاريخ التسجيل: 04-19-2003
مجموع المشاركات: 1790

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: دارفور: ثورة مضادة بثمن رخيص /الكس دا وال (Re: Muna Khugali)

    الاخ محجوب
    شكرا كثيرا لانزالك هذه النسخة الانجليزية وشكرا اكثر لانك عبرت من هنا .

    العزيزة منى خوجلي
    شكرا لهذه الاضاءة عن كاتب هذا الموضوع وبصراحة لم اقرأ له من قبل لكن هذه المقالة تنم عن معرفة عميقة بواقع السودان وتركيبة دارفور وتاريخ الازمة .... ويتمنى احدنا لو ان بالسودان من يكلف نفسه للعيش عاما واحدا في اقاليم السودان لمعرفة طبيعة بلدهم ... اننا شعب يعرف كل شيئ عن العالم الا بلده ..
    شكرا لدخولك وفي انتظار مزيد من كتابات الكس
    لك الود

    (عدل بواسطة ابنوس on 01-09-2005, 03:10 PM)

                  

01-09-2005, 01:27 PM

Mohamed Suleiman
<aMohamed Suleiman
تاريخ التسجيل: 11-28-2004
مجموع المشاركات: 20453

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: دارفور: ثورة مضادة بثمن رخيص /الكس دا وال (Re: ابنوس)

    الأخ ابنوس
    لك التحية

    نعم انه مقال ثر نجح في تشخيص مأساة دارفور.

    أنت كتبت:

    Quote: السؤال الذي يؤرقني دائما وبعد ادراكنا لحقيقة الصراع ترى هل نحن ابناء دارفور لسنا مسؤولين عن جزء من المأساة وماذا نحن فاعلون لمواجهة الحقيقة البائنه التي لم يعد يخفيها النظام ، وماذا بيدنا لنفعل غير وحدة تضم كافة الذين ادركوا المخطط المعلن لضرب وحدة دارفور وللأبد ؟؟؟؟ اعتقد ان لا حل غير اعادة النظر في مواقفنا وعزل كل الذين اجرموا في حق شعب دارفور والعمل تحت سقف واحد لنزع اهلنا بكل اثنياتهم من براثن سلطة ادمنت القتل والتلاعب بمصائر شعبها .. هذه مسؤوليتي ومسؤوليتك ومسؤلية الجميع .


    و أنه سؤال مؤرق لكل حادب علي مصلحة دارفور من أبنائها و بناتها. و أعتقد أن الأغلبية أدركت من هو العدو الحقيقي لدارفور. و الحركات المسلحة قد بدأت تسير في هذا الأتجاه
    (مواجهة نظام الأنقاذ). و أوافقك انها مسؤولية الجميع بدءا بأنفسنا.

    و انت كتبت ايضا:

    Quote: تقطة اخرى : انا لدي تحفظ في صيغة الشماليين على عمومها التي نظلقها على سلطة المركز ، اعتقد ان فيها الكثير من الظلم لبعض ابناء الشمال الذين ساندوا ويساندوا قضيتنا بشكل واضح ، اننا يجب ان نفرق بين الشمال وبين ابناء الشمال الذين هم في السلطة فحتى الشمالية اليوم هي تعاني من هذه العصابة وامامك حركة المهجرين وغيرها ، نعم ان مواجهة السلطة لقضية دارفور اختلفت عن مواجهتها لحركة المهجرين مما يعني اختلاف النظرة للأنسان الشمالي والانسان الدارفوري فلم نرى حشود ولا طائرات ضربت منطقة المناصير لأن ابنائهم حملوا السلاح كما حدث في الطينة وفي كرنوية وديسا من حرق كامل لقرى الذين شاركوا في العمل المسلح في دارفور ولم نرى تجييش لقبائل من الشمالية لمحاربة المناصير ، مما يزيدني قناعة بأننا علينا مواجهة السلطة بوحدتنا قبل ان نواجهها بالسلاح وعلى الجميع الانتباه لهذا بمن فيهم الجنجويد.


    أخ ابنوس الظلم الأجتماعي و علي مر العصور تقوم به اقلية شريرة بأدعاء انهم يحمون حقوق الأغلبية التي ينتمون لها سواء جماعة ذات لون معين أو دين أو عرق أو طبقة او جهة.
    و في سبيل الأحتفاظ بذلك الأمتياز يفعلون كل ما في وسعهم لتكريسه من سن للقوانين أو حرمان الآخرون من التعليم أو ربطها بالمعتقدات أو ممارسة التفرقة الظاهرة و المبطنة.
    المهم المحصلة النهائية ان تكون تلك الفئة هي المسيطرة علي كل أوجه الحياة و للباقون الفتات. و ربما "يرشح" بعض المهمشين خلال النظام الموضوع و لكن بلا تأثير.
    فعندما كان الناس يهاجمون أبارتيد كان يشار اليهم بال "البيض" , و العنصريون في جنوب الولايات المتحدة ب "بيض الجنوب". هل كان كل بيض جنوب افريقيا أشرارا؟ و هل كان كل بيض الجنوب عنصريين؟ بالطبع لا. و لكنهم كانوا كلهم مستفيدين من نظام التفرقة (الأقلية الشريرة و الأغلبية الطيبة). كانوا مستفيدين من البني التحتية و التفضيل الأقتصادي و التدرج الوظيفي و حرية الحركة و التنقل و نهل العلم. و لكن الظلم هو الظلم. و عندما تصاعد الأحتجاج ضاق بعض شرفاء الأغلبية الصامتة من البيض و أستيقظت ضمائرهم لوصفهم جمعا"بالعنصريين". و هذا ما دفع لندون جونسون " رئيس من بيض الجنوب" أن ينهي التفرقة و يصادق علي تشريع يفتح المجال أمام السود في كل المجالات (تعليم وظائف وفي الحكومة). و هذا ايضا ما دفع دي كلارك (آخر رئيس وزراء ابارتيدي) ليكون
    شريكا لمانديلا في وضع حد للتفرقة العنصرية بجنوب أفريقيا.
    ما وددت ان أقوله هو انه و مادام المتحكمون علي امر السودان من الشمالية و الظلم يعم باقي السودان فليستيقظ ضمائر الشرفاء منهم و ليردوا الحقوق الي أهلها.
    و نقطة أخري الشمالية كرقعة جغرافية تفتقر الي الموارد الطبيعية و هذا قدرهم ولكن الشمالية كشعب ليسوا فقراء فهم في وزارة الطاقة و رئاسة الجمهورية و .. كل الحكومات منذ الأستقلال .. هم التجار في بورتسودان و الابيض والفاشر و الجنينة و ..جوبا. هم المصدرون لأغلب منتوجات السودان من البترول للصمغ للحبوب الزيتية.
    و لأنهم المتحكمون في مقدرات البلاد فقد أساءوا استخدام مواردها و أوضح دليل انشاء هذه الخزانات يعيدا عن مناطق الكثافة السكانية و بدون اجراء الدراسات الكافية لجدواها و اقيمت بدون استشارة باقي أهل السودان. و من يدفع قروض تمويلها - محمد أحمد بالطبع.
    لذلك يجب مخاطبة المتهم مباشرة - الشماليون - ولا نخدع أنفسنا بكلمة " حكومة الوسط"
    فهي توازي " قيدت ضد مجهول".

    الأخت مني خوجلي:

    أنه مقال قيم و ما اردت ان ارمي اليه ب " الأجنبي العابر" هو أثبات كذب الذين يجوبون
    الدنيا في كل الأتجاهات لتشويه قضية دارفور و تقليل ما حاق بنا من ظلم لتصوير المسألة كأنها صراع قبائل بدائية علي أحقية السقي أو الكلأ.
                  

01-09-2005, 05:17 PM

Muna Khugali
<aMuna Khugali
تاريخ التسجيل: 11-27-2004
مجموع المشاركات: 22503

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: دارفور: ثورة مضادة بثمن رخيص /الكس دا وال (Re: Mohamed Suleiman)

    نـعـم أخـي محـمـد سـليمـان فـهمـت قـصـدك

    وبـذكـري للعـبارة مـرة اخـري قصـدت أن أؤكـد مـاأذكـره عـن العـزيز أليكـس
    لك الـود والإحـترام

    مـني خـوجـلـي
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de