في مدينة مصوع الأريترية أرض الشهداء والثورة والحرية انعقد مؤتمر التجمع الوطني الديمقراطي الثاني في الفترة من التاسع من شهر سبتمبر وحتى الثالث عشر منه ، تحت شعار ( نحو إنهاء الحرب وبناء السودان الجديد ) ويعد انعقاد المؤتمر الثاني معلماً هاماً وتاريخياً وإضافة نوعية لمسيرة الحركة الوطنية السودانية ، كما أتى تعزيزاً لفرص السلام والحفاظ على وحدة السودان الطوعية على أسس جديدة ، وحظي المؤتمر بمشاركة فاعلة ضمت المناضلين من كل فصائل التجمع الوطني الديمقراطي وجموع من السودانيين المهمومين بقضايا بلادهم ، ووفد رفيع المستوى يمثل قيادات التجمع الوطني الديمقراطي قدم من العاصمة الخرطوم . وقد خاطب جلسته الافتتاحية كل من رئيس التجمع الوطني الديمقراطي السيد محمد عثمان الميرغني ، والدكتور جون قرنق دي مبيور رئيس الحركة الشعبية لتحرير السودان ، والأستاذ الحاج نقدالله ممثلاً لوفد التجمع القادم من العاصمة الخرطوم ، والأستاذ الأمين محمد سعيد ، الأمين العام للجبهة الشعبية للديمقراطية والعدالة بدولة أريتريا . كما حضر الجلسة الافتتاحية كل من السادة سفير جمهورية مصر العربية والقائم بأعمال الجماهيرية الليبية بدولة أريتريا . ثمن المؤتمرون التضحيات الغالية التي قدمها شعبنا طوال الإحدى عشر عاماً الماضية في سبيل تحقيق السلام العادل والديمقراطية . وحيا نضال فئات شعبنا المختلفة ، لاسيما المرأة والشباب . وترحم على أرواح شهدائنا الأبرار الذين سقطوا في كافة معارك وجبهات النضال وفي مقدمتهم الفريق أول فتحي أحمد علي . وتوجه المؤتمر بالتحية لشعب وحكومة دولة أريتريا على استضافتهم للمؤتمر وتضـامنهم التاريـخي ووقفتهم الشـجاعة مع شعـب السودان . كما توجه بالتحية لحكومات وشعوب دولتي المبادرة المصرية الليبية المشتركة ودول الايقاد وشركائها وكافة الهيئات والمنظمات والشعوب ودول العالم التي وقفت وتضامنت مع شعبنا في نضاله الشاق من أجل السلام العادل والحرية والديمقراطية . ومن جانب آخر أشاد المؤتمرون بالإنجازات التي حققتها قيادة التجمع الوطني الديمقراطي في الخمس سنوات الماضية ، وبالحكمة التي مكنتها من إدارة دفة النضال دون تفريط في حق من حقوق شعبنا في العيش الكريم . وتناول المؤتمرون سلسلة طويلة من القضايا المتنوعة والهامة بغرض الوصول لرؤية واضحة حول مهام وواجبات التجمع الوطني الديمقراطي وتعزيزه لانطلاقة جديدة تمكنه من إنهاء الحرب وبناء السودان الجديد ، لا سيما وواقع بلادنا الماثل يؤكد يوماً بعد يوم الحاجة الماسة لتطوير التجمع الوطني الديمقراطي بحسبانه تحالفاً عريضاً للحركة الوطنية السودانية انتظمت فيه كافة تنظيماتها غرباً وشرقاً وجنوباً وشمالاً. وهو وحده القادر على المساهمة الحاسمة لوضع حدٍ للحرب الأهلية على أرضية السلام العادل وإعادة بناء الدولة السودانية على أسس جديدة تفتح الطريق لوحدة طوعية وسلامٍ دائم وديمقراطية حقيقية وتنمية متكاملة . ولهذا تواصى المؤتمرون على ضرورة تطوير صيغة التجمع الوطني الديمقراطي لا لإزالة دولة الحزب الواحد وإقامة دولة الوطن فحسب ، بل إلى إرساء تحالفٍ مرشد وهادي للحياة السياسية السودانية خلال الفترة الانتقالية وما بعدها . كما أكد المؤتمرون التزامهم الكامل بكل مقررات ومواثيق التجمع الوطني الديمقراطي ، وفي مقدمتها مقررات مؤتمر القضايا المصيرية يونيو 1995م . تناول المؤتمرون بالنقاش المسهب والدقيق أربعة قضايا رئيسية هي الملف السياسي ، والفترة الانتقالية ، والهيكلة والأداء ، والشئون الإنسانية . وحول الملف السياسي قيم الاجتماع الوضع السياسي الراهن في بلادنا وآفاق تطوره في المستقبل . كما تداول المؤتمر حول قضية الحل السياسي الشامل المتفاوض عليه ، وفوض هيئة القيادة لمواصلة الخطوات التي قامت بها في هذا الاتجاه ، وأكد الاجتماع أن التجمع الوطني الديمقراطي بحكم تكوينه ورؤاه لا يمكن أن يكون إلا الداعي الأول للسلام العادل ، ولهذا يظل الحل السياسي الشامل هو أفضل الحلول لديه ، وبالرغم من مراوغة النظام وتسويفه فإن المؤتمر الثاني فوض هيئة القيادة للمضي قدماً في البحث عن حلول سياسية شاملة للأزمة الوطنية بما في ذلك اللقاء التمهيدي والمباشر مع نظام الخرطوم ، وفق المرجعيات التي حددتها هيئة القيادة في السابق . وأكد المؤتمر أن خيارات شعبنا المختلفة من انتفاضة شعبية وعمل مسلح وضغوط دبلوماسية تظل قائمة إلى حين الوصول إلى حلٍ سياسي شامل وعادل . كما أكد المؤتمرون التزامهم بالمبادرة المصرية الليبية المشتركة والتنسيق بينها ومبادرة الايقاد ، ورحب المؤتمر بالعرض الذي تقدمت به دولة أريتريا ببذلِ جهدها وتقديم التسهيلات اللازمة لدفع قضية الحل السـياسي الشامل المتفاوض عليه . وقد أجاز المؤتمرون توصيات لجنة الفترة الانتقالية ، وأقروا بأن تكون فلسفة الفترة الانتقالية وجوهرها الانتقال بالسودان إلى رحاب دولة ومؤسسات جديدة تُنهي الحرب الأهلية إلى الأبد ، وتحافظ على وحدة السودان الطوعية . وأوصى المؤتمر بأن تواصل هيئة القيادة تطوير برامج الفترة الانتقالية التفصيلية عبر حوار واسع ومنابر للتدارس حولها ، على أن تفرغ هيئة القيادة من كل ذلك في أمدٍ لا يتجاوز ستة أشهر . كما عالج المؤتمر هياكل التجمع الوطني الديمقراطي القائمة بنظرة نقدية لتجارب الماضي ، وأقر تكوين هيئة قيادة جديدة أوكل لها اختيار المكتب التنفيذي وهيكلته ، ملغياً بذلك الإزدواجية بين هيئة القيادة والجهاز التنفيذي التي أعاقت عمل التجمع في الفترة الماضية . كما ناقش المؤتمر باستفاضة الأوضاع اٌلإنسانية في المناطق المحررة ، والمعاناة التي يكابدها أهلنا في تلك المناطق ، واعتمد التوصيات المقدمة للتسريع بالعمل الإنساني ودعمه . كذلك أكد المؤتمر بأن الانتفاضة تظل سلاح شعبنا المجرب الذي يستوجب دعمه والاستفادة من كل الحقوق التي انتزعتها الحركة الجماهيرية ، والعمل على توسيع هامش الحريات من أجل نهوض وطني شامل ، يحقق أهداف شعبنا في الديمقراطية والسلام العادل . وحيا المؤتمر انتفاضة النساء في اليومين الماضيين في شوارع العاصمة الخرطوم ، وانتفاضة أهل الفاشر في غرب السودان وطليعتها من المعلمين الشجعان . وتوجه المؤتمر بتحية خاصة لقوات التجمع الوطني الديمقراطي في كافة الجبهات شرقاً وغرباً وجنوباً ، وثمن مثابرتها وتضحياتها . كما أكد المؤتمر على ضرورة دعم نضال المرأة السودانية الجسور من أجل حقوقها وإزالة الظلم الذي لحق بها عبر السنوات ، واتفق المؤتمرون على تمثيلها في هيئة قيادة التجمع الوطني الديمقراطي ، وأن تقوم هيئة القيادة بالإشراف على عقد مؤتمر قومي لنساء السودان للوصول إلى برنامج ورؤية موحدة يتبناها التجمع الوطني الديمقراطي لوضع برنامج متفق عليه حول قضايا المرأة السودانية . وقد رحب المؤتمر بالدعوة المقدمة من الحركة الشعبية لتحرير السودان لاستضافة مؤتمر المرأة بالأراضي المحررة بجنوب السودان . كما أجاز المؤتمر المبادئ الموجهة لميثاق مصوع حول السودان الجديد ، وأوصى هيئة القيادة بتطويره إلى آفاقٍ أوسع . كما قيم العمل الدبلوماسي والخارجي والأداء الإعلامي ، ووضع خطط جديدة لدفعه في المستقبل . وفي ختام جلساته جدد المؤتمر ثقته في قيادة مولانا السيد محمد عثمان الميرغني وانتخبه بالاجماع رئيساً للتجمع الوطني الديمقراطي لفترة جديدة ، وأثنى على حكمته في قيادة التجمع الوطني الديمقراطي في السنوات الماضية . كما توجه المؤتمر بتحية حارة لأهل مدينة مصوع وحكومة وقيادة الجبهة الشعبية للديمقراطية والعدالة في إقليم شمال البحر الأحمر على حسن الضيافة وكرم الاستقبال . بسم الله الرحمن الرحيم التجمع الوطني الديمقراطي المؤتمر الثاني مصوع في الفترة من 9 – 12 سبتمبر 2000م القرارات والتوصيات ====================== 1. قرار حول الأداء والهيكلة . 2. قرار حول التقرير السياسي . 3. قرار حول ترتيبات الفترة الانتقالية . 4. قرار حول المناطق المحررة والشئون الإنسانية . بسم الله الرحمن الرحيم التجمع الوطني الديمقراطي المؤتمر الثاني مصوع في الفترة من 9 – 12 سبتمبر 2000م قرار حول المالية على الرغم من أن التجمع الوطني الديمقراطي قد أنجز العديد من المهام من خلال المساهمات المالية المقررة على بعض الفعاليات والأفراد والفروع ؛ إلا أن توفير الموارد المالية للتجمع الوطني الديمقراطي ما زال يحتاج إلى معالجة حاسمة ، وعليه يقرر المؤتمر الآتي : 1. تكوين لجنة لدعم الموارد المالية ، تكون تابعة لهيئة القيادة . 2. تكوين أمانة للشئون المالية تتبع للجهاز التنفيذي . 3. أن يعمل الجهاز المالي وفق الأسس المعروفة في الإطار المالي والمحاسبي التي تحدد كيفية جمع المال وصرفه . 4. تحدد الموارد المالية في الآتي : i. مساهمة كافة الفصائل . ii. اشتراكات الأعضاء . iii. التبرعات . iv. المشاريع الاستثمارية . بسم الله الرحمن الرحيم التجمع الوطني الديمقراطي المؤتمر الثاني مصوع في الفترة من 9 – 12 سبتمبر 2000م قرار حول السودانيين بدول المهجر ضرورة تعبئة كل السودانيين في الخارج ودول المهجر ليلعبوا دوراً فاعلاً في أنشطة التجمع الوطني الديمقراطي المختلفة ودعمها ، فضلاً عن الاسـتفادة من طاقاتهم وملكاتهم ، بالاضافة إلى تنشيط فروع التجمع في تلك الدول . على التجمع الوطني الديمقراطي بكل فروعه في دول المهجر الاهتمام بقضايا السودانيين بالمهجر أفراداً وعائلات ، وتقديم المساعدات بالمعالجة الجادة لمشاكلهم الاجتماعية والثقافية والتعليمية وإيجاد الحلول الناجعة لها . إنه من المهم للتجمع الوطني الديمقراطي أن يقيم كل أنشطته على الدعم والقدرات السودانية الذاتية . والسودانيون في المهجر يشكلون شريحة هامة وقادرة على توفير هذا الدعم المادي . وعلى قيادة التجمع وفروعه ابتكار الوسائل والأساليب التي توفر ذلك . بسم الله الرحمن الرحيم التجمع الوطني الديمقراطي المؤتمر الثاني مصوع في الفترة من 9 – 12 سبتمبر 2000م قرار حول فروع التجمع الوطني الديمقراطي قرر المؤتمر أن تقوم هيئة القيادة في أول اجتماعاتها بعد المؤتمر بإعداد موجهات حول فروع التجمع الوطني الديمقراطي على ضوء مشروع القرار الذي قدم للمؤتمر ، وعلى ضوء موجهات تكوين الفروع المجازة من المكتب التنفيذي للتجمع الوطني الديمقراطي في أغسطس 1996م . بسم الله الرحمن الرحيم التجمع الوطني الديمقراطي المؤتمر الثاني مصوع في الفترة من 9 – 12 سبتمبر 2000م قرار حول تقرير أداء التجمع الوطني الديمقراطي للفترة من 22 يونيو 1995م – يونيو 2000م بعد مناقشة التقرير المقدم للمؤتمر من أمين التنظيم والإدارة حول أداء التجمع الوطني الديمقراطي بالخارج خلال الفترة من يونيو 1995م إلى يونيو 2000م قرر المؤتمر الآتي : § أولاً : الإشادة بالتقرير وما بذل فيه من جهد . § ثانياً : تكليف قيادة التجمع الوطني الديمقراطي بإعادة صياغة التقرير على أساس الآتي : 1- الملاحظات والتعديلات التي أبداها أعضاء المؤتمر حوله . 2- استكمال التقرير بتقديم تحليل وتقويم موضوعي لفترة لجنة التنسيق التي سبقت مؤتمر القضايا المصيرية ( أسمرا 1995م ) . 3- بعد ذلك تضمن هيئة القيادة التقرير كوثيقة أساسية من وثائق التجمع الوطني الديمقراطي . § ثالثاً : يشيد المؤتمر بدور هيئة القيادة خلال الفترة بين المؤتمرين ، والتي اتسمت باستقرارالهيئة كأداة قيادية سياسية للتجمع الوطني الديمقراطي ، وإمساكها بمفاصل العمل السياسي بمستوى جيد قدم دعماً ايجابياً لنهوض الحركة الجماهيرية في داخل الوطن ، وبدورها المتواصل في تطوير آليات النضال المتمثلة في توحيد العمل العسكري وتطويره ، ودعم توجهات الانتفاضة في الداخل ، والوضوح التام في مسألة الحل السياسي الشامل . ويشيد المؤتمر بصفة خاصة بالدور الايجابي المقدر للسيد محمد عثمان الميرغني في قيادة المسيرة النضالية خلال الفترة الماضية . (1) § رابعاً : بالمقابل يبدي المؤترم أن أداء الأجهزة التنفيذية للتجمع خلال الفترة الماضية كان دون طموحات التجمع ، مما يستوجب وضع ذلك في الاعتبار عند تشكيل القيادة التنفيذية الجديدة ، وذلك من حيث الكفاءة والتفرغ وتوفير الإمكانيات المالية . (2) بسم الله الرحمن الرحيم التجمع الوطني الديمقراطي المؤتمر الثاني مصوع في الفترة من 9 – 12 سبتمبر 2000م قرار حول توثيق وتقييم فترة لجنة التنسيق العليا وما قبلها قرر المؤتمر تكوين لجنة لتوثيق وتقييم الفترة التاريخية لنشاط التجمع الوطني الديمقراطي للفترة من أكتوبر 1989م وحتى مؤتمر القضايا المصيرية في يونيو 1995م . حيث لعبت لجنة التنسيق العليا دوراً أساسياً وفاعلاً في كشف ممارسات نظام الإنقاذ ، وإحكام الحصار الدولي حوله ، وتوثيق علاقة التجمع مع المجتمع الدولي خاصة ودول الجوار ، كما بذلت جهداً تاريخياً في التحضير والدخول إلى مؤتمر القضايا المصيرية ( يونيو 1995م ) .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست