دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
|
رحلة مليئة بالدموع .. مع أطفال الفشل الكلوي ببحري
|
رحلة لا تنقصها الدموع .. مع أطفال الفشل الكلوي ببحري المعاناة كبيرة والأطفال يحاصرهم المرض والفقر والمجهول ! تقرير: إبتهال ادريس البشرى - هي كنز من كنوز الأرض ونعمة لا يعرف قيمتها الا من حرم منها.. هي «الصحة» التي لا تقاس ولا تشترى بثمن أدامها الله علينا ونعمنا بها جميعاً. فالمرض شر داء ابتليت به الإنسانية و تكون المصيبة أكبر عندما تحل بأكثر الكائنات ضعفًا ورقة ـ أعني الأطفال أحباب الله وزينة الحياة الدنيا فلذات أكبادنا وكل المستقبل...! - كانت مشيئة الله التي لا راد لها ان يصاب ما لا يقل عن 3 آلاف طفل في السودان بمرض الفشل الكلوي حيث يتجدد صراعهم وآلامهم مع هذا الداء عند كل صباح جديد فالصباح هو تجدد الحياة وهو أيضاً مواجهة تمتد بعدد ما سيكون من ساعات أو أيام أو سنين من يدري ؟ فليس لهم سوى الصبر بأجسادهم تلك الناحلة ونظراتهم الذابلة لكنها لا تخلو من بريق آمال تأبى الإنطفاء ولا تخلو أيضاً من رضاء تبصره في استسلامهم المستكين لما أصابهم من آلام وأوجاع . نحن في «آخر لحظة» كان لنا حضور وسط هذا الجو وهذا الإحساس مثلما كان هنالك حضور للأمل والرجاء فهناك دائما ثمة أمل وهناك دائما رجاء. هذا ما تجده في مستشفى بحري - الأمل والرجاء - مع الأطفال المصابين بالفشل الكلوي في وحدة غسيل الكُلى أثناء إجراء الغسيل الكلوي لهم حيث وقفنا على معاناتهم وعمدنا إلى إلقاء إضاءة على تلك الصورة المفعمة حزناً وألماً ـ الأطفال و معاناة المرض . هنا صورة واقعية يشكلها هؤلاء الأطفال بسنواتهم الغضة فلعل القلوب الرحيمة تتحرك وفاعلي الخير يتحركون والجزاء عند الله فماذا هناك؟
«الطفل حسام في مقدمة العنبر» في بداية زيارتنا لمستشفى بحري وحدة غسيل الكُلى وجدنا حفاوة رائعة في الإستقبال من قبل طاقم المستشفى والباحثة الإجتماعية الأستاذة ناهد محمد خوجلي التي عملت جاهدة على مد يد العون لنا ولم تبخل علينا بأية معلومة عن هؤلاء الأطفال وعن العنبر والوضع الإجتماعي لأسرهم وأبرز المشاكل التي تواجه الأطفال المصابين بالفشل الكلوي فسُمح لنا بالدخول إلى عنبر الغسيل الكلوي حيث شاهدنا صوراً تعيي الإحتمال وتنفطر لها القلوب .. فكان في مقدمة العنبر الطفل حسام محمود الذي لم يتجاوز التسع سنوات من عمره وهو مستلقٍ على ظهره في سرير وعلى جانبه جهاز غسيل الكُلى ومن خلال الحوار أوضح لنا الطفل حسام أنه يأتي إلى المستشفى ثلاث مرات في الأسبوع لإجراء الغسيل الكلوي وهو يدرس بالمدرسة في السنة الإبتدائية الثانية وقد أصيب بالفشل الكلوي منذ أكثر من ثلاث سنوات حيث تعاني أسرته من وضع مادي سيئ حيث يمتلك والده عربة كارو و لديه 4 أخوان .وفي ذات السياق انتقلنا إلى الحالة الثانية حسن الطيب الذي يبلغ من العمر «ثلاثة عشر عاماً» وهو في المستوى الرابع الإبتدائي وهو في وضع أسري وإجتماعي متوسط وهو يصارع مرض الفشل الكلوي منذ أكثر من ثلاثة أعوام تقريباً وقد أشاد بطاقم العمل في مستشفى بحري الذي ساهم إسهاماً فعلياً في مساندتهم ورفع الروح المعنوية لهم. ومن ناحية أخرى إلتقينا بالمريض حذيفة أبو عبيدة الذي يرقد إلى جانب كل من حسام محمود وحسن الطيب في جهاز غسيل الكُلى الثالث بالمركز وهو في المستوى الثالث الثانوي ويبلغ من العمر «16» سنة ويعاني من مرض الفشل الكلوي منذ أكثر من ثلاثة أعوام حيث شكا من الظروف المادية السيئة التي تعاني منها اسرته حيث يملك والده «طربيزة» لبيع الخضار في السوق وأعرب عن أمنيته في أن يتحسن الوضع المادي لأسرته وأن يجد من يمد له يد العون بالمساعدة لإجراء عملية زراعة الكُلى حيث يحلم بالإلتحاق بكلية الفنون الجميلة وهو معافى من المرض وواضعاً نهاية لآلامه وتشع في نفسه إبتسامات المستقبل المشرق. «نفسي أزرع كُلى وأشتري عربات» وفي نفس العنبر وأثناء إجرائه لعملية الغسيل الكلوي التقينا بالطفل عبد الباقي عمر بابكر والذي يبدو مرحاً ومشاغباً وهو يبلغ من العمر 12 سنة ـ تلميذ بالسنة الخامسة الإبتدائية ووالده مزارع ووالدته تعمل ممرضة بمستشفى بحري وهو يقوم بعملية الغسيل الكلوي منذ حوالي أربعة أعوام تقريباً وهو يعاني من التحجر الذي أصاب إحدى كليتيه وقد تحدث عن رغبته في الحصول على مبلغ كبير من المال حيث يقوم باجراء عملية زراعة كُلى وشراء عدد كبير من العربات التي يحلم بإمتلاكها وقيادتها. شاركنا الحوار الطفل أبو بكر جلال الدين محمد موسى والذي يبلغ من العمر «10» أعوام تقريباً فهو في المستوى الإبتدائي الرابع ويقوم بإجراء عملية الغسيل الكلوي منذ أربعة أعوام حيث لخص مشكلته في عدم وجود متبرع لإجراء عملية زراعة الكُلى. والتقينا أيضاً بـ أبا يزيد محمد علي سعيد وهو يقوم بالغسيل الكلوي منذ 4 سنوات وقد توقف عن الذهاب للمدرسة بسبب حرصه على جهاز غسيل الكُلى المركب في يده ولصعوبة التنسيق والترحيل من منزله إلى المدرسة ثم المستشفى حيث عانى من إرتفاع التكلفة لشراء كلية من خارج البلاد حيث لا يستطيع والده الذي يعمل سائق تاكسي توفير هذا المبلغ المالي الكبير وهو فرد من أسرة مكونة من أكثر من خمسة أفراد. «65 مليون جنيه لإجراء زراعة الكُلى» ومن جهة أخرى التقينا بالأستاذ نجيب فهمي جرجس الذي يبلغ من العمر 70 سنة حيث يقوم باجراء الغسيل الكلوي منذ عامين حيث قال لنا عم نجيب إنه فكر في إجراء عملية زراعة الكُلى بالخارج ووجد أن تكلفة العملية قدتصل إلى 65 مليون جنيه وأضاف قائلاً «البلد دي الأكل فيها بعذاب» حيث أنه يحتاج إلى 20 الف جنيه بعد كل مرة يجري فيها عملية الغسيل لشراء حقنة مكملة للعلاج وقد شكا من إرتفاع ثمن الفحوصات الطبية الخارجية ممثلة في الكشف الشهري والدوري الذي يقوم بها المريض لمتابعة العلاج بصورة صحية سليمة.«أبرز مشاكل زراعة وغسيل الكُلى» ومن داخل مستشفى بحري التقينا بالأستاذ صلاح عبد الوهاب والمدير الإداري للمركز والدكتور ياسر حامد الطبيب بالمركز الذي لخص لنا المشاكل التي تواجه مريض الفشل الكلوي عموماً تقترن بنوعين أولاً مشاكل زراعة الكُلى للمرضى حيث تتركز أكبر المشاكل في الفحوصات التي تجرى قبل الزراعة وهي نوعان من الفحوصات تحتاج إلى مبلغ مادي يتراوح ما بين 4 إلى 5 ملايين جنيه وهو يعتبر عبئاً كبيراً على كاهل مرضى الفشل الكلوي الذين تعتبر النسبة الغالبة منهم تعايش أوضاعاً مادية متردية والدولة تقوم بدعم عملية الزراعة فقط أما الفحوصات فهي مسؤولية المريض وأسرته مع العلم بأن الدراسات أثبتت أن هنالك نسبة تطابق كبيرة جداً دائماً ما بين الطفل المصاب بالفشل الكلوي وأحد أفراد أسرته «الأم أو الأب أو الأخوان» الا أنه وللأسف لا يمكن معرفة نتيجة التطابق في حال إجراء فحوصات طبية للمريض مع أحد أفراد أسرته إلا بالوصول لنتيجة الفحص الأخير الذي يعرف بفحص الأنسجة وتظهر نتائجه في آخر الإجراءات بعد إنفاق مبلغ كبير من المال، أما عن الجانب الثاني الذي يتعلق بمريض الفشل الكلوي المصاب الذي يقوم بإجراء الغسيل الكلوي لمرتين أو ثلاثة مرات في الأسبوع حيث يحتاج المريض لحقنة تسمى Evythropetine تبلغ تكلفتها «80» الف جنيه «بالقديم» حيث اسهمت الدولة في دعم تكاليف هذه الحقنة بنسبة «50%» في بعض مراكز غسيل الكُلى لتبلغ قيمتها «40 الف جنيه قديم» ويحتاج المريض إلى 3 حقنات أسبوعياً و12 حقنة في الشهر بتكلفة «480» الف جنيه في الشهر الواحد.. ويحتاج لانفاق ملايين الجنيهات خلال فترة الغسيل التي يجريها المريض لعدة سنوات.وقد أوضح لنا دكتور ياسر حامد أنه طبياً لا ينصح باجراء عملية الغسيل الكلوي لأكثر من ثلاث سنوات الا في حالة عدم وجود متبرع لزراعة الكُلى. «لابد من مراعاة الحالة النفسية للطفل» ولتوضيح الأبعاد الحقيقية لمشاكل الأطفال الذين يعانون من الفشل الكلوي التقينا بالأستاذة جلاء محمد أحمد إختصاصية العلاج ا لنفسي بمركز بحري لعلاج الكُلى حيث أوضحت لنا أستاذة جلاء أن غالبية هذه المشاكل تتركز في أن أغلب الأطفال يأتون من مناطق بعيدة للمركز حيث يواجهون صعوبات حيال توفير وسائل نقل وترحيل مريحة وهم بحاجة إلى بعض المساعدات المالية من هذا الجانب وأيضاً يجب الإهتمام بجانب التغذية الجيدة لهؤلاء الأطفال لأن أغلبهم من أسر ضعيفة والتغذية غير السليمة تؤدي إلى إنهاك وتعب تبدو واضحة على هؤلاء الأطفال وخصوصاً وأن غالبيتهم طلبة يعانون من عدم القدرة علي سداد المصروفات رغم التجاوب الكبير الذي وجده هؤلاء الأطفال من إدارات مدارسهم.ومن المشاكل النفسية البحتة التي يعاني منها هؤلاء الأطفال هي المفهوم المرتبط في نفوسهم بأن هذا المرض يعتبر مرضاً قاتلاً دون استيعابهم إلى أن هذا المرض بالإمكان معالجته فلابد من تحفيز المتبرعين على تطمين هؤلاء الأطفال ورفع الروح المعنوية لهم. كذلك «منظر الدم والماكينة والتوصيل» من أبرز المشاكل للتي تؤثر على حالة الطفل النفسية فالطفل يربط بين حياته وبين الماكنة إلى جانب الملل والإكتئاب الذي يصيب المريض أثناء الغسيل. فلابد من توفير جو أسري لتحسين الحالة النفسية للطفل بتوفير بعض الأشياء مثل التلفزيون أو الالعاب أو الكمبيوترات داخل غرفة الغسيل الكلوي ونناشد المنظمات أو الجهات الخيرة لتوفير هذه الأشياء. وأنا كإختصاصية دراسات نفسية لا يمكنني تنفيذ برنامج علاج نفسي متكامل لمريض الفشل الكلوي وذلك لعدم وجود مواد مساعدة للعلاج..! لذلك نحن في «آخر لحظة» إلى جانب طاقم العمل في مستشفى بحري نناشد الخيرين والدولة والمنظمات الطوعية للمسارعة في إزالة العقبات التي تواجه مريض الفشل الكلوي خصوصاً الأطفال فهم أحق بالعلاج وبإجراء عمليات زراعة الكلى والله لا يضيع أجر من أحس عملاً!!
نقلا عن اخر لحظة الخميس 6 ديسمبر 2007م، 27 ذو القعدة 1428هـ العدد 488
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: رحلة مليئة بالدموع .. مع أطفال الفشل الكلوي ببحري (Re: اسعد الريفى)
|
Quote: لذلك نحن في «آخر لحظة» إلى جانب طاقم العمل في مستشفى بحري نناشد الخيرين والدولة والمنظمات الطوعية للمسارعة في إزالة العقبات التي تواجه مريض الفشل الكلوي خصوصاً الأطفال فهم أحق بالعلاج وبإجراء عمليات زراعة الكلى والله لا يضيع أجر من أحس عملاً!! |
رحلة مليئة بالدموع ... ومناشدة مليئة بالأمل أسعد الريفي وقلم مداده الألم ... لهم الله أطفال السودان .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: رحلة مليئة بالدموع .. مع أطفال الفشل الكلوي ببحري (Re: سمية الحسن طلحة)
|
الاخت العزيزة سمية .. شفتى نحنا فى إيه .. و هم فى ايه ..
طيب يا دولة يا بهية .. و يا مؤسسات يا محمية .. و يا قلوب كلها حنية .. و يا تاريخ .. لا فيهو شيطان و لا جنية .. و يا وزيرة الصحة البهية .. و وزيرة الشؤون الاجتماعية الفتية .. و يا زكاتنا و قروش الجباية اللى هى ..
و ين انتو .. وين عيونكم من ديل !!!!
| |
|
|
|
|
|
|
Re: رحلة مليئة بالدموع .. مع أطفال الفشل الكلوي ببحري (Re: اسعد الريفى)
|
وسيستمروا في معاناتهم وموتهم.. وسيزداد عدد المرضي منهم.. وستجف الدموع بكاءا عليهم وعلي غيرهم وتتمزق قلوب اسرهم.. وتنكسر قلوبهم هم الأطفال وهم عاجزين عن ممارسة الحياه.. يشاهدونها وهي تنسل بالم من أجسادهم..
سيحدث كل هذا وأكثر من هذا..
مادامت الدوله الموجوده عدوة للمواطن.. ومادام قد تخلت عن مسئولياتها جميعا.. ومادم القائمين علي الأمر فيها مازالوا يحتاجون لملأ بطونهم التي تكاد تنفجر مما فيها...
..........
| |
|
|
|
|
|
|
Re: رحلة مليئة بالدموع .. مع أطفال الفشل الكلوي ببحري (Re: اسعد الريفى)
|
الاخت العزيزة منى خوجلى
المعاناة .. لينا احنا مفهومة .. و مقدور عليها لتاريخنا .. برضو معقولة .. و فى الف حل لتراثنا .. ممكن تكون حاجة مرحلية و تعدى لكن اطفالنا صحتهم و تعليمهم
ديل مستقبل بلد و أمة .... و ديل النحنا بنجاهد عشانهم .. و نموت عشان يحييوا .. لكن ان نكون سببا فى المهم و معاناتهم بهذا الشكل .. فهذا ما لا يمكن تبريره و لا غفرانه ..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: رحلة مليئة بالدموع .. مع أطفال الفشل الكلوي ببحري (Re: اسعد الريفى)
|
Quote: طيب يا دولة يا بهية .. و يا مؤسسات يا محمية .. و يا قلوب كلها حنية .. و يا تاريخ .. لا فيهو شيطان و لا جنية .. و يا وزيرة الصحة البهية .. و وزيرة الشؤون الاجتماعية الفتية .. و يا زكاتنا و قروش الجباية اللى هى ..
و ين انتو .. وين عيونكم من ديل !!!! |
وبرضو لسه بنحلم
الله فى
| |
|
|
|
|
|
|
Re: رحلة مليئة بالدموع .. مع أطفال الفشل الكلوي ببحري (Re: اسعد الريفى)
|
أخي اسعد الريفي الله يسلمك ويسلم كل من تحب محل ما انت قاعد ... موضوعك يحرك القلوب ... وحقيقي دورنا مفترض في المساهمة في التخفيف في الام اكبادنا واهلنا جميعاً بالاضافة لتنمية البلد... وسمعت ان اخوانا المصريين حكومة على معارضة بتقدم للبلد كلا على حده ... أخي اسعد المنبر دا فيه ناااس كبيررة في درجاتها عايشة في مختلف البلدان المتطورة ..البها منظمات تدعم مثل هذا العمل ... ياريت يترفع البوست اكثر حتى نجد من يساعد في المساهمة في التخفيف عن عذاب اطفالنا ...
| |
|
|
|
|
|
|
Re: رحلة مليئة بالدموع .. مع أطفال الفشل الكلوي ببحري (Re: Mohammed Ibrahim Othman)
|
اخى محمد ابراهيم عثمان صباحك الف خير
كلامك مافى بعدو كلام و المشكلة انو نحن بنتكلم .. و نتكلم .. و نحاول نجر الناس جر .. للمواضيع دى .. لكين .. (ما هو انت شايف المواضبيع الجاذبة و الاكثر جاذبية..) بتترفع براها .. و الالاف التعليقات و المناقشات فى لحظة .. و نحاول .. نكتب مرة فوق .. و مرة نعلق .. لحدى ما .. نفتر و دا حالتو انحنا البنقرا و نكتب و عندنا انترنت و قروش ندفعها فى الكمبيوتر .. فما بالك .. بالما لاقيين حق الفطور .. دا حالنا .. و دا حال البلد .. و برضو تقول لى مستنيرين !!! و يا قلوب مليانه رحمه يا مصلحيين يا قوى الاستنارة و الدفاع عن (المستضعفين) ..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: رحلة مليئة بالدموع .. مع أطفال الفشل الكلوي ببحري (Re: اسعد الريفى)
|
الاخ أسعد ، صباحك معافى
في زيارة لي لاحدى مستشفيات الاطفال ،، كانت الصرخات ادناه .. عصارة ألمي وانا ارى طفلة صغيرة تئن من وطأة المرض !!
يا يمة شيليني
يا يمة شيليني ... على كتفك اتكيني .. وبحضنك احويني ضميني احميني يا يمة شيليني دسيني غطيني انا رأسي بوجعني وبطني يا يمة منتفخة من مدة يا يمة شيليني لبيتنا وديني للصحبة واللمة لاخواني البحبوني شيليني يا يمة نرجع لحلتنا انا عايزة اطوطح والعب البيلى *** يا يمة شيليني انا عايزة لما أكبر كان ابقى دكتورة واعالج الشفع المرضوا زي مرضي يا يمة شيليني دسيني غطيني الادوية يا يمة هردت لحم بطني وانا تعبت خلاص والله يا يمة .. يا يمة شيليني .. ضميني .. ضميني وما تبكي يا يمة بس ادعى لي ربي ... يشفيني يا يمة .. بس ادعي لي ربي يشفيني يا يمة !!
****
هبة عثمان الجمعة 9 نوفمبر
| |
|
|
|
|
|
|
Re: رحلة مليئة بالدموع .. مع أطفال الفشل الكلوي ببحري (Re: اسعد الريفى)
|
بمركز بحري لعلاج الكُلى حيث أوضحت لنا أستاذة جلاء أن غالبية هذه المشاكل تتركز في أن أغلب الأطفال يأتون من مناطق بعيدة للمركز حيث يواجهون صعوبات حيال توفير وسائل نقل وترحيل مريحة وهم بحاجة إلى بعض المساعدات المالية من هذا الجانب وأيضاً يجب الإهتمام بجانب التغذية الجيدة لهؤلاء الأطفال لأن أغلبهم من أسر ضعيفة والتغذية غير السليمة تؤدي إلى إنهاك وتعب تبدو واضحة على هؤلاء الأطفال وخصوصاً وأن غالبيتهم طلبة يعانون من عدم القدرة علي سداد المصروفات رغم التجاوب الكبير الذي وجده هؤلاء الأطفال من إدارات مدارسهم.ومن المشاكل النفسية البحتة التي يعاني منها هؤلاء الأطفال هي المفهوم المرتبط في نفوسهم بأن هذا المرض يعتبر مرضاً قاتلاً دون استيعابهم إلى أن هذا المرض بالإمكان معالجته فلابد من تحفيز المتبرعين على تطمين هؤلاء الأطفال ورفع الروح المعنوية لهم
| |
|
|
|
|
|
|
Re: رحلة مليئة بالدموع .. مع أطفال الفشل الكلوي ببحري (Re: اسعد الريفى)
|
سلامات أسعد الريفي
Quote: وين الناس العندهم علاقات بمنظمات دولية ... وين الناس والمنظمات البتدعم ... يا جماعة نتذكر ديل جزء مننا .. |
سلامات محمد ابراهيم عثمان، منذ 2006 قمنا في المنظمة السودانية الكندية لتنمية المجتمع بمراسلة عدة جهات طبية امريكية وكندية لعدة مشاريع من ضمنها مشروع من مشاريع المنظمة السودانية لأطفال مرضي الفشل الكلوي، لانشاء وحدة متخصصة لغسيل الكلى للأطفال بتكلفة 2 مليون دولار. وبالرغم من عدم ارسالهم حتى اللحظة لكافة المعلومات المطلوبة منهم من الخرطوم، وجدنا موافقة مبدئية للتمويل من قبل Johns Hopkins Medical center بمساعدة د. متوكل محمود (وهو عضو في هذا البورد). ولكن كانت المشكلة هي الحصار الاقتصادي المفروض على السودان من قبل السلطات الامريكية، والذي يتطلب اعطاء السماح لهذه المساعدات من قبل وزارة الخزانة الامريكية، الأمر الصعب في ظل الحصار على السودان.
Quote: Projects
Our organization received proposals from some of the medical NGOs in Sudan requesting our help and support in finding donors for their projects in terms of equipment, personnel training and running costs. The main activities of the SCCDO in the foreseen future will be to contact and approach donors for the following projects:
1. Sudanese Organization for Children with Renal Failure (SOCRF )
* Project title: Establishing specialized unit for paediatric dialysis. * Aim: To offer dialysis for about 50-100 child/week with acute and chronic. * Place: Khartoum Kidney Dialysis and Transplantation Centre. * Duration: Five Years. * Total cost: 1.953.000 US$ for 5 years. [/b[ 2. Women Initiatives Group (WIG )
* Project title: Early Detection of Breast Cancer Among women in Sudan * Aim: To establish medical centres (Breast Clinics) in Khartoum and other states where project activities are needed. To launch awareness campaigns on the importance of the early detection of breast cancer to boost survival and cure * Place: Khartoum and other states * Duration: 3 years * Total cost: 2007: 754.000 US$; 2008: 461.000 US$; 2009: 461.000 US$
3. Cancer Patients’ Friends Society (CPFS ), also known as RAMA
* Project title: Gezira breast cancer awareness project (GBCAP) * Aim: Increase the knowledge about breast cancer and its management among health care professionals and women in the in Gezira state. * Place: Gezira State * Duration: 3-5 years. * Total cost: $60,000/year
4. Radiation and Isotopes Centre of Khartoum (RICK ) & WIG
* Project title: Protocol for a trial of the effectiveness of clinical breast examination and breast self-examination in screening for breast cancer, and visual inspection for screening for cervix cancer, in Sudan * Aim: To start a study of early detection of cancers of the Breast and Cervix with a controlled study of about 5000 women, in addition to a health education campaign. * Place: Khartoum & Omdurman * Duration: 10 years * Total cost: 40.000 EURO/year; 400.000 EURO for 10 years
5. Usratuna Sudanese Association for Disabled Children (USADC ) *** Done ***
* Project title: Establishing specialized computer laboratory * Aim: To train disable Sudanese students (13-21 years old) in Computer and its applications. The duration of the training is 3 years and upon completion, students will be issued Diploma in their chosen area of computer specialty. About 20-25 Personal Computers (PC) are required together with software for special education. * Place: Khartoum * Duration: * Total cost:
***This project is done and the 20 computers were sent from Canada and received by USADC (October 2007), we will post pictures from the established computer laboratory in the near future. http://sccdo.org/?page_id=3 http://www.smvo-online.org/
|
هل تعلم يا أخي العزيز بان مراكز الابحاث الغربية تدعم الدول الافريقية المجاورة لنا سنويا بملايين الدولارات، وتدريب مجاني للكفاءات العاملة في مجال الصحة في امريكا وكندا. وعند التحدث عن امكانية وجود اعمال مماثلة في السودان تجد سمعة السودان السيئة في وسائل الاعلام الغربية كلها حروب ونزاعات غير مشجعة لنجاح اي عمل انساني، وكذلك الحكومة السودانية ومعها سفاراتها بالخارج تضع العراقيل امام اي وفد قادم للمساعدة. بالتالي الخطوة الأولي لنجاح اي مشروع في السودان في الوقت الراهن يكون عن طريق ارسال حكومة العصابة الكيزانية الموجود في الخرطوم الى مزبلة التاريخ عن طريق الانتخابات القادمة أو انتفاضة شعبية، بعدها سوف يأتي الدعم اللازم . نقطة أخرى هي كسل المواطن السوداني وخاصة الاطباء والعاملين في المنظمات غير الحكومية، هل تصدق منذ 2005 انا في انتظار معلومات عن المنظمة السودانية لأطفال مرضي الفشل الكلوي، وبالتالي تجد صفحتهم التالية خالية: http://smvo-online.org/SOCRF/
الخلاصة: نعيب زماننا والعيب فينا ****** وما لازمننا عيب سوانا فهذا هو الواقع وقد تشاركيني العديد من هذه النقاط، فالحكومة سيئة والمعارضة تم تصفيتها من زمان من قبل الحكومة نسبة لضعفها. الحل الان في يد المواطن، وواجبنا نحن في الانحياز للمواطن البسيط في كل بقعة من ارض الوطن الحبيب والوقوف معه وتعريفه بحقوقه وواجباته بدون اي اجندة سياسية بل انسانية والمطالبة برد الاعتبار والحقوق لهم، فمن ضرائبهم تم تعليمنا ووصلنا الى ما وصلنا اليه اليوم.
مع خالص ودي وتقديري ،،،
فيصل محمد
(عدل بواسطة Dr. Faisal Mohamed on 12-10-2007, 11:50 AM) (عدل بواسطة Dr. Faisal Mohamed on 12-11-2007, 03:35 AM)
| |
|
|
|
|
|
|
Re: رحلة مليئة بالدموع .. مع أطفال الفشل الكلوي ببحري (Re: الطيب شيقوق)
|
الأخ أسعد الريفي
أقول : لا حول ولا قوة الا بالله والشافي هو الله.
المواطن السوداني - كبيره وصغيره - هو ما بين مطرقة الجهات الرسمية غير المسئولة وسندان أطباء آخر زمن اللاهثين وراء المادة والمال بكل الطرق دون وازع من ضمير أو انسانية.
سألت نفسي : لماذا كل المستشفيات والعيادات الخاصة والمراكز الصحية واماكن العلاج البلدي والعلاج بالأعشاب والتي انتشرت وملأت الآفاق - جميعها مكتظة بالمراجعين من المرضي في كل الأوقات ؟.
هل الشعب السوداني بأكمله يعاني من الأمراض؟
الأمر مؤلم ومزعج خاصة مع هؤلاء الصغار الذين لا حول ولا قوة لهم أو لأبائهم . لهم الله.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: رحلة مليئة بالدموع .. مع أطفال الفشل الكلوي ببحري (Re: اسعد الريفى)
|
كانت مشيئة الله التي لا راد لها ان يصاب ما لا يقل عن 3 آلاف طفل في السودان بمرض الفشل الكلوي حيث يتجدد صراعهم وآلامهم مع هذا الداء عند كل صباح جديد فالصباح هو تجدد الحياة وهو أيضاً مواجهة تمتد بعدد ما سيكون من ساعات أو أيام أو سنين من يدري ؟ فليس لهم سوى الصبر بأجسادهم تلك الناحلة ونظراتهم الذابلة
| |
|
|
|
|
|
|
Re: رحلة مليئة بالدموع .. مع أطفال الفشل الكلوي ببحري (Re: اسعد الريفى)
|
Quote: كانت مشيئة الله التي لا راد لها ان يصاب ما لا يقل عن 3 آلاف طفل في السودان بمرض الفشل الكلوي حيث يتجدد صراعهم وآلامهم مع هذا الداء عند كل صباح جديد فالصباح هو تجدد الحياة وهو أيضاً مواجهة تمتد بعدد ما سيكون من ساعات أو أيام أو سنين من يدري ؟ فليس لهم سوى الصبر بأجسادهم تلك الناحلة ونظراتهم الذابلة |
ما لا يقل عن 3 آلاف طفل في السودان بمرض الفشل الكلوي ما لا يقل عن 3 آلاف طفل في السودان بمرض الفشل الكلوي ما لا يقل عن 3 آلاف طفل في السودان بمرض الفشل الكلوي ما لا يقل عن 3 آلاف طفل في السودان بمرض الفشل الكلوي ما لا يقل عن 3 آلاف طفل في السودان بمرض الفشل الكلوي ما لا يقل عن 3 آلاف طفل في السودان بمرض الفشل الكلوي
| |
|
|
|
|
|
|
Re: رحلة مليئة بالدموع .. مع أطفال الفشل الكلوي ببحري (Re: اسعد الريفى)
|
نبعت الفكرة منذ وقت طويل وكانت هاجساً يؤرقنا كلما رأينا طفلاً يعاني من الفشل الكلوي .
بدأ العمل التجريبي بالوحدة عملياً بتاريخ 26/12/2004م وقد كانت البداية من ادارة مستشفى سوبا الجامعي وبعض الخيرين من السودانيين ودعم من دولة قطر الشقيقة بتجهيز الكادر المؤهل وتشتمل الوحدة على :-
1. الغسيل البرتوني الحاد .
2. الغسيل البرتوني المنتظم بواسطة القساطر الدائمة الذي تم ادخاله حديثاً في السودان .
3. وحدة الغسيل الدموي بطاقة 8 ماكينات غسيل دموي .
اهداف المركز :-
· تقديم خدمات علاجية للاطفال المصابين بامراض الكلى المختلفة وتوفير الاستصفاء الدموي والبريتوني للاطفال .
· متابعة الاطفال وتجهيزهم لعمليات زراعة الكلى .
· إثراء البحث العلمي وتأهيل وتدريب متخصصين في هذا المجال للحد من انتشار المرض .
· إعادة تأهيل الاطفال لمواصلة تعليمهم وتوفير صالة للالعاب لاكتشاف مواهبهم وتنمية قدراتهم . اسباب اختيار مستشفى سوبا الجامعي :-
1. يتميز المستشفى بوجود الكوادر المؤهلة والمتخصصة في امراض الكلى – للأطفال .
2. يوجد بالمستشفى عنابر خاصة بالاطفال ووحدات متخصصة بجراحة الاطفال وكذلك الاشعة والتصوير الطبي مما يحتاجه مرض الكلى .
3. يوجد بالمستشفى وحدة للعناية المكثفة واخصائي الجراحة وزرع الكلى مما يتيح لهم فرصة اكبر للتأهيل .
حجم العمل بالوحدة :-
العدد الكلي للاطفال بامراض الكلى المختلفة الذين تم إدخاهم للوحدة في العام 2005م بلغ (126) طفل يمثلون (6%) من الدخولات و (30%) من دخولات الوحدة أعمارهم تتراوح من عدة ايام الى (18عام ) . Quote: تم استقبال الاطفال من (16) ولاية بالسودان . من هؤلاء الاطفال كــان هنــاك (61) طفــل يعــانون من فشـــل كـــلوي مزمن توفي منهم (15) طفل ( 24.5%) . وتم اجراء الزراعة لأثنين فقط نسبة لضيق الامكانيات . |
أما الاطفال الذين يعانون من الفشل الكلوي الحاد فقد كان عدهم (40) طفل تم علاح (30) طفل علاج كامل بينما توفي (10) اطفال وذلك لتأخير وصولهم للمستشفى من الولايات المختلفة . كما تستقبل العيادة الخارجية اكثر من (250) طفل بامراض الكلى المختلفة في متابعة مستمرة . ولكي تقدم الوحدة خدمات متخصصة للأطفال كان لابد من تدريب العاملين على الماكينات الحديثة وكيفية التعامل مع الاطفال وأسرهم . وقد ساهمت بذلك إدارة مستشفى سوبا الجامعي وجامعة الخرطوم بالتعاون مع وحدة الكلى بمستشفى مانشيستر لللأطفال – انجلترا حيث قاموا بتدريب السسترات والممرضين .
من موقع مستشفى سوبا الجامعى http://www.sobahospital.net/ar/units_copy(1).htm http://www.sobahospital.net/ar/profile.htm
| |
|
|
|
|
|
|
Re: رحلة مليئة بالدموع .. مع أطفال الفشل الكلوي ببحري (Re: اسعد الريفى)
|
هناك متهمون أخطر كلا! ليس الماء هو المتهم الأول أ. عز الدين محمد أحمد E-mail: [email protected] مدخل: بدأت هذه الحكاية بعد ان قرأت تحقيقاً اجراه الاستاذ امير عبد الماجد بجريدة «الصحافة» الغراء بتاريخ 1 أبريل 2006م ويحمل عنواناً مثيراً «الموت القادم عبر المواسير» ولسوء حظي كانت تلك الحلقة الثانية والاخيرة من حكاية مفادها ان مياه الشرب تتسبب في مرض الفشل الكلوي، وشمل التحقيق نخبة من المسؤولين المختصين وبعض اساتذة الجامعات. وبعد ان قرأت التحقيق باهتمام ونسبة لاهمية الموضوع وعلاقته بالحقل الذي تخصصت فيه ومارسته لحوالي 40 عاماً، رأيت من الواجب ان ادلي بدلوي في الموضوع لايضاح بعض النقاط التي اغفلها التحقيق والتي اراها مهمة جداً واعتقد ان التحقيق بدونها يكون مبتوراً، كما رغبت ان اعلق على نقاط اخرى من التحقيق اتفق مع بعضها واختلف مع البعض لآخر. أمراض المياه: لابد في البداية أن أشير أنني ومنذ تخصصي في المياه الجوفية كنت دائم الاهتمام بأمراض المياه عامة، وعملت مع عدة منظمات عالمية في هذا المجال داخل السودان، وفي الحقيقة اينما وجدت المياه والحاجة لمصادرها وجدت كذلك امراض المياه، والثابت ان الامراض المرتبطة بالمياه تتسبب في تردد نسبة كبيرة من المرضى على المستشفيات والوحدات الصحية، كما تشكل تلك الامراض معظم الوفيات خاصة وسط الاطفال دون الخامسة، وهذه الامراض مثل الملاريا والبلهارسيا والقارديا والكوليرا والتايفويد وشلل الاطفال والدوسنتاريا الاميبية والباسيلية ودودة الفرنديد قد تظهر بصورة روتينية عادية او بصورة وبائية. واضيف من تجربتي الشخصية الحمى النزفية او ما يعرف «بحمى دينق» وقد كانت تسمى قديماً «ام كسارية» وتسببها بعوضة اسمها «انوفولس ايجيبتم» شبيهة ببعوضة الملاريا وقد كانت ظهرت في وسط البلاد منذ 50 سنة وبنفس الاعراض حمى شديدة ونزيف بالانف وباقي مخارج الجسم، وحديثاً ضربت ولاية جنوب كردفان وتركت العديد من الضحايا ويكون الماء البيئة الصالحة لتوالد تلك الامراض «الملاريا والحمى الصفراء» او يشكل وسيطا مباشراً لنقل العدوى في حالة شرب الماء «دودة الفرنديد» كما قد يحمل الماء البرغوث واليرقات وتنتقل العدوى بمجرد شرب الماء الملوث بتلك البراغيث واليرقات. العلاج بالماء: وكما يتسبب الماء في امراض تصيب الانسان فان له فوائده ايضاً في علاج امراض اخرى، وقد انتشر العلاج بالماء أخيراً كصيحة جديدة تأخذ مكانها رويدا رويدا بين وسائل العلاج البديلة كالعلاج بالاعشاب والنباتات الطبيعية وعسل النحل. وهناك ثلاث صور رئيسية لاستخدام الماء في العلاج: 1/ الاستحمام بالماء الدافيء والساخن، لاسترخاء العضلات وازالة الفتور والتوتر. 2/ الشرب، ويساعد على تعويض الجسم عن حاجاته من المعادن والاملاح بسبب الاخراج، ويكون الشرب على جرعات وفي ساعات محددة قبل الاكل وبعده ومن البديهيات ان الماء ينقي الجسم من السموم المتراكمة في المعدة والقولون وهذه السموم تؤدي الى طفح جلدي واحساس بالبلادة والاجهاد، وقد اثبتت الدراسات وجود علاقة بين احتجاز هذه السموم والرواسب في القولون «عفونة الامعاء» مع الاصابة بضغط الدم المرتفع ومرض السرطان، والماء ضروري لفعالية عمل الكلى كما سنوضح لاحقاً. 3/ الاستنشاق، وقد تم تطويره ليكون علاجاً بطريقة علمية لامراض الرئتين وغيرها وهو طبعاً يختلف عن الاستنشاق المعروف في الوضوء للصلاة. الفشل الكلوي: نعود لموضوعنا الرئيس هو الفشل الكلوي، وابادر فاقول عودة للتحقيق اعلاه بانني مع وجهة نظر السيد المدير الفني لمياه الخرطوم واكاد اجزم بان المياه ليست هي المتهم الرئيس في تفشي الفشل الكلوي واعتقد بان المعالجات التي تتم في مدن السودان عموماً كافية ومحسوبة بدقة وكفاءة عالية في الخرطوم وغيرها من المدن، كما انني مع استعمال الكلور في التطهير حيث لا يبدو في الافق القريب اي بديل افضل منه. فاذا كان هناك فعلاً اتهام للمياه الصادرة من شبكة ما فان السؤال الذي يجب ان يطرح هو: ماذا تستعمل تلك المحطة من مواد لترويق الماء؟ هل تستعمل الشب ام البولمير؟ وقد قفز موضوع البولمير الى السطح منذ سنوات واقام الدنيا ولم يقعدها، واعتقد بان المختصين قد تجاوزوا هذا الامر، عموماً الخلاصة عندي حول شبكات المياه هي مدى كفاءة ادارة الشبكة لتنتج مياهاً صالحة للشرب. كما اجد اتهام الطلمبات التي ترفع المياه للصهاريج المنزلية وكذا اتهام الصهاريج نفسها والازيار لا مبرر له اطلاقاً فالازيار من المعروف انها مصنوعة من الطين وكان يستعملها اهلنا لمئات السنين بكل اطمئنان ولا يزالون. اما تسرب المواد العضوية الى بعض الآبار وفي بعض المناطق المعروفة وقد وردت اسماؤها في التحقيق، فان ذلك يؤدي في العادة الا النزلات المعوية وهنا تبرز اشكالية الآبار الجوفية التي تغذي مباشرة شبكات المياه وفي بعض المدن مثلاً الخرطوم، الابيض، بورتسودان، والخطورة في ذلك عدم امكانية التعامل مع تلك المياه الجوفية بالتطهير او خلافه وذلك لوضعها الطبيعي، وقد اعتبرها المهندسون مبدئياً مياهاً نقية وصاللحة للشرب بعد التحليلات الاولية طبعاً، فاذا تعرضت تلك الآبار للتلوث في وقت ما فان المياه ستضر بالمواطنين المشتركين في تلك الشبكة وحتى طعم ورائحة المياه سيتغيران وهنا لا يمكن عمل شيء كعلاج واذا اشتدت الحالة سوءًَ لا مناص من قفل وفصل الآبار المشتبه بها عن الشبكة. ومع ذلك فإنني اوافق من حيث المبدأ على الرأي الذي يقول بإن الأواني المنزلية الرخيصة قابلة لتلويث الطعام والماء، خاصة تلك التي تتعرض للحرارة الشديدة. فربما يذوب بعض اجزائها المعدنية ومن ثم تدخل الجسم البشري مع الاكل او الشرب، وتدور مع الدم وربما يؤذي الاعضاء الحساسة مثل الكبد والكلى والرئتين بالتراكم، وهذا الموضوع يستحق البحث المكثف للوصول الى نتائج معملية قاطعة. وعموماً كما افاد الدكتور اسماعيل بشارة فان الموضوع يحتاج لدراسات وبحوث مفصلة ودقيقة في المجالات العلمية والطبية والصيدلانية حتى لا نطلق التهم جزافاً كما يجب ان نعزز تلك الدراسات باخرى اقتصادية اجتماعية socio-economic studies عن مواضيع مثل ماذا يأكل الناس كيف يقضون حاجتهم ونوع المياع التي يستعملونها ويشربونها ووضعية المصدر، ونمط الحياة وهل طرأت في العشرين سنة الاخيرة تغييرات جذرية على نمط الحياة والطعام للمجموعات السكانية في منطقة ما من بلادنا، وعلاقة كل ذلك بالمناخ والبيئة وعلاقته بالهجرات الداخلية، وعلاقة ذلك بالحروب والجفاف. ولعمل تلك الدراسات فان لدينا والحمد لله آلاف الطلاب الخريجين من عشرات الجامعات والمعاهد العليا في مجالات الاحياء والطب وعلم الامراض وعلم وظائف الاعضاء physiology والكيمياء الحيوية Bio- chemistry والمختبرات والصيدلة وهندسة المياه والعلوم الاجتماعية والاقتصادية وما شباه من العلوم المقارنة والمتعلقة بموضوعنا، فماذا لو قام كل خريج بتغطية جزء من منظومة العوامل التي تدخل في دائرة الاتهام حول اسباب امراض الكلى عامة؟ ان الجواب على مثل هذا السؤال لا يبدو متاحاً في الوقت الراهن على الاقل واعتقد هنا ان الدور الاكبر لاقتراحي هذا يجب ان تتولاه وزارة التعليم العالي والبحث العلمي وذراعها الايمن جامعة الخرطوم. وبات من الواضح ان حل هذا المشكل وما قاربه من مشاكل يعج بها مجتمعنا لا تتم الا بملاقحة العلوم الطبيعية والهندسية مع علوم الاجتماع والاحصاء والاقتصاد كما لا يمكن الوصول الى نتائج حوله الا بالصبر والعمل الدؤوب في صمت في المعامل والاحياء وباتصال لصيق بالناس وخاصة المرضى منهم وهو عمل مكلف للمال والجهد والوقت: وهنا لابد من دور مهم لوزارة الصحة الاتحادية فمثلاً افاد احد الاطباء الكرام من خلال التحقيق المدخل لهذه المقالة بالمعلومة الخطيرة ومفادها ان عدد مرضى الفشل الكلوي الذين يدخلون القائمة كل شهر قد تغير من 30-40 الى 326 خلال سنوات قليلة وقد كنت اتمنى ان يوضح الطبيب المناطق التي اتت منها الحالات الجديدة كولايات ومدن او حتى مناطق جغرافية لان ذلك يساعد كثيراً في تتبع الحالات والمحاولة الجادة لحصر الاسباب ومن ثم استنباط خارطة طريق للعلاج والوقاية بعد ربط الاصابات باسباب وعناصر وظروف بيئية محددة. الاسمدة تلوث الآبار: اما في موضوع تسرب الاسمدة للمياه الجوفية في كسلا وغيرها فهو موضوع خطير جداً ويحتاج لدراسات عاجلة ومن ثم ضبط حازم لاستعمال الاسمدة وتقنين حفر الآبار الزراعية يتبع ذلك مباشرة وينسجم معه مشكلة السيفونات وهذه مشكلة كبيرة بدورها وحلها مكلف وهو عمل شبكة تصريف للمدينة باسرها، والى حين الوصول لهذا الوضع المثالي يمكن تقنين حفر الآبار عامة والسيفونات خاصة وربط ذلك باستخراج تصريح من الجهات المختصة قبل الحفر وكذلك التقييد بتصميم محدد للبئر حسب المنطقة ويشمل عمق البئر وبعدها عن الآبار الاخرى. وهذا العمل يحتاج لمتخصصين ويدخل في مجال ما يسمى ground water management وهو من اهم ابواب ادارة المياه عامة، وبالمناسبة فان مثل هذه التشريعات تطبق في الكثير من الدول المتحضرة ومنها دول الخليج. الأسباب والتحوطات: اما الاسباب التي في رأيي اغفلها التحقيق كمسببات محتملة للفشل الكلوي فهي تتلخص في النقاط الآتية: 1/ هناك لا شك حالات فشل كلوي تحدث في اسر تاريخها به امراض متعلقة بالكلى، وهؤلاء معرضون اكثر من غيرهم للفشل الكلوي وخاصة حينما يرتبط الامر بامراض اخرى مثل ضغط الدم والسكري. 2/ في هذه الايام التي بلغت فيها معدلات الحرارة ارقاماً قياسية «اكثر من 45 درجة مئوية بشهادة خبراء الارصاد» يجب التنبيه بصفة مستمرة على ضرورة شرب الماء لتعويض فقد العرق والسوائل الاخرى التي يفقدها الجسم، وذلك حتى لا يعوق فقد الماء الكلى عن عملها لأنها لا تعمل على فراغ، مثل ماكينة السيارة لا تعمل الا على زيت متحرك بطريقة مستمرة وإلا تعطلت عن الدوران، كذلك الكلى اذن تعمل في بيئة مائية والا اصيبت بأذى بليغ من المعروف ان الأطباء يوصون بشرب لتر كامل من الماء على الاقل في اليوم والليلة وانا اضيف انه يستحسن شرب لترين في هذه الايام الشديدة السخونة للشخص البالغ، تقسم على جرعات معقولة، وهو الرقم الذي توصي به الدوريات والمجلات العلمية. المخدرات: 3/ استعمال المخدرات ثبتت علاقته المباشرة بالفشل الكلوي وخاصة ما يؤخذ بالحقن، والعلاقة واضحة بين السموم التي تحتويها تلك المواد المخدرة وتأثير الكلى بها. 4/ على نفس المنوال حذر الاطباء والباحثون كثيراً من استعمال المستحضرات الطبية بدون ارشاد الطبيب وخاصة المضادات الحيوية وادوية الملاريا التقليدية والمهدئات وادوية علاج الصداع، وتوجد شكوك كبيرة حول الافراط في تلك المستحضرات وعلاقته بقصور الكلى. 5/ لا يخفى على احد اشكالية نوع الخميرة التي تستعمل في صناعة الخبز الاكل الرئيسي للمواطنين في المدن وكثير من القرى، ويدور شك كثيف حول تأثير مادة بروميد البوتاسيوم وامكانية تسببها في الاورام السرطانية والفشل الكلوي، وقد ابدت السلطات المختصة تجاوباً واضحاً نحو منع استعمال تلك المادة الخطرة، والبدائل متوفرة وخالية من اي مخاطر والرقابة على المخابز والافران مستمرة. 6/ استعمال الكريمات للجلد والوجه خاصة للسيدات والآنسات بدون استشارة طبية ولفترات طويلة خطر جداً وقد يتسبب في الفشل الكلوي، ويأتي ذلك عن طريق امتصاص الخلايا للسموم وبذا تدخل الدورة الدموية. 7/ الأشخاص المصابون بالتهابات متواترة في الجهاز البولي عامة ولاسباب متعددة اذا لم تتم معالجتهم بطريقة ناجعة وعاجلة قد يؤدي الامر الى تضرر الكلى. وكذلك هناك اشخاص معرضون اكثر من غيرهم للحصوات في المجاري البولية، والمثانة والكلى لاسباب فسيولوجية ووراثية.. وهذه يتم استخراجها او تفتيتها بالتقنيات الحديثة Leaser واهمالها يؤدي الى عجز في اداء الكلية او تعطيلها كلياً او جزئياً. ملحوظة: يجب الفصل بين التهابات الجهاز البولي وامراض الجهاز التناسلي وهذه من اختصاص الاطباء والمحللين المعمليين. الصحة المدرسية: كثر الكلام في هذه الايام عن الصحة المدرسية، ويبدو ان النية قد توطدت على اعادتها للمدارس بقوة، وهذه فرصة سانحة لتوعية وتدريب الطلاب والطالبات في كافة مراحل التعليم الثانوي والاساس عن اسباب ومخاطر الفشل الكلوي وسبل الوقاية منه. كما يمكن عمل التوعية اللازمة نحو الامراض الشائعة هذه الايام مثل الايدز، والاسهالات المائية والملاريا، هذا بجانب التوعية والتطعيم ضد امراض الطفولة السبعة. وبالطبع يمكن الاستفادة من الطاقة الهائلة والحماس لدى الاولاد والبنات في اصحاح البيئة، تمشياً مع النفرة الخضراء التي اطلقتها الحكومة أخيراً وذلك لنشر الخضرة والزهور وغرس الاشجار، والقاعدة العامة عندي وكما سبق ان حاولت توضيحه هي: البيئة السليمة والنظيفة والسلوك السوي والصحي وقاية تامة من كافة الامراض. حالات موثقة: اخيراً كم كنت اتمنى ان اجد فسحة أوسع لاسرد بالتفصيل حالات نموذجية وامثلة مما يسمى علمياً case history اي حالات موثقة لاشخاص واسر تؤكد ما رميت اليه خلال هذا المقال. ومن هذه اورد باختصار شديد هذه النماذج. 1/ سوداني واثناء الاغتراب في دولة عربية نسى يوماً ان يشرب الماء لمدة 24 ساعة لبرودة الجو والنتيجة، مغص كلوي حاد استدعى لزومه المستشفى، وكان يمكن ان يفقده كليته. 2/ اسرة لديها تاريخ قديم في ضغط الدم متلازم مع الفشل الكلوي، وبحسبة بسيطة وجدت انه يموت منهم واحد من كل 7 افراد في اعمار 30-50 سنة واحياناً في سن الشباب المبكر. 3/ رجل اعمال معروف تم نقل كلية له بعد تعرضه للفشل الكلوي في الخرطوم وكان الحدث متلفزاً حياً على الهواء بموافقته واعترف بعد خروجه من العملية للطبيب الذي اجرى الجراحة بانه يبتلع كورساً كاملاً من حبوب الملاريا كلما شعر باي اعراض او حمى. 4/ احد المعارف اصيب بضغط دم عال ولكنه وبعد اسعافه استمر يأكل ويشرب ما يعجبه رغم نصائح الاطباء والنتيجة: ينتظر متبرعاً لنقل كلية له ويغسل مرتين في الأسبوع. وقصص كثيرة وحزينة لا يتسع المجال لسردها كلها خلاصة الكثير منها اننا لا نزال لا نقدر خطورة امراض الكلى التقدير اللائق، ونتصرف ازاء ذلك بعفوية وعشوائية قاتلتين. كما اننا نجهل القاعدة العامة التي تقول ان الامراض التي تصيب الشخص عادة انما هي نتاج لتصرفه اليومي وعاداته الشخصية ومنها النظافة العامة للجسم والفم والغذاء المتوازن وممارسة الرياضة واهم شيء شرب كمية معقولة من الماء النظيف يومياً والكشوفات الدورية الاساسية لوظائف الاعضاء وضغط الدم والسكري. تحياتي وتقديري للاستاذ امير عبد الماجد لاثارته لهذا الموضوع الحيوي في جريدة «الصحافة» الغراء وارجو ان تكون هذه المساهمة البسيطة مفيدة وبناءة. ماجستير المياه الجوفية جامعة لندن المراجع: 1/ الامراض المرتبطة بالمياه: الوقاية والمكافحة. د. الحسن عبد الحفيظ الحسين- مدير الخدمات الطبية- محافظة سنار ورشة عمل يوم 23/2/2000م. 2/ المياه متهم رئيسي تحقيق جريدة الصحافة. اعداد الاستاذ امير عبد الماجد 1/4/2006م. 3/ الامراض ذات الصلة بالمياه. د. عصام محمد الشيخ- ورقة عمل- بدون تاريخ.
نقلا عن الصحافة http://www.alsahafa.info/index.php?type=3&id=2147506214
| |
|
|
|
|
|
|
|