دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
|
Re: قائمة البوكر القصيرة تهزم التوقعات .. أمير تاج السر يتقدم (Re: حمور زيادة)
|
الأخ الأستاذ حمور زيادة , اذكر بعد ان انتهيت من قرآءة اول رواية قصيرة للدكتور امير تاج السر حالما انتهيت من قرأتها فى مجلة الملتقى ان لم تخنى الذاكرة لم البث مخاطبا نفسى قائلا ( والله ياكتاب القصة القصيرة سوانيين على عرب ((جاكم بلا)) ). وقد كان . الدكتور امير جدير تماما بالفوز بهذه بجائزة البوكر وحتى ان لم يفز فهذا لن يغير فى الأمر شيئالا بالنسبة لدكتور امير ولا حتى لنا كقراء ومعجبين. شكرا ياحمور .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: قائمة البوكر القصيرة تهزم التوقعات .. أمير تاج السر يتقدم (Re: قلقو)
|
تحياتي استاذ قلقو كنت مستبعدا جدا ان يفوز امير بالبوكر لكني توقعت دخوله الى القائمة القصيرة. الان و بعد خروج واسيني الاعرج المرشح الرئيسي للجائزة و خروج خيري شلبي باتت الخيارات مفتوحه. ربما من الصعب ان تذهب الجائزة الى السعودية مرة اخرى بعد ان نالها عبده خال العام السابق. و خالد بري لو نالها فستكون فضيحة كبرى . و ميرال غالبا لن تنالها لأنها فازت بجائزة اخرى ستعلن خلال ايام .. الحسابات اصبحت مربكة جدا .. و مفتوحة.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: قائمة البوكر القصيرة تهزم التوقعات .. أمير تاج السر يتقدم (Re: حمور زيادة)
|
Quote: ربما من الصعب ان تذهب الجائزة الى السعودية مرة اخرى بعد ان نالها عبده خال العام السابق. |
اخى الأستاذ حمور, ولماذا لاتذهب الجائزة الى السعوية طالما كان العمل الأدبى جدير بالفوز, بغض النظر عما اذا كانت السعودية قد فازت بها العام السابق او لم تفز . متى نخرج اخى حمور من عباءة الأنتماءآت الضيقة وسياسة الترضيات ؟ هل هذه سنة اشتهرنا بها نحن العرب فقط ؟ انظر لكل الجوائز العالمية , ادبية كانت ام علمية او فنية الخ... هل يوجد مثل هذا الكلام ياحمور ؟ لا اظن . مع تحياتى .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: قائمة البوكر القصيرة تهزم التوقعات .. أمير تاج السر يتقدم (Re: قلقو)
|
كلامك سليم جدا يا قلقو لكن كمان في بعض الحالات نظام الكوتة ده بيخدم مبدعين من دول تسويقا ضعيف فبيكون حصولم على الجوائز خروج بهم الى رحاب اوسع. لكن المشكلة تكمن في التكتلات الثقافية و التنافس الوطني بعيدا عن التقييم الثقافي. و ده على فكرة بيتم بشكل تلقائي. لاحظ هسه نحن متمنين فوز امير لسودانيتو ما لجمال الرواية المرشحة تحديدا. و انا كنت واضح امبارح في حوار مع اصدقاء تحسرنا فيه على خروج غير مفهوم لرواية مصرية رائعةتسمى ملحمة السراسوة فقلت لهم بعد خروج السراسوة اتمنى صعود أمير لأنه سوداني صعود ميرال . مثل هذه الضغوط احيانا تؤثر على اللجان .. مثلا يطرح ان السودان لم يحصل على جائزة قط و ان ترشيح اديب سوداني يركز الضوء على الادب السوداني .. فيتم اختيار اديب جيد لدخول المنافسة. هذا ليس حكما كليا على البوكر لكنه يحدث في كثير من الجوائز. و العام الماضي حصل عبده خال على البوكر بعمل اظنه لا يستحق رغم جوده عبدةخال.. و تم استبعاد اعمال مصرية مثلا قوية لكن حصول مصر على البوكر في العام الذي قبله كان قيدا للجنة. و عادة ما تكون مصر هي المشكلة الاكبر في هذه اللجان. لغزارة الانتاج المصري و جودته. فهم يحدثون ضجة كبيرة متضررين من حرمان اعمالهم لموازنات الكوتة بينما يتضرر غيرهم من كثرة حصولهم على الجوائز لكثرة كتابهم. موضوع معقد و طويل و حساباته صعبة جدا.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: قائمة البوكر القصيرة تهزم التوقعات .. أمير تاج السر يتقدم (Re: حمور زيادة)
|
لصاحب البوست (الاخ حمور) التحية والسلام للكاتب امير تاج السر صادق الدعوات بالتوفيق
لمزيد من المعرفة والضوء اورد الاتي (المصدر : ويكيبيديا) :
جائزة بوكر الأدبية
أُطلِقت الجائزة العالمية للرواية العربية رسمياً في ابوظبي، عاصمة الامارات العربية المتحدة ، في أبريل/ نيسان2007. وهي ثمرة تعاون وتنسيق بين "مؤسسة بوكر" و"مؤسسة الإمارات"و "معهد وايدنفيلد للحوار الاستراتيجي"، التي كانت تتوق إلى تطوير جائزة خاصة بالرواية العربية. تم انشاء لجنة من الاختصاصيين ورؤساء التحرير والصحفيين الادبيين من اجل تقديم المشورة حول طريقة تنظيم الجائزة وتأليف مجلس أمنائها، الذي اختير أعضاؤه من العالمين العربي والانغلوفوني، وهم مسؤولون عن إدارة الشؤون العامة للجائزة. وقد دعمت "مؤسسة الامارات" هذه المبادرة منذ بداياتها، معنوياً ومادياً على السواء. الجائزة خاصة بالرواية حصراً، وهي تكافىء كلاً من الروايات الستّ التي تصل إلى القائمة النهائية بـعشرة آلاف دولار امريكي ، بالإضافة إلى خمسين ألف دولار امريكي للفائز.
--------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
عن جائزة بوكر هي من أهم الاهم الجوائز الأدبية المخصصة للأعمال الروائية اللغة الانجليزية ، وأكثرها صدقية، وذلك منذ تأسيسها عام 1968. تُمنح لأفضل رواية كتبها مواطن من المملكة المتحدة أو من دول الكومنولث أو من جمهورية ايرلندا . أعضاء لجنة التحكيم في جائزة "بوكر" هم من نخبة النقّاد والكتّاب والأكاديميين، ويتغيّرون كل سنة بغية الحفاظ على صدقية الجائزة ومستواها المهيب. تفرعت من الـ"بوكر" جائزة عالمية للرواية هما: جائزة بوكر الروسية التي تأسست عام 1992، وجائزة كاين للادب الافريقي عام 2000 الـ"بوكر" جائزةٌ تغّير مصير الكاتب الذي يفوز بها، إن معنوياً (ترجمات وشهرة عالمية)، أو مادياً (قيمة الجائزة وانعكاسها على مبيعات الكتب
(ويكيبيديا)
| |
|
|
|
|
|
|
Re: قائمة البوكر القصيرة تهزم التوقعات .. أمير تاج السر يتقدم (Re: قلقو)
|
استاذنا بشرى .. تحياتي .. شكرا لمرورك .. لا مشكلة في تكرار نشر الخبر .. و من الصعوبة ملاحظة بوست كهذا في قلب زجمة المنبر. بالنسبة لميرال الطحاوي فهي مناسبة لما اعلنته لجنه الجائزة من اهتماها هذا العام بكتابات المرأة والتطرف الديني. بروكلين هايتس فيها تجربة نسوية جاذبة. و سالم بن حنيش يناسب ما قيل من قبل ان الجائزة ستذهب للمغرب العربي و كان واسيني الاعرج هو المرشح لهذا بقوة خصوصا بعد موقفه الحكيم في معمعه مصر و الجزائر. و بقى حظ امير متوقفا على ما لا نعلم. لكن كما أشرت يا استاذنا فالوصول الى القائمة القصيرة يعتبر فوزاً في ذاته ينال به الجائزة المالية ويستحق التهنئة عليه.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: قائمة البوكر القصيرة تهزم التوقعات .. أمير تاج السر يتقدم (Re: حمور زيادة)
|
Quote: تسري منذ الأمس ليلاً شائعة قوية في أروقة ملتقى الرواية العربي هنا بالقاهرة أن جائزة البوكر ستذهب إلى أمير تاج السر.
أتمنى أن تنزل البوكر في الخرطوم هذه المرة. |
لسانك (بينأط) عسل ياحمور . نحن كلنا ندعوا ونتمنى لأمير الفوز , على الأقل حتى تخرجنا من جو الأحباط العام الذى يعمنا. هل يمكن ياأخ حمور ان نقرأ القصة فى موقع الفور شير ؟ مع تحياتى .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: قائمة البوكر القصيرة تهزم التوقعات .. أمير تاج السر يتقدم (Re: محمد قرشي عباس)
|
نتمناه ظافراً بالبوكر مشرفاً للسودان عاكساً شيئاً مضيئاً
http://www.daralhayat.com/internationalarticle/210929
المجتمع الناقص حين تحيط به جمالية المفارقة الجمعة, 10 ديسيمبر 2010 فيصل درّاج
هل البشر متساوون في معيشهم، أم أن أقدارهم تلغي المساواة وتملي فروقاً فادحة، وما معنى الرواية في شرط اجتماعي موروث، يبدأ بالنقص وينتهي به؟
يخالط السؤالين عبث صريح، لأن مساواة البشر فرضية سعيدة لا تتحقّق، مثلما أن الرواية حديث كوني، يعترف بجوهر الإنسان ويدع ظلال الجغرافيا جانباً. طرح الروائي السوداني أمير تاج السر السؤالين، وعبث بهما عبثاً عاقلاً، مندّداً بما يلغي السوي ويحتفي بالعبث.
استبقى أمير، في روايته الجديدة «صائد اليرقات» ( دار ثقافة - منشورات الاختلاف) مفهوم المساواة، المعروف لديه الذي يلوذ من خراب بآخر، ومكر السلطة - القوة، التي تصادر المخلوقات وتضع فيهم عطباً لا تحرر منه. إنه عالم النقص المكتمل الذي يعالجه سارد ناقص، يصل إلى منتصف الطريق ويقع، ذلك أن نقصه الكامل يردّه من بداية مريضة إلى بداية نظيرة أخرى. ولهذا تستهل الرواية بجملة توكيدية: «سأكتب رواية ، نعم سأكتب»، تعبيراً عن إرادة فردية حازمة، وتنتهي بجملة متلكئة عن رواية لن ترى النور. لأن «اليرقة» التي ينتظرها طور يكملها تظل، في شروط الخراب «يرقة»، حال رواية جمعت عناصرها وسقطت في الماء. ولعل ما يبدأ، ويبقى مراوحاً في بداية عاجزة، هو الذي استدعى «مجتمع الفقر»، الذي تدور الرواية فيه، إذ كل شيء يشبه صورته ولا يطابقها، كما لو كان «الشبه» بديلاً مطلقاً عن التطابق. فلا المقهى هو المقهى، فهو عامر بأشباه البشر والعفوش والروائح الثقيلة، ولا الروائي روائي، يدخل إلى جُحر ويخرج إلى متاهة، ولا صاحب المكتبة يعرف لغة الكتب... «مجتمع الفقر» ، يطرد الأشكال أو تطرده الأشكال، ويستبقي الهوامش والظلال و«كُسيرات من البشر»، لكنه يستبقي سلطة ترصد أنفاس البشر وتعيد إنتاج السديم بلا اقتصاد.
يبدو المجتمع السديمي، الذي يشبه المجتمع العادي وينفصل عنه، مادة خاماً يعالجها خطاب روائي مهجوس بالقمع والتحرر، غير أن هذا المجتمع، الذي يعطّل الزمن ويجافي النمو والتطوّر، يطرح على الروائي والكتابة الروائية سؤالين: إذا كانت الكتابة الروائية شكلاً تتصالح فيه تناقضات كثيرة، فكيف يمكن لمجتمع يفتقر إلى الشكل أن يعثر على شكل روائي ؟ حوّل أمير تاج السر موضوعه الروائي، وباقتدار كبير، إلى سؤال روائي، أو إلى سؤال يتاخم نظرية الرواية. وللجواب بواباته المحتملة: لا رواية لمجتمع سديمي ينقض الأشكال، أو أن له رواية معوّقة خاصة به، أشبه بـ «اليرقة»، التي يعالجها الموت قبل أن تكتمل، أو أن له «عالم الفنتازيا»، الذي قانونه الذهبي العبث بكل القوانين. لن يكون «الراوي الفنتازي»، المهجوس برواية مستحيلة، أو براوية هي صورة عن معيشه، إلا كياناً منقسماً، يحاول بناء الشكل في مجتمع تستعصي عليه الأشكال. ولهذا يصدّر الروائي السوداني عمله بمقطع إسباني يقول: «انزل إلى الشارع في بطء، وابحثْ عن الآخرين، هنا تجد الجميع، وأنت بينهم». تعبّر الجملة الأخير عن مأساة الروائي، الذي يريد أن يضع مجتمعاً لا شكل له (مجتمعاً أفريقياً يطل على النيل) في شكل روائي، منتهياً إلى «الفنتازيا»، بلغة أدبية، أو إلى «الرعب»، بلغة عارية بعيدة من الأقنعة.
أقام الروائي السوداني أمير تاج السر «روايته الفنتازية»، التي تنفذ إلى قرار المأساة وتعبث به، على مفهوم : المفارقة، الذي يوحّد بين الموضوع ونقيضه، ويدفع بالموضوع المتناقض إلى الموت والشلل. أما الحركة المتناقضة التي تجمع بين الكساح وشهوة السير الطليق فمتابعة بالكوميديا والمأساة معاً، وبرعب مخادع يسفر عن وجهه ولا يسفر عنه تماماً. رسمت رواية «صائد اليرقات» المفارقة بنسق من الشخصيات المعطوبة بالضرورة: المخبر العتيد المتقاعد الذي رغب في أن يكتب رواية، بعد أن فقد ساقه في مهمة أمنية «جليلة»، واستعاض عنها بساق خشبية «بذيئة»، تتيح له الاختلاف على مقاهي المثقفين والكتاب الذين كانوا، قبل التقاعد، «هدفاً أمنياً ثميناً». وهناك «عاشق المسرح السخيف»، الذي يقنعه دور «الكومبارس» الموطّد بإعلان مصطنع بذيء، يجعله نجماً تليفزيونياً من نجوم الإعلان، كما لو كانت الدعاية التلفزيونية لـ «المشروبات الغازية» تجسيداً للمسرح ومرآة للفن الحقيقي. ويأتي ثالثاً حفار القبور، الذي أتاح له تشجعيه للرياضة الحصول على أكثر من وسام، إلى أن ينتهي مجهولاً في مستشفى فقير. تحمل الشخصيات الأساسية الثلاث، كما شخصيات أخرى، إعاقة داخلية، تثير السخرية، في مستوى منها، حاجبة الفراغ بفراغ أكبر، وتفصح عن المأساة في مستوى آخر، فهي تحلم وتعجز عن تحقيق ما تحلم به، مقيدة إلى عجز، لا يمكن التحرر منه.
المخبر والرواية
ومع أن حفار القبور، الذي حفر قبره قبل أن يموت، ينتهي مجهولاً بلا «أوسمة»، تاركاً وراءه مسرحياً زائفاً ومخبراً لن يكتب رواية، فإن في مصيره، وهو الإنسان - النكرة، ما يعلن عن مصائر الشخصيات الأخرى، التي تأتي من الفراغ وتتبدّد في الغبار. تعود، في هذه الحدود، جملة الاستهلال: «انزل إلى الشارع في بطء، تجد الجميع وأنتَ بينهم». ليس الجميع إلا هوامش بشرية، لا تعرف مجتمع الرواية ولا يعرفها مجتمع الرواية، فتكتفي برواية مغايرة تشبه الرواية، أو برواية فنتازية، أقرب إلى «ارتجال محسوب»، يصرّح برعب ثقيل الطبقات. تتوق كل شخصية نكرة، في المجتمع المقموع، إلى اعتراف الآخرين بها، متوسلة قناعاً خارجياً يشدّ الانتباه إلى وجهها الممسوح، الذي هو ترجمة لقناع آخر موروث. وبسبب رغبة المقموع بوجه يتعرّف به: يريد المخبر أن يصبح روائياً، و«المدلّك» نجماً مسرحياً، وحفّار القبور زميلاً للرياضيين. ومع أن في المفارقة التي تخترق الشخصيات جميعاً، ما يعلن عن انفصال كل إنسان عن ذاته، وانفصاله عن غيره تالياً، فإن فيها ما يهمس بالتضامن أيضاً، ذلك أن من يبحث عن اعتراف الآخرين به يعترف، ضمناً، بهؤلاء الذين يودّ أن يعترفوا به. تصبح المفارقة ، بهذا المعنى، أداة فنية ومنظوراً للعالم في آن: ترسم شخصيات تنوس بين الاغتراب والتحقق المستحيل، وتهجو مجتمعاً يقتات بنقصان مفتوح.
كثّف أمير تاج السر منظوره، وكما يفعل كل روائي نبيه، بشخصية - أساس يمثّلها سارد ناقص يدعى: عبد الله حرفش، أوعبد الله فرفور، الذي يجمع اسمه بين العبودية والسخرية. يتكشّف مساره الساخر في انتقاله من «مخبر» يكتب التقارير عن المثقفين إلى «مثقف طارئ»، يختلط بالمثقفين وينتظر بدوره مخبراً مكيناً يكتب عنه تقريراً. غير أن وضعه الساخر، أي المأسوي، يستظهر في ساقه الخشبية «البذيئة»، التي حرمته من قدرة المطاردة التي كان يتمتع بها. ولذلك يبدأ ناقصاً وينتهي ناقصاً، يدخل إلى عالم المثقفين وقد خسر جزءاً من ذاته، ويخرج من عالمهم وقد خسر جزءاً آخر، فمسؤوله الأمني القديم يطلب منه استئناف مهنته القديمة، لأنه أصبح عارفاً بقضايا المثقفين وخطرهم الأكيد على «أمن الوطن». فمن المفترض أن يفضي به «فضوله الروائي» إلى كتابة رواية، قبل أن يتحوّل إلى روائي - يرقة، أنجز رواية - يرقة، ذلك أنه إنسان - يرقة، تختار له السلطة المهنة التي تريد. إنسان لا قوام له، وضعت السلطة فوق وجهه قناعاً، وبترت غاياتها ساقه، وحوّلت أغراضها مساره، كما لو كانت حقيقة وجوده من حقيقة السلطة، التي تقذف به من مدار إلى آخر. إنه البؤس الاستثنائي الذي لا يُحاكى. ولهذا يبني «طموحه الروائي» على محاكاة حزينة، مشيراً إلى رواية كتبها «إسكافي فقير في رواندا» وأخرى كتبتها « بائعة هوى تائبة في سايغون»، وثالثة وضعها «بائع ورد بنغالي في مدينة نيس الفرنسية»، قبل أن يعرف أن مجتمعه السديمي الناطق بالعربية، يرمي به إلى خارج أشكال البؤس جميعاً.
تتحدث المفارقة، كما مارسها أمير تاج السر، عن إنسان يريد أن يتعرّف على ذاته، أن يكتشف هويته ويرى إمكاناته، دون أن يصل إلى ما يريد، لأنه مصادر بثبات السلطة، أو سلطة الثبات. ولذلك تغيب الأسماء، وهي حق الإنسان الوحيد، وتطفو الألقاب: صاحب المقهى، حفّار القبور، المدلّك، المسيحي (ر.م) صاحب مكتبة (أعلاف)، الزميل (4 . ب) والروائي المعروف الذي له وجه يشبه الناقة. هناك «آخر» بلا اسم و «أنا» بلا اسم أيضاً، ذلك أن الحق في الاسم، في بلاد «صناعة التقارير الأمنية» لا وجود له. وإذا كان «الآخر» لا وجود له إلا بـ «آخر» يبادله الحوار، فإن السلطة المطلقة، التي لا تحتاج إلى آخر، تختصر البشر جميعاً إلى «المخبر» و«هدفه الأمني» و «السجن»، الذي يصيّر شعارات المثقفين إلى صمت ذليل. ولهذا تصبح الكتب، كما تقول الرواية، «بيوضاً فاسدة»، يؤمّن إتلافها نظافة المجتمع و «المواطنين»، لذا يقول المخبر «ما وقفت أمام مكتبة من قبل إلا حين يدخلها مشبوه ملاحق من أجهزتنا، أو تتحدث التقارير عن كتب ممنوعة تدخل البلاد خفية.» . وإذا كان في صيغ النظافة، التي تقترحها السلطة، الغائبة الحاضرة، ما يثير الضحك المختنق، فإن الضحك يتحوّل إلى قهقهة مجلجلة، حين يكون على المخبر - المثقف أن يشي بنفسه، بعد أن دخل عالم المثقفين، وأن يستعيد قناعه القديم، الذي لم يفلح في التحرّر منه على أية حال.
وصف أمير تاج السر، في روايته «صائد اليرقات»، عالم الأرواح البائسة، وأطلقها في فضاء مؤثث بالبؤس، يسرد تلك العلاقة الشهيرة بين بؤس الوعي وبؤس المعيش.
ابتعد الروائي، وهو يسرد البؤس في شكليه، عن المباشرة أو ما يشبهها مكتفياً بنبرة هامسة وباقتصاد لغوي مدهش، مفسحاً المجال لنعوت وصفات تمر بلا ضجيج: الهزيل، المتخبّط ، الأغبر، الخليع، الشاحب، و«حافلات النقل الممتلئة بالفقر والبشر»، ... انتهى إلى أسلوب يذيب البؤس في الهواء ويراكمه فوق القلوب والأفئدة»، ويوطّد بسخرية باردة، تجعل من الأسى وجهاً عادياً من وجوه الحياة، كما لو كان امتداداً لمقاعد مخلّعة وأزقة ضيقة و «أثيوبيات محطّمات»، يحملن مظهراً نظيفاً في فضاء هجرته النظافة.
عالج أمير تاج السر، في «توترات القبطي» موضوعاً سياسياً، قوامه الطائفية القاتلة، وحذف المكان ولم يحذفه: حذفه مشيراً إلى النيل والشمال الشرقي الأفريقي، ولم يحذفه لأن أشباح الطائفية منتشرة في كل مكان. آثر هذا الروائي النبيه، في روايته «صائد اليرقات»، أن يدخل إلى السياسة متوسلاً السخرية السوداء، أو «فن الهجاء» كما يقال بلغة ناقصة. قام بحذف المكان من جديد، من دون أن يحذفه تماماً، مبرهناً أن السخرية كتابة مقاتلة، تحتج على ما يضع البشر خارج أرواحهم، وعلى ما يبتذل اللغة ويجعلها نافلة، فلا يمكن معالجة اللامعقول بلغة معقولة، لأن للأرواح الكسيرة لغة لا يعرفها أحد. ولهذا يصبح وجه الروائي، في تصور المخبر، مساوياً لوجه الناقة، ويغدو صاحب المقهى «المضحّي والمضحى به» في آن، ويعادل المخبر- الروائي بائعة هوى تائبة.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: قائمة البوكر القصيرة تهزم التوقعات .. أمير تاج السر يتقدم (Re: بله محمد الفاضل)
|
.... تحياتي حمّور تابعت أمير تاج السر وهو يخطو أول خطواته عندما كان زميلاً لنا بمصر في ثمانينات القرن الماضي (لوووول) كثيرون وقتها حاولوا أن يقصروه داخل جلباب خاله الطيب صالح وإن كنت أعتقد أن ذلك كان لا يخلو من بعض الإيجابيات على مسيرته فأنت أحياناً تحتاج لدهشة من هذا النوع تجبر الناس لقراءتك ولو من دوافع الفضول والمقارنة بالاسم الأدبي الكبير. أشهد له انه استطاع أن يجتاز هذا كله بمهارة، خاصة في جو الاستقطاب السياسي الحاد الذي كان يميز تلك الحقبة من حياة الطلاب السودانيين بمصر والذي كان يصبغ كل المبدعين (وغير المبدعين) كلٍ بصبغة توجهه السياسي ويحدد بعدها لمن يجب أن نقرأ ولمن يجب أن نسمع .... وكان أن فرض نفسه كاتباً مبدعاً على الجميع .... أتمنى صادقاً أن يفوز الأخ أمير بالجائزة القيمة
| |
|
|
|
|
|
|
|