السبت 26/5/2012 جمعية الصحفيين السودانيين تنظم أمسية عن تجربة حميد

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-06-2024, 04:41 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثاني للعام 2012م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
05-24-2012, 11:49 PM

صديق الموج
<aصديق الموج
تاريخ التسجيل: 03-17-2004
مجموع المشاركات: 19433

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
السبت 26/5/2012 جمعية الصحفيين السودانيين تنظم أمسية عن تجربة حميد

    مساء السبت بالنادي الأدبي بالرياض
    جمعية الصحفيين تنظم أمسية عن تجربة الشاعر "حميد"

    تنظم جمعية الصحفيين السودانيين بالمملكة العربية السعودية بالتعاون مع النادي الأدبي بالرياض، في تمام الثامنة مساء السبت الموافق 26 مايو 2012م بمقر النادي الأدبي
    بالرياض أمسية نقدية عن تجربة الشاعر السوداني الراحل محمد الحسن سالم (حُمَّيْد). وذلك بحضور نخبة من الشعراء والمثقفين السعوديين والسودانيين والعرب.
    يشارك في هذه الأمسية كل من الناقد والقاص الدكتور بشرى الفاضل، والشاعر عالم عباس رئيس اتحاد الكتاب السابق بالسودان، ويقدمها الشاعر نصار الحاج، بالإضافة
    إلى مداخلتين رئيسيتين لكل من الشاعر محمد مدني، والناقد والشاعر محمد جميل أحمد.
    وصرح الأستاذ حسين حسن حسين رئيس جمعية الصحفيين السودانيين بالمملكة، أن هذه الندوة تأتي في اطار الأنشطة التي تنتظم مختلف مدن السودان ودول المهجر تخليدا
    لذكرى تأبين الشاعر الراحل "حميد" من خلال الاحتفاء بأعماله وتجربته الشعرية. كما أنها جزء من دور الجمعية في التعريف بأعلام السودان ورموزه في مجالات الإبداع المختلفة"
    ، وقد أعرب عن شكره للمسؤولين في النادي الأدبي لاستضافتهم هذه الأمسية التي تأتي امتداداً للتعاون المشترك بين الجمعية والنادي.
                  

05-25-2012, 00:09 AM

بدر الدين الأمير
<aبدر الدين الأمير
تاريخ التسجيل: 09-28-2005
مجموع المشاركات: 22969

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: السبت 26/5/2012 جمعية الصحفيين السودانيين تنظم أمسية عن تجربة حميد (Re: صديق الموج)

    ياسلام
                  

05-25-2012, 01:57 PM

صديق الموج
<aصديق الموج
تاريخ التسجيل: 03-17-2004
مجموع المشاركات: 19433

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: السبت 26/5/2012 جمعية الصحفيين السودانيين تنظم أمسية عن تجربة حميد (Re: بدر الدين الأمير)

    بدر الدين الامير ........سلام
    يازول يا كيك حميد ده لو فى اى دولة غير السودان وحاتك شعره ممكن يدرس
    طاغور السودان اسميه هذا الانسان كتب الياذات ولكننا فى اعوام الرمادة ،،،
                  

05-25-2012, 10:57 PM

صديق الموج
<aصديق الموج
تاريخ التسجيل: 03-17-2004
مجموع المشاركات: 19433

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: السبت 26/5/2012 جمعية الصحفيين السودانيين تنظم أمسية عن تجربة حميد (Re: صديق الموج)

    فوق
                  

05-26-2012, 12:07 PM

nassar elhaj
<anassar elhaj
تاريخ التسجيل: 05-25-2003
مجموع المشاركات: 1129

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: السبت 26/5/2012 جمعية الصحفيين السودانيين تنظم أمسية عن تجربة حميد (Re: صديق الموج)

    تحياتي يا صديق
    فوق
    على الموعد اليوم عند الساعة الثامنة مساء ..
                  

05-26-2012, 05:15 PM

abdulhalim altilib
<aabdulhalim altilib
تاريخ التسجيل: 10-16-2006
مجموع المشاركات: 4050

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: السبت 26/5/2012 جمعية الصحفيين السودانيين تنظم أمسية عن تجربة حميد (Re: nassar elhaj)

    إذن فنحن على موعد مع أمسية جميلة رائعة
    وفي حضرة من نهوى من جهابذة الشعر من
    أمثال د. بشرى الفاضل و عالم عباس ونصار
    الحاج ومحمد مدني ومحمد جميل .. ومؤكد
    ستكون أمسيتنا بطعم حميد .. الذي رحل
    عنا جسداً .. وبقي بيننا بعوالم شعره والتي
    نحت مفرداتها من عمق بيئتنا السودانية ،
    وضمخها بخيالها الخصب وتصويراته البليغة .

    ومؤكد سوف ننتشى حتى الثمالة ونحن نستمتع
    بالإلقاء الجميل المتفرد لاديبنا المفوه
    عاشق الحقيبة وأحد سدنة حفاظها ، أخونا
    صديق الموج .

    إلى الملتقى إذن ، بمشيئة الله ..
    وفي حضرة حميد يطيب الجلوس ، ويحلو التحليق
    في فضاءات جميل شعره وسمو حرفه وعظيم نظمه.

    مودتي ،


    ( ليمو )
                  

05-28-2012, 01:11 PM

صلاح هاشم السعيد
<aصلاح هاشم السعيد
تاريخ التسجيل: 07-03-2008
مجموع المشاركات: 987

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: السبت 26/5/2012 جمعية الصحفيين السودانيين تنظم أمسية عن تجربة حميد (Re: abdulhalim altilib)

    أخونا:
    صديق الموج ـ
    لك التحية
    كنت أنتظر ـ بوست يفتح بخصوص الليلة ـ
    ولم أنتبه ..
                  

05-28-2012, 01:27 PM

صديق الموج
<aصديق الموج
تاريخ التسجيل: 03-17-2004
مجموع المشاركات: 19433

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: السبت 26/5/2012 جمعية الصحفيين السودانيين تنظم أمسية عن تجربة حميد (Re: صلاح هاشم السعيد)

    ابو السعيد ........................سلان
    ننتظر الاخوان اسعد الريفى واخرون بحزرتهم الصور ان يرفدونا
    بصور حتى نحلى البوست بصور الحضور الكمى والنوعى لتلك
    الليله..
    حسين حسن يا ريس بالله ساعدونا بالصور،،،
                  

05-28-2012, 01:54 PM

اسعد الريفى
<aاسعد الريفى
تاريخ التسجيل: 01-21-2007
مجموع المشاركات: 6925

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: السبت 26/5/2012 جمعية الصحفيين السودانيين تنظم أمسية عن تجربة حميد (Re: صديق الموج)

    الاخ صديق الموج
    تحياتى
    الصور التى معي الان من "الجوال " لكنلتي التقطتها مصور النادى الادبى سياتينا بها الاخ اسماعيل ..
    و من عندى

    IMG_1400.JPG Hosting at Sudaneseonline.com
                  

05-28-2012, 01:57 PM

اسعد الريفى
<aاسعد الريفى
تاريخ التسجيل: 01-21-2007
مجموع المشاركات: 6925

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: السبت 26/5/2012 جمعية الصحفيين السودانيين تنظم أمسية عن تجربة حميد (Re: اسعد الريفى)

    IMG_1412.JPG Hosting at Sudaneseonline.com
                  

05-28-2012, 02:02 PM

اسعد الريفى
<aاسعد الريفى
تاريخ التسجيل: 01-21-2007
مجموع المشاركات: 6925

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: السبت 26/5/2012 جمعية الصحفيين السودانيين تنظم أمسية عن تجربة حميد (Re: اسعد الريفى)

    nasar1.jpg Hosting at Sudaneseonline.com
                  

05-28-2012, 02:05 PM

اسعد الريفى
<aاسعد الريفى
تاريخ التسجيل: 01-21-2007
مجموع المشاركات: 6925

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: السبت 26/5/2012 جمعية الصحفيين السودانيين تنظم أمسية عن تجربة حميد (Re: اسعد الريفى)

    IMG_1406.JPG Hosting at Sudaneseonline.com
                  

05-28-2012, 02:12 PM

اسعد الريفى
<aاسعد الريفى
تاريخ التسجيل: 01-21-2007
مجموع المشاركات: 6925

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: السبت 26/5/2012 جمعية الصحفيين السودانيين تنظم أمسية عن تجربة حميد (Re: اسعد الريفى)

    IMG_1403.JPG Hosting at Sudaneseonline.com
                  

05-28-2012, 02:36 PM

اسعد الريفى
<aاسعد الريفى
تاريخ التسجيل: 01-21-2007
مجموع المشاركات: 6925

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: السبت 26/5/2012 جمعية الصحفيين السودانيين تنظم أمسية عن تجربة حميد (Re: اسعد الريفى)

    nady.jpg Hosting at Sudaneseonline.com
                  

05-28-2012, 02:42 PM

اسعد الريفى
<aاسعد الريفى
تاريخ التسجيل: 01-21-2007
مجموع المشاركات: 6925

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: السبت 26/5/2012 جمعية الصحفيين السودانيين تنظم أمسية عن تجربة حميد (Re: اسعد الريفى)

    IMG_1222.JPG Hosting at Sudaneseonline.com
                  

05-28-2012, 02:53 PM

اسعد الريفى
<aاسعد الريفى
تاريخ التسجيل: 01-21-2007
مجموع المشاركات: 6925

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: السبت 26/5/2012 جمعية الصحفيين السودانيين تنظم أمسية عن تجربة حميد (Re: اسعد الريفى)

    bshra.jpg Hosting at Sudaneseonline.com
                  

05-28-2012, 02:58 PM

اسعد الريفى
<aاسعد الريفى
تاريخ التسجيل: 01-21-2007
مجموع المشاركات: 6925

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: السبت 26/5/2012 جمعية الصحفيين السودانيين تنظم أمسية عن تجربة حميد (Re: اسعد الريفى)

    IMG_1386.JPG Hosting at Sudaneseonline.com
                  

05-28-2012, 03:16 PM

اسعد الريفى
<aاسعد الريفى
تاريخ التسجيل: 01-21-2007
مجموع المشاركات: 6925

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: السبت 26/5/2012 جمعية الصحفيين السودانيين تنظم أمسية عن تجربة حميد (Re: اسعد الريفى)

    Untitled48.jpg Hosting at Sudaneseonline.com
                  

05-28-2012, 05:46 PM

صديق الموج
<aصديق الموج
تاريخ التسجيل: 03-17-2004
مجموع المشاركات: 19433

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: السبت 26/5/2012 جمعية الصحفيين السودانيين تنظم أمسية عن تجربة حميد (Re: اسعد الريفى)

    جمعية الصحفيين تنظم أمسية عن تجربة الشاعر "حميد"

    الزمان السبت : 26 مايو 2012م

    المكان : النادي الأدبي بالرياض

    * رحبت المنصة ( نصار الحاج بالضيوف ) وتقدمت بالشكر لإدارة النادي الأدبي بالرياض ، ثم قدم المتحدث الأول الشاعر عالم عالم عباس رئيس اتحاد الكتاب السودانيين السابق .

    * تحدث عالم عباس قائلا :

    كنا في موكب تشييع الراحل حميد بالسودان وكان الشباب يرددون أشعار حميد ، كان بالنسبة لهم الكخبز الثقافي ، رأينا رياح اكتوبر في جموع شباب الجامعة الحافظين لشعر حميد الثوري .
    ثم تحدث عن الشعر الثور وقال : في طليعة الشعراء الثوريين محجوب شريف القدال أزهري محمد علي . ثم قال أنا قصد أبين إلا أي مدى الان صار الشعر العامي في مستوى من الذيوع يكاد
    ينافس الفصيح وكيف استطاع أن ياخذ هذا الحيز ويمكن هذا هو هدف الورقة في المقام الأول.في الخمسينات والستينات سيطر الشعر الفصيح ، في قوالبه الخليلية الفراهيدية على الساحة الثقافية
    ولاقت نواحي التقبل كثير من العنت والصعوبة ولسبب في تقديري أن الماسكين على مفاصل تدريس اللغة العربية في ذلك الزمان خريجي المعاهد العلمية والازهر تحديداً ولم تكن للغة العامية
    أي فرصة للظهور أو الإهتمام في المنابر الثقافية وربما انحصرة معرفة الوسط بالشعر العامي في اشعار الحاردلو الكبير في البطانة الذي أحتل مرتبة رفيعة ولازال في خارطة الشعر الحماسي بالتحديد
    ، إلا في النخبة الرفيعة المهتمة باللغة في المقام الأول وفي المقام الثاني أهل منطقة رفاعة بحكم أنه منهم وأكثر قربا لبيئتهم . هنالك أمثال ود شوراني وعكير الدامل من شعراء الهمباته والدبويت ، الذي
    غلبت عليه الشعر القومي في المنتديات السياسية والذي كان قصده التاهيل الجماهيري في الأحزاب كما هو معتاد في الليالي السياسية الشعرية الزمان ، عدا ذلك ماكان هنالك مجال للشعر العامي أن يكون له حيز أو مرحب به .
    كانت مجلة الكبار وهي مجلة تصدرها دار النشر بالخرطوم لديها مجلة الكبارة مجلة أساسا صادرة للكبار لمحو الأمية فكان جزء من جذب أهتمام القاري وتحفزه هذه المقاطع باللغة العامية ،
    انا الدابي الكمن لزول بعيقة ، ماكانت الصحف تحتفي بالشعر العامي بحكم غلبة الناشرين وأهلالتحرير والقراء ماكان هنالك مجال كبير للأحتفاء بالعامية في ذلك الوقت إلا في مربعات خجولة تظهر وتختفي من فترة لي أخرة .
    معركة الشعر الحديث مع سدنة المدرسة القديمة مع عمودها وموسيقاها أستعرت بشكل أفضل شملت حتى الدفاع عن اللغة العامة بشكل عام وقدرتها في الإفصاح والإبانة ونجد نماذج للشعراء الكبار أمثال صلاح أحمد ابراهيم
    ومصطفى سند ، صلاح كان له إهتمام وفتوحات جيدة ، هنالك كثيرون لكن تركيزي على الناس الذين اشتهروا بكتابة الشعر العامي فحسب دون الدخول في التفاصيل هنالك من يكتب العامي وغيرهم الغناء ، خليل فرح العامية
    والشعر الفصيح ، اسماعيل حسن ، سيد أحمد الحردلوا وهكذا ، لكن الشعر العامي فقط ، ولم يكتبوا شعر فصيح عندما انطلقت أكتوبر كان الطلاب من بادروا بصياغة شعرها عبر تجماعتهم السياسية والأندية وكانت تغيرت
    النظرة إلى العامية فوجدة لها حيز واسع وسط الطلاب وظهرة أسماء مثل فضل الله محمد على عبد القيوم كامل عبد الماجد ، عبد الباسط ، ومجموعة ابا دماك أبادماك عملت تيار أختراقي من أكثر الجماعات التي أشتغلت
    في هذا الجانب وخرجت إلى الريف ، كانت الجماعة صفوية ، لكن أبادماك كانت تنتقل للريف وتشاركهم والعمال والمزارعين في الحدث الثقافي في التمثيل وفي السرد شكلوا أختراق مهم جدا> .
    هذا الحراك نحو أكتوبر وبعده والحركة الثقافية في تغيراتها الكثيرة ماتم بمعزل في السودان فحسب ففي مصر بدت أهتمام بالعامية صلاح جاهين وقبله بيرم التونسي وفؤاد حداد أحمد فؤاد نجم وكثيرون منهم خصوصا ً
    الأبنودي ، اسماعيل ويوميات حراجة القط ، والأرض والعيال وأنا والناس وغير ذلك من تلك الدوايين وكان حركة القومية العربية كان هنالك احتفاء بالقصيدة العامية وبالمقابل كان هنال بالسودان نوع من الإحتفاء ليس
    تقليدا لكنه حراك ثقافي والإثنين كل واحدة منهم بثروتها ، كان الإنسان بسيط ليس الصفوي خريج الجامعة الذي يهتف ياله من كذا وكذا ، لحنوا ماكان مدار أهتمام الأهم كان تصويل المعلومة والفكرة لوجدان الناس .
    الأبنودي زار السودان وله جماهيرة واسعة في الخرطوم ولياليه السياسية شجعت الكثير من المبدعين وهو أشاد بهم فكان اشادته وإشتراكه حافز ودافع لزيوع هذا الشعر وتوسع مكانته في ذلك الزمان
    جاءت مايو وأستندت على دينماكية اليسار ، قد يكون هذا تحليل الخاص لكن اليساريين في السودان دياما في المجال الإبداعي كان أكثر الناس عطاء وسبق ، الإختراقات الثقافية التي عملت هم البدوها ، لأن أكثرهم كانو
    في مظهرهم أكثر تزمتاً اليمين ، بالتالي الفتوحات الثفافية ساهم فيها اليساريين . إذا الإهتمام بالمجال الثفاي بالمزارعين ورفع مستواهم ، جعلت من العامية تنافس الفصحي وتتسيد على المنابر وبرزت أسماء واسعة غنت
    للثورة ، مثل حدربي محمد سعد ( تحسبه لعب شليل ) طبيعة الشعر نفسه وموصوعاته تغيرت الإحساس ، وأنحسار موضوعات الشعر العامي في الفروسية كانت في الغزل ،لكن توسعت المواعين والموضعات وصارت تهتم بالحراكات الإجتماعي
    بكل مواضعيه غزل ، بعيد من ما ءلت إليه مايو منذ أحداث يوليو ومابعدها تزامنت القصيدة العامية مع الفصحية في الساحة وإنحسرت الكلاسكية على نحو خاص في الجمعيات والمنتديات ومعهد الموسيقى والمسرح والوسط الطلابي
    في الثمانيات برز شباب لفتو النظر وتفردوا بثلاث أشياء

    1 المواضيع التي يتناولوها

    2 قاموسهم العامي

    3 الأداء واسلوب الإلقاء المتمكن والآسر ومعرفتهم بالأبنودي وأنا أعني تحديد أزهري والقدال وحميد واضع المقطع القصير فيما يتعلق بأداء حميد فهو منبري من الطراز الأول ويعرف كيف يقراء شعره وكيف يقعده وكيف يتوقف حينما يجب أن يتوقف له القاء اثر وأخاذ وكذلك القدال وأصعب مشاكل الشعر العامي الألقاء لأن كل ناس لهم طريقة لذلك حميد والقدار أصبحوا يرفقوا مع قصائده شريط كست .

    شكل الشعر الثوري الرافض لنميري أهم خطوط المقاومة وكان تلك المنابر الفكر والمواجهة ولم يطالها الخراب كالحال اليوم ، صار الطلاب يحفظون تلك الأشعار ، وصارت كل قصيدة تشكل مظاهرة ، مثال مسدار ود السرة لليانكي وشيخ تلب ونوره وعم عبد الرحيم وتفاصيل ماحدث لحميد وغير ذلك من القصائد

    انهار نظام نميري وأودة الديمقراطية وعاد العكسر في يونيو وحتى اليوم وتغيرت معالم الوطن وضاع ثلثه وأنكمش في ذاته ولم يسلم من التشرزم ولا يبدو في الأفق بشاير خلاص مع كل ذلك ظل الشعراء يقومون بالغناء لأنسان الوطن بقصائد غاضبة وألفه ودعوة للتسامح والسعي لإطفاء الحرايق ( ارضا سلاح ) .

    القدال بقصائده الغاضبة والساخرة تتشبس بالوحدة المستحيلة أنا مابجيب سيرة الجنوب ، جاب القدال أطراف السودان وتحلقت حوله الألوف يخاطبهم بمفردات عاميتهم ما أن يبتدر القصيدة حتى يشاركوه في أكماله حفظوا أشعاره وصارت تسبقه للمنابر القدال يهضم العامية السودانية ويطوعه في قاموسه وحيث ماحل ينشده بعاميتهم كأنه شاعرهم المتقمص لشخصيتهم .

    حميد جانب آخر يحفر عميقا في لهجة أهله ومنطقة ويعيد سبك هذه اللغة الموحية ويتخير مفرداتها ويعيد اليها الحياة .

    حميد ينشر لغة منطقته عند الناس وبالتالي كثير من الناس أضافوا إلى قاموسهم مفرات جديد أسهمت في التواصل والمحبة وصقل الوجدان ، اللهجة الشاقية بها حنيه فهم يجيدون الغناء واللعب على وتر العاطفة وحميد في ذلك كان بليغ .

    اليوم طلاب المدارس والشباب يتداولون أشعار حميد والقدار عبر الميديا ويقودون بها المظاهرات التي تصارع الظلم والطاغوت وتدعو لديمقراطية وعدالة تعلي من قدر الإنسان وتحفظ كرامته .

    الفتح الذي أحدثه حميد والقدار وهو أمتداد لمحجوب شريف والدوش والحردول ، مهد لأ سماء ظهرت بعدهم من امثال عاطف خيري ، عاصم الحزين ، نضال الحاج ايمان أبنعوف ناجي البدوي هاشم المامون وغيرهم .

    لقد ذكرة حميد والقدال فهم دعاء للحفر في العامية وهم رواد في هذا الجانب وتركوا بصمات ومدارس

    _______________-

    الدكتور بشرى الفاضل قراءة وتأملات في تجربة حميد ترتكز على واحدة من قصايده

    تقدم بشرى الفاضل بالتحية للأستاذ فالح العنزي عضو مجلس الإدارة رئيس مجلس النشاط المنبري والأستاذ حسين حسن حسين رئيس جمعية الصحفيين بالرياض ، وأحي الحضور الكريم وأحي الأستاذ نصار الحاج وأبوعبيدة التوم ( جمعية الصحفيين)

    ثام قال بشرى الفاضل :

    أنا شخصياً مرتبط بقصيدة عم عبد الرحيم والموت مرتين أتيت بها عام 1990 من موسكو في شريط مسجلة في حوارية مع مصطفى ، غنها مصطفى بالعود وأعاطني لها لأسلمها في السودان وطلب عدم نشرها لكنها أذيعت في تلك الطبعة ، وأيضاً لسبب آخر لأني عندما كنت في الثانوي كنت أقول (في قصيدة مشابهه ) ، الشيخ وقع ياساتر ، عوق أقيف عبد الرحيم وحماره شيطان رجيم ،

    تعرفت على حميد معرفة قصيرة وأمكن أن يكون في هذا المنبر الأستاذ محمد مدني لازم حميد أكثر مني ، لكين معرفتي له بقراءتي بشعر حميد والأهتمام به ولقيته في جدة وأنا أعمل بجدة وفي تلك الفترة سجلنا شريط قصيرة وتحادثنا قليلة ، لقد كنت في سفر دائما وهكذا لم نلتقي رغم مساعينا في أن نتقابل ،

    سأتحدث لهذا السبب عن القصيدة في ارتباطي بها عم عبد الرحيم والموت مرتين ، حميد من اكثر الناس الحفروا عميقا في العامية ، يمكن للسعودية المقارة بين العامية والشعر النبطي وكثير من الموجودين في هذه القاعة شعر حميد وعامية الشمال .

    حميد له تجربتين تجربة قصائد الشايقة ( حميد الداخل )

    وحميد الخارج البكتب لي كل السودان

    مفردة العامية الشايقة ، كانت تجربة حميد لينقل هذه التجربة لعموم السودان ، ويمكن أن يحدث هذا في المستقبل أن تنقل عاميات العالم العربي ، بموجب التلاقح الثقافي الجايه بيه العولمة

    وهذا ماحدث لشعر الحاردلوا فكان محصور في منطقة البطانة بين ناسه ، ولكن المسألة في شعر الحاردلوا ، أنه مادخل العامل بتاع المثاقفة والعناصر الثقافية الساسية التي أدخلها حميد والقدال

    أريد أن أركز على قصيدة عم عبد الرحيم ( فتاح ياعليم ) التي تغنى بها مصطفى وصنع في غنائه تجربة موازية للقصدية وهذه القصيدة أعتقد أنها أشبه بالسيمفونية ، أذا لم نبالغ فإن بها حركات ، فالسفونيه بمعاناه الذي يتكون من كلمتين سم ( جماعي ) فوني ( الصوت ) أنشاد جماعي ، فإذا كان هنالك أنشاد جماعي ومرتبط بالات .

    من زمن بتوهفن ومتزرات ، يمكن أن نقول أصبحت الحركات خمسة وكانت ثلاثة والتنوع ، فالآن بعضهم يعمل سيفوني بحركة واحدة ، وهذا التنوع موجود في كل الفنون ، لا اريد أن أبالغ ، طالما أن مصطفى غنى باشبه بالإشناد ، لذا قسمت عم عبد الرحيم إلى خمسة حركات .

    هنالك حركة سريعة ، وحركة ثانية بطية وثالثة على نبرة الثلاثي وتطورت الحركة الثالثة لعى نمط الشيلزوا ثم تختم بحركة سريع على نمط روندوا أو سوناتا أو افثنين .

    في قصيدة عم عبد الرحيم وترجمها الأستاذ عادل بابكر ، مقيم في الإمارات ،

    رحبت المنصة بالسيدة نفيسة أحمد الأمين وهي من رائدات التعليم في السودان

    ثم قدمت السيد/ صلاح هاشم السعيد ( وهو من الكتاب المهتمين باشعار الشايقة وحميد )

    صلاح هاشم السعيد

    هي ورطة الحديث بعد عالم عباس وبشرى الفاضل

    حأتحدث عن الشعر الدارجي واللغة الدارجية ، داير اركز على ثقافة الشايقية ان أمكن لو سمحت المنصة ، قديما في منطقة الشايقة لم يكن الرجال يقولون شعرا كان للحرب ، بل كل المسألة الإبداعية كانت نشاط نسوى مما يعني تجميل البيت صناعة كل الجماليات والتلوين والرسم ، هذا كله يعتبر نشاط نسوى ، الا من شعراء المديح ، حاج الماح ود حليب ، إلا ان ظهر ناس ود الدابي وعبد الله محمد خير ، وحتى حميد يعتبر من الرواد في شعر ، حتى وقت قريب كان الشعر مقتصر على النساء .

    تحدث الشاعر / محمد مدني

    المداخلة القصيرة لاتساعد على أن يقول الإنسان شئ مفهوم فإن لم تفهموا كلامي حاولو تفهموني ، حميد رحمه الله كان سهل وبسيط كالموت وصعبا وعميقا وشاقا كالحياة ذلك لأن من السهل جدا ان تموت ومن الضروري أن نموت جميعا ومن المحتم ولكن الصعبب ان تعيش في زمان كذا ومكان

    مخيف ولكنه رحمه الله عاش كل صعوبة الحياة لم يعيشها لنفسه التي فرط في حقها كثيرا دون أن يقصد ذلك ولكنه عاشها لنا جميا حتى في تفريقه من حيث الموقف داخل القصيدة بين الظالم والظلوم وبين المضطهد والمضهدد وانا أتحدث عن المعنى او الوظيفة فإنه أيضا لم ينسى الظالم ولم ينسى المتضهد وكفانا دليل ارضا سلاح فهي براي الشخصي وتأويلي من باب أنصر اخاك ظالما ومظلوما ، سأحاول أن أبتعد عن ( يقصد السياسة لحساسية المكان )

    عموما ساذكر نقطة أو نقطتين لقصر الوقت لاحظنا جميعا أن الغالبية العظمة سواء من النقاد أو الجمهور أو المثقفين عموما وحتى الشعراء يركزون في قصيدة حميد على المعنى أو على اللغة أو اللهجة المناطقة التي يكتب بها مبتعدين تماما عن الجوانب التكنيكية في كتابة القصيدة المتعلقة بشكل القصيدة ولغتها واللغة هنا لا أقصد العربية أو الشوايقة أو البنى عام اللغة التي يتركب منها النص الإبداعي عموما سواء أن كان قصية أو حتى مقطوعة موسيقة فإن لها طريقة معينة في بناء العمل الإبداعي لكنني من خلال اطلاعي .

    جوانب الشكل الفني أو تتناول اللغة أو حتى الصور الشعرية أو الإحالات ، أو قصيدة حميد

    الوقت لايسعفني أن استرسل

    اود أن اشير إلى مايتعلق بالشكل والبنية ، أخي وصديقي الدكتور بشرة اشار إلى السيمفونية أو قارن بينها وبين عم عبد الرحيم ، أنا أتخذ من هذا مدخل وارى أن عم عبد الرحيم ونادوس والضور وجهجة التساب ومصابيح السماء التامنة هذه أعمال ملحمية بأمتياز والملحمة في أعتقادي الشخصي ليست قاصرة أو مقتصرة على المسرح والرواية فقط يكفي أن قصيدة هاشم صديق التي تغنى بها محمد الأمين سميت بالملحمة ، وهي يقظة شعب ،لإمتلائها وأحتشادها بعناصر أساسية من شكل الملحة في شكلها الآغريقي او الآخير .

    تتميز الملحمة عامة بطرح الأسئلة الإنسانية الكبرى فلسفية أو حياتي أو يومية ولكنها اسئلة كبرى وهذا يتوفر في معظم قصائد حميد ، أيضاً تتميز بأحتدام المواقف في داخل العمل الفني بتواتره ، لكن بأحتدام وتعدد الشخصيات أو إن لم تتعدد الشخصيات على الأقل أرتباط هذه الأشخصيات بأصوات متعددة كما في عم عبد الرحيم .

    ايضا اربتاط العم الفني بمحطات ماساوية أو درامية سلبا أو ايجابا كل هذه العناصر نجدها متوفرة في معظم قصائد حميد .

    نأتي إلى الصور الفنية والإستعارات والإحالات هي أكثر مايلفت الإنتباه في شعر حميد ، كنت أتمنى أن تلفت الإنتباه لدى النقاد لن حميد أكثر منها ومن الإستخدام المجازي يلجأ إلى الإحالات ، مثل عربية الكجر ، هنا لامجاز ولا أستعارة لكنها أحالة ، بفهم القصد .

    مثل هذه الاشياء البسيطة تدخل في بنية القصيدة وتقدم لها روية فنية ( شفع العرب الفقارة ) مافي أستعارة ولا مجاز لكن أحالة إلى الطريق بتاع السكة حديد الذي يسلكه حميد ،

    نقطة اخيرة لي حميد لما كتب كل قصائده ماعدا بعد ما أتفق وجلس مع القدال الذي اشار الينا جميعا تعالوا نكتب غناء الحالة مابتسر ، بطلوا الكلام المابفهموه الناس ديل ، أكتبوا كلام تفهمو حبوبتي وخالك وعمي وعمتي وعشان الناس تغنيه عشان يصل .

    لو أنتبهنا أن حميد شعره الكان بتكتب ، انا أعجبني التشخيص القدمه بشرى مرحلتين من الشعر الذي كتب لناس نوري ، والتاني لي ناس العامة ، مصطفى وعقد الجلاد ، بنلقى كله مرتبط بما سمية الوظيفة .
    وفى ختام الامسية قرأ الاستاذ صديق الموج بعض اشعار حميد ولاقت قصيدة الرجعه للبيت القديم استحسان الجميع...

    تم تقديم الدورع من قبل جمعية الصحفين لكل من عالم عباس وبشرى الفاضل وتكريم للنادي الأدبي الأستاذ فالح العنزي
                  

05-28-2012, 09:45 PM

Bushra Elfadil
<aBushra Elfadil
تاريخ التسجيل: 06-05-2002
مجموع المشاركات: 5252

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: السبت 26/5/2012 جمعية الصحفيين السودانيين تنظم أمسية عن تجربة حميد (Re: صديق الموج)

    عزيزي وغريمي؟ صديق الموج
    رأيت هنا أن أصحح بعض ما ورد في تلخيصك لمشاركتي وما أورده هنا أيضاً تلخيص لما قلته أنا في تلك الليلة فاسمح لي .
    بدات كلامي بعد شكر وتحية من ذكرت أنت مع ضرورة تصحيح اسم من حييته أخيراً ليصبح هويدا التوم. قلت ارتبطت قصيدة (عم عبدالرحيم والموت مرتين) في وجداني بعدة أسباب من بينها أنني كنت كتبت قصيدة في المدرسة الثانوية تقول كلماتها
    الشيخ وقع
    يا ساتر أستر يا كريم
    وحمارو جاري على الترع
    والمطرق المجدوعة نيم
    داك شيخ علي بناديلو بالحيل
    عووووك
    أقيف عبدالرحيم
    عبدالرحيم ..
    وحمارو شيطاناً رجيم ...
    إلى آخر تلك القصيدة التي أذكر أن اسمها كان "رحلة عيون" وأصوّر فيها حياتنا بالجزيرة وقد اسقطتها تماماً من تجربتي الشعرية وذكرتها في الأمسية ليس لأي مضاهاة بل لورود اسم عبدالرحيم ، والحمار ليس إلا.ولذا لم اقل مشابهة يا عزيزي صديق، فلا مقارنة.
    السبب الثاني في علاقتي بقصيدة حميد(عم عبدالرحيم) هو أنني احضرتها مغناة بصوت مصطفى معي من موسكو عام 1990 وكانت مسجلة في شريط أجريت فيه حواراً قصيراً مع مصطفى والشريط عرف ب(شريط موسكو) ورغم أن مصطفى طلب مني ألا أسمح بتسرب الشريط نظراً لأنه مسجل في شريط كاسيت عادي - ومصطفى حريص على نقاء الصوت - إلا أن الشريط تسرّب لأن أحد اصدقاء حميد استلفه مني وقال سيسعمه لحميد ولم يعده؛ ومن يومها ذاع الشريط وسط المعجبين بغناء مصطفى وشعر حميد . وقد اعتذرت لمصطفى عبر الهاتف حين جئت إلى جدة و كان هو بالدوحة بحضور بثينة فضحك لأنه كان يعلم انه لا يمكن محاصرة الغناء.
    قلت إنه يمكن تقسيم حميد (لحميد الداخلي): حين كان شعره في البدايات منحصراً في غناء الشايقية بالطمبور وحتى هذا طبعاً استطاع مغنو الطمبور أن يتجهوا به لمخاطبة السودان ككل.و(حميد الخارجي): حين انطلق بشعره للسودان ككل ناقلاً معه مفردات الشايقية التي أكسبها المفاهيم التي في الشعر من حيث هو شعر. انتقلت بعد هذه المقدمة المختصرة لأنظر حسب رؤيتي لقصيدة (عم عبدالرحيم والموت مرّتين) فقلت إن في هذه القصيدة خمس حركات هي أشبه بالحركات في السيمفونية في عالم الموسيقى مع الفارق طبعاً. وقلت إن كلمة سيمفونية تتكون من مقطعين sym وتعني "معاً" و phone وتعني "صوت" وأقرب معنى فيما تقول القواميس بالعربية هو عبارة (إنشاد جماعي) .وتتكون السيمفونية من 1) حركة سريعة على نمط سوناتا2) حركة ثانية بطيئة 3) حركة ثالثة على نمط minuet بالفرنسية أو على نمط ثلاثي بالإنجليزية وتطورت الحركة الثالثة على نمط شيرزو ثم4) تختتم السيمفونية بحركة رابعة سريعة على نمط روندو rondo أو سوناتا او الإثنين معاً.هذا ما يقوله الموسيقيون (انظر الموسوعة الأمريكية، والبريطانية وويكيبيديا).وقلت إن هذا الضرب من التأليف الموسيقي تطور منذ القرن الثامن عشر خلال العصر الأوروبي المعروف بالعصر الباروكي وظهرت مؤلفات موتسارت وغيره من المؤلفين العظام وقلت إن بيتهوفن من بعد ذلك في السيمفونية التاسعة التي الفها وهو أصم افسح مجالاً واسعاً للكورس .وقلت إن سيرغي رحمانينوف وتشايكوفسكي والروس في القرن العشرين قد طوروا حركات السيمفونية أما غوستاف ماهلر فقد أضاف حركة خامسة للسيمفونيات. وثمة سيمفونيات من حركة واحدة
    إن جاز لنا استلاف مفهوم الحركات الموسيقية لقصيدة عم عبدالرحيم فسنجد ان هذه القصيدة تتكون من خمس حركات هي :

    الحركة الأولى : الصباح في البيت وتبدأ من (فتاح يا عليم رزاق يا كريم إلى : والطير ما نضم
    ما رسل نغم)
    الحركة الثانية تبدا من : عم عبد الرحيم
    إتوكل نزل
    في المشرع لقا
    زملان الشقا
    وهي حركة بطيئة طويلة وفيها منولوج داخلي واسترجاع- فلاش باك- وعن هذه الحركة تحدثت كثيراً وتنتهي الحركة في (لكن الزمن دوار آبدوم)
    الحركة الثالثة تبدأ من (عم عبد الرحيم ماشي على الشغل وتنتهي في وارضك راقدة بور لا تيراب وصل لابابور يدور) والحركة الرابعة فصلتها عن الثالثة رغماً عن استمرار الحوار الداخلي والفلاش باك لأنها تحدثت عن نقرطة الحمار (نقرط للحمار .. نقريطة الحمار لا تنسى النعال..) وهي التي قادت لأن يجفل الحمار و(يتلافى) القطر عم عبد الرحيم. وكان يمكنني دمج هذه الحركة مع سابقتها لكن القصيدة تتحدث عن ماهية شهر بين الموجودات وهذا يعني أنه عائد من الشغل وليس (ماشي على الشغل) لذلك فصلت الحركة.إذن الحركة الرابعة تبدا من (نقرط للحمار ) وفيها الحوار الداخلي والصراع يشتد لاتنسى النعال...إلى (والبال اشتغل والبال اشتعل)
    أما الحركة الخامسة والأخيرة فهي السريعة حسب السيمفونيهات(السكة الحديد يا عمو القطر لاحظ لغة الأطفال وكورس بيتهوفن هنا يدخل الشاعر كورسه الخاص يا عبدالرحيم قدامك قطر ..ثم تنتهي القصيدة بالوصف التراجيدي والقفل في الختام ) ,
    وبالإضافة إلى حديثي عن الحركات movements كما في السيمفونيات الموسيقية مع الفارق؛ تحدثت أيضاً في الندوة عن الشبه بالقصة القصيرة وقلت إن في قصيدة عم عبدالرحيم حبكة plot أو ما يعرف في الروسية بال "سيوجيت" وأشرت إلى قصص تتصاعد فيها الحبكة لتكون ذروتها قرب نهاية القصة أو في نهايتها أشرت إلى قصة موت موظف للكاتب الروسي انطون تشيخوف كمثال وكنت أنوي أن أحكي تلك النهاية لكن الزمن لم يسعفني .وذروة قصيدة حميد في نهايتها. وأشرت إلى دورية وعربية الكجر التي "جفلت الحمار" وتحدثت عن الوظيفة في الحكاية الخرافية كما عند فلاديمير بروب وصلة ذلك بوظيفة "عربية الكجر" وبالوظائف عموماً في القصيدة موضوع الندوة وقلت لو أن الزمن يسعف كان يمكن إضافة قراءة أخرى لقصيدة عم عبدالرحيم على ضوء مفهوم الوظائف في الحكايات الخرافية .قلت أنه في تلك الحكايات (تعطي العجوز الشاطر حسن "منحة" شوكة سدر وتنبت شوكة السدر فيما بعد غابة لصد عدوان العدو المحتمل -الغول) وبذا يمكن قراءة عربية الكجر حسب مفهوم "الوظيفة".اشرت لهذا في الندوة ولم استرسل.عاب على الشاعر محمد مدني بعد الندوة قراءتي لقصيدة حميد كلهاوشرحها . وقد قرأتها لأن بالقاعة عرب لم يطلعوا عليها في الغالب ولأن شرح رؤيتي يسهل مع القراءة ولم أكن أشرح إلا للعرب في مواضع قليلة كما في كلمات مثل مرحاكة وكجر وغيرها.
    __________________
    بقي ما لم اقله في الندوة وهو الاسترسال في مفهوم الحبكة ففي المعجم الوسيط حبك الشيء أي أحكمه وقد احتبك حميد قصيدته هذه أي أجاد صنعها. وفي القصة صراع نفسي وقدري .وكنت أريد الحديث أيضاً عن الضمائر في القصيدة واشتباكها " ضمير المتكلم المخاطب الغائب".
    لك ولكم التحية والاحترام العميق ولكل من ساهم في إقامة هذه الندوة بالرياض. كانت قراءتك لشعر حميد بعد الندوة رائعة ومؤثرة .وأسفت لكوني لم استمع لك - بالانصات كله- مع زحمة من كانوا يتحدثون معي .
    رحم الله شاعرنا الفذ محمد الحسن سالم حميد أحد "كهربجية الظلمات" كما يقول الشاعر محجوب شريف:
    " نقّاشين جدار الصمت
    نّساجين خيوط الشمس
    كهربجية الظلمات"!

    (عدل بواسطة Bushra Elfadil on 05-29-2012, 09:10 AM)

                  

05-28-2012, 11:27 PM

Bushra Elfadil
<aBushra Elfadil
تاريخ التسجيل: 06-05-2002
مجموع المشاركات: 5252

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: السبت 26/5/2012 جمعية الصحفيين السودانيين تنظم أمسية عن تجربة حميد (Re: Bushra Elfadil)

    وهذه ورقة الأستاذ الشاعر عالم عباس ، التي قدمها مكتوبة في الندوة؛ .وقد تطلب إنزالها هنا أن استأذن منه أولاً وقد فعلت وإلا لأنزلتها قبل مساهمتي


    المحطَّات الحنيِنَة الْقَصَّرَتْ مُشوارْ سَفَرْنَا
    عالم عباس/جدة 22/5/2012

    إلى حمِّيد
    (البي نغماتو لَهْلَبْ عِشْق الناس الفُقَرَا
    وبَرَّدْ جوفِنْ بي غنواتو وياغنواتو الدخَلَتْ فينا تمرُقْ جينا على انْجَلّا تو)
    وألف شليل يا نورا يفوتو عشان ما يجيكِ شليلِكْ ذاتو ولمَّا يجيكِ شليلك ذاتو...؟)



    دعانا حميد لتدشين ديوانه (أرضا سلاح) بقاعة الصداقة، في اكتوبر من العام الماضي، كان حفلا بهيا تداعى إليه الكثيرون، وتباروا في الاشادة بالشعر والشاعر، أصدقاء وشعراء ومغنون وغاوون. حين صعد الاستاذ محمد طه القدال، وقبل أن يقرأ من أشعار حميد، راق لي، وهو يقدم صديقه حين قال: إنه محمد الحسن سالم حميد واشتهر عند الناس بحميد، وأنا اسميه(HOME MADE)! على طرافة المقابلة والتشابه في النطق، ما بين اللغة الانجليزية والعربية في الاسم الذي فطن إليه الشاعر القدال برهافة حسه، فقد أصاب المعنى والجرس وجعلني أتأمل في اندغام المسمى بمعناه، والذي جسده حميد، فحميد هو شاعر(HOME MADE) بامتياز ، شكل خلال العقدين الماضين ملامح من الشعر السوداني في عاميته الجزلة وبقاموسه المتفرد ما جعله يتردد على لسان أغلب أهل السودان في امتداده الواسع، في سلاسة ويسر، بالرغم من أن شعره وقاموسه يغلب عليه لهجة رقعة محدودة من السودان، هي ديار الشايقية، لكن بفضل شاعريته المتمكنة ووطنية قضاياه في همومها الانسانية وأشواق شعبه وتطلعاته التي انعجن بها وتمدد على وسع الوطن وصار (HOME MADE)! مساء الثلاثاء 20 مارس،2012 ونحن نواريه الثرى بمقابر البنداري بالحاج يوسف ، استرعى انتباهنا، ونحن في دوامة الحزن الجارف والذهول، مجموعة من الشباب (من الجنسين) ، يهتفون ويرددون بحماس مقاطع ثورية من أشعار حميد، ذكَّرَتْ الكهول منا بأيام ثورة اكتوبر 1964م، لمن شهد تلك الأيام! كل هؤلاء الذين يرددون تلك الهتافات من أشعار حميد لم يكونوا قد ولدوا بعد، غير أن اللافت للإنتباه حقاً، هو كيف تسنى لهؤلاء وأغلبهم طلاب في الجامعات أن يحفظوا أشعار حميد ويرددونها بإيقاعاتها الداوية والمتنوعة في مظاهراتهم وفي يوم وفاته الكارثية من صباح ذلك الثلاثاء الحزين، فقد كانوا يرددون أشعاره ويحفظونها جيداً ويتبادلونها بينهم كخبزهم الثقافي. في وقتنا الحاضر، حين يرد شعر العامية السودانية فإن أبرز ما فيها بعد محجوب شريف وهاشم صديق، ففي طليعتهم، بلا ريب، محمد الحسن سالم حميد ومحمد طه القدال، وهما معا يشكلان علامة فارقة من حيث ذيوع الصيت والقدرة على دفع موضوعات أشعارهم العامية إلى مستويات رفيعة ومعقدة لم تبلغها قبلهم هذا الشعر، بالرغم من الفتوحات الهائلة لمن سبقوهم من الرواد، أمثال محجوب شريف وعمر الطيب الدوش وهاشم صديق، فهؤلاء أعلوا مقام الشعر العامي في السودان بحيث نافس الشعر الفصيح بمستوياته المختلفة وبخاصة الجامعات والمعاهد والمراكز الثقافية والصحافة الاليكترونية، وبشكل أقل في الصحف الورقية. الهدف من هذه الاطلالة هو إلقاء بعض الضوء على مسيرة العامية في الشعر السوداني خلال نصف القرن المنصرم لنرى موقعها وما صارت إليه الآن وإسهام كل من حميد وجيله فيها. في الخمسينات والستينات من القرن الماضي سيطر الشعر الفصيح في قوالبه الفراهيدية على الساحة الثقافية، ولاقت محاولات التجديد في شكله ومحتواه عنتاً بسبب سيطرة خريجي المعاهد العلمية والأزهر على مفاصل تدريس اللغة العربية، ولم تكن للغة العامية أية فرص للظهور أو الاهتمام في المنابر الثقافية، وربما انحصر معرفة الوسط الثقافي بالأشعار العامية في أشعار الحردلو الكبير، والذي احتلَّ منزلة رفيعة لدى عارفيه وهم نخبة محدودة، أو وسط أهله في رفاعة، وربما بعض مجايليه من أمثال ودشوراني وعكير الدامر وغيرهم من شعراء الهمباته والدوبيت، وربما تم تداول هذا الشعر، والذي غلبت تسمية الشعر القومي عليه، في المنتديات السياسية آنذاك في التحشيد الجماهيري لبعض الأحزاب عبر لياليهم السياسية، واختصار موضوعاته في مدح مآثر الزعيم والحزب وهجاء الخصوم . أما في الصحف والكتب فلا تجد آثراً إلا من بعض المقاطع منها مثلا في مجلة (الكبار) التي أصدرتها دار النشر ضمن مشروعها في محو الأمية، والتي كان الهدف منها ترغيب الكبار وتحفيزهم للاطلاع والقراءة ضمن ذلك المشروع، وربما أيضا، بشكل قليل، في المسرحيات التي عرضت أيامئذ (إبراهيم العبادي ورفاقه)، وفي مربعات خجولة في الصحف تظهر على استحياء بين آونة وأخرى ثم تختفي، ولكن بصورة عامة لم يكن محل عناية أو اكتراث أو ذيوع. لم تقتصر معركة الشعر الحديث آنذاك مع سدنة المدرسة القديمة في شكل القصيدة وعمودها وتفعيلاتها وموسيقاها فحسب، بل امتدت لتشمل الاحتفاء بالشعر العامي أيضا وفي الدفاع عن العامية بشكل عام وبقدراتها في الافصاح والإبانة، وقد تجد نماذج منها في بعض الأشعار لدى صلاح أحمد إبراهيم ومصطفى سند بدرجات مختلفة، ولكن حرص واهتمام صلاح أحمد إبراهيم بها فهو واضح ومؤثر. حين اندلعت ثورة اكتوبر تخلخلت معها كثير من المفاهيم كانت الجامعة مهد الشرارة التي انطلقت منها الثورة وكان الشعراء الطلاب وقتها من بادروا بصياغة أناشيدها وأغنياتها، وعبر تجمعاتهم الثقافية والسياسية تغيرت النظرة إلى العامية ووجدت لها حيزا معتبرا في أناشيد الطلاب ومسرحياتهم. ظهرت خلالها أسماء كبيرة أمثال علي عبدالقيوم، فضل الله محمد، كامل عبدالماجد، عبدالباسط سبدرات، وغيرهم. كما أن جماعة ابادماك الثقافية قادت دورا فعالا مشهودا وبخاصة في الريف، وهكذا لم يعد الشعر العامي منزويا. هذا الحراك لم يتم بمعزل عن ما يجري حولنا فقد كانت مصر تمور بحراك واسع الأرجاء، والشعر العامي هنالك ينتزع الاعتراف به عبر بيرم التونسي وصلاح جاهين وفؤاد حداد وأحمد فؤاد نجم وعبدالرحمن الأبنودي، والذي يعد علامة بارزة في العامية المصرية امتد أثره إلى السودان، وفي مجموعاته الشعرية المختلفة منذ (عم اسماعين/ يوميات حراجي القط/ الأرض العيال/ أنا والناس ..الخ) تكررت زياراته للسودان ولاقت لياليه الشعرية جماهيرية واسعة وأبدى إعجابه بشعراء العامية السودانيين. شكل كل ذلك لهم دفعا قويا، وهكذا بدأت الصحف من بعد تفسح حيزا لهذا الشعر . جاءت مايو واستندت على ديناميكية اليسار (أو الديمقراطيين) في أيامها الأولى، وبخاصة في المجال الثقافي، وفي الذهن الاهتمام بالعمال والمزارعين ورفع مستواهم وتعليمهم والاحتفاء بثقافتهم، فأصبحت العامية تنافس الفصحي وتتسيد على المنابر وبرزت أسماء لامعة غنت للثورة والكادحين والفقراء وأهل الريف، أسماء مثل حدربي محمد سعد، هاشم صديق، محجوب شريف، عمر الطيب الدوش، وهؤلاء تحديدا ظلت كل قصائدهم بالعامية وشملت موضوعات قصائدهم الواقع الاجتماعي بجميع تعقيداته في كفاحه وغزله ومعاناته وصنوف استغلاله، إبائه وكبريائه، وعفته ورزانته وآماله الكبيرة. بعيدا عما آلت إليه مايو منذ أحداث يوليو وما بعدها فقد تزاملت القصيدة العامية مع الحديثة على الساحة وانحسرت القصيدة الكلاسيكية في قوقعتها الخليلية وعلى نحو خاص في الجمعيات والمنتديات الثقافية ومعهد الموسيقى والمسرح والجامعات والوسط الطلابي. بواكر الثمانينات برز شباب لفتوا النظر بأدائهم الشعري المتميز في العامية وتفردوا بثلاثة أشياء، أولها، المواضيع التي يتناولونها، ثانياً، قاموسهم العامي الغني والجزل وقدرتهم في التحكم فيها، وثالثاً، الأداء الجميل وأسلوب الإلقاء المتمكن والآسر، (وكنت قد ذكرت من قبل معرفتهم وتأثرهم ، ولا شك بالأبنودي)، وأعني تحديداً، القدال وحميد., شكل الشعر الثوري الرافض لنظام نميري، وبالأخص في المؤسسات التعليمية ، أحد أهم خطوط المقاومة ، وكانت تلك المنابر ما تزال ساحة للفكر والتوعية سياسيا واجتماعيا وثقافياً، ولم يطالها الخراب الماحق كالحال الماثل اليوم. صار الطلاب يحفظون تلك الأشعار وبالمقابل كان الشعراء، وعلى رأسهم من ذكرنا، يجوِّدون من أدائهم، وصارت كل قصيدة من قصائدهم تشكل مظاهرة صغيرة تسري بين الطلاب بطول البلاد وعرضها، وذلك عبر الكاسيت وغيرها من الوسائل المتاحة (مسدار ود السرة لليانكي .. المداح .. إلخ للقدال ونورا ، وعم عبد الرحيم، وتفاصيل ما حدث .. لحميد). إنهار نظام نميري ، ووئدت الديموقراطية التي أعقبته لفترة قصيرة ، وعاد العسكر مرة أخرى بثوب جديد في يونيو 1989م ، وإلى اليوم، ونحن في العقد الثالث نكابد مخاض الوجود والبقاء، تغيرت معالم الوطن وضاع ثلثه واشتعلت الحرائق في أطرافه وانكمش في ذاته ولم يسلم من التشرذم والتناحر ، كما لا يبدو في الأفق بشائر خلاص وشيك. مع كل هذا، ظل هؤلاء الشعراء يقومون بعملهم الرائع في الدعوة للخير والجمال ووحدة الوطن والتغني لإنسانه الفقير المغلوب على أمره من قصائد غاضبة عاصفة ومن حماسيات طاغية ومن ألفة محببة ودعوات للتسامح والسعي لإطفاء الحرائق الكثيرة التي اشتعلت في الوطن (أرضاً سلاح، لحميد كمثال). كان هنالك القدال بقصائده الغاضبة والساخرة، تتشبث بالوحدة المستحيلة (وأنا ما بجيب سيرة الجنوب!). جاب القدال أطراف السودان، وحيث ما حل تحلقت حوله الألوف يخاطبهم بإلقائه الأخاذ بمفردات عاميتهم. ما أن يبتدر القصيدة حتى تشاركه في إكمالها، فقد حفظوا أشعاره عن ظهر قلب منذ أول إلقاء له فيها، فصارت تسبقه إلى المنابر. القدال يهضم العامية السودانية بلهجاتها وطرائق أدائها المختلفة ويطوعها في قاموسه، وحيث حل ينشدهم قصيدة فيها عاميتهم ولهجاتهم ولسانهم كالتي بها ينطقون، فكأنه شاعرهم المتقمص لشخصيتهم التي يألفون. أمَّا حميد، فهو يحفر عميقا في لهجة أهله ومنطقته وينقب فيها ويعيد سبك هذه اللغة الموحية في ثنايا قصيده، يتخيّر مفرداتها التي اندثرت فيعيد إليها الحياة، وحين يلقي قصائده في تنهيدته المحببة، يتهافت الناس لحفظها ، وهكذا انتشر قاموسه في البلاد وتعلم أهل الأصقاع البعيدة تلك اللهجة المفعمة بالمحنة والإلفة وأضافوا إلى قاموسهم مفردات جديدة أغنت لغتهم وأسهمت في التواصل والمحبة وصقل الوجدان. واليوم فإن طلاب المدارس والجامعات في أنحاء السودان المختلفة، والشباب في أنديتهم يتداولون اشعار حميد والقدال في أشرطة الكاسيت والأقلام الإلكترونية ومواقع الشبكات الفضائية ويقودون بها المظاهرات التي تصارع الظلم والتسلط والطاغوت وتدعو لسودان جديد ولعدالة وديمقراطية تعلي من قدر الإنسان وتحفظ كرامته. الفتح الذي أحدثه كل من حميد والقدال، والذي هو بالتأكيد امتداد لمساهمات كل من محجوب شريف وعمر الدوش وهاشم صديق، وقبلهم الرائد الأكبر الحردلو الكبير، مهد المجال لظهور أسماء جديدة ظهرت بعدهما ويشكلون إضافة حقيقية في نهر الشعر العظيم من أمثال عاطف خيري وعاصم الحزين ونضال الحاج وإيمان بن عوف وناجي البدوي وعاصف المأمون وغيرهن وغيرهم. رحم الله محمد الحسن سالم حميد، حميد ،(HOME MADE)، فقد كان فقده عظيما وكنا ننتظر أن تمتد به الأيام حتى يكتمل مشروعه الضخم. ولعل عزاءنا في صديقه وصِنْوِ روحه، القدّال، أمد الله في أيامه وأعاننا وإياه على هذا الفقد الجلل والخسارة الفادحة.
                  

05-29-2012, 08:26 AM

صلاح هاشم السعيد
<aصلاح هاشم السعيد
تاريخ التسجيل: 07-03-2008
مجموع المشاركات: 987

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: السبت 26/5/2012 جمعية الصحفيين السودانيين تنظم أمسية عن تجربة حميد (Re: Bushra Elfadil)

    الأخ: صديق الموج :
    والأخوة :
    أثناء حديثي في المنصة:
    رأيت "أن اعلق على أحاديث د. بشرى الفاضل والشاعر:"عالم عباس" وتقدمه بسيطة للمداخلة :
    ويبدو أنني أستنفدت كلمل الوقت في المقدمة ـ قبل أن أقول كلمة من المداخلة التي أعددتها ـ عموماً "كنت أعتقد أن الوقت المخصص لي أوسع من ذلك" ـ
    لا أدين أحد "غير نفسي" وأجد العذر لأخونا الشاعر : نصار الحاج "مدير الندوة" ـ فالنادي الأدبي "يلتزم" "تماماً"" بمواعيد البدء والختام..
    لا بأس ـ فلم يكن أمامي غير أن ألملم أوراقي واعداً الحضور بنشر المداخلة في سودانيز :
    --------------------------------------
    المداخلة :
    في البدء :
    (كما لا يجوز استحضار ظواهر من التاريخ ومحاكمتها بمنطق اليوم ـ كذلك من الخطأ استحضار مفاهيم مناطقية ومحاكمتها بمفاهيم ذاتية ـ التنوع مرتكز ومستقر في المجتمع السوداني ـ والمطلوب هو التعايش وليس الاندماج والاختزان في الآخر).
    رأيت في هذه المداخلة أن أتحدث قليلاً عن الثقافة التي شكلت وقدمت لنا، الشاعر المبدع: محمد الحسن سالم حميد.
    ألا وهي ثقافة الشايقية :
    سأتحدث عن بعض الأشياء لضيق الفرصة الممنوحة ـ ربما تتاح فرصة أخرى للحديث بشكل تفصيلي:
    أولاً: ثقافة الشايقية إبداع ذاتي:
    الحديث عن ثقافة الشايقية ليس حديثاً خارجياً ـ بمعنى أنها كثقافة لا تكتمل إلا فيهم، وكيفية وجودها ليست مسئولة عن كيفية رؤيتنا أو رؤيتهم لها، وإنما ذلك راجع إلى زاوية المنظر وأساليب المعالجات والالتفاتات والتفاسير، فالمسئولية تاريخية وذاتية مباشرة عن تفسيرنا لأي محمول ثقافي, (وهذا وحسب ظني لا يعفي الثقافة باعتبارها أيضاً موضوعاً قابلاً للتفسير).
    ----------------
    ـ خاطئ من ظن أن الثقافة لا تدين بشيء لطبيعتنا البشرية، فهي ليست ما هي عليه إلا بنا. باعتبار أنها في كلياتها ومنتهاها إبداعاً ذاتياً لم تقدم له الطبيعة إلا عناصره وباعتبار أننا كمعالج خلاق أكثر من مجرد وعاء للمحمول الثقافي وناقل محوري في التداول والتوارث الثقافي.
    -------------------------------------------------
    ـ قد تفشل محاولة التمييز بين العناصر الوظيفية والجمالية لثقافة الشايقية، فهي كثقافة تحمل في داخلها مساحة لإنسانها، تحمي كيانه وتدافع عن وجوده. أيضاً الشمال استولد أساليب خاصة وأشكال تعبيرية متنوعة كأنساق جمالية متفردة تميزها خصوصية المنطقة وجغرافيا التكوينات المعرفية والجمالية الدالة على ذات الثقافة. هذه الأنساق "كتعبير" اتخذت من حميمية التوصيف كرامز لاشتهاءات إنسان الشمال الجامح المتأجج الرغبات، ذلك العاشق المفتون بحب الطبيعة والحياة. كما أنها ظلت أبداً ترمز للهوية الثقافية وتؤكد على مشروعية الرغبات الذاتية والفردية في التحقق والتوازن ما بين التوحد والانفلات. (لذا يكثر الحديث عن "الحنين" في شعر الشايقية").
    -------------------------------------------------
    ثقافة الشايقية أوجدت لنفسها مساحات تعبيرية واسعة للتوازن والتصالح مع البيئة ومع ذاتها والموضوعي الخارجي ـ (ونحن نعلم أن الثقافة في كلياتها ومنتهاها نتاج للتعامل مع البيئة المحيطة) وأوجدت إجابات لمواجهة أو مقابلة الآخر المختلف ـ والأهم خلقت نوع من التوازن مع أسئلة الوجود المربكة والمحيرة ـ (الحياة الموت ـ لماذا وكيف نستمر وما الغرض ـ وما قصتنا في هذه الدنيا.!!!.) (وهي أسئلة لا بد وأن تصادفنا "شئنا أم أبينا").
    أخلص لشيئين:
    ـ الثقافة التي شكلت "حميد" أوجدت معادل متفرد أو على أقل تقدير "خاص بها" لمقابلة "المشروع الحياتي" نفسه بمعنى التأقلم والقبول، ومساحات للتناغم والحوار.
    ـ أيضاً هذه الثقافة استصحبت في حراكها التاريخي اسلوب تأويلي بديع وخلاق للتفسير والتعبير والمواجهة، استطاع أن يتحمل مسئولية خدمة المقابل الثقافي، ليس للتوصيف والبيان واستيفاء الشرط الوظيفي فقط، ولكن استيفاءاً للغرض الجمالي أيضاً.
    -------------------------------------------------

    ثانياً: دلالات النخلة في ثقافة الشايقية:
    يقول حميد:
    النخلة تحت الأرض سر ...
    والنخلة فوق نخلة نصاح
    والدنيا أوسع ما تكون ... والجو براح
    وكل الرياح فوقا بتمر...
    ويقول أيضاً عن النخلة:
    تقع آب تموت
    ----------------------------------------
    لماذا يؤكد حميد على استمرارية النخلة وعدم تبدلها أو تغيرها "وكل الرياح فوقها بتمر" ـ ولماذا يقول (آب تموت):
    قد يرى البعض في ذلك تأويل سياسي أو ببساطة ـ الثبات على المبدأ ـ أو أبقوا عشرة على المبادئ ـ ولكن ربما هناك شيء آخر نابع من ذات ثقافة حميد (النخلة آب تموت) وآب في لهجة الشايقية تعني "أبداً لا":
    المؤكد أن لشجرة النخيل هذه حضور مُذهل ومغاير في ثقافة الشمال، على افتراض أنها "توالدية" أو بتعبير أكثر دقة "توالدية تطابقية أو تماثلية" فالشايقية لا يتخذون النخل من البذور وإنما من الفسائل التي يطلقون عليها اسم "البنات" كما يطلقون على النخلة اسم "الأم" في حالة خروج البنات منها. فالماضي والحاضر اللذان تمثلهما النخلة "الأم" والمستقبل الذي تمثله الفسائل "البنات" كأحكام تقديرية حول تفسير حركية وديناميكية الحياة، تظل أفكاراً تماثلية في الإطار العام للموروث في الذهنية المحلية. وكأن الحياة في بعدها الزماني لا تتجدد وإنما تتالى من "الماضي" لتتوالد وتتمدد في أشكال تطابقية وأفعال تماثلية في "الحاضر والمستقبل". هذا الأمر أتاح فرصة للتداخل بين هذه الأزمان الثلاثة، فالحاضر ليس ذاته فحسب بل يضم كل الأزمان والأشياء والأفكار من حوله باعتبارها أزمان للحضور والاكتمال والاستمرار، لهذا نجد أن اللانهائية عند الشايقية تبدو وكأنها صادرة عن أزلية كونية مربوطة بالماضي كبناء ضخم متحرك يتلاحم وينتقي اشتباكه في لحظة تأججه وسطوعه وانفعاله. وهذا لا يتعارض مع الثابت المتحرك الذي يقبل التعليق وتعليق التعليق وهكذا إلى ما لا نهاية.
    ----------------------------------------

    ثالثـاً: ثنائية السهل والصحراء:
    منقطة الشايقية تقع على شريط نيلي يمتد بطول الصحراء:
    ربما "هذا" ما يميز الشمال:
    أي (بيئة تجمع ما بين السهل والصحراء):
    شكلت ملامح إنسان منفلت في انضباطه، فقد أنضجته وأكملت ملامحه طبيعة خلابة ساحرة، ونهر سرمدي، ونخلة شماء تعاند الهواء، وفضاء حر طليق مترامي الأطراف، وصحراء لا نهائية، مكشوفة، واضحة، حرة، جريئة، ترفض الاحتماء، ولا تجيد التمويه والاختفاء. وكأن الحياة في منطقة الشايقية أهزوجة أو معزوفة كلية، لا تكتمل إلا في ذلك الشمالي المسكون بالحنين وشهوة العشق الرقيق، في تشكله وتأويله، في تماسكه الممراح خارج الأطر، في صدقه وعريه الساخر، في نبضه وإيقاعه العام المتناغم كفيض وجوهر ألِق دائم التحول.
    الموازنة في حالة الشايقية باطلة، بين ذات الثقافة وبين إنسانها، في خصوصية تشكُله وتكوينه المغاير للمحمول الثقافي نفسه، فهو كجنس مختلف ناتج عن مطلق تفاعله الحر ضمن شروط التلاقي والتوازن. وكأنما الشايقي في تفرده وانفلاته، يقف خارجاً على إطار مفردات وطبيعة نصه الثقافي ذاته، لا يلتقي أو يتماس معه إلا في نقاط اشتباكه واجتماعه.
    ---------------------------
    المعلوم: أن (أي جماعة تضبط سلوك أفرادها عن طريق منظومة أخلاقية قيمية "منعاً للانفلات" ولكن هذا يتعارض مع الحرية الفردية). بمعنى آخر :
    المسألة التنظيمية لقيام أي اجتماع بشري من حيث التعاقد "الجمعي" حول مثل الحياة وقيمها عند النظر في مجالات الدمج أو الفسح بين "الأنا والآخر" ـ عموماً يبدو الحديث "مستحيلاً" عن نمط ثقافي أو إنجاز حضاري بمعزل عن القيمة في البناء الكلي للمجتمع ـ
    لكن ثقافة الشايقية استطاعت أن تخرج (من هذا المأزق) إلى تأويل النزعة السيادية للوجدان الجامع في دعوته لهيمنة التمييز الأخلاقي أمام السلوك الفردي "في تفهم تام للتركيبة الإنسانية، عند التوفيق بين رغبات واحتياجات الفرد والجماعة، وهذه المعادلة على صعوبتها استطاع الشمال أن يوجد المعادل الوصفي المقارب والموضوعي لها، في إطار أخلاقي يحتفي بالخصوصية وبالفرد والعصيان ونزعة التمرد والانفلات الحر في مواجهة السلطة والجماعة.
    -----------------------------------------------------
    رابعاً: وحدة الوجود في ثقافة الشايقية:
    ثقافة المنطقة: تُُشكل فيها وحدة الوجود محوراً أساسياً للمتوارث من الفكر والتراث، على اعتبار أن العقل الجمعي للمنطقة محمول ومختلط بين الإنسان والطبيعة، بين الواعي واللاواعي، بين المنظور والغيبي، بين الأنا والوجود، في نوع من الترافق والبث للمتوارث من خلال الصور والأفعال والحكايات الموجهة للمخيلة والعقل معاً، ذلك على الرغم من أن الوجود في إكتماله فيض دائم التحول ورافد للتراكم الثقافي والمعرفي في الذهنية العامة لإنسان المنطقة. هذا الاجتماع في الاكتمال المتحرك المستمر في إيداعه، أتاح للشمال مجالاً واسعاً لاحتواء التناقضات وخلق نوع من التوازن الداخلي المتصالح مع الخارج.. لدرجة التصالح مع الموت ـ
    المعروف: (أن الشايقية يذهبون جميعاً للدفن والتخلف عن أداء هذا الواجب يعتبر عيباً) ـ والأمر المتفرد أن الشايقية "يتحدثون عن الموتى كما يتحدثون عن الأحياء": (يذكرون طرفهم وقصصهم ويسخرون من أخطائهم) (وأحياناً يبدأ بعد الدفن مباشرة).
    بمعنى آخر يمكن القول : كثيراً ما يسعى الشايقية لتحوير وإدخال الحوادث الجسدية الفردية (المرض ، الموت) في منظومات اجتماعية وذهنية محلية باعتبارها معالجات ومناسبات للتنادي وتحويل الألم الشخصي إلى مسيرة جامعة "لا يتخلف عنها أحد" لهضم الأمر الشاق ودرء المخاوف وإبقاء التوتر والقلق على مستوى قابل للتحمل. ويمكن ملاحظة ذلك في الاتجاه ألإفراغي أو التثبيطي للموت "ذلك القادم المرعب سبب كل المخاوف".
    هذا التعامل الخلاق أوجد إجابات كنوع من الفسح للمأساة باستقدام أشكال غير مؤذية للخلاص من الذعر والمعاناة ومن وضعية اللافكاك من الفناء. كما أوجد شكل من التصعيد للتقوية والإبقاء، كنوع من التفكيك و(الإفناء للفناء)، باستدعاء (الغائب لحضور وقيام آخر)، باستحضار الصور الذهنية الحية للغائب وأفعاله الفعلية السابقة (الساخرة أو الطامعة أو المستخفة التي تَحُوُلَ بيننا وبين الفناء) ـ هذا الاستقدام الحي يلغي كثافة الموت ويحول عملية الدفن إلى إجراء لـ(إخباء وليس اختفاء) كأنما نحن وكامل الدورة مجرد أشكال وأدوار وأحداث وأفعال افتراضية.. كأنما انتقائية وعشوائية الموت كمدلول "تحول بسيط" وحالة انتقال لوجود وصيرورة في المتخيل العام للذهنية المحلية. حتى المرض في منطقة الشايقية يتحول إلى طقس واحتفائية في عالم الحريم ومناسبة للتواصل والإبقاء على الوحدة الخاصة، وكما يقول مناحيم روث: (مناسبة للجماعة لكي تعي وحدتها وبذلك يصير الشر الحتمي مصاباً ضرورياً بل يتحول إلى عمل خير).
    ويمكننا القول:
    هذا التناسق والتوازن ما بين "الموضوعي الخارجي" وبين ما يمكن تعريفه "بالذائقة المزاجية عند الشايقي" على المستويين الفردي والجمعي.. أي بمعنى أن ثقافة الشايقية تخرج لتستعير المزاج الشخصي لإنسانها، لتحقق تجانساً طوعياً بين نشاطه العاطفي وانسجامه الحسي وتؤكد الحق المطلق في الإيقاع الحر المنتظم "كحالة عليا من النظام" لحياة مفردة سوية ومتوازنة. فلا يكون هناك أي إقحام أو زج قسري لأي مفردة ما لم تتطابق وتتوازن في مدلولها النفسي والوجداني مع الذات المفردة المتفردة الحرة، في بحثها عن صيغ ومضامين خاصة في الإطار الأخلاقي الجمعي.
    كما أنها تهب القوة والمنطق لتأملاته فيما وراء العقل والشعور في بحثه عن الغامض وحقائق الوجود، وتدفع سعيه الحثيث للتوحد في الأنموذج الذاتي بقناعاته الحميمة والتباساته الخاصة, كما تمنحه المتعة والحيوية والحالات الانفعالية الضرورية اللازمة لحياة قوية مليئة ومركزة في بيئته المحيطة، فهي بذلك تهب المنطق البديع لإرادته الحرة وسط الآلية التي تسود يومه العادي.

    هذه بعض ملامح الثقافة التي شكلت شاعرنا الفذ: محمد الحسن سالم حميد ـ
    علماً بأن "النص الشعري" "عند حميد"، يستمد حيويته وفاعليته من درجة الاستبطان والقدرة على استحضار تصوراتنا واعتقاداتنا حولنا "نحن" ـ كأنما يرى الشعري "كفاعل إجرائي" ليس مؤهلاً بشكل أفضل لاستيعابه من استبطاننا أو "التصاعد" لإضفاء القيمة والمعنى لحياتنا ـ
    معذرة: حميد لم يدرس جيداً ـ
    ويظل نصه مفتوحاً لمن يرغب في رؤيته ـ
    ويظل تدارسه أهم تكريم.



    (عدل بواسطة صلاح هاشم السعيد on 05-29-2012, 11:32 AM)

                  

05-29-2012, 10:03 AM

Mohamed Abdelgaleel
<aMohamed Abdelgaleel
تاريخ التسجيل: 07-05-2005
مجموع المشاركات: 10415

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: السبت 26/5/2012 جمعية الصحفيين السودانيين تنظم أمسية عن تجربة حميد (Re: صلاح هاشم السعيد)

    يا جماعة الغار ..
    أعصروا
    على بعض
    ساريتنا
    لا تنهار
    نشد الحيل ..
    نعد الخيل ..
    نسن الصارم
    البَتّارْ
    كلَّها
    كمّها
    الربّاطة ..
    بي لُقاطا
    واحنا ..
    كتارْ ؟؟
    صفاً واحداً
    كالنيل ..
    وقلباً حارْ
    نضاري الواطة
    بالضرعات ..
    من الزمن
    الكركي
    الضّارْ
    وهاكُن
    شتِّتُوني
    بِذارْ

    محمد الحسن سالم حميد
                  

05-29-2012, 01:37 PM

صلاح هاشم السعيد
<aصلاح هاشم السعيد
تاريخ التسجيل: 07-03-2008
مجموع المشاركات: 987

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: السبت 26/5/2012 جمعية الصحفيين السودانيين تنظم أمسية عن تجربة حميد (Re: Mohamed Abdelgaleel)

    قلت من على المنصة:
    ليس الشعر "فقط" وإنما العملية الإبداعية ككل كانت تعتبر نشاط نسوي ـ وقلت : أن الشعراء ود الدابي وعبدالله محمد خير وحتى حميد يعتبروا ممن الرواد .. وقلت: أن الشعر النسوي كان يتحكم بأطراف النص بعيداً عن "الخصوصية النسوية" ـ حقيقة الأمر: بعد خروجي ـ استوضحني الكثير من المهتمين.. كل بطريقته:
    عموماً:
    كأنما "حينها" الأدوار موزعة: المرأة معنية بصناعة الحياة والإبداع فيها ـ بينما الرجل معني بالدفاع عنها "حتى الموت" "إن تطلب الأمر"..
    ولمزيد من التوضيح أستقدم مقطعين من كتابة خاصة ومنشورة وتحت عنوان "نساء الشايقية ما بين الشعر والسياسة في القرن التاسع عشر" "ربما" يستبين المعنى:
    أولاً:
    ((الناظر إلى منطقة الشايقية في القرن التاسع عشر يلاحظ انخفاض صوت الرجل الشعري المشارك والدافع لحركية الأحداث، المتفاعل مع الحياة السياسية والاجتماعية، إلا من بعض شعراء المديح أمثال ود حليب وحاج الماحي وعبدالرحمن ود كور ـ
    أورد السيد محمود القباني في مذكراته ( من آداب القومية عندنا أن الترنم بأغاني الحب والرقص يعد من أكبر العيوب بل هو الدليل الناطق بفقدان رجولية الصغير والكبير، إذ الغناء لا يباشره في وسطنا غير الجواري، وليس في جماعتنا حرة تعرف الأغاني اللهم إلا نوع مراثي العظماء والكبراء، أما نحن فنترنم بالمدائح النبوية). ولقد عانى إخواننا من المبدعين (الطمبارة) إلى وقت قريب من سوء الفهم وعدم القبول. وكأن أداة القول والسكت فيما مضى السيف والحربة و(الكوكاب)، ولمن أراد إثبات ذاته ساحات الحرب والقتال والإغارة.
    كأنما الرجل ارتضى لسلطان الشعر أن يظل فضاءً نسوياً خالصاً، وسلاح تستغله وتحتكره المرأة لنفسها.
    أيضاً قد لا يخلو الأمر من دور للمرأة في تنحية وإقصاء الرجل، بتبني الشعر وفرض الأمومة القسرية على الفعل الإبداعي، خصوصاً وأن (الشايقي) غالباً ما يربأ بنفسه عن المنافسة في مجال اختارته واختصته المرأة لنفسها، وغالباً ما يفضل الموت على الهجاء والفضيحة.
    وربما كانت عبقرية الرجل والجماعة ذاتها هي التي (ملكت المرأة سلاحاً أمر من الموت)، وعينتها رقيباً وعيناً على ذات الرجل خوفاً من التراجع والخذلان، كأنما لشحنه واستنفار رجولته ودفعه بدافع الخوف نفسه لمواجهة الخطر والموت، فحياة القرن التاسع عشر في المنطقة كانت في اشد قساوتها بحيث لا تحتمل الوسطية فإما سَائد وإما مَسُود. كذلك أغراض الشعر الكلية كانت قليلة ومحصورة في المدح والهجاء والرثاء وهي أمور اعتبرت عند الشايقية شأن نسائي شديد الخصوصية.))
    ثانياً:
    ((ولعبقرية الشاعرات أيضاً خصوصية، تمثلت البيئة والجماعة فتجاوزت التبعثر والانغلاق على الشكلي المبهم المكتفي والمحتفي بنفسه ذاتياً وجمالياً، دون الوقوع في مصيدة الاحتكاك مع التقاليد ومفاهيم السائد المألوف لمجتمع أنجزت ثقافته واكتملت في تمام تفاصيلها. والملفت حقاً هذا الإمعان غير المتساهل في السيطرة على أطراف النص وخطوطه من الانفلات أو الانجراف نحو الذاتي المكبوت والمسكوت عنه في عالم الحريم. هذا التحديد النصي والإلحاح على المضمون فرض شكلاً من (أدب الالتزام) بانحيازه لقيم الرجولة والشجاعة والتضحية.
    أيضاً تمكنت المرأة عن طريق استقلال نصها الشعري عن الذاتية وعن الخصوصية النسوية من تحقيق موقع متقدم، ونوعاً من المعادل الموضوعي استطاعت من خلاله حماية نفسها وسلاحها الشعري وتأكيد مشروعيته واستمراره. كما أنها استطاعت صياغة صوتها ووجود ذاتها وتأكيد أهمية دورها عبر قيم ومفاهيم أحادية لمجتمع ذكوري, بمعنى آخر يمكن القول أن النص الشعري النسوي في القرن التاسع عشر عند الشايقية في مجمله بنية أنثوية تأويلية لمجموعة من الرموز والمعاني والقيم الاجتماعية الذكورية تكون المرأة فيه مؤولة بمعنى من المعاني، ومضمرة في مجمل النص، ومحسوب حسابها.
    يكتمل موقف المرأة الشايقية من المشاركة في الحياة السياسية ودورها في اتخاذ القرار على أعلى المستويات في رأي مهيرة بت عبود الذي صاغته شعراً عندما احتد النقاش بين المؤيدين والمعارضين للحرب وأحتار العقيد في المجلس المنعقد في (أم بقر) بالقرب من كورتي لمواجهة حملة إسماعيل باشا، حينها قالت مهيرة:
    الليلة العقيد شوفنه كيف متمسكن
    وفي قلب التراب متجكن
    الراي فارقه لا بشفي لا بمكن
    لا تعجبن ضيم الرجال بمكن
    خلوكن براكن الليلة وحدكن
    بتمشن تحاربن والا بتبكن
    وعندما صمت المجلس ولم يحر العقيد جواباً أردفت بيتاً من الشعر غير مجرى التاريخ وحسمت مهيرة الأمر نهائياً لصالح الحرب حين قالت:
    يا فرسان أدفروا احموا واطاتنا
    والا ادونا السيوف وهاكم رحاطتنا
    فرد عليها خطيبها واحد فرسان القبيلة قافزاً :
    نحن فرسان الدواس
    نحن نسبتنا عباس
    دقوا يا أولاد النحاس
    شدوا خيلكم يلا للباس
    فهب الرجال راجزين يتبعهم الكهول وقد أُقر مبدأ الحرب:
    نركب ينقنق جرسنا *** غرب ود العود جلسنا
    مالنا نحن إن فرشنا *** هيلنا من جاويش حرسنا
    فترد عليهم مهيرة مشجعة وتذكر العقيد بين الأبيات كنوع من الاعتذار الذكي الحميم وكنوع من المكافأة للاستجابة لنداء الحرب وقيم الشجاعة والرجولة:
    غنيت بالعديلة لولاد شايق
    البرشو الضعيف ويلحقو الضايق
    الليلة استعدوا وركبوا خيل الكر
    قدامهم العقيد بالأغر دفر
    جنياتنا الأسود الليلة تتنتر
    يا الباشا الغشيم قول لجدادك كر
    حسان بحديده الليلة اتلتم
    الدابي الكمن في جحره شم الدم
    مامون يا الملك يا نقيع السم
    فرسانا البكيلو العين يفرجو الهم
    وكان من الحرب ما كان من انهزام الشايقية بعد تلك الملحمة التاريخية.)).
                  

05-29-2012, 02:43 PM

Bushra Elfadil
<aBushra Elfadil
تاريخ التسجيل: 06-05-2002
مجموع المشاركات: 5252

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: السبت 26/5/2012 جمعية الصحفيين السودانيين تنظم أمسية عن تجربة حميد (Re: صلاح هاشم السعيد)

    عزيزي الأخ صلاح هاشم السعيد
    السعيد هو أنا بلقائك في الرياض يوم الندوة.ولم يسعفنا الوقت لنفضفض بعد هذه الغيبة الطويلة.
    ماقلته أنت هناك في المنبر وما كتبته هنا في البوست كلام مهم؛ وفيه رؤية نقدية فكرية ويستحق أن تسجله لا في مقال لكن بين دفتي كتاب. سيكون كتاباً ضافياً وأتمنى أن يسعفني الوقت للتامل فيما قلت والتفاكر معك فيه.
    دمت.
                  

05-30-2012, 08:40 AM

صلاح هاشم السعيد
<aصلاح هاشم السعيد
تاريخ التسجيل: 07-03-2008
مجموع المشاركات: 987

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: السبت 26/5/2012 جمعية الصحفيين السودانيين تنظم أمسية عن تجربة حميد (Re: Bushra Elfadil)

    Quote: عزيزي الأخ صلاح هاشم السعيد
    السعيد هو أنا بلقائك في الرياض يوم الندوة.ولم يسعفنا الوقت لنفضفض بعد هذه الغيبة الطويلة.
    ماقلته أنت هناك في المنبر وما كتبته هنا في البوست كلام مهم؛ وفيه رؤية نقدية فكرية ويستحق أن تسجله لا في مقال لكن بين دفتي كتاب. سيكون كتاباً ضافياً وأتمنى أن يسعفني الوقت للتامل فيما قلت والتفاكر معك فيه.
    دمت.

    أخونا العزيز: د. بشرى الفاضل :
    شاكر لهذه الإشادة
    واعتبرها شهادة مفخرة لي ـ
    حقيقة بعد الندوة ـ اختلط الجميع ـ ولم تسنح لنا فرصة للفضفضة ـ حتى الحديث القصير الذي دار بيننا تمت مقاطعته ـ وقد عشنا وتزاملنا في "سنوات العمر" معاً يا صديق ـ أتمنى أن نلتقي إن أمهلتنا الحياة ـ
    سأرسل الأيميل برسالة خاصة ـ
                  

05-31-2012, 09:25 AM

صلاح هاشم السعيد
<aصلاح هاشم السعيد
تاريخ التسجيل: 07-03-2008
مجموع المشاركات: 987

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: السبت 26/5/2012 جمعية الصحفيين السودانيين تنظم أمسية عن تجربة حميد (Re: صلاح هاشم السعيد)

    كنت أعتقد أن هذا البوست ـ سيلقى إهتماماً أكبر مما حدث "حتى الآن" ـ لأهمية ما قيل في الندوة ـ وإمكانية فتح حوار ـ حول الدارجة ومقدرتها في مناجزة ـ الوجدان العام لأهل السودان ـ مما يبدأ مدخلاً للتعايش ـ علماً بأن "عدد لا يستهان به من الحضور" من أعضاء سودانيزأونلاين ـ ولهم المقدرة والمعرفة الكافية لنقد ما قيل ـ والسبب الأهم ـ ما أثارته الندوة من تداعيات وحوار بعدها "مباشرة" :

    قال: الشاعر عالم عباس:
    Quote: حين يرد شعر العامية السودانية فإن أبرز ما فيها بعد محجوب شريف وهاشم صديق،ففي طليعتهم، بلا ريب، محمد الحسن سالم حميد ومحمد طه القدال، وهما معا يشكلان علامة فارقة من حيث ذيوع الصيت والقدرة على دفع موضوعات أشعارهم العامية إلى مستويات رفيعة ومعقدة لم تبلغها قبلهم هذا الشعر،بالرغم من الفتوحات الهائلة لمن سبقوهم من الرواد، أمثال محجوب شريف وعمر الطيب الدوش وهاشم صديق، فهؤلاء أعلوا مقام الشعر العامي في السودان بحيث نافس الشعر الفصيح بمستوياته المختلف


    Quote: في الخمسينات والستينات من القرن الماضي سيطر الشعر الفصيح في قوالبه الفراهيدية على الساحة الثقافية، ولاقت محاولات التجديد في شكله ومحتواه عنتاً بسبب سيطرة خريجي المعاهد العلمية والأزهر على مفاصل تدريس اللغة العربية، ولم تكن للغة العامية أية فرص للظهور أو الاهتمام في المنابر الثقافية، وربما انحصر معرفة الوسط الثقافي بالأشعار العامية في أشعار الحردلو الكبير،


    Quote: بواكر الثمانينات برز شباب لفتوا النظر بأدائهم الشعري المتميز في العامية وتفردوا بثلاثة أشياء، أولها، المواضيع التي يتناولونها، ثانياً، قاموسهم العامي الغني والجزل وقدرتهم في التحكم فيها، وثالثاً، الأداء الجميل وأسلوب الإلقاء المتمكن والآسر،


    Quote: جاب القدال أطراف السودان، وحيث ما حل تحلقت حوله الألوف يخاطبهم بإلقائه الأخاذ بمفردات عاميتهم. ما أن يبتدر القصيدة حتى تشاركه في إكمالها، فقد حفظوا أشعاره عن ظهر قلب منذ أول إلقاء له فيها، فصارت تسبقه إلى المنابر. القدال يهضم العامية السودانية بلهجاتها وطرائق أدائها المختلفة ويطوعها في قاموسه، وحيث حل ينشدهم قصيدة فيها عاميتهم ولهجاتهم ولسانهم كالتي بها ينطقون، فكأنه شاعرهم المتقمص لشخصيتهم التي يألفون. أمَّا حميد، فهو يحفر عميقا في لهجة أهله ومنطقته وينقب فيها ويعيد سبك هذه اللغة الموحية في ثنايا قصيده، يتخيّر مفرداتها التي اندثرت فيعيد إليها الحياة، وحين يلقي قصائده في تنهيدته المحببة، يتهافت الناس لحفظها ، وهكذا انتشر قاموسه في البلاد وتعلم أهل الأصقاع البعيدة تلك اللهجة المفعمة بالمحنة والإلفة وأضافوا إلى قاموسهم مفردات جديدة أغنت لغتهم وأسهمت في التواصل والمحبة وصقل الوجدان


    ما قاله الشاعر: عالم عباس في الندوة : اكثر من هذا بكثير ـ
    وأذكر حديثه حين قال: ركزت في هذه الورقة ـ على عامية ـ استطاعت مناجزة العام السودان برغم تمثيلها لبيئات محددة ـ وقال: أن الورقة قامت على هذا الأساس ـ (أو كما قال)
    أخشى الوقوع في الخطأ ـ وأتمنى أن أكون قد لخصت هذه الجزئية بصورة مقعولة ـ "لأهميتها".
    وكنت قد قلت من على المنبر:
    في اعتقادي أن خروج النص الشعري عن الدارجة أو العامية ليس طمساً وخروجاً عن الذات الأصيلة فقط، بل يعد خروجاً عن فرادة لغة الإفصاح نفسه، وخروجاً عن الذاتية التكوينية، وعن الصياغة، كما أن روح النص تفقد رموزها الدلالية ودوافعها الانفعالية فتصبح ذاتية الموضوع مقعدة، ويصبح الشاعر منفياً داخل لغة الآخر. مما يعد انصياعاً واندراجاً تحت تراث وثقافة الآخر، مهما كانت الدوافع بريئة، فاللغة ليست مجرد قالب أو شكل بل هي جوهر وذاتية الإدراك للوجود نفسه.
    التقاني الشاعر: عالم عباس ـ بعد الندوة فابتدرني قائلاً: يا استاذ: شنو النص الموازي ده.؟؟!!.. ربما (في اشارة للإتفاق) أو كما فهمت.

    من جانبي سأحاول تصعيد ـ الحوار ـ
    وأتمنى أن يشاركني في ذلك ـ د. بشرى الفاضل ـ والشاعر: عالم عباس ـ والشاعر: نصار الحاج ـ وأعضاء سودانيز من الحضور وغيرهم بالتأكيد ـ

    (عدل بواسطة صلاح هاشم السعيد on 05-31-2012, 09:44 AM)

                  

06-03-2012, 02:05 PM

صلاح هاشم السعيد
<aصلاح هاشم السعيد
تاريخ التسجيل: 07-03-2008
مجموع المشاركات: 987

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: السبت 26/5/2012 جمعية الصحفيين السودانيين تنظم أمسية عن تجربة حميد (Re: صلاح هاشم السعيد)

    صديق الموج:
    والأخوة:
    الندوة في كلياتها ـ أقصد "الندوة" بافتراضها "مفاهيم كلية" ـ ركزت على الأسس العميقة لمكونات المجتمع السوداني "كإرث" هام وضروري لا يمكن تجاوزه ـ وضد إعلان المسألة "السكانية" مجرد "تراكيب" يمكن التأسيس "قفزاً عليها" ـ خصوصاً ما أورده "عالم عباس" وتركيزه على أهمية الدارجة المحلية وانتباهته "الشديدة" حين تأكيده على شاعرية اللهجات الطرفية ومقدرتها على مناجزة الوجدان العام ـ مستنداً على تجارب "الحاردلو وحميد والقدال" كمثال ـ وربما هذا تحديداً ما تعنيه لغة "حميد" بالنسبة لمريديه، كون نصه عميقاً وقريباً وشخصياً حميماً ـ وكون لهجته تأويلاً للإستماع للحياة أو مستمدة من ميلها الأساسي لحركيتها ودينمايكيتها والتجارب الأصلية التي نبعت عنها.
    "حميد" "كما أراه" إسرافاً في الخروج على أسر المعنى وقانونه:
    خصوصاً: إذا ما حرر السيرة الشعرية "إن جاز التعبير" من طابعها "قصة" "ما أمكن" وترتيب إيحاءاتها، كعلائق خلخلة أو إشارة غالباً "في ذاتها واقعاً"، وليس هروباً من عدمية العصر الحاضر أو حنين إلى أصل طاهر.
    ربما ما يميز مشروع "حميد" تأكيده على "الأطراف" "كما هي" بافتراضها المكون الأساسي في المسألة القومية ـ برجاء خاص "جداً" يراه "هو"، في "بدء آخر" "مأمول" لا يتساوق وإحياء البدء الأول في تجربته الأصلية مع الدولة.

    (عدل بواسطة صلاح هاشم السعيد on 06-03-2012, 03:02 PM)
    (عدل بواسطة صلاح هاشم السعيد on 06-05-2012, 10:00 AM)

                  

06-04-2012, 09:21 AM

صلاح هاشم السعيد
<aصلاح هاشم السعيد
تاريخ التسجيل: 07-03-2008
مجموع المشاركات: 987

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: السبت 26/5/2012 جمعية الصحفيين السودانيين تنظم أمسية عن تجربة حميد (Re: صلاح هاشم السعيد)

    لماذا حميد.!؟!!..
    يمكن القول: أن حميد حرر الدارجة "على إطلاقها" من محليتها ـ
    وحرر وظائفها التعبيرية من احتمالات التقويض، دون تحريفها أو اجتثاثها من تربتها الأصلية ـ بافتراضها أو كما "رآها" "هو" إنجاز أو تأويل "بدئي" ومباشر للحياة. وباعتبارها، مكتسبة بصورة تلقائية وأصيلة وتتحرك "في أرضيتها الحية" بين حوافز قائمة على إمساكها وإنتباهتها لتجارب الحياة "الأساسية"، أي "دون استقاؤها من مجال آخر" ـ
    أيضاً، حرر (المحلي) "من المفاهيم المركزية" ـ بمعنى النقض وتقويض التحريفات التي تعرض لها ـ كما أعاد بناء علاقة "المركز بالأطراف" ـ موجهاً نقده "ليس للماضي" وإنما لهذا الحاضر "السوداني" وعلاقته بماضيه.
    يتبع ـــــــــــــــــــــــــــــ
                  

06-04-2012, 12:36 PM

صلاح هاشم السعيد
<aصلاح هاشم السعيد
تاريخ التسجيل: 07-03-2008
مجموع المشاركات: 987

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: السبت 26/5/2012 جمعية الصحفيين السودانيين تنظم أمسية عن تجربة حميد (Re: صلاح هاشم السعيد)

    متابعة:
    أهمية "المنجز الطرفي" السوداني ـ تنبع من "عفويته" ـ أي من تعامله المباشر مع البيئة ومع هذا الوجود الحادث، دون وسائط أو تداخل خارجي لا يتناسق ومكونها الأساسي ـ بمعنى آخر يمكن القول: بأن المحلي هو "الأصل" بافتراضه (مجال التجربة الأصلية التي تم منها استيلاد أو استقاء المعنى وتم إسقاطه على الحياة وكائنها البشري) ـ الثقافات الطرفية السودانية "ثروة" لم يلتفت إليها بعد ـ باعتبارها "ذات أصول" نحتت "مفاهيمها" مباشرة من "ذاتها" ومن تجربتها الأصيلة ـ ولم تتقبلها من "تجارب الصنع اللاحقة".
    يتبع ــــــــــ
                  

06-04-2012, 02:56 PM

صلاح هاشم السعيد
<aصلاح هاشم السعيد
تاريخ التسجيل: 07-03-2008
مجموع المشاركات: 987

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: السبت 26/5/2012 جمعية الصحفيين السودانيين تنظم أمسية عن تجربة حميد (Re: صلاح هاشم السعيد)

    متابعة :
    قد يرى البعض أن "الطرفي" يتم فيه التعبير عن الحياة بكيفية "خاصة" ـ ولكن ما نتحدث عنه' "هنا" هو التعاطي المباشر مع الموجود ـ أي تعاطي هذه الثقافات مع "أنطلوجيا" الوجود بشكله الحادث ـ مستقلاً عن أشكاله الخاصة.
    ولا أظن المطلوب "حالياً"، تبنيه أو حتى اقتباس حالاته الثقافية ـ وإنما فهمه والتساؤل عن التجارب الأصلية التي يستند إليها، والبحث في أشكالها وعن إمكانية دمجها بالضرورة كـ"أشراط" لقيام الدولة "السودانية".
    يتبع ــــــــــ

    (عدل بواسطة صلاح هاشم السعيد on 06-04-2012, 05:51 PM)
    (عدل بواسطة صلاح هاشم السعيد on 06-04-2012, 07:14 PM)
    (عدل بواسطة صلاح هاشم السعيد on 06-05-2012, 09:29 AM)

                  

06-05-2012, 09:23 AM

صلاح هاشم السعيد
<aصلاح هاشم السعيد
تاريخ التسجيل: 07-03-2008
مجموع المشاركات: 987

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: السبت 26/5/2012 جمعية الصحفيين السودانيين تنظم أمسية عن تجربة حميد (Re: صلاح هاشم السعيد)

    عربية الكجر و(الاستقرار في الأزمة):
    أنتبه د. بشرى الفاضل والشاعر: محمد مدني لـ(عربية الكجر):
    علماً بأن كلمة "كجر" مستقدمة من "البجاويت" ـ ومنها "كجراي" وحسب صديقي المهندس: محمد عمر محمد مكي "من أبناء البجة" معناها: "الشخص الذي يأتي بالعجائب" "على حد تعبيره" ـ المهم أن عربية الكجر رامزة بافتراضها أحد تجليات فهم النص المتعدد والمتنقل في العلاقة الجدلية بين "الذاتي والموضوعي الخارجي" ـ ربما عناها "حميد" في (الدولة) كمشروع عام وعنيف "حد الإفناء" ـ ويبدو لي، كأنما يأتيها انطلاقا من الفكرة الشاملة الموجودة في "العقل الجمعي"، وربما تأويلها وتوجيه تساؤلاته لـ"بعد زمني" تأكيداً هو "الحاضر"، لكن ليس "كبتاً" في رؤية أو زمن "محدد" وليس انغلاقاً أو حتى اكتفاءً لظاهرها المتحقق في الخارج ـ "مما يعني ديمومة أو على أقل تقدير استمرارية النص" ـ كأنما ينطلق من رؤية أن "الدولة علة نفسها" ـ خاصة وأن عبدالرحيم "أخطأ" حين لم يفترض تصورا أو تعييناً قبلياً لها ـ وانتظر حتى تحققت كمشروع قامع بالتجربة ـ أي تم له إدراك معناها "بعد" "قهر واستلاب ثم استحواذ: (عم عبد الرحيم كت فلاح في يوم) ثم احباطه وخوفه وفقدان الأمان: (تسريح السفر ـ للماشي الصعيد .. ماشي الديش نفر ـ والبال اشتغل .. والبال اشتغل للابا ما يعيد ـ للحول ما اشتغل ـ والبال اشتعل) ـ "عم عبدالرحيم" "مهزوم" لحظة "الدولة" ـ "فقط" قبل "فعل الموت" ـ رغم امتلائه بعافية الدور الأسمى "فيه" "هو" ـ ورغم وفائه لوعيه المنبثق بغلبة الجنوح نحو الحرية ـ رغم تماهيه المطلق مع حريته "هو" ـ وبعد أن كان طليق بيئته وخياله المشرف على نبالة الوجود "بلا صخب أو ندم": (يالعبد الشقي ما اتعود شكي ـ لكن الكفاف فوقك منتكي) ـ القضية في أن "الدولة" خذلته "تماماً" بحيادها وسلبيتها اللامتناهية تجاهه ـ حدث ذلك لـ"عم عبدالرحيم" رغم وعي إرادته "حينها" ـ بدليل اندراجه "الفعلي" في المؤسسة كـ"رهان" على المسألة القومية ـ ويبدو ذلك واضحاً في اللاحق من أحداث وحوار داخلي: (عم عبد الرحيم كت فلاح في يوم ـ في ايدك تنوم .. علي كيفك تقوم ـ لا دفتر حضور .. لا حصة فطور ـ تقرع بالقمر .. تزرع بالنجوم ـ لكن الزمن دوارآ بدوم).
    حقيقة الأمر نصوص حميد الشعرية على "ظاهريتها ووضوحها" تجد أساسها في مفهوم "التأويل" بافتراض "كلية التجربة" في البناء على "جموح الوفرة" وتصعيد الأضداد في ضرورات المعاني وعلائق الألفاظ ـ فليس هناك عشوائية أو عبث كما ليس هناك "إثبات" أو "لانهائية" لهذا الترابط المنطقي ونقيضه ـ "أقصد إثبات "اللانهائية" كرؤية مستمرة، تدفع إلى استنباط فكرة الأحداث" ـ كأنما "حميد" يوحد بين الرمز وسيماء النص ليعصف بآليات النظر المباشر "عندنا" ـ

    (عدل بواسطة صلاح هاشم السعيد on 06-05-2012, 09:44 AM)
    (عدل بواسطة صلاح هاشم السعيد on 06-28-2012, 09:24 AM)

                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de