العـجكـو مرة أخرى ( الى أحمد ضحية ... وآخرون )

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-06-2024, 06:58 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثاني للعام 2012م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
04-04-2012, 12:05 PM

salah awad allah
<asalah awad allah
تاريخ التسجيل: 07-15-2007
مجموع المشاركات: 2298

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
العـجكـو مرة أخرى ( الى أحمد ضحية ... وآخرون )

    Quote:
    حــنين الـظـلال الى الشـمس
                  

04-04-2012, 12:11 PM

salah awad allah
<asalah awad allah
تاريخ التسجيل: 07-15-2007
مجموع المشاركات: 2298

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: العـجكـو مرة أخرى ( الى أحمد ضحية ... وآخرون ) (Re: salah awad allah)



    Quote: المجموعة القصصية الجديدة لعمر الصايم

    هاتفنى صباح اليوم فرحا هاشا باشا كعادته
                  

04-04-2012, 12:37 PM

salah awad allah
<asalah awad allah
تاريخ التسجيل: 07-15-2007
مجموع المشاركات: 2298

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: العـجكـو مرة أخرى ( الى أحمد ضحية ... وآخرون ) (Re: salah awad allah)


    وتتكون المجموعة من النصوص الاتيه :-
    1 / ديالكتيك الجلوس
    2 / مسـاران ثالثهما الجنون
    3 / النسخ أو البروفسيور
    4 / رسـالة إلى نورا
    5 / خرايط الوحـيد
    6 / شى كو يفضل السلامه
    7 / المتنحـى
    8 / الظل وأقتسام الجســد
    9 / سـونا وصـبوحة
    10 / أعــرج المشـرحه
    11 / العـجكـو مرة أخرى
    *
                  

04-04-2012, 01:30 PM

salah awad allah
<asalah awad allah
تاريخ التسجيل: 07-15-2007
مجموع المشاركات: 2298

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: العـجكـو مرة أخرى ( الى أحمد ضحية ... وآخرون ) (Re: salah awad allah)

    عمر الصايم


    231003_109226665832790_2894983_n.jpg Hosting at Sudaneseonline.com
                  

04-07-2012, 12:01 PM

salah awad allah
<asalah awad allah
تاريخ التسجيل: 07-15-2007
مجموع المشاركات: 2298

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: العـجكـو مرة أخرى ( الى أحمد ضحية ... وآخرون ) (Re: salah awad allah)

    o الميلاد : كوستي / 29 فبراير 1972
    درس تعليمه العام بكوستي
    _ ساهم في الحركة المسرحية بكوستي عضوا في فرقة المنار .
    _ عضو رابطة الأصدقاء الأدبية كوستي ورابطة النوارس الأدبية .
    _ شارك في النضال ضد النظام عبر تنظيمات الطلاب بجامعة الخرطوم ، حيث درس الآداب .
    _ شارك مع آخرين في تأسيس نادي القصة السوداني ، وترأسه لفترة .
    _ له عديد القصص والدراسات المنشورة بالصحف والمجلات المتخصصة داخل وخارج السودان .
    _ نشر له مع آخرين كتاب دروب جديدة أفق أول إحدي إصدارات نادي القصة .
    _ له عدد من الكتب تحت الطبع .
    *
                  

04-07-2012, 01:18 PM

مبارك محمد
<aمبارك محمد
تاريخ التسجيل: 12-11-2006
مجموع المشاركات: 143

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: العـجكـو مرة أخرى ( الى أحمد ضحية ... وآخرون ) (Re: salah awad allah)

    الاخ صلاح ..الاديب والمفكر المجتهد والكاتب الذي يؤمن ان حدود النص ليست نهاية الكتابة .

    عمر الصايم هو الكاتب المتُعب رغماً عنه ، ان كتاباتة كافية للتعرف عليه ، ذات أُفق ميال للوطن وشعبه .
    لكن اظن ان ضيق الوقت والإلتزام بحدود الصفحة في المنبر ما جاعلاك تكتفي بهذا القدر من التوطئة..
    شكرا من القلب علي هذا المجهود الذي تبذله لتعريف اعضاء المنبر بحركة الق ق و الق ق ج.
    اود ان التفت انتباهك الي ان كوستي هذه اولدت عمالقة في كتابة الشعر والادب والقصة القصير بانواعها
    منهم ..صديق الحلو وعيس الحلو- احمد ضحية-نجم الدين كرم الله وقريب الله وعبدالحميد وادريس يونس- الفاضل فضل وغيرهم كُثر
    ، ارجو ان تترك الباب موارايا ساظل بالقرب متابعا
                  

04-14-2012, 02:57 PM

salah awad allah
<asalah awad allah
تاريخ التسجيل: 07-15-2007
مجموع المشاركات: 2298

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: العـجكـو مرة أخرى ( الى أحمد ضحية ... وآخرون ) (Re: مبارك محمد)

    العزيز مبارك

    شكرا لحضورك البهى هنا
    ظروف مرض خفيفة ابعدتنى عن المتابعة هنا
    لك عظيم مودتى وسأنشر بعض النصوص هنا

    Quote: لاخ صلاح ..الاديب والمفكر المجتهد والكاتب الذي يؤمن ان حدود النص ليست نهاية الكتابة .

    عمر الصايم هو الكاتب المتُعب رغماً عنه ، ان كتاباتة كافية للتعرف عليه ، ذات أُفق ميال للوطن وشعبه .
    لكن اظن ان ضيق الوقت والإلتزام بحدود الصفحة في المنبر ما جاعلاك تكتفي بهذا القدر من التوطئة..
    شكرا من القلب علي هذا المجهود الذي تبذله لتعريف اعضاء المنبر بحركة الق ق و الق ق ج.
    اود ان التفت انتباهك الي ان كوستي هذه اولدت عمالقة في كتابة الشعر والادب والقصة القصير بانواعها
    منهم ..صديق الحلو وعيس الحلو- احمد ضحية-نجم الدين كرم الله وقريب الله وعبدالحميد وادريس يونس- الفاضل فضل وغيرهم كُثر
    ، ارجو ان تترك الباب موارايا ساظل بالقرب متابعا
                  

04-14-2012, 04:10 PM

HAIDER ALZAIN
<aHAIDER ALZAIN
تاريخ التسجيل: 12-27-2007
مجموع المشاركات: 22434

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: العـجكـو مرة أخرى ( الى أحمد ضحية ... وآخرون ) (Re: salah awad allah)

    سلام يا صلاح
    احمد ضحية رجل راقي وفاهم وراسو يوزن بلد
    عاشرته لفترة محدودة وكنت استغرب ( حينها ) وسنوات عمرنا مازالت غضة كيف لمثله ولمثل وائل احمد خلف الله وناصر على ان يؤتو بهذا الفهم رغم عمرهم الذي لم يبلغ العشرين
    ما احوجنا لأمثالهم وقد قاربنا وقاربوا الآربعين



    Quote: 9 / سـونا وصـبوحة


    لو سمحت معلومات نلقى الشغلة دي وين وكيف ونحن بالخليج
    سونا وصبوحة هم العاوزهم ضروري
    وياريت لو ضحية يكلمنا عن واسيني الأعرج
                  

04-15-2012, 11:15 AM

salah awad allah
<asalah awad allah
تاريخ التسجيل: 07-15-2007
مجموع المشاركات: 2298

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: العـجكـو مرة أخرى ( الى أحمد ضحية ... وآخرون ) (Re: HAIDER ALZAIN)

    HAIDER ALZAIN

    شكرا للمرور
    وسوف يكون عمر الصايم
    ننشر لكم هنا
    فى ما يطلبه المستمعون من الخليج ( ســـونا وصـــبوحة .... فقط )
    أما باقى الكتاب نبحث مع الصايم طريقة ارساله لكم

    Quote:
    الى ســكان بلاد العم ســـام
    رجــاء شوفوا لينا احمد ضحية
    وجيبوه لينا هنا
    اصلو الولد دا بقى بتاع حركات وعامل فيها مشغول وكده
                  

04-18-2012, 06:21 PM

salah awad allah
<asalah awad allah
تاريخ التسجيل: 07-15-2007
مجموع المشاركات: 2298

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: العـجكـو مرة أخرى ( الى أحمد ضحية ... وآخرون ) (Re: salah awad allah)

    ويســــــــتمر النداء أين

    انت يا احمد

    أو يا أم أحمد دقى المحلب ؟؟؟؟ وأحمد غايب فى ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟*
                  

04-18-2012, 06:25 PM

salah awad allah
<asalah awad allah
تاريخ التسجيل: 07-15-2007
مجموع المشاركات: 2298

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: العـجكـو مرة أخرى ( الى أحمد ضحية ... وآخرون ) (Re: salah awad allah)

    ويســــــــتمر النداء أين

    انت يا احمد

    أو يا أم أحمد دقى المحلب ؟؟؟؟ وأحمد غايب فى ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟*
                  

04-24-2012, 11:59 AM

salah awad allah
<asalah awad allah
تاريخ التسجيل: 07-15-2007
مجموع المشاركات: 2298

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: العـجكـو مرة أخرى ( الى أحمد ضحية ... وآخرون ) (Re: salah awad allah)

    سومة وصبوحة
    ============
    باضت الطائرة وأفلتتني لأسقط في فخ الوطن. تمزق نقابي في غلافه الحيوي، رأت الأبالسة وجهي وأنا بين الأرض والسماء. في مملكتهم السعودية لم اختلط بالناس رجالاً أو نساء، حتى عالم الفتيات لم يستوعبني لسواد بشرتي ، في الصف الأول حكّت زميلتي خدي ثم سألتني.
    - شو هادا ؟ أسفلت؟!.
    أدرت خدي عنها، فحكّت بظفرها الآخر ، لفني إحراج سخيف. كلما سخرن مني رددت عليهن أكاديمياً ، لهن البشرة البيضاء ولي عقلي المتقد ، تصدرت جميع الصفوف، لم أكن مستمتعة بالدراسة ، ألقى بناري على الكتب فتحترق في رأسي ، أحمل شعلتي إلى حجرة الامتحان لأعيد كبريائي وأسمو عنهن، وبمرور الوقت صرت كافورة تحكم البيضاوات.
    أرتطمت ببلادي كنيزك ليس له أن يحيد عن مساره. هيأني أبي لذلك في الأسبوع الأخير ، اسمعني كاسيت غنائي لعبد الكريم الكابلي ، وبعض الدوبيت والمسادير، ونفحني ببعض الوصايا التي رآها كفيلة بجعل إقامتي ممكنة بل وسعيدة. في الجامعة أدهشني تباين الأزياء واحتفاء الناس ببعضهم ذكوراً وإناثاً مكبرات الصوت تلعن وتؤيد ، الطالبات يمضغن السندوتشات تحت بصر الرجال ، كنت كجارية من العصر العباسي قذف بها الزمن إلى حشد غريب ، أول مصافحة ذكورية قلبتني رأس على مؤخرة، وضع الرشيد كفي العطش في كفه الشقية ، ونظر في عيني ناثراً بذوره فيهما، شعرت بنمو ذاك الشيء المسمى حباً ولو أن نموه اكتمل لكانت قصتي ولما قابلت سوما.
    جذبني للرشيد فكه القوي ، أسنانه الكبيرة البيضاء ، وعضلاته المتناسقة ، تابعته وهو يجري في ملعب الجامعة ، يركل الكرة فتهتف الطالبات باسمه ويتحلقن حوله. حجزت لنفسي مساحتها وأزحتهن جميعاً ، لا أحب كرة القدم، ولا هذه الجلبة العالية ، يستهويني الكابتن بنظراته وعضلاته ، وقعت في حبه وإلتوي كاحلي ، وخرج من الملعب محولاً على الأعناق ، مسجلاً أورع الأهداف في شباكي البكر. وجدتني سامية انتحب تحت ظلال اللبخة الكبيرة، أزللتُ دمعي في حجرها دون سابق معرفة، أعطتني منديلها فوجدته خشناً شراشفه تفوح بعطر رجالي، قبلتني في جبيني ، وداست على كفي بقوة ثم سألتني - أنا سوما الجميل اسمو منو؟
    لم انظر إليها حين قلت – صباح
    وجدتها صامتة تنظر إلى جسدي ، فزدتها - أيوا شهادة عربية.
    حاولت أن تداعبني فقالت - طيب يا صبوحة! أنا ذاتي شهادة عربية من أم طرقاً عُراض.
    لسنا ريا وسكينة ، هما قاتلتان ، ونحن عالقتان، ماذا أفعل وقد غادرني الرشيد بلا تفسير أو حتى تمهيد، عام كامل وهو يحرق لي بخور المفردات ، يشعل ذاكرتي بشبق الأمكنة يحدثني عن الزواج في قريتهم ، عن بدانة النساء وخفاضهن الفرعوني، يتغزل في لكنتي الخليجية، استلمني ورقة بيضاء في طرد مغلق بالشمع الأحمر ، فض الطرد وكتب مأساتي، ثم ألقى بورقتي ليدوسها مشجعو فريقه.
    تذكرت أنني كنت قد رأيت سوما في الداخلية ترتدي رداء رجالي قصير ، تضع قبعة على رأسها، وتغطي عينيها بنظارة سوداء ، لفت نظري فكاها القويان، وشفتاها المطبقتان على عنف دفين . لم يحدث أن حادثتني. للمرة الأولى مررت منديلها على دموعي وكتبت حكايتنا المشتركة.، طرقت على جرحي وهو نازف ، زارتني عصراً في غرفتي، قالت أنني حزينة، وأنها لن تتركني وحيدة أجتر أحزاني ، شعرت بالمساندة ، وتسلل إلى جسدي دفء مريب ، في الليل شاركتني الفراش، لامست لوعتي وأنا أحكي لها عن انخداعي في الرشيد، تحضنني بلطف وتهمس في أذني " أنسي.. انسي وسأعوضك كل شيء.".
    عوضتني أشياء وأضاعت عني أخري ، أنصرمت سنوات لم أعد أذكر الرشيد ، تلقفت دهشتي وقذفتها في هدأه الليل ، أبكتني وأبكيتها، صحلت أوردتي من النبض باسمها، ولم تتوقف أجراسها عن الرنين ، دنانيري تفر من بناني إلى حقيبتها ، كنا ننتقل من غرفة لأخرى ، يصحبنا همس الطالبات وإشاراتهن المفضوحة ، ولأن أبي يغدق بالمال على صبوحته صرنا نؤجر في السكن السياحي، ونسوح في هضابنا الخاصة، أرسلت لأبي من بعض ماله كاسيتات اللحو وندي القلعة ، وود البكري.
    سوما من قرية ابتلعت حوافها أشجار المسكيت، تتقدمني بسنة دراسية وتكبرني بأعوام ثلاث، تدرس الهندسة الزراعية ، قالت لي ذات مرة أنها لم تكن تحلم إلا أن تكون قابلة ممتازة ولكن النتيجة قذفت بها إلى هنا. الطالبات لا يجدن مبرراً لإمتداد علاقتنا، فتتسرب الشائعات والنكات حولنا، ما كنت أكترث لشيء سوي سوما وعالمها الغرائبي، علقت فيه كأنني لم افتتن يوماً بالمدعو الرشيد.
    تخرجت سوما قبلي، ودعتها بالدموع وأغلظ الاتفاقات. عليها أن تزورني مرتين كل شهر وأن تحدثني بالتلفون يومياً قبل النوم ، هكذا اتفقنا حتى التحق بها في زيارتها الأخيرة بدأ عليها التوتر والشرود، ولم تهمس في أدني ، وحجبت عنى التعويضات، سافرت في الصباح ، تركتني نائمة ولم تمنحني حق إلقاء النظرة الأخيرة ، ذهبت للسنتر مشوشة ، ومشوبة بالخوف ، قابلني الرشيد يوزع ابتساماته على الطريق، توقف عندي وسألني- سمعت بخبر خطوبة سوما؟ الزوج قالوا مغترب.
    لا أنكر كيف هو حالي، وهل أجبت عليه أم لا؟ ليتها كانت قابلة من الدرجة الأولى، شعرت بانقباضات كأنها الولادة ، اتصلت بها على تلفونها، جاءني صوتها من بعيد ، خلتها منهمكة في إجراء خفاض فرعوني وبين يديها طفلة باكيه ، سألتها وأنا أزيح قبضة البكاء عن حنجرتي - كيف الكلام دا .. كيف .. والبينا؟!
    قالت ... وقالت فأزهقت اللغة عبر التلفون وأنا لا أذكر شيئاً غير أنها حاولت إقناعي بأن الأشياء هنا تنتهي هكذا ، وأن عليها أن تتزوج كسائر إناث الرجل ... وأن .... وان.
    خنقت الهاتف فغطاني ذهول، لمحت الرشيد يضاحك أنثى خلف الشجرة التي أبكاني تحت ظلها، حين رن تلفوني مرة أخرى تمنيت أن تكون سوما ، تخبرني أنها لن تغادرني هكذا والآن ، فتحته بيد مرتجفة ، جاءني صوت رجولي، بعد برهة عرفت صاحبه ، انه أبي أخيراً ، أخبرني انه أنهي عمله بالسعودية ، وأنهم عائدون الأسبوع المقبل ... عائدون ليبحثوا عني ويشهدوا تشييع سري غير الصغير.

    *
                  

04-24-2012, 12:06 PM

salah awad allah
<asalah awad allah
تاريخ التسجيل: 07-15-2007
مجموع المشاركات: 2298

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: العـجكـو مرة أخرى ( الى أحمد ضحية ... وآخرون ) (Re: salah awad allah)

    Quote:
    مناشده الى بكرى ابو بكر
    رجــاء أن تطلق سراح باسويرد احمد ضحية حتى يتمكن من الحضور الينا

                  

04-24-2012, 12:12 PM

salah awad allah
<asalah awad allah
تاريخ التسجيل: 07-15-2007
مجموع المشاركات: 2298

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: العـجكـو مرة أخرى ( الى أحمد ضحية ... وآخرون ) (Re: salah awad allah)

    رسالة إلى نورا
    ===========
    أهذه صورتك؟! لا تمنح البروفايل سوي مزيد من البؤس. تغيّب صورتك الحقيقية من الذاكرة ، أين ذياك البريق في عينيك؟! كيف يا ذات النونات امتلأت أشداقك شحماً وإختفت وجنتيك، يا كم أرقت زهوي عند قدميك! أنا لا أعاتبك يا نورا ، كيف وقد انصرمت الأعوام على حبنا؟! خمسة عشر عاماً ، خاطت فمي ومسام جلدي، أوسعتني تباريحاً ، وأغرقتني بكاء سأحكي لكل عما أراه الآن، فأنت عاجزة عن ملا أوردتي بالشبق، عاجزة عن إهدار كرامتي بنظرة من عينيك، سأمد ساقي من هنا إلى السماء ، وأمص قهوتي كما تعلمين عن اندياح مصاتي، قلت أنني لن أغرق في مفازة مراوغاتك إذن سأفسر لك ما حدث.
    كنت وفياً لصداقتي بتجاني الذي تسمينه آنذاك حبيباً ، التقينا في هموم مشتركة ، عرفنيّ بك ، إمتدحني ببروده المقتضب ، صرنا نلتقي كالعادة وأنت تبسمين لي ابتسامة ملئها الحفز والإغواء. أعرف أنه زكي أيضاً، وهذه تأكدت منها حين غادر محرقتك بلطف ، تحكين لي كل يوم عن مشاكلك الهامشية معه، تستفتيني في صغائر الشجارات، وأنا يا مصدق! أقدم لك الاستشارات . ثم اكتشفت تدريجياً أن في عينيك لغة خفية، شفرة تسوقني إليها مبكراً ، نظراتك نحو تجاني خاوية من قوي الجذب السرية ، أحكمت نسج الفخ، وأمعنت في الغواية ، كل يوم أسقط ... وأسقط ونظرات عينيك تطبقان على قلبي ، حتى جاء يوم البوح العظيم. وأنت تلوحين لي بمؤخرتك على درج المكتبة ، ترفرف طرحتك كعلم الحرية ، ثم تتكئين كملكة تنظر إلى شعبها الجائع ، في خوف وجوع قلت لك – أحبك ... أحبك يا نورا- .
    ألقمتيني خجلاً وقلت – تجاني ... وتجاني .... وووب يا مهيد!.
    لو كان الحب جبلاً في تلك اللحظة لوزعته على المارة ، لأعطيت سعاة الجامعة وخفراءها ما يسد شبق زوجاتهم المسنات. وخزني لفظ تجاني، صديقي البارد العتيد، وفرحت بأنك معي، أمسكت بيديك ، كانتا غير متعرقتين مثلما قرأت عن الحب، قلت أنك يوماً ما ستتعرقين ، وقد فعلت مشكورة، هبطنا سلم المكتبة، وتجاني في الأسفل عارف بما يحدث ، متكهن بما سيحدث.
    أجلسته في الكافتيريا نرتشف الشاي السادة ، وإنسحبت أنت في حياء، تاركة شابين يصطرعان على صحنك الدافئ ، شرحت لتجاني ما حدث ، حدثته عن مشاعري تجاهك، وأنكما غير متناسبين. أدهشني أنه ابتسم في وجهي، غلفك في مزحة ، ومنحك لي، ألم أقل لك أنه ذكي؟! ، تركنا الحب يفعل بنا أفاعليه، وأنزلنا جثاميننا للحياة لتسكب عليها ماء صاخباً ، أنت جمرة حصنها الماء، وأنا فرس مضماره الريح، أريتك منى الشغف والجنون، وأريتيني هوسك الداخلي.
    عرفت أنني أحبك في خلاء ، من خلال وقائع إنتحار صديق شول، المحب الأطول قامة ، ذي البشرة الفاقعة ، أشهب إلا قليلاً ، علمنا برسالته التي تركها بعد انتحاره ، أوقع بالمسئولية على أهل محبوبته ، لأنهم اعترضوا زواجه منها، تلك القصيرة متواضعة الجمال ، قالوا أن أصوله العرقية لا تؤهله لذلك ، أبوه جنوبي مسلم يعمل محاضر في جامعة غربية ، وأمه من يوغسلافيا. علق رقبته على حبل، مخلفاً رسالة لا تشبه رسالتي هذه. فور سماعك خبر موته نظرت إلى وجهي كأنك تعيدين إكتشافي وبعد يومين قلت لي:
    - ناس بيتنا يا مهيد سمعوا بخبر علاقتنا.
    - جميلّ كدا قصروا لينا المشوار.
    - أنت ما عارف حاجة ديل ما يخلونا نتزوج خالص.
    بدهشة سألتك – ليه؟!
    ولم يفتح الحب عليك بكلمة ، الأيام قالت كل شيء أعدت اكتشاف ذاتي ، ما كنت أحتاج إلى حفريات.
    أنا مهيد حيدر، أجعد الشعر، داكن البشرة، عسلي العينان، أرتدي تاريخاً حفه الصراع، جدي لأبي جاء من الجبال القصية جندياً في قوة دفاع السودان، حارب الطليان في أسمرا ، وليبيا أجدادي لأمي جنود تاريخيين في مملكة الفونج، استقر بهم التجوال في أربجي، بذل جدي العسكري جهداً في تعليم أبي حتى تخصص في طب الأطفال، تخرجت أمي من القانون وهي الآن من أشهر المدافعات عن حقوق الإنسان، شكلي غير مستقبح إن لم أكن وسيماً ، إذن كيف يرفضني أهلك؟ وكيف تجيبيني أنت؟!. الفرق بيني وبينك غير مرئي حتى في الدرجة اللونية ، وقياساً على واقعه فالأجدر أن يرفضك أهلي فمن أنت؟ ومن هم أهاليك.
    نورا حسب الرسول، تسكن قرية نائية على النيل، أبوها مزارع بسيط ، وفي أوقات أخرى مربي غنم، أمها قعيدة المنزل، لم تنل حظاً من التعليم، أشقائها سائقو لواري ، لست بيضاء ولا بضة ، إن لم تكوني بطة تماماً ، ترتدين نعلاً من الرتابة والضجر ، خرجت عن جرسك وما عدتي حتى الآن.
    أعترف أن الألم سحقني ، وأحالني بدرة على وجهك. أترين لو أن الزوج المرتقب كان تجاني ، أسيواجهه ذووك بذات الرفض؟ قبل دخول الجامعة ما كنت اعرف أني مختلف ، ولا كيف يراني الآخر. قبل أن تنصبي لي الفخاخ كنت وديعاً لا أفهم أنه ثمة شيء مسكوت عنه، شيء يخصني يتعاطاه الآخرون خلف ظهري، عرفت كل ذلك وأنا بين يديك ، وصدمتني المعرفة لم تكتف بأن تكوني صنمي لشهر أو شهرين، نصبت علىّ سرادق العزاء أعواماً حسوماً ، سنوات خمس وأنا أتضور في جوع، أفتش عن قبول محتمل وأنت تتلاعبين بيّ كدمية من قصب صنعها أبوك ثم قذف بها إلى المرعي.
    نعم ... كنت أضربك أحياناً، وأبكي عند قدميك مرات كثيرة، في لحظات تمنيت الهروب بك إلى غابة أو صحراء بعيدة. بكائك واستنطاق نهديك لهما نفس المتعة، قبلاتك وصفع وجهك لهما ذات المذاق ، حدث كل هذا لأنني أحببتك بصدق ، وأنت عريتيني من ذاتي التي تسكنني لست مندهشاً لعودتك إلى صفعاتي وبكائي غِب كل شجار وأنت مملوءة بالشبق ، باحثة عن لعبتك الممتعة ، إذا أخشنت عليك أنعمت عليّ ، وإذا تلطفت بك ركبت هامتي، سنوات خمس أرهقنا فيها البكاء، وأمتعنا البيوت النائية.
    *
                  

04-28-2012, 02:18 PM

salah awad allah
<asalah awad allah
تاريخ التسجيل: 07-15-2007
مجموع المشاركات: 2298

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: العـجكـو مرة أخرى ( الى أحمد ضحية ... وآخرون ) (Re: salah awad allah)

    وكتب أحمد ضحية
    ========
    الى :- صلاح عوض الله
    مصطفى العميرى..
    عمر الصايم.....
    النص :------------
    علقونى على صليب الغاب ليشرب الليل من دمعى ...
    لم أكن أدرى عنى شيئاً..!
    الآن عرفت من أكون ...
    فالتتحرر الاشياء عن هيئاتها الزيف ..,
    وتنطلق رقيقه كالنسيم
    لا مقبرة الان تحتوى شوقى ,
    أو تمس مجازفةً عذرية الأشياء حولى ..
    أو دمعةً مأسوره سلفاً على خدى ...
    لاحقاً ... هى الأشياء تتبدى عن بكارتها ,
    لتتبدى مفاتنها , تطوق لحظة البدء ..
    أو تهشم ما تبقى من تفاصيل التشظى ...
    على أعتاب أغنية لوردى تحكى , الطير المهاجر ,
    نحو المواسم الخصيبه ,
    أو تحكى عن وطن يهاجر فى دمى ,
    لا يستسيغه الدخلاء والغرباء من عسس وجند ...
    سوف أحرق كل شىء فى دمى ,
    ليضخ القلب رماد الزكريات ,
    وتتنفس الرئه أبخرة اليتم , مع دخاخين التبغ ورائحة الشياط ,...!
    الحريق الآن فعل يؤسسه التوازى بانقسام الذات ...
    فرح صغير يطبر بلا محطه أو < يرك >
    على غدير ...
    يكرس نفياً للقيد والأغلال ، تنقل ، على
    هدب الخرير ...
    هـــــــو أنا حين أدرك المتأمرون ضياء شمسى ..
    أجترحو أحساسى وصمتى ,
    ليبرروا فوضاهمو , كيما تكون ؟ !!!!..
    الآن ألمـــــلم جـــراحـــاتى وأرحل الى أنــــا ...
    لم أعــــد أطيــــــــــق البقاء ها هنا , ولم يعد يكفى أن ألـــون داخلى , كى يقال
    وما يشتهى شخص فصامى مهجس بالوطن
    وقناع من الزيف يؤطر أوصاف المثال ...
    كى يقال الى آخر الأشياء من جنس التكلس والفراغات والدوار ...
    مســـــــــــــافر حيث الطفـــــــــــــولة أرحـــــــــــب ,
    ومهـــــــــــاجـــربالذات لا بألأمنيات الخلّـــــب ,
    حيـــــــــــث القلب أوسع من تباريح المدائن والموانىء ...
    مع العيون ترســـــو الحبيبه ريثما يبدأ الســــفر ,
    لأفرد رمشها فى الريح , شـــراعاً للشجن ...
    مهــــــــــــاجر حيث الطريق الى الحقيقه أو الحبيبه ,
    هــــــــو الطريق الى الوطن ...
    يا ذالك التاريخ والفوضى ,
    والزكريات غير المرتبه ...
    على أرتفاع طفل يولد مرتين , نافذة
    للعشق وأخرى للسفر ...
    الآن أتركهم جميعاً دون ردة على الدرب
    الاصدقاء أرامل الحب , والصديقات الأيامى
    والزملاء الذين يلوكون جهلهم البارحه ,
    عن قرار لم يصدره مجلس الأمن بعد ..
    والزميلات الأماء , بشأن الذى بالقلب
    خارج الغمد , يزكم أنفى برائحة الجريمه ...
    حبيبة عابره ,
    على وجوه السابله آخر النهار المتآمر
    على الزميلات الأوانس أو العوانس ,
    عند مدخل البوابه الكبرى للجامعه ,
    حيث يتكىء صغار حرفى السياسه و أطفال اليسار...
    أتكىء علىّ وحدى ... عند ناصية لا
    لا تقربها الكلاب المصابه بالزهو الوظيفى
    أو الجنون ...
    لتبول أو تفرغ أوجاعها الجنسيه
    ظهر جمعه كعادتها حزينه ..
    ملونه بدماء الأفاعى ...
    يا أيها المتكىء على الناصية الأخرى ,
    حطمت ذراعى ...
    تؤلمنى هذه الأنساق البشريه المغلقه
    على قصص الحب الهزيله والفضائح ...
    الأن ... أقول ملء فمى ,
    فقد خرجت من دمى ,
    ولن أعود لأنتمى .. فقد ذهبت الى دمى ,
    لأكتب , كيفما شئت أحزانى ..
    وأرسم كيفما شئت ألوانى ...
    وأرحل حيثما كنت عنوانى ...
    لا أحد يجرؤ لكى يحدد رقعتى فى التيه ,
    أو زمنى ...
    ها أنا أبدو ســــعيداً لأول مـــرة ,
    الآن فحسب وكى لا يشتهى الآخرون ...!
    الخرطوم أبريل 1996
    **********************************************
    كتابات سودانيه العدد 27 مارس 2004
    *
                  

05-14-2012, 01:00 PM

salah awad allah
<asalah awad allah
تاريخ التسجيل: 07-15-2007
مجموع المشاركات: 2298

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: العـجكـو مرة أخرى ( الى أحمد ضحية ... وآخرون ) (Re: salah awad allah)

                  

05-16-2012, 05:32 PM

salah awad allah
<asalah awad allah
تاريخ التسجيل: 07-15-2007
مجموع المشاركات: 2298

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: العـجكـو مرة أخرى ( الى أحمد ضحية ... وآخرون ) (Re: salah awad allah)

    دراسة نقدية للمجموعة أعدها الاستاذ أحمد ضحية .... عضو البورد

    عبر الايميل لنشرها هنا بسبب سحب باسويرده ولذا نكرر الدعوة للباشمهندس بكرى ابوبكر
    بأعادته ... رجاء ...

    Quote: جمالية رغبات تلك الأيام ومأزق التلقي في الراهن:
    مجموعة القاص السوداني عمر الصايم:( العجكو* مرة أخرى) نموذجا
    قراءة في البناء النصي والرؤية:
                  

05-16-2012, 05:35 PM

salah awad allah
<asalah awad allah
تاريخ التسجيل: 07-15-2007
مجموع المشاركات: 2298

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: العـجكـو مرة أخرى ( الى أحمد ضحية ... وآخرون ) (Re: salah awad allah)

    جمالية رغبات تلك الأيام ومأزق التلقي في الراهن:

    مجموعة القاص السوداني عمر الصايم:( العجكو* مرة أخرى) نموذجا

    قراءة في البناء النصي والرؤية:

    أحمد ضحية(**)
    مقدمة:
    تجربة القاص السودانيعمر محمد أحمد عمر"الصايم", تأخذ أقصى تجلياتها في نصوص مجموعة (العجكو مرة أخرى) التي صدرت مؤخرا عن منشورات نادي القصة السوداني, وذلك لتوفرها على تجربة معقدة تمتاز بتنوع تعدد حقول ومشارب المعرفة التي يتعاطى معها الصايم.
    (العجكو مرة أخرى)بإسلوبها البسيطغيرالمتكلف الذيينضحبالسخريةوالمرارةوالأسى,تتعدد فيها لغة السرد(الفصحى, الدارجة, الشعرية,إلخ), فتغتني بالأدوات الجمالية, التي تسعى للحفر عميقا في الطبقات القصوى للوعي الطلابي, وتشابكاته مع الهموم العامة للمجتمع.
    إذ تحفر في السياسي والفكري والثقافي, بإنزياحات تثتثير في القاريء, تأملات عميقة في الظواهر الإجتماعية والسياسية التي قامت المجموعة برصدها, في إطار القضية المركزية المطلوبة (العجكو), كتيمة محورية تم خلالها معمار أغلب نصوص المجموعة, التي توزعت حكاياتها الأساسية,بين طرفي الخط الفاصل لأول نص أستهلت به المجموعة -المتنحي- وآخر نص ختمت به -العجكو مرة أخرى-فهي كمجموعة ثورية في زمن تجهض فيه الثورات 1964, 1985 التي لا يبق منها سوى أصداء بعيدة متلاشية, يظل ثمة أثر تتركه خلفها, يتمثل في تلك الشحنة الملهمة, التي تنطوي على كمون الثورة, وديناميتها.
    فجهاز السلطة المصاب بالزهو الجماعي, والمسجون في الدائرة المتناقضة للشكوك واليقين الدينوي المتوهم, يلعب بأساليبه الإستبدادية دورا هاما في النصوص, التي عبر مقاومتها حصاراته, تتكشف عن رؤى غنية تزرع فينا ذلك النوع الغريب من القلق المضطرب.. المحمل بالأسئلة الحارقة و إنفعالاتها.
    نصوص المجموعة مادتها الأساسية مستلهمة من الواقع الطلابي, تلك المرحلة من العمر بميلها العفوي للحلم والبطولة, حيث الدروب إلى قلوب الحبيبات وأشباههن, غير محاصرة بمتاريس الحسابات العقلية, التي تأتي مع تقدم السن.فكل شيء وقتها يحدث بدافع من مثالية نقية.وكل شيء وقتها ممكن.
    القاص عمر الصايمكمناضلثوري, يبحثعنسلامهالنفسي – هذاالسلامالذيفشلتالآيديولوجيامنحهإياه,كمافشلتفيمنحهمنقبلللقاصالمبدعالإستثنائيأحمدأبوحازم "الجعلي أو حسين مردان السودان"- لربما هذا المفهوم الناتج عن قراءات لكليهما, هو ما يمنحنا الآن قدرة الإستبصار, في التفتيش في مبثوثاتهما (عمر والجعلي) النوستالجية, فيما تتكيء عليه البنية الباطنية لقصصهما القصيرة, لدى حديثنا عن الرؤية, والإحالة هنا إلىمفهوم ديستوفيسكي للذكريات في رائعته (الفقراء)بإعتبارها, أي الذكريات"سواء كانت حزينة أو فرحة سيان, فهي دائما مُرّة ",كمقترح نقدي يحكم رؤيا العالم في نصوص كليهما, وخصوصا مجموعة(العجكو.. مرة أخرى), بنصوصها الإحدى عشر الموسومة ب:(المتنحي, مسارانثالثهماالجنون,المحب سابقا.. الحر دوما, المسخ أو البروفيسور, خرائط الوحيد, سوما وصبوحة, أعرج المشرحة, ديالكتيك جلوس, سونغ يفضل السلامة, الظل وإقتسام الجسد, العجكو مرة أخرى).
    *
                  

05-16-2012, 05:39 PM

salah awad allah
<asalah awad allah
تاريخ التسجيل: 07-15-2007
مجموع المشاركات: 2298

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: العـجكـو مرة أخرى ( الى أحمد ضحية ... وآخرون ) (Re: salah awad allah)

    هكذا إذن أجد نفسي في محاولتي قراءة نصوص المجموعة القصصية القصيرة, للصديق الجميل القاص عمر الصايم (العجكو.. مرة أخرى), أستعين أيضا بما قاله جراهام جرين,كإستهلال لمقدمة هذه القراءة فيما يخص العلاقة بين الحياة والكتابة:"أحيانا أفكر بأن حياة الفرد تشكلت بواسطة الكتب, أكثر مما ساهم البشر أنفسهم في تشكيل هذه الحياة(1) وذلك لما أنطوت عليه من قراءات حقيقية مشتركة بيننا, في جلسات أنس داخليات جامعة الخرطوم, وفي بيته بسوبا الحلة, وفي بيته الآخر بكوستي, منذ أواخر ثمانينيات القرن الماضي وحتى خواتيم تسعينياته, فعمر صديق قريب من القلب والروح. لذا فهي قراءة محبة, كما يقول القاص المغربي محمد سعيد الريحاني, في مشروعه النقدي الحاءات الثلاثة.
    إذ يكسو عمر الآن في مجموعته (العجكو.. مرة أخرى) كل تلك الأيام لحما ودما, ويجعلها تمشي على قدمين في المدى الواسع الذي يفصلنا, كأنها لم تنقضي. بما يحيلها للراهن الذي ينتزعها من بين براثن الذكريات وحصارها, بحيث لا تعود حنينا إلى ماض جميل مشترك, بل راهن نعيشه الآن معا.. كما تلك الأيام. مخترقا الفضاء الواسع الفاصل بين القارات. لم يتغير فينا شيء إذن, لكن في الحقيقة الكثير قد تغير!..
    إشتغلت نصوص مجموعة(العجكو مرة أخرى) على تيمة مركزية, هي تيمة العجكو,التي تتحرك تيمات النصوص الأخرى في محيطها. لترصد التغيرات التي طرأت على العالم الخارجي, وعلاقته بعوالمها الداخلية خصوصا أن فضاءها المركزي هو عالم الجامعة كمؤسسة أفندية,تراقب المجتمع من داخل أسوار حصنها العاجي.
    العالم القصصي لعمر الصايم, تأثث إذن بأحداث وشخوص تنتمي, لعالم الطلاب, ولكن بعضهم ينتمي للحياة العامة, ما يميزهم -الطلاب كشريحة إجتماعية إنتقالية أو الفئات الإجتماعية الأخرى- أنهم جميعا إنتقاليون, فالطلاب سرعان ما سيتخرجون,والموظفون سرعان ما سيتقاعدون عن الخدمة العامة, والقلقون فكريا بسبب ترحالهم الثقافي, سرعان ما سيغادرون بلادهم مغتربين أو مهاجرين, والمغتربون سرعان ما سيعودون لمواجهة أقدارهم في وطنهم مرة أخرى, إلخ.. في الوقت نفسه الذي تمر فيه بلادهم بمرحلة إنتقالية مزمنة.
    وهكذا نجد أن الجامعة والمجتمع كقطبين يتفاعلان معا في جدلية الإنتقال, الذي تمثل فيه الجامعة أيضا المختبر التنويري الذي يعيد قراءة التراث وإعادة طرحه من جديد, كمقترح نقدي لقراءة قصص المجموعة من هذه الزاوية.
    *
                  

05-17-2012, 08:13 AM

salah awad allah
<asalah awad allah
تاريخ التسجيل: 07-15-2007
مجموع المشاركات: 2298

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: العـجكـو مرة أخرى ( الى أحمد ضحية ... وآخرون ) (Re: salah awad allah)

    عفوا لقطع الدراسة
    فعبر التلفون : مازال القاص عمر الصايم مع المصنفات الادبيه
    فى مسلسل ( أمشى وتعال ) من اجل الحصول على رقم الايداع
    والكتاب فى المطبعة *
                  

05-17-2012, 09:28 AM

mekki
<amekki
تاريخ التسجيل: 06-15-2003
مجموع المشاركات: 3433

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: العـجكـو مرة أخرى ( الى أحمد ضحية ... وآخرون ) (Re: salah awad allah)

                  

05-18-2012, 07:17 AM

Bushra Elfadil
<aBushra Elfadil
تاريخ التسجيل: 06-05-2002
مجموع المشاركات: 5252

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: العـجكـو مرة أخرى ( الى أحمد ضحية ... وآخرون ) (Re: mekki)

    اكتابات بديعة. تهانينا لعمر الصائم على هذا الكتاب الذي سيكون له ما وراءه في دنيا الكتابة في السودان من تفاعلات واصداء. .سانشر هنا ما وصلني بالبريد منها.
                  

05-18-2012, 02:43 PM

سلمى الشيخ سلامة
<aسلمى الشيخ سلامة
تاريخ التسجيل: 12-14-2003
مجموع المشاركات: 10754

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: العـجكـو مرة أخرى ( الى أحمد ضحية ... وآخرون ) (Re: Bushra Elfadil)

    اشهد انه ادهشنى بين سوما وصباح
    قراتها بنفس واحد
    واحترت ان الولد يقرا ما بين سطور البنات
    يا لجمال وبساطة المشوار بين اللغة والكتابة
    شكرا على امتاعنا
                  

05-18-2012, 03:52 PM

Bushra Elfadil
<aBushra Elfadil
تاريخ التسجيل: 06-05-2002
مجموع المشاركات: 5252

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: العـجكـو مرة أخرى ( الى أحمد ضحية ... وآخرون ) (Re: سلمى الشيخ سلامة)



    أرسل لي معاوية محمد الحسن، الأستاذ بجامعة الطائف المقالة التالية وطلب نشرها بسودانيز اون لاين حيث لا يوجد حساب له فيه.وكنت سأنشرها في بوست منفصل لكن رأيت أن أضّمنها هنا في هذا البوست مع الشكر لصاحبه الكريم.


    تأملات نقدية حول مجموعة ( العجكو مرة أخري لعمر الصايم )

    بقلم : معاوية محمد الحسن

    لسعتني هذه النصوص البديعة مثلما تلسع موجة هواء بارد قفا شخص عار فوثبت الي قصصي التي أكتب أعقد المقارنات فاذا بنصوصي كالراكوبة في عز وقع الامطار الخريفية لا تقي من زخات المطر و لا تمنح افياء الظل فهتفت في دواخلي أين أنا من كل هذا الجمال , تلك الرصانة و ذاك الجنون في الكتابة .
    أول ما وقعت عيني علي تصميم الغلاف رحت اتامل الكلمات البديعات علي ظهر الكتاب فانا مغرم دائما باستقصاء أغلفة الكتب و ظهورها قبل متونها , أتامل الرسم و التشكيل و تشدني العناوين و كيف خطت بيد أن فاتحة الاعمال ايضا كانت مثل ( شيمة ) النيل تلقي بجسد امهر السباحين بعيدا في قلب المياه فلا يستيطع أن يقاوم عنف التيار و هكذا وجدتني أغرق في بحر هذا العسل .
    ما يمنح الحكي ديناميكيته بصورة مدهشة في هذه القصص الرائعة خليط من عناصر شتي , هناك المكان نفسه و اللغة الباذخة و تلك الأخيلة المدهشة و لكن فوق هذا كله بناء شخصية الراوي المحدث, فهو مجموع شخصيات لا شخصية واحدة أو كأنما شخصية تتحرك في سياقات مختلفة أو ان شئت فقل أن البطل يموج بحركة هائجة كحركة البحر في مده و جذره يلامس فم الأرض ثم ينحسر عنها مرة أخري فلا الارض تنهار تحت ضربات المدر و الجذر و لا البحر تخمد قواه . ابصرته مثلا تارة منهزما و تارة متحديا و متحفزا لعراك الحياة و أخري ساخرا .

    كانت الكاتبة الامريكية الشهيرة ( كاترين أن بورتر ) تلهث جاهدة و هي تحاول اعادة صياغة تعريف القصة القصيرة لكنها جثت علي ركبتيها لاهثة الأنفاس فلم يظفر الناس منها سوي بكلمات لكنني احسبها عظيمة مع ذلك أيضا فهي قد أحاطت بالأمر حين وصفت القصة القصيرة بأنها عبارة عن محاولات لتقديم فكرة في المقام الأول ثمَّ وجهة نظر ومعلومة ما عن الطبيعةالبشرية بحس عميق وبأسلوب أدبي مكثف اما سومسرت موم فقد نظر الي القصة القصيرة باعتبار أنها قطعة ادبية تستند الي عنصر الخيال بالدرجة الاولي لتشكل في النهاية شيئا أشبه بالمقطوعة الموسيقية . أنما حقا ما يمنح القصة ذلك كله هو درجة بنائها الفني المحكم الذي يقوم الي جانب هذا كله علي حدس القاص و مدي ملامسة العالم الحقيقي لوعيه اضافةالي درجة تناغمه مع ايقاع الخيال لديه وفي هذه المجموعة يلمس المرء شيئا من هذا كله .
    لكن كيف ينجو الكاتب من ورطة اسمها الخيال و الواقع ؟
    لاتبدو نصوص ( العجكو ) بريئة تماما و لا ينبغي لها ان تكون كذلك فهي محاكمة للواقع بنزعات موغلة احيانا في التطرف , الواقع الذي تسرده الحكايات هنا هو واقع التسيعينيات فيما يبدو حين بلغت الأزمة الوطنية في السودان مبلغا خطيرا و صارت الأشياء تبدو ليست كما الاشياء في عهود ماضيات , أنظر مثلا مفردة ( العجكو ) لا يكاد العنوان يشيء لاول وهلة حين يشيل القاريء نفسه ثم يحطه باكثر من ايحاء المقاربة بين فترتي الستينيات و التسيعينات في جامعة الخرطوم , و حادثة العجكو بجامعة الخرطوم في تلك الفترة من ستينيات القرن المنصرم معلومة و هي تؤشر باتجاه ( التطرف الفكري و الديني ) الذي يقوم علي نبذ الأخر و القاص يلهب الخيال حين يثير تلك القصة بمفتاح الاشارة في العنوان ليحيلنا للماضي و لكن الحاضر في التسيعينيات كان يشبه الماضي من وجوه و لا يشبه من وجوه أخري شان الفعل التاريخي و صيرورته كما عند مفكرين كثر في معني ان التاريخ يعيد نفسه وفق صيرورة أخري و منطق اخر , لا تشبه البدايات النهايات دائما و النهايات حين تصير بدايات فانها لا تشبه بداياتها أيضا .
    تقرا اول النصوص في المجموعة فتأخذك الدهشة حين تتمعن في مفتتح النص (من أوقعني في هذه الحفرة؟! وقد ولدتني أمي متنحياً، وقالت القابلة أنّ حدبني بائنة، وعيناي جاحظتان منذ البدء، حكتْ لي أمي أنني حبوت على أربع كال######، دائماً أنحو إلى الظلال القصية، لا ألاعب أقراني إلاّ لماماً، فإذا سلب أحدهم لعبتي نأيتُ عنه، أرقب المشهد غير آسف. ( يؤشر مفهوم ( التنحي ) عن معاني كثيرة مثلما أن المفهوم المتعلق بمعني الحدبة يحيلنا مباشرة الي اعوجاج الأمور و عمدم استقامتها مثلا .لربما أراد القاص أن يقول شيئا كهذا و لكن ما يطفو علي سطح العبارات دائما ليس باقل من ما هو كامن في القاع , هذا التنحي لم يكن السمة الملازمة علي تلك الايام حين سادت سطوة الدكتاتورية و أخذ كثيرون يتنسمون مواقع ليست لهم و بحسب التعبير الدارج ( يكنكشون ) لكن ابطال الحكايات لابد ان يمارسوا قدرا من التنحي علي هذا المسرح الكبير , ينزوون شيئا ما حتي يتسني لهم مشاهدة ما يحدث ببعين مفتوحة اكثر و عقل مفتوح .


    حول البناء السردي :

    بحسب رولان بارت فان السرد مثل الحياة نفسها , عالم متطور من التاريخ و الثقافة لكن ناقدا مثل الدكتور عبد الرحيم الكردي (1) يري أن اتجاه رولان بارت في تعريف السرد يجعل من مفهوم السرد مفهوما عاما و فضفاضا فالحياة و بحسب ما يري ماهي الا ذاك النزوع نحو الفضفضة و التماهي في العموميات و في ذات الاتجاه ينظر الدكتور الكردي إلي أصل القضية الجوهرية في موضوع السرد مستندا في ذلك إلي رأي الناقد الكبير (هايدن وايت ) و المتمثل في أن مهمة السارد بالدرجة الأولي هي ترجمة المعرفة بالعالم إلي إخبار . هنا تبرز قضية أخري أيضا حول إشكاليات التعبير في القصة القصيرة باعتبار أنها جنس أدبي يقوم علي فرضية خلق عالم من الخيال مواز بالضرورة للعالم الحقيقي و الواقعي القائم في دنيا البشر و تكاد تحيزات السارد أحيانا نحو جملة مفاهيم و محددات ثقافية و معرفية معينة تشكل هنا تأثرا بالغا في توجيه عجلة السرد بصورة عامة .
    في مجموعة ( العجكو مرة أخري ) يستمد السرد مادته الرئيسية من ذاك العالم الحقيقي القائم في جامعة الخرطوم إبان حقبة التسعينات ذاك العالم المضطرب و الذي شهد فترة تحولات رهيبة في الحياة السياسية و الاجتماعية , نسفت بنيات كاملة و نشأت أخري , طبقات اجتماعية اندثرت و أخري نهضت و لم يكن عالم الحياة الطلابية بعيدا عن كل هذا بل شكل الطلاب طليعة أساسية في مناهضة الوضع القائم علي تلك الأيام .
    لم تكن الأزمة في جوهرها تتعلق بالسياسي فحسب حسبما يتبدي في بعض نصوص المجموعة لكنها طالت بنيات الثقافة و المجتمع حين تضخم اقتصاد السوق فابتذلت قيم كثيرة انظر مثلا أسلوب البطل التهكمي خلال السرد حين التجأ إلي المستشفي يلتمس فيها مسكنا و هو الشريد الضائع , عاثر الحظ و صاحب البؤس الأعظم كحال معظم رفاقه الطلاب , يصف أرجاء المكان فيقول :
    ( دخلت المستشفى بثقة من يعاود مريض ، اخترت أن أنبطح جوار عنبر الباطنية على نجيلة خلتها عانة لمستشفى منتنه، منعتني زحمة النساء وتكدس النواح من البقاء ، وخفت أن يفتضح أمري ، رأيت كومة تراب جوار حائط المشرحة ، كومة باردة من التراب جيء بها لصيانة المبني ، القطط لم تستخدمها بعد لدفن فضلاتها.)
    لا شيء ممعن في التهكم و السخرية أكثر من هذا , إن الكلمات نفسها استخدمت بعناية فائقة لتوظيف السرد نحو غايات و مالأت حددها السارد سلفا في النص لكنما ما نعده سخرية أو تهكما لدي السارد في هذه النصوص يمكن النظر إليه أيضا علي ضوء نظريات الشكلانيين الروس فيما يتعلق ببنية السرد فبحسب الشكلانيين فان إخراج الشيء من متوالية الحياة إلي متوالية الفن هو الذي يؤدي الي تغريبه و في هذا التغريب يكمن الفن (2 ) .
    علي أن ليست سائر النصوص في المجموعة تنحو هذا النحو و ان اتجه غالبها الي تجسيد قيمة سردية كالتي تحدث عنها الشكلانيون الروس و وصفوها باعتبار ان البنية السردية هي المعادل للبنية الشعرية في القصيدة و بها _ أي البنية السردية – تتحقق كينونة النص القصصي .
    ثمة أمر أخر ليس أقل أهمية تجدر الاشارة اليه حول موضوع السرد و هو نزوع الكاتب الي تكريس بناء الجمل السردية القصيرة و هذا ما سنناقشه لاحقا .
    الجملة السردية لدي عمر الصايم ليست طويلة لكن بناء السرد محكم بدرجة عالية فهذه الجمل السردية القصيرة تتلاحم مع بعضها و تتكاثف بصورة واضحة حتى تعطي النسيج السردي درجة عالية من الإتقان و غالبا ما تنحو الجملة السردية لدي الصايم أيضا منحي انفجاريا حيث تشكل انفجارا لسلسلة كبيرة من الأحداث المتلاحقة .أن عملية الامساك بخيوط السرد من خلال التركيز علي بناء جمل سردية قصيرة عملية ليست سهلة علي الاطلاق فيما أري أذ انها تتطلب قدرا عاليا من الحذاق و الاتقان .
    ان الجمل القصيرة تحتاج نفسا طويلا و تؤدة و قبل هذا تكثيف الكلمات بدرجة عالية في الجملة بحيث تقول كل شيء يود الكاتب قوله دونما اطناب أو اسهاب و هذا ما نلحظه في مجمل النصوص حيث تتجلي البراعة في تكثيف المعاني من خلال الجمل السردية القصيرة ثم اعتماد الكاتب للقدرة التفجيرية للكلمات حتي يحشد الاحداث و يسوقها في الاتجاه الذي يريده .
    بالطبع لابد من التدليل علي هذا ففي مفتتح نص ( سوما و صبوحة ) يبتدر الكاتب نصه هكذا :
    " باضت الطائرة وأفلتتني لأسقط في فخ الوطن. تمزق نقابي في غلافه الحيوي، رأت الأبالسة وجهي وأنا بين الأرض والسماء. في مملكتهم السعودية لم اختلط بالناس رجالاً أو نساء، حتى عالم الفتيات لم يستوعبني لسواد بشرتي "
    هنا اللغة لها قدرة عالية في التصوير , هذا الزخم من المفردات له نشيج عال و ذو دلالات تختصر عناء التنقيب عن المشهد . البطلة ليست بأكثر من فتاة سودانية متشظية الذات و الجغرافيا جاءت الي بلدها لأول مرة للدراسة الجامعية , أنظر اليها كيف تبدو كطائر يهبط للأرض بعد أن خرج الي عالم الوجود في الفضاء , عالم بطل النص و هو الفتاة متنازع و هو ليس عالما واحدا بل عالمان لكنها تحاول أن تتخطي حدود الجغرافيا و هيهات , في عالمها الأول و هو مجتمع الحريم في السعودية كبرت داخل حجابها , صارت شرنقة ثم يرقة حتي تهشمت الحجب السميكة فوق سماء الوطن . ما يهمنا بالطبع الطريقة التي وصف بها الكاتب كل هذا , في المفتتح يعطيك كلمات مثل ( باضت – أفلتتني – تمزق نقابي ) الرؤية واضحة اذن و ان كانت الجمل السردية قصيرة فتكثيف المعني من خلال تكثيف المفردة يحل الإشكال كله
    *1 دكتور عبد الرحيم الكردي - ( البنية السردية للقصة القصيرة ) –الطبعة الثالثة مكتبة الاداب القاهرة
    * 2 ذات المصدر السابق ص .11
    __________________
                  

05-21-2012, 11:44 AM

salah awad allah
<asalah awad allah
تاريخ التسجيل: 07-15-2007
مجموع المشاركات: 2298

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: العـجكـو مرة أخرى ( الى أحمد ضحية ... وآخرون ) (Re: Bushra Elfadil)

    شكرا
    لكم
    ونواصل نشر دراسة الاستاذ احمد ضحيه*
                  

05-24-2012, 12:06 PM

salah awad allah
<asalah awad allah
تاريخ التسجيل: 07-15-2007
مجموع المشاركات: 2298

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: العـجكـو مرة أخرى ( الى أحمد ضحية ... وآخرون ) (Re: salah awad allah)

    إن الحديث عن نصوص قصصية لمثقف ومبدع بقامة عمر الصايم, يستدعي إلى الذاكرة حكمة باولو كويلو في الخيميائي"كل واحد منا يعرف ما هي أسطورته الذاتية وهو في ريعان شبابه, ففي هذه الفترة من الحياة يكون كل شيء واضحا. كل شيء ممكنا. ولا يخاف المرء من أن يحلم أو يتمنى ما يحب أن يفعله في حياته, وكلما جرى الوقت, فإن قوى خفية تنشط لإثبات إستحالة تحقيق الأسطورة الذاتية(2)", أو بلغة أكثر دقة أن "الوقت لايغير الإنسان ولا الحكمة أيضا إنما الشيء الوحيد الذي يمكن أن يدفع الكائن ليتغير هو الحب(3)" والحب هنا سؤال مركزي معقد في العجكو التي تأخذ قيمتها(كرؤية) في الحسي والروحي.. المادي والمعنوي..الزمني المتغير والمطلق الثابت, القديم, الأزلي.
    العجكو كعنوان ومفهوم إستراتيجي للمجموعة:
    وسمت المجموعة بالعنوان الآخير لنصوصها, كتعبير طاغ على الفضاء النصي لنصوصها, وبذلك تمثل -العجكو القصة- دلالة مفتاحية مركزية لمغاليق كل نصوص المجموعة, فقصص المجموعة كلها تتكثف حول هذا العنوان, ومع ذلك تحتفظ القصص الأخرى في المجموعة, بعناوينها كفواصل جانبية, تعبر عن خصوصيتها, أو كعلامات ترقيم تتكامل لأداء معنى: العجكو في إحالاته التراثية والراهنة – والتي ترتبط بالخصب والنماء والزراعة (كسبر اللوبيا), أو الحرب, إلخ من دلالات للرقصات في ثقافات الأطراف, والتي ترتبط _الرقصات- بقوانين الأبنية الإجتماعية نفسها- لكن يتم تزييف هذه الحقائق التراثية, بوقائع وأحداث إجتماعية وسياسية محايثة لراهن بلادنا الآني المستمرمنذ الستينيات من القرن الماضي. إذ تأخذ العجكو قيمتها الجمالية والمعرفية كعنوان دال من هنا بالذات.
    فالعجكو في مرجعياتها التراثية, التي لا تختلف كثيرا عن –إبيرة ودرت كرقصة دارفورية, عانت رفض الثقافة الجبرية البيانية ووجدانها الإستبدادي- بالتالي هي تعبير عن ظاهرة مهمشة أو منفية في كون السلطة البيانية, بمواقفها المعلنة من الهوية والإنتماء والإختلاف, وبالإحالة هنا إلى فرويد, في تصوره لبواعث العمل الفني عموما بأنه محاولة لإشباع رغبة أساسية أو متخيلة "ولا تكون الرغبة رغبة ما لم يحل بينها وبين الإشباع عائق كالتحريم الديني أو الحظر الاجتماعي وأعراف القوم وتقاليدهم. وهكذا يحول "الرقيب" بين الرغبة وبين إشباعها سواء كان "الرقيب" هو الوازع الديني أو الأخلاقي أو العرفي الاجتماعي(..) وهنالك آليات دفاعية لدى الرغبات تستخدمها حتى تتجاوز الرقيب فتحقق الإشباع (4) وفي حالة العجكو يقف الرقيب موقفا مضادا للتنوع الثقافي, فهو يقيم كل شيء من خلال ثقافته هو, الساعية لإعادة إنتاج الثقافات الأخرى في إطارها هي وحدها, دون حوار أو أي نوع من أنواع عمليات التواصل الحضارية الأخرى. إذن العجكو بهذا المعنى تمثل إنطواء على الخصوصية والتفرد, في الإطار العام للتنوع بكل علاقاته الصراعية.
    *
                  

05-24-2012, 12:09 PM

salah awad allah
<asalah awad allah
تاريخ التسجيل: 07-15-2007
مجموع المشاركات: 2298

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: العـجكـو مرة أخرى ( الى أحمد ضحية ... وآخرون ) (Re: salah awad allah)

    ولأن القاص الصديق عمر الصايم, مغرم بالشعر العذب الكذوب, أجد نفسي لدى الحديث عن العجكو, مهتم بالإشارة لما أنطوت عليه من شعرية, مستأنسا بما ورد في الدراسة البلاغية القيمة لدكتور محمد رضا إبن عبد الله الشخص في شعر الخنساء إذ يقول: عما برع فيه عمر الصايم من (حسن الختام) "مثً لا يسميه بعضهم (الختام) ويسميه آخرون (الانتهاء) ويسميه بعضهم (حسن ا لانتهاء) وسماه شرف الدين التيفاشي (حسن المقطع)، وسماه أبن أبي الإصبع: (براعة المقطع)" بمعنى "(براعة الاستهلال، والتخلص، وحسن الختام)" إذ يصبح الإستهلال هنا منطقةً وسطى, ما بين القاص والقاريء, وفقا لمفهوم يمنى العيد للراوي في دراستها القيمة (الراوي الموقع والشكل).. منطقة إلتقاء بين القاريء و الكاتب, للإبحار في فضاءات النص, بكل ما يحملان –الراوي والقاريء- من تساؤلات يجتهدان في الإجابة عنها معا، بالتالي تصبح هذه المنطقة منطقة جذابة غير طاردة للقاري, خصوصا أن عمر الصايم, يأتي بألوان من الاستهلال تتجدد فيها الأمكنة والمواقيت والوقائع والأحداث, ويتغير فيها شكل النص, دون أي خدع أو حيل مألوفة! وذلك لإعتقاد عميق في قدرة القاريء على إستكناه مكنونات النص.
    المسرود والسارد في مجموعة العجكو:
    في القصة الأولى, التي يفتتح بها القاص عمر الصايم مجموعته, أي قصة (المتنحي) نجد الراوي الذي يستخدم ضمير المتكلم (أنا) ساخط على كل شيء.. يفتقر للحب.. عدمي.. لا ينتمي لشيء. وفي القصة التي تليها (مساران ثالثهما الجنون), نجد الراوي بطل القصة نشطا وفاعلا في مجتمعه, لكنه ينتهي أيضا إلى التنحي. وفي قصته (المحب سابقا.. الحر دوما أو رسالة إلى نورا) نجد ن الراوي العاشق يتعرض للخذلان, فيتمركز حول ذاته يجتر الأحزان, وفي (المسخ أو البروفيسور), تتشابه أجواء النص وعوالمه مع (مساران ثالثهما الجنون), إذ يتعبأ فضاء النص, بطعم الحزن والأسى ومرارات الخيانة. (وفي خرائط الوحيد) يتعرض أستاذ الجغرافيا الغاضب والساخط للتحقيق, فيتقدم بإستقالته. فإدراكه لكل ما حوله, ورؤيته للكون والأشياء, يتم عبر الخريطة, موضوع التحقيق. والتي هي ليست خريطة, بقدر ما هي هوية وإنتماء, لا يقبل الإنشطار أو القسمة على إثنين.
    وفي(سوما وصبوحة) تهيمن على فضاء النص, مناخات الصراع الثقافي, والتي نجدها أيضا تيمة مركزية في (سونغ يفضل السلامة), ونلاحظ هنا أن (سوما وصبوحة) على عكس غالبية نصوص المجموعة إذ أن الراوي المتكلم فيها أنثى, هي مثل أغلب نصوص المجموعة, تدور أحداثها ووقائعها في الجامعة, فسوما التي تعاني صدمة هجران حبيبها لها, تقع في براثن "المثلية" مع زميلتها, ثم تصدم بزواج زميلتها بعد ذلك. وفي (أعرج المشرحة) نجد الراوي يستدعى وقائع الصراع السياسي في الجامعة, ومقتل صديقه منتصر, فتنضح القصة – مثل القصص الأخرى- بالأسى والأحزان وأحاسيس الفقد.
    وفي (ديالكتيك الجلوس) يراقب الراوي ساقي زميلته, التي تجلس على مبعدة, ليتبدى في هذا المدى سؤال تشكيل الآيديولوجيا للعلاقات الإنسانية, وتأثر هذه العلاقات بما يجري داخل أوعية الآيديولوجيا, من إنقسامات, تقود إلى تشظي علاقتهما.
    *
                  

05-24-2012, 12:12 PM

salah awad allah
<asalah awad allah
تاريخ التسجيل: 07-15-2007
مجموع المشاركات: 2298

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: العـجكـو مرة أخرى ( الى أحمد ضحية ... وآخرون ) (Re: salah awad allah)

    وفي (سونغ يفضل السلامة) يبرز سؤال التواجد الصيني الكثيف في البلاد الكبيرة, والذي تعدى حدود الإقتصاد, وأنزاح إلى حقل الغزو الثقافي, خلال علاقة الراوي بالحياة اليومية, وعلاقته في ذات الوقت بأستاذ اللغة الصينية (سونغ) من جانب, وعلاقتهما معا بالإحتقان السياسي وشمولية الآيديولوجيا.
    وفي (الظل وإقتسام الجسد)والتي نلاحظ التشابه الكبير بينها وبين (سوما وصبوحة), نجد الراوي الطالبة تعاني حرمانها من لقاء حبيبها, بسبب إغلاق الجامعة لعام كامل, تقضيه مطاردة بماضيها الكئيب, الذي تحاول الهروب منه بلقاء هذا الحبيب. و في آخر نصوص المجموعة (العجكو.. مرة أخرى) نجد أن الأب الذي أحيل على المعاش يشعر بالوحدة, فقد تفرق الأبناء في قبل الأرض الأربعة, وبقى هو دون أنيس أو جليس. يعزي النفس بإستعادة الماضي في ذاكرته, مقاوما فعل التنحي.
    نلاحظ على كل هذه النصوص أن راويها ضمير المتكلم (أنا) / (نحن) بإستثناء قصة العجكو التي جاءت بضمير الغائب (هو) , كما نلاحظ أن الزمن نفسي أكثر منه وأقعي, والأمكنة التي يتم الإنطلاق منها لسرد الاحداث, التي وقعت في الماضي. بعضها محدد وبعضها غير محدد, ووقائع البناء السردي لا تجيء كبنى حكائية منفصلة, فهي جزء متماه في الأحداث والحكاية, التي إنطوى عليها السرد. وهذا ما سنتحدث عنه لاحقا بتفصيل في البناء النصي.

    البناء النصي: (الزمن والذكريات):
    إذا إستعنا بمفهوم بول ريكور في( الزمن والسرد), نجد أن الزمن عند الصايم, يقود إلى البحث في حاضر ثلاثي الأبعاد، وهو ما يسميه – ريكور- بحاضر الماضي وحاضر الحاضر وحاضر المستقبل، في مقابل تنظير أرسطو للزمان في كتابه "فن الشعر"، الذي يكمن في قراره -في رأي ريكور- مفهوم عن الزمان "بوصفه تتابعاً للأفعال السردية وتنظيماً لها(5)" وكما يقول ريكور في كتابه المشار إليه أن الزمن هو "منزعاً إنسانياً لاستشراف المستقبل الذي يتربص به الموت. وبالتالي فالزمان هو أفق هذا الوجود في العالم, مفهوماً بوصفه اشتراعاً للإمكانيات البشرية, التي تحاصرها المحدودية والنهائية(6)". وهو مفهوم في التحليل النهائي, بطريقة أو أخرى ضد الحصار! وهكذا تبدو مكونات النص القصصي إمتدادا لمكونات الخطاب القصصي(الزمن, الصيغة والرؤية) كما عند تودوروف في شعرية النص.
    فالخطاب القصصي عند عمر في العجكو, ينحو إلى نزع القداسة عن التوثيني البياني, ونزع الجمال عن المرأة الخائنة, فالراوي في العجكو, مزود بطاقة نقدية للواقع والأشياء والعلاقات المحيطة. كما في قصة (المتنحي) الذي ترمز الحفرة التي وقع فيها, إلى هذا الواقع: الهاوية, ولكن وقوعه في الحفرة – هذه الهاوية- مماثل لإسترداد الطبيعة الأم لإبنها الإنسان المعذب إلى رحمها / الماتريكس (الحفرة).
    فكل الأحداث والوقائع في حياة راوي (المتنحي), يتم إستدعائها في هذه البرهة الزمنية الخاطفة - لحظة الوقوع في الحفرة – وهكذا نجد أن الزمن في المتنحي يبدأ ب"منذ البدء" – أي منذ لحظة ولادته كمتنحي- فيمضي تعاقبيا مرورا بالمرحلة الطلابية, ثم تراجعا إلى الطفولة "كنت قد أفدت من طفولتي المتوحدة" لينتقل مرة أخرى إلى فترة الدراسة ثم فترة البحث عن عمل "بعد تخرجي بمخارج متعسرة" ثم زمن الزواج "حين تزوجت " ثم زمن إستشرافي "آملا ان أصير مديرا في فترة وجيزة (..) وقبل ذلك بفترة أوقعتني معلمة التاريخ في مصيدتها" وهكذا تتبدى اللحظات الزمنية تتابعا وتراجعا, وصولا إلى اللحظة الراهنة, التي يتنحى فيها, أي يعود إلى اللحظة الزمنية نفسها, التي إستهل بها القصة "من أوقعني في هه الحفرة", ففي الواقع المتنحي داخله هو من أوقعه في هذه الحفرة, التي يرغب أن يتنحى فيها حيث يشاء.
    *
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de