بعد أن لاذ كل من الفريقين الحاكمين في شمال وجنوب السودان وراء البندقية لحلحلة مشكلاتهماوتعميق جراح الشعبين, وجدا أنفسهم امام العصا الدولية التي الزمتهم بالجلوس لطاولة المفاوضات, وذلك كي نسير عجلة الحياة الحاكمة بهما في غياب صريح للبديل الشمالي الذي إرتهن على الوقت كي يتخلص من النظام بشمال الخرطوم مغيباً دورة وإستحقاقه في لعب الدور الوطني المميز وإستنهاض الهمم كي يلحق ربيع المنطقة المزدهر, وجعل القدر يمسك لجام تغيير النظام الذي تعصره الأزمات الإقتصادية الطاحنة والإستعداد الحربي المهول للعدو الجديد الذي دفعه دفعاً للحرب كما دفعه من قبل للإنفصال . ولا ينتطح عنزان في أختلاق الحروب التي يجيد حياكتها المؤتمر الوطني كي يقبض زمام الوقت الذي يتملص منه بين الأزمة والآخرى ، فقد أدمن النظام الحرب وتأجيجها متى ما وجد نفسه خالياً مجزوماً يفر منه الشعب كما يفر الصحيح من الأجرب . والتخلص من ادمان الحرب هو التخلص من الشمولية وتفكيك دولة الحزب لصالح الديقراطية وبدونها يكون الإدمان عاهة مستديمة ليس لها سوى طريق واحد وهو الإنتحار والهلاك, يجلس شركاء الأمس قرفصاء أديس ابابا يتلجلجون ويتماحكون ووثيقة الحلول جاهزة تنتظر فراقهم من العبث السياسي الذي هم به كي يوقعوا عليها كما كانت جاهزة من قبل في نيفاشا. ووثيقة الحلول هي المصالح الدولية التي تأخرت كثيراً بسبب الحروب المختلقة من الجانبين، خصوصاً الشمالي الذي خسر كثيراً بوقف ضخ بتروله وبترول الجنوب عبره ، وكذلك خسارة المستفيد الأساسي من الكميات النفطية التي لم تكن تخضع للكشف عنها والمسروقة بواسطة بعض الأذرع الدولية التي لها اليد العليا في قلب الطاولة والرجوع لمربع الحرب في هذه المنطقة .. نواصل ..
ولن تستقيم الأمور بالنسبة للصين وهي ترى مكاسبها مهدورة بواسطة متحذلقي السلطة في سودانين اليوم، خصوصاً والصين تعاني من بعض الركود ومهددات تحويل بعض الشركات لمصانعها خارج الصين، وكذلك التستر على فضائح شركاتها التي ولغت في إخفاء الإنتاج الحقيقي لبترول الجنوب طوال الضخ قبل وبعد الإنفصال، ولربما تكون والغة أيضاً مع الحزب الحاكم في إخفاء الكمية الحقيقة للنفط السوداني الشمالي المضخوخ ، ولذلك فإن وثيقة الحلول جاهزة وبأي ثمن للتوقيع، ومهما كابر المؤتمر الوطني أو تجبرت الحركة الشعبية فإنهما لا محالة سوف يوقعون ما يمكن أن تفضي إليه مراعاة المصالح الخارجية قبل الداخلية، واستمرار المكاسب الذاتية عن مصالح كل من الشعبين وحقهما في العيش بامان وكفاء ذاتي يسد غائلة الجوع في كل من البلدين، ولايوجد للمؤتمر الوطني ذرة في مفهوم الوطنية أو السيادة فهو كحزب آخر من يتحدث عن السيادة منذ قسم الطلاق الشهير للكاب الأزرق الذي لحق آمات حلايب والفشقة المغتصبتين ..
قرار وقف ضخ البترول عبر الشمال بحجة سرقة المؤتمر الوطني للبترول لم يكن السبب الأساسي خصوصاً أن البترول تشرف عليه شركات وتحكمه مصالح بعقود مرعية، ولكن معرفة الكمية الحقيقية للنفط كان هو الدافع لكشف المستور والمطالبة المالية لكل ما تمت سرقته، ولذلك بدأ القصف الجوي في محاولة لإرهاق حكومة الجنوب حربياً وإجبارها عبر البلطجة للتتنازل عن مستحقاتها، وتكتيم الأفواه على ما سرق، ولكن يبدو أن الأذرع الخفية في اللعبة كان لها دور مقدر في توجيه حكومة الجنوب لإسقاط الضوء الدولى على البلطجة التي يتعرض لها في المنطقة، ولذلك قامت حكومة الجنوب بإحتلال هجليج وإرغام المؤتمر الوطني على الزعيق الذي سوف يذهب أدراج الرياح بأديس ابابا.. نواصل
بالنسبة للمؤتمر الوطني فإنه ينظر للمفاوضات بعين الرضا والخوف معاً، في ناحية الرضا فإنه يتطلع لقطع الوصال بين حكومة الجنوب وقطاع الحركة بالشمال من دعم معنوي ولوجستي عله ينتهي من تحالف كاودا مقابل اي تنازل يمكن أن تفضي به المفاوضات في سعر عبور النفط عبر أنبوبه, كما أن قطوعات الوصال هذه سوف تقلل كثيراً من الإنفاق العسكري اليومي في ظل طواحين الإقتصاد الخانقة التي يواجهها، وبالتالي فإن تنازله عن رسوم عبور النفط يمكن مقابلتها بإنحسار الصرف الحربي. وعين الخوف للمفاوضات تتمثل في كثير من الضغوط التي سوف يمارسها المجتمع الدولي في سرعة تنفيذ المشاور الشعبية للمناطق المتنازع حولها فهذه المناطق تمثل للنظام زبدة الصراع والإستفزاز التي يستخدمها متى ما حاول أن يمارس ضغوطاً علي جاره الجديد .. نواصل ..
ولن ينصلح الحال للمؤتمر الوطني سواء أن تحمل الضغوط أو رفضها فعليه عزلة تتمحور في رأس النظام وتزداد كل يوم يتأخر في الإستحقاق الكامل للشعب وبؤر الصراع المفتوحة في الغرب والنيل الأزرق وجبال النوبة وبدون حل هذه المعضلات والتي تعني فناء النظام إكلينيكياً لا يمكن أن يهنأ النظام بساعة راحة واحدة ، وأعتقد ان العصبة المفسدة لايهمها راحة النظام بقدر ما تهمها مصالحها الذاتية، ولذلك سوف يستمر عناء المواطن الذي أصبح قاب قوسين او أدنى من الإنفجار, فقد تحكمت كل قبضات الألم في جسد المواطن وهو يرى الزمن المهدور في إنتظار الخلاص ..
الحركة الشعبية هي الآخرى تخنقها الأزمة الإقتصادية وإن كانت بقدر أقل من المؤتمر الوطني، حيث أن الدولة الجديدة ما زال ينتظرها الكثير كي تقدمه لشعبها في مجال الإقتصاد والتنمية.ولكن جبرها على الحروب من قبل شريك الأمس الشمالي لم ولن يمكنها من النظر بعين الإعتبار لأستحقاق شعبها,ولذلك لن يأخذ توقيع أي إتفاق وبأي قيمة وقت طويل للتفكير، وكل ما تعلمه الحركة أن المؤتمر الوطنى لا عهد له وهو الضمان الوحيد الذي تحتاجه للإتفاق وهو ما لا يستطيع مجتمع دولي أو إقليمي أو لجنة الحكماء ان توفر هذا الضمان .. نواصل
السبب الأساسي للأزمات الإقتصادية التي تعصف بالسودان هي النظام نفسه وأفكاره المعدومة تجاه البرامج الإقتصادية والإستراتيجيات التنموية، ولا يستطيع أي تيار ينطلق من قاعدة دينية اياً كانت أن تكون له خطة إقتصادية، فكل عماد الإقتصاد الذي صاحب فكر الدولة منذ تسنم المؤتمر الوطني والحركة الإسلامية هو الصرف فقط والدخل الأساسي لهذا الصرف هو الجباية والبيع الكامل لكل ما يمكن إمتلاكه وحتى المتنفسات الطبيعية لم تسلم من غول الإنقاذ في البيع والفساد. ولذلك فإن البترول يشكل اليوم عصب الحياة للمؤتمر الوطني وتنفذه.
الكثير من الضغوط تواجه الطرفين في حكومات كل من الشمال والجنوب والخاسر الوحيد هو الشعبين المكلومين في الإنفصال، وسوف يتنازل المؤتمر الوطني عن كل عنجهياته وحديثه الفارغ بالتصعيد فراغ فؤاد أم موسى, فلن تسطيع حكومة الجنوب فعل شيئ تجاه حركات الشمال التي لها مطالب وترتكز على أرضيه بشرية ومادية داخل الشمال قوامها ثوار الهامش، وسوف يستمر نزيف الإقتصاد طالما أن الأستقرار السياسي والأمني معدوم، وبالتالي هروب رؤوس الأموال من الوطن، ولسوف يذعن المؤتمر الوطني لآي سعر بالعبور طالما أن الأنبوب سوف يظل فارغاً حيث أن الإنتاج الشمالي لن يكفى حاجة السوق المحلي طالما أن هنالك تعبئة عسكرية في مناطق عدة, وسوف يظل السؤال قائماً ماذا ينتظر المؤتمر الوطني لحلحلة إشكالاته المقيمة ؟..
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست