بمناسبة ألبوم ( عقد الجلاد ) الجديد وعودة ( السمندل ) : مقال احتفالي قديم .

دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 12-12-2024, 11:30 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة عثمان تراث(تراث)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
02-20-2004, 02:41 AM

تراث
<aتراث
تاريخ التسجيل: 11-03-2002
مجموع المشاركات: 1588

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
بمناسبة ألبوم ( عقد الجلاد ) الجديد وعودة ( السمندل ) : مقال احتفالي قديم .


    أن التحولات السياسية والاجتماعية والاقتصادية الحادة التي ظهرت في الواقع السوداني منذ منتصف السبعينات , انحيازا لبنية الرأسمال الطفيلي , أنتجت في مقابلها وكجزء من خطابها الأيدلوجي الشامل , خطابها الثقافي والفني , تمظهراً في سيادة أنواع من الفنون الاستهلاكية , عاشت وظلت تعيش علي إعادة إنتاج سمات التخلف في الواقع , والتماثل والتماهي مع هذه السمات في حدودها الأكثر ركاكة , استنادا علي شعبية زائفة سندها معايير التذوق والقبول المنتوجه داخل نفس البنية والمسربلة بأفق التقليدية والاستهلاك ومظاهر الأزمة الشاملة .
    ضمن ذلك الواقع , وفي داخله وجدت بذرة التغيير , التي ظلت تشكلها طلائع التغيير علي المستويات كافة . ولم تخل الساحة السودانية يوما من الأصوات المملؤة بقوتها التحديثية والتحررية , علي مستوي الخطاب السياسي أو الخطاب الثقافي والإبداعي .
    ونحن يهمنا هنا الحديث عن الشق الثقافي والإبداعي لهذا الخطاب , نقول : أن هامشاً ثقافياً / إبداعياً نشأت فيه وترعرعت مجموعة من الأصوات والتشكيلات الإبداعية , بالضد عن المركز الإعلامي الذي ظلت تشغله أنظمة السلطة المعرفية التقليدية , ورغماً عنه .
    هذا الهامش وهو ينزع نحو خلخلة المشروع الثقافي التقليدي في السودان , ويشن حربه الإبداعية عليه , أنتج أعماله المسرحية , وأصواته النقدية والشعرية والقصصية والتشكيلية والغنائية , وغيرها من الأصوات والأعمال الجديدة التي ظلت تتكرس يوما بعد يوم ضمن مشروع ثقافي حداثي , أتاحت له الفترة الديمقراطية السابقة فرصا أوسع للتماسك والإفصاح عن نفسه والإجابة علي بعض أسئلة الراهن الثقافي .
    ضمن هذا المشروع , نرصد في مقالنا هذا حركة التحديث علي مستوي الأغنية والموسيقي في السودان في نموذجين من أوضح نماذج المكتسبات الجديدة علي الصعيد الفني للتراث الموسيقي والغنائي السوداني هما : ( مجموعة عقد الجلاد الغنائية ) و ( أوركسترا السمندل ) .

    أولاً : عقد الجلاد

    ظلت الأغنية السودانية الحديثة تعاني من إشكالياتها , التي هي تجلي من تجليات إشكالية الواقع الاجتماعي , ورغما عن ذلك ظلت هناك دوما الأصوات الأكثر تقدما في قدرتها علي الإجابة علي أسئلة راهنها . والحديث يشير هنا لمحاولة الرواد الأوائل وصولاً للقفزة التي سجلتها تجارب بعض الأساتذة المغنين و الموسيقيين وعلي رأسهم الأستاذة محمد وردي ومحمد الأمين وعبد الكريم الكابلي .
    إلا أن الملاحظة التي يمكن رصدها هنا : هي تلك المتعلقة بالمفارقة الواضحة بين شكل تلك الأغنية الحديثة , المتبلورة في المراكز الإعلامية والثقافية , وبين شكل الغناء الشعبي في منابعه ومناطقه الأصلية في السودان , إذ يتميز هذا الأخير دون الأول بشكل الأداء الجماعي , وهو أمر ظلت بعيدة عنه إلي حد كبير الأغنية الحديثة في السودان . هذا إضافة إلى اعتماد الأغنية الحديثة علي لونيه واحدة , هي تلك التي أنتجتها بيئة المدينة وسجلت سيادتها علي الذوق السوداني في الكثير من مناطق الوطن رغم التنوع الثقافي الكبير الذي تذخر به الساحة السودانية . والذي أستتبعه بالضرورة تنوع في الفلكلور الموسيقي والغنائي عند الجماعات والقبائل المختلفة ثقافياً , درجياً أو نوعياً , مثل : الغناء الجماعي عند النوبة , المحس , البرتا , قبائل النيل الأزرق , رقصات البقارة وطبولهم , الاحتفالات الطقوسية بجنوب السودان , النقارة , والجراري .... الخ
    استيعابا لهذه الإشكالية , وسعيا نحو شكل أكثر ارتباطا بالتراث الغنائي الشعبي في السودان , وفي نفس الوقت , أكثر حداثة قامت في الفترة الثمانينات من القرن المنصرم عدة محاولات لتقديم شكل جديد للأغنية الحديثة , كان أوضحها محاولات عبد الكريم الكابلي في شريطه ( أمطرت لؤلؤاً ) ومحاولات مشابهة في التحديث الموسيقي في شريط يوسف الموصلي ( شوق الهوي ) وعدد من محاولاته الأخرى للتوزيع الموسيقي وفق أسس علمية حديثة . ورغما عن ذلك ظلت الأغنية الجماعية في شكلها المتكامل هي النموذج الذي تفتقده ساحة الغناء الحديث في السودان إلي أن نشأت ( مجموعة عقد الجلاد الغنائية ) .
    تبلورت بدايات تكوين ( مجموعة عقد الجلاد الغنائية ) علي يد مجموعة من أساتذة وخريجي وطلاب المعهد العالي للموسيقي والمسرح في الخرطوم , وأعلنت المجموعة عن نفسها بشكلها الحالي ( ستة مغنيين وخمسة عازفين ) في أواخر العام 1988م , كأكثر المحاولات تقدما في تقديم شكل للغناء الجماعي مدعوم بالمعرفة الموسيقية والغنائية ومتجذراً في الواقع الثقافي السوداني , وكأرقي النتائج في محاولات صياغة أغنية سودانية ترتكز علي المفاهيم المعاصرة ولا تخطيء الوجدان السوداني .
    سعت ( عقد الجلاد ) منذ بدايتها لتكوين أوركسترا بشري تتوزع مهام الأداء الغنائي فيه علي الأصوات المختلفة للمغنيين في المجموعة , بحيث تنتج في محصلتها لوحات سماعية بدرجة تجعل الأغنية دون أي صوت من هذه الأصوات عمل ناقص ومبتور .
    وفي ذلك لجأت المجموعة لعدة أشكال من أشكال الغناء الجماعي , فأدت بعض الأغنيات عن طريق ظهور مجموعة أصوات ( المجموعة ) - المختلفة في أنواعها ودرجاتها – بشكل متزامن لتخلق بناءً توافقياً يعمق اللحن ويبرز جماله , إذ يغني كل فرد من أفراد المجموعة بصوت يختلف عن صوت لحن الأساس , لكنه يتوافق معه ويخلق انسجاما وعمقاً لحنياً وأدائياً .
    استفادت (عقد الجلاد ) كذلك من تعدد أصوات المغنيين لديها في خلق حوارات غنائية داخل المجموعة , بتقسيمها إلي مجموعات أصغر تتبادل أداء الجمل الغنائية , وأحيانا الآهات والترنيمات اللحنية , باستفادة كبيرة من الصوت النسائي في المجموعة , إما في خلق حوار بينه وبين أصوات ذكورية , إما عند أدائه للمقاطع الغنائية مع بقية الأصوات في نفس الدرجة اللحنية .
    استفادت ( عقد الجلاد ) كذلك من طريقتي ( التتابع ) و ( التطارد ) في شكل أدائها الغنائي , بحيث يؤدي صوت أو مجموعة أصوات المقطع الغنائي وأن يعقبه مباشرة صوت أخر يؤدي نفس المقطع فيما يشبه الصدى ( التتابع ) . أو تتداخل الأصوات باطراد ( التطارد ) .
    لم تقف محاولات ( عقد الجلاد ) عند حدود تقديم شكل من الغناء الجماعي والتركيز علي التعبير الصوتي , إذ أن أعضاء المجموعة , مسلحين بالموهبة والامتلاء بالمعرفة الموسيقية والغنائية ودوافع التطوير , سجلوا محاولات قوية في عتق إيقاع ولحن الأغنية من إيقاع ولحن القصيدة المغناة , وساهموا بالتالي في كسر نظام الميلودية الرتيب الذي اشتهرت به الأغنية السودانية . هذا إضافة للفرصة التي توفرت للمجموعة من خلال شكل الأداء الجماعي للقضاء علي كثرة اللزمات الموسيقية للأغنية في شكل أدائها الفردي السائد .
    وضمن مشروعها لعتق الأغنية من أسر الموسيقي , سعت ( عقد الجلاد ) للابتعاد عن المقدمات الموسيقية الطويلة وكثرة الوصلات الغنائية , والتقليل قدر الإمكان من الآلات الموسيقية المصاحبة . إذ تقدم المجموعة أغانيها بمصاحبة الأرغن والجيتار , أو العود , والإيقاعات فقط .
    ولأن ( عقد الجلاد ) جزء من مشروع حداثي متكامل فلقد دعمها هذا المشروع بأشعاره , وسجلت أغاني المجموعة نجاحات كبيرة في انتشال كلمات الأغنية السودانية من السطحية والسهولة المبتذلة في التعبير عن قضيتي الحب والوطن إلي فضاءات جديدة تتحرك فيها قصائد لا تبتذل شكلها ولا دلالاتها :
    " نعمة تحلم بوجود
    ما مشت بينه القيود
    أفضل ... أفضل بكتير
    بي وطن من غير حدود
    نعمة تحلم بي عوالم
    زي رؤى الأطفال حوالم
    لا عساكر , لا درادر
    لا مظاليم لا مظالم .... "
    أو أغاني بالعربية الفصحى , لا تتحدث عن موضوع وتترك أخر , بل تحمل رؤيتها التي " تكشف النقاب في البداية عن كل شيء " :
    " يا بحرا تجاوز في سكونه كل حد
    يا بحر قم حرك تحرك أو فعد
    نحو ابتدائك فالنهايات القديمة لا تحد
    ألفظ جحيمك أو فغادر ساحليك إلي الأبد
    طاوعوا من شئتم
    أو تابعوا من خفتم
    الذاهبون إلي الفجيعة أنتم
    فقط أفهموا
    ألا وثيقة أو وثاق
    و لا حقيقة أو نفاق
    تخفي عن الأطفال
    عورة من دفنتم من رجال "

    و ( عقد الجلاد ) منذ أن بدأت وضعت عينها علي السودان كله , بتنوع إيقاعاته الموسيقية , ولهجاته المحلية , فكسرت احتكار الوسط لشكل الأغنية الحديثة في السودان , وغنت بلهجة قبيلة ( الشايقية ) من الشمال , وإيقاعات ( النوبة ) الحارة من جنوب كردفان , وغنت ( أيدينا يا ولد ) بلهجة وإيقاع ( الجراري ) من شمال كردفان :

    " حكومة كان تنصلحي
    كان تعرفي عيش وملحي
    كان تشوفي البي تزحي
    ما تباري القول ترحي "

    وكما غنت ( عقد الجلاد ) لحلم السودانيين : السلام , بلهجة وموسيقي الوسط , وغنت للحبيبة , غنت كذلك لأطفال فلسطين , وجربت أداء الموشحات العربية , وما كان لها أن تنسي تسجيل معاناة سكان جنوب السودان , من خلال الصياغة الجمالية ووسائط الأداء الغنائي , وبإيقاعات أكثر من قبيلة من قبائل الجنوب ولغات تواصلهم المحلية أو عربي جوبا :

    " زوجة في الدنيا بقي مافي
    أنا بموت عزابي
    رغيفه في الدنيا بقي مافي
    ماما بموت أنا جعان
    دوا في الدنيا بقي مافي
    ماما أنا بموت عيان
    صابونه في الدنيا بقي مافي
    ماما أنا بموت وسخان "

    بهذه البساطة السلسة , والمقدمة عبر كرنفال غنائي متماسك , ينضح بالجمال . استطاعت المجموعة أن تسجل أقوي المحاولات في تصعيد الأغنية علي قصيدتها وبذر هذه القصيدة وتشظيها في نموذج خلاق داخل شكل الغناء الجماعي .
    وقد هجست ( مجموعة عقد الجلاد ) كثيرا بالحرب البشعة التي ظلت تدور في جنوب السودان وخصصت لها كموضوع أكثر من أغنية ورددت وسط إيقاعات ساخنة :

    " حرب زايد بندقية
    يختفوا اللقمة الهنية
    من أصابع طفل جائع
    أمه حزنانة وشقية "

    و ( عقد الجلاد ) , وهي تؤدي هذه الأغنيات بإيقاعاتها ولهجاتها المختلفة , قامت بأداء دورها الهام في تحديث وعلمنة الأغنية الشعبية في السودان عبر نقلها من تلقائيتها الموجودة علي الطبيعة وإدخالها في نطاق التكنيك الحديث كلازم ضروري لنقل الفنون الشعبية إلي نطاقات العلم والحداثة . ويظهر ذلك جليا في إعادة إنتاج الأغاني والإيقاعات المحلية المختلفة , بطريقة جعلت أداء المجموعة لهذه الأغاني يتجاوز حالة نقلها والتعبير عن الواقع المنتوجه فيه إلي حالة التعبير عن حلمنا بهذا الواقع , فارتدت هذه الأغاني والإيقاعات ثوبا من التأنق المضاف . ومع أداء هذه المهمة الإبداعية استطاعت ( عقد الجلاد ) أن تحافظ علي الخصائص الأساسية للأغنية الجماعية في السودان متمثلة في : تلقائية الأداء , والتناغم والتنظيم الذاتي , إضافة إلي التأليف المباشر و الارتجال الحر كما يبدو من اختيار كلمات بعض الأغاني مثل أغنيتي " أو مامي " , وأغنية , " عليك الله يا اللوري " .
    وتبقي محاولات ( عقد الجلاد ) هي المحطة الغنائية التي يصعب علي أي محاولات غنائية سودانية ستأتي لاحقاً تجاوز الوقوف عندها وامتصاصها . أو تجاوز الذوق الشعبي الذي أنتجها وأحتضنها . وتبقي أغنية ( عقد الجلاد ) هي واحدة من المحاولات الدائمة للتجاوز داخل حقل الأغنية السودانية , ضمن حالة التجاوز الشاملة من أجل إعادة صياغة الواقع السوداني وفق نسق الحلم الذي تهجس به ( عقد الجلاد ) ونحلم به .

    نتابع أدناه ( أوركسترا السمندل ) و الهامش
                  

02-20-2004, 02:45 AM

تراث
<aتراث
تاريخ التسجيل: 11-03-2002
مجموع المشاركات: 1588

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بمناسبة ألبوم ( عقد الجلاد ) الجديد وعودة ( السمندل ) : مقال احتفالي قد (Re: تراث)


    ثانيا : أوركسترا السمندل

    ضمن واقع , يتميز بالثراء الثقافي الكبير , وُجدت بين القبائل المتعددة والمتنوعة في السودان الموسيقي الآلية البحتة , أي غير المصاحبة بالغناء , وشكلت هذه اللونية الموسيقية جزء أصيلاً من تراث بعض القبائل السودانية . ونلمسها بوضوح في معزوفات ( الوازا ) و ( البالمبو ) مثلا عند قبائل منطقة ( الأنقسنا ) في جنوب شرق السودان .
    ورغم أن الموسيقي الآلية البحتة , ظلت في العالم كله من أكثر الفنون حظاً من الاهتمام والتطوير . ورغم الثراء الكبير للتراث الموسيقي العالمي في هذا المجال , إلا أن هذا الضرب من الفنون ظل في السودان محصوراً ومحاصراً في مناطق نشوئه الثقافية عند بعض القبائل , وفي أشكال بدائية ضمن أشكال فلكلورية عديدة تذخر بها الساحة الثقافية في السودان .
    ويمكن القول إن أكثر التجارب تطوراً وتحديثاً في تقديم موسيقي آلية بحتة في السودان , هي تلك التي تمت في تقديم موسيقي المارشات العسكرية , وفي تجارب رائد التأليف الموسيقي إسماعيل عبد المعين , وتجارب الرائدين من بعده برعي محمد دفع الله وعلاء الدين حمزة .
    في 1969م تم افتتاح المعهد العالي للموسيقى والمسرح , الذي أشر لبداية مرحلة جديدة للموسيقي والغناء في السودان , حيث تم فيه , وللأول مرة , تقنين التوظيف الآلي الصحيح لتجارب إعادة إنتاج وتوزيع عدد النصوص الموسيقية لبعض المغنيين السودانيين .
    وخلال الفترة من 1981 - 1982م ظهرت البدايات الحقيقة لطرح موسيقي آلية ضمن قواعدها العلمية . وبجهود واهتمام بعض طلاب معهد الموسيقي ظهرت حينها فرقة ( تربو السودان ) التي تواصلت جهود مؤسسيها , مع آخرين إلي أن تم إعلان ميلاد ( أوركسترا السمندل ) في نوفمبر 1986م , كأوضح تجلي للحداثة الموسيقية في السودان .
    أعلنت ( السمندل ) مبررات قيامها كتابةً في بامفلت توضيحي جاء فيه :

    " الحاجة كانت ملحة منذ أمد بعيد لقيام أوركسترا سوداني تتعاطى الموسيقي السودانية والعالمية وتدعمها بالمعرفة الموسيقية وتبني منطلقاتها علي أساس الثقافة السودانية المتميزة بتنوعها .
    ولذلك توحدت لدي الأربع عشرة شابا وشابة الإرادة حول ضرورة تأسيس أوركسترا تعبر عن التطلعات الثقافية بالبحث والتنقيب للإرث السوداني وتقديمه بالصورة المثلي " .

    وفي بامفلت أخر بعنوان ( السمندل حداثة الميلاد وحداثة الموسيقي ) أعلنت السمندل أن

    من أهدافها الاحتفاء بالتراث الموسيقي في السودان وتشذيبه وتنقيته وتقديمه في إطار المعاصرة وملامسة التراث الموسيقي العالمي ونقله ليكون في متناول الذوق السوداني , ارتفاعا وتحليقا بالذوق خارج دوامة الميلودية الرتيبة . والاهتمام بالتأليف الموسيقي الخاص بالأوركسترا , وهذا من أبرز هموم السمندل , فضلا عن التوزيع الموسيقي لنغمات خماسية محلاة بالهرمنة والتوظيف الآلي . حيث تجد الآلة الشعبية فرصتها في التحديث لمواكبة الآلات الأخرى . وأنها لنزهة نخرج بها من الأنماط التقليدية دون فك ارتباطنا بمسارها العذب , مع إمكانية الرحيل الناعم من المحلية إلى العالمية " .

    ذلك هو بالضبط ما سعت لتطبيقه وتكريسه أوركسترا السمندل من خلال مجهوداتها في تأدية بعض المقطوعات الموسيقية من تأليف ومعالجة أعضاء الأوركسترا , وأداء بعض المقطوعات الموسيقية العالمية لموزارت , باخ , وبيتهوفن , والشرقية لمحمد عبد الوهاب , وفي إعادة توزيع وأعادة إنتاج بعض النصوص الموسيقية السودانية ضمن أسس المعرفة الموسيقية الحديثة .
    ورغم أن أوركسترا السمندل أعلنت ان التأليف الموسيقي الخاص بالفرقة , والتوزيع الموسيقى لنغمات موسيقية خماسية محلية هو من أبرز هموم الفرقة , إلا أننا نستطيع أن نقول أنها , لم تستطع بما يكفي تجاوز أسر سهولة البداية , النسبية , في التركيز علي إعادة إنتاج بعض النصوص الغنائية السودانية المعروفة لدي المستمع السوداني . ورغم ما لهذا الجهد من أهمية في إضافة جرعات جمالية وعلمية لمادة التلقي في الأذن السودانية , وخلق جسور تواصل بين الأجيال الجديدة والتراث الموسيقي السوداني , رغم ذلك فأننا نعتقد أن المهمة الأصعب والأهم التي تواجه ( السمندل ) هي دورها في تأسيس جديد لأسس استماع موسيقي سوداني حداثي قادر علي تعاطي الموسيقي البحتة والتفاعل معها دون التوسل بنصوص غنائية سابقة ومعروفة . وهذا بالطبع يخدم فيه أكثر تقديم المقطوعات الموسيقية الأصيلة والمؤلفة حديثاً .
    بجد واجتهاد وإخلاص تعمل (أوركسترا السمندل ) وباحتفالية وفرح تتلقفهم الآذان في السودان , وتنداح دائرة استماعهم , وهاهي تغادر قليلاً قليلاً دوائر الصفوة ومنابر الجامعات لتدخل البيوت السودانية من خلال الراديو والتلفزيون والأشرطة الخاصة . والشباب الذين يملأهم الإصرار ويقودهم الإبداع ( أعضاء الأوركسترا ) مصرون علي خوض التجربة وافتتاح الجبهة الواسعة ضد المشروع الثقافي التقليدي من أجل هزيمة رؤيته وزعزعة السكون والتقليدية .

    هوامش وملاحظات ومعلومات هامة :

    - كتبت هذا المقال الاحتفالي في بداية عقد التسعينات من القرن المنصرم . وتم نشره علي جزئين في مجلة ( الوطن العربي ) الباريسية في مارس 1990م . ثم أعدت نشر الجزء المتعلق بـ ( عقد الجلاد ) في جريدة ( الثورة ) اليمنية بمناسبة زيارة المجموعة لليمن في 1992م , وكذلك فعلت مع الجزء المتعلق بالسمندل عندمازارت (السمندل) اليمن في نفس الفترة تقريباً .
    - أن تناول هذا المقال لمجهودات ( عقد الجلاد ) و ( السمندل ) في تطوير الأغنية والموسيقي في السودان , وأثرائها بمكتسبات جديدة , يأتي من موقع المستمع العادي , وبغرض الاحتفاء وليس ممارسة النقد . وهذا ما يبرر اللغة الإنشائية التي تطفو في بعض الفقرات , ويبرر كذلك بعض الأحكام الأطلاقية التي أتت ضمن المقال . ويظهر هم الاحتفاء , من موقع المستمع العادي , في غياب المصطلح الغنائي والموسيقي الدقيق والذي لابد أن يلاحظه المتخصصون منكم , علما أن ما ورد من مصطلحات ومحاولات شروح موسيقية وغنائية استقيتها بشكل شفاهي من حوارات خاصة مع صديقي عثمان النو , وأذكر أنني استفدت كذلك من مقال نشره الماحي سليمان في مجلة ( الدستور ) اللندنية عن شريط ( أمطرت لؤلؤاً ) لعبد الكريم الكابلي .
    - ليتني أستطيع أن أكتب كما كتب يحي فضل الله عن عمر الدوش , أو كما كتبت رقية وراق عن ( ود وردي ) لأعبر عن احتفال كبير ضخم وفرح تضج به الدواخل لعودة ( السمندل ) , وقبل ذلك لاستطاعة ( عقد الجلاد ) النهوض من تحت الرماد بعد أن غادرها , معذورون , أهم كوادرها الغنائية . فمن كان يتوقع أن تظهر وتستمر ( عقد الجلاد ) بعد أن فارقها أنور عبد الرحمن , وعمر بانقا , وحمزة سليمان , ومن قبلهم مجاهد عمر , ومنال بدر الدين , ومني سيد علي , ونهلة عبد المنعم ؟ أنها معجزة لا نستطيع حيالها إلا أن نقف إجلالاً و إكراماً وتعظيماً لذلك (القصير) العملاق عثمان النو . والتحية لهم جميعا .


    (عدل بواسطة تراث on 02-20-2004, 10:05 PM)

                  

02-20-2004, 10:27 AM

خالد الحاج

تاريخ التسجيل: 12-21-2003
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بمناسبة ألبوم ( عقد الجلاد ) الجديد وعودة ( السمندل ) : مقال احتفالي قد (Re: تراث)

    والتحية ليك يا تراث
    وأنت تتحفنا بهذين المقالين
    ولست أدري من أين جاء إحساسك
    بقصور ما ..هذا والله يا صديقي الجميل
    إبداع ونقد مبني علي الحب.
                  

02-20-2004, 12:37 PM

Elmosley
<aElmosley
تاريخ التسجيل: 03-14-2002
مجموع المشاركات: 34683

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بمناسبة ألبوم ( عقد الجلاد ) الجديد وعودة ( السمندل ) : مقال احتفالي قد (Re: تراث)

    عزيزي عثمان تراث
    تحياتي اتفق معك في القيمةالفنية
    العالية لهتين المجموعتين
    مقالك رائع
    تبقت بعض الملاحظات التاريخية
    ان اول محاولة للتحديث باوركسترا خاصه
    كانت للراحل اسماعيل بد المعين
    وفرقةالبساتين وهي الرائده
    فيمجال العزف الجماعي من خلال النوتةالموسيقية
    والبحث عن التراث
    أول محاوله للغناء الجماعي
    كانت في امطرت لؤلؤا للكابلي والمجموعه تم باشرافي وتوزيعي
    ومشاركة هاديه وحياة طلسم
    وزينب الحويرص
    اتفق معك في التحية لعثمان النو الرائع وكل المجموعة القديمة والجديدة
    والتحية للسمندل بالعودة المظفرة
    مع حبي
                  

02-20-2004, 09:56 PM

HAMZA SULIMAN
<aHAMZA SULIMAN
تاريخ التسجيل: 04-20-2002
مجموع المشاركات: 3278

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بمناسبة ألبوم ( عقد الجلاد ) الجديد وعودة ( السمندل ) : مقال احتفالي قد (Re: Elmosley)

    شكرا جزيلا
    كتابه مشرفه
    ولى عوده
    ان شاء الله
                  

02-21-2004, 01:42 AM

Amin Elsayed
<aAmin Elsayed
تاريخ التسجيل: 09-05-2003
مجموع المشاركات: 1252

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بمناسبة ألبوم ( عقد الجلاد ) الجديد وعودة ( السمندل ) : مقال احتفالي قد (Re: HAMZA SULIMAN)

    *
                  

02-21-2004, 10:39 PM

تراث
<aتراث
تاريخ التسجيل: 11-03-2002
مجموع المشاركات: 1588

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بمناسبة ألبوم ( عقد الجلاد ) الجديد وعودة ( السمندل ) : مقال احتفالي قد (Re: Amin Elsayed)

    شكراً للمشاركين .
    اتوقع حوارًاً اطول . ولي تعقيباتي . التي ساعود لها قريباً ج
    داً .
                  

02-23-2004, 09:01 AM

الجندرية
<aالجندرية
تاريخ التسجيل: 10-02-2002
مجموع المشاركات: 9450

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بمناسبة ألبوم ( عقد الجلاد ) الجديد وعودة ( السمندل ) : مقال احتفالي قد (Re: تراث)

    فوق
                  

02-26-2004, 01:40 AM

زوربا
<aزوربا
تاريخ التسجيل: 06-08-2003
مجموع المشاركات: 733

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بمناسبة ألبوم ( عقد الجلاد ) الجديد وعودة ( السمندل ) : مقال احتفالي قد (Re: الجندرية)

    " لو شفتِ كيف يوم الوعد
    كيفنو مترامي الغمام
    القمري زغرد للبلوم
    والنسمة هبت مرتين
    ياحليوة يوم دقيت بأرضك فاس خصيب
    والتاني في يوم الوعد
    والأيد تسالم في الايدين "
    ذ/ تراث . المبين
    يــا " ود باب السنط والدكة والنفاج "
    لك فيض الجلال وأنت تحتفي بنا , بمواسم الفرح فينا
    لك جلال الاحترام وأنت تعيد لنا ملامح الذاكرة المبدعة
    لك الحرف / الموسيقي وما بينهما
    ولنا
    بعض من بهاءك الفواح
    ويبقي لي ان اذكر
    أن المبدع من يمتلك أدواته لصياغة حالة من الفيض علي شاكلة نص
    لكن قطعا أن الأكثر إبداعا هو المتلقي الذي يعيد صياغة النص علي شاكلة فيض
    " لسة عيونك ياها عيونك
    تكس باب الدم السري
    وتجري
    تجري تنعس عشب الدم "

    والريد نيلين
                  

02-29-2004, 00:07 AM

تراث
<aتراث
تاريخ التسجيل: 11-03-2002
مجموع المشاركات: 1588

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بمناسبة ألبوم ( عقد الجلاد ) الجديد وعودة ( السمندل ) : مقال احتفالي قد (Re: زوربا)

    شكرا مرة أخرى للمشاركين في هذا البوست المهجور
    أحساسي بالقصور ياخالد ، عزيزي ، نتج عن تجرؤي بالكتابة عن فنون الموسيقى والغناء التي ظللت أعتقد انني جاهل فيهما ، وفي معرفة دلالة المصطلحات التي تتحرك في حقليهما . وربما يكون ناتجاً عن تلك العقدة السودانية الشهيرة ، عقدة الـ Perfectionism التي تنتشر كوباء وسط مثقفي السودان فتحول بين معظمهم وبين الكتابة والنشر .
    شكراً عزيزنا الموصلي على الإضافات ، لكني لازالت أتوقع منك مساهمة أطول في هذا البوست . وانت من أكثر أعضاء البورد قدرة على ذلك وعلى إفادتنا بالكثير حول موضوع البوست .
    كذلك الأمر بالنسبة لك يا حمزة سليمان ، فالأمر يعنيك بصورة شخصية ، ولازالت في انتظار عودتك التي وعدت بها .
    أأمل كذلك في مساهمات معنيين ومختصين آخرين مثل أنور أبو غيدا ، وعمر بانقا ، والسمندلاوي , وخضر ، وخطاب ، وغيرهم من أهل الغناء والموسيقى ، كما أأمل في مساهمات النقاد والكتاب الذين يكتظ بهم منبرنا هذا : مثل اسامة الخواض ، د. عبد اللطيف على الفكي ، تماضر ، أبنوسة ، د. بيان ، عجب الفيا ، يحيى فضل الله ، رقية وراق ، إيمان والآخرين ، ومعجبي عقد الجلاد والسمندل .
    شكراً أمين السيد والجندرية على رفع البوست في محاولة لإيجاد "ركاب" له كما قال صديقنا (الحاج) بدر الدين "حلا" في بوست قديم .
    زوربا : شكراً يامبدع على كلماتك الشاعرية الجميلة ، واهتمامك .
    ثــــــــــــم
    ن
    ز
    و
    ل
    أتوقع دائما لمثل هذه البوستات النزول السريع للاختفاء خلف الأرقام المرصوصة أدنى هذا القائمة .

    (عدل بواسطة تراث on 02-29-2004, 08:52 PM)

                  

02-29-2004, 00:56 AM

WaD OmI
<aWaD OmI
تاريخ التسجيل: 08-26-2002
مجموع المشاركات: 995

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بمناسبة ألبوم ( عقد الجلاد ) الجديد وعودة ( السمندل ) : مقال احتفالي قد (Re: تراث)

    ولكل هذه الاسباب يا تراث واكتر
    اعشـــــــــــــــــــــــــــــق
    عقـــــــــــــــد الجلاد العقد الفريد الذي اسال الله ان لا ينفرط يوما.............
    ودمتم
    نوف
                  

02-29-2004, 03:01 AM

حسن الجزولي
<aحسن الجزولي
تاريخ التسجيل: 12-05-2002
مجموع المشاركات: 1241

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بمناسبة ألبوم ( عقد الجلاد ) الجديد وعودة ( السمندل ) : مقال احتفالي قد (Re: تراث)

    الأخ/ تراث

    الموضوع عميق ومهم جدا, فضلا عن أن المقال نفسه قوى وجاذب وسلس , ويعد أحد اهم الموضوعات التى من المفترض ان تشغل المهمومين وأهل التخصص كما ذكرت انت , و لأنه قد مضى حين من الدهر أجبر اهل السودان على سماع الغث والركيك بحكم ان القائمين على التحكم فى اذواق المستمع هم من فرضوا مثل هذا الواقع البائس فى دولة كالسودان تزخر بأخيلة شعرائها, وبالغالى والنفيس من موسيقى وآلات شعبية لمختلف القبائل والبطون السودانية , هذا الى جانب كل هذا الكم الهائل من التراث كموروث يمكن ان ترتكز عليه الموسيقى والآداء فى السودان بكل اطمئنان لينتجوا جميعهم عائدا ابداعيا موسيقيا مجودا! , ومن ثم يرقى من حس المستمع السودانى , واعود متسائلا, ماذا نقول يا استاذ تراث وحس المستمع السودانى تتحكم فيه مجموعات معتبرة من غير أهل التخصص رغما عن كل تلك الوفرة فى الامكانيات التى أشرت اليها؟,وربما يكون هو السبب الذى حدى بالفنان الشعبى المرحوم محمد احمد عوض ليعبر تعبيرا( ركيكا) عن وجهة نظره فى الموضوع عندما رد على احد مقدمى برامج النوعات تعليقا على اغنية له قائلا ( والله فعلا هى الاغنيه دى من ناحية الميلودى بتاعتا مش ولا بد .. لكين غايتو ماعطين بيها عداد كويس ! . ) والعهدة على استاذنا التشكيلى حسن موسى!والذى خفف من حدة تهكمه على فنان شعبى كمحمد احمد عوض وما قدمه من اغنيات عذبه حينما قال عنه انه مغنى وليس ( موسيقولجى ) ! .. على أية حال يا تراث عندك برضو بخصوص الاجتهادات الموسيقية المتقدمة- اضافة لما أشرت اليهم فى مقالك القيم مع ما أشار اليهم موصلى - رجال كخليل فرح وابراهيم الكاشف ثم اناشيد المدارس والحقول والجلالات العسكرية والمواكب الشعبية الغاضبة فى هتافاتها ..اضافة لكورال الحزب الشيوعى السودانى ! ومع ذلك تجد بعض بطء و( لكلكة ) فى مسيرة فن الغناء السودانى من ناحية ( الطلق ) الذى أنجب نماذج كعقد الجلاد والسمندل ..فهل يا ترى انطبق علينانحن أيضا ما اشارت اليه الروائية سلوى بكر فى روايتها (مقام عطية ) حينما قالت ( هل من المعقول أن تكون هناك أى صلة بين الذين استخدموا القيثارات الذهبية فى ترانيم المعابد وبين اولئك الذين يغنون الآن السح الدح أمبو ؟! ) .

    ويا أخ تراث

    أراك تتحفظ فى مقالك حول علاقتك التخصصية من أصلها , وجميل أنك خففت من لهجة الانتقاد هذه عندما بينت أن جل المثقفين السودانيين عندهم ( فوبيا التجويد ) أو ما يعنى .. وللغرابة اعتقدت للوهلة الاولى قبل أن اصل لاشارتك السابقة ان كاتب المقال متخصص فى شئون الموسيقى السودانية وسماعها كدارس أكاديمى ! .. وهاانت تعترف بعكس ذلك , مما يضفى على مقالك البديع صفة أخرى .. هى الرصانة فى التنقيب .. فتأمل ! .

    أشير بهذه المناسبة الى تطابق فى الأفكار التى طرحتها بمقالك أعلاه خاصة فيما يتعلق بعقد الجلاد مع رأى أتى به الى قراءه الكثر أستاذنا الراحل عبد الهادى الصديق ضمن مقال له عن ( شايكوفيسكى ) على ما أعتقد , ضمن سلسلة مقالات بصحيفة الخرطوم توقفت للآسف الشديد برحيله المفاجئ قبل أكمالها بأيام معدودة ,وهو بالمناسبة غير متخصص فى الموسيقى أيضا ولكنه قدم اضافات ممتازة الى جانب بعض اقرانه حول كيفية مسار الأغنية السودانية والحانها , فقد قال عليه الرحمة :
    (فى اغنية خليل فرح ( عازه فى هواك ) تبرز لنا كيفية استفادة خليل فرح من اللونية الغنائية الشرقية ( فى الادوار) فالى جانب الحذلقات الموسيقية الغربية تجدة وقد استخدم الآلات الموسيقية التى تصاحب آداء (الادوار) مثل البيانو بدلا عن القانون والفيوليته والعود , كما استخدم لازمات موسيقية كفواصل تهدف الى التنويع اللحنى مع الاستعانة بالكورس والشيالين فى ترديد المقطع الشعرى الرئيسى , بينما يقوم بالانتقال من والى آخر ثم العودة الى المقام الأساسى , وقد اتضح تأثر الخليل بالتركيبة الموسيقية للادوار فى استخدامه للآهات لاستكمال وتوضيح المعانى عن طريق ترديد صوتى موسيقى لتشكل الآهات قيمة موسيقية فى الغناء السودانى , وتأتى تركيبة هذه الآهات على النحو التالى :-
    - ليل .. ليل .. أنا ليل ليل
    - لازمة موسيقية
    - آه أه .. أنا آه آه
    - لازمه موسيقية

    مع التنوع فى اللحن ( صعودا ) فى الشطر الأول للبيت ثم ( هبوطا الى مقام آخر فى عجز البيت , ثم العودة .. وهكذا :-
    - فى هواك عزه نحن الجبال
    ثم العودة للجملة الشعرية والموسيقية الاولى والانتهاء بالقفلة ( عزه فى هواك ) .
    وأما فيما يتعلق بفرقة السمندل فقد تسائل راحلنا العزيز وهو يقول :-
    ( هل يفكر الموسيقيون لدينا فى صياغة باقة من الحان فنان الأمة خليل فرح فى سيمفونية واحدة ندعوها السمفونية القومية ؟).

    تراث

    يبدو أن كثير من الموضوعات القيمة تمر مرور الكرام ولا تجد حظها لأسباب متعددة ولكن من أهمها هذا ( الزخم ) فى تنوع موضوعات البوستات , وللعجلة من أمرنا والتى اصبحت سمة بارزة لايقاع الحياة التى يكابدها أغلبنا , لاتلبث ان تدخل الى البورد وما ان تنتهى من قرآة بوست معين جذبك , حتى تكتشف ضيق زمنك فيغادر الواحد منا سريعا مؤملا النفس بعودة هادئة وصبورة لباقى موضوعات البورد والتى ويا للحسرة تكون قد (حست ) وتبخرت ونزلت الى اسفل سافليها بحكم (دفرات ) البوستات , فيظل الواحد منا يجابد فى انقاذ ما يمكن انقاذه فى رعاية بوسته .. أو كما أشار بظرفه المعهود اخونا بدرالدين شنا . عموما

    الموضوع الذى طرحته هو احد اهتمامات متواضعة لي , وأما رصانة وجمال المقال نفسه فهى التى حفزتنى للمشاركة بقليل الذى عندى, علما بأنى لست من أهل التخصص فى هذا الجانب أيضا , أو كما قالت الراحلة عشة الفلاتية .. طالما أن الموضوع المطروح يخصها فى شأن التخصص! .

    ولك تقديرى
                  

02-29-2004, 08:48 AM

أبو ساندرا
<aأبو ساندرا
تاريخ التسجيل: 02-26-2003
مجموع المشاركات: 15493

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بمناسبة ألبوم ( عقد الجلاد ) الجديد وعودة ( السمندل ) : مقال احتفالي قد (Re: تراث)

    تراث
    أضم صوتي للمقرظين أعلاه المحتفين بجهدك المقدر في المقال الضافي
    الجلاد والسمندل ومابينهما من فرق ومجموعات ومحاولات كالتي تحدث عنها حسن الجزولي في إضافته العميقة ، كورال الحزب الشيوعي و خاصة شريط الأحتفال بالعيد الأربعين ،، ، وكورالات الجباه الديمقراطية في الجامعات والثانويات وفي الأحياء ،، وما تلا تلك االتجارب من مجموعات أخرى مثل ساورا ، ومجموعة جديدة تعتني بالتجريب يقودها عدد من الموسيقيين المبدعين مثل ربيع عبدالماجد والصافي مهدي وعمر خليل وليمياء ونجلاء عثمان التوم وسهير ، والتي أهدت عقد الجلاد الصوت القادم بقوة محمد الخاتم ، وماسبق عقد الجلاد والسمندل مثل فرقة البساتين التي اشار لها المبدع الموصلي ، والحقيبة والشايقية كلها محاولات وتجارب هدفت إلى رد فن الغناء إلى أصوله ، حيث بدأ جماعيآ للتحفيز في الحقول وعند الحصاد وفي النفير والحشد عند الحروب وغيرها من الإحتفالات ، مرورآ بالتراتيل الدينية ، ثم الموشحات وما تلاها من حقب غنائية.
    منحاز للغناء الجماعي ، وأعترف بالجهد والفن الراقي لعقد الجلاد الآخذة في التطور والعمق خاصة في ، أهل الفرحة رائعة القدال في البوم الطمبارة والغناي ، ومسدار أبو السرة للقدال الذي إكتشفته الفرقة من وقت مبكر ، وحرصت على حضور حفلاتها في كازينو النيل الأزرق حيث لحظت إلتفاف عريض من الشباب بمختلف فئاتهم العمرية ، يرددون معهم كل المقاطع بما يؤكد جماعية الأغنية ليشارك فيها المئات يشرئبون بأصوات متجانسة وقوية.
    أتوقع سيادة الغناء الجماعي ، خاصة وان السلام المرتقب سوف يتيح للأثنيات السودانية تقديم فنونها ذات المنحى الجماعي وبمتابعة لبرامج التلفزيون في الفترة الأخيرة يمكن الوقوف على الغناء في دارفور وفي الجنوب والتأكد من عودة الغناء الجماعي.
    وأتمنى في المداخلات القادمة وخاصة من تراث والموصلي وحسن الجزولي والمختصين أن يوضحوا لنا الظروف التي أدت إلى الغناء الفردي ، هل هو إنعكاس لظهور الصناعة وتقسيم العمل؟
                  

03-02-2004, 11:00 PM

تراث
<aتراث
تاريخ التسجيل: 11-03-2002
مجموع المشاركات: 1588

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بمناسبة ألبوم ( عقد الجلاد ) الجديد وعودة ( السمندل ) : مقال احتفالي قد (Re: أبو ساندرا)

    اعزائي :
    ود امي
    حسن الجزولي
    ابو ساندرا
    اشكر كثيراً مساهماتكم الضافية . والمفيدة ، والمشجعة
    ساعود اليكم قريباً جداً . فصحتي الآن لا تسمح بقول أكثر من ذلك .
    اكرر شكري . حتى أعود وغالباً ما يتم ذلك بعد ساعات او غدٍ
                  

03-04-2004, 02:47 AM

تراث
<aتراث
تاريخ التسجيل: 11-03-2002
مجموع المشاركات: 1588

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بمناسبة ألبوم ( عقد الجلاد ) الجديد وعودة ( السمندل ) : مقال احتفالي قد (Re: تراث)

    ود أمي :
    لك الشكر الجزيل .. سعيد بأن نلتقي في محبة ( عقد الجلاد ) فتزداد مساحات اللقاء بيننا وتتسع علي أنغام هذه المجموعة الرائعة .

    حسن الجزولي :
    عاجز عن شكرك للإشادة بالمقال , هذه شهادة سأظل أعتز بها .. أتفق معك تماما في رأيك الصائب عن مافرضه المركز المهيمن في السودان من أنماط , أو في الحقيقة نمط غنائي واحد , علي اهل بلدنا الشاسع والمتعدد الثقافات وأشكال الإبداع الموسيقي والغنائي .
    وفي محاولة للإجابة علي سؤالك أقول ان الهامش الثقافي أثبت أن لديه القدرة علي الظهور بالرغم من الحظر والقمع المفروض عليه . وهذا ما أثبتته ( عقد الجلاد ) وأثبته بقوة الراحل مصطفي سيد احمد. وتحاول أن تؤكدة اليوم ( السمندل ) بعودتها من جديد . وهذا ما يملأنا بالتفاؤل والثقة في أن الصحيح والجميل لابد أن يبقي ويستمر .. ويذهب الزبد جفاء .
    أشكرك كذلك علي أثراء المقال بمعلومات إضافية , مثلما فعل الموصلي , وذلك من خلال الإشارة الي النقلات التي أحدثها مبدعون كبار مثل خليل فرح , والكاشف , والإشارة إلي أشكال سبقت ( عقد الجلاد ) أو عاصرتها في الغناء الجماعي مثل أناشيد المدارس والحقول والجلالات العسكرية والمواكب الشعبية ثم كورال الحزب الشيوعي .
    ولكني أعتقد أن ( عقد الجلاد ) تميزت عن كل أو جل هذه النماذج بعلمنة الاداء الغنائي الجماعي وأدخاله في إطار الحداثة , وجعله ليس مجرد تعدد في عدد المغنيين بل تعدد وإختلاف في أصواتهم وفي الاداء الغنائي المتعدد المستويات بالنسبة للحن الاساس . وخلق علاقات جديدة بين هذه الاصوات .
    ولهذا فلم أتطرق في مقدمة مقالي عن ( عقد الجلاد ) للثلاثيات أو الثنائيات التي ظهرت في مسيرة أغنية الوسط الثقافي , مثل ثلاثي الجيل أو ثنائي النغم , أو ثنائي العاصمة .. الي غيرها من الأشكال المشابهة بما فيها الكثير من الكورلات المدرسية وغيرها. إذ أعتقد أن هذه النماذج لم تقدم نموذج للغناء الجماعي , بل أجترت نفس شكل وطريقة أداء الأغنية الفردية وبذل المغنون المتعددون فيهاجل جهدهم في أن تظهر أصواتهم المتعددة وكأنها صوت مغني واحد . وهذه النماذج بالتالي لم تخرج عن نمط الاغنية الفردية ولم تستفد من تعدد المغنيين في كسر شكل تلك الاغنية .
    ملاحظاتك يا أستاذ حسن عن التخصص والكتابة النقدية مهمة جدا بالنسبة لي . وأستشهادك بالراحل عبد الهادي الصديق وإيرادك لبعض ماكتبه عن الخليل قدم لي تعزيزا شديدا ودرسا في كيفية تعامل المتلقي , حتى ولو لم يكن متخصصا , مع النص الغنائي والموسيقي .
    شكري لك ليس له حدود . ولبوستاتنا أن تواصل المجاهدة لتبقي .
    شكرا أخوي الكاشف . أنت أيضا مدهش في كتابتك مثل التعليق الذي أثريت به هذا البوست . أذن فالنثق في أنفسنا .

    أبو ساندرا :
    دوما أنت جميل .. دائما ما أجدك امامي تعززني وتزرع الثقة في نفسي .. شكرا لأضافاتك الثرة وشكرا لتذكيري بمجموعات غنائية أخري تستحق الاحتفاء والتكريم مثل كورال الحزب الشيوعي ومجموعة ( ساورا ) . أتمني أن اسمع نماذج للمجموعة التي تحدثت عنها بقيادة ربيع عبد الماجد والاخرين , وكذلك لفرقة ( البساتين ) .
    مثلك أرجوا من المختصين ان يوضحوا لنا كيف أستطاعت الأغنية التي يؤديها فرد واحد السيطرة علي نموذج الغناء في المركز الثقافي المهيمن في السودان .
    ِ
                  

03-27-2004, 06:16 PM

Raja
<aRaja
تاريخ التسجيل: 05-19-2002
مجموع المشاركات: 16054

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بمناسبة ألبوم ( عقد الجلاد ) الجديد وعودة ( السمندل ) : مقال احتفالي قد (Re: تراث)


    الزميل العزيز عثمان..
    اذا كنت تؤمن بـ "العوارض".. فاظنك ستفهم ما أعنيه..
    قرأت هذا البوست من أول 5 دقائق نزل فيهم.. وأعجبني للغاية.. ونويت المشاركة بما تعنيه لي كل من "عقد الجلاد" والسمندل".. ولكن لم يحدث..
    رأيته ثاني يوم وقلت انها اللحظة.. سأكتب اليوم عن عثمان النو وحلمه الجميل، والفاتح حسين ورفاقه الأجمل.. ولكن ايضا لم يحدث..
    وجاءت أسابيع..
    وانتهت أسابيع..
    وجاءت أزمات..
    وانتهت أزمات..
    ولم استطع الكتابة..
    ..
    اليوم وبمزااج عالي ذهبت للصفحة 16 من المنبر الحر لأبدأ بها يومي .. ووجدت البوست منتظرا تلك الكلمات التي نظمتها ورتبتها آلاف المرات في راسي..
    وآمنت بأنه نهاية "العارض"..
    ..
    ترتبط فرقتي "عقد الجلاد" الغنائية، و"السمندل" الموسيقية في ذهني وذهن جيلنا بالجمال والحرية.. جمال الاستماع وحرية الاختيار..
    وفي رأيي المتواضع ان أساس البداية كان متينا من الناحية المهنية وانعكاسها علينا نحن الجمهور.. ولكن ككل شئ في بلدي.. الجمال لا يدوم.. او يقل مع السنوات.. وكنت اتمنى ان يكون مثل ذلك الجمال الذي تعتقه السنون..
    مع هجرة بعض أعضاء الفرقتين.. هناك عوامل اخرى ادت لتغيير أدى بدوره لاختفاء او شبه اختفاءهما.. والدليل انه - والله اعلم - عندما زالت تلك العوامل او جلها عادت الفرقتان وبقوة ثمانينياتهما إلا قليلا..
    فهل مثلا يمكن ان نقول من تلك العوامل خروج بعض الأعضاء ودخول آخرين.. ولماذا..؟
    لا أعرف ولكن هذا يذكرني بفرق عالمية عشقناها واحببناها.. ولكن عندما تغير الاعضاء او انسحبوا لم تعد مثلما كانت بالنسبة لنا.. واكتفينا بسماع الالبومات القديمة.. مثل فرق "آبا" و"بوني ام"..
    وتبقى فرقة "البي جييز" من أكثر الفرق صمودا.. حيث صمدت لأكثر من 4 عقود.. لم يفرق بينهم إلا الموت..
    ...
    فمرحبا بألبوم "عقد الجلاد".. ومرحبا بعودة "السمندل".. فهي علامة بعودة تلكم السنوات الجميلات..
                  

03-30-2004, 09:10 AM

الجندرية
<aالجندرية
تاريخ التسجيل: 10-02-2002
مجموع المشاركات: 9450

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بمناسبة ألبوم ( عقد الجلاد ) الجديد وعودة ( السمندل ) : مقال احتفالي قد (Re: تراث)

    **
                  

04-01-2004, 11:19 PM

خالد الحاج

تاريخ التسجيل: 12-21-2003
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بمناسبة ألبوم ( عقد الجلاد ) الجديد وعودة ( السمندل ) : مقال احتفالي قد (Re: الجندرية)

    تراث...تراااااااث
    وينك..نحتاج جرعات من الروعة ..
                  

04-02-2004, 05:38 PM

khider
<akhider
تاريخ التسجيل: 03-17-2002
مجموع المشاركات: 2361

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بمناسبة ألبوم ( عقد الجلاد ) الجديد وعودة ( السمندل ) : مقال احتفالي قد (Re: خالد الحاج)

    بمناسبة ألبوم ( عقد الجلاد ) الجديد وعودة ( السمندل ) : مقال احتفالي قد
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de