|
من اغنيات - الى حافظ خير واخرين
|
لماذا أحن الى اخر وانا بعد لم اكتمل لم اقل للتي منحتني وصايا معزتها : انني بعد لم ارتحل لم اقل للنوافذ سر النهار وسر الايادي التي لا تلوح لي بينما قلت لك وتركت لك النهر حتى يصل بيتنا والكلام الكثير عن الحب و الموت حتى تنام وها انذا اتجول في الونسات العتيقة التقط المراة الساطعة وهي تذبل في اخريات الشتاء اعلقها زينة في قميص الشتاء الجديد لتهجر احلامنا وتناجي هواجسها دون اقلامنا دون جرح جديد لم اقل للشتاء : ان هذا الشتاء لم يعد ممكنا لم اقل للنساء اللواتي استوين نساءا بأن النساء اللواتي استوين يغنين للغرباء
لم اقل اننا لا نشاء لم اقل اننا غرباء
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: من اغنيات - الى حافظ خير واخرين (Re: Alsadig Alraady)
|
*
.... ولكنني لم أقل لك أيها الحبيب ، يا فردتي في هذا الغياب الموحش، لم أقل لك بعدُ مايفعله فيًّ صوتُك الذي اكتشفته أنتَ وحدك في غيابي! لم أقل كيف أنه ينتمي لذات الظهيرة التي كنا نشعلها معاً بالحديث الحميم وبالونسات العتيقة وبالسيرة الغريبة. أعرفه جيداً يا ود الرضي ، ولا أظنني أعلن جديداً. تعرف يا ود الرضي، هنالك صوتٌ في أقصى أقاصي شاشة الإصغاء كنت أحكمُ الإصغاء اليه وأنا أتمتم لنفسي: قردٌ على الشباك ، قردٌ على الشباك! تتملكني الآن حالة القارئ المنصت لقصيدتك حدَّ الرعب ، فلأسألك ايها الرضي: هل تعتقد أنك ستكتبُ – يوماً ما – سيرتك تلك الخبيئة؟ هل ستسلِّم نفسك بالكامل ، ودون مواربة ، لتلك القصيدة التي – أعتقد أنا جازماً – أنها ظلت تطاردك منذ البداية؟ تأمل معي مرةً أخرى: قردٌ على الشباك ، قردٌ على الشباك! وقل لي...
*
| |
|
|
|
|
|
|
Re: من اغنيات - الى حافظ خير واخرين (Re: مريم الطيب)
|
و انا ايضا لم اقل لكما ان ما نعانية اكبر بكثير من ( الحمد لله الذي ابدل درهمنا بدينار ) و الحب الدي نحمل تجاة الاخرين باستثناء الحبيبات هو مسؤلية فردية .. عبء بالنهار و هم بالليل انا احسست ما تقول يا صادق و افهم اول الحكي و اعتذر عن عدم تواجدي هناك لاسمع اخر الحكي واعدك بالمزيد من الحزن و ونسات الاصدقاء فانت لن تتخلي عن الحنين و ان شئت فردة .. هل تزكر قصيدة الوردة ..اعتقد انها رؤية ثاقبة لعالم اليوم و لكن هل تستطيع بعد كل هذة الخيبات اتباع منطق الوردة ؟ تحياتي خدر .. بين قوسين .. اخرين
| |
|
|
|
|
|
|
Re: من اغنيات - الى حافظ خير واخرين (Re: Alsadig Alraady)
|
* مريم التي عصمتنا بمحبتها من البرد والحر والجوع ، ومن الموت أيضاً... ها نحن نلتقي مرةً أخرى... شكراً لهذا الفضاء على معجزاته ويا طارق يا أبوعبيدة ، بلّغ أمك عننا الحب ، إبتسامتها أضاءت غربتنا... فضيحة الورد مازالت رؤيتي الوحيدة لمجابهة الخيبات ، ولكني أكتب بيانا آخر إسمه بحرفنةِ الأصابع ِ، بشفتنة ِ الروح... تلك حيلتي القادمة...
ربما سيأتي ودَّ الرضي الآن ، ليحدثنا عن حرفنته هو على العالم ، وعن شفتنة روحه أيضاً... قردٌ على الشبَّاك ، قردٌ على الشبَّاك !!
| |
|
|
|
|
|
|
Re: من اغنيات - الى حافظ خير واخرين (Re: farda)
|
الشاعر حافظ محمد خير و فضيحة الورد ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ يحيي فضل الله ــــــــــــ ،، انا ادري من امر الوردة ما يدهش هذا العطر هو التأويل الشعري لانسان الريح و لاهوت العاصفة الام و اشارة دم حمرتها تلك المنسوبة للالوان تمادت في خرق نظام اللون انا ادري من امر الوردة ما تهتز له الشجرة يتكهرب كل فراش الكون الوردة لم تنحاز الي النهر البتة حين تراءت في سطح الماء اطلت كي تبصق لا لتقبل وجه الماء و حين اعدت مائدة السم لسرب فراشات الجيش البري دست تحت الجرف مسدسها ، قنبلة دست في قلب التربة عمدا خنجرها لتداهم كل مليشيات النمل العام و الحزب السري ،، ها هو الشاعر حافظ محمد خير يعري فضيحة الورد ، هذه القصيدة ـ فضيحة الورد ـ كانت منشورة في العدد الخامس و السادس مزدوج من مجلة ـ الطريق ـ و هي غير دورية تصدرها رابطة الديمقراطيين السودانيين بالمانيا و هذا العدد صدر في سبتمبر 1997. حافظ محمد خير من ذلك النوع من الكائنات الذين يحلو لي ان اصفهم بالكائنات الدرامية فهو ممثل نادر القدرات ، خبرت هذه القدرات و هو طفل صغير يتلمس خطواته الدرامية بقصر الشباب و الاطفال ، لازلت اذكر مراقبتي له خفية من خلف زجاج صالة قسم الدراما بالطابق الارضي و هو يؤدي تمارينه الخاصة ، كان يتلوي بطريقة ساحرة تعلن عن مرونة في الجسد كان يحرص علي تنميتها ، حركة يديه و هي تختبر قدراتها علي التعبير ،اطرافه تحاول الخروج و الاندماج في الحركة الكلية للجسد ، كان يمارس هذه التمارين منفردا ، مختبئا بقدر الامكان من العيون و كأنه يمارس طقسا سريا ، نبهني الي طقس حافظ محمد خير هذا الصديق محمد عبد الرحيم قرني الذي كان يدير قسم الدراما بقصر الشباب و الاطفال ، قادني قرني من مكتبه في الطابق الارضي المواجه للبوفيه في صمت و من امام النوافذ الزجاجية للصالة اشار و بتكتم شديد حيث كان يمارس ذلك الطفل بحثه الخاص عن مفردات جسده و علاقتها بالتعبير. ،، الورد هو المسئول الاول عن عاصفة الامس لم يتكلم عصفور واحد عن مقتل مبعوث الريح الي الشمس خوفا طبعا ، للوردة انياب و انا مندهش جدا ، اذ كيف يضل الناظر عن خستها و هي تميل يمينا ثم يسارا و هي تميل يسارا ثم يمينا كالقناصة في الظلمة كالاسماك الأكلة بجوف البحر ،، اقول ان الشاعرحافظ محمد خير كائن درامي فهو ممثل قدير ، كاتب قصص ، شاعر ،صاحب ذائقة مركبة ،اختاره المخرج المسرحي المميز قاسم ابوزيد و هو صبي كي يشارك في مسرحية ـ ضو البيت ـ للطيب صالح من اعداد الشاعرمحمد محيي الدين وتقديم جماعة السديم المسرحية بمسرح قاعة الصداقة في العام 1985 و كان متميزا بين تلك المجموعة التي كانت تتحمل عبء التعبيرالجسدي المصاحب لاغنيات المسرحية التي وضع الحانهاو جملها بصوته الراحل المقيم مصطفي سيد احمد. العروض المتنقلة لنادي الدراما بقصر الشباب و الاطفال كانت تتباهي بقدرات حافظ محمد خير في فن التمثيل ، شخصية ـ معيطيب ـ في المسرحية الكوميدية ـ جدادة آمنة ـ التي كتبها الفنان المسرحي المتفرد ـ سيد عبداله صوصل ـ وقمت باخراجها لنادي الدراما بالقصر ، لا زالت تتوهج بذاكرتي ـ شخصية معيطيب التي لعبها حافظ محمد خير ـ كمخرج و حين حاولت اعادة عروض المسرحية كان حافظ محمد خير قد غادر السودان الي لندن و كنت احس بفجوة عميقة و احس باني كمخرج فقدت عنصراهاما جدا في هذا العرض هو حيوية ذلك الولد الشقي والقلق حافظ محمدخير. عفوا من منا لم يعشق كالطلاب و لم يرسل في المظروف فؤاده كم منا اخفق حين تخيل ان الورد الخائن يمكن ان يتسمي رمزا للاخلاص فارسله في الحال الي الفتيات ـ او لسادة ـ عفوا ، اذ ان الغفلة ادخلت البعض الي الشبهات فالورد تندي عرقا و دما و تصيد في الصبح خيوط الشمس لكي يبني بيتا للعنكب والحشرات ــ ده جبتو من وين يا يحيي ؟ ــ هكذا اعلنت الاستاذة الصديقة الممثلة و المغنية ـ حياة طلسم ـ عن دهشتها بهذا التساؤل حين اقتسم حافظ محمد خير معها خشبة مسرح قاعة الصداقة في البروفة النهائية لمسرحية ـ حكاية تحت الشمس السخنه ـ للاستاذالكاتب الدرامي المتميز ـ صلاح حسن احمد و من اخراجي ، كان ذلك في العام 1988 حين حاول اتحاد طلاب المعهد العالي للموسيقي و المسرح انتاج العرض ، كان حافظ محمد خير يلعب دور ـ سعيد ـ و هو دور مركب جدا و كانت حياةطلسم تعلب دور ـ ميمونه ـ و هكذا كانت حياة طلسم لا تتواني ان تعلن متعتها و هي تقف بخبرة مسرحية متراكمة وكثيفة امام هذا الولد الشقي الذي عادة ما يستعمل يده اليسري و لكنه علي استعداد ان يتخلي عن هذه العادة المزمنة حين يحكم عليه الدور امسرح بذلك . حافظ محمد خير تربطه صداقة و ألفة مشتركة بينه و بين الصديق الشاعر ـ الصادق الرضي ـ ، تأمرا سويا علي المدرسة انتماء لنظام فوضي الشعر او قل ان مناهج الثانوية العليا كانت تضيق امام اتساع الرؤي التي كان يتشربانها من خلال القراءة و التجول في عوالم المعرفة التي هي خارج القيود ، لا زلت اذكر حسرة الصديق ـ محمد عبد الرحيم قرني ـ علي انفلات حافظ محمد خير من المدرسة ، كان قرني يحس بمسئوليته تجاه هذا الانفلات اذ كان حافظ من الطلبة المميزين في جميع المراحل حتي الثانوية العليا ، اذ كان دائما في مقام ـ الاول ـ في الامتحانات ، كان قرني يعتقد ان دراسة حافظ المبكرة للمسرح قد اثرت علي انتمائه للمدرسة و كثفت احساسه بلا جدوي المدرسة و كأنه ينتمي الي صيحة الشاعر الفرنسي الرائي ـ رامبو ـ الذي قال ـ من العبث ان تفني سراويلنا علي مقاعد الدرس ـ كان ما بين حافظ محمد خير و الصادق الرضي ذلك الهاجس الذي يحرض علي الانفلات من القيود ، كان مابينهما هاجس الشعر. الورد تجشأ بارودا فتزكم انف النحل برائحة الحرب القادمة الكبري الورد التهم الحقل و بستانيا عينه الله لاجل الوردة في شان رعايتها قبل ان يغادر حافظ خير السودان الي لندن كان قد هجر المسرح و تعلم فن التصوير بالفيديو في شركةهارموني التي يملكها الاخ ـ معتصم الجعيلي ـ و تعلم معه كذلك صديقه ـ مجدي النور ـ الذي هو الان من مخرجي الدراما بالتلفزيون ، الم اقل لكم ان هذاالولد الشقي من الكائنات الدرامية المتميزة. من رسالة كتبها لي حافظ حين كنت بالقاهرة علمت انه يدرس السينما في معهد ـ جوه ـ و يعلن لي في هذه الرسالة ان علاقته بالكتابة اصبحت مضطربة ــ لابد ان اعترف لك ان علاقتي بكتابة الشعر اصيبت هي ايضا بآفات الفقد و الغربة ، لم اكتب لزمن طويل و ربما لهذا السبب بالتحديد احس بقلق خفي حين عرفت ان قصيدة ما لي نشرت باسمي في صحيفة ما ، لابد انها كتبت في زمان و مكان غير هذا الزمان و هذا المكان ـ احتفي بقصيدة حافظ محمدخير ـ فضيحة الورد و بالصديق حافظ و احلم بل اشتهي ان تجمعنا خشبة مسرح او قل فيلم سينمائي فقد درس حافظ فن السينما و هذا مكسب ،تري هل بالامكان ذلك ؟ ، فهذا الولد الشقي القلق الروح ، المتوثب الذكاء ، المتقد البصيرة لم نرتو منه بعد و لا زلت كلما حرضني نص مسرحي علي اخراجه اتركه حين يقفز حافظ محمد خير كممثل محتمل ، وها قدغادرت انا السودان بعده كي تصبح احتمالات العودة اليه في مهب رياح هذا الارتباك السياسي فنحن كائنات لا تحتمل مطلقا الركاكة. هذا ما كان من امر الوردة حول فضيحتها ما كان لمثلي ان يعرف شيئا لولا ان الشاعر احيانا يرتكب حماقات الورد
ان هاجس الشعر بين حافظ خير والصادق الرضي اثمرعلائق من الاشتباكات في الرؤي و خصوبة في حقل الشعر فهاهو الصادق الرضي يهدي هذه القصيدة الي حافظ خير فقط والقصيدة بها من الورد علائق انحناء ـــــــــــــــ الصادق الرضي ـــــــــــــــ الي حافظ خير فقط ــــــــــــــــ اخجل من وردة صدئت في يدي و هي تنشد فيك الفراشات من نورك الحارق رقصتك العدمية اشجارك العارية يا صديقي يا سيدي من يديك و صبوتك الابدية من طينك المـحترق واناملك الغابة المستفيقة والجسد المتهم بالخيانات في طيبةالشاي و القهوة النيئة ليديك الحنان الذي ينحت الضوء في الروح يشرخ عتمتها ، ليديك الحنان الذي يكسر الجسد الحتفي بالحنان و لي رعشتك خبأتني بصدرك عصفورة ــ خلتها دهشتك ــ و أرتن معابدها في الكهوف الخفية بلورها في الغناء رشت فضائي بدهشتها ــ خلتها رشتك ـ و اشتبكنا انا البرق يشعله نيزك نزق وهي جرداء في توقها انت ملتصق بالورق ورأينا الذي بيننا في الحنين النزق للجهات القصية في افق لا يكون الافق ــــــــــــــــــــ هكذا بينان يخجل الصادق الرضي من وردة صدئت في يديه و بين ان يشهر حافظ خير فضيحة الورد مشاوير من التأملات ،تسكع في براري القصيدة ، ركض لاهث و محموم نحو افق يلوح باستحالة الوصول و فوق كل ذلك رهان علي العذوبة.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: من اغنيات - الى حافظ خير واخرين (Re: Yahya Fadlalla)
|
الاخوة الصدقاء الصادق حافظ مريم خدر يحيى لكم معظم الحب ربما اكون احد الاخرين .. فى حالة التسكع داخل ذاكرة المرهف الصادق الرضى . حقيقة ادهشنى هذا البوست الحزين حدّ الدبرسة لا املك الشجاعة كى اتتطاول على هذا الثنائى ولكن بما اننى اعتبرت نفسى احد الاخرين .. ساتملق الاستاذ يحيى فضل الله كى يكتب لنا عن الصادق الرضى . تحياتى الصادقة لمريم محمد الطيب انا احتاج ان اقرأ كتاباتكم لكم ما تبقى من الحب
عماد براكة
| |
|
|
|
|
|
|
Re: من اغنيات - الى حافظ خير واخرين (Re: imad braka)
|
الاصدقاء الاعزاء مريم الغالية اردتها عيدية فشكرا لحضوركم هنا كما رغبت وارغب دائما ساعود قريبا بالتفصيل وللتفصيل وليتواصل العيد: نص
(1) رأيت الملاك
والعصافير مذبوحة ورأيت الحصان
العساكر والشجر الميت السيدات الحزينات السيدات الولوفات على الولولات - الصراخ
رأيت الشوارع والعربات الانيقات مسرعة رايت المراكب و " الشفع " الابرياء
قلت كيف هو الطين يا سيدي الماء في هذه الحال كيف الدخان - الظلال - الروائح لكنني لم اقل - عامدا - كيف حال البيوت
(2) خلف هذا الهواء تمتد كفاى تقبضه وتتيه - يتيه وتطلقها رغبة في امتلاك الابد
هذه الريح مغمورة بالغموض كما الروح مغمورة بالجسد بالجراح - الخفايا بالوضوح - المرايا وتلتف محمولة بالزبد
(3) إنهم يأسرون الفراشة إنها تأسر النار يأسرني الرماد
(4) كنت احلم ان تلمسي الورد لكنه ذبل كنت احلم ان تبصري الفراشة لكنها احترقت صرت احلم ان نلتقي رغم ما بيننا من سياج
(5) هذه عصفورتي تبكي على وصوت أجمل وردة يأتي إلى وهذه الأوراق تسقط طيبة تصفر مشفقة على وهؤلاء رفاق دربي في الرهافة : سيدي الحبر المقدس شف يدلق بوحه هونا على وسيدي القرطاس يدنو سيدي الكأس الاغاني والربابات التي حنت الى وليس لي الا تراتيل لها عطر هو الروح التي ثقلت على ولا على سوى ارتشاف صبابة الكأس الأخير مرطبا عينى مغمضة على
| |
|
|
|
|
|
|
Re: من اغنيات - الى حافظ خير واخرين (Re: osama elkhawad)
|
الحبيب : فردة الكثير الذي لم نقله ما يزال ينتظر الحبر ، الكثير من الارق والكثير من الهذيان كما لا تزال دروب كثيرة تنتظر العبور وايام كثيرة تنتظر خطونا المتعثر نحو بواباتها الادق رعبا وطمأنينة لاقدار لم تعد مواربة بما يفي منذ البداية تعلم ان السيرة شرك الكاتب ، وتتمثل شفتنته الاساس في مقدرته على تفادي هذا الشرك ، اي السقوط فيه بحرفنة تليق وكما تري لا ازال اتحايل على الكتابة بالصمت وعلى المسافة بالكتابة هل انتظرك على حافة النص القادم ؟ إذن سأفعل الغالية : مريم لمحبتك ما ذكره الحبيب فردة واكثر متى سنزور الكلاكلة لنلتقيك هناك ؟ الحبيب : خدر انا ايضا احسنت الاصغاء لمكوثك الـ هناك ، مكوثك الملئ بـ ابراهيم موسى ابا ، ومصطفى سيد احمد ، ويا قمر العميري ، وقصدي وقصدك مشتاقين فكيف اذا يستقيم مكوثك هنا ايضا مع كل تلك الدروب وغبار تلك الليالي ، بخصوص ، منطق الوردة الذي يخص فردة دعني اسألك انت ايضا ، عن معالجاتك الخاصة لتلك الخيبات ـ خيباتنا جميعا ، احك لي عن منطق الاجابة الاخيرة ، لك الحب حبيبنا : يحيى صوتك نعمة فينا بحق فكم مشينا معك تلك الدروب ، وكم ضحكنا على تلك " المقالب الصغيرة " اخريات الليل ، في الطريق الى آخر محطة " الجميعاب " حبيبنا : براكة لا زلت احتفظ بتلك الصورة ، صورتك وتلك الطفلة الجميلة ، حين زرتني ذات مساء صحبة فردة ، ايام دراستك بليبيا ، ايضا ، لا زلت اغشى آخر محطة " كوبر " ، لكن دون ان امكث طويلا : يا لتلك الايام ! العزيز : عبدالله جعفر شكرا لحضورك الجميل هنا وشكرا على التحية الحبيب : الخواض اصدر اعمالي الشعرية ـ صدرت لي ثلاث مجموعات ـ دون الاشارة لاجناسية معينة ، اي لم تتضمن اغلفة الكتب عبارات من قبيل : شعر ، مجموعة شعرية الخ . اكتفي باسمي واسم الكتاب وفي الغلاف الاخير اكتب مقطعا شعريا من احد النصوص واحرص على ان يكون بخط يدي بخصوص مسألة الوزن ، كنت اعمل في وقت من الاوقات على المزج بين بعض التفاعيل ولكن للحق لم اشغل نفسي كثيرا بهذا الامر فهي مسألة فطرية بالاساس وفي الغالب اعتمد على موسيقى داخلية خاصة وربما تلمس ذلك بنفسك اذا تيسر لك قراءة الاعمال بصورة جيدة اعمل الان على اعادة طباعة هذه الاعمال ، لمعالجة بعض الاخطاء الطباعية التي لم نتمكن من تفاديها في الطبعات السابقة لك وافر محبتي
| |
|
|
|
|
|
|
Re: من اغنيات - الى حافظ خير واخرين (Re: Alsadig Alraady)
|
صديقي الصادق
الوزن يمكن -كما في حالة المجذوب- ان نعتبره شيئا فطريا
هذا اذا صدقنا روايته
ولكنه ايضا مكتسب
ولعل الكلام عن الموسيقى الداخلية اغرى الكثيرين بان يدخلوا بهو الشعر من باب الموسيقى الداخلية,
والتي ليس لها اساس كما ارى بحسبانها لا تملك معيارا
وقد اشار فضيلي جماع الى ذلك حين تحدث عن قصيدة لنجلاء التوم ما زلت اسالك عن الكيفية التي تختار بها عناوينك وهذه المسالة شعرت باهميتها حين قرات ديوان "التي بعد البرجل" واحسست بعد ذلك ان العنوان في نظر الشاعر هو مما يمكن ان يثير القارئ وليس مما يمكن ان يعبر عن الديوان ارجو ان نواصل هذا الحوار الحضاري ارقد عافية المشاء
| |
|
|
|
|
|
|
Re: من اغنيات - الى حافظ خير واخرين (Re: Alsadig Alraady)
|
التحية لكل المتدخلين أسمحوا لي أن التقط تساؤلات الصديق أسامة الخواض للصديق الصادق واتقدم باجتهادات بسيطة عسى أن.. شخصياً أستبعد أن يكون الوزن شيئاً فطرياًما لم نخلط بينه وبين الإيقاع الذي اعتقد بأنه فطري عند الإنسان منذ قبل الولادة متجلياً في نبضات قلب الجنين وحركات الأم واستجاباتها لحركات جنينهابينما الوزن فعل إرادي قصدي لايحدث إلا بفعل فاعل.لن أسترسل هنا بل انتقل إلى الموسيقى التي ترتبط في اعتقادي أيضاً بالإيقاع وليس الوزن، فما من موسيقى إلا ويمكن ضبطها بإيقاع يناسبها سواء بطريقة علمية دقيقة أو تجريبية متمرسةلأن هناك معايير يعرفها الدارسون ويتلمسها المتمرسون تواشج بين الموسيقى والإيقاع. أعتقد - ولست جازماً- فهو اجتهاد أن العلاقة بين الموسيقى والإيقاع هي جدلية تتبدى- بالتفاعل مع المكونات الأخرى للنص- إما سطحاً أو عمقاً، داخلاً أو خارجاً،ظاهراً أو باطناً والمسألة فيما يتعلق بالقصيدة أو النص في اعتقادي ليست اختيارية بقدرما هي محكومة إلى هذا الحد أو ذاك بالمواد المتوفرة والمقاصدوالتوجهات وراء خروج القصيدة/النص والخارج الذي سيتلقاها ويتعهدها بال... أو يتوعدها بال... أو يتجاهلها. أرى أن ظهور الوزن بشكل قوي وواضح على سطح النص يضفي أو يخفي ما يريد النص إضفاءه أو إخفاءه- اتحدث عن المعنى إن جاز لي- والمفارقة أن غياب أو تهميش الوزن يقوم بدور الإضفاء أو الإخفاء نفسه!! الفارق هنا في الموسيقى.. فطغيان الوزن يعفينا عن السؤال عن وجود الموسيقى بينما غيابه أو تهميشه يطرح افتراض الموسيقى الداخلية والتي هي علاقة بديلة عن الإيقاع الصوتي ولا أقول الشكلي المتمثل في الوزن. الخلاف في أن البعض يراها بديلة عن الوزن في(شكل) كتابة القصيدة وآخرون يرونهاكذلك شكلاً ومحتوىً. آمل أن أعود إلى مسألة اختيار العنوان..
تحياتي للصادق وحافظ ومريم وعماد ويحي وعبدالله جعفر وللمشاء واعذروني ان فاتني احد.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: من اغنيات - الى حافظ خير واخرين (Re: Mahmed Madni)
|
* العزيزالشاعر محمد مدني ، الفردة ود الرضي والشاعر أسامة الخواض لكم أولاً التحية
يبدو أن تساؤلات الخواض وأسئلته الى الصادق قد ابتدرت حواراً ما هُـنا حول الشعر وموسيقاه ، وعن الأوزان في الشعر المكتوب بالعربية ، وبحكم إقامتي المحلية في هذه الصفحة هذه الأيام أود أن أعلق على بعض ما جاء في المداخلات السابقة. من الواضح أن سؤال الخواض عن رأي الصادق في مسألة الوزن له تاريخ متصل من حوار آخر لم أطلع عليه ، لذا سأتحدث عن الأمر من زاويتي الخاصة ومن خلال تجربتي الشخصية في كتابة القصيدة. أولاً يجب أن أقول أنني لم أتعلم إطلاقاً الأسس الخليلية الواصفة لأوزان وبحور الشعر. رغم ذلك ، كانت كتاباتي المبكرة تتسم بنسق موسيقي خارجي ما ، لا بُد وأنني التقطه سماعياً ومن خلال القراءة للشعرأو بالتاثر بغيره من الفنون التي تلعب الموسيقى دوراً في تكوينها ، أو غير ذلك كله. ولكنني أعتقد أن الموسيقات التي كنت أنزع الى توظيفها جاءت في غالبها الأعم للتعبير عن اللحظة الشعرية التي أردتُ الإمساك بها في لحظة الكتابة. وأظن أن كلمات الشاعر محمد مدني أوضحت ذلك بشكل أكثر تكاملاً إذ يقول Quote: أعتقد - ولست جازماً- فهو اجتهاد أن العلاقة بين الموسيقى والإيقاع هي جدلية تتبدى- بالتفاعل مع المكونات الأخرى للنص- إما سطحاً أو عمقاً، داخلاً أو خارجاً،ظاهراً أو باطناً والمسألة فيما يتعلق بالقصيدة أو النص في اعتقادي ليست اختيارية بقدرما هي محكومة إلى هذا الحد أو ذاك بالمواد المتوفرة والمقاصدوالتوجهات وراء خروج القصيدة/النص والخارج الذي سيتلقاها ويتعهدها بال... أو يتوعدها بال... أو يتجاهلها |
.وقد قال الرضي في تعليقه:Quote: بخصوص مسألة الوزن ، كنت اعمل في وقت من الاوقات على المزج بين بعض التفاعيل ولكن للحق لم اشغل نفسي كثيرا بهذا الامر فهي مسألة فطرية بالاساس وفي الغالب اعتمد على موسيقى داخلية خاصة.... |
وأظنه بالفطرية هذه يعني ماذهبت اليه هنا أعلاه ، وهو أن القصيدة تنادي موسيقاها ، خارجية ً كانت أم داخلية. و من البداهة أن على الشاعر الذي يتحرَّى الإلتزام بالأوزان وتوظيفها جمالياً أن يكتسبها ويتعلمها. وقد علق الخواض قائلاً Quote: ولعل الكلام عن الموسيقى الداخلية اغرى الكثيرين بان يدخلوا بهو الشعر من باب الموسيقى الداخلية ، والتي ليس لها اساس كما ارى بحسبانها لا تملك معيارا |
مثل هذا الكلام قد يوحي بأن للشعر – من حيث أنه شعر – بوابة ما ينبغي الدخول منها وحدها ، وربط هذه بالموسيقى يقترب كثيراً من التعريف القديم للشعر باعتباره "الكلام الموزون المقفى". وأقول " قد يُوحي" لأنني أعرف أن الخواض هو من جيلٍ من الكتاب الذين عانوا من محاكمة مثل هذه الرؤى القاصرة لمحاولاتهم الشعرية ، لذا سأتمنى أن لا يكون هذا مقصد قوله ، ولكن عليه الإيضاح. وقد قال الخواض في مكان آخر أننا جيلٌ بلا نقاد وقد أصاب ، فهذا أمرٌ ظل صحيحاً طوال العقود الماضية ، فالكتابة الشعرية في السودان لم تحظ أبداً بقدر من الكتابة النقدية يتناسب وحجم ما أنتجته ، على الأقل كمياً. أما كتابة الشعراء عن تجاربهم ورؤاهم الشعرية فهي أكثر ندرة.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: من اغنيات - الى حافظ خير واخرين (Re: osama elkhawad)
|
الاخوة الصادق الرضى ومحمد مدنى والخواض وفردا ,والجندرية والبقية :
اولا ً واحدة من المصادفات الجيدة فتح ملف الكتابة على نحو اشد تخصصا لمعالجة ارتال الاسئلة المعلقة والتى صار علينا عبء الذهاب اليها فى خانة الحتمى . فى حال اطلاعى على رد الاستاذ فضيلى جماع على ما حاولت فيه التعرض بشكل اجرائى للموضوع بعجالة اوقعتنى فيها الطبيعة المتفلتة لشكل الردود على البوستات والتى تتجنب تقريبا الغوص التفصيلى فى ما قد يرد من اسئلة تعد مداخلا ً محتملة لقضايا اخرى ولست متيقنة من مصدر هذا الميل والذى اظنه آ ل الى ان يكون تقليدا متفقا عليه بالسكوت الجماعى فى البوردالا من رحم ربى . بعدها مباشرة اجريت مراسلات مع الاستاذ فضيلى مقترحة الزج بهذه الاسئلة فى منبر منفصل خاص على البورد على ان يتم استكتاب عدد من الاقلام يدفعون المسالة بعد ذلك الى حيوية بقاءها فى التساؤل المستمر المفتوح والذى يهدف قبل كل شىء الى خلق ارضية صالحة للحوار المنزور للحرية وللمعرفة . ها انا اجد كل الاسئلة قبالتى قبل ان ابدا مراسلاتى بخصوص الاقتراح . هذه اشارة بينة الى ان ارق الغوص فى فضاء الكتابة بعمق قصدى مفتوح العينين يراود الاكثرية . ثانيا اجد فى جملة الخواض التى اشار فيها الى غياب الصوت النقدى السودانى نقطة ملائمة للانطلاق فالنتاج الشعرى فى السوادن واقع تحت حجب كثيرة عائدة الى توليفة من الاسباب تضمها سياقات المجتمعى والسياسى والثقافى وبمرارة جارحة تكتب مئات الاعمال وينشر جزء منها بينما لا يحظى عمل ادبى بمأثرة التحليل النقدى المنهجى الا فيما ندر . وفيما ارى لسناهنا بصدد بحث اسباب غياب النقد فالمشكلة جزء من متوالية قديمة يحدها ضعف التراكم المعرفى والغياب المنظم لاليات البحث وقمع صوت التغيير ناهيك عن الهدم الفظيع لكل ما قد يمثل لبنة لبناء حراك تواصلى ثقافى. ان التعرض الى ذلك تحصيل حاصل ولكن فيما يتعلق بتوابعه الوخيمة فباعتقادى اننا نقف اليوم على هذا المنبر لمحاولة المساس بما يفترض انه منجز ومؤمن عليه . من هنا بالضبط يمر العصب العارى للمسالة , ان غياب المنابر الحقيقة والفاعلة تسبب فى الاتى : اولا ترهل مزمن فى ما قد نسميه بالمشهد الثقافى السودانى ودعونا نسائل كافة التسميات من الان فصاعدا . تمظهر هذا الترهل فى عدة ظواهر منها قطيعة مجانية بين الاجيال المنتجة للثقافة , تهميش انفعالى من قبل المحدثين لنتاج اجيال سبقت وكسل ظاهر من هؤلاء فى متابعة ما يحاول الاخرون قوله . الضياع فى متاهة المصطلح وحتى الان تترك مفردة الحداثة خيط منهك من الرعب لدى بعض المهتمين بالحقول المعرفية المختلفة كما سبق وان حدثنى بذلك صديقى محمد الربيع محمد صالح الناقد والصحفى السودانى . ازاء المعطف السوادنى المتمسكن ما الذى سيفعله الواحد ؟ لا تثار القضايا التقافية بوصفها علاقات قيد البناء .. لا معتركات ولا منابر , ليس ثمة خلاف على شىء اذ لا يوجد ما يختلف عليه .., كل شىء هادى على الجبهة السودانية , انما فى مفازة الصمت تلك كانت الولادات تحدث , ويتشكل وعى الحياة ماكراً على الموات المعلن ..وفى صراخه الخافت ينزع فورا الى الادانة, ادانة ذاته و ادانة الاخر الذى لا يصح الكلام عنه بصيغة الحاضر ...وما الذى يفعله وعى جائع حيال جبال من الامتلاك المؤكد للماضى ؟ الذهاب الى اللاماضى , اللجؤ الى ملامسة اطروحات مغايرة سرعان ما يدرك انها شبه منجزة , تاريخ وجغرافيا الاخروحصيلة تجاربه التى لم نسهم بشكل فعلى فى الخروج بها من سياقها التاريخى المعين وصولا الى مناطق اكثر حميمية وسخونة فى الوجدان الخاص . هذا الجدار المختل دفع بنا الى تلمس الحوار الغائب لجؤا الى مصادر اخرى , مصادر حية نعتقد بحقيقية وعيها وجدية اطروحاتهاو بانها اشد التصاقا بالفعل المعرفى , كتابات مفتوحة على الكون , مغارات وشواهق وحزم ضؤ طليقة بوسعها مخاطبة الانسان بلغة الجمال والمعرفة والمسائلات اللحوحة للسائد وللمختلف وللمسكوت عنه . نجد انفسنا فى مهب العالم متلقين عواصف من النبؤات بخذلاناتها الجمة . نتعرف الى ثورات وحروب ومجازر خرجت فيها المعرفة اشد بلاغة واكثر شكوكاً مما كانت عليه . ان الاسئلة التى نرواح عندها الآن ليست منبتة عن المناخ العربى فى العموم وبينما, تسائل الحداثة الغربية منجزها الذى شارف على اكمال جسوره نحو مستقبل مغاير بمفاهيم تستوعب اختلافات افرزها المفهوم الحداثوى ذاته , تجد الحداثة العربية نفسها فى مأزق شرعية الولادة ومهاوى الانسلاخ عن سياق تاريخى غنى بالمعطيات دفع بجنين الحداثة الغربية الى الارض لتتسائل المنابر العربية عما اذا كانت حداثتهاليست الا مزعة شائهة او هجين مرتبك لا يعرف من امر خلقه شيئا . ما يحدث هنا تخلخل مذدوج , فالحداثة العربية دون شك ظلت احد المعالم المهمة التى لقيت حظها من التامل من قبل الكتاب السودانيين . وانا شخصيا محتفية للغاية ببعض رموزها وكتابها المعاصرين , تبقى مشكلة ان وعى الفنان تحكمه علامات لانهائية وهو المطالب بتجاوز واقعه ليس خضوعا لفكرة النبى وانما تحقيقا لمسغبته الابديه وجوعه الى التحقق خارج السرب وبعيدا عن التقليد , ناظراً الى عيوبه ومتاملا لمصيره ومناكفا الصمت الذى يهدد وجوده المؤقت بالعوز وفقر المعنى . فى غمرة كل ذلك يتشكل الوعى محفوفا بعلاقاته المستترة ملقياً الينابمعضلة اخرى هى فردية الكتابة بوصفها فعل حرية قبل كل شىء , ان التستر تحت القوانين العامة مصدر لعذابات لا طائل من ورائها , الابداع ليس فعلا جماعيا الا بالنظر له فى سياقه التراكمى وكموروث . تبقى حساسية الفنان شىء شديد الخصوصية وهى فى اغلب الامر ما يحكم سائر علاقته باللغة وبالايقاع وبالمناطق التعبيرية التى يجد نفسه منحازاً اليها . حساسية تتكون وتتغير وتبقى دائما معرضة للعزلات والتطرف والانشراخ واحيانا الجنون , هكذا كيان لا يمكن ابدا التنبؤ بما سيكون عليه جراء تماسه مع اية تجربة حتى لو كانت تشاركية الطابع لان نوع الخبرات المكتسبة ودرجة عمقها وتولداتها لديه تقع غالبا خارج ما يمكن رصده . من هنا تاتى حتمية الاختلاف وطبيعية ان يكون لكل شخص تاويلات محتملة للنص الواحد . وبذلك تعود استباقية الاوزان لشعرية النص امراً متاخماً للحجر على تلك الحساسية لدى الكاتب . الاوزان مقاييس محددة والتقسيمات العروضية والايقاع بمثابة هياكل تقوم عليها , وبما انها مقاييس خاضعة كليا لما عرضه الفراهيدى فهى تشكل بذلك قداسة من نوع فريد , قداسة الزمت سائر طيور الشعر بالتحليق " بحرية" شريطة الا يخرج عن بحورها السبع. ان العودة الى مخاض قصيدة التفعيلة التفعيلة سيضعنا مجدداً فى سؤال التبعية وعما اذا كنا ننعم مجاناً بما اعتركت عليه ساحتا التجديد والتقليد لتاتى قصيدة النثر واضعة الجميع فى حرج البوح , ساحبة خلفهامصطلحاتها الفرنسية وتجلياتها المغاربية ورموزها المشرقيين .وهكذا نقع دون نهاية فى ظل المنجز, المسائل ,المجترح ,والمنهوب. متاخرين عن الركب بنصف قرن من الزمان اذا اخذنا ان المرجع الاساسى لقصيدة النثر للفرنسية سوزان برنار نشر فى الخمسينات من القرن الماضى . ما اريد قوله ان المسائلة تظل مشروعة جداًرغم كل شىء والعبور الى مناطق فارقة لا يعنى تجاهل رسم الهيكل الذى نميل الى الخروج عليه تحقيقا لخصوصية وفردية كل تجربة على حده , دون ان يعنى ذلك ارتدادت مزعورة الى حيشان المألوف حامل الختم الشائع بالمرور دون ان يعرف برج المنجز الانسانى بعابر مروره الخجول.
اقتراحى لا يزال قائماً , فقط هو الآن فى حوش ناس الصادق الرضى .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: من اغنيات - الى حافظ خير واخرين (Re: Alsadig Alraady)
|
اعتقد ان الشعراء\ت عليهم\ن بذل بعض الجهد للامساك بالكيفية التي سيتعاملون معها مع الموسيقى الشعرية
ما ادهشني في رد الصادق انه قال انه بات لا يهتم بهذه المسالة
يبدو ان مسالة الايقاع التي طرحها محمد مدني هي التي تغري بمثل هذا الكلام عن الموسيقى الشعرية
هذه المسالة اي الايقاع اخترعتها قصيدة النثر الغربية لمواجهة انصار الوزن
وبالمناسبة قصيدة النثر الغربية قوبلت بنفس العنت الذي واجهته في الثقافة المكتوبة بالعربية
وكل المحاولات التي اجتهدت لان تجعل من الايقاع معيارا -للاسف- لم تنجح لانها ببساطة لا تملك اي قدر من المعيارية . وقد تم استلاف ذلك من علم الموسيقى. لا غبار في الاستلاف اذا ماوافق الحقل المستلف اليه
واخرتلك المحاولات محاولة كمال ابوديب في كتابه :في البنية الايقاعية: نحو بديل جذري لعروض الخليل
وحاول فيه ان يبرر ما اسماه الصادق الرضي بالمزج بين البحور حين تناول نصا لادونيس فارق العروض الخليلي وحاول ان يبرر الكسر في الوزن بانه مرتبط بما اسماه بالتعكير النفسي - ارجو تصحيحي فانا اتكلم من الذاكرة-
وقام سعد مصلوح -المتخصص في الصوتيات- في عدد من " فصول" بهدم الفكرة الاساسية التي بنى عليها ابوديب فكرته عن بديله لعروض الخليل
وللتدليل على كلامي هذا ساتحدث عروضيا عن النصوص التي نشرت للصادق الرضي وحافظ
ارقدوا عافية
المشاء
| |
|
|
|
|
|
|
Re: من اغنيات - الى حافظ خير واخرين (Re: osama elkhawad)
|
الاحبة الاعزاء الاسئلة مهمة والحوار محفز ، فقط عفوا للتأخير الذي يحدث ، لأزمة حقيقية في الوقت ونسبة لتشابك الاسئلة والمداخلات ، سأعود في القريب بالتفصيل للتفصيل ، وحتى ذلك القريب ، فلتتواصل العيدية لكم :
عتمات ـ بئر الأحاجي*
(1) كلّ شئ محطم سلفاً ضوء تكسّره على فمك ، ماء كله تطويه وتبقيه على التميمة هل جمرة تقطع خيط العنق المتدلي بصوت الوقت تقشّر النور قصاصات مرايا وصنوجْ وهل واسعٌ كل هذا الخراب ولا تصلح الريح إلا لكنسه لمسح سطوته بإعادته ـ حقاً ـ لسطوته ، واسعاً عبر ثقب إبرة ، تنظم الريح ، ذاتها باتجاه الخراب الكثيف بخيط الظلامْ ؟!
هل وجدتك تصغي وترزم من كائن فيك ، ثم صيرتني وخرجت إلىّ من الهيكل الكائن والأرض التي تخلقها أنت حقاً بخطوتك الساكرة ؟!
هل أقول لك السرَّ أُخرج بئر الأحاجي التي تتأكّد فيها خطوطك مرمية لتعيد لىّ الشئ في قامة الظلال الجريحة وهي تسير بيننا لتصير غابات وأناشيد من الأعالي للنقيض ؟!
كل شئ محطم من سقوف ومهاوي من الكهوف والأقبية من كرسي السلطان والخندق كؤوس المريسة وآلات الطرب من شوارع وشبابيك حتى هياكل الكائنات في الذاكرة حتى جواهر الكوكب والتعب اليومي
من سلف كل شئ محطم والظلامْ !
(2) ليقول ، يكفي أن يفرغ صوته من النعاس ويمضي بخفة شمعة أو نجمة وحدها بقيت تمشط الغرفة كلها أو تنقض الفضاءْ
هي إبرة تطرز صمته هذه المرآة ، بصبره ونفاذها في العين وهو سلطان يكابد صدفة ما يجالد السلطة بكأس القطران ليصرخ تكفي عناكب أصدق من صمتها أو جنادب ميتة ـ حقاً أو ضفادع ـ بالكاد ـ تكفي ليبكي لتبقى بغرفته نجمة وحيدة أو شمعة لفضاء دمعته
وهي ترهف جلدتها حد تسقط بالقاع من الكأس
هذه المرآة / هذا الضوء هل تجرح / هل يضمد ذاكرة التي ، وهي تذهب في العين ـ تذهب في مائه ؟!
أين أبصرتني يا التي تسير بضوء الشرفة وتجلس على قمر الجيران لماذا خرجت إلى النور وبعد لم نخلق الطائر الي ينطقه وصعدت إلى جبل الصدفة قبل أن يحدث غفران أو تجيئ خيوط تعيد لك اللعنة الأبدية في الليل الزائل والنهار المغسول بليل آخر من وقت تمشين عليه إلى الشرفة والجيران ؟!
لا عفوا كنت وراء الصدفة نفسي ورائي ولي فوانيس أراك !
كنت أقصى دهاليز المملكة ألملم زكائب البصيرة على عكاز الحس أرتب بداهات لا تصلح إلا للخرق وكنت دانية تحسبين كل طرفة عين تقرب وغفلين عن رعشات الأصابع وتهدج الأنفاس بالقرب من كثافة الظلمة !
( كل هذا الوصف من جسد لاتساع العين ـ فيها من رغبة في امتلاك الرؤيا نسف السرد وتوابع الإستطراد ! )
(3) فجوة من الماضي ، ثقب مبلل بأصوات الرياحين ، جرح اللون كلها عناصر المفاجأة الأولى لإدراك البعد عن توقع النبؤة !
وها .. أنا أدهن ما تبقى لدى من الأعراس بما تبقى منها لتسطع وردة أحزاني بما لا يقاس من الرهافة والحنان أخبئ تحت سور السهو كنز تشردي في متاهات اللغة وأقبية الشرود أغطي كل شيئ باحتمال آخر وأعطي للمعنى هباءات لا تحصى كمن يفسح للظل مساحة ويترك الضوء واقفا مثله أجعل الجرح يبرأ بالغنغرينة ولا أترك لأي صوت سوى اعترافه بالفراغ !
أما النبؤة التي جعلتني أتسول السلوى فمن فتوحات رمتني بأضدادها تعرف وهي التي تجعل من نفسها صدفة قبل أن يحدث الإشراق وتصدف المعرفة وتصطف الملائكة لاختبار سلفت محابره في التقاط العبر والعظات !
هكذا لا أراني في لباس اليقين إلا أعري كل شيئ من احتماله وأعيد لنفسي يقينا عميقا بقراءة الأشياء من قلب اللغة تلك التي تعطي لك الأشياء من عمق سحيق في البشاشة بالمعنى ، تعطيك من كل ما تمنع حتى لتصرف أنت الأشياء نفسها كأنك تقرأ من نفسك . أبصر لكني مفتون بتيه مظلم في مكان بعيد من العالم عنه أعبئ ذاكرتي بالحلازين أفتحه كمكان قصي على أقرب نقطة للتلاشي لأناديك مفتون بفجاج الماضي وبلل الأصوات ، بجروح اللون والثقوب لأدعوك لأنك من عنصر المفاجأة ، لأنني من قصي .. … ماسيقبل !
(4) كل شيئ محطم سلفا . وأنت حين تشرع في الإستيقاظ لا تدرك عمق الصرخة حقا لصنوك ذاك الذي يتألم في مكان بعيد ، يحاول ينهض ، كل شيئ محطم خلفه وأمامك سلفا . في الظلام ـ مكان النور تحدق نبه ظلك النائم احصد الفراشات التي تلفظها الأحلام انقض دوائر السلاسة خطوط التوهج لا تحترس ! المكان الجديد ـ البعيد هوالصدفة التي تخططها و لاوقت يملأ الفراغ بالحجرات المهجورة تحسب الأيام بالعناكب الثاكلة والجرزان المريضة والضفدع الميت توا وهو يبحث عن حياة عميقة بالجوار السري تشخبط في حطام الموقد ببدرة السلاحف سحر الثعابين التي قضت لتعود في الممالك المفقودة بحكمة الذي لن يجئ بصبر الدودة تحكم الإصغاء للصور التي ترعب وتغني مثل ذئب جريح للأعالي للولائم المسمومة والنور الشحيح
أين كانت كل هذه الدمامل كيف صار لها لذع الخمر في الجوف الملتهب ومن أين تأتي صور الطفولة كيف كل هذي القرى تسكن رائحة البول التي تأتي عميقا مشربة بها روث البهائم كيف تبدو دفعة واحدة تتكشف مخلوطة بلهاث المرأة الأولى على حائط الحمام تسندها تشم لذوجة العرق وتدنيك ! لماذا كل هذا الشوك يطلب خطوة موسومة بالتيه كيف تولج كيف تنضجها لأي قطاف هي الحرق الذي حدث أين الثقب ؟!
يبقى كل هذا الليل تبقى خبرة الرائي ولا تهتم ما يحترسون، كله محطم سلفا أينه الفانوس الصدئ ؟! هات الإبريق واغتسل من اللذة السالفة . ابتدر شمسا تخصك بحدس الصرخة التي توقظ صنوك ذاك الذي يتحرق منها عميقا بمكان بعيد تحاول تنهض لكنه يتبع ـ من ثقبه ـ صرخة المرأة تصفح لكنها لن تعود .. تغطي بصبرك كل هذا الليل بالحبر تغطي كل هذا الكون بالليل تغطي نجمة بقيت تغطي كل هذا الليل حتى جئت تغطي ظله كل هذا الليل تمنحه الحطام !
(5) : الغابة في البئر تخش من القمر هارب جدول ماء صاف وراء الشجر العاري الذي يكسو حديقة الماضي ويجعل الغابة أقرب من قرش بعيد لا يرى في البئر تجعل من ذكرى لقائنا نقطة عميقة يتلاشى فيها عالم الرغبة فيه تجهض ابكار الامانى والتعرف بالظلال العذبة من تلاويح الخناجر بحة الصمت الذى يشعل كل شىْ في حطام تسطع الاشياء منه كانه عيد ويعلن كى يعود لأي شئ ؟!
الغابة ـ السر الذي يحمل الأماني وتحمله الفضيحة أو خوفها تأتي إليك بكل هذا القطن والسيرة التي ترعش الشفة العطنة مقدمة كأس الموقف من عسر التفاهم حول ذكرى
غابة تأتي من البئر التي ـ في دمعة ـ تغرق من ضؤ
ويأتي شارع الغابة والماضي على كوب شاي أو تبادل أغنيات تأتي ميادين المدينة كلها في هذه اللحظة لكن كيف تأتين سافرة من الموت العديد إلى صمت أثير بين صوت البرق في المطر المفاجئ أين أدعوك لكهف نرتبه على هذا الخراب ؟!
أنا أصدق كل هذا الموت من أجل أن ألمح النجمة التي تحفظ ل لمعة دهشتي حين ولدت !
ذاك يعني أن هذا العمر أرهف من فراشة تأكلها النار أو يسحقها العبير أدق من سم إبرة النهد الذي لم يشهد اللعق كثيرا ذاك يوحي بالتقعر تحت سن النور بالحلم بالأشياء ناصعة وراء الليل يعني أن هذا الجرح أبرأ من طعنة العمر
أخرجي من جحيم المعجزات والتفرد نادمة لن يعود اتساخ المرايا دليل انسجام يعود الحطام ، بلا لعنة ليقول أكثر من نعيم لا يقدس !
* من كتاب ( أقاصي شاشة الإصغاء)
| |
|
|
|
|
|
|
Re: من اغنيات - الى حافظ خير واخرين (Re: osama elkhawad)
|
الشاعر الصديق : الخواض بالتأكيد ، دعوتك للحوار تجد صدى طيب وارحب بها بكل محبة ، لكن طريقة الاستنطاق التي تريد ان تدير بها الحوار ليست محفزة بالنسبة لي اتمنى ان كانت لديك ملاحظات نقدية على النصوص المنشورة بالبوست ان تعجل بافادتنا بها ، لان ذلك يسعدنا كثيرا وربما يفتح مساحة ارحب للحوار مع محبتي
| |
|
|
|
|
|
|
Re: من اغنيات - الى حافظ خير واخرين (Re: Alsadig Alraady)
|
الصديق الصادق لم افهم ضيقك باسئلتي التي حشرتها انت في باب" الاستنطاق"
وكنت قد اتفهم ذلك لو انك لم تستجب لاستنطاقاتي السابقة حول علاقتك بالوزن
وقد سرني انك رحبت بفكرة الحوار بين الاجيال والشعراء\ت
وقد سبق ان نبهت ان فكرة الحوار بين شعراء مختلفين هي فكرة محفوفة بالمخاطر , لكنني كنت ارمي الى حوار حضاري راق بين الشعراء\ت
ولعلك تتفق معي ان الاسئلة من ادوات الحوار المهمة
وساقول سؤالي بطريقة اخرى غير استنطاقية:
لقد قضيت اياما عديدة احاول بحصافة الناقد وخبرة الشاعر ان اجد علاقة ما بين العنوان ونصوص الكتاب فلم اجدها
ولذلك سالتك,
واسال كل من قرا الكتاب عن ذلك
ولك الود
المشاء
| |
|
|
|
|
|
|
Re: من اغنيات - الى حافظ خير واخرين (Re: osama elkhawad)
|
الشاعر الصديق : الخواض لا زلت ارحب بالحوار واعلم اهمية طرح الاسئلة بينما نتبادل وجهات النظر وبالفعل بدات في طرح بعض وجهات النظر بخصوص ما طرحت من اسئلة لاعرف بعدها رايك فيما نشر من نصوص خصوصا وان اسئلتك تستبطن رأيا ، لا نرفضه ولكننا نريد ان نعرفه لان ذلك يضيف كما نأمل لم افهم ، طيلة متابعتي للحوار ، لماذا لم تطرح لنا وجهة نظرك في النصوص وعدتنا بـ " تقطيع " النصوص ، وانتظرنا لنرى وجهة نظرك ولكن ذلك لم يحدث ووجدتك بالفعل تريد ان تحاور " مستنطقا " لم احشر اسئلتك في هذا السياق كانت اسئلتك مباشرة وتريد اجابة مباشرة هذا ما اسميه الاستنطاق حسنا : بخصوص سؤالك الاخير ، غير الاستنطاقي ، ارحب برأيك " ليست هناك علاقة بين ـ اقاصي شاشة الاصغاءـ كعنوان للكتاب ، وبين نصوص الكتاب "واحترمه كما احترم اراء كل من قرأ الكتاب واسألهم معك عن رايهم فيما ذهبت اليه وذلك يضئ لي كثيرا ولكن لا تنتظر مني اجابة (ليس مفيدا ان يكون منطق الحوار : سألتك فأجبني ) اتمنى ان تقول وجهة نظرك مباشرة حتى لا يضيق الحوار على الاخوة المتداخلين ، فيبدو الامر كأنما هو " مناظرة " بين 1و2
| |
|
|
|
|
|
|
Re: من اغنيات - الى حافظ خير واخرين (Re: Alsadig Alraady)
|
الصديق الصادق
ما قلته لك من سؤال عن العنوان يمكن ان يسالك عنه اي صحافي اخر
نحن هنا نتحدث كشعراء من ضمن همومنا كيف نسمي نصوصنا وكتبنا
بالنسبة للوزن ساعود للحديث عن ذلك
وانا اعتقد ان نصك الشعري الاخير ينتمي لما اسميه مرحلة غناء العزلة ضد العزلة
وتلك المرحلة كما ارى هي بدايات انجازك الشعري ولديك مرحلة بعد ذلك و التي اعتقد انها لا تمثل شاعريتك
ولكن يبقى السؤال : كيف اخترت عناوين كتابيك : سلطان العزلة و اقاصي شاشة الاصغاء؟؟؟
واتمنى ان نسمع من الاخرين
وارقد عافية
المشاء
| |
|
|
|
|
|
|
Re: من اغنيات - الى حافظ خير واخرين (Re: Alsadig Alraady)
|
ارجو تصحيحي حول عنوان الكتاب الثاني
بالنسبة لنص الصادق الشعري المنشور في هذا البوست,
هو في اغلبه موزون وتتراوح تفاعيله بين بحري "المتدارك والمتقارب"
هنالك هنات بسيطة كان يمكن حلها لو ان الشاعر لم يعتمد -كما يعتقد-
على النزعة الفطرية في مفهومه للوزن
والهنات هي :
كان ينبغي -كما يرى الخليل- ان تكون سيميولوجيا النص الشعري كالاتي:
لم اقل للشتاء ان هذا الشتاء لم يعد ممكنا........
و ساعود
المشاء
| |
|
|
|
|
|
|
Re: من اغنيات - الى حافظ خير واخرين (Re: Alsadig Alraady)
|
* المتداخلون والمتداخلات
الشاعرة نجاة التوم
لقد انجزت مداخلتك المكثفة أمرين مهمين: أولهما أنها كشفتنا بخطفةٍ بارقة ، وقبل أن نشرع في الكلام عن التفاعيل والأوزان وما غيرها ، أمام المشهد التثـاقفي السوداني: علاقته بالمشهد العربي بكل مآزقه المعروفة ، علاقة الأخير بالغربي ، غياب المنابر الفاعلة ، القطيعة المجانية بين تواريخه القريبة والبعيدة الخ، الخ... إنها خلفية شاسعة ولكنها مهمة ، إذ تذكرنا بأين نقف الآن. وهي خلفية ندركها جيداً ويتفق غالبنا على صورتها العامة ، لدرجة أن إشاراتنا وإيماءاتنا نحوها تواجه أيضاً خطر تحولها هي الأخرى الى مجرد مراسم نبدأ بها إيغالنا في تأسيس البؤس الذي وصفتيه نفسه وتكريسه مراراً وتكراراً. لابُد أن ننكشف – بوعي ساطع – أمام كل ذلك ، وإلا فلا جدوى.
أما الأمر الثاني فهو وصفك لثنائية ستواجهنا مباشرة في هذا الحوار وفي أي حوار: طرفها الأول حتمية وقوع حواراتنا المقترحة Quote: في تاريخ وجغرافيا الاخر وحصيلة تجاربه التى لم نسهم بشكل فعلى فى الخروج بها من سياقها التاريخى المعين.... |
هذه خلفية أساسية لها فعالية مكثفة وتاريخ مثقل ولامناص من تأثيرها على ما سيأتي ، وأظن أنّ أغلبنا يعلم جيداً الى أين ستفضي بهذا الحوار! أما طرفها الثاني فيتبدى في وصفك لـ : Quote: فردية الكتابة بوصفها فعل حرية قبل كل شىء |
وما تعنيه هذه في علاقتها المباشرة بالأسئلة التي ابتدرها الخواض.
ليست هذه دعوة – وأنا أعتبرها دعوتك أولاً – الى اليأس المبكر من أي حوار ، بل للوعي بإشكالاته منذ البداية ، ولتعميق وتجذير محاولاتنا للتواصل والتثاقف ، فهذا ما فهمته من مداخلتك. وعليَّ هنا، بسرعة ، أن أشير الى ماوصفتيه بالطبيعة المنفلته للتحاور في هذا المنبر ، إذ ينبغي أن نفهم الفضاء الذي نتحاور فيه وأن نعي شروطه وعاداته الخاصة. سأكون ممتناً لهذا الفضاء لو أتاح لي أن أتأمل هذه الشهب الإسفيرية تتلألأ وتنطفي ، تنطفىء وتتلألأ... وأنا أحاول الآن أن أمعن في النظر الى الأصوات المتداخلة التي تنبعث من الأسافير المجاورة وأجاهد لأن أحكم الإصغاء للصور التي ترعبُ ، التي تقذفها نحوي أيضاً ، أو كما قال الصادق في أقاصي شاشة الإصغاء. لك تقديري على المداخلة المكثـفة ، فقد أضاءت لي منافذ في هذه العتمة.
أرجو أن يسمح لي المتداخليَن – الصادق والخواض – أن أساهم بتوسيع الحوار الصعب الذي توغلا فيه وذلك بإضافة رأي حول الطريقة التي قرأت بها كتاب أقاصي شاشة الإصغاء ، آملاً أن يسهم ذلك في عدم تحويل الحوار الى مناظرة بين إثنين مثلما قال الصادق.
أنا أعتقد أن لكتاب أقاصي شاشة الإصغاء اكثر من عنوان واحد: الثاني يعمل بطريقة العنوان الفرعي وهذا يتمثل في المقطع المكتوب بخط اليد في الغلاف الخلفي. هذه طبعاً طريقة متعارف عليها للتقديم لموضوع الكتاب ، فعندما تلتقط كتاباً فإنك تنظر الى العنوان ، إسم الكاتب ، ثم الى الغلاف الخارجي والذي عادةً مايحتوي على معلومات تكشف عن محتوى الكتاب ، رؤيته العامة ، الخ... إذاً إقرأ عنوان أقاصي شاشة الإصغاء للشاعر الصادق الرضي ثم أدر الغلاف لتقرأ في الخلف ، بخط الشاعر: .. بصبر الدودة تحكم الإصغاء للصور التي ترعبُ وتغني مثل ذئبٍ جريح ٍ للأعالي للولائم المسمومة والنور الشحيح
وهذا المقطع طبعاً هو جزء من احدى النصوص المركزية في الكتاب وهو بعنوان: بئر الأحاجي ، وقد أورد الصادق النص بأكمله أعلاه ، والمقطع يصف بشكل كثيف – فيما أرى – ما اعتزم الشاعر القيام به في هذا الكتاب: إنه سيحكم الإصغاء – بصبر الدودة – للصور التي ترعبُ ، وسيغني مثل ذئب جريح.... والمفارقة الظاهرة في تعبير الإصغاء للصور لن تغيب عن القارئ الحصيف ، وسترده حالاً ليعيد قراءة العنوان الأول أقاصي شاشة الإصغاء ليواجه المفارقة ذاتها مرةً أخرى ، هذه المرة بين الشاشة (والتي تنتمي للصور) والإصغاء (الذي ينتمي للصوت). ومجمل نصوص الكتاب الطويلة تدور حول رؤية ما يُرعب (هل أقول الأصغاء لما يُرعب؟) فبئر الأحاجي التي تبدأ بـ: كلُّ شيئ ٍ محطمٌ سلفاً تحفلُ بصور الرعب من كل نوع وتنتهي بما يشبه التقرير بأن ذاك يعني أن هذا العمر أرهفُ من فراشة ٍ تأكلها النار/ أو يسحقها العبير. امام هذا النص الحافل بمشاهد الخراب والرعب لا أقوى على شيئ سوى أن أردد مع الشاعر بشيئ من الأمل ، الذي هو نفسه غريب: أنا أصدقُ كل هذا الموت من أجل أن ألمح النجمة التي تحفظ لي لمعة دهشتي حين وُلِدت !
مثلما قلت ، عزيزي الصادق ، في بداية هذا الخيط إنني أتعرَّف في كتاباتك اللاحقة لغناء العزلة (أي كتابي متاهة السلطان وأقاصي شاشة الإصغاء) على الخيط الواصل الذي يربط تجربتك الشعرية في تناميها المتصاعد وكنت أتمنى أن يتاح لي الوقت في هذا الفضاء لأن أشرح كيف ، وأظنك فهمت بسرعة من إشارتي لنص (قردٌ على الشباك) ما أعنيه بذلك. هذا النص هو أحد مفاتيحي لقراءة الكتاب ، وهو كما أدعي من النصوص المركزية أيضاً. أما مقولتك الحريفة عن كيف: Quote: ان السيرة شرك الكاتب ، وتتمثل شفتنته الاساس في مقدرته على تفادي هذا الشرك ، اي السقوط فيه بحرفنة تليق |
فهي مقولة شِفته في حد ذاتها ياعزيزي أهنئك عليها! أنا ممتن لهذا الحوار لأنه أعادني لقراءة نصوصك ، بالقرب الذي تعرفه!
| |
|
|
|
|
|
|
Re: من اغنيات - الى حافظ خير واخرين (Re: Alsadig Alraady)
|
* والى أن تعود...
قردٌ على الشٍّباك
الصادق الرضي (1) الولدُ الذي كان يلهو في السرير أمه تطبخ مجروحة      يرمي بالدوائر واللغو      من النافذة الصغيرة    تبتسمُ   (يسطع العالمُ كله) " يبرطم " – ماذا يظنُّّ؟!
على الشبّاك قردٌ وراء الباب  لكنه لم يزل يهوي إلى ظلمةٍ بعيدةٍ    لايدلي صراخاً      يعلي مخالبه - الولدُ         الأخضرُ         المُستـََفَذ
(2) لم تعلمه البكاءَ –بغتة – الغناءْ خضراء – كما شاءت تعلمه الأقاصي الشسوع وتناديه: الرحابة
خلفه ثلٌّ من الوصفِ أمامه نهرٌ وجرعةُ ليل وقوافلَ تدعوه لينأى
        (أين هذا الخيط          تلك النار          أين الملكات؟!)
(3) راكضاً في زقاقٍ يدلق الزيتَ على السروال – هذا الولدْ !
بال على السروال من أثر الضحك وهو يركضُ في الأبد
       هذا الزقاق        عصابة الجراء        تواطؤُ الغيوب !
(4)
البابُ مصنوعٌ – يوحي بيدٍ تعرَقُ المفتاحُ أنتَ          صريرُ الكون – سرك            الوحيد تسندُ عليه قفا مستقبلٍ وترآئيات وتحملُ عنك آكولة " الأرْضَة " في قلبك رائحة البلل مطارق الأعداء والأقارب
(طالت غيبة ُ الضوء      يدهن الأشياء بالصحو      طال حضور الطلاء)
تدخلُ – منْ أين شئتَ – مثقوب العناء تصاحبك الريح – شئتَ تداعبك الصدماتْ !
كان ينظم عقداً من الأصداف يلوِّنه بخرافاته ويصادق الضفادع الغريبة وهي ترقبه بصمتٍ وراء الباب / على الشّباك (تهرع كي تعلّي    لايُدلّي    أيَّ شيئ ! )
(5) بالغابة        الوحيدةُ تعرفُ الأصوات كانت تناديها عيونُ الغالين تشدُّها أناشيدهم بحنان أناملهم ورهيف توحدها        تقعُدُ صامتة ً        قُربَ أيَّ شيئ        تدفئُ الشايَ        أو تصنع العصيدة
في الحديقة بالبيت الغريبِ بيتها تدعو مواعين الغسيل الى صباح الصوت      تدلكُ كلَّ شيئٍ في مكانه      تراقبُ المذياع      يدعوها الى رملٍ بعيدٍ      صحراءَ لكنَّ لونها يمتدُّ نهراً كي تغني..    والوَلدْ ؟! ................. .............. في غابةٍ خضراءَ أو حمراءَ... في صحراء من كان يناديها – أبد ؟!
الصادق الرضي
(عدل بواسطة farda on 02-18-2004, 09:54 PM)
| |
|
|
|
|
|
|
Re: من اغنيات - الى حافظ خير واخرين (Re: Alsadig Alraady)
|
حافظ ياخير
وحتى عودة الصادق الرضى وددت أن اتلى على المتداخلين فى هذا البوست بقصيدتك ( غنائية لمواطن غريب ) والتى أدمنتها ( كمناحة أخرى للصقيع ) ان جاز التعبير لي ولرقيه وراق قبلى وبعدى .. طالما أن البوست أضحى معبقا بمحاولات( التواصل النقدى وضد العزلة )ان جاز التعبير ثانيا !
وكنت هنالك وحدى أجوب الشوارع وحدى أفك طلاسم وقع خطاي أفوضح نبضى أرتب حظى على راحتى أحاول فض العلاقة بينى ونبض المسافة والأنفجار أسامر ظلى وأمضى خفيفا أسائل شخص الحصاد.. عيون النوافذ.. نهر الطريق الأزقة ذات الحبور وذات البكاء أحادث كل الشواهد ثم أغنى أحادث هذا المخبأ فى الحافلات جموع البشر ولون الكتابة فى العابرين - التناقض- رب التسول والفاتحات غريب وكل المدينة تبدو غريبة عيون صديقى طريقى اليه.. ولون العصير.. والصاحبات نشيد الصباح - المدارس, جنوح الصغار اليها , ظهيرة هذا الزحام- الرجال وهذا المساء الجميل غريب وكل القبائلتسرق دربى وتمضى وكل البحار تبيح الشواطئ للمستحيل 00000000000 سقتنى الدروب التغرب بين الخرائط وكنت أفتش بين التخدر والاستقامة قرونا طواها الرجال-رفاق- اسمى وشخصا أحب وطفلا ككل الصغار أود لقاءه فأما القرون فملت خشوع الدفاتر شقت عصا انتظار الخلاص وصبت بجوف العواصم كوبا وهامت كحالى (تفتش عن أغان ) وأما الحبيب فشب شقيا يكابد هذا التغرب مثلى ولن يلتقينى وأما الطفولة جابت شوارع كهف الطفولة وأحلم كل صباح حزين بأن الطفولة قد فاجئتنى أدوزن لحن المساء حزينا عليها تضج الحدائق فى راحتى وتبذر في الصمود النبيل يجئ الصباح ثقيلا علي أواصل هذا الرحيل الطويل وحدى أمارس هذا النزوع الجميل وحدى
---------------------------------
| |
|
|
|
|
|
|
Re: من اغنيات - الى حافظ خير واخرين (Re: Alsadig Alraady)
|
نشر الشاعر اللبناني المقال التالي بعنوان"الشاعر الناقد يتواطامع قصيدته ويطا قصائد الاخرين" في "السفير الثقافي", ورغم اختلافي مع المقال, فانني اعيد نشره "توسيعا لمواعين الحوار"
حرّضني سؤال اسكندر حبش لجريدة <<السفير>> (24 تشرين الاول 2003) حول <<غياب النقد الشعري لمتخصّصين>> وظاهرة انتشار <<نقد شعراء لشعراء وسواهم وقراءة نصوص شعرية وكتابات اخرى>>. اقول حرّضني هذا السؤال على المتابعة والدخول في محاولة عملية اكثر لرصد السؤال الهاتفي والجواب الشفهي وتأليف العناصر شبه المشتتة في موضوع مؤطّر تقريبا بهاجس كل من السؤال والجواب وشواغلهما منذ زمن كتابي ممتدّ... لقد استيقظت لديّ فجأة مجموعة من الافكار البالغة (الموثّقة) والتساؤلات الميدانية (المؤرشفة) منذ سنوات وسنوات، منذ جيلنا الشعري الثاني اذا صح القول والجيلين السابق له واللاحق (المتصل به معاناة وتجريباً)، التي اصبحت عامة، رغم خصوصيتها لدى كل شاعر، لكثرة تناوبها بين الواحد والآخر، والواحد والآخرين، الى درجة تنويمها الى جانبَي <<الدرب الشعري>> لكل منا فوق افرشة من زهر وشوك على طريقة المسافر العتيق بودلير... سأحاول اولا القبض على افكار وتساؤلات (ما تزال رجراجة) بتأليفها، ثم ثانيا التأثير بصراحة واختصار الى الخطاب النقدي السائد (او خطاب القراءة الممارسة) من خلال النصوص الشعرية والكتابات الاخرى واصحابها و<<شركائهم>> باعتبار: 1 الذين يكتبون القراءة او النقد شعراء بأغلبيتهم والنصوص كتابات شعرية. 2 مجال المكتوب المنشور هو الصفحة في كتاب او صحيفة (او تلفيزيون نادراً). واصحاب القراءة (المتابعة) او النقد (تشريح النص واحيانا تفكيكه واعادة تعييره) هم: إما محترفو كتب تنشر فصول منها على قراء يوميّين او شهريّين، وإما مكلّفون في صفحة، او <<متسابقون>> الى امتساك الكتاب الجديد (الديوان الجديد غالبا) والكتابة عنه او عليه بأسرع ما تطلبه <<البراعة التسابقية>> وحسن <<التنشّر>>. والبراعة (بصراحة عملية) عكس البراءة كما التنشّر بداهة عكس التبرع بالنشر. وكي اربط العلاقة بالموضوع واعقدها امتن، اعود واقول بأن سؤال اسكندر حبش المذكور حرّضني، بل استفزني، للكلام على المسألة المؤجلة، مذكّرآً بأن الاستقوال ربما اختارني كواحد من الشعراء العاطلين عن <<قراءة سواهم>> او الذين لا يطلقون نقوداً حول نتاجات او فيها، كما فهمت منه وتعلّمت>>. وقبل ان اتابع، اذكّر بأنني تلكمت في الاجابة الصحافية على <<وجود نقاد متخصصين>>، اكاديميين وغير اكاديميين، ربما شملهم اقصاء (قسري، شخصي او رسمي او عام) فحرم النصوص الشعرية والكتابات الفنية الجديدة الاخرى من قراءاتهم التي تتطور حتما بالممارسات (التي افتقدوها حتى حدها الاقل) من دراسات ترقيمية <<ناشفة>> بنيوية وألسنية الى كتابة على الكتابة وقراءة في القراءة رفقا بالمقروء واستمتاعا بلذته بعيداً او قريبا من بارت وكريستيفا وصولا الى جاكبسون وتودوروف دون نسيان دور الطقوسية السابقة او اللاحقة على النص مع باختين وريكور، النص كسلطة <<قائمة بذاتها من اجل>>، او <<معمول لها بالآخرين من اجل>>، او كسلطة خارج النص او داخله في طريق التفكيك الدايريدي واعادة التجميع (بعيداً عن سلطة المؤلف) في القراءة الفوكويّة. كما اذكِّر انني قصدت في اجابتي الفضائيات العربية عندما ذكرت صفحة التلفزيون، اي تلك الصفحة الداخلية المحلية والخارجية سواء بسواء، حيث تنفضح بهزئها مكشّرة عن فراغ وخواء فاغرين بالنسبة لعدد الكتب والاعمال الفنية الهائلة المنشورة ماديا والمقصاة يوميا الى حد الإلغاء غالبا على امتداد الشاشة شبه الموحّدة الخالية تقريبا إلا من الجعجعة او <<الخاوية>> حتى الامتلاء بوجوه الشعر الرسمي السلطاني وأياديه... ومخالبه واذياله... لماذا تقصى القراءات الحفْرية ليُستعاض بالإخوانيات او المكتوبات الاشهارية غالبا، بل يتحدث بيار بورديو في كتابه حول <<التلفيزيون وراءه سلطان الصحافة>> عن طبقة تنشأ من اجل ان تقصي فئة (او فئات) لتعمم فئتها الثقافية بشروط السلطة التي تختبئ دائما وراء رأيها العام مستخدمة المثقفين والقراء كموادّ استهلاكية يركّب منها احيانا <<الحسّ المشترك>> و<<الذائقة السائدة>> و<<الذوق العام>>! الصفحة بريئة بنسبة المنسوب الثقافي الانساني الذي يديره توجيهها في لعبة الحقل محطة بث للشيفرات واختراقها للراكد والممنوع والمكرّس والرسمي الخ... الصفحة العربية الآن مطالَبة بمنسوب أعلى بكثير. إنها ما تبقّى لصوتنا ولكن ليس على حساب الشعرية <<القيمة شبه الحقيقية>> للنص. هي تنشره من اجل طاقتها وطاقته. النقد ليُخرِج على الاقل مخزونات النص الى الامكنة الصالحة للعمل على الطاقة، حتى ولو كانت فوق الوعي او تحته (في عودة وقحة الى السوريالي المغيّب من نقد الحداثة وما بعدها؟). النقد ليطلق الطاقة المعتقَلَة...او المنفية... او المشرّدة المشتتة عن البرنامج (لكي يبقى البرنامج يحوز على الرضى). النقد لقراءة المقرؤ واعادته الى اسئلته الانسانية الاجتماعية الذاتية (غولدمان). مادة النقد لاضاءة الفضاءات اكثر ونشرها لا لتعكيرها وتلبيدها. النقد للحقيقة (؟) لانه للنقد (تودوروف). نقد النقد يصبح في السؤال واجباً للاجابة بل المسؤول الاساسي عن السؤال: هل نقول: كل شاعر، كل مبدع لفن، هو ناقد بالقوة وليس بالفعل؟ كلام الفلسفة المعروف، القديم، هذا يصح حسب اجابتنا هنا بالتمام. لماذا؟ لان نقد الشاعر ملكه وشعره ملك الآخرين... لانه يُعدّ <<آخرين>>! لماذا ثانية؟ لان نقده عُملتُه في مداولات نصه، وهي عملة مادية لا يجوز استخدامها (إسقاطاً) في مداولات نص الآخر ابداعياً وإلا سلَّعتْه. لماذا لا تُسلّع نص صاحبها؟ لأنها مكسوبة كمخْفر حماية لهذا النص ضد تسليعه وتتجيره الشرسَين وليس كقوة هجوم على الآخر او دفاع عنه. اما نقد الناقد فليس ملكه إلا بمقدار ما يعجز عمليا فيه عن امتلاك نص الآخر الشعري لتقديمه ببراءة موضوعية، مشتهاة. نقد الناقد المتخصّص فن، إبداع، خلق، كتابة لها صفة المكتوب وفعله لأنه فعلها... وصفتها؛ وفرادة هذه الكتابة انها تتحول بالمكتوب إليها ليلتحما في فن ثالث هو كلاهما وليس كليهما في آن حتى اقصى حدود الشغف واللذة. هكذا نقد الناقد فن عظيم بمقدار بعده عن التواطؤ، بكل ما للكمة من تصريح، و<<نقد الشاعر>> تواطؤ إلا بمقدار ما لا يكون فيه واثناءه شاعراً في اقل اللحظات او... اكثرها: إما شاعر وإما ناقد انت لكي تكون فناناً ناجحا او صاحب فن <<بريء تقريباً>> وناجح. هل الناقد شاعر فاشل؟ ليس هذا بالتمام ولو ان تجربة الكثيرين من العرب حديثاً (العقاد، لويس عوض، محمود امين العالم) أثبتت ذلك حتى مع دكاترة الجامعة الذين لا يمكن ان يكونوا شعراء إلا بمقدار ما ينسون برمجة عقولهم وافئدتهم. وبهذه البساطة التقليدية تصبح الاجابة بدلاً عن حاضر. الشاعر ببساطة: ناقد قبل القصيدة وبعدها، أما في اثنائها فهو حالة الكتابة التي تلامس الوعي من بعيد لتحلّق في ما فوق الوعي كالطائر الواثق. النقد منحدر من المعقول والشعر من اللامعقول؟ النقد معرفة إبداعية والشعر قطع ساحر لمسافات المجهول. بحث عن المجهول في المعلوم. اكتشاف المسافات المجهولة؟ وبين المعقول واللامعقول، الوعي واللاوعي، يكمن مشروع لكل شاعر: مشروعه الذي يمارسه كتابة ويحاوله اي <<يفضحه>> على الملأ. ثمة تواطؤ مع الملأ او في سبيله؟ الملأ. الجمهور الشعري. المتلقّون والمستقبلون. المرسل اليهم... الجميع أهداف في تصويبية الشاعر. وعندما يكتب الشاعر نقداً لا يمكنه ابداً ان يتواطأ ضد مشروعه بل يطأ كل ارض شعرية للغير في سبيل هذا المشروع. من هنا: نقده لشاعر آخر هو تواطؤ مع مشروعه او ضده، وكل هذا تواطؤ أكثر من المطلوب. للشاعر نموذج ذو معايير واقيسة وموازين قبل الكتابة وبعدها، ولا يمكنه قطعا هكذا ان يتعامل نقداً مع نموذج آخر إلا على اساس نموذجه هو والعملية هنا تواطؤ، واذا موّه نقده ذلك يبدأ الغش. كل نقد من النموذج هو تزوير وغش لانه محاولة لاسقاط هذا النموذج مع او ضد الآخر... من هنا لم اكتب نقدا شعريا حتى الآن. انشر قصيدتي وحسب، انني <<عاجز>> عن كتابة نقد؟ او قراءة لشاعر آخر لانني قادر، او ما زلت قادراً، على كتابة قصيدتي الشعرية حسب نموذجي ذي البصمة والتوقيع حتى ولو كان بمقدوري ان اجري الكثير من التحولات والتبدلات الذاتية بين الكتابة والكتابة... بين القصيدة وتابعتها... هكذا أتصوّر المفارقة: الناقد المتخصّص قادر عكس الشاعر على كتابة نقد او القيام بقراءة لشاعر ونصوصه، لانه صانع نماذج نقدية كما الشاعر <<صانع>> قصائد وأشعار، حتى وإن كانت نماذجه متقاربة او يختارها هكذا، وقصائده (نصوصه) تكمل مساره من واحدة الى أخرى وكأن كل قصيدة له جزء او حلقة من سلسلة نسقية طويلة لا تنتهي إلا بانقطاعه الرامبوي المفاجىء عن ممارسة طقوسه الكتابية كمهنة روحية راقية ذاتية/ اجتماعية كما يذكّر لوسيان غولدمان بذلك بعد كل نسيان طارئ. الكتابة والاختلاف؟ الكتابة هي الاختلاف؟ لكن ما يعيق هو النموذج فكيف بالمشروع ككل؟ اين يلتقينا كشعراء واين يودّعنا الرائع جيل دولوز عندما يعطينا مفاتيح العالم. هكذا باستطاعة الشاعر وامكانه ان يكون موجّها ناجحا بعمق لصفحة من الصفحات الثلاث الآنفة الذكر، او روبورتيراً ساحراً خلاقاً بكل الفنون، او اكثرها، في نص حول مدينة مثيرة لشهوة الانتروبولوجيا، او قصر خالد يعيش في طقوسية آسرة، او غابة او طريق او رحلة فضاء... او محاوراً صحافياً فذاً متطوراً بين اليوم والآخر، او مترجما بارعا خلاقا في نص النص. او ناصّاً في سيناريو للسينما... او... ولكنه ليس بمقدوره ان يكتب نقداً لنصوص تختلف عن نصه (نموذجه) إلا اذا تخلّى عن <<إعجابه>> بمشروعه الشعري ونموذجه وهذا مستحيل وهو على قيد... الكتابة، حيث النقد موضوعي والكتابة مزاجية. اعرف أني تجرأت حين اقتحمتْ بي افكاري وتساؤلاتي المستيقظة، بقوة وقسوة، بعد وهلة الاستيقاظ، كل هذا الكثير من محاذير الصداقة والزمالة. كما لا يفوتني اخيراً ان البعض سينزعج والبعض الآخر سيكتفي بالرد الصامت عليّ اينما نلتقي او نفترق، وان الذين لم استطع إقناعهم سيحاولون اشياء واشياء، على كل يكفي اننا (أنا وحبش والسفير) قد حرّكنا افكاراً ومساءلات كاد التوحّل البليد ان يلجمها الى زمن عجوز
| |
|
|
|
|
|
|
|