كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
|
|
 فضيلي جمّاع: خروج ضؤء الفجر من عتمة الليل!
|
(إلى الدكتور خليل إبراهيم في عليائه!)
الثورة واحدة وإن تعددت حيالها السبل والمسالك. ولعل القاسم المشترك في ديالكتيك الثورة أنها أطروحة ضد الاستبداد والظلم؛ وهي بالتالي سعي نحو خلق فردوس ينعم به عامة الناس. لذا فالثورات جميعها انقلاب جماهيري عريض، مسرحه كل الساحات وأبطاله في المقدمة هم الفقراء والمحرومون. لذا كانت الأديان دون تمييز تحريراً للناس من المهانة والذل وكان جل أتباع الأنبياء هم الفقراء والمحرومون. وأي انحراف بالدين عن كونه إشاعة لحرية الإنسان وعدالة قضاياه وإسعاده إنما هو دجل يخرج الأديان من لاهوت الثورة إلى دائرة الظلم.
لقد اشتعلت على مدى قرن ونيف من عصرنا الحالي أكثر من ثورة ، في أكثر من قارة وكانت جميعها ضد الطغيان والاستبداد. بل كان قادتها أجمعين ينادون بالعدل والمساواة- وهي عبارة يتم تعديل صياغتها حسب اختلاف اللسان وفقه اللغة بين قوم وقوم. كانوا جميعا معنيين بالبحث – كما أسلفنا - عن فردوس للمحرومين! ولعل الفارق الجوهري بين الثائر الأصيل وغيره من الكذبة وأدعياء الثورة أن أول ما يبدأ به الثائر الحقيقي هو الإنقلاب على ذاته وتحريرها من سطوة العادي وهيمنة الجاهز والتقليد. وتلك مرحلة من أصعب مراحل الحوار مع الذات، يخرج بعدها الثائر من قوقعة الفعل العادي إلى سماوات الخلق والإبتكار، أي مرحلة التحول من أسر العادي إلى صناعة غير المألوف. وبهذا القفز يطوي الثائر المراحل ، ناثرا غبار الدهشة على من لا يرون لحظة خروج ضوء الفجر من ظلمة الليل ، وانهمار المطر إثر زمجرة الرعود.
مضى الدكتور خليل ابراهيم إلى الدار التي لا ترقى إليها الأباطيل، تاركاً ضجة لم يسبقه إليها قريبا إلا الثائر الأممي الدكتور جون قرنق دي مابيور. كلاهما هجر بريق المهنة والركون إلى المألوف. كان قرنق يحلم بسودان جديد يتساوى فيه كل مواطني المليون ميل مربع -آنذاك- بغض النظر عن العرق أواللون أوالدين. ويكون فيه امتياز المرء بقدرما يسعى ويقدم للوطن وأبناء الوطن من تضحية وعمل. كرس قرنق كل ساعة من عمره لحلمه ، حتى لاحت بشائره قبل أن تحل كارثة موته المشئوم..ليمضي هو وتبقى الفكرة. وبصورة أخرى مشابهة رغم اختلاف تضاريسها من حيث التكوين الفكري، كانت مسيرة الطبيب الثائر خليل ابراهيم.
لم أزل أذكر مؤتمر المهمشين في مدينة هنتينجين بألمانيا في العام 2003 م – إن لم تخني الذاكرة. هرعنا إلى هناك (كانت الحركة الشعبية لتحرير السودان ، وحركة العدل والمساواة ومؤتمر البجا من أكثر الحركات المعارضة تمثيلاً.) ثلاثة أيام من العمل الدؤوب – جلسة إثر جلسة. قراءة أوراق واجتماعات جانبية ، ثم تعارف واقتراب وتعارف على استحياء أحيانا. ولكننا التقينا – كلنا ودون تمييز- في اليوم الثالث والختامي للمؤتمر. نجح المؤتمرون في الإتفاق على قضايا جوهرية لم نختلف في أنها فرضت ظلها على شعب السودان كله: جنوبه وشماله شرقه ووسطه وغربه- ألا وهي أننا لن نحظي - جميعاً بدولة ترسي أسس العدل الإجتماعي وتساوي بين الناس- ما لم نقتلع الظلم من جذوره. في تلك اللحظات العامرة بالتفاؤل والأمل التقيت الدكتور خليل ابراهيم. دردشنا في جماعة وتحدثنا هو وكاتب هذه السطور على انفراد. تبادلنا الهواتف.. وافترقنا كل منا يحلم ويعمل للحلم.. لكن خليل ابراهيم – الطبيب الذي كسر قوقعة المألوف ، وخرج من سجن الأيدلوجيا الأطرش إلى رحاب أهله المعدمين والفقراء- كان أكثرنا إيمانا بالحلم.. فقد اختار أن يمشي وسط أبناء الأغلبية الصامتة والمهمشة ، رافعا بندقيته ، متقدما جحافلهم التي بدأت سيرها - حقيقة لا كذبا- من الأطراف نحو المركز- منادية بحق فطري وطبيعي وإنساني. قصير هو العمر الذي عاشه خليل ابراهيم ، إذا ما قيس بملحمته البطولية التي أنجزها..هذا الطبيب الذي تمرد على نفسه حبيسة التطرف الأيديولوجي الأعمى ، فتغير اتجاه سيره مائة وثمانين درجة: كان دبابا ، يؤمن بقتل أبرياء يطالبون بحقهم المشروع في أحراش الجنوب .. لكنه انتفض في لحظة غسيل روحي نادرة ، فوهب نفسه لحفاة ومعدمين في قرى جبل مرة والطينة وود بندة.
الدكتور خليل ابراهيم .. يا أيها الثائر، جئت للحياة نظيفا وذهبت منها نظيفا كما جئت ، فطوبى لأمثالك ممن وهبوا أرواحهم سخية وماتوا وهم في حلبة الوغى بين المعدمين والفقراء. نم قريرا .. واعلم أن قنديل الثورة لن ينطفيء وأن صرخة الفقراء والمهمشين في كل أصقاع بلادنا هي الرعب الذي سكن أوصال قاتليك.
قال تعالى في سورة هود –الآية 111- :(وإنّ كلاً لمّا ليوفّينهم ربُّك أعمالَهم ، إنّه بما يعملون خبير.) صدق الله العظيم.
|
|
  
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: فضيلي جمّاع: خروج ضؤء الفجر من عتمة الليل! (Re: فضيلي جماع)
|
نجح المؤتمرون في الإتفاق على قضايا جوهرية لم نختلف في أنها فرضت ظلها على شعب السودان كله: جنوبه وشماله شرقه ووسطه وغربه- ألا وهي أننا لن نحظي - جميعاً بدولة ترسي أسس العدل الإجتماعي وتساوي بين الناس- ما لم نقتلع الظلم من جذوره.
الاستاذ الشاعر الاديب \ فضيلي جماع صدق اتفاق المؤتمرين والمؤتمرات في القول اعلاه
لم نحظي الي الان بدولة ترسي اسس العدل الاجتماعي
اتمني الا يطول الغياب كما قال صديقي فارس موسي
وانت ومعك قليل من الشرفاء والشريفات ما تبقي لنا من امل
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: فضيلي جمّاع: خروج ضؤء الفجر من عتمة الليل! (Re: Sabri Elshareef)
|
الاستاذ و الاخ العزيز فضيلي جماع لك التحية و التقدير
| Quote: لم أزل أذكر مؤتمر المهمشين في مدينة هنتينجين بألمانيا في العام 2003 م – إن لم تخني الذاكرة. هرعنا إلى هناك (كانت الحركة الشعبية لتحرير السودان ، وحركة العدل والمساواة ومؤتمر البجا من أكثر الحركات المعارضة تمثيلاً.) |
هو نفس العام الذي ذكرته و بالتحديد من 4 الي 6 ابريل 2003 و كان من الموقعين علي الاعلان الختامي
الدو اجو دينق . د خليل ابراهيم .د . شريف حرير .و كان شخصك الكريم من بين الموقعين ..
ثورة تقدم خير بنيها مهرأ للانعتاق من نير الظلم و القهر و الجبروت هي ثورة
ستنتصر حتمأ طال الزمن او قصر ..ثورة الهامش ستنتصر ..
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: فضيلي جمّاع: خروج ضؤء الفجر من عتمة الليل! (Re: محمدين محمد اسحق)
|
Quote: هو نفس العام الذي ذكرته و بالتحديد من 4 الي 6 ابريل 2003 و كان من الموقعين علي الاعلان الختامي
الدو اجو دينق . د خليل ابراهيم .د . شريف حرير .و كان شخصك الكريم من بين الموقعين .. |
أشكرك أخي الأستاذ محمدين محمد إسحق على الإضافة وتنشيط الذاكرة. وأضيف أن بين الموقعين كان الدكتور على الحاج والدكتور شريف (مؤتمر البجا)، وممثل الحركة الشعبية لغرب أوروباوأخرون كثر.
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: فضيلي جمّاع: خروج ضؤء الفجر من عتمة الليل! (Re: Sabri Elshareef)
|
| Quote: وانت ومعك قليل من الشرفاء والشريفات ما تبقي لنا من امل. |
بل إن الشرفاء والشريفات هم الكثرة الغالبة في بلادنا أخي صبري. أنظر كيف اكتظ هذا المنبر بالخيرين والخيرات من أبناء هذا الوطن ترحما على الطبيب الذي ثار على واقع بائس وركل بريق الوظيفة ثم قاد جحافل المهمشين التي ستصنع وطنا حرا يسع الجميع..قريبا بإذن الله.
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: فضيلي جمّاع: خروج ضؤء الفجر من عتمة الليل! (Re: طه جعفر)
|
اعلان هتينقين 2003
The Conference of the Marginalized Majority in Sudan
Hattingen, Federal Republic of Germany, 4 - 6 April 2003
The Political Declaration
In these days of major events and important juncture being experienced by our country, the first Conference of the Marginalized Majority in Sudan was held in Hattingen, Federal Republic of Germany, under the theme of: "The Unity of the Marginalized Majority is a call for saving the Sudan"
Delegates attended the Conference from inside and outside the Sudan: Europe, USA, Australia, the Gulf States and East Africa. Conscious of the important role to be played by the oppressed majority in making a historic transformation in these tragic days that are being experienced by the country, and profoundly moved by what has become of Sudan in all aspects of life politically, economically and socially as well as the continuation of the longest civil war in the world thus reducing such a giant of a country to such degrading positions in all aspects of life - the delegates have therefore deliberated over three days of extensive meetings rich with useful well reasoned arguments and responsible dialogue around the following issues:
1. The historical reasons that brought into being the marginalization of the largest sections of Sudanese society in all the political, economic and social fields, the monopoly of power and wealth, public positions and basic services.
2. The strategic and real issues such as the problems of human rights, the relationship of religion and the state, women rights, equal and even development, the criteria and means of distribution of basic services, real democracy and the ideal system of governance for the country, notwithstanding the principles of the right to self-determination and its organic relation to voluntary unity, the importance of holding the Constitutional Conference prior to which the need for holding of regional conferences where the people of Sudan shall participate with all their categories and affiliations.
3. The motives for unifying, mobilising and organising the marginalized majority of Sudan to achieve some fundamental change on the basis and balance of power at every level of governance for the purpose of ensuring the voluntary unity of Sudan on new basis.
Resolutions and Fundamental Principles
We the marginalized of Sudan hereby declare on this day of Sunday, 6th April 2003 the formation of "The Sudan Union of the Marginalized Majority" and to these ends have therefore resolved the following:
1. Assert that the fragmentation and division of Sudan has become a looming danger under existing circumstances and that a just permanent peace shall not be realised without the full participation of the marginalized majority.
2. State our determination to end the domination of the centre and its ongoing marginalization of the majority through diligent and continuous work.
3. Work to achieve justice and equality by way of separating political powers and fair distribution of resources between all the peoples of Sudan.
4. Establish a real democracy and peaceful means of transferring power at every level of governance in the country on the basis of a social contract that guarantees justice and equality between all the peoples of Sudan irrespective of their various ethnic, religious, political or cultural backgrounds.
5. Establish balanced foreign policies that are genuinely conscious of the reality of Sudan, the enduring principles of friendly relations and the strategic interests of Sudan.
6. Affirm and ensure the principles of respecting and promoting human rights for all the peoples of Sudan according to the regional and international conventions, instruments and laws.
7. Affirm and ensure the principles of respecting and promoting human rights for women and children according to the regional and international conventions, instruments and laws.
8. Commit ourselves to do the necessary work of reconstructing the Sudanese social fabrics and the ideals of peaceful coexistence and tolerance in accordance with the Sudanese peoples' own fine conventions and traditions as expressed within their various respective cultures.
The Mechanisms of Political Work
Within the framework of the mechanisms of political work and programmes, the Conference has therefore debated and passed the following Resolutions:
1. The mobilisation and organisation of the marginalized majority has become an extremely urgent priority worthy of sacrificing everything in order to free up the country from every form of injustice, marginalization, exploitation and to seek with every confidence and ability creating the Sudan of the future that shall enduringly remain the pride of its people in the north, south, east or west.
2. The imperatives of political work of the Sudan Union of the Marginalized Majority demand for it to have a leading role for raising the public awareness of the peoples of Sudan, the regional and international communities about what has become of the conditions of Sudan, the consequences of the chronic political crisis and the suffering resulting from the longest civil war in the world. The time has therefore come for the forces of the marginalized majority of Sudan in the rural and urban areas, within professional and trade unions, women groups, youth and civil society organisations to rise up and eradicate the barriers of apathy, despair and oppression and to move on with confidence and pride without being discouraged by whatever difficulties or challenges for the greater purpose of creating the Sudan of honour and dignity; thus overlooking towards such ends all the factors of ethnic, religious or party partisanships for the sake of attaining the greater objectives and ideals.
3. The Conference supports every serious national contribution being made in any part of Sudan that is aimed at removing the vestiges of injustice as well as achieving justice and freedom for all the peoples of Sudan; and, confirm its principled support of every sincere effort during such critically trying times which are being lived by the country.
4. The Conference assert the imperativeness of developing policies and programmes on such scientific and practical basis that are well researched and studied in all fields or levels in whatever may be of interest or concern to the Sudanese peoples.
5. The Conference delegates resolved to form the necessary structures for achieving these national objectives, and in the light of so doing a Provisional Advisory Council has been elected and a Provisional Secretariat has been appointed in order to run the affairs of the Union in the interim period until the holding of the general conference of the Sudan Union of the Marginalized Majority.
6. The Conference delegates listened to the detailed briefing given by Dr. Costello Garang Riny, the SPLM Commissioner for International Cooperation, around the ongoing Sudanese peace talks in Kenya under the auspices of IGAD. The Conference appreciated and praised the national strategic perspectives on the basis of which the SPLM has been conducting its longstanding struggles. While the Conference supports the ongoing talks at Machakos, but it has however expressed concerns that the absence of the marginalized majority from all regions of Sudan in such processes shall stand on the way of achieving a just, lasting and a comprehensive peace. The holding of the conference of the marginalized majority creates new unavoidable realities, that makes it impossible of seeing the Sudanese problems in dual terms - north and south - and therefore effective and meaningful solutions for the Sudanese crisis demand real participation by the marginalized majority and the other political forces in a manner that satisfies the aspirations and expectations of the peoples of Sudan.
7. The Delegates call upon the peoples of Sudan as a whole to support the Sudan Union of the Marginalized Majority, as it is the real way out from the chronic political crisis being suffered by the Sudan since independence.
8. The Delegates call upon the neighbouring countries, Arab states, African states, all other states throughout the world, regional and international organisations and civil society institutions to support and stand by the efforts of the peoples of Sudan through the marginalized majority in pursuance of peace, stability and development.
Finally, the Delegates recalled in their deliberations the history of the peoples of Sudan, their struggles, sacrifices and peaceful coexistence that have been characteristic of the peoples of Sudan throughout history. The Conference has been exceptionally outstanding in qualitative terms, its attendance, the critical issues raised and the potential solutions that have been arrived at - which collectively constitute one of the sincerest national efforts for the peoples of Sudan in their long and arduous journey for the making of a free and a stable nation.
The Delegates have pledged to remain loyal and committed to work and continue with the struggle inspired by the letter and spirit of this Declaration, as it constitutes the theoretical and fundamental principles for the comprehensive and just solutions for the Sudanese problems.
The Signatories of the Declaration:
Mr Aldo Ajou Deng
The Sudan Commission for Human Rights
Dr. Faroug Ahmed Adam
DUP, Reform and Institutionalism Movement
Dr. Khalil Mohamed Ibrahim
President, Justice and Equality Movement
Dr. Mansour Yousif El-Agab Abu Gin
Former Parliamentarian and Chair, SHRO
Dr. Sharif Abdalla Harir
Deputy President, Sudan Federal Democratic Alliance
Dr. Ali Al-Hag Ahmed
Deputy Secretary-General and Political Secretary, National Popular Congress
Dr. El-Hassan Mustafa Ahmed
Beja Congress
Dr. Idris Adam Mohamed Ali
The People of Darfur Abroad
Mr. Deng Ajak
The Kush Association
Mr. Fidaili Jammaa
The People of Kordofan Abroad
Dr. Costello Garang Riny
Commissioner for International Cooperation, SPLM
Nureldin Sharif
DUP, Reform and Institutionalism Movement
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: فضيلي جمّاع: خروج ضؤء الفجر من عتمة الليل! (Re: محمدين محمد اسحق)
|
Quote: خليل ابراهيم – الطبيب الذي كسر قوقعة المألوف ، وخرج من سجن الأيدلوجيا الأطرش إلى رحاب أهله المعدمين والفقراء- كان أكثرنا إيمانا بالحلم.. فقد اختار أن يمشي وسط أبناء الأغلبية الصامتة والمهمشة ، رافعا بندقيته ، متقدما جحافلهم التي بدأت سيرها - حقيقة لا كذبا- من الأطراف نحو المركز- منادية بحق فطري وطبيعي وإنساني. قصير هو العمر الذي عاشه خليل ابراهيم ، إذا ما قيس بملحمته البطولية التي أنجزها..هذا الطبيب الذي تمرد على نفسه حبيسة التطرف الأيديولوجي الأعمى ، فتغير اتجاه سيره مائة وثمانين درجة: كان دبابا ، يؤمن بقتل أبرياء يطالبون بحقهم المشروع في أحراش الجنوب .. لكنه انتفض في لحظة غسيل روحي نادرة ، فوهب نفسه لحفاة ومعدمين في قرى جبل مرة والطينة وود بندة.
الدكتور خليل ابراهيم .. يا أيها الثائر، جئت للحياة نظيفا وذهبت منها نظيفا كما جئت ، فطوبى لأمثالك ممن وهبوا أرواحهم سخية وماتوا وهم في حلبة الوغى بين المعدمين والفقراء. نم قريرا .. واعلم أن قنديل الثورة لن ينطفيء وأن صرخة الفقراء والمهمشين في كل أصقاع بلادنا هي الرعب الذي سكن أوصال قاتليك. |
من أفضل ما كتب
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: فضيلي جمّاع: خروج ضؤء الفجر من عتمة الليل! (Re: Elbagir Osman)
|
| Quote: نجح المؤتمرون في الإتفاق على قضايا جوهرية لم نختلف في أنها فرضت ظلها على شعب السودان كله: جنوبه وشماله شرقه ووسطه وغربه- ألا وهي أننا لن نحظي - جميعاً بدولة ترسي أسس العدل الإجتماعي وتساوي بين الناس- ما لم نقتلع الظلم من جذوره |
وبذلك يكون خليل قد أستشهد في أمر يهمنا جميعا
شكرا فضيلي جماع
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: فضيلي جمّاع: خروج ضؤء الفجر من عتمة الليل! (Re: محمدين محمد اسحق)
|
شكرا أخي الأستاذ محمدين محمد اسحق على رفع النسخة الإنجليزية للبيان الختامي لمؤتمر المهمشين في هنتينجين ، ألمانيا2003م.
أكون شاكرا لو رفعت النسخة الأصلية (باللغة العربية) حتى تعم الفائدة. ولأن الشيء بالشيء يذكر فإن هذه الصياغة للبيان الختامي
في نسختها الإنجليزية الفخمة هي من إنجاز الأخ / دينق أجاك ، ممثل منظمة كوش بالمؤتمر، والمقيم بلندن ..وهي عبارة عن ترجمة النص العربي
للبيان والذي أعطى المؤتمرون كاتب هذه السطور شرف صياغته. والأخ دينق أجاك الذي قام بالترجمة من أبناء ام درمان؛وهو إلى جانب لغة الدينكا
- لغته الأصل- يجيد العربية والإنجليزية بامتياز. (
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: فضيلي جمّاع: خروج ضؤء الفجر من عتمة الليل! (Re: فضيلي جماع)
|
الله يا استاذنا فضيلي....
خبرت موتا كثيرا...لاعزاء مقربين لي...ولكن حزني على الخيل مختلف
تقرحت الاجفان يا اخي....ولازلنا نبكيه كثيرا.....!!
وكما يبدو سيطول بكاءنا عليه.
اعزيك ونفسي وكل شعبي
فقدنا كبير بحق...لم يهمل الموت حبيبنا
خليل ليعلمنا اكثر مما حمل رغم صغر سنه كما قلت
مقارنه بديناصورات السياسه السودانيه!
Quote: وافترقنا كل منا يحلم ويعمل للحلم.. لكن خليل ابراهيم
– الطبيب الذي كسر قوقعة المألوف ، وخرج من سجن الأيدلوجيا
الأطرش إلى رحاب أهله المعدمين والفقراء- كان أكثرنا إيمانا
بالحلم.. فقد اختار أن يمشي وسط أبناء الأغلبية الصامتة
والمهمشة ، رافعا بندقيته ، متقدما جحافلهم التي بدأت سيرها
- حقيقة لا كذبا- من الأطراف نحو المركز- منادية بحق فطري
وطبيعي وإنساني. قصير هو العمر الذي عاشه خليل ابراهيم ،
إذا ما قيس بملحمته البطولية التي أنجزها..هذا الطبيب
الذي تمرد على نفسه حبيسة التطرف الأيديولوجي الأعمى ،
فتغير اتجاه سيره مائة وثمانين درجة: كان دبابا ، يؤمن
بقتل أبرياء يطالبون بحقهم المشروع في أحراش الجنوب ..
لكنه انتفض في لحظة غسيل روحي نادرة ، فوهب نفسه لحفاة
ومعدمين في قرى جبل مرة والطينة وود بندة. |
عارف يا استاذنا فضيلي
خليل لم يعلم لاجل دارفور وكردفان فقط بل مات وهو يفخر بانه اول قائد
من المهشين بسجون النظام الآن معتقلين جنوبين ونوبه باسم حركته!!
القائد ابراهيم الماظ دينق و القائد السر جبريل تيه هم احد اعظم قادة العدل
و المساواة الآن لا زالوا وراء زنازني النظام مؤمنين بالسودان الموحد.
يبقى خليل لم يهمل الجنوب يوما ولا مظالمه
ولكن يمكن ان نقول بانه انتقل من الحلم له بحل مشاكله بطريقه عقائديه لايمان
بانه يمكن ان يحل مشاكله بانسانيه فقط وليس اوهام دينيه عن اي مشروع هو الاصح للحياه!
د.خليل حمل كل السودان بداخله حقيقه لانه بدأ العمل في تنيظم سياسي قومي
وهذا جعل صداقاته ومعارفه ممتده لكل السودان,لذا على فكره من تحدياته
التنظيميه كان ان ينقل كل الرفاق للطرح القومي وليس الاقليمي.
الا رحمه الله بقد ما احب شعبنا وعمل من اجله.
وكما قلت هاهي بركاته تجمعنا من جديد.
وفي فراش عزائه اجتمع السودان مجددا.
بكاه اهل الجنوب على فكره كما بكاه اهل الشمال
وفي جبال النوبه و الشرق اقيمت صلوات الغائب عليه.
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: فضيلي جمّاع: خروج ضؤء الفجر من عتمة الليل! (Re: Tragie Mustafa)
|
بكل الحزن نرفع البوست
صادق العزاء استاذنا فضيلى ..
ضد من
في غُرَفِ العمليات,
كان نِقابُ الأطباءِ أبيضَ,
لونُ المعاطفِ أبيض,
تاجُ الحكيماتِ أبيضَ, أرديةُ الراهبات,
الملاءاتُ,
لونُ الأسرّةِ, أربطةُ الشاشِ والقُطْن,
قرصُ المنوِّمِ, أُنبوبةُ المَصْلِ,
كوبُ اللَّبن,
كلُّ هذا يُشيعُ بِقَلْبي الوَهَنْ.
كلُّ هذا البياضِ يذكِّرني بالكَفَنْ!
فلماذا إذا متُّ..
يأتي المعزونَ مُتَّشِحينَ..
بشاراتِ لونِ الحِدادْ?
هل لأنَّ السوادْ..
هو لونُ النجاة من الموتِ,
لونُ التميمةِ ضدّ.. الزمنْ,
***
ضِدُّ منْ..?
ومتى القلبُ - في الخَفَقَانِ - اطْمأَنْ?!
***
بين لونين: أستقبِلُ الأَصدِقاء..
الذينَ يرون سريريَ قبرا
وحياتيَ.. دهرا
وأرى في العيونِ العَميقةِ
لونَ الحقيقةِ
لونَ تُرابِ الوطنْ!
شكرا لفضيلى صاحب العيون العميقة ...
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: فضيلي جمّاع: خروج ضؤء الفجر من عتمة الليل! (Re: دينا خالد)
|
بين لونين: أستقبِلُ الأَصدِقاء..
Quote: الذينَ يرون سريريَ قبرا
وحياتيَ.. دهرا
وأرى في العيونِ العَميقةِ
لونَ الحقيقةِ
لونَ تُرابِ الوطنْ! |
عصفورة البورد/ دينا خالد.. سلمت ياأختي وعاش قلمك الرشيق. ارتحت كثيرا وأنا أستعيد مقاطع من النص الحلو..خاصة المقطع الأخير.
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: فضيلي جمّاع: خروج ضؤء الفجر من عتمة الليل! (Re: Tragie Mustafa)
|
أختي الأستاذة/ تراجي مصطفى .. طابت أيامك. دعيني - رغم المناسبة الحزينة - أهنئك بزفاف إبنة شقيقتك
المرحومة تغريد..فقد قرأت الخبر قبل قليل في بوست بالمنبر.
ثم إن عظمة الشهيد خليل ابراهيم تكمن في أن حدث استشهاده البطولي صار مدعاة لتوحيد قلوب السودانيين. وهكذا أصحاب الرسالات
والمشاريع الإنسانية العظيمة، يرحلون من دنيانا لكن رسالاتهم تبقى نبراسا للشعوب.
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: فضيلي جمّاع: خروج ضؤء الفجر من عتمة الليل! (Re: فضيلي جماع)
|
أختي الأستاذة/ تراجي مصطفى .. طابت أيامك. دعيني - رغم المناسبة الحزينة - أهنئك بزفاف إبنة شقيقتك
المرحومة تغريد..فقد قرأت الخبر قبل قليل في بوست بالمنبر.
ثم إن عظمة الشهيد خليل ابراهيم تكمن في أن حدث استشهاده البطولي صار مدعاة لتوحيد قلوب السودانيين. وهكذا أصحاب الرسالات
والمشاريع الإنسانية العظيمة، يرحلون من دنيانا لكن رسالاتهم تبقى نبراسا للشعوب.
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: فضيلي جمّاع: خروج ضؤء الفجر من عتمة الليل! (Re: فضيلي جماع)
|
استاذنا فضيلى د. خليل فقد لجميع اهل السودان
حركة القوى الجديدة الديمقراطية (حق)
تنعي رئيس ومؤسس حركة العدل والمساواة الدكتور خليل إبراهيم
ثمن الحرية هو الموت
(مالكوم إكس)
· يموت المناضل ولا تموت القضية
اغتالت أيدي الاستبداد والظلم والإقصاء الدكتور المناضل خليل ابراهيم رئيس ومؤسس حركة العدل والمساواة. بمزيد من الحزن والأسى، تنعى حركة القوى الجديدة الديمقراطية (حق) الدكتور
خليل إبراهيم، وتبعث بأحر التعازي إلى جماهير الشعب السوداني قاطبة، وإلى جماهير الهامش السوداني، وإلى القوى الوطنية الديمقراطية السودانية، و إلى مناضلي حركة العدل والمساواة،
ولأسرته بصورة خاصة. و(حق) إذ تنعى الدكتور خليل إبراهيم فإنما تنعى قائداً فذاً، اختار الانحياز للشعب السوداني وقضايا مهمشيه العادلة، وظل يقاسم حركتنا ذات التصورات الداعية إلى
تأسيس الدولة السودانية على أسس جديدة تقوم على وتستند إلى قيم العدل والحرية والمساوة، وإن إختلفت الأليات لكن ظل الهم هو ذاته والأشواق هى عينها. رحل د/ خليل إبراهيم وكلنا عزاء فى
أن حركة العدل والمساواة وجماهير الهامش السودانى ستلملم جراحاتها وتمضي قدمآ نحو النصر والخلاص. حركة القوى الجديدة الديمقراطية (حق) 25/12/2011
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: فضيلي جمّاع: خروج ضؤء الفجر من عتمة الليل! (Re: Tragie Mustafa)
|
نسأل الله أن يتغمد خليل إبراهيم برحمته الواسعة .. فقد اتسم بالصدق حتى مضى للقاء ربه
ونسأله تعالى أن يقيض للوطن رجالا ونساءاً لا تلهيهم الانانية وحب الذات وضيق الأفق عن رؤية
إمكانية خلق وطن يشرف الجميع بالانتماء إليه والتغني بمآثره والعمل لرفعة شأنه.
تحياتي أستاذنا فضيلي جماع
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: فضيلي جمّاع: خروج ضؤء الفجر من عتمة الليل! (Re: فضيلي جماع)
|
عزيزي فضيلي
سلامات
شكرا على هذا المقال المكرَّب في رثاء خليل.
قلت سيدي:
| Quote: مضى الدكتور خليل ابراهيم إلى الدار التي لا ترقى إليها الأباطيل، تاركاً ضجة لم يسبقه إليها قريبا إلا الثائر الأممي الدكتور جون قرنق دي مابيور. كلاهما هجر بريق المهنة والركون إلى المألوف. كان قرنق يحلم بسودان جديد يتساوى فيه كل مواطني المليون ميل مربع -آنذاك- بغض النظر عن العرق أواللون أوالدين. ويكون فيه امتياز المرء بقدرما يسعى ويقدم للوطن وأبناء الوطن من تضحية وعمل. كرس قرنق كل ساعة من عمره لحلمه ، حتى لاحت بشائره قبل أن تحل كارثة موته المشئوم..ليمضي هو وتبقى الفكرة. وبصورة أخرى مشابهة رغم اختلاف تضاريسها من حيث التكوين الفكري، كانت مسيرة الطبيب الثائر خليل ابراهيم. |
حسب علمي المتواضع أنت الشاعر الوحيد الذي بجّل شعريا "عبَّاس برشم" ورفاقه.
كما كتبت نصين شعريين عن قرنق.
الأول من وحي لقاء مع قرنق،و الثاني في رثائه.
و في لقاء صحفي معك في إحدى الصحف الخليجية قلت أنك من دعاة "السودان الجديد".
هل "عبّاس" برشم الذي صُنِّف كعنصري، من إرهاصات ثورة الهامش؟
كيف تنظر إلى الإتهامات التي تقول أنَّ قرنق في جوهره انفصالي،و ما "السودان الجديد" سوى "تكتيك سياسي" محض؟
كيف ترى مستقبل دعوة "السودان الجديد"؟
مع خالص التقدير و نرجو أن نراك في بوست "في انتظار البرابرة".
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: فضيلي جمّاع: خروج ضؤء الفجر من عتمة الليل! (Re: osama elkhawad)
|
Quote: فضيلي جمّاع: خروج ضؤء الفجر من عتمة الليل!
(إلى الدكتور خليل إبراهيم في عليائه!)
الثورة واحدة وإن تعددت حيالها السبل والمسالك. ولعل القاسم المشترك في ديالكتيك الثورة أنها أطروحة ضد الاستبداد والظلم؛ وهي بالتالي سعي نحو خلق فردوس ينعم به عامة الناس. لذا فالثورات جميعها انقلاب جماهيري عريض، مسرحه كل الساحات وأبطاله في المقدمة هم الفقراء والمحرومون. لذا كانت الأديان دون تمييز تحريراً للناس من المهانة والذل وكان جل أتباع الأنبياء هم الفقراء والمحرومون. وأي انحراف بالدين عن كونه إشاعة لحرية الإنسان وعدالة قضاياه وإسعاده إنما هو دجل يخرج الأديان من لاهوت الثورة إلى دائرة الظلم.
لقد اشتعلت على مدى قرن ونيف من عصرنا الحالي أكثر من ثورة ، في أكثر من قارة وكانت جميعها ضد الطغيان والاستبداد. بل كان قادتها أجمعين ينادون بالعدل والمساواة- وهي عبارة يتم تعديل صياغتها حسب اختلاف اللسان وفقه اللغة بين قوم وقوم. كانوا جميعا معنيين بالبحث – كما أسلفنا - عن فردوس للمحرومين! ولعل الفارق الجوهري بين الثائر الأصيل وغيره من الكذبة وأدعياء الثورة أن أول ما يبدأ به الثائر الحقيقي هو الإنقلاب على ذاته وتحريرها من سطوة العادي وهيمنة الجاهز والتقليد. وتلك مرحلة من أصعب مراحل الحوار مع الذات، يخرج بعدها الثائر من قوقعة الفعل العادي إلى سماوات الخلق والإبتكار، أي مرحلة التحول من أسر العادي إلى صناعة غير المألوف. وبهذا القفز يطوي الثائر المراحل ، ناثرا غبار الدهشة على من لا يرون لحظة خروج ضوء الفجر من ظلمة الليل ، وانهمار المطر إثر زمجرة الرعود.
مضى الدكتور خليل ابراهيم إلى الدار التي لا ترقى إليها الأباطيل، تاركاً ضجة لم يسبقه إليها قريبا إلا الثائر الأممي الدكتور جون قرنق دي مابيور. كلاهما هجر بريق المهنة والركون إلى المألوف. كان قرنق يحلم بسودان جديد يتساوى فيه كل مواطني المليون ميل مربع -آنذاك- بغض النظر عن العرق أواللون أوالدين. ويكون فيه امتياز المرء بقدرما يسعى ويقدم للوطن وأبناء الوطن من تضحية وعمل. كرس قرنق كل ساعة من عمره لحلمه ، حتى لاحت بشائره قبل أن تحل كارثة موته المشئوم..ليمضي هو وتبقى الفكرة. وبصورة أخرى مشابهة رغم اختلاف تضاريسها من حيث التكوين الفكري، كانت مسيرة الطبيب الثائر خليل ابراهيم.
لم أزل أذكر مؤتمر المهمشين في مدينة هنتينجين بألمانيا في العام 2003 م – إن لم تخني الذاكرة. هرعنا إلى هناك (كانت الحركة الشعبية لتحرير السودان ، وحركة العدل والمساواة ومؤتمر البجا من أكثر الحركات المعارضة تمثيلاً.) ثلاثة أيام من العمل الدؤوب – جلسة إثر جلسة. قراءة أوراق واجتماعات جانبية ، ثم تعارف واقتراب وتعارف على استحياء أحيانا. ولكننا التقينا – كلنا ودون تمييز- في اليوم الثالث والختامي للمؤتمر. نجح المؤتمرون في الإتفاق على قضايا جوهرية لم نختلف في أنها فرضت ظلها على شعب السودان كله: جنوبه وشماله شرقه ووسطه وغربه- ألا وهي أننا لن نحظي - جميعاً بدولة ترسي أسس العدل الإجتماعي وتساوي بين الناس- ما لم نقتلع الظلم من جذوره. في تلك اللحظات العامرة بالتفاؤل والأمل التقيت الدكتور خليل ابراهيم. دردشنا في جماعة وتحدثنا هو وكاتب هذه السطور على انفراد. تبادلنا الهواتف.. وافترقنا كل منا يحلم ويعمل للحلم.. لكن خليل ابراهيم – الطبيب الذي كسر قوقعة المألوف ، وخرج من سجن الأيدلوجيا الأطرش إلى رحاب أهله المعدمين والفقراء- كان أكثرنا إيمانا بالحلم.. فقد اختار أن يمشي وسط أبناء الأغلبية الصامتة والمهمشة ، رافعا بندقيته ، متقدما جحافلهم التي بدأت سيرها - حقيقة لا كذبا- من الأطراف نحو المركز- منادية بحق فطري وطبيعي وإنساني. قصير هو العمر الذي عاشه خليل ابراهيم ، إذا ما قيس بملحمته البطولية التي أنجزها..هذا الطبيب الذي تمرد على نفسه حبيسة التطرف الأيديولوجي الأعمى ، فتغير اتجاه سيره مائة وثمانين درجة: كان دبابا ، يؤمن بقتل أبرياء يطالبون بحقهم المشروع في أحراش الجنوب .. لكنه انتفض في لحظة غسيل روحي نادرة ، فوهب نفسه لحفاة ومعدمين في قرى جبل مرة والطينة وود بندة.
الدكتور خليل ابراهيم .. يا أيها الثائر، جئت للحياة نظيفا وذهبت منها نظيفا كما جئت ، فطوبى لأمثالك ممن وهبوا أرواحهم سخية وماتوا وهم في حلبة الوغى بين المعدمين والفقراء. نم قريرا .. واعلم أن قنديل الثورة لن ينطفيء وأن صرخة الفقراء والمهمشين في كل أصقاع بلادنا هي الرعب الذي سكن أوصال قاتليك.
قال تعالى في سورة هود –الآية 111- :(وإنّ كلاً لمّا ليوفّينهم ربُّك أعمالَهم ، إنّه بما يعملون خبير.) صدق الله العظيم. |
الاستاذ/ فضيلي جماع
سلام
صعدت روح البطل خليل الى بارئها لكنه حي باق فينا ابد الدهر.. فالعظماء يرحلون بأجسادهم بينما يحتلون مساحات كبيرة تكون حاضرة بأعمالهم وفكرهم, نضالهم وشموخهم..
في العقد الاخير شهدت بلادنا رحيل أهم شخصيتين البطل الشهيد قرنق والبطل الشهيد خليل ابرايهم كما تفضلت بالذك آنفا.. رحلوا عنا وعاشوا بيننا.. لم تمت خطواتهم المضيئة في درب الثورة ابدا.. ستظل نبراسا يرسم للاجيال معنى التضحية.. معني الشهامة والاقدام.. معنى الثورة..
لقد خط قلمك المألوف تميزا أجمل كلمات الوفاء في حق البطل الشهيد..
له الرحمة في عليائه..
وستتواصل المسيرة
تحياتي
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: فضيلي جمّاع: خروج ضؤء الفجر من عتمة الليل! (Re: Abdlaziz Eisa)
|
| Quote: الدكتور خليل ابراهيم .. يا أيها الثائر، جئت للحياة نظيفا وذهبت منها نظيفا كما جئت ، فطوبى لأمثالك ممن وهبوا أرواحهم سخية وماتوا وهم في حلبة الوغى بين المعدمين والفقراء. نم قريرا .. واعلم أن قنديل الثورة لن ينطفيء وأن صرخة الفقراء والمهمشين في كل أصقاع بلادنا هي الرعب الذي سكن أوصال قاتليك |
الشاعراالانسان والاديب الثائر الاستاذ فضيلي جماع .
رحل خليل ابراهيم بعد اعد درساوارثاًْء وطنيا لابناء الوطن
بأن القضية الوطنيه مهرها الارواح والكفاح .
اوقد د. خليل جزوة النضال لثورة لابد ان تكتمل .
له الرحمه والمغفرة
ولك الود والاحترام
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: فضيلي جمّاع: خروج ضؤء الفجر من عتمة الليل! (Re: يوسف السماني يوسف)
|
(رحل خليل ابراهيم بعد اعد درساوارثاًْء وطنيا لابناء الوطن
بأن القضية الوطنيه مهرها الارواح والكفاح .)
=============
أخي الأستاذ / يوسف السماني يوسف
أوافقك تماما .. ولعل أجمل ما في الرجل أنه كان خبيرا بكل حيلهم وألاعيبهم. لم يهادن ولم يساوم. ومثله مثل كل شهداء أمتنا الأبرار دفع مهر الحرية روحه الغالية ومضى للمجد في شموخ جبل مرة.
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: فضيلي جمّاع: خروج ضؤء الفجر من عتمة الليل! (Re: osama elkhawad)
|
B]
أخي الأديب / أسامة الخواض ..شكرا على المداخلة الحية. وللرد على أسئلتك المشروعة دعني أقتيس من مداخلتك خلاصة الأسئلة ثم أرد عليها باختصار. تقول مستفسرا:
((..و في لقاء صحفي معك في إحدى الصحف الخليجية قلت أنك من دعاة "السودان الجديد".
هل "عبّاس" برشم الذي صُنِّف كعنصري، من إرهاصات ثورة الهامش؟
كيف تنظر إلى الإتهامات التي تقول أنَّ قرنق في جوهره انفصالي،و ما "السودان الجديد" سوى "تكتيك سياسي" محض؟
كيف ترى مستقبل دعوة "السودان الجديد"؟))
نعم.. كنت وما زلت أومن بسودان يقوم الإنتماء فيه إلى هذا التراب على حق المواطنة (والوطن عقد اجتماعي يكون الإنتماء إليه بما يقدمه أبناؤه وبناته من واجب
وما يطالبون به مقابل ذلك من استحقاق مشروع). والقارئ لتاريخ السودان الحديث يعرف أن الدكتور قرنق لم يكن أول من بشر بهذا المشروع. من الإنصاف أن نقول
إن الثلاثينات قد رأت مولد جمعية الإتحاد ، وتبعها مشروع اللواء الأبيض (على عبد اللطيف وعبد الفضيل الماظ ومدثر البوشي وعبيد حاج الامين وغيرهم) ممن كانوا
يرون المواطنة هي الامتياز الأصل في الانتماء للسودان وليس القبيلة أو اللون أو الدين. ارتقى د. قرنق بالمشروع خطوات لأنه قرأ واقعه بصورة أشمل.
إلتقيت قرنق اكثر من ثلاث مرات (استمر أحد اللقاءات أكثر من ساعة - في عاصمة أفريقية)..وأنا على يقين أن قرنق كان وحدويا أكثر من قادة شماليين ومسلمين كمان!!
أعود لسؤالك الأول عن صراع الهامش والمركز. في أوائل الستينات برزت من القرن المنصرم برزت إلى الوجود بعض التنظيمات السودانية ذات المسحة الإقليمية ..منها
تنظيم (سوني) من دارفور واتحاد عام جبال النوبة في ج. كردفان ورابطة أبناء البجة في الشرق وطبعا الحركات المسلحة في جنوب السودان وعلى رأسها حزب سانو بقيادة
الشهيد وليام دينق نيال وكذلك الإتحادات الجهوية ذات الصبغة القبلية.. كانت مطالب كل هذه التنظيمات بسيطة من حيث الجوهر: إنصاف في توزيع الثروة والسلطة.
لكنّ حكومات النخبة كانت ترى أن السودان هو الخرطوم وام درمان والخرطوم والخرطوم بحري..وأي صوت يأتي من خارج هذا المثلث فهو صوت نشاز.
لذا كانت دمغة " العنصرية" هي القبعة التي يضعونها على كل من رفع رأسه في وجه المركز. حين جاءت حركة الشهيد حسن حسين وبعدها حركة الشهيد محمد نور سعد كان
المسرح قد أصبح جاهزا للجهر باستقبال ما كان من المحرمات. عباس برشم وشامبي وحسن حسين ومحمد نور سعد كانوا وطنيين بلا شك ، لكنهم باعتقادي حاولوا تغيير اللعبة
السياسية عبر فوهة ا لبندقية..بمعنى أن الجماهير كانت خارج اللعبة. إننا نعيش عصر الثورات الشعبية لا الإنقلابات العسكرية المفاجئة. هم بدون شك من أبناء الهامش وعاشوا
مرارة الظلم ، لكن أدوات تغيير السلطة التي استخدموها كانت باعتقادي معزولة عن الجماهير.
[/[B
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: فضيلي جمّاع: خروج ضؤء الفجر من عتمة الليل! (Re: فضيلي جماع)
|
العظماء هم من يعرفون قدر العظماء
شكرا لك أستاذنا فضيلي جماع علي هذه الكلمات الوضّاءة بحق شهيد المظلومين .. دكتور خليل ...
أجد هنا أيضا هذا الوصف يطابق الشهيد البطل:
يـأَيُّـهــا الـسـيــفُ الـمـجــرَّدُ بـالـفَــلا *** يكسو السيوفَ على الزمـان مَضـاءَ
تـلـك الصـحـارى غِـمْــدُ كـــلِّ مُـهَـنِّـدٍ *** أَبْـلَــى فـأَحـسـنَ فـــي الـعــدوِّ بَـــلاءَ
خُيِّرْتَ فاخْتَرْتَ المبيتَ علـى الطَّـوَى *** لـــم تَـبْــنِ جــاهًــا, أَو تَــلُــمَّ ثَــــراءَ
أبيات قالها أحمد شوقي في بطل آخر .. عمر المختار
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: فضيلي جمّاع: خروج ضؤء الفجر من عتمة الليل! (Re: Mohamed Suleiman)
|
أخي الفاضل ، الأستاذ/ محمد سليمان
شكرا على كلماتك التي تبعث الأمل في زمن رحيل الأبطال مع ساعات الصباح الأولى ، وكأنهم يمقتون ضجة حفلات الوداع. وشكرا على رفع أبيات أمير الشعراء أحمد شوقي في الشهيد عمر المختار. تلك كانت من القصائد التي أحببتها في صغري. والآن وأنت ترفع أبياتا منها تذكرت صورة لرفاق كفاح الشهيد خليل ابراهيم وهم يقرأون الفاتحة عند ضريحه بأرض قفر طالما ناضل من أجل أن يغمرها اخضرار الحرية وفيض العدالة. شوقي - لو تذكر - يستهل مرثيته في عمر المختار بقوله:
ركزوا رفاتك في الرمال لواء ... يستنهض الوادي صباح مساء
قواسم مشتركة كثيرة بين الثوار ، لأن قضيتهم في ختام الشوط واحدة: العدل والمساواة للناس ..كل الناس!
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: فضيلي جمّاع: خروج ضؤء الفجر من عتمة الليل! (Re: فضيلي جماع)
|
.
أخي الأستاذ/ محمدين محمد اسحق
أكون شاكرا لو تكرمت برفع النسخة العربية (وهي النسخة الأصل ) للبيان الخنامي لمؤتمر" الهامش " السوداني (هنتينجين - ألمانيا 2003) حتى تعم الفائدة. لم أتمكن من نشره هنا لأن وقائع المؤتمر بما فيها نسخة البيان الأصلية بمكتبتي بلندن ، وأنا حاليا بالخليج.
جزيل شكري
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: فضيلي جمّاع: خروج ضؤء الفجر من عتمة الليل! (Re: فضيلي جماع)
|
أستاذنا فضيلي جماع ..
والقلم ايضا أكثر من بندقية .. كم من الشعراء والادباء والرسامين استهدفتهم الة القتل لذا ليس غريبا ان تتشابه احلامكم كما قلت هنا
| Quote: وافترقنا كل منا يحلم ويعمل للحلم.. لكن خليل ابراهيم – الطبيب الذي كسر قوقعة المألوف ، وخرج من سجن الأيدلوجيا الأطرش إلى رحاب أهله المعدمين والفقراء- كان أكثرنا إيمانا بالحلم.. فقد اختار أن يمشي وسط أبناء الأغلبية الصامتة والمهمشة ، رافعا بندقيته ، متقدما جحافلهم التي بدأت سيرها - حقيقة لا كذبا- من الأطراف نحو المركز- منادية بحق فطري وطبيعي وإنساني. قصير هو العمر الذي عاشه خليل ابراهيم ، إذا ما قيس بملحمته البطولية التي أنجزها..هذا الطبيب الذي تمرد على نفسه حبيسة التطرف الأيديولوجي الأعمى ، فتغير اتجاه سيره مائة وثمانين درجة: كان دبابا ، يؤمن بقتل أبرياء يطالبون بحقهم المشروع في أحراش الجنوب .. لكنه انتفض في لحظة غسيل روحي نادرة ، فوهب نفسه لحفاة ومعدمين في قرى جبل مرة والطينة وود بندة. |
قتلوه وكان قاصدين
في ذاتو (ناس تانيين) .. على مثلما قيل في الشهيد قاسم أمين
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: فضيلي جمّاع: خروج ضؤء الفجر من عتمة الليل! (Re: صديق عيسى صالح)
|
استاذي الفاضل جماع
لك الود والاحترام وتحية خاصة بمناسبة العام الجديد
جعله الله عام خلاص للشعب السوداني من براثن الظلم والاستبداد والفساد
عام لعودة الديمقراطية وحرية الفكر والراي
المقال هو مقال لتوحيد الصف والفكرة والسلاح من أجل وطن
يموت من أجله مثل خليل بكل نبل وعزة وصمود
حين تموت مغدوراً من الاعداء يؤكد أنك ترعبهم بشدة
وحين تموت شهيداً تكون حراً لانك مت من أجل خيارك
وبإرداتك بعد ارادة المولى القدير
المقال هو أحتراف بحق الحياة لمن مات من أجل الوطن والناس
بعد استشهاد د/ خليل ظللت اتمعن الاشياء من حولي
أتمعن مقدرته على الصمود
جسارته التي دخل بها أم درمان على عينك يا فاسد ( تاجر )
صبره على غدر الآخرين به ( موقف دبي مثالاً )
وذهابه الى الدوحة وموقفه الثابت في التفاوض
واحتماله لسخافة القذافي وتحمله أن يكون رهينة لديه الى حين
وعودته الى الميدان وتفاوضه مع المجموعات الاخرى المسلحة من أجل اسقاط النظام بموقف ثابت
وبعد ذلك ما ظل يحكي عنه من سلوك انساني متسامح مع نفسه والاخرين عفيف اليد مصين اللسان
الرحمة للوطن العزاء للوطن العزاء لنا جميعاً
العزاء لآسرته الصغيرة هذه الاسرة المتفوقة | Quote: يذكر أن للشهيد الدكتور خليل سبعة أولاد وبنات هم: إيثار (سادسة طب جامعة بحري، كانت بجامعة شرق بحر الغزال)، ومحمد (خريج القانون جامعة الخرطوم) وإبراهيم (خامسة طب كلية الرازي)، وإيلاف (سادسة طب جامعة الخرطوم) وأحمد (رابعة اقتصاد جامعة الخرطوم) وآلاء (أولى طب الجزيرة)، وأواب الممتحن للشهادة السودانية هذا العام . |
أب بهذه القدرة على تربية أسرته يستحق أن يكون أباً لكل الثوار
عفواً استاذي
من ضمن ماتمعنت أسم ( حركة العدل والمساوة )
أن تسمى الحركة بهذا الاسم وبهذه الاريحية تجتمع كلمة العدل والمساوة
كما وانها تشكل انسان وطن ومجرى حياة
قارنت الاسم باسماء الحركات سوى كان في محيط الداخل
أو العربي الاسلامي وجدت تميزاً في الاخيتار يرتبط
بالصدق والمعنى والبساطة والعمق ووضوح الهدف
لانريد أن نعزي ولا نسعى لتار شخص بشخص
نريد أن تكون دماء هذا الشهيد التي سقت الارض
أن تنبت شجرة النضال في كل مكان أن تذهر الثورة في كل شارع
وتنضج الثمرة في قلب كل يعي أن الوطن للجميع والراي حق مكفول
نريد لهذه الدماء أن تسري في عرق العمال والطلاب والرجال والنساء
لينهض الوطن من جديد حر وابي وفريد وطن يتسع ويتسع ليحضن الجميع
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: فضيلي جمّاع: خروج ضؤء الفجر من عتمة الليل! (Re: Amin Mahmoud Zorba)
|
((بعد استشهاد د/ خليل ظللت اتمعن الاشياء من حولي
أتمعن مقدرته على الصمود
جسارته التي دخل بها أم درمان على عينك يا فاسد ( تاجر )
صبره على غدر الآخرين به ( موقف دبي مثالاً )
وذهابه الى الدوحة وموقفه الثابت في التفاوض
واحتماله لسخافة القذافي وتحمله أن يكون رهينة لديه الى حين
وعودته الى الميدان وتفاوضه مع المجموعات الاخرى المسلحة من أجل اسقاط النظام بموقف ثابت
وبعد ذلك ما ظل يحكي عنه من سلوك انساني متسامح مع نفسه والاخرين عفيف اليد مصين اللسان.))
الأستاذ/ Amin Mahmoud Zorba
شكرا على مداخلتك الضافية. العزاء للوطن كله. ولعل أبشع ما في هذه الجريمة النكراء أن النازيين الجدد قاموا لأول مرة في تاريخ السياسة في السودان بتصفية الخصم - مستعينين بقوى خارجية تصميما وتنفيذا، فهم أضعف من أن يستخدموا تكنولوجيا بهذا التقدم.. وهم أجبن من أن ينازلوا خصما مثل خليل ابراهيم في ساحة الوغى.
| |
|
|
|
|
|
|
| |
فضيلي جماع
فارس موسى
محمدين محمد اسحق
طه جعفر
Elbagir Osman
Nasr
Tragie Mustafa
دينا خالد
أحمد شاكر دهب
Mohamed Abdelgaleel
Adil Osman
osama elkhawad
Abdlaziz Eisa
يوسف السماني يوسف
Mohamed Suleiman
محمد حلا
صديق عيسى صالح
Amin Mahmoud Zorba
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست