دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
|
Re: صور وتوثيق أمسية النادي الأدبي بالرياض احتفاءً بـ عبد الحي (Re: Mohamed Abdelgaleel)
|
وسط حضور كبير أقام نادي الرياض الأدبي مساء الأربعاء 18 رمضان 1432هـ الموافق 17 أغسطس 2011م أمسية أدبية سودانية بعنوان: (تأملات في العودة إلى سنار) للشاعر د. محمد عبدالحي في الذكرى الثانية والعشرين لرحيله وبمصاحبة معرض تشكيلي سوداني على هامش الأمسية شارك فيه من التشكيليين كل من: عبدالله الفكي، نجاة عثمان، شمس الدين آدم بشارة ومنى عثمان.
في بداية الأمسية تحدث الدكتور/ عبدالله الوشمي – رئيس النادي مرحباً بالحضور وقال: نسمع عن السودان ونتابع أخبار السودان ونتحدث عن السودان وها نحن اليوم نسمع السودان عبر سياق أدبي شعري من خلال الحديث عن رائد عربي كبير، وقد سبق أن احتفلنا في هذا النادي بالشاعر مصطفى سند والشاعر عالم عباس، نتمنى أن نمنهج هذه العلاقة بشراكة للقاء شهري، فرغم أن النادي قد دأب على إقامة الأيام العربية والأجنبية فقد لاحظنا أن النشاط السوداني هو الأكثر حرصاً ونشاطاً وتميزاً من خلال تثمين قيمتيّ النبل والوفاء للمبدعين.
سعيد بإسمي واسم مثقفي هذا البلد أن نسعد بالثقافة السودانية وشكراً للأستاذ محمد عبدالجليل والدكتورة شيراز عبدالحي والشاعر نصار الحاج على تنسيقهم المميز لإنجاح هذه الفعالية.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: صور وتوثيق أمسية النادي الأدبي بالرياض احتفاءً بـ عبد الحي (Re: Mohamed Abdelgaleel)
|
بعد كلمة د. الوشمي مباشرة قرأت د. شيراز عبد الحي إبنة الراحل الدكتور محمد عبدالحي النشيد الأول من قصيدة العودة إلى سنار .. وظلت تشارك بين كلمات المشاركين بقراءات مقاطع من قصيدة (ملحمة) العودة إلى سنار .. وقد جاء فيما قرأت:
الليلة يستقبلني أهلي: خيلٌ تحجل في دائرة النار، وترقص في الأجراس وفي الديباج امرأة تفتح باب النهر وتدعو من عتمات الجبل الصامت والأحراج حرّاس اللغة ـ المملكة الزرقاء ذلك يخطر في جلد الفهد، وهذا يسطع في قمصان الماء ===============================
د. شيراز محمد عبدالحي .. وهي تلقي على الحضور مقاطع من العودة في بداية الأمسية
======================================================== قام المصور المبدع أحمد آدم موسى بتوثيق الحفل، ونعتذر عن خطأ حدث أن لم يقم أي منا بتنبيه الأستاذ أحمد للمعرض التشكيلي المقام في الصالة الخارجية للنادي .. شكراً أحمد آدم موسى على مثابرتك الصارمة على توثيق فعاليات الجمعية السودانية للثقافة والآداب والفنون
| |
|
|
|
|
|
|
Re: صور وتوثيق أمسية النادي الأدبي بالرياض احتفاءً بـ عبد الحي (Re: Mohamed Abdelgaleel)
|
كلمة الأستاذة عائشة موسى السعيد أول المتحدثين تحت عنوان : محطات في حياة عبدالحي: النادي السعودي الأدبي بالرياض منبر تشرفت بالانتساب لعضويته والمشاركة في أنشطته طيلة سنوات عملي بجامعتي الملك سعود والأمير سلطان، وتحت مظلته استمعت وتعرفت على العديد من الأصوات والسير الخالدة لعلامات ثقافية سعودية وعربية وعالمية أثرت وجودي بهذه البلاد الرحبة وقد شرفني النادي بشهادة تقدير اعتز بها. لذا فأنا احمد هذه السانحة التي هيّأت لي فرصة الشكر والعرفان للنادي الأدبي بالرياض والجمعية السودانية للثقافة والآداب والفنون للحفاوة بشخصي وبالفعالية التي نعتبرها حدثاً هاماً ضرورياً في الأسرة وفي السودان وهاهي منذ سنوات تتجاوز تلك الحدود وباستضافتكم لذكرى شاعر سوداني والنظر في شعره إضافة ثمينة عملية في طريق وحدة الثقافة العربية وما أصدق ما قرأته اليوم لكاتب قال: الثقافة تتعمق بالتعدد .واسمحوا لي في هذه اللحظة أن أحيي أولادي يتابعون هذه اللحظة حفاوتكم عبر الفضاء.
تحدثت كثيراً عن محمد عبد الحي الذي تتحدثون عن شعره اليوم، لكنني ترددتُ هذه المرة في الحديث.... فالمستمع هذا المساء فوق انه استثنائي فقد اقتطع من أمسية رمضانية تأتِ مرة واحدة كل عام ليستمع لامرأة من السودان تتحدث عن زوجها وليشارك في إحياء الذكرى بالاستماع لشعره! ولكن شهادتي أمام الله وأمامكم أن الرجل يستحق منا أن نسمع ما قال! يستحق سعيكم الذي سأحمله قلادة تزين ما مكنني منه محمد عبد الحي هذا المساء ومنذ أن رحل. لأختصر حديثي وأنا مدرسة وكثيرة الكلام سأقف فقط في ثلاث محطات تهم موضوعكم هذا المساء والذي يمثل جزء من شعره فرضت علينا تسميته واهتمام محمد به، أن نوفيه حقه من البحث والتفسير. وهو مطولته العودة إلى سنار التي سمعناها من الابنة شيراز والتي تحفظ كل أشعار ابيها.
الأولى: كنتُ في منتصف الستينات في بعثة بجامعة ليدز البريطانية للتدريب لنيل دبلوم اللغة الانجليزية كلغة أجنبية وبحكم أنني كنت سكرتيرة الجمعية السودانية فقد كُلّفت بمقابلة المبعوث محمد عبد الحي الذي سيحضر لدرجة الماجستير بنفس كليتي فذهبت وصديقتي الكندية لمقابلته بمحطة السكة حديد كما نسميها فجاء من لندن فقابلناه وعشيناه ووجدنا له سكن مؤقت ورجعنا لشقتنا وأصدرنا شهادتنا عنه: كان رجلاً وسيماً شديد الغرور واسع المعارف عربي الملامح وأضافت الكندية: But he is a gentleman وبما أنني إقليمية من غرب السودان فقد رأيته مختلفاً عن الشكل السوداني المألوف (وأمامكم نماذج). خلال ذاك العام علمت انه شاعر وان ليس له دواوين منشورة إلا أن الشارع السوداني صدح بأنشودته وراء جثمان الشهيد القرشي في ثورة اكتوبر 1964م ..عريس المجد؛ وقد عاصر بليدز الشاعر عبد المجيد حاج الأمين رحمه الله فكان معظم من يستمعون لأمسياتنا الشعرية يصفقون لعبد المجيد ولا يعبأون لما يقوله عبد الحي إلا قلة منهم فقط فلم تكن الآذان قد سمعت هذا الصنف من القصائد. كان يُطلب منه القراءة وبعد إلحاح يقف ليقرأ واحدة من قصائده التي تشبه الهايكو الياباني في قِصرها ودلالاتها الرمزية الغريبة في معظم الأحيان مثل: الحمامة الخضراء: وتخرج الحمامة الخضراء من جسد القتيل تنوح في حديقة النخيل أو الحواس الخمس: مغسولة كل الحواس فارحلي مع الطيور يا ررحُ حرةً فإن مطر الصباح أيقظ الجذور بين صخور الزمن المهجور أو الشجرة الأخيرة: تستيقظ كل الدروب بين الدم والثور للشجرة المشتعلة تضيءُ في الفجر مثل النسر
وكان في ذلك الوقت يدور الجدل حول الشعر الحديث والشعر الملتزم بالبنية الشعرية التقليدية وقصيدة النثر وغير ذلك.. عموماً انتهى العام بأن غيّرت رأيي كقارئة للشعر والآداب بأن محمد عبد الحي يتحدث عن أشياء سابقة للعصر الذي نعيشه.
كانت رسالته للماجستير عن شاعر اسكتلندي إدوين موير- فُتحت له أبواب واسعة من خلال أستاذه وكان شاعراً هو الآخر لمقابلة والاضطلاع على الكثير من الشعر الأوروبي المعاصر وقام بعدة ترجمات من الانجليزية والفرنسية التي تعلمها خصيصاً لقراءة الشعر الفرنسي. فقد كان تخصصه الآداب المقارنة. وجُبنا أصقاع اسكتلنده وشمال انجلترا بعد ذلك إلى أن التقى زوجة موير وهي على فراش الموت تقريباً وأظنها رأت فيه البطل الأفريقي الذي رآه قومها فينا فاتحفته بما سماه كنوز من المعارف. حصل علي درجة الماجستير في الفلسفة بتوصية الترفيع للدكتوراة الا انه آثر الانتقال إلي كلية برايزنوس بأكسفورد وكان قد جاءه القبول قبل إجازة الماجستير وحرر رسالته في كتاب باللغة الانجليزية أسماه: The Angel and the Girl العذراء والملاك لم يجد حظه من النشر بعد.
الثانية: كانت دراسته في أكسفورد والتي جمعت بين الدراسة الأكاديمية والاجتهاد الفكري الثقافي الأدبي و الفني والرياضي .. كان يجتهد باللقاء برموز وشباب كل هذه المجالات ونشط إنتاجه الأدبي فنُشرت له عدة مقالات في دوريات عالمية ولم تكن سنار تشغله في هذه الفترة وكأنها بلغت سن الرُشد لديه فاحتفظ بها في ملفِ قصي. كان أستاذه البروفيسور مصطفى بدوي فارتبط نشاطه بمدرسة الدراسات الشرقية التابعة لسانت انتوني للدراسات العليا باكسفورد فشارك في كتابة ومراجعة عدد من المعاجم والقواميس وانتهت الدكتوراة بتشخيص حالة ضيق الصمامات وضرورة العملية التي حال دونها إضراب عام في مستشفيات انجلترا فسافر رافضاً الانتظار . وانتقت جامعة أكسفورد لتُحرر للنشر ونشرتها ايثاكا برس وموضوعها تأثير الأدب الأمريكي والانجليزي على الشعر الرومانسي العربي، نُشرت بالانجليزية وطلب مني محمد ترجمتها ورغم أنني لم أكن قد ضلعت في الترجمة في ذلك الحين أو شغلتني ظروف المرض والعمل والعيال فقمت بالترجمة خلال شهور العدة الأربع وظلت تنتظر من ينقحها وهي الآن تحت يد الدكتور عبد الله علي إبراهيم للتحكيم والنشر إن يسر الله. أعقب عودته نشاط زائد لأجل الاستقرار وقد أصبحت له أسرة والعمل العام والبلد في حالة حراك وتأسيس قسم الترجمة بجامعة الخرطوم ثم رئاسة قسم اللغة الانجليزية والانتداب لإدارة مصلحة الثقافة والتي كانت القشة التي قصمت ظهر البعير.. فقد أنجز للثقافة والمثقفين أعمال عديدة بدأت البناء لسياسات ثقافية معافاة لو وجدت من يتفهمها: مثل مراكز ثقافة الطفل وتطوير العمل المسرحي وتفعيل دور التشكيليين في المجتمع ومعهد الموسيقى والمسرح والأكروبات والفرق الشعبية وفتح المراكز الثقافية الإقليمية والملحق الثقافي للصحافة الذي ابرز الوجه الأدبي بشعره ونثره ونقده وبدء تقليد المهرجان الثقافي والذي دعى له رموز لامعة للآداب والفنون كان من ضمنها الوفد السعودي وأذكر أن جاءت ضمنه الدكتورة فاطمة عميدة كلية البنات بجامعة الملك سعود. وتخلل كل هذا حرباً ضدية شرسة تستنكر تعامله مع السلطة العسكرية أو هذا أو الآخر من الأحزاب السياسية. وبالفعل كانت فلسفة محمد أن تستخدم الوسائل المتيسرة المشروعة والمتاحة لتحقيق الأهداف الكبيرة لبناء الأمة ثقافياً وأن الطاقة الكبرى الكامنة التي يجب استغلالها لإحياء الثقافة السودانية هي التعدد والتباين العرقي بلا خدش لأصالته ولا إهانة أو مسخ لجذوره فهو الدانة التي تحتوي تفاصيلها على هوية أهل هذا البلد وإغفالها يؤدي إلى شتات لا مفر منه. ومن منظوره أن صهر أو ربما مزج أصح هنا، هذه الثقافات المتعددة في سنارِ واحد يُثبت وحدة التراب الذي نمت فوقه هذه النخلات المتحدة الجذور والسوق المتعددة الفروع والتي يشير اليها قوله: عربيٌ أنت؟......لا- - من بلاد الزنج؟......لا- - أنا منكم تائه جاء يغني بلسان ويصلي بلسان.
الثالثة: سمعتُ في التعليق على شعر محمد عبد الحي انه كان متأثراً بالثقافة الغربية. نحن في بلاد ما أُطلق عليه العالم الثالث رغم أولويته في ما يهمنا، نصنف التحضُر والتأخر حسب الملبس والمأكل و المشرب والمظهر وكان محمد يهتم كثيراً بمأكله وملبسه فأجرى عليه المجتمع ذات المقياس الذي استخدمناه أنا وزميلتي الكندية. خاصة وان إجادته للانجليزية لغة وآداباً عميقة الظلال وقد عزى البعض ذلك لطول إقامته هناك إلا أن هذا غير صحيح فهو ذات الشخص الذي التقيته في الستينات وفارقته في الثمانينات. وقد أثرت في نمط حياته وشعره وسلوكه أشياء أخرى ربما يتحدث عنها احد الأخوة هذا المساء . هو الشيخ المتبحر في فتوحات محي الدين بن عربي والطبقات وماشابه الفصيح اللسان الدارس بعمق فقه اللغة والذي لا يقبل الخطأ اللغوي من طفل وكأنما أراد الله أن يمتحن هذه القدرات إذ فُلج محمد في عام 1980م وفقد النطق تماماً والحركة في الجانب الأيمن إلا انه بإصرار أسطوري استعاد من القدرات ما مكنه من الحياة الطبيعية رغم رأي الطب في الإصابة؛ ظل يكتب باليد اليسرى والتي كان قد روضها للكتابة قبل المرض ساخراً بنفسه إذا أصابه مكروه . واستطاع أن يقدم ورقة وهو بعد في فترة النقاهة بأكسفورد عن الشاعر شيللي والعرب لمعهد الدراسات الشرقية كُنت اقرأ عنه ويحاول الشرح والإجابة على الأسئلة مستعيناً بالإشارات وقد كان جهداً خارقاً يستحق التصفيق الداوي والتهاني التي أعقبته. ومن الأصدقاء المقربين في ذلك الحين والذي قد يكون حاضراً تلك الندوة الأخ الدكتور علي جاد والذي لن أنسى فضله إذ جاء خصيصاً من الرياض لعيادة محمد بعد العملية بلندن فليت تحياتي تصله وأسرته هذا المساء.
كان محمد في تلك الفترة يرى منامات كثيرة منها انه رأى البوصيري على حماره وقال له شيئاً ما وكان قد فرغ من قصيدته التي أسماها معلقة الإشارات: قصيدة نبوية في مقام الشعر والتاريخ وفيها الرد على من ظنوا أنهم رأوا في شعره نكهة شعراء الانجليز وقد جاءت الإشارات وفقاً لترتيب الأنبياء : إشارة آدمية: بالأسماء ،نستدعي العالم من فوضاه؛ البحر. الصحراء. الحجر. الريح. الماء. الشجر. النار. الأنثى والظلمة والأضواء. وإشارة نوحية؛ وإشارة إبراهيمية؛ وإشارة موسوية؛ وإشارة عيسوية؛ وإشارة محمدية: فاجأتنا الحديقة انعقدت ورداً وناراً في قلبها الأضواء..والخيول النورية البيضاء..والطواويس نشّرت في بلاد الصحو ريشاً مُنسّجاً.. كل شئ في غصون الحقيقة..آس نارِ وموجةٌ في بحارِ عميقة وكان مسكوناً بالهوية والشأن السوداني كثير التنقيب عن كل ما كُتب فيه وقد جمع عددا من المخطوطات نعكف الآن على ترتيبها ووضعها تحت يد من يفقه أمرها. عاد هاجس سنار ينام به ويصحو ولولا قصر نظري في أمور الشعر وتحليله لجزمت انه نثر ما قاله في سنار في كل قصائده الأخرى فقد كان يعتبرها الرسالة التي يود توصيلها وقد اكتملت. فرفض المجموعات الباكرة من شعره وقال انه أحرقها إلا أن بعض أصدقائه مازالوا يتحفوننا بشذرات منها آخرها طرحها اليوم الدكتور عبد الرحمن الخانجي والذي كان على صلة وثيقة بمحمد. وقد تستطيع الابنة شيراز قراءتها إذا سمح الوقت رغم أنها لم تُوثق بعد. ومن حرصه على سنار تركها وديعة لدى دار الوثائق السودانية وأوصى بفتحها بعد عشر سنوات من وفاته. وفعلاً ذهبت وابني وضاح لفتحها وأنا أمني النفس بثروة تعينني على تربية العيال فإذا بها تخصكم فقد كانت خمس مسودات لسنار تقاربت في لغتها ومحتواها واختلفت في نظمها ومازالت الوديعة طرف دار الوثائق وهي متاحة للبحث. في عام 1987 وهو يزورني في مدينة مانشستر حيث ابتعثت لإكمال الماجستير فقد ذات أمسية الحركة تماماً ثم استعاد النصف الأعلى. وكما كان يقول ضاحكاً كعادته :خرجت من السودان على اثنين وعُدت على أربع. وعلى تلك الأربع باشر حياته العادية بجامعة الخرطوم إلى أن فارقنا ذات أربعاء. فانطفأ النور الذي لدربنا أضاء. رحم الله عبده محمد عبد الحي ابن الحاجة عزيزة والحمد لله رب العالمين.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: صور وتوثيق أمسية النادي الأدبي بالرياض احتفاءً بـ عبد الحي (Re: Mohamed Abdelgaleel)
|
من يا ترى يمنحني طائراً يحملني لمغاني وطني عبر شمس الملح والريح العقيم لغة تسطع بالحب القديم
بعد ذلك تحدث الشاعر محمد مدني وقال:
التحية للحضور وأتشرف بالمشاركة للمرة الثانية في هذا النادي سبقني أخي محمد عبدالجليل والأستاذة عائشة السعيد الشكر لأدبي الرياض وللجمعية السودانية للثقافة بإحياء الذكرى في هذا المكان ليس فقط لعظمة النادي ولكنها أيضاً تتيح الفرصة لإلقاء الضوء على واحد من رموز الفكر والشعر وسأحاول الالتزام بتأملات في قصيدة العودة إلى سنار.
كون قصيدة العودة إلى سنار تتنسجها دلالات لا تنفك تحيل، و بشكل مركزي، إلى مساءلة مفاهيم الهوية، فهو في رأيي أمرٌ بدهي لا أرى سبباً للملل من تكراره بل ينبغي أن يٌعمل على اختراق أراضٍ جديدة لتأويلات أكثر جسارة وأقدر على محاورتها بانفتاح يتيح آفاقاً أرحب أمام المتلقي.
استخدم عبد الحي في العودة إلى سنار لحماً وسداة لجسد القصيدة تشكل من نسيج انتقاه الشاعر بأناة وحصافة، مستعيناً بإمكاناته الأكاديمية وثقافته الواسعة ليعالق بين مجموعة من المعتقدات والأساطير والحكايات الشعبية والتاريخ والفلسفة، من مختلف المسافات الزمانية، المكانية والحضارية، ولكنه لم يستسلم لشرك جاهزية المعارف الأكاديمية واكتمالها وبالتالي تقريريتها، فأعمل شعرية عالية في البنائين الشكلي واللغوي أنتجت تفاعلاً فذاً بين الإبداعي، المعرفي والفكري في ملحمة شعرية هي العودة إلى سنار.
أسطورة الخلق الرافدية (سومر آشور وبابل) إينوما إليش والتي تعني– عندما في الأعالي- أي هناك في الأعالي عندما لم يكن هناك ما يعرف بالسماء كما لم يكن في الأسفل ما يعرف بالأرض.. لم يكن هناك سوى الغمر أو مياه البدء (المياه الأولى) المتألفة من أبسو (المياه العذبة، تعامة زوجته (المياه المالحة) و ممو (الأمواج)، وباختصار قد يكون مخلاً، نتيجة لتفاعلات وصراعات بينهم وبين نسلهم ابتدأت عملية الخلق والتكون.وظف عبد الحي هذه الأسطورة في مدخله للعودة إلى سنار مع تحوير مركزي (إعادة صياغة) إذ أبقى على مفهوم البداية من الماء، مستفيداً من مرجعية – وجعلنا من الماء كل شيء حي - وغيرها.
تبدأ القصيدة/الملحمة في نشيدها الأول الموسوم (البحر) ومفتتحه (أبصر كيف مر أولُ الطيور فوقنا – ودار دورتين قبل أن يغيبَ، في عتمة النور وفي حديقة المغيب – وكانت الشمس على المياه أمشاجاً من الفوسفور و اللهيب – تغرب من قلب مياه الأفق الغربي – حديقةً وهمية الثمار) إلى أن يصل إلى (ثم رأينا أول الهدايا – ظلَّ وجودٍ دون تحقيقٍ وأمشاج...ورغم إشارة الشاعر في الصفحة 37 من الطبعة المنقحة الصادرة عن دار مدارات في 2010 أن "وجود هذه الإيماءات في القصيدة يختلف عن وجودها في مراجعها" إلا أن قصيدة العودة إلى سنار مثلها مثل أي ملحمة طرزت شعريتها الهامسة/ الصاخبة معاً بصياغات تحويرية لتوليفة جمعت الديني، الأسطوري، الصوفي، الحكاية الشعبية، الطوطم إضافة إلى موجودات الطبيعة البكر من أشجار وجبال وحيوانات من مختلف المسافات الزمانية، المكانية والحضارية. فهو هنا يفتتح بالمياه (البحر) والشمس التي كانت (أمشاجا على المياه) ثم تحولت إلى حديقة (وهمية الثمار)، ولكنه لا يلبث أن يشير إلى بدايات التكون (ثم رأينا أول الهدايا، ظل وجودٍ "دون تحقيقٍ")..هكذا وبهذه الصيغة التقريرية المباشرة!! فالعبارة لا تقترب بأي شكل من شعرية عبد الحي ولكن ورودها في الطبعة الأخيرة يشير إلى أن الشاعر تعمَّد أن يؤكد على أن القصيدة مفتتح لمشروع لا تحده الأجناس الأدبية والبحثية وأنه مستعد للتضحية بتجليات شعرية(في حدود) في سبيل وضوح طرحه لمفهوم بروز وتطور الهوية.
النشيد الخامس (الصبح) يأتي كخاتمة للقصيدة وهو أشبه بمفتتح لقصيدة أخرى لم تكتب ولكن الشاعر يراها (في ما يرى الشاعر) ، (شجراً أرى وأرى القوارب فوق ماء النهر، والزرّاعَ في الوادي، وأعراساً تقامُ، ومأتماً في الحيِّ، والأطفال في الساحات، والأرواحَ في ظل الشجيرة، في الظهيرة حيث يبتدئ الحديث برنَّة اللغة القديمة) حتى يقول (وتموجُ في دَعَةٍ فلا شيءٌ نشاز، كل شيءٍ مقطعٌ وإشارةٌ تمتد من وترٍ إلى وترٍ على قيثارة الأرض العظيمة). هذه الصورة الواضحة المعالم المنضبطة إلى حد الكمال هي اليوتوبيا التي يتنبأ الشاعر بأنها ستكون صيرورة ومآل حال أهل المدينة (سنار – السودان) حسب ما تفترضها المكونات والعناصر الواردة في مفتتح القصيدة والأناشيد الثلاثة الأخرى، مع ملاحظة النبرة الجازمة في آخر النشيد الختامي (فلا شيءٌ نشازٌ، كل شيءٍ مقطعٌ، وإشارةٌ تمتد من وترٍ إلى وترٍ على قيثارة الأرض العظيمة) ومقارنتها بمقطع من النشيد الرابع (الحلم) حيث يتساءل في حيرة (حلمٌ، رؤىً وهميةٌ، حقٌ، ماذا أكون بغير هذا الصوت؟ هذا الرمز؟ هذا العبء يخلقني وأخلقه على وجه المدينة؟). هنا نسأل أنفسنا قراء، متلقين، نقاداً وشعراء (لأننا لا نملك أن نسأل شاعر القصيدة الملحمة الآن) كيف نقرأ العودة إلى سنار بعد قيام دولة جنوب السودان ومع النزوع المتزايد هنا وهناك نحو الهوية المستندة إلى العناصر الأولية (المكونات) وأنا هنا أتحدث عنها من حيث موقعها في المعادلة التكوينية التي يقترحها معظم إن لم نقل كل القراءات لقصيدة العودة إلى سنار؟ ============================================== بالإضافة إلى ما ذكر أعلاه فقد تضمنت تأملات مدني في العودة إلى سنار:
عبدالحي يتعامل مع تساؤلاته هو نفسه مع إشكال الهوية ولا يجيب على سؤال الهوية بل يلقي عليه الضوء عبر أسئلة نوعية دون أن يجيب عليها .. كأنه يعطي الناس خيارات.
حاول البعض أن يخرجوا بالعودة إلى سنار لأكثر من موضوع الهوية ولا بد لمثل عبدالحي لمظان أخري ما بين نشيدي البحر والصبح أن يستعرض كل قدراته الإبداعية مستعينا بمخزونه الثقافي الغزير واستفادته من تبحره في علوم الدين الإسلامي وثقافته الشاملة واستخدامه المحكم للأسطورة، ويجب ألا يغيب أن عبد الحي كان حينها في شرخ الشباب .
استفاد عبد الحي من جملة من المعتقدات وثقافته على كل المستويات والفكرة المركزية ربط كل هذا بالأسطورة .
الأتون الذي اعتملت فيه القدرات الشعرية لعبد الحي وتركيزه على مركزية سنار كبوتقة لفهمه للإنسان السوداني.
أعتبر أن العودة إلى سنار هي مفتاح في مسألة الهوية وسؤالالهوية بكل تعقيداتها وتعقيداته
| |
|
|
|
|
|
|
Re: صور وتوثيق أمسية النادي الأدبي بالرياض احتفاءً بـ عبد الحي (Re: Mohamed Abdelgaleel)
|
ثم تحديث في الأمسية الشاعر محمد جميل .. قال:
حول المعنى الثقافي للغابة والصحراء التعبير الشعري بوصفه معرفة لا يصدق إلا في وصف الهوية ربما ضمن مستوى رمزي ، فالشعر حين يختبر المعرفة ويتصدر كنهها يعجز بالضرورة عن تمثلها ، وإن كان في نفس الوقت من أهم التعبيرات التي تعكس تأويلها .
شكلت تجربة محمد عبد الحي في التعبير عن الهوية اختراقا للمسكوت عنه ، وكان هذا الاختراق جماليا ومعرفيا في نفس الوقت . فما قاله شعرا كان من تابوهات الثقافة التاريخية الشعبوية لسودان الوسط والشمال ، أي الثقافة العربية، لكن الهوية التي أنتجها عبد الحي في شعره كانت تمثلا جماليا لمكون من مكونات الهوية السودانية . ولقد جاءت الزنوجة والإفريقانية كعنصر في سياق دلالة على هوية الوسط . وبطبيعة الحال لم يكن هذا التعريف الشعري يتضمن هويات زنجية أخرى صرفة في الجنوب والغرب ، أي أن محمد عبد الحي كان يختبر هوية ناقصة ويعيد تفسير مكون مسكوتا عنه في هوية سودان الوسط .
وهذا يفسر لنا ربما توقف عبد الحي شخصيا عن مدرسة الغابة والصحراء عندما أدرك أن التمثل المزدوج للهوية السودانية ، لم يكن تمثلا يستقطب مكونات السودان السياسي والجغرافي ، مايعني بالضرورة أن الغابة والصحراء كانت تجربة لغوية جسورة واجهت الثقافة الشعبوية العربية في شمال السودان بمكون آخر كان بمثابة التابو في ماهو معلن من سرديات تلك الثقافة العربية . نجح عبد الحي في مقاربة هوية ما للسودان عبر الشعر ، وبعيدا عن الايدلوجيا ، لكن نجاحه هذا أدرج الهوية الزنجية للسودان مشروطة بالإندماج في الهوية العربية أي لم يكن هناك حديث عن هوية زنجية ناجزة وخالصة في مكونات السودان السياسي ضمن رؤيته للأنا السودانية .
كانت الغابة والصحراء انتهاكا للهوية العربية السودانية المفترضة ، والمتخيلة ، وتعبيرا جسد اعترافا بالزنوجة في إطار مشروط بالعروبة ومندمج فيها.
إن الغابة والصحراء في المعنى الثقافي لدلالتها حاولت أن تعبر في فضاء عربي بهوية مزدوجة ، لكن تعبيرها ذاك كان في تأويله الأخير إعادة تعريف بهوية ناقصة في بلد لا تزال للزنوجة فيه هوية محضة ومتماسكة .
هناك شاعر سوداني آخر حاول أن يشتق سياقا عربيا للتعبير عن الزنوجة في الشعرية العربية هو الشاعر محمد الفيتوري في بداياته الأفريقية ، لاسيما في قصيدته الشهيرة التي يقول فيها: (قلها لا تخجل لا تخجل ، قلها في وجه البشرية أنا زنجي أبي زنجي الجد وأمي زنجية أنا أسود أسود لكني حر امتلك الحرية).
ثم القى الشاعر محمد جميل رائعته بلد من غبار التي كتبها لعبد الحي والتي يقول فيها :
إلى صاحب : (العودة إلى سِنـِّار)* كانطِفَاءِ المَصَابيحِ في لَيْلةٍ ضلَّ عنها النَّهارْ تسْتَرِيحُ الغُيُومُ على جَسَدٍ أطفأته الرِّيَاحْ شَاخِصَاً للتــَّجـلِي كَمَا الرُوح حِينَ يَشُـفُّ الحِجَابْ لمْ يَكُنْ جَسَداً كالتماثيلِ أوْ هَيْكَلاً في بَقايَا إهَابْ كانَ مَحْضَاً مِنَ الرُّوُحِ .. طَيَفَاً سَرَى وَمْضَةً في سَمَاءِ الغُيُوبْ لَمْحَةٌ مِنْ سَرَابْ. لم يَكنْ خَيْطَ فَجْرٍ تــّوهنَ في آخِرِ الليلِ أو غَسَقـاً في الدُّرُوبْ كان شمسَاً .... نهارْ ورُهُامَاً تـَنـّـزلَ في غابةِ الرُّوُحِ زَخَّاتِ عِشِق ٍ ترشُ على جَسدِ الأرضِ ما تـَشـْتـَهِيه الثمَارْ المُنىَ ، والهَوَى ، والصَبَابَاتُ ... بَعْضٌ مِنَ العِشقِ أغنيَةٌ لِلفُصُولْ والمَدىَ هـيْـنـَماتٌ تُرَدِدُ أصْدَاءَها في الدُّجَى حَمْحَمَاتُ الخِيُولْ وعلى غَسَقِ الفَجْرِ تُوُحِي لـ " سِّـنـّار ". و(سِّـنـّار) تصغي إليكْ لعلَّ الصُّوُىَ بَاقِيَاتٌ علىَ سِّكَةِ ِ العَابِرِيِنْ إلى تاج سنار و" سنار" بوابة العاشقين. إلى بَلَد ٍ حَافِلاً يَلتَـقِيِكَ بِقَرِعِ الطُبُوُلْ والصَّدىَ أغْنـَيَاتْ رَاقِصَاتٌ علىَ هَيْكَلِ " الـِّـزنـج " و الناي مِمَّا تُغـِّنى " الرُّعَاةْ " طالِعَاً مِنْ ظَلَامِ القُرُونِ إلى زِينـَة ٍ في النهارْ *** هو الآنَ يا ابنَ " السَّمَنْدَلِ " بَعْدَكَ بين الصُّوَى بَلَدٌ مِنْ غُبَارْ
| |
|
|
|
|
|
|
Re: صور وتوثيق أمسية النادي الأدبي بالرياض احتفاءً بـ عبد الحي (Re: Mohamed Abdelgaleel)
|
وقبل نهاية الأمسية أعطيب الفرصة للدكتورة شيراز لقراءة ختامية لمقاطع من العودة إلى سنار .. فقسمت الفرصة بين الرد على سؤال الأستاذ/ أسامة يس وقراءة مقطع
وقد جاء سوال اسامة كما يلي: لفتت انتباهي بعض العبارات والإشارات مثل: عبارة الثور الإلهي التي قرأتها د. شيراز وهي ليست موجودة في الديوان الذي بيدي؟ يذكر الشاعر أيضاً اللهب المقدس والنار المقدسة وهي فكرة وثنية لا تمت إلى الإسلام بصلة ..!!
قالت شيراز:
- قبل أن أقرأ نصاً ختاميا أريد أن أعلق على الأستاذ الذي تحدث عن الثور الإلهي والنار المقدسة رغماً عن اننى لست بناقدة ولا متخصصة بل محض قارئه سودانية :لدينا في جنوب السودان قبائل كثيرة منها قبيلة الدينكا وغيرها من الذين يدينون بشتى الديانات الأفريقية والوثنية ولديهم رموز مقدسة كالثور المقدس ولديهم من الطقوس والموسيقي الدينية ما لا يمت للإسلام بصلة ...وقبائل أخرى في أقصى الغرب والشرق والشمال ممن لديهم مدارس ومذاهب صوفيه...ربما ليست إسلاما او إسلاما مختلفا ولكن في حقيقة الأمر فهذا هو السودان وهذه حقيقتنا...وواقعنا...وشعرنا كالعودة إلى سنار يعبر عن هذا الواقع وهذا التلون والتعدد الإثني والديني واختلاف الموسيقي والألوان السودانية....لاحظت أن المهندس أسامة اختار عبارات معينه من الكتاب وبنى عليها مداخلته ...ولو قرأ الكتاب جيدا سيجد في الحواشي التي كتبها الكاتب بنفسه كثير من الشرح فمثلا عبارة : ببنات البحر ضاجعن إله البحر في الرغو سيجد انه أشار إلى أنها عن قصيدة " ييتس" بتصرف...وهكذا...لذا هذه دعوة للتأمل والقراءة والتفكر في الآخر المختلف بعيدا عن الإقصاء والنعوت.... وما لنا إلا أن نقول: - مَرحى .. تُطلُّ الشمسُ هذا الصبحُ من أُفْقِ القَبول لُغة على جسد المياه ووهجُ مِصبَاحٍ منَ البلور في لَيلِ الجذورْ و بعضُ إيماءٍ ورمزٍ مُستحيلْ . اليومَ يا سنارُ أُقبلُ فيكِ أيامي بما فيها من العُشْبِ الطُّفُيلِيِّ الذي يهتزُّ تحتَ غصونِ أشجارِ ... البريقْ اليوم أقبلُ فيك كلَّ الوحْلِ واللَّهَبِ المُقَدّسِ في دمائِكِ ، في دمائي أحنو على الرملِ اليبيسِ كما حَنوتُ علَى مواسِمِكِ الثرية بالتدفُّقِ والنَّماء وَأقولُ ، يا شمسَ القَبولِ توهَّجي في القلبِ ، صفِّيني ، وصفِّي من غبارٍ داكِنٍ : لُغتي ، غِنائي =======================================
شكر محمد النادي الأدبي والحضور وقرأ:
هو الموت يسعى الينا بلا قدم.. في الدجى والنهار ولدنا له ناضجين استدرنا له.. فلماذا البكاء، أتبكي الثمار.. إذا اقبل الصيف يحقنها في الخلايا بنار الدمار
كلمات شعري لم يجئ يوما ًبها أنبيقُ ساحر تلك القوارير القديمة لم أهجنها ولا تلك المباخر أنتهت الأمسية برضى ظاهر من الحضور الكبير وخرج الجميع يتجاذبون الحديث حول ما دار في بهو النادي وهم يستعرضون اللوحات التشكيلية ولسان حالهم يشكر أدبي الرياض
| |
|
|
|
|
|
|
Re: صور وتوثيق أمسية النادي الأدبي بالرياض احتفاءً بـ عبد الحي (Re: Mohamed Abdelgaleel)
|
الأستاذة عائشة السعيد والأديب السعودي محمد السحيمي في حديث بعد نهاية الندوة مباشرة
في صالة المعرض التشكيلي قبل بداية الندوة ويظهر في الصورة من اليمين:
الشاعر محمد جميل / محمد عبدالجليل/ د. عبدالله الوشمي رئيس النادي الأدبي وأحد أعضاء مجلس إدارة النادي
د. حاتم وبرفقته أبنيه معتز وبدر وأمامهم عدد من نسخ الطبعة الجديدة من العودة إلى سنار التي صدرت مؤخراً عن دار مدارات للطباعة والنشر والتوزيع بالخرطوم العام الماضي 2010م
| |
|
|
|
|
|
|
Re: صور وتوثيق أمسية النادي الأدبي بالرياض احتفاءً بـ عبد الحي (Re: Mohamed Abdelgaleel)
|
...إن لم تخني الذاكرة...تنتهي "العودة إلى سنار" بالمقطع التالي:
"...الشمس تسبح في نقاء حضورها وعلى غصون القلب عائلة الطيور ولمعة سحرية في الريح والأشياء تبحر في قداستها الحميمة وتموج في دعة ولا شيء نشاز كل شيء مقطع وإشارة تمتد من وتر إلى وتر على قيثارة الأرض العظيمة."
بالله عليكم، كيف يكتب الشعراء الشعر بعد هذا؟ شكرا، محمد، لكم جميعا على هذا الإحتفال الرصين حقا بهذا الشاعر الأسطورة.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: صور وتوثيق أمسية النادي الأدبي بالرياض احتفاءً بـ عبد الحي (Re: موسى أحمد مروح)
|
الاخ - موسى أحمد مروح - تحياتي لك ورمضان كريم.. وذاكرتك تمام لم تسقط شيئاً فقد ابدلت الفاء بالواو .. فلا شيء نشاز
"...الشمس تسبح في نقاء حضورها وعلى غصون القلب عائلة الطيور ولمعة سحرية في الريح والأشياء تبحر في قداستها الحميمة وتموج في دعة فلا شيء نشاز كل شيء مقطع وإشارة تمتد من وتر إلى وتر على قيثارة الأرض العظيمة."
ومعك يا له من شعر مقطر .. أنظر (غصون القلب)
فالنقرأ سنار من أولو جديد فنحن في عصر تيه الهوية
| |
|
|
|
|
|
|
Re: صور وتوثيق أمسية النادي الأدبي بالرياض احتفاءً بـ عبد الحي (Re: Mohamed Abdelgaleel)
|
التحية للصديق عصمت الصادق على رفد هذا الخيط بعدد من الصور الواضحة أعلاه وأدناه أيضا ====================================
بدوىُّ أنتَ ؟" "لا –" - " من بلاد الزَّنج ؟" " لا –" أنا منكم. تائه’’ عاد يغنِّى بلسانٍ ويصلَّى بلسانٍ من بحارٍ نائياتٍ لم تنرْ فى صمتها الأخضرِ أحلامُ المواني. كافراً تهتُ سنيناً وسنينا مستعيراً لى لساناً وعيونا باحثاً بين قصور الماء عن ساحرةِ الماء الغريبه مذعناً للرِّيح فى تجويف جمجمة البحر الرهيبه حالماً فيها بأرض جعلت للغرباء -تتلاشى تحت ضوء الشمس كى تولد من نار المساءْ _ ببناتِ البحر ضاجعنَ إله البحر فى الرغو… إلى آخِرِهِ ممّا يغنِّى الشعراءْ!
| |
|
|
|
|
|
|
Re: صور وتوثيق أمسية النادي الأدبي بالرياض احتفاءً بـ عبد الحي (Re: كمال علي ابراهيم)
|
Quote: كانت جديرة بالمشاهدة ولكن . .
الجفلن خلهن اقرع الواقفات |
الزملاء الأعزاء - تحياتي لتأخر الرد على مداخلاتكم، فقد حاولت أن أستعجل نقل الندوة ومن ثم أعود للمداخلات ولنكمل عبر القراءة المتأنية ما قصرت الأمسية عن تغطيته من جوانب هذا الشاعر المبدع والإنسان العملاق --------------------
الاخ/ عبدالله ود البوش .. تحياتي لك ولعلنا نفلح في نقل فعاليات الأمسية التي حاولت أن تقدم السودان في سياق شعري بتقديم أحد رموز الأدب والشعر في السودان وسط جمهور من السعوديين وجنسيات عربية أخرى، فالإبداع حالة نادرة في كل مكان، وعبدالحي ورفاقه من جيل الخمسينيات والستينيات من القرن المنصرم صلاح أحمد إبراهيم، النور عثمان أبكر ومحمد المكي أبراهيم اسماء في قلب حياتنا الأدبية وبتقديمهم للعالم ستطول قامتنا فلماذا لا نفعل الآن بعد أن تأخرنا كثيرا في إبراز مبدعينا الكبار.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: صور وتوثيق أمسية النادي الأدبي بالرياض احتفاءً بـ عبد الحي (Re: Mohamed Abdelgaleel)
|
كتب الاخ خالد المحرب:
Quote: كانت ليله فيها شرح وافى من المتداخلين لشعر د عبد الحى وهو يجسد الهويه السودانيه بكل تفاصيلها التى لايعرفها الا القليل من اخوانا العرب شكرا الاستاذه عشه موسى على المداخله الجميله التى بديتى بها من اول حب ان فارق عبد الحى هذه الدنيا شكرا اخونا عبد الجليل |
الاخ - خالد - تحياتي لك
العودة إلى سنار خصوصاً وشعر عبدالحي عموماً حيّر الشُراح والنقاد والدارسين، ووقت الندوة لم يكن يسمح بإعطاء العودة حقها ولكنها سانحة تم فيها عرض مقاطع من العودة وسيرة عبدالحي في حياته القصيرة العميقة وبعض الملامح للواقع الذي أبدع فيه القصيدة .. ساعد المسألة أنها تمت أمام جمهور ذكي وعلى صلة يومية بالإبداع .. خرج جمهور الأمسية إلى أهله مسروراً للحد الذي يؤكد أنهم قد أصغوا حتى لما لم تقله الأمسية.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: صور وتوثيق أمسية النادي الأدبي بالرياض احتفاءً بـ عبد الحي (Re: Mohamed Abdelgaleel)
|
Quote: تهانينا !! فقد كانت أمسية رائعة لعلم سناري ورمز قومي شكراً لكم جميعاً على هذا الابداع أخي محمد وكم أحزنني عدم الحضور |
الاخ - كمال - تحياتي لك،
كانت سانحة لوقفة مع العودة إلى سنار في أدبي الرياض ووسط حضور كبير ومقدر وفي توقيت يعني فيه تناول العودة إلى سنار ما يعني.
ربما يكون هنالك تقصير من الجمعية في إيصال خبر الأمسية كما ينبغي .. فاليكمل التوثيق والنشر عبر الوسائط الإعلامية هذا التقصير .. ومعاً ليكون القادم أكثر إحكاما دعوات وتناول.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: صور وتوثيق أمسية النادي الأدبي بالرياض احتفاءً بـ عبد الحي (Re: Mohamed Abdelgaleel)
|
معتز حاتم .. وأمامه العودة إلى سنار الطبعة الجديدة 2010م
فافتحوا، حراس سنار، أفتحوا للعائد الليلة أبواب المدينة أفتحواالليلة أبواب المدينة أفتحوا ....
إننا نفتح يا طارق أبواب المدينة إن تكن منا عرفناك، عرفنا وجهنا فيك: فأهلا بالرجوع للربوع وإذا كنت غريبا بيننا إننا نسعد بالضيف نُفديه بأرواح وأبناء ومال فتعال
قد فتحنا لك يا طارق أبواب المدينة قد فتحنا لك يا طارق قد فتحنا
| |
|
|
|
|
|
|
Re: صور وتوثيق أمسية النادي الأدبي بالرياض احتفاءً بـ عبد الحي (Re: Mohamed Abdelgaleel)
|
قال الشاعر محمد مدني:
استخدم عبد الحي في العودة إلى سنار لحماً وسداة لجسد القصيدة تشكل من نسيج انتقاه الشاعر بأناة وحصافة، مستعيناً بإمكاناته الأكاديمية وثقافته الواسعة ليعالق بين مجموعة من المعتقدات والأساطير والحكايات الشعبية والتاريخ والفلسفة، من مختلف المسافات الزمانية، المكانية والحضارية، ولكنه لم يستسلم لشرك جاهزية المعارف الأكاديمية واكتمالها وبالتالي تقريريتها، فأعمل شعرية عالية في البنائين الشكلي واللغوي أنتجت تفاعلاً فذاً بين الإبداعي، المعرفي والفكري في ملحمة شعرية هي العودة إلى سنار.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: صور وتوثيق أمسية النادي الأدبي بالرياض احتفاءً بـ عبد الحي (Re: Mohamed Abdelgaleel)
|
كما قال الشاعر محمد جميل:
شكلت تجربة محمد عبد الحي في التعبير عن الهوية اختراقا للمسكوت عنه ، وكان هذا الاختراق جماليا ومعرفيا في نفس الوقت . فما قاله شعرا كان من تابوهات الثقافة التاريخية الشعبوية لسودان الوسط والشمال ، أي الثقافة العربية، لكن الهوية التي أنتجها عبد الحي في شعره كانت تمثلا جماليا لمكون من مكونات الهوية السودانية . ولقد جاءت الزنوجة والإفريقانية كعنصر في سياق دلالة على هوية الوسط . وبطبيعة الحال لم يكن هذا التعريف الشعري يتضمن هويات زنجية أخرى صرفة في الجنوب والغرب ، أي أن محمد عبد الحي كان يختبر هوية ناقصة ويعيد تفسير مكون مسكوتا عنه في هوية سودان الوسط .
وهذا يفسر لنا ربما توقف عبد الحي شخصيا عن مدرسة الغابة والصحراء عندما أدرك أن التمثل المزدوج للهوية السودانية ، لم يكن تمثلا يستقطب مكونات السودان السياسي والجغرافي ، مايعني بالضرورة أن الغابة والصحراء كانت تجربة لغوية جسورة واجهت الثقافة الشعبوية العربية في شمال السودان بمكون آخر كان بمثابة التابو في ماهو معلن من سرديات تلك الثقافة العربية .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: صور وتوثيق أمسية النادي الأدبي بالرياض احتفاءً بـ عبد الحي (Re: طارق ميرغني)
|
الأخ الفنان - طارق ميرغني - تحياتي لك وللأسرة ورمضان كريم
كان مساءً للتأمل في العودة إلى سنار رائعة عبدالحي التــي صاغها من دفق روحه وهو في الثامنة عشرة من عمره ومذاك مرت ثمانية وأربعون عاماً ولا زالت سنار وجلة من القادم والقسـى موجهة لصدور الاخوة الأعداء .. ولا زالت لغة حرب حرب تتعالـى كاشفة عن جهل أعمى بطبيعة إنسان سنار الماضي الحاضــــــر والمستقبل
آمل أن تكونوا حاضرين في القادمات .. فلا زال أمام الجمعية السودانية للثقافة والآداب والفنون مقترح لدعوات قادمات:
محمد المكي إبراهيم فضيلي جماع
وأمسيات قادمات حول تجارب: التجاني يوسف بشير محمد المهدي المجذوب صلاح أحمد إبراهيم الدوش
| |
|
|
|
|
|
|
Re: صور وتوثيق أمسية النادي الأدبي بالرياض احتفاءً بـ عبد الحي (Re: طارق ميرغني)
|
الأخ الفنان - طارق ميرغني - تحياتي لك وللأسرة ورمضان كريم
كان مساءً للتأمل في العودة إلى سنار رائعة عبدالحي التــي صاغها من دفق روحه وهو في الثامنة عشرة من عمره ومذاك مرت ثمانية وأربعون عاماً ولا زالت سنار وجلة من القادم والقسـى موجهة لصدور الاخوة الأعداء .. ولا زالت لغة حرب حرب تتعالـى كاشفة عن جهل أعمى بطبيعة إنسان سنار الماضي الحاضــــــر والمستقبل
آمل أن تكونوا حاضرين في القادمات .. فلا زال أمام الجمعية السودانية للثقافة والآداب والفنون مقترح لدعوات قادمات:
محمد المكي إبراهيم فضيلي جماع
وأمسيات قادمات حول تجارب: التجاني يوسف بشير محمد المهدي المجذوب صلاح أحمد إبراهيم الدوش
| |
|
|
|
|
|
|
Re: صور وتوثيق أمسية النادي الأدبي بالرياض احتفاءً بـ عبد الحي (Re: خالد العبيد)
|
Quote: ماعدا محمد مدني ماعايزو معاو كلو كلو! |
الاخ - خالد العبيد - تحياتي لك،
ليتك لو كنت معنا .. لفاديناك لقاء محمد مدني، ولحضرت أمسية سودانية الوجه واليد واللسان في قلب الرياض .. فقد كانت العودة والجذر القديم وروح عبدالحي هناك (فلا شيء نشاز) كأن وديعته بدار الوثائق المركزية قد أدخرت لمثل هذا المساء، ولولا ضيق الوقت لذهبت الأمسية صوب التأويلات الجديدة البعيدة فقد كان كل شيء في مكانه، وكل شيء في مكانه بديع.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: صور وتوثيق أمسية النادي الأدبي بالرياض احتفاءً بـ عبد الحي (Re: عائشة موسي السعيد)
|
كتب الأستاذ/محمد السحيمي:
كنت أقول دوما بأن الشعر العربي كتب ليغنى...فهو مموسق معظمه مقفى ويصلح للحن...اما الشعر السوداني فهو ملحمي/أسطوري يصور قبل أن يموسق أو يغنى، فهو الشعر العربي الملحمي الذي نرى فيه العمق الصوفي، الحياة الاجتماعية السودانية ، والرموز القبلية وهو مشروع بحث إنساني متكامل . كما في كتابات الطيب صالح في بندر شاه مثلا حيث العمق الصوفي والحياة السودانية بتنوعها...وعبد الحي غلب عليه ايضا العمق الصوفي الذي يعتبر احد أصول الدين فى السودان..وهذا واضح فيما ذكرته الأستاذة عائشة حول رؤيته في المنام للإمام البصيري مثلا.
=============================================================================
لامست مداخلة الأستاذ السحيمي موضوع الأمسية: تأملات في العودة إلى سنار لا سيما إذا أخذنا في الاعتبار لغة/رموز/إشارات العودة إلى سنار أمام قاريء جديد للقصيدة، وطرح السحيمي بعض النقاط التي قد تثير جدلا مثل قوله:
الشعر العربي كتب ليُغنى الشعر السوداني ملحمي أسطوري الشعر العربي السوداني الصوفي
طرح السحيمي هذه الاشكاليات قبل أن يجد وقتاً يتأمل فيه العودة ببداءتها الأولى والنجوم في مشيمة السماء ولا الشيخ إسماعيل ولا ذاك السناري العائد يغني بلسان ويصلى بلسان أو الهدايا التي تفتح ألف فضاء :
مسبحة من أسنان الموتى إبريقا جمجمة ..
ثم قال السحيمي:
الرموز القبلية وهو مشروع بحث إنساني متكامل
| |
|
|
|
|
|
|
Re: صور وتوثيق أمسية النادي الأدبي بالرياض احتفاءً بـ عبد الحي (Re: Mohamed Abdelgaleel)
|
كتبت الأستاذة هدى محمد حامد التي تعرفت عليها عبر هذا الخيط:
لمسة وفاء لعبد الحي:
ما بين _ الغابة والصحراء _ رؤى إبداعية تتجدد دوماً ، كلما قرأت لعبد الحي .. أكتشف عوالماً جديدة ، ونكهة مختلفة لم أعرفها ، كأنني أطالع شعراً غير الذي عرفت. أجدني أحلق في سماوات من الإبداع .. المتناهي لأتوقف عند بوابة سنار ..أقلب صفحات التاريخ والحضارة والماضي البعيد .. سنار اللغة ، حديثها وقديمها .. سنار الرمز الذي جعل هذا الشعر وكاتبه متفرداً .. وفي الزوايا أتأمل المكان بحثاً عن طائر النار .. عله ورفيقة دربه ، فراشته العاشقة في عناق أبدي .. تلك الأسطورة الخالدة أجد فيها إستمرارية
. لعبد الحي
" النار وطن العشاق"
" يتفتح في قلب الظلمة "
" حيث السمندل والفراشة "
" شيء واحد "
" زهرة نارية "
" في الليل الأبدي "
عبد الحي وخلال ترحاله الكثير في كل بقاع السودان " مع والده " الذي يتنقل بين مدن الوطن ،إختزن , كل الإرث المرتبط بالثقافات السودانية المتباينة ، وبقيت كما هي في الذاكرة .. وعندما بدأ كتابة الشعر ، أسقط تلك الذكريات والرؤى في قصائده كما رآها منذ الطفولة،
حدود الكلام وحدود الحجر
في سماوات ذاكرة العُشبِ والصقرُ في الشمسِ، في
الشمسِ تُعرى الصخور ، وتُعرى الطيور ، وتُعرى نساء
الشجر ، والطيور الكبيرةُ في حافة الأرض ، في حافة
النهر ، والنهرُ أخضرُ ، والأرض داكنةٌ والسماءُ أزرقُ
الجلدِ ، رَنَّ وأشرق ، لا شيء غير الحجارة ، والماءِ
والريحِ تسري الدماءُ الخفيةُ بنت السمندل
تسري الدماءْ
في الصخور العظيمةِ تملؤها الأنجم المعدنيةُ
واللغةُ الأزليةُ : كيف تحجرَّ صوتُ البراكين فيها؟
وتأتي الرياح لتكتبَ تاريخها فوقها ، وتواريخ كل السفر
الصخور العظيمة والريح ، والنارُ بينهما، والحضارةُ
التي رقرق الماءُ ألوانها والرُّتيلاءُ ، والصُرصرُ الذهبيُ
وصلصلةُ الشمسِ في الريحِ ، والطيرُ تعرفُ سرَّ
الفصول : وكلَّ الذي كان قبل البشر
وكثيراً ما كان عبد الحي ، يصرح بل يؤكد نزوعه إلى الصوفية .. التي تعلق بها وجدانه .. حيث استقاها من مناحي شتى .. منها، رسائل اخوان الصفا كمثال .. وتلك النزعة الصوفية تتجلى في الكثير من شعره .. مثل " معلقة الإشارات " وأيضاً في ديوانه " الله في زمن العنف " عبد الحي أسس لمدرسة خاصة .. تمثل إبداعاته المتفردة .. ولأنه جمع مميزات شتى ، لم تجتمع كلها في شعر الآخرين من رفاقه " جماعة الغابة والصحراء " فاللقاء جاء لتشابه بعض الأفكار بينهم ، وبروزهم خلال حقبة زمنية واحدة .. تعمق كثيراً في تعلقه بهوية السودان الزنجي _ العربي ولم يكن يرجح كفة العروبة على الزنجية ، وبالعكس وهذا نجده بارزاً في ديوانه " العودة إلى سنار
بدوىِّ أنتَ ؟
_ لا ،
من بلاد الزنج ؟
_ لا ،
. أنا منكم
تائه عاد يغني بلسان
.. ويصلي بلسان
وفي جانب الحضارة والإرث التاريخي الذي علِقَ بذهن الشاعر منذ الطفولة ، نجده واضحاً في النشيد الأول : البحر
:_ الليلة يستقبلني أهلي
أهدوني مسبحةً من أسنان الموتى
، إبريقاً جمجمةً
، ومصلَّى من جلد الجاموس
رمزاً يلمعُ بين النخلةِ والأبنوسْ
لغة تطلعُ مثل الرُمحْ
من جسدِ الأرضِ
وعبرَ سماءِ الجُرح
.. الليلة يستقبلني أهلي
ويستمر في سرده المنساب الذي أستشعر منه عبق الماضي مرتبطاً بالحاضر .. وتتوالى الأنشودة تعبر عن مكنون دواخله وحبه وتمسكه بالعودة إلى الجذور التي شكلت تلك الشخصية و ذلك الشعر المميز ، العودة لمدينته، الرمز والدين ، العقيدة والأسطورة حاملاً أحلامه وهمومه
في النشيد الثاني " المدينة " يقول الشاعر
: سألتُ ما سألتُ
هل ترى أرجعُ يوماً
لابساً صحوي حلماً
حاملاً حلمي هماً
في دجى الذاكرة الأولى وأحلام القبيلة
بين موتاي وأشكال أساطير الطفولة
أنا منكم . جرحكم جرحي
وقوسي قوسكم
وثنيٌّ مجّدَ الأرضَ _ وصوفي ضرير
مجّدَ الرؤيا ونيران الإله
. فافتحوا
: حراس سنار
افتحوا باب الدم الأول
كي تستقبل اللغة الأولى دماه
حيث بلوّرَ الحضور
لهبٌ أزرق
في عين
المياه
حيث الآفُ الطيور
نبعت من جسد النارِ
وغنتْ
في سماوات
.... الجباه
أما نشيده الثالث " الليل
فإحساسي به مختلف فهو يمثل لي مترادفات عن علاقة الخلق والموت والبعث ومدى إرتباطه بالأسطورة كما قرأتها بمفهومي ولغتي الكامنة بدواخلي ..
ويطبق الليل الذي _ يفتح
في الجمجمة البيضاء
خرافةً تعودُ
، وهلة و وهلةً
إلى نطفتها الأشياءُ
فيها ، وينضج اللهيبْ
في عظام شمسها
.. الفائرة الزرقاء
ويعبر السمندلُ الأحلامَ
في قميصه
المصنوع من شرار
النشيد الرابع .. الحلم
ما يلفتني في جزء منه ورود مفردة الثعبان .. وهي إشارة لا أود الخوض فيها الآن
لإرتباطها بموضوع آخر .. ربما بعد التأكد من بعض الأسماء التي أحتاج إلى التأكد منها
يقول الشاعر
يمد لي يديه
يقودني .. عبر رؤى عينيه
وعبر أدغال ليالي ذاتك القديمهْ
للذهبِ الكامن في صخورك العظيمة
فاحتمى _ كالنطفة الأولى _ بالصوَّرِ
الأولى التي تضيءُ
في الذاكرة الأولى
وفي سكونِ ذهنك النقي
، تمثالاً من العاجِ
، وزهرة
، وثعبانا مقدساً، وأبراجاً
وأشكالاً من الرخام والفخار
.........
..... إلى أن يقول
لغة فوق شفاه من ذهبٍ
أم نورٌ في شجرِ الحُلمِ المزهرْ
، عددَ حدودِ الذاكرةِ الكبرى
الذاكرةُ الأولى ؟
أم صوتي يتكور طفلاً .. كي يولدُ
في عتبات اللغةِ الزرقاءْ ؟
الترحال لأماكن متعددة ومتباينة .. سمح لعبد الحي رؤية أكثر الكائنات الحية إن لم أقل جميعها .. وشكلت هذه الرؤية الكثير من مفرداته التي وردت في الكثير من قصائده .. وحتى التى لم يرها مثل طائر السمندل .. وكان الأوفر حظاً لورود اسمه في الكثير من قصائده .. ذاك الطائر الأسطورة الذي ميز قصائد عبد الحي .. وأرتبط في أذهان الكثير ممن يطالعون دواوين شعره بشخصه .. وكان الإسم الذي اختاره لديوانه " .. السمندل يغني " والسمندل سيظل دوماً مغرداً في وجداننا ما دام في العمر أياماً أُخر ..
وأتابع مع النشيد الخامس الصبح
سنار
تُسفِرُ في
بلاد الصحو ، جُرحاً
أزرقاً ، قوساً ، حصاناً
أسودَ الأعرافِ ، فهداً قافزاً في
عتمةِ الدمِ ، معدناً في الشمسِ ، مئذنةً
نجوماً في عظامِ الصخرِ ، رُمحاً فوق مقبرةٍ
. كتابْ
رجعت طيورُ البحرِ فجراً من مسافات الغياب
البحرُ يحْلُمُ وحدهُ أحلامه الخضراء في فوضى العباب
البحرُ ؟ إنَّ البحرَ فينا خُضرةٌ
، حُلُمٌ ، هبولي
. في إنتظار طلوعها الأبدي في لغةِ الترابْ
______________
أنا لستُ بكاتبة ولا ناقدة .. فعبد الحي في المقام الأول أستاذي الذي تعلمت منه الكثير .. وقرأت أشعاره قبل أن أتعرف عليه وأنا طالبة في الثانوي العالي .. فلمست في مفرداته وطرحه ما شدني إلي قراءة ما يكتب ، وما يكتب عنه في المجلات العربية وصفحات الجرائد .. حتى حالفني الحظ وأنا طالبة في جامعة الخرطوم أن ألتقي به .. وكم تعاظمت سعادتي وفخري أن أكون ضمن القروب الذي كان تحت إشرافه ليدرسنا حتى العام : 1975 , فما كتبته عبارة عن لمحة وفاء لعبد الحي الإنسان .. الذي تواصلت علاقتي به بعد تخرجي وتعرفت على أسرته الرائعة .. الأستاذة عائشة موسى وأطفالهما وضاح وشيراز .. وأخوتهم .. ومن هنا أبعث لهم بكل الود والتقدير والإعزاز .. وأقول لهم :بكم سيظل عبد الحي موجوداً بما ترك من إرث ضخم .. فأنتم من يحفظه ويجدده ليظل لكل الأجيال القادمة تاريخاً ومعلماً يستفاد منه ونعلمه للأبناء من أجيال المستقبل . الراحل المقيم في أعماقنا .. وأتمنى أن يوثق لهذا الإنسان القامة ، والشاعر المتفرد في الوطن العربي .. حتى نحفظ هذا التراث كما ذكرت، لأجل الأجيال القادمة التي لم يسعفها الحظ أن تعاصر هكذا أديب وشاعر
| |
|
|
|
|
|
|
Re: صور وتوثيق أمسية النادي الأدبي بالرياض احتفاءً بـ عبد الحي (Re: Mohamed Abdelgaleel)
|
ترحموا معنا الليلة على فقيدنا محمدعبد الحي الذي أسلم الروح لبارئها في مثل هذا الوقت مساء الثلاثاء 23 اغسطس 1989م.
طيب الله ثراه وأبدله داراً وأهلاً خيرا مما ترك وراءه.
اللهم ارحمه واغفر له واكرم نُرُله في جناتِ عرضها السموات والأرض .
ولله ما أبقى ولله ماأخذ.
************ العزيزة هدى، أحسب ظهورك اليوم من حُسن الطالع ضمن ما قوبلنا به من حفاوة من أهل الرياض
وتعلمين ان الرياض كانت لي وأولادي نِعْم المأوى عندما ضاقت بنا الأرض التي ألفناها!
مداخلة قيمة تحمل بجانب المحبة والوفاء معرفة عميقة بسنار محمدعبد الحي وأعرف ان طلبته سمعوا منه
مالم نسمع. وأتركك لمحللي سنار رغم التواضع في كلماتك بأنك لستِ كاتبة او ناقدة.
ولك مني الحب والتحية.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: صور وتوثيق أمسية النادي الأدبي بالرياض احتفاءً بـ عبد الحي (Re: صلاح غريبة)
|
الاخ - صلاح غريبة - تحياتي لك ورمضان كريم
نعم كانت مناسبة عظيمة في ذكرى صاحب العودة إلى سنار وهو يحلم بوطن مختلف للجميع
سالتٌ ما سالتٌ هل ترى ارجع يوما لابسا صحوي حلما حاملا حلمي وهما في دجى الذاكرة الاولى واحلام القبيلة بين موتاي واشكال اساطير الطفولة انا منكمٌ جرحكم .. جرحي وقوسي.... قوسكم وثني مجد الارض .... وصوفي ضرير
| |
|
|
|
|
|
|
Re: صور وتوثيق أمسية النادي الأدبي بالرياض احتفاءً بـ عبد الحي (Re: Mohamed Abdelgaleel)
|
الأخ الأستاذ / عصمت العالم .. تحياتي لك
كشفت المحطات التي تناولتها الأستاذة عائشة موسى في مداخلتها بعض العوالم التي ساهمت في تعميق تجربة عبدالحي وأضفت عليها سحراً وجدة وسبك بديع.
ولا شك أن الندوة قد أثارت الفضول بأهمية قيام ندوة أخرى بعنوان محطات في مسيرة عبدالحي بزمن يسمح للأستاذة عائشة بالاستفاضة .. فعوالم عبدالحي لازالت تستثير الأمل بأن يبادر أحد المختصين بتناول العودة إلى سنـــار إضاءة ألفاظها، رموزها وإشاراتها كما فعل محمد مدني (جزئياً) في تلك الأمسية.
طرح الأستاذ ميرغني الشايب العديد من التساؤلات حول أهمية ألا يتم اختزال تجربة عبدالحي في العودة إلى سنار .. فهنالك أعماله الشعرية والنقدية الأخرى، ينبغي أن ينبه اختطاف العودة إلى سنار للأضوا ء إلى أخذ أعمال عبدالحي الشعرية والنقدية بما تستحقه من وقفات متعمقة تكشف الإرث الشعري والنقدي لعبدالحي.
محمد جميل أحمد، أحد الذين تناولوا تجربة عبدالحي بقراءات عميقة منذ أكثر من عشرة سنوات ولعله من الضروري في هذا الوقت الذي قامت فيه الأستاذ عائشة بتجميع وإتاحة الإرث الشعري والنقدي والثقافي لعبد الحي للباحثين .. أن يقوم جهد مواز لتجميع الدراسات الجادة حول تجربة عبدالحي فالإضافة تتطلب استقصاء الكتابات السابقة حول تجربة عبدالحي الشعرية والنقدية وسنار جزء أنفصل يوم 9 يوليو 2011م وأجزاء لم تستبن السبيل.
شكرا لك أخي عصمت أن طمأنتنا على أهمية ما قدمت ندوة الجمعية السودانية للثقافة والآداب والفنون حول عبدالحي في ذكراه الثانية والعشرين بالنادي الأدبي بالرياض، وحقيقية كنا نؤمل في كثير .. وفي انتظار عودتكم بعد إعادة القراءة .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: صور وتوثيق أمسية النادي الأدبي بالرياض احتفاءً بـ عبد الحي (Re: Mohamed Abdelgaleel)
|
حفلت مداخلة الأستاذ عائشة موسى بإشارات عديدة تفيد الباحثين في تجربة الشاعر محمد عبدالحي من خلال الوقوف على مراحل ومحطات أساسية في تشكيل ثقافته الواسعة وتوضيح المنهج الحياتي الذي اختطه لنفسه منذ وقت مبكر وانشغاله المستمر بمشكل الهوية وما كتب حولها من دراسات وبحوث ومخطوطات وكتابته للعودة إلى سنار واستمراره في الاشتغال عليها لوقت طويل، وإشارتها لإنشودته عريس المجد التي صدح بها الشارع السوداني وراء جثمان الشهيد الأول أحمد القرشي في ثورة 21 أكتوبر 1964م ، ثم جسارته في محاولات حفر مسارات جديدة في مسيرة الشعر غير عابئ برأي الناس ولا تصفيقهم وهو في زهو الشباب حيث يكون للتصفيق أثر وأيما أثر ولكن الرجل قد يمم شطر أفقه البعيد.
اختيار رسالته للماجستير عن الشاعر الاسكتلندي إدوين موير وتحمل متطلبات ذلك بل السعي حتى حتى تكلل المسعى بلقاء زوجة موير وما رفدته به من ما سماه عبدالحي بكنوز معرفية.
لم يثنه حصوله على الماجستير في الفلسفة بتوصية الترفيع للدكتوراه عن الانتقال لكلية برايزنوس بأكسفورد، فالمسألة ليست مجرد تحقيق الهدف المحدد بل عبر تدخله الإرادي وتحديد مناهج الوصول لذلك الهدف، وهنا لابد من النظر إلى قراره المبكر بالانتقال من كلية العلوم في جامعة الخرطوم إلى كلية الآداب رغم سيادة ثقافة أن المستقبل في الأولى.
إنجازه للعديد من المشروعات الثقافية إبان توليه إدارة مصلحة الثقافة 1976 (ثقافة الطفل – تطوير العمل المسرحي – تفعيل دور التشكيليين في المجتمع – معهد الموسيقى والمسرح – فرقة الأكروبات والفرق الشعبية - المراكز الثقافية الإقليمية – الملحق الثقافي للصحافة وبدء تقليد المهرجان الثقافي)* وذلك بالرغم من المناخ المعادي والحرب الضدية الشرسة من المستنكرين لتعامله مع السلطة العسكرية أو هذا أو ذاك من الأحزاب السياسية.
تبحره في علوم الدين واللغة العربية منذ وقت مبكر ثم .. الجسارة المنتبهة التي مكنته من الاستمرار في العطاء العلمي والفكري والثقافي والشعري بالرغم من المرض الذي أفقده النطق وحركة الجانب الأيمن .
هذه محطات سجلتها رفيقة دربه عائشة موسى في أمسية ذكراه الثانية والعشرين بأدبي الرياض ولعل تجربة عبدالحي العلمية والعملية والأدبية تلزم من يتناولها أن يضع ما قالته الأستاذة عائشة وغيرها من متناولي سيرته بجد في الاعتبار ففي مسائل المعرفة لا يجوز الابتسار ولا الإسقاط فالصورة تكتمل بالتفاصيل التي لم نلم بجزء يسير منها وتبقى عوالم عبدالحي الشعرية البعيدة مفتوحة للتأويل .. وستكون الوقفة التالية مع مداخلات الشاعرين الصديقين محمد جميل ومحمد مدني. ============================================================ • بالإضافة لما ورد فقد شهدت فترة تولي عبدالحي لمصلحة الثقافة ازدهار طباعة الكتاب بالمقارنة بما كان قبلها.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: صور وتوثيق أمسية النادي الأدبي بالرياض احتفاءً بـ عبد الحي (Re: Mohamed Abdelgaleel)
|
قال الشاعر محمد مدني: كون قصيدة العودة إلى سنار تتنسجها دلالات لا تنفك تحيل، و بشكل مركزي، إلى مساءلة مفاهيم الهوية، فهو في رأيي أمرٌ بدهي لا أرى سبباً للملل من تكراره بل ينبغي أن يٌعمل على اختراق أراضٍ جديدة لتأويلات أكثر جسارة وأقدر على محاورتها بانفتاح يتيح آفاقاً أرحب أمام المتلقي.
وستكون الوقفة التالية تأملات فيما طرحه الشاعر محمد مدني في أمسية تأملات في العودة إلى سنار
| |
|
|
|
|
|
|
Re: صور وتوثيق أمسية النادي الأدبي بالرياض احتفاءً بـ عبد الحي (Re: Mohamed Abdelgaleel)
|
من يا ترى يمنحني طائراً يحملني لمغاني وطني عبر شمس الملح والريح العقيم لغة تسطع بالحب القديم ثم كانت كلمة شاعر : نافذة لا تغري الشمس محمد مدني .. في تأملات نقدية في العودة إلى سنار بقراءة متأنية جديدة تكشف لماذا ظل عبدالحي يعيد مراجعة هذه الملحمة وقال: إن فضاءات العودة إلى سنار تتضمن مساءلة مفاهيم الهوية بشكل مركزي وتبقى مفتوحة لتأويلات في عوالم عبدالحي الفلسفية بلغتها المتفردة ورموزها وإشاراتها وأساطيرها من مختلف المسافات الزمانية، المكانية والحضارية مع الاحتفاظ بالشاعرية العالية .. الهامسة/ الصاخبة معاً بصياغات تحويرية لتوليفة جمعت الديني، الأسطوري، الصوفي، الحكاية الشعبية، الطوطم إضافة إلى موجودات الطبيعة البكر من أشجار وجبال وحيوانات .. عبر عوالم تعصف بأذهان متأملي العودة إلى سنار جميعاً قراء، متلقين، نقاداً وشعراء . وبالرغم من الحراك الراهن الذين يخلخل سنار الافتراضية وما اعتراها من انفصال الجنوب وبعض اقتتال هنا وهناك، يبقى في مسيرة ملحمة العودة إلى سنار عبر دروب طويلة عسيرة يقين بتحقق إكتشاف الحقيقية وعودة الأمر إلى جادة الاستقامة على وطن منسجم:
فلا شيءٌ نشازٌ، كل شيءٍ مقطعٌ، وإشارةٌ تمتد من وترٍ إلى وترٍ على قيثارة الأرض العظيمة .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: صور وتوثيق أمسية النادي الأدبي بالرياض احتفاءً بـ عبد الحي (Re: Mohamed Abdelgaleel)
|
محمد جميل: الكاتب والشاعر قال في تلك الأمسية:
• شكلت تجربة محمد عبد الحي في التعبير عن الهوية اختراقا للمسكوت عنه ، وكان هذا الاختراق جماليا ومعرفيا في نفس الوقت.
• الهوية التي أنتجها عبد الحي في شعره كانت تمثلا جماليا لمكون من مكونات الهوية السودانية . ولقد جاءت الزنوجة والإفريقانية كعنصر في سياق دلالة على هوية الوسط . وبطبيعة الحال لم يكن هذا التعريف الشعري يتضمن هويات زنجية أخرى صرفة في الجنوب والغرب ، أي أن محمد عبد الحي كان يختبر هوية ناقصة ويعيد تفسير مكون مسكوتا عنه في هوية سودان الوسط.
• نجح عبد الحي في مقاربة هوية ما للسودان عبر الشعر ، وبعيدا عن الايدلوجيا، لكن نجاحه هذا أدرج الهوية الزنجية للسودان مشروطة بالإندماج في الهوية العربية أي لم يكن هناك حديث عن هوية زنجية ناجزة وخالصة في مكونات السودان السياسي ضمن رؤيته للأنا السودانية.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: صور وتوثيق أمسية النادي الأدبي بالرياض احتفاءً بـ عبد الحي (Re: احمد الامين احمد)
|
كل عام وأنت بخير يا أحمد الامين
ارجو ان يعذرني الأخ محمد عبد الجليل في مسابقته في التعليق على دخولك هذا الباب الذي فتحه..
والسبب هو اننا افتقدنا صوتك العالم الدقيق والوفي الحريص على امر ما يخص محمد عبد الحي
ولا تنفع كلمات الشكر ولا الثناء في هذا الشأن!
نسأل الله ان يتقبل دعاءك وان ي}جرك عليه ... رحمة الله على محمد عبد الحي وعلى والديه.
ماكتبته من الذاكرة جميعه صحيح ويمثل إشارات لملامح هامة في اسلوب محمد التفت اليها كل من قرأه من الكتاب والنقاد
ولا أريد ان اقول "العرب" فهناك عدة مقالات في ملاحق ادبية غربية وال Times Literary Supplement اوردت الآراء من خارج
السودان عن شعره ونثره
ربما نجد عندك او الدكتورة نجاة بعضا منها. ومن المؤكد ان بعضها يرقد عندي في المكتبة ينتظر من يبحث في امره.
ختاماً لك ولأسرتك الود والتحية.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: صور وتوثيق أمسية النادي الأدبي بالرياض احتفاءً بـ عبد الحي (Re: عمر عبد الله فضل المولى)
|
الأخ الأستاذ/ أحمد الأمين أحمد .. تحياتي لك ورمضان والعيد مبروكات عليك والقادم أفضل بإذن عزيز مقتدر .. طلتك تضيف وتشرف وليتك لو كنت معنا في ذكرى عبدالحي الـ 22 بأدبي الرياض، فتجربة عبدالحي الشعرية لم تستقص جمعاً فما بالك دراسة ونقداً وتمحيصاً ، وطريق شعره شائك كما ذكرت استعنا عليه في تلك الأمسية بالقراءة الدرامية والدفقة الشعورية من إبنته شيراز فانتزعت تصفيق وإعجاب الحضور .. ثم ببعض محطات حياته من خلال الحكي العفوي للأستاذة عائشة السعيد، وأخيراً بالأصدقاء محمد مدني ومحمد جميل - رغم ضيق الوقت – فقد قاما بإعطاء الحضور إضاءات في دهاليز العودة إلى سنار، ومذاك أنطلقت أسئلة المهتمين وسيبقى (الشعر المحمدي) الذي أدهش مظفر النواب حاضراً في الأمسيات الثقافية التي نرتادها عبر طريق الجمعية السودانية للثقافة والآداب والفنون، فميثاق أعضاء وعضوات الجمعية أن يسيروا شوط عرض الكتابة السودانية الحقة عبر الوسائط الصحيحة حتى ييسر الله لإعلامنا رشدا يعيده لجادة تقديم صورة الوطن كما ينبغي لا كما يريده البعض أدلجة .. وأقول لك يا أخي أحمد الأمين لا زلنا في الجمعية نعمل بدفع الدهشة والفرح العميق ويقين أن رهان الكتابة السودانية رابح ولو بعد حين .. وأختم بقولك حول عبد الحي:
(من يريد فك طلاسمه عليه ملازمة الكتب ومسامرة كافة صنوف المعرفة كي يستمتع بشعر ثقافي من شاعر مثقف جل عمره كان مبذولا للمعرفة لذا صهر ثقافات وفنون عديدة في قصائد ستبقى ما بقيت اللغة ....)
| |
|
|
|
|
|
|
Re: صور وتوثيق أمسية النادي الأدبي بالرياض احتفاءً بـ عبد الحي (Re: عمر عبد الله فضل المولى)
|
الاخ عمر عبدالله فضل المولى .. تحياتي لك وكل سنة وأنت بخير .. وبيني وبينك أن تكون الأمسية بعنوان: تأملات في العودة إلى سنار ومكانها النادي الأدبي في الرياض بكل إنضاطيته العالية في الزمن بداية ونهاية فهذا يعني أن الزمن لن يكفي حتى لأقل القليل .. ولكن ما العمل؟ ألا يجدر تقديم ولو لمحة عن بعض إنجاز هذا الشاعر العملاق، ونحن نشكو جهل أهل اٌلإقليم بالانجاز الأدبي السوداني؟!!
ثم لما كوكب الرعب أضاء ارتميت ورأيتُ ما رايت: مطرا اسود ينثوه سماء من نحاس وغمام أحمر شجرا أبيض - تفاحاً وتوتا - يثمر حيث لا أرض ولا سقيا سوى ما رقرق الحامض من رغو الغمام
وسمعت ما سمعت: ضحكات الهيكل العظمي ، واللحم المذاب فوق فوسفور العباب يتلوى وهو يهتز بغضات الكلام
| |
|
|
|
|
|
|
Re: صور وتوثيق أمسية النادي الأدبي بالرياض احتفاءً بـ عبد الحي (Re: Mohamed Abdelgaleel)
|
كتبت الأستاذة عائشة السعيد في بعض ردها على مداخلة الأستاذ/أحمد الأمين أحمد:
ولا أريد ان اقول "العرب" فهناك عدة مقالات في ملاحق ادبية غربية وال Times Literary Supplement اوردت الآراء من خارج السودان عن شعره ونثره
ربما نجد عندك او الدكتورة نجاة بعضا منها. ومن المؤكد ان بعضها يرقد عندي في المكتبة ينتظر من يبحث في امره ============================================================
| |
|
|
|
|
|
|
Re: صور وتوثيق أمسية النادي الأدبي بالرياض احتفاءً بـ عبد الحي (Re: احمد الامين احمد)
|
الأخ الأستاذ/أحمد الأمين أحمد – أكرمه الله ونعمه
آمل أن تطنب ونص .. فلمثل ما أضفت يكون الانتظار والترقب والرصد فبعد أن ظللنا نردد أن أشعار عبدالحي تكضب الغطاسين .. تدهشنا بلغتها وموسيقـاها وبنائها العجيب وعوالمها البلاحدود، ونعرف إستنادها على فلسفة وتاريخ وعلوم واساطير ورحلات حقيقية ومتخيلة، ولكن .. وللأسف .. لا زال البحث (الفردي) جارياً للملمة لكثير من إنجاز عبدالحي النثري والشعري أيضاً .. فأسمح لي أخي أن التقط بعض ما ورد في مداخلتك من إنجاز عبدالحي ووضعه منفصلاً لتسهيل البحث والسؤال:
- قصيدة سند في رثاء عبدالحى الأعمال الكاملة سند - مقاله النقدى عن شعر جيلى عبدالرحمن (منشور بمجلة كلية الأداب – جامعة الخرطوم) - مقاله عن شعر المجذوب تحديدا نار المجاذيب ومنشور كذلك بمجلة كلية الأداب –جامعة الخرطوم - حوار مع المسرحى عبدالله محمد إبراهيم منشور بصحيفة السياسة السودانية 1987 (متوقفة ) - حواره مع الناقد عبدالمكرم عقب زوال نميرى (في كاسيت تم تفريغ جزء منه في مجلة حروف) - حواره مع الصحفية رباب حسين (مجلة حروف) - ربما حواره الأخير - حواره مع تلميذته سعاد تاج السر (الأن دكتور) ومنشور كذلك بصحيفة السياسة قبل عهد الترابى/ البشير وتكمن أهميته فى نفض عبدالحى يده عن الثنائية فى تكوين الأمة وقبوله مثل ملكوم اكس او مالك شيباز عقب حجه بكة أن الإنسان هو الانسان واحد دون توتر وسؤال مزعج حول عرق ...... - المقالات والدراسات حول أعمال عبدالحي. - دراسة حسين جمعان بصحيفة السياسة السودانية. - دراسة الناقد سامى سالم حول طبعات العودة إلى سنار ونشرت بمجلة الأشقاء (صحيفة الخرطوم) - دراسة أخرى عميقة وممتعة جدا عن شعر عبدالحى كتبها ضابط سجون (نعم ضابط سجون) إسمه نواى ولعله من تلاميذ عبدالحى بالجامعة ومنشورة بصحيفة الإنقاذ بها ثراء نقدى ممتع ومعرفة حقيقية بعوالم ومقاصد عبدالحى - مرثية د. عبدالله الطيب (1921-2003) لتلميذه القديم عبدالحى - مرثية الشاعر مصطفى سند لعبد الحي (الاعمال الكاملة لسند) - مرثية عبدالقادر الكتيابي لعبد الحي (قدمت بالاذاعة شتاء 1993) وبمجلة الدستور اللندنية - مرثية يوسف الحبوب لعبد الحي (قدمت بالاذاعة شتاء 1993) وبمجلة الدستور اللندنية - مرثية خالد عبدالله بمجلة الانقاذ (نسخة لدى الأستاذ/احمد الأمين أحمد) - الرسالة ربما الأخيرة لصديقة الشاعر عمر عبدالماجد (له ديوان اسرار تمبكتو القديمة وهو مختص بالتأريخ الأفريقى وسفير سابق ومحاضر بقسم الترجمة جامعة جوبا ( مؤكد قبل الإنفصال ذكر أنه يكتب كتابة ربما نثرية على هيئة إشارات فهل توجد مسودات من هذه الإشارات التي أثق أنها تكون اجود ماكتب إن تم العثور عليها لأنه كتبها فيخواتيم عمره وأكيد يكون بها عصارة حكمته ... - راجع: أنس الكتب - مقال (إشراقة كيف إحطوطب بعد اعشوشب)
| |
|
|
|
|
|
|
Re: صور وتوثيق أمسية النادي الأدبي بالرياض احتفاءً بـ عبد الحي (Re: Mohamed Abdelgaleel)
|
كتب الأستاذ/أحمد الأمين أحمد:
كل هذه الثروة التى خلفها عبدالحى يمكن ان ترى النور على هيئة كتاب يساعد الأجيال القادمة على فهم شعره وعصره ... شأن التجانى يوسف بشير وبدرجة اقل خليل فرح تم كتابة الكثير عن شعر محمد عبدالحى (1944-1989) عقب رحيله الوجودى ويمكن جمهرة المقالات النقدية المكتوبة عن شعر عبدالحى –إن تم جمعها – أن تظهر فى كتاب لايقل عدد صفحاته عن 200 صفحة تشكل ثروة ترفد الأدب السودانى وهنا تكمن عبقرية وجود وثراء فكر عبدالحى الذى الهم غيره الكتابة عبر التأمل والإرتكاز على إبداعه الثر.
====================================================================
| |
|
|
|
|
|
|
Re: صور وتوثيق أمسية النادي الأدبي بالرياض احتفاءً بـ عبد الحي (Re: Mohamed Abdelgaleel)
|
قال الأديب السعودي محمد السحيمي:
كنت أقول دوما بأن الشعر العربي كتب ليغنى...فهو مموسق معظمه مقفى ويصلح للحن...اما الشعر السوداني فهو ملحمي/أسطوري يصور قبل أن يموسق أو يغنى، فهو الشعر العربي الملحمي الذي نرى فيه العمق الصوفي، الحياة الاجتماعية السودانية ، والرموز القبلية وهو مشروع بحث إنساني متكامل . كما في كتابات الطيب صالح في بندر شاه مثلا حيث العمق الصوفي والحياة السودانية بتنوعها...وعبد الحي غلب عليه ايضا العمق الصوفي الذي يعتبر احد أصول الدين فى السودان..وهذا واضح فيما ذكرته الأستاذة عائشة حول رؤيته في المنام للإمام البصيري مثلا.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: صور وتوثيق أمسية النادي الأدبي بالرياض احتفاءً بـ عبد الحي (Re: بله محمد الفاضل)
|
الاخ - بله محمد الفاضل - تحياتي لك وكل سنة وإنتا طيب
رحم الله محمد عبدالحي محمود .. فقد غاص عميقاً في الادب والشعر والتصوف والفلسفة .. ولم يستطع أحد بعد أن يعلن أن المنتج الشعري والنثري لعبد الحي قد تم حصره وربما ليس من الحكمة الانتظار وترك شيء لشيء .. ففي كل سانحة إضاءة وإضافة إن أُستطيع إليها سبيلا .. وأمة بلا ذاكرة .. أمة بلا تاريخ.. فمعاً لجمع: ماذا كتب عبدالحي .. لكيلا تأتي الدراسات النقدية لأعماله وقد (غابت عنها أشياء) مما أبدع الرجل.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: محمد عبد الحي: سيرة ومسيرة (Re: Mohamed Abdelgaleel)
|
الرحمة للحبيب محمد عبد الحي في الاعالي ... ------------------------------------- على المستوى الشخصي كان تأثيره على ادراكي المبكر لتعقيدات الهوية السوداني كالسونامي لم اتعافى من زلزاله بعد وانا اقترب من الـــ 60 عاماً ... وقد سعدت برفقته الودودة في مطلع السبعينيات في أوكسفورد واتحفني برعايته زمنذاك وأنا في ريعان الشباب ... ويالها من أيام .... ..... واصلتها بعد ذلك بصورة متفرقة ... ومتعددة ... أعانني عليها الصديق الحبيب سعد - شقيق المرحوم الخالد - بين الاسكندرية وودمدني والخرطوم ومنزلنا في حي العرب بأمدرمان... فيالها من ذكريات .... هل تذكر ذلك ياسعد .... الحضور الطاغي والدائم للدكتور محمد عبد الحي وهو بعيد عنا ... هل تذكر جلساتنا مع والدي المرحوم عباس بندر وشقيقي المرحوم مرتضى؟ ومنافشاتنا ومسامراتنا ....
كنت أعد، بأجتهاد بين واخلاص، للاحتفاء بأرثه في ذكرى مرور 20 عاما على رحيل محمد عبد الحي برعاية مؤسسة المجتمع السوداني (مواطن) . وناقشت المقترح مع ابنته الدكتورة شيراز عند مقابلتنا في كيمبردج قبل سنوات ... ولكن انقطع الاتصال معها للتنسيق ... فيا للأسف .. لذلك اشعر بسعادة بالغة ان المبادرة تحققت في الرياض السعودية بينما كان من المفترض ان تكون في الخرطوم السودانية ... .... لأهل الرياض - من السودان أو أهل نجد - التجلة والاحترام ....
ولاسرته الكريمة ممثلة في شيراز العرفان ... للدكتورة سعاد المودة ... وللحبيب سعد عبد الحي، أينما كان، أقـــــول : يا حزن المداخيل الصغيرة ... يا حزن المداخيل أمنحنا نسمة .... امنحنا نسمة .... أمنحنا نسمة ...
______ لا حول ولا قوة إلا بالله
| |
|
|
|
|
|
|
Re: محمد عبد الحي: سيرة ومسيرة (Re: Dr Salah Al Bander)
|
الأخ الأستاذ/أحمد الأمين تحياتي سأواصل استخدام مداخلاتك المفيدة كمصدر موثوق وموثق لكتابات عبدالحي أو حول تجربته حتى يأتي اليوم الذي تصبح فيه جميعها متاحة بشكل يسهـل على الباحثين الوقوف على هذه التجربة الكبيرة:
- السياسى والأكاديمى الشهير محمد محجوب هرون (الأن دكتور) حول نظرية الفيض الصوفية/المعرفية فى ديوان العودة إلى سنار حيث وظف محمد محجوب هرون خبرته الأكاديمية الأولى فى الفلسفة وعلم النفس وقراءته البكر فى التصوف الإسلامى محاولا تفسير العودة إلى سنار عبر الإرتكاز على نظرية الفيض الشهيرة فى التصوف (الدراسة عميقة ورصينة منشورة بالعدد الأول من مجلة سنابل (متوقفة) وصاحب المقال هو ناشرها ويمكن الحصول على نسخة من المقال منه بجامعة الخرطوم حيث يعمل وتقريبا أملك نسخة من المقال لكن ليس فى متناول يدى الأن او قريبا من الأن والله اعلم بذلك ....
- مقال المسرحى/التربوى الراحل عبدالله محمد إبراهيم تحت عنوان (التفسير الدينى للتأريخ فى قصيدة معلقة الإشارات ) منشور بملف الدستور حول شعر عبدالحى وتكمن قيمة هذه الدراسة كونها متمحورة حول قصيدة لعبدالحى لم يلتفت إليها النقاد كثيرا هى معلقة الإشارات –تلك النبوية فى مقام التأريخ – أضف لمعرفة كاتب المقال العميقة لعبدالحى ومحاورته إياه حول ثنائية الفكر والوجود ووحدتهما العام 1987 بصحيفة السياسة (متوقفة) إلى جانب إهتمامه كذلك بالدولة السنارية وطبقات ود ضيف الله أحد الأنهار العذبة التى سقت عبدالحى ....
- شاعر أمتى محمد المكى إبراهيم مقالا نقديا عميقا بوصفها قصيدة نورانية شحنه بمعرفة ومصطلحات صوفية عميقة جدا (قمت بإنزال المقال ببوست سابق حول عبدالحى العام الماضى تقريبا ).....
- هنالك إشارة حضارية وإنسانية حول عبدالحي تفضل بها علينا القاص والمفكر الكونى الراحل جمال عبدالملك إبن خلدون (توفى 2001) كتبها بالصفحة الأخيرة من صحيفة السياسة (اكرر متوقفة ) كان وقتها عبدالحى فى أخر زيارة لإنجلترة فحملت الرياح الجنوبية من هناك نبأ مداهمة المرض له مرة أخرى فكتب إبن خلدون السودانى منوها بشاعرية وقيمة عبدالحى كشاعر فى عصر لن يجود كثيرا بالشعراء ذاكرا صعوبة ميلاد شاعر وسط أمة إلا لماما وختمه بشهادة تعتبر أرفع وساما ناله عبدالحى فى حياته حيث ذكر إبن خلدون أن جامعة الخرطوم (مخدم عبدالحي) خصصت قديما مبلغا لعلاجه فبادر عبدالحى بروح عالية الشفافية بالتبرع بهذا المبلغ لعلاج نجل إبن خلدون المصاب بمرض عضال أودى بحياته لاحقا
- طبيعة وتنوع أصوات ومناخات وصور قصيدة العودة إلى سنار ودراميتها الثرة تؤهلها للظهور عبر الصوت فى أسطوانات مدمجة عبر قراءة رمزية درامية بأصوات محترفة أسوة بقصيدتى:
The Ancient Mariner
للرومانسى الإنجليزى صمويل كولرديج و
The Waste Land
لطوماس إستريناس إليوت التى ظهرت قبل اشهر قليلة فى أسطوانة مدمجة مع ملاحظة ظهور عدة محاولات للمعالجة الدرامية للعودة إلى سنار عبر المسرح والإذاعة والتلفزيون كالتى قدمها الراحل محمد خيرى أحمد وأرشح الشاعر والمسرحى والروائى والقاص يحي فضل الله دون سواه بحسه الدرامى والجمالى العالى مسلحا بصوته الواضح القوى أن يكون من يقرأ العودة إلى سنار على أسطوانة مدمجة إن كتب لها الظهور على ذاك الوسيط لتخرج من سطوة الكتاب والقراءة لتعانق الأذن ويستمتع بها حتى غير المتعلمين للقراءة وما أكثرهم فى وطننا بفضل الحكومات المتعاقبة الى فشلت فى جعل التعليم ضرورة كالخبز والماء والهواء. ======================================================================================= ومرة أخرى يا أخي أحمد ليتك لو أفضت في تناولك (مصطلح الثور الألهى المقدس) في العودة والذي كان مثار سؤال طرحه أحد الحضور .. وبالمناسبة فعند طرح السؤال كان ضابط وقت الندوة يشير بأن وقت النادي قد شارف على الإنتهاء .. وكان الشاعر محمد مدني رافعاً يده يريد الإجابة على سؤال السائل واستخدمت حق (الرؤساء) غير المشروع بأن قلت للسائل لا نريد أن نخضع الأدب لمحاكمات عقائدية .. طافت بذهني أمدرمان تحتضر للشاعر محمد الواثق:
لا حبذا أنت يا أمدرمان من بلد أمطرتني نكداً لا جادك المطر من صحن مسجدها حتى مشارفها حط الخمول بها واستحكم الضجر ولا أحب بلاد لا ظلال بها يظلها النيم والهجليج والعشر ولا أحب رجالا من جهالتهم أمسي وأصبح فيهم آمن زفر أكلما قام فيه شاعر فطن جم المقال نبيل القلب مبتكر ضاقوا بهمته واستدبروا جزعاً صم القلوب وفي آذانهم وقر
وقفزت للذاكرة محاكمة أدبية في التلفزيون السوداني في بداية الثمانينات من القرن الماضي كانت القصيدة في قفص الاتهام ومحمد الواثق ممثل الدفاع ود. المليك وأديب آخر مثلا الإتهام وحمي وطيس المحاكمة فقال الواثق : (ما هكذا يحاكم الأدب)..
أيضاً ليتك لو سجلت رأيك حول الإجابة التي أفادت بها د. شيراز حول سؤال الثور الإلهي المقدس في تلك الأمسية ..
شكرا الأستاذ أحمد الأمين .. شكر الآملين في المزيد
| |
|
|
|
|
|
|
Re: محمد عبد الحي: سيرة ومسيرة (Re: احمد الامين احمد)
|
السلام عليكم...
عُدت قبل ساعة من زيارتي لمدينة سيد الخلق عليه أفضل الصلاة والتسليم..
والتحية لكل المتداخلين مع محمد عبد الجليل في هذا المقام الرفيع
وأخص بندر بالتحية وستصل ذكرياتك لسعد ان شاء الله لك الشكر والتقدير على مساعيك.
قال احمد الأمين:
******ولقد قال كلمته ثم مضى ..
أخيرا يقول الإمام مالك وهو حاضر بالروضة الشريفة بين القبر والمنبر وهى كما تعلمون قطعة من الجنة كمافى الحديث قال: (كلنا يؤخذ منه ويترك إلا صاحب هذا القبر ) فى إشارة لسيدى وشفيعى محمد صلى الله عليه وسلم ...أنتهى
فتذكرت في عام 1981 عندما وقف محمد عبد الحي وابنه وضاح لأول مرة أمام قبر سيدي رسول الله بالمدينة المنورة
في زيارة بعد أداء العمرة وهو مفلوج وخارج من عملية كبيرة
ولم يستطيع(السكّات ان يسكتهما) كما يقول المثل... وعندما عدنا لدار الأخوة محمد ام برير وشقيقتي منى سألته ماباله فرد انه
الإحساس الذي لا يمكن تفسيره ولكن لعله: انني في خواتيم المشوار!!!
| |
|
|
|
|
|
|
Re: محمد عبد الحي: سيرة ومسيرة (Re: عائشة موسي السعيد)
|
شكراً يا محمد عبد الجيل على هذا البوست في ذكرى الراحل الشاعر العظيم والتحية لرفيقة دربه الدكتورة عائشة. غبت عن المنبر دهراً فانا بقية وقتي امنحه لتقصي اخبار الثورات العربية ومشاريع اخرى.ويبدو انه فاتني ا لقطار في ذكرى عبد الحي هذه المرة لكنني ساقرا البوست .
شعر محمد عبد الحي مثل الجمرة التي يعلوها رماد كثيف كلما نفخ فيها الدارسون لشعره نقضوا عنهم هم لا عن الشعر رماد جهلهم به وإن كانوا من عتاة المثقفين.كلما نفخوا التمع الشعر فوزدادت الجمرة توهجاً ..كلما زاد النفخ وتطاير الرماد زاد الوهج.هو هكذا وسيظل..هذا قدر السابقين لعصرهم دائماً لأن الشعر وغيره من العلوم والفنون عند هؤلاء معرفة تندلق في اي مرحلة عمرية في ادمغتهم لايصدها عن الاندلاق ولو ريق الحداثة.والطفولة.ولهذا جاءت العودة إلى سنار بما ادهش شاعرها نفسه. التحية لذكرى عبدالحي الحية فينا ما حيينا.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: محمد عبد الحي: سيرة ومسيرة (Re: Bushra Elfadil)
|
[red]كتب د. بشرى الفاضل:
شعر محمد عبد الحي مثل الجمرة التي يعلوها رماد كثيف كلما نفخ فيها الدارسون لشعره نفضوا عنهم هم لا عن الشعر رماد جهلهم به وإن كانوا من عتاة المثقفين. كلما نفخوا التمع الشعر فازدادت الجمرة توهجاً .. كلما زاد النفخ وتطاير الرماد زاد الوهج.هو هكذا وسيظل.. هذا قدر السابقين لعصرهم دائماً لأن الشعر وغيره من العلوم والفنون عند هؤلاء معرفة تندلق في اي مرحلة عمرية في ادمغتهم لايصدها عن الاندلاق ولو ريق الحداثة والطفولة. ولهذا جاءت العودة إلى سنار بما ادهش شاعرها نفسه.
التحية لذكرى عبدالحي الحية فينا ما حيينا.
========================================================================
د. بشرى الفاضل – تحياتي لك والعيد مبارك عليك وربنا يحقق الأماني ويبرد جوف الوطن
في انتظار أن تقرأ الخيط وتضيف مساهمتك .. فقد تم وضع شعار ضخم للاحتفالية (تأملات في العودة إلى سنار) وقامت الأمسية على عجل بعد أخذ موافقة سريعة من النادي الأدبي بالريــــاض لهم الشكر والتقدير على فتح دار النادي دائما للجمعية السودانية للثقافة والآداب والفنون وكانت الأمسية التي حاولت توثيقها قدر الإمكان، وهي وإن نالت استحسان الحضور ولكن تبقى العودة إلى سنار كتاباً مفتوحاً على فضاءات (جميلة ومستحيلة).
| |
|
|
|
|
|
|
Re: محمد عبد الحي: سيرة ومسيرة (Re: احمد الامين احمد)
|
كتب الأستاذ/ أحمد الأمين أحمد:
حول مصطلح الثور الإلهي بعض رموز القداسة عند الدينكا شأن جلد الفهد عند الشلك هو رد مفحم خصوصا حين ردته لهامش العودة إلى سنار كجزء مكمل لمتن القصيدة يصعب فهمها بدونه وللمتابعين لشعر عبدالحى عليكم بحوارته العديدة في خواتيم عمره تجدونه بحكمه وهدوء يستخدم عبارة (شعري المخطئ فيه والمصيب) فاتحا الباب للنقاد ليعملوا مباضعهم النقدية فيه كشعر وليس كعقيدة ولقد قال كلمته ثم مضى .. أخيرا يقول الإمام مالك وهو حاضر بالروضة الشريفة بين القبر والمنبر وهى كما تعلمون قطعة من الجنة كما في الحديث قال: (كلنا يؤخذ منه ويترك إلا صاحب هذا القبر) في إشارة لسيدي وشفيعي محمد صلى الله عليه وسلم ...انتهى =================================================================================
الأخ الأستاذ/ أحمد الأمين أحمد – تحياتي
عبد الله الطيب (1921-2003) /جمال محمد أحمد (1916-1986) / محمد عبدالحي (1944-1989 أسماء مشرقة في حياة أهل السودان .. عليهم رحمة الله
كم من الشعر ما لو حاول القاريء أن يفهمه عن غير طريق روحه، لم يكن موفقاً في فهمه ولا الاستمتاع به" "حيث تنضج الأشياء تبحر في قداستها الحميمة، وتموج في دعة فلا شيء نشاز". عبدالحي
في لقاء مع أسرة عبدالحي في سبتمبر 2008م (نشر بصحيفة الخرطوم) _ أجريته والزميل الشاعر عصام عيسى رجب .. سأل عصام :
لماذا سقط إسم الجلالة (الله) عن ديوان (الله في زمن العنف) في المجموعة التي تم نشرها؟
وأجابت الأستاذة عائشة السعيد: كانت المجموعة لدى دار النشر بجامعة الخرطوم حيث انتظرت مدة طويلة منذ حياته ولم تنشر، وقد علمت مصادفة من أحد الأصدقاء بوجود الكتاب لدى دار النشر بجامعة الخرطوم، وعلمت من هذا الشخص اعتذارهم عن نشره بسبب (الله في زمن العنف)، وقد أشار عليّ عدد من المهتمين بكتابات محمد عبد الحي بحذفها حتى لا تعوق النشر في تلك الظروف (بداية عهد الإنقاذ وتشديد النشر على المطبوعات) وقد كان، وبالفعل تم النشر بعد التغيير في العنوان من قبل دار نشر الجامعة .. لذلك وبعد التشاور مع د. حيدر، وبعض المحررين العاملين معه اتبعنا نفس الإجراء في المجموعة الكاملة لضمان سهولة توزيعها في الخرطوم حتى لا يحول نفس العائق دون ذلك. ==========================================================
قبل عدة أشهر في إحدى القنوات السودانية (لا أذكر أي قناة) جرى قص لكلمات من بعض الأغاني القديمة ولصق كلمات أخرى مكانها - بنفس هذا الفهم - وبدا كأنها رسالة للمبدعين: أبدعوا داخل هذا الإطار!!
ويبقى حق النقاد في (إعمال مباضعهم النقدية) في كل جهد بشري ولكن الحذار في الأدب من طريق القطار
| |
|
|
|
|
|
|
Re: محمد عبد الحي: سيرة ومسيرة (Re: Dr Salah Al Bander)
|
كتب Dr Salah Al Bander
كنت أعد، باجتهاد بين وإخلاص، للاحتفاء بإرثه في ذكرى مرور 20 عاما على رحيل محمد عبد الحي برعاية مؤسسة المجتمع السوداني (مواطن)
د. صلاح – تحياتي
قبل عامين – في الذكرى العشرين لرحيل الشاعر محمد عبد الحي – احتفلت الجمعية السودانية للثقافة والآداب والفنون بالرياض – المملكة العربية السعودية بعشرينية عبدالحي .. وعقدت ندوة بمركز الملك عبد العزيز التاريخي بوسط الرياض حول تجربة الراحل تحدث فيها: د. بشرى الفاضل /محمد مدني/ نصار الحاج/ عصام عيسى رجب .. وقد تم توثيق تلك الأمسية (أرشيف سودانيزونلاين)، ولعل في إعدادك للاحتفاء بإرث عبدالحي في الذكرى العشرين لرحيله وكذا رفقتك له في مطلع السبعينيات في أكسفورد ما يمكن أن يضيف للمحاولات الجارية هنا وهناك للاحتفاء والتوثيق لهذه التجربة الفريدة.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: محمد عبد الحي: سيرة ومسيرة (Re: Mohamed Abdelgaleel)
|
كتب الأستاذ/ أحمد الأمين أحمد:
نأمل من الجهات الثقافية بالداخل تخليد مئوية مولده (التجاني يوسف بشير 1912 – 1937) مثلما خلد الروس قبل أشهر مئوية رحيل(تولستوي) وإعادة طبع إشراقه منقحة بأسعار زهيدة وطبع الكتب النقدية العديدة التي كتبها أبناء الأمة السودانية حول شعر التجاني وهي تربو على العشرة وفى مقدمتها الرؤيا والكلمات لعبدالحى ومؤلفات هنرى رياض والشاعر أحمد سامى عبدالله صاحب ديوان (الرمال الظامئة) وأحد مديرى ثانوية خورطقت قديما وهو من جيل التجاني وشيخ الشعراء عبدالله الشيخ البشير وهو معاصر للتجانى بالمعهد العلمي وأحمد البدوى حول شعر ونثر التجاني – رحمه الله - الذي مات عن ربع قرن لكنه عاش معنا وسيعيش في الفكر والذاكرة لقرون مثل الملك الضليل وراعى الإبل والصنوبرى والطرماح وكشاجم ورؤبة وزهير وطرفة والبحتري والحطيئة والمعرى وهلم جرا ...انتهى .
الأخ الأستاذ – أحمد أمين .. تحياتي،
منذ أكثر من عامين أقترح الأستاذ ميرغني عبدالله مالك (الشايب) على الزملاء في الجمعية السودانية للثقافة والآداب والفنون دعوة الشاعر الكبير محمد المكي إبراهيم لزيارة الرياض وفي نفس تلك الفترة أقترح بعض الزملاء بالملتقــى السوداني الثقافي بالمملكة دعوة الأستاذ الشاعر فضيلي جماع لزيارة الريــاض ومذاك ظل الزملاء في الجمعية يعيدون فكرة هذه الزيارات في كل لقاء يتــاح ولعل مقترحك قد أختصر مسائل كثيرة (فضيلي ومحمد المكي في مئوية التجاني 2012) ليكون على الزملاء بالجمعية التعامل مع تضاريس شعاب مكة المعقدة لكنها ليست مستحيلة إن صدق العزم ، ولو قدر لذلك أن يُنجز .. يا ســلام
شاب سوداني كتب قبل ما يزيد على القرن من الآن: صُوراً مُوَثَقة العَرى في ناشيء حدث مُصورة عَلـى أَعصابِـهِ وَالمَجد أَجدَر بِالشَبـاب وإنما لِلناس موجـدة عَلـى أَصحابـه هُوَ مَعهَدي وَلَئن حَفظت صَنيعه فَأَنا اِبن سرحته الَّذي غَنـى بِـهِ فَأَعيذ ناشئة التُقـى أَن يرجفـوا بِفَتى يَمت إِلَيـهِ فـي أحسابه ما زِلت أَكبَر في الشَباب وَأَغتَدي وَأَروح بَينَ بخ وَيا مَرحى بِـهِ حَتّى رَميت وَلَستُ أَول كَوكَـب نَفس الزَمان عَلَيهِ فَضل شِهابـه قالوا وأرجفت النُفوس وَأَوجفـت هَلَعاً وَهاجَ وَماجَ قُسـور غابـه كفر اِبن يوسف مِن شَقي وَأَعتَدي وَبَغى وَلَسـتُ بِعابـئ أَو آبـه قالوا احرقُوه بل اصلبوه بل انسفوا للريح ناجس عظمه وإهابه وَلَو أن فَوق المَوت مِن مُتلمـس لِلمَرء مـد إِلَـي مِـن أَسبابـه
و
أذّنَ الليلُ يا نبيَّ المشاعرْ وغفتْ ضجّةٌ ونامت مَزاهرْ دَفَق العطرُ في صدور الروابي مستجيشاً وفاض ملءَ المحاسر وسرتْ في الورود أنفاسُ ريّا روحكَ العنبريِّ والوردُ ناضر قُمْ لموحاكَ في الدجى بين صحوانَ نديٍّ وبين سَهْوانَ ساكر
هل أنت غير إشارة لمعت في ليل الصحارى
| |
|
|
|
|
|
|
Re: محمد عبد الحي: سيرة ومسيرة (Re: Mohamed Abdelgaleel)
|
جاء ضمن كلمة الأستاذة عائشة السعيد في الأمسية:
وبالفعل كانت فلسفة محمد أن تستخدم الوسائل المتيسرة المشروعة والمتاحة لتحقيق الأهداف الكبيرة لبناء الأمة ثقافياً وأن الطاقة الكبرى الكامنة التي يجب استغلالها لإحياء الثقافة السودانية هي التعدد والتباين العرقي بلا خدش لأصالته ولا إهانة أو مسخ لجذوره فهو الدانة التي تحتوي تفاصيلها على هوية أهل هذا البلد وإغفالها يؤدي إلى شتات لا مفر منه.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: محمد عبد الحي: سيرة ومسيرة (Re: Mohamed Abdelgaleel)
|
أبدع عبدالحي العودة إلى سنار ركيزة إبداعه الشعري بفضاءاتها المستبدة تجاه كل تأويل .. وبالنظر إلى تجربته الذاخرة شعـرا ونثرا يتأكد هذا المضمون .. فقد ورد في نهاية دراسته عن شعـر التجاني:
"الشعر عند التجاني- مراحل ثلاث، انقسام النفس- وتطوره باللغة- اللغة السحرية- الرمز الى تصالح النفس والتئامه بالعالم والاشياء العادي بالقدسي، وأخيراً ظهور الشاعر الناضج يحمل مسؤوليته وتاريخه الانساني والكوني، وثقافته القومية، وشعبه، وسياسته، وطبيعته، حتى وصل الى ذروة الشعر".
فلو وضعنا (العودة إلى سنار) مكان (الشعر عند التجاني) وابقينا على بقية الفقرة لأمكننا أن نقول أن هذا هو رأي عبدالحي حــــول العودة التي ظلت محور فلكه الشعري.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: محمد عبد الحي: سيرة ومسيرة (Re: Mohamed Abdelgaleel)
|
لا بد أن يتهم المرء نفسه أو يتهم الحياة الأدبية حين يتعرف على غير انتظار بهذا الشاعر الذي أقدمه لكم اليوم، فيفاجأ بموهبة فريدة، كان حقها أن تقدم من أول قصيدة، فكيف وقد أصدر الشاعر إلى الآن سبعة كتب، ظهر أولها قبل اثنين وعشرين عاماً وظهر الأخير الذي عرفت به الشاعر هذا العام. إن مسؤوليتنا، بما فينا الشاعر نفسه، لا تنكر.. ولكن المسؤولية الأولى تقع على هذه الحياة الأدبية التي نعيشها، والتي تحكمها شروط تقطع الطريق على الموهوبين وتثير الضجيج حول أدعياء كثيرين.
الشاعر: أحمد عبد المعطي حجازي
من تعليقه على حديقة الورد الأخيرة
| |
|
|
|
|
|
|
Re: محمد عبد الحي: سيرة ومسيرة (Re: احمد الامين احمد)
|
كتب الأستاذ/ أحمد الأمين أحمد:
معظم الشعراء الذين نقرأ لهم صنعتهم الأحزاب والشلليات وجلهم رمى بهم إلى عالمنا الجهل والفوضى والاستهبال وتزكية الأصدقاء خلافا لعبد الحي وقلة من الشعراء الحقيقيين صنعتهم الموهبة والصبر والدأب والمثابرة على الكد ولزوم (بسطام) حتى فتح لهم وما أجمل الفتح ذاك....
الأخ الأستاذ/أحمد الأمين أحمد – تحياتي،
لولا المشقة (لقرأ ووثق الناس كلهم) أما الإبداع فذاك شأن بعيد. في لقاء مع الطيب صالح في تلفزيون أبوظبي قال له مقدم البرنامج : قال عنك نجيب محفوظ أنك تفوقت على الروائيين الخواجات
الطيب: هه
مقدم البرنامج: لقد سمعت بنفسي نجيب محفوظ يتحدث عن تفوقك عليهم
الطيب صالح: ياخي إنتا ما بتعرف المصريين؟! يكون قال (الواد ده حاطي نفسو مع الخواقات)
وواصل الطيب .. نجيب محفوظ صديقي ولكن كيف لي أن أتفوق عليهم فالإبداع لا ينمو إلا في مناخات الحرية .. وتعرف حال الحرية في بلداننا - رحم الله الطيب صالح ومحمد عبدالحي ومبدعي بلادنا في كل مجال يفيد، ونسأل الله أن يشحذنا بإرادة تلهمنا أن نحسن توثيق تجارب مبدعينا بما يليق، لا سيما أولئك الذين غفلت عنهم – عمداً- عين الجهات التي يفترض أن ذلك من أوجب واجباتها.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: محمد عبد الحي: سيرة ومسيرة (Re: Mohamed Abdelgaleel)
|
كتب الأستاذ/أحمد الأمين أحمد:
أخيرا أرجو يامحمد الإنتباه لقصيدة للشاعر إلياس فتح الرحمن (الأن ناشر مجود ) محورها مرض الشاعر محمد عبدالحى وهو موضوع جديد فى الشعر السودانى وربما مرثية سابقة لوقتها عنوانها: فى مقام الشفاء إلى أخى الشاعر محمد عبدالحى فى ديوان إلياس الأول صوت الطائف اخر الليل الذى قدم له على المك (1937-1992) وقد وصفها محمد عبدالحي وقد قرأته مباشرةعليه أنها من اجمل الشعر الذى تأمله ... ===============================================
| |
|
|
|
|
|
|
Re: محمد عبد الحي: سيرة ومسيرة (Re: Mohamed Abdelgaleel)
|
quote: أخيرا أرجو يامحمد الإنتباه لقصيدة للشاعر إلياس فتح الرحمن (الأن ناشر مجود ) محورها مرض الشاعر محمد عبدالحى ووهو موضوع جديد فى الشعر السودانى وربما مرثية سابقة لوقتها عنوانها: فى مقام الشفاء إلى أخى الشاعر محمد عبدالحى فى ديوان إلياس الأول صوت الطائف اخر الليل الذى قدم له على المك (1937-1992) وقد وصفها محمد عبدالحي وقد قرأته مباشرةعليه أنها من اجمل الشعر الذى تأمله ... سلاما على حجازى وعبدالحى وعلى المك وإلياس فى العالمين..
*************************8
أشكركما جداً يا أحمد الأمين ومحمد عبد الجليل على ذكر قصيدة الياس فهي فعلاً من أجمل ما قرأت فيما كُتب عن مجمد عبد الحي!
وكنت أحاول ان اجد مدخلاً لذكرها وها هو احمد يزكيها بما تستحق من تعليق وليت احدكما ينزلها تزيد رونق هذا البوست.
وللياس مثل ما لجمعان من ذكريات تشكل مؤلفات عن المجذوب والنور ابكر وعبد الحي كنت من الشاهدين عليها في السبعينات الى ان
تفرقت بهم السُبُل وانفض السامر بفقد شيخهم المجذوب للباقيين العافية وطول العُمر وعلى الراحلين الثلاث الرحمة والغفران.
أما عن تصحيح التواريخ يا احمد فهل هذا تواضع ام تريد ان تتأكد من سلامتي من الظهمرة؟ الا ان التاريخ سليم رغم ان هناك
زيارة أخرى للقاهرة في الثمانينات.
لكم التحية.
| |
|
|
|
|
|
|
|