لا لوم على الجنوب اذا انفصل ولكن على من دفعه واضطره لذلك وآخرين أضواء على عتمة الأزمة وظلمة ليلها الحالك، وانخداع البعض في دموع التماسيح ، فأبدأ بآخره قبل اوله فأقول: لا لوم على الجنوب اذا انفصل عن الشمال بالاستفتاء بعد بضع شهور، ولكن اللوم على من دفعه اليه دفعها وساقه الى الانفصال سوقا واضطره الى البينونة اضطرارا وكرها، ولا ينفصل شي عن اخر الا اذا ضرب او بالضغط حتى الانفجار. قد فعل النظام ما فعل ثم جاءت رموزه تتباكى وتتحسر لكنها مظاهر خداعة كدموع التماسيح بل اظلم واخطر. ايها القارئ ارجع بالذاكرة ألم تطالب بعض رموز النظام والحزب الحاكم ومن داخل مجلس النواب بفصل الجنوب من طرف واحد حتى تتخلص من القوى الجنوبية التي دعمت المعارضة الشمالية واتحدت معها واصبحت جناحها العسكر وذراعها الأقوى، وأمسكت بذيل الأفعى التي سمع فحيحها في عمق المأوى. ان شعب الجنوب ما كان يفضل الانفصال عن السودان وهم سادته الاولى، وقد تعايشوا مع الشمال دهورا، بل كانت هجرتهم الى الشمال اكثر من هجرت الشمال اليهم، وتأثرهم به اكثر من تأثر الشمال بهم، وانشدوا جميعا لا عاش من يفصلهم، لكن جاءت رياح الشمال بما لا تشتهي سفنهم، فقد صنعت رموز النظام الفتنة وأشعلت النار قبل مجيئها الى السلطة، ثم صبت الزيت على النار بعد ان انفردت بالحكم بانقلاب الترابي وتابعه البشير الذي يعلن الموقف بعد ان الترابي يشير، وليس كما يقال عن الاخير مشير، وانما هو مأمور أجير، والمجلس الأربعيني العقائدي يقرر من خلف بدلة البشير. ثم جمع النظام حوله كل انتهازي اجير، فكان النظام من جزر وافكار عدة، تحسبهم جميعا وقلوبهم شتى يجتمعون لنهش الضحية كالذئاب عند سقوط الفريسة، ثم يرجع كل منهم على هواءه، مما صنع التناقض في مواقفهم عند كل ازمة. ان الاخوة في الجنوب سعوا كثيرا لصنع مناخ مناسب للوحدة، لكنهم لم يجدوا طرفا يسعى الى تحقيقها ، فالنظام ذو الحلقات المغلقة لا يقبل الاخر حتى في داخله حيث صفى جسديا الكثير من رموزه القيادية حتى التي شاركت في انقلابه الغادر، فكان مصيرهم الحادث المدبر او السم المعقر، واما الأدهى والامر، في ذلك الامر، ان كثير من قيادات المعارضة التي صنعها الشعب تصالحت مع النظام وخذلت الشعب كأمثال فتحي شلا الذي ينوب الان عن النظام في إدارة المركب، رغم انه يسير نحو الغرق، كما أغرى النظام كثيرا من النخب واشترى الناطور واخذ العنب، وحصد الشعب الحسرة والغضب، ويئس بعض حلفاء المعارضة حتى اختاروا مسايرة النظام رغم انه يتآمر عليهم ويتثير شعوبهم ويؤلب. وهناك اخرون عملوا مع النظام سرا وهم محسوبون على المعارضة وأوصلوا البلاد الى حافة هاوية انتقلوا بالمصالحة الى حدائق النظام الخلفية يجمعون الفتات ويعترضون صوريا على النظام بعبارات خجولة ثم يرتمون في احضانه واعتزلوا الانتخابات لمنحه فرصة اخرى يحمي بها ما اتفقوا عليه من تقاسم حقوق الشعب السليب. ويرى البعض ان فصل الجنوب هو ناهية مشكلة الشمال لكنهم اخطئوا التقدير ، فان الازمة هي ظل النظام ترافقه حيث ذهب وانها تذهب معه ان ذهب فهي صنو لا يفارقه ولا يستقيم الظل والعود اعوج. ان النظام حتى اذا انفصل الجنوب سيواصل الكبت والظلم على الشمال، ويفتعل الازمات مع الجنوب الجديد، لهذا على الاخوة الجنوبيين ان يعاونوا المعارضة الشمالية في كل حال، سواء انفصلوا او بقوا مع الشمال، فالشعب هو الشريك الحقيقي للجنوب، والنظام سارق للسلطة بليل ومازال للحق مطالب ولا يسقط الحق بالتقادم ، وعلى الشمال ان يواصل نضاله حتى الخلاص من عصابات التطرف والارهاب، الذين استبدوا عليه وأكثروا الفساد والسلب، وعلى الشعب ان يطهر صفوفه من الذئاب التي فتكت بالكثيرين من الشعب ، فلا بد من النضال لمصلحة الشمال والجنوب، وحتى النصر والتحرر، ولا بد من صنعاء ولو طال السفر.
ومن الاخرين ممن قتلوا المعارضة في مهدها هم من يقبلون علي الحاج في المعارضة وهو شريك النظام في كل الجرائم بل وفي صنعه فهل ان اختلفوا كفرض جدلي هل هم على صواب انهم اصل الخطاء واي معارضة تضم العدل والمساواة او أي طرف سابق للترابي فانها فاشلة ويجب الثورة على الجميع واي صديق للترابي فانه صديد يعدي من يجاوره وتنظيف الجراح هو اول خطوة للعلاج
08-30-2010, 08:00 PM
Hassan Osman
Hassan Osman
تاريخ التسجيل: 01-16-2005
مجموع المشاركات: 1727
كلما احست رموز النظام في المعارضة بان الشعب يتجه نحو تجاوزهم وتكوين كيان جديد للمعارضة سارعوا بطرحه ودخلوا فيه وشلوا حركته ولن تتعافى المعارضة من الشلل حتى تترك السذاجة وتبيعة الرموز النفعية والطائفية وحتى تختار الرموز الحرة
08-31-2010, 07:31 PM
Hassan Osman
Hassan Osman
تاريخ التسجيل: 01-16-2005
مجموع المشاركات: 1727
قالوا مؤتمر جوبا ثم رجعوا وتفرقوا والترابي اقر الانتخابات والاخرين حتى قواعدهم شاركت لصالح النظام وحتى جنود المعارضة الاوفياء بعد ان باعوهم وارجعوهم لم يوفوا لهم ولم يعوضوا ولم يجدوا حتى وظائف مناسبة. فالى متى الناس تباع، وحتى من يقتلوه يدفع الثمن مقدما لرصاصة الرحمة لن تحرروا البلاد حتى تتحرروا من الاسياد ولن تنجح ثورة او انتفاضة حتى تقودها القوى الحديثة بكافة فئاتها
واذا كان النظام يظن ان ضغطته للحركة حتى تنفصل سيريحه من دعمها لمعارضة الشمال او يقطع علاقات الجنوبيين مع الشماليين فان واهم، فان شعب الجنوب لن يترك التنسيق مع رموز الشمال لاسقاط النظام في اي حال سواء انفصلوا او بقوا مع الشمال سيستمر دعمهم لمعارضة الشمال حتى يسقط النظام الذي اضطهد الشعب كله ومسيرت الحرية مطلوبة لكل الشعب
09-09-2010, 10:13 AM
Hassan Osman
Hassan Osman
تاريخ التسجيل: 01-16-2005
مجموع المشاركات: 1727
ان كل من تصالح مع النظام المتطرف فقد شارك في تقسيم السودان ومكن للنظام اكثر ليتوسع في الاضرار بالبلاد وشعبها ، من خذل الشعب وباع قضيته فهو شريك لعدوه. وعلى الشعب ان يعي الدرس ولا يكرر تجارب الماضي ولا يمنح من خذلوه فرصة اخرى.
09-12-2010, 07:14 PM
Hassan Osman
Hassan Osman
تاريخ التسجيل: 01-16-2005
مجموع المشاركات: 1727
من يهمه السودان واهله لا يضحي بهم، والذين لا جذور لهم في الوطن لا يبالون بما يقم عليه، كما ان هناك مصالح ومفاسد لا يدركها الكثيرون تترتب على المفاصلة الا انها حق لمن اضطره اخوانه على مفارقتهم ، ومن تهمهم جيوبهم لا يدركون ذلك، والوطنييون يدفعون الثمن ويتحرقون والانتهازيون يستغلون الفرص
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة