دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
|
Re: ندوة د. عطا البطحانى .. تشريح الأزمة السودانية , (ملخص + صور) . (Re: مركز الخاتم عدلان)
|
ملخص حديث د. عطا البطحانى : السلام عليكم موضوع الأزمة السودانية وتشريحها وفهمها ما زال يتفاعل عندى ولم استقر فيه على رأى , ولو بدرت منى حدة فى بعض الملاحظات اثناء الحديث فليس الغرض منها هو الشتائم , ولكن الغرض هو النقد الموضوعى نحن الان امام وضع نحتاج فيه للجدية الكاملة للتعامل مع الامور , ولذلك اعتقد انه بدلاً من اعطاء وصفة للأزمة ان اقوم بالحديث فى مناهج تناول هذه الأزمة , بمعنى ادوات المعرفة التى استخدمت فى التشخيص وهناك كثير من الاطروحات فى هذا الصدد . لن الجاء الى الطرح الاكاديمى ولذلك قد يتضمن حديثى درجة من التعميم والتبسيط , والغرض هنا هو طرح الفكرة اكثر من تشطيبها بالمعنى المعمارى لكلمة تشطيب . لدى كشكول من الافكار يتطور ببطء , او هى فرضيات لباحث فى الهم العام , والاتجاه العام لحديثى سيكون مبتعداً عن السياسة , هو ليس هروب من السياسة ولكن الحديث سيكون بعيداً عن معناها المباشر . اتذكر ورشة عمل قدمها مركز الدراسات السودانية وقدم فيها الاستاذ ياسر العوض ورقة بعنوان (ارتفاع وتيرة السياسى) وتحدث فيها عن طغيان الجانب السياسى فى الاطروحات المختلفة وتخندق المثقف فى خندقه السياسى مما يؤدى لحجب الرؤية عن بعض الجوانب الاخرى , واذكر ايضا حديث للأستاذ محمد ابراهيم نقد فى صحيفة (السودانى) عندما قال (( نتحمل كسياسيين مسؤوليتنا تجاه الازمات التى استفحلت وادت لنشوب الحروب الاهلية فى الجنوب ودارفور , هى مسؤولية سياسية وليست قضاءً وقدراً او مؤامرة خارجية , وشعار حكومة وطنية يحتاج لفكر سياسى يُحقق محتواه ويكون قابلاً للتطور )) .. اضافة لحديث أ/ نقد اقول ان فهم الأزمة والخروج منها يحتاج الى فكر سياسى مُغاير عن السائد , وليس معنى هذا بالضرورة شطب كل الفكر السياسى الموجود على الساحة الان . المكون الفكرى فى المناخ السياسى ضعيف , ونجد لذلك ان اللغة المستخدمة فى الخلاف هى لغة التخوين والتجريم , اكثر من لغة الجدل الفكرى المُفيد والفرصة مُتاحة الان امام اصحاب الفكر للتقدم للساحة , اقول هذا وفى ذهنى تجربة عشرين عام من فكر اخذ فرصته الكاملة فى التطبيق . الأزمة ازمة بنيوية مُركبة ومتعددة الجوانب وفيها قضايا الهوية , والسياسة , الاقتصاد , الاخلاق , المجتمع الخ .. هناك كثير من الكُتاب ساهموا فى تشريح الأزمة من جوانبها المختلفة مثل د. حيدر ابراهيم الذى كتب عن الاسلام السياسى , د. منصور خالد الذى كتب عن فشل النخبة السودانية , د. الباقر العفيف عن ازمة الهوية .. اريد التركيز على ادوات التحليل , فى اعتقادى ان الازمة هى فى جوهر النظام الاجتماعى , بمعنى وجود خاصية عدم المساواة فيه من البداية , صحيح ان كل المجتمعات فيه درجة من درجات عدم المساواة ولكن تبقى قضية ادارة عدم المساواة هذه فى المجتمع المعين , وفيما يخص واقعنا السودانى ظهرت هذه الأزمة فى سلوك الطبقة الحاكمة , واحب هنا استخدام مصطلح كتلة القوى المسيطرة تاريخيا فى الشمال والتى تلازم معها وجود اقتصاد غير انتاجى وثقافة غير نقدية , وكان هذا التلازم من خمسينيات القرن الماضى حتى اليوم . من الممكن ان يتحدث شخص اخر عن الأزمة من جوانب ثقافية , او جوانب اقتصادية , واريد هنا ان اتحدث عنها كازمة سياسية اقتصادية .. وهى ازمة لم تبدأ مع نظام الانقاذ الحالى , ولكنها قديمة وتطورت وتتوزع فيها المسؤولية لتشملنا كلنا , لو حاولت ان ارسم مسؤولية الأزمة فى شكل دوائر فسنجد فى الدائرة الصغيرة النخبة الحاكمة وهى حاليا نخبة الاسلام السياسى , وفى دائرة اوسع منها وحولها نجد كتلة القوى المسيطرة الشمالية , ونجد دائرة اخرى اوسع هى المجتمع السياسى للوسط النيلى , والدائرة الاكبر هى دائرة السودان الكبير العريض , سودان الهامش والاطراف والاقاليم , وكل هذا مربوط مع دائرة الاقتصاد العالمى والمجتمع الدولى الاقليمى منذ الاستعمار البريطانى وربما من قبله .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ندوة د. عطا البطحانى .. تشريح الأزمة السودانية , (ملخص + صور) . (Re: مركز الخاتم عدلان)
|
يواصل د. عطا البطحانى : الأزمة هى ازمة الشريحة المُسيطرة , ولكنها مُتداخلة فى ازمة مؤسسة الطبقة الحاكمة , وهى شريحة استنفذت مشروعيتها تدريجياً , هى رحلة بدات منذ الاستقلال وشهدنا تراجع مشروع التحرر الوطنى لمصلحة تكريس مصالح النخبة الحاكمة , الفشل المتكرر وتراكمه هدد تماسك الوحدة العضوية للكيان السياسى فى البلاد ونحن الان فى مفترق طرق . هناك طرح يتحدث عن وجود ازمة خانقة ويقول ان مؤاشرات الدولة المُنهارة تكاد تنطبق على السودان وفقاً للتقارير الدولية .. هناك طرح لرأى رسمى تطرحه الدولة وانصار الاسلام السياسى فى المنطقة , باعتبار ان هذه مرحلة من مراحل المقاومة ضد الهيمنة العالمية وان هذا النظام يُريد ان يشق طريقاً جديداً بعيداً عن التسلط الغربى . اريد ان اقول ان ليس هناك انهيار وشيك , وليس هناك ايضاً مظاهر التجدد والحيوية لتوضيح ان هذا نموذج مُقاوم لهيمنة العالمية , هى مرحلة القديم يموت والجديد لم يُولد بعد , هى مرحلة وسط تتداخل فيها عوامل الهدم مع عوامل البناء .. الصعوبة تتجسد فى الكشف عن جوهر هذه الصيرورة , هل المجتمع فعلا يُجدد فى قواه الحيوية والانتاجية ويسير للامام , ام انه يُهدر قواه ويتراجع . اطروحات التحرر والانعتاق التى يطرحها النظام هى للمفارقة تُمهد موضوعياً لتعميق التبعية ولعدم وجود ارادة سياسية , والمنهجية المعرفية لحركات الاسلام السياسى قائمة على المعرفة المتولدة ذاتياً . حاولت فى ورقتى التى اقدم منها هذه الندوة ان اطرح تعريف لبعض المصطلحات الضرورية واستخدمها فى التحليل الذى اقدمه , وخاصةً مفاهيم الهيمنة , الطبقة الراسمالية , العلمانية , مفهوم السوق الخ حاولت ربط هذه المصطلحات وادخلها فى الاطار التحليلى , وقمت فى الورقة بربط الاطار التحليلى باربعة محاور , هناك محور الوحدة الوطنية وهو يختص بكيفية خلق وحدة فى بلد فيه تباين فى تكوينه , ومحور وكيف نحل مشكلة الحكم وبناء دولة مدنية , محور التنمية , محور العلاقة بين الدين والسياسة . سوف اتحدث هنا عن محورين , الوحدة الوطنية , ومشكلة الحكم هناك اطروحات متنافسة حول كيفية خلق وحدة واحدة فى هذا السودان المتعدد والمتباين , الطرح الذى تطرحه الطبقة السياسية الحاكمة هو المفهوم الهيجلى المثالى القائم على ان التاريخ هو تجسيد للروح المطلق , وان اجزاء المجتمع المختلفة لابد ان تُعبر عن روح الكل , وهو مفهوم يطرح رؤية واحدة ويُعممها بحيث تُصبح العمود الفقرى لتماسك الكل , مفاهيم قائمة على الاثنية المركزية وان ثقافتها هى الكل .. وعند طرح الاسلمة كمثال فانها تُطرح وفقاً لهذه المفاهيم , وايضاً من يطرح افرقة المجتمع هو ايضاً يأخذ عنصر من عناصر متعددة على انها تعبير عن الكل .. فى الورقة تصور مُغاير هو مفهوم السودان الجديد بفهم تصحيحى بابتعاده عن فرض عنصر على بقية العناصر . عن محور الحكم والسيطرة , حاولت ان الجاء فى الورقة لغرامشى عن كيف تحكم الطبقات ومشروعية حكمها , وغرامشى يفرق بين الهيمنة والسيطرة , السيطرة تتم بالقوة , بينما الهيمنة صيغة فيها درجة كبيرة من القبول بين الحاكم والمحكومين , لذلك انا افضل استخدام تعبير كتلة قوى مسيطرة على تعبير كتلة قوى مُهيمنة . يتحدث غرامشى ايضاً عن انواع من الهيمنة .. فهناك الهيمنة المتكاملة وهى عند التقاء مصالح الحاكمين مع المحكومين بصورة تنقل المجتمع الى الامام حيث ضرب مثال وجود الطبقة العاملة تحت حكم البرجوازية فى اوروبا وهو افضل من وجودها تحت حكم الاقطاع .. وهناك الهيمنة الفاشلة وهى تعنى ان الطبقة التى تحكم تعجز عن اداء مهامها وتكرس كل الموارد لخدمة مصالحها وبالتالى تنشاء الازمات , هناك كتابات عن الانظمة الافريقية تتحدث ان النخب الحاكمة بدلا عن حل الازمات اصبحت تعيش عليها وتستفيد منها . هذه مجموعة افكار تتخمر ببطء شديد عندى , اردت ان اعرضها عليكم وان تُشاركونى النقاش حولها . شكراً .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ندوة د. عطا البطحانى .. تشريح الأزمة السودانية , (ملخص + صور) . (Re: مركز الخاتم عدلان)
|
تعقيب د. فاروق محمد ابراهيم : اريد ان اتوقف عند مفهوم الكتل التاريخية للوسط النيلى , وامكانية كتلة تاريخية جديدة . اعتقد ان د. عطا قد ادمج كتلة الوسط النيلى ولم يقدم تمايز واضح فى داخلها . عندما انظر لتاريخ الحركة السياسية السودانية , استطيع ان اقول انه كان هناك تمايز واضح جدا , الاحزاب التقليدية منذ الاستقلال لم يكن لديها مشروع تقدمه وهى كانت تسد الفجوة بين مشروع اليسار ومشروع الاسلام السياسى , نجد ايضا ان اليسار وعلى راسه الحزب الشيوعى من اكتوبر 1964 وحتى يوليو 1971 كان لديه برنامج يعتمد على القوى الحديثة وكان لديه الفرصة للتقدم للامام ولكنه عجز عن ذلك لانه اعتمد على القوى الحديثة واغفل مناطق وعناصر الهامش . عندما التقى محمد ابراهيم نقد لاول مرة مع عمر البشير طرح عليه سؤال متى بدا الاسلاميين فى التفكير فى الاستيلاء على السلطة اجاب البشير ان التفكير بدا بعد يوليو 1971 , المشروع الاسلامى السياسى المضاد كان يستعد اذاً منذ وقت مبكر . ثورة اكتوبر كانت فرصة لليسار لكى يتقدم للامام لكنه لم يفعل , وبعدها فى انتفاضة ابريل استطاع خطاب الاسلام السياسى ان ينتصر وينتزع ثمرة الانتفاضة ونتيجة لهذا الانتصار تمت الاسلمة القصرية , وتعمقت قضية الجنوب وتم طرح تقرير المصير لاول مرة , ثم قضية دارفور . اول امس كنت فى ندوة فى صحيفة (اجراس الحرية) عن مشروع الجزيرة , وكان واضح ان هناك صراع طبقى عنيف حول المشروع , حيث ان هناك مجموعة من اغنياء المؤتمر الوطنى يعملون على تفكيك المشروع وتحويله لراس المال الاجنبى - المشروع القائم على 130 الف مزارع و 2 مليون عامل زراعى - , هذا ينطبق على باقى اجزاء السودان سنجد ايضا ان الصراع واضح فى القطاع التقليدى نتيجة للزراعة الألية والتى وضعت 18 مليون فدان فى يد 13,500 الف شخص , وبعد الخطة العشرية تم توزيع المساحات الزراعية فى السودان لافراد قلائل .. والمزارع التقليدى والرعاة تحولوا لعمال زراعيين . المشروع الاجتماعى لم يمت , الحركة الشعبية , وحركات دارفور المختلفة لم تقوم بتبنى المشروع الاجتماعى وهى تقوم بتكرار الازمات التى حدثت فى الشمال . النقطة الاخرى عندى هى البرنامج الايدولوجى , ونحن ناقشنا فى مئوية محمود محمد طه جانب العامل الروحى , وكانت دعوتى هى توحيد الكفاح الروحى المستند الى الصلاة مع الحراك الاجتماعى السياسى لتغيير العالم , وهى وجهة نظر مهمة جدا عندما ننظر للبديل .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ندوة د. عطا البطحانى .. تشريح الأزمة السودانية , (ملخص + صور) . (Re: مركز الخاتم عدلان)
|
تعقيب أ/ محمد ابراهيم كبج :- الطرح الذى طرحه د. البطحانى اشبه بالعملية القيصرية وليس ولادة طبيعية حيث لم اجد ترابط فى الطرح , من الاشياء التى نتفق فيها على العموم ان التنمية غير المتوازنة هى البنية الارضية للحرب , وان الاحزاب التى يطلقون عليها اسم قومية هى فى حقيقة الامر ليست قومية لانها غير مستوعبة لكل اطراف المجتمع وهناك قوى مهمشة من ناحية العمل السياسى ولفترة طويلة كان الهامش يسير باشارة من المركز . الاسلاميين اختطفوا رسالة الديانة الاسلامية , وتم ابتزاز الناس للوصول لاهدافهم والتى لا علاقة لها بالاسلام , من الناحية الاخرى اعتقد ان الماركسية بشكلها الارثوذكسى اختطفت الشيوعيين ولم تمكنهم من النظر لواقعهم بمزيد من التفحص , الحزب الشيوعى السودانى تمكن من الوصول لنظرية للثورة السودانية من منظور ماركسى واصبح بعد ذلك غير ملتزم بكل قوانين الماركسية الارثوذكسية وهو ما يجعل التحليل السياسى عنده مرتبط بواقع الناس . كارل ماركس كان لديه مقولات تتحدث عن ان الثورة الأشتراكية ستقوم فى بريطانيا المتقدمة , فى حين تحدث ماو عن طوفان الريف على المركز وجعلها قوى فعالة . الوضع فى السودان يحتاج لتصور واطروحات تجديدية , واعتقد ان القيادات الوطنية السودانية حجزت نفسها فى مكان واحد وهى مقولة التحرر من الاستعمار ولم تطرح اى فكرة جوهرية , اعتقد ايضا ان الاستقبال الضخم لجون قرنق عندما جاء للخرطوم , كان استقبال لطرح جديد مرتبط بالناس وكانت طموحات الناس فى الحركة الشعبية اكبر مما كان يمكن تحقيقه على ارض الواقع . فى الحديث عن الحركات السياسية التى تعبر عن الانتماء الاثنى اعتقد انه جاءت نتيجة فشل الاحزاب القومية فى ان تكون قومية . فى القطاع المطرى التقليدى نجد ان ثلثى السكان فيه يساهمون ب 5,10 % من الناتج المحلى السودانى فى هذا القطاع مكمن الفقر المدقع , والجوع , وتدهور حياة البشر .. ولم تلتفت الاحزاب التقليدية لهذا القطاع المطرى التقليدى ومن بينها الحزب الشيوعى واتذكر انه فى عام 1962 كان هناك اتحاد مزارعى جبال النوبة , كان رئيس الاتحاد شيوعى والسكرتير شيوعى فى منطقة فيها تخلف شديد , والحزب الان وحتى مؤتمره الخامس عنده اصرار على وضع حاجز بينه وبين الشعب . اريد ان اختم بقولى ان القطاع الحديث عندما تتم مقارنته مع القطاع المطرى التقليدى تتوالد حالات الغبن الاجتماعى , كان الناس يتحدثون عن تصادم الطبقات ولكن الان التصادم يحدث بين الفئات التى حدث لها تقدم نسبى ونقل تقانة وتعليم وصحة , وبين الفئات المحرومة من هذا رغم انهم مواطنيين فى نفس البلد . انتفاضات الهامش فى الجنوب والشرق والغرب هو دليل على وجود قوى متقدمة تدافع عن حقوق ثلثى سكان السودان وهم الذين تم اهمالهم فى تصورات الاحزاب التقليدية .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ندوة د. عطا البطحانى .. تشريح الأزمة السودانية , (ملخص + صور) . (Re: مركز الخاتم عدلان)
|
القارئي الكريم
الزملاء في مركز الخاتم
الإحترام
السلام عليكم ورحمة الله
طرح د.البطحاني مائز بعنايته بتعدد العناصر وبالعامل الرئيس فيها وهو من الشموس المشرقة بالسودان الجديد.
قال:((المكون الفكرى فى المناخ السياسى ضعيف , ونجد لذلك ان اللغة المستخدمة فى الخلاف هى لغة التخوين والتجريم , اكثر من لغة الجدل الفكرى المُفيد والفرصة مُتاحة الان امام اصحاب الفكر للتقدم للساحة , اقول هذا وفى ذهنى تجربة عشرين عام من فكر اخذ فرصته الكاملة فى التطبيق .
الأزمة ازمة بنيوية مُركبة ومتعددة الجوانب وفيها قضايا الهوية , والسياسة , الاقتصاد , الاخلاق , المجتمع الخ .. هناك كثير من الكُتاب ساهموا فى تشريح الأزمة من جوانبها المختلفة مثل د. حيدر ابراهيم الذى كتب عن الاسلام السياسى , د. منصور خالد الذى كتب عن فشل النخبة السودانية , د. الباقر العفيف عن ازمة الهوية .. اريد التركيز على ادوات التحليل , فى اعتقادى ان الازمة هى فى جوهر النظام الاجتماعى , بمعنى وجود خاصية عدم المساواة فيه من البداية , صحيح ان كل المجتمعات فيه درجة من درجات عدم المساواة ولكن تبقى قضية ادارة عدم المساواة هذه فى المجتمع المعين , وفيما يخص واقعنا السودانى ظهرت هذه الأزمة فى سلوك الطبقة الحاكمة , واحب هنا استخدام مصطلح كتلة القوى المسيطرة تاريخيا فى الشمال والتى تلازم معها وجود اقتصاد غير انتاجى وثقافة غير نقدية , وكان هذا التلازم من خمسينيات القرن الماضى حتى اليوم .
من الممكن ان يتحدث شخص اخر عن الأزمة من جوانب ثقافية , او جوانب اقتصادية , واريد هنا ان اتحدث عنها كازمة سياسية اقتصادية .. وهى ازمة لم تبدأ مع نظام الانقاذ الحالى , ولكنها قديمة وتطورت وتتوزع فيها المسؤولية لتشملنا كلنا , لو حاولت ان ارسم مسؤولية الأزمة فى شكل دوائر فسنجد فى الدائرة الصغيرة النخبة الحاكمة وهى حاليا نخبة الاسلام السياسى , وفى دائرة اوسع منها وحولها نجد كتلة القوى المسيطرة الشمالية , ونجد دائرة اخرى اوسع هى المجتمع السياسى للوسط النيلى , والدائرة الاكبر هى دائرة السودان الكبير العريض , سودان الهامش والاطراف والاقاليم , وكل هذا مربوط مع دائرة الاقتصاد العالمى والمجتمع الدولى الاقليمى منذ الاستعمار البريطانى وربما من قبله ))
وإنتقاد العلم البرفسور فاروق محمد ابراهيم لعجز الحزب الشيوعي عن التقدم بقوى الريف مع قوى المدن صحيح خصوصاً في الإنجراف المديني وراء دعاوى الديمقراطية الليبرالية بينما تقدم الحياة في الريف أحوج إلى الديمقراطية الشعبية.
ما نحتاجه اليوم هو حشد القوى المقاومة في المدن والقوى المقاومة في الريف لضرب أضعف النقاط في النظام الرأسمالي القائم في السودان بكل ما فيه من تهميشات.
الشكر للدكتور عطا البطحاني ولمركز الخاتم عدلان.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ندوة د. عطا البطحانى .. تشريح الأزمة السودانية , (ملخص + صور) . (Re: مركز الخاتم عدلان)
|
شكرا لزميل الدفعة عطا البطحانيالمنشغل دائماً بالهم العام لملامسته لهذه القضايا ويهمني للغاية حديثه عن الافكار لديه التي لازالت في طور التكوين أعتقد أن مناقشتي الاستاذين فاروق وكبج هامتان للغاية. في رايي انه وبعد الانتخابات القادمة لابد من الدعوة لمؤتمر الخريجين تو وهو مؤتمر للمنورين ظللت ادعو له منذ اكثر من خمس سنوات وساكرر الدعوة له بعد الانتخابات المقبلة التي اتوقع ان يحظى فيها المؤتمر الوطني وحزب الامة والحركة الشعبية على التوالي بالفوز . لكن القضية الغشكالية ستراوح مكانها لابد من عقد مؤتمر الخريجين تو وهو مؤتمر في تصوري يمكنه أن يقدم مفتاح الحل للاشكاليات التي تعترض العمل السياسي في السودان فلو تم تجميع حوالي 30 الف منور سوداني وليس بالضرورة أن يكونوا كلهم من خريجي الجامعاتلو تم تجميعهم من كافة مناطق السودان وتفادى هذا المؤتمر المعد له جيدا قبل انطلاقه كل اخطاء مؤتمر الخريجين الاول وأمن هذا المؤتمر على البرنامج المعد سلفاً بواسطة النخب السودانية المختلفة لبناء السودان وفق احدث التصورات الفكرية العلمية الثقافية فإن هؤلاء المنورين يمكنهم ان ينسحبوا بعد المؤتمر مباشرة لمهامهم المهنية دون ان يكون لهم حظ في شهوة الحكم وأن يتركوا توصية للشعب بالبرنامج ومعه توصية بانتخاب 300 ممن ترى النخبة انهم نزيهين ومجردين من كافة مناطق السودان كي يكونوا عماد البرلمان المقبل دون النظر إلى احزاب هؤلاء وبحسابات يتم فيها تمثيل كافة المناطق .هذه العملية المعقدة طرحت هنا فقط تصورات اولية عنها والفكرة بمجملها يمكن التفاكر حولها.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ندوة د. عطا البطحانى .. تشريح الأزمة السودانية , (ملخص + صور) . (Re: مركز الخاتم عدلان)
|
نماذج لبعض المداخلات :-
أ/ ميرغنى الشايب ضيق الوقت لم يُتيح لدكتور عطا ان يطرح ورقته بشكل متكامل حتى تساعد فى ادارة النقاش . المحور الاساسى للورقة هو تشريح الازمة السودانية , من المهم جدا قبل توصيف اى معالجات ان نُشرح . توصيف ان هناك كتل تاريخية , يُعطى انطباع انها كتل صلبة جامدة ومتجانسة , اعتقد انه منهج لا يخلو من بعض المثالب وتحتاج للمراجعة فهى تتحدث عن التوصيف الجغرافى وكان هناك حدود صارمة وليس هناك اى نوع من التداخل والتلاقح . تجربة نميرى والتجربة الراهنة هى هزيمة للمشروع الاسلامى , ولم يعد هناك طرح لمشروع الاسلام هو الحل لانه مشروع اثبت فشله , وعتاة الاسلاميين يتحدثون الان ان الحاكمية ليست لله , الحاكمية للبشر , ليس هناك تفسير وتأويل واحد للاسلام , والدولة الدينية دولة تتمسح بالقداسة وكل من يخرج عليها يتم وصفه بالكفر والخروج من الملة . المشروع الاسلامى انهزم , وانا ايضا ضد ما يحدث باسم الاسلام هنا فى السودان من اقتصاد السوق والخصخصة فى التعليم والعلاج وبيع الاراضى الزراعية والسكنية والميادين الترفيهية لقلة محدودة .. هناك الان فجوة طبقية واضحة , وهناك فقراء المدن باعداد كبيرة . اى مشروع للتغير انت تحتاج فيه ان تمسك بمقاليد السلطة . *
أ/ عبد العزيز حسين الصاوى : اختلف مع طرح د. عطا .. واعتقد ان اصل الأزمة هى قضية التطور الديمقراطى .. ازمة الديمقراطية فى السودان جذرها الحقيقى والبعيد , هو عدم مرور السودان بالظرف التاريخى الذى ولد فكرة الديمقراطية , الديمقراطية فى فى اوروبا ارتبطت بعصر التنوير , والبرجوازية , وذوبان الاقطاع , وهى عوامل لم تتوفر فى التجربة السودانية وبالتالى فان اساس الديمقراطية كان ضعيفا فى المجتمع وفى عقلية النخب . ولذلك فان الفشل هو النتيجية الطبيعية , نحن لا نستطيع ان نلوم الاحزاب لانها قامت فى مناخ لم تتوفر فيه الشروط التى جعلت التجربة فى اوروبا تزدهر وتنمو . هل معنى ذلك انه لا يوجد مخرج ؟ المخرج موجود , ويتمثل فى النظام التعليمى , انهيار التعليم قاد الى تبديد القدر الضئيل من الأستنارة . اذا لم يتم تصحيح النظام التعليمى كمناهج , واذا لم يُصبح اداة للتنمية والعقلانية فلا مخرج .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ندوة د. عطا البطحانى .. تشريح الأزمة السودانية , (ملخص + صور) . (Re: مركز الخاتم عدلان)
|
نماذج لبعض المداخلات :-
أ/ عبدالرحمن جماع : نحن جيل السبعينات لدينا ازمة داخل الازمة السودانية العامة , الاجيال السابقة لنا انجزت مشاريعها الخاصة من زواج وبناء منزل وتوظيف وغيره , وهو ما لم يتوفر لجيلنا . واحدة من اسباب الازمة ان السودان قد تم الزج به فى مشروع حداثة عالمى من دون الاستعداد لذلك , لقد وجدنا انفسنا دولة دون المرور بالخطوات الازمة لذلك .. ثم اننا حتى الان لم نجد القائد الذى نلتف حوله ويتمتع بالتأييد من قطاعات عريضة . *
أ/ عماد الدين موسى : مساهمات د. عطا البطحانى جديرة بالاحتفاء , لانه من القلة التى تبحث عن حلول لمشاكل الوطن .. منذ توقيع اتفاقية نيفاشا وقوى الوسط النيلى ما زالت تحمل تفكير 1989 , ذاكرة رفض الاخر والاطاحة به .. يجب ان نقبل باتفاق نيفاشا لانها تؤسس لوطن جديد , اتفاق يصل بنا لمفهوم كيف يُحكم السودان .. اعتقد ان الاحزاب التقليدية هى فى الحقيقة احزاب متحفية . *
د. عمر القراى : اتفق مع د. عطا فى ان الاشكالية الاساسية هى غياب الفكرة وهو امر يُحسب على كل الانظمة واحزابنا الكبيرة التى تكونت دون ان يكون لديها افكار , وبعد ان تكونت بدات تبحث لها عن افكار , اذا الحديث ان الازمة هى ازمة طبقة حاكمة فى الشمال حديث غير صحيح , لان حتى لو تم حكم الجنوب من الجنوبيين ولديهم ازمة فكرة ستحدث عندهم المشاكل .. مشكلة الاسلام السياسى لا تعنى ان نترك الاسلام ونبحث عن طرق اخرى للحكم فنحن لسنا اوروبا حتى نأتى بحلول اوروبا لمشاكلنا . الفساد يُحدث تعميق لازمة السودان , لان النظام الحاكم نظام فاسد وبه فساد لم يحدث فى فترة من فتراته السابقة .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ندوة د. عطا البطحانى .. تشريح الأزمة السودانية , (ملخص + صور) . (Re: مركز الخاتم عدلان)
|
ملخص رد د. عطا البطحانى على المداخلات : المداخلات تساعد فى تجويد الورقة فى المستقبل , ذكرت فى البداية ان الموضوع كبير وهو يحتاج لورشة عمل لان ندوة واحدة لا تكفى . عن لماذا عجز اليسار بعد اكتوبر ومايو عن بناء الكتلة التاريخية لدرجة اغفال دائرة المهمشين , ليست لدى اجابة , فى انقلاب يوليو 1971 كانت هناك اوراق بخط يد عبد الخالق محجوب حول تكوين الوزارة وكانت فيها اسماء لممثلين من الاحزاب التقليدية واعتقد ان اسم نقد الله قد ورد فى التشكيل , اذا الفكرة لم تكن غائبة ولكن لم يتاح له وقت للتنفيذ . عن استعداد الحركة الشعبية لكى تقود وتكون مركز بديل للمركز الحالى , نظرياً ممكن ولكن عملياً هناك صعوبات , الحركة الشعبية ليست كتلة منسجمة , ومن الممكن ان تصبح الحركة الشعبية نخبة ريعية مثلها مثل المؤتمر الوطنى . دور الريف او المهمشين , هم مهمشين ولكنهم ليسوا هامشيين , هناك توجس من الحركات القادمة من الاطراف وعن مدى قدرتها السياسية وطرحها لبرامج تُظهر احتياجاتها واحتياجات بقية اطراف المجتمع , حتى لا تتم اعادة تكرار تجربة المركز , فاذا كان الهم عندهم هو الاحلال محل المؤتمر الوطنى او الاحزاب الشمالية فان الازمة سيتم تكرارها . ما يحدث فى السودان هو تحول راسمالى فى مجتمع ما قبل راسمالى وفى اطار راسمالية عالمية , ما تقوم به سلطة الاسلام السياسى الان هو تسهيل ادماج الاقتصاد المحلى فى الاقتصاد العالمى بشروط ضعيفة جدا , مثال عمليات الخصخصة والتحرير الاقتصادى والتى هى فى نهاية المطاف بيع للاصول الانتاجية , وهى تدمير للمشاريع القومية مثل مشروع الجزيرة والسكة حديد , فلا يمكن فى بلد يتم فيه تدمير السكة حديد ان نتحدث عن تنمية , حيث نجد ان خطوط السكة حديد فى الولايات المتحدة الامريكية تساوى ثلث الخطوط فى العالم كله هناك جدل حول الشروط الاجتماعية للديمقراطية , البشر يعيشون فى اوضاع لا تتشكل وفق رغباتهم , ويجب التفكير فى ايجاد الحل المناسب فلا يمكن ان ننتظر حتى نهوض الطبقة الوسطى وان تتم الاستنارة حتى نُطالب بالديمقراطية , الديمقراطية اصبحت واحدة من وسائل التنمية , وهى واحدة من مؤشرات الحكم الراشد , حتى ان هناك دراسات تتحدث عن ان العمل فى مناخ ديمقراطى يزيد من الانتاجية . مؤسسة التعليم العالى تنتج فى خريجين لا يجدوا وظائف , وليس هناك علاقة بين التعليم والتنمية , ويجب هنا ربط التعليم بالخطط الاقتصادية . ليس هناك دولة دخلت مرحلة ما بعد الحرب واعتمدت على اقتصاد السوق مثل ما يحدث فى السودان الان . اتفق ان مشاكل الاسلام السياسى لا تعنى ترك الاسلام , وسيكون السؤال اى منهج فى الاسلام يجب اتباعه للخروج من الازمة ؟ شهدنا فى الخمسينات والستينات من القرن الماضى فترات ازدهار نسبى , وكان للحركة الوطنية قوة دفع رغم الاخطاء , وكان هناك فصل بين السياسة والدين , وكان الاقتصاد قوى لحداً ما ومترابط قطاعياً , متوسط دخل الفرد فى 1956 كان يساوى ضعف متوسط دخل الفرد فى كوريا الجنوبية . السودان الان فيه قوى حيوية , وهناك امكانية تجميع هذه القوى وخلق مركز بديل يقود النهضة ويحافظ على تماسك البلد .
| |
|
|
|
|
|
|