دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
|
توثيق التجربة ( الكتيابي )ه
|
إلى الأعزاء
MXB6N al_msaa DEEK_ALJIN banadieha bunbun alsara wadazza AL GURAIR نصار abujjux MOHDY موصلي تماضر سوما ابوحراز إليكم أحبتي جميعا ـ إعزازا وتقديرا ـ هذه مقدمتي لهذه المجموعة من مختارات الأخ الحبيب MXB6N
مستغرقا في " رقصة الهياج " كنت أتمتم في ارتماءاتي الأولى : أعني أرش على الأشياء ألوانها .. لا أغشها فيحتارون ولا أقتمها فيمتعضــون .. وكنت أدعو :ـ " لا تدع فرشاتي تقطر في صفاء اللوحــة فينزعجون " ثم اعترفت بعدها بأنها لقطات اختلستــها من ذاتي .. لذاتي .. لحظات عريها من الزيف .. وقفت فيها ناصعا بلا رتوش .. سألت الله أن يجعل عيوبها عبرة لأهل المعاناة وأن يجعل من محاسنها نورا لكل بصيرة .. ثم نـــاديت: ـ ألا إنها مني لمن كان له قلب .. كانت تلك أورادي في رقصة الهياج وأنا في أول طريق لا أعرف له منتهى غير أني تبينت وقتها أنه الشعر وأنه يختبئ في الكلام كما تختبئ خاصية المغنطة في جلد المغناطيس وأن مشارط الأطباء لا تصل إليه في أجساد أهله وأنه صورة من صور قوة الروح وأنه أقرب السبل إلى غاية الحقيقة المشتهاة . كان القلم أحب لعبة بين أصابعي وأنا صغير ، كبرت معي محبته وفتنت باقتنائه وعنيت بإصلاحه وسقياه واستعماله لرسم الحياة وكتابتها على كل ما يمكن النقش عليه ، وعلى ذلك مضت أربعة عقود من عمري أدركت بعدها أن أصابعي تحولت إلى لعبة يجرها قلم .. إن أمر روحانية القلم وما يسطرون ، عند أهل الحكمة والأوفاق والعائذين بالجن والشعراء وأهل البيان وسحره ــ أمر جد كبير وخطير ... وعلى نسق هذا المفهوم من الخصوصية والعمق تأسست علاقتي النفسية والروحية بظاهرة الكتابة والقلم ، ولعل المتأمل في كون هذا الكائن العجيب يكتشف خوارق مذهلة خاصة إذا أمعن الفكر في شدة ضيق منفذه وعظم ما يخرج منه واستحكام مناشرته للروح في نقله عنها ـ لقد نشأت في أسرة فقيرة ذات إرث علمي متمثل في شهرتها بتعليم القرآن الكريم ، وذات مجد أدبي متمثل في سير أبنائها الشعراء المشاهير التيجاني يوسف بشير ومحمد عبد الوهاب القاضي ومحمد سعيد الكهربجي وقبلهم الشيخ حاج بخيت رحمة الله الكتيابي الولي والجدة بنت بدري ، وربما كان شبهي صورة التيجاني خالي ونزوعي إلى الانطواء وميلي للشعر والقراءة وحبي للقلم ــ كل ذلك مجتمعا ــ ربما كان هو السبب الرئيس وراء شدة خوف الأسرة علي بخاصة وقد مات شبيهي في الخامسة والعشرين ومات ابن عمتي القاضي في الثلاثين وارتبط عندهم الشعر بالموت المبكر ـ
ظلت هذه الفكرة خلفية في تعاملهم معي وأصبحت مشكلة مؤرقة دفعت بي إلى التعمق في شأن الحياة والموت ومحاولة رصد متوسط أعمار الشعراء من خلال كثير من المراجع العربية والعالمية وأسلمتني تلك الهواجس إلى كثير من الأحزان ونغصت علي ملذات الشباب غير أنها في اتجاه الدين والإيمان ربما تكون قد أثرت بإيجابية إلى حد ما ـ على كل أستطيع القول بأنني بدأت استشعر الحياة وطموحاتها حقيقة بعد أن تخطيت الخامسة والعشرين ولم أمت .. وفي المرحلتين ظل القلم طقسا روحيا ولم يزل ... أذكر أنه لما أريش جناحاي وضاق العش ، لم احتمل رقصة الهياج ، فانتبذت طورا وألقيت ما سميته " هي عصاي " ناجيت فيها تلك المغنطة التي تسربتني واعترتني حتى الخوف تبينت أن هذا الشعر غدة زائدة .. ثم تبرأت في الختام وأشرت على من كان في خلقه ضرس للشعر أن يخلعه .. ألا هل بلغت .. وأشهدت الله على ذلك .. وها أنا الساعة أقر بهذياني في " رقصة الهياج " وبتهويمات الميقات في موقف العصا " وإن الشعر لطريق إلى الله إذا ما أدركت الخيل مواقف النفري . إلا أن الأفعى الملووة في قامة الشفق وراء الإشارة والبشرى أشهدتني أن الحرف جســد والمحروف عظم وأن المعنى بينهما روح حية فشهدت بأن اللغة روح وأنها.. ما جعلت لما نستخدمها فيه حقيقة . وعرفت بأنها إنما خصصت لتكون القناة لروحانية الخطاب بين الله وخلقه فحسب .. لتحمل رســالاته على محامل من جنس معدنها ... محامل لغة روح إلى مساقط الإدراك ... مناطق الاستقبال والإرسـال في تشريح الدماغ وعرفت بأن الشعر جني أدرك ذلك السر العميق وتسلل إلى مسالكه .. ليضل عن سبيل الله ، لكنه فوجئ بنفر من مريـــديه .. يرون ما لا يرى ، روضـــوا لسانه على أن يشهد على نفسه وأن يسكت عما يريد قوله وعلى أن يبوح بما لا يود البوح به ، اللهم اغفر لي شعري ونثري وما استفلته وما أفلت ، واغفر لي خطيئتي وعمدي وجهلي وإسرافي في أمري وكل ذلك عندي .
كتيابي
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: توثيق التجربة ( الكتيابي )ه (Re: عبدالقادر الكتيابي)
|
السالك إلى المقامات العُلى الكتيابي شكراً على هذا الدفق الصوفي الحميم والحارق .. قد نختلف حول الشعر وماذا يفعل بأهله وبالغاوين / ات امثالي؟ ولكن ماذا يمكننا أن نفعل عندما تُكتب السيرة باقلام الشعراء غير الرقص ( هياجاً ) او عشقاً او معراجاً لمقامات الجمال المطلق والدهشة الأبدية !!!!!!! تسلم هذه الروح وتلك اليدان
| |
|
|
|
|
|
|
Re: توثيق التجربة ( الكتيابي )ه (Re: عبدالقادر الكتيابي)
|
السالك إلى المقامات العُلى الكتيابي شكراً على هذا الدفق الصوفي الحميم والحارق .. قد نختلف حول الشعر وماذا يفعل بأهله وبالغاوين / ات امثالي؟ ولكن ماذا يمكننا أن نفعل عندما تُكتب السيرة باقلام الشعراء غير الرقص ( هياجاً ) او عشقاً او معراجاً لمقامات الجمال المطلق والدهشة الأبدية !!!!!!! تسلم هذه الروح وتلك اليدان
| |
|
|
|
|
|
|
Re: توثيق التجربة ( الكتيابي )ه (Re: Elmosley)
|
الكتيابى الرائع اذكر اننى طرحت على شيخى واستاذى الطيب صالح سؤالا يتعلق بسر الالق الصوفى الشفيف الذى ينتظم حروف جل مبدعينا قال لى انه يرد الامر لطبيعة التنشئة والاجواء الصوفية التى تحيط بنا كان يعنى التصوف الفلسفى الآن يعن لى ان ارمى عليك وانت موغل فيه
| |
|
|
|
|
|
|
Re: توثيق التجربة ( الكتيابي )ه (Re: خالد عويس)
|
الحرف المتجسد ،اخونا الكتيابى ولم اجد وسيلة لكى انزعك من جسد شعرك ولا ان اكثف مضمونك من مكنونك ولا لوحك المحفوظ من دفق عبقر
رايت ملاك وحيك هابطا عند غار المدن القفر يحمل تنزيل الشعر عليها، ويدثرنا بالمدد، والروح، وهى ترفل فيك باثوابها وطرقاتها واسواقها ، الى معراج من سرمد، وسراجا وهاجا
وتقيم الليل سرىً
وكمشكاة تانى فى غسق الصبح صافات تاتى فى جنح اليل طيرا من عشق .... ودم
احييك يا كتيابى واحى كلمك المسك، بالعبارة والعبرة القرآنية، وانت تمد لنا حبلا نصعد فيه معك الى حواف الروحانية والطهر، الى سدرة منتهى البوح،عروجا بصراط الصمت والسكون، المستكين
وكانك به تطهرنا وتزكينا من ضيم عاديتنا الفانية، وتخلدنا بالشعر،
ما اجملك !!!
عمرك طويل ان شا الله
| |
|
|
|
|
|
|
Re: توثيق التجربة ( الكتيابي )ه (Re: عبدالقادر الكتيابي)
|
أحبتي : ـ
نصار solara الجندرية Abomihyar Elmosley خالد عويس والعزيزة شفيفة الحس ـ أختي راجحة العقل الأستاذة تماضر :ـ لكم التحاياوالود العميق وحقيقة أشعر بالاطمئنان والامتنان لكموهذا ما حملني على العودة إلى التواصل الذي حاولت أن أجاهد نفسي عليه بكل ما أوتيت من فقه جهاد النفس وما استطعت من ( قوة راس سودانوية ) ومن ( جعولية ) ولم أفلح لأن الذي منحتموني أكثر ـ فلكم إعزازي وأواصل نشر ملفات التوثيق
أحببت أن أخص لوحة هذا الملتقى بالكتابة لأول مرة عن تجربتي الشعرية بين أجيالي الثلاثة ، في حلقات متسلسلة ـ فإني وجدت فيه أحبتي وأصدقائي وفرحت حقيقة به ـ و أرجو أن لا تحمل فكرة إقدامي على توثيق التجربة ـ في دوارق التحليل النفسي ـ إلى كرنتينة المبتلين بوباء ( الأنا ) فأنا إنما أفعل ذلك هنا استئناسا برواد هذا ( البورد ) الرائع كما أنه ليس ( تأطيرا للبري ) كما وسوس لي الآن شيطاني الساخر .. إن توثيق التجربة الشعرية في مفترقات أجيالنا تلك أمانة لابد من أدائها وشهادة واجبة في رأيي والشعر هذا منكوب بالمدعين في كل زمان ومكان وهذا قدره ، فمن هؤلاء من يدفعه طلب الوجاهة المتوهمة فيه ومنهم من يلتمس فيه استكمال نقص و من يبتغي فيه الرزق أو يتعبد به سلطانه أو حزبه ومنهم من ضلت ملكته طريقها فتوهم لها الشعر ولو أنه طرق غيره لأصاب .. فكم من موهبة صادقة وعبقرية حقيقية وأدها حسد الجهلاء وتآمر عليها أدعياء الأدب واغتالتها الحرب النفسية مستقلة رقتها وزهدها كما فعل بالتيجاني وجماع ومعاوية وعبد المنعم عبدالحي وكما فعل بسيبويه من قبل .. وعلي بن زريق البغدادي وغيرهم . منذ أواسط السبعينيات وإلى أواسط الثمانينيات ـ وأنا يافع كنت أشارك في الأمسيات الشعرية على المنابر مع أساتذتي عبد الله الشيخ البشير ومصطفى طيب الأسماء ومحمد بشير عتيق ومبارك المغربي ومحي الدين فارس ومصطفى سند والمجذوب وأشهد صالونات عبد الله حامد الأمين وفراج الطيب وصالون الأسرة ( إشراقة ) وأربعاء المغربي ولقاءات شعراء الأغنية واللقاءات غير المخطط لها تحت النيمة الشهيرة أمام كافتيريا الإذاعة وعند كل منحنى .. كنا جيلا من اليافعين أذكر منهم الشاعر العميق عالم عباس وأخي المتجرد للشعرمحمد نجيب محمد علي والمجدد التيجاني سعيد والشاعرفضيلي جماع و الشاعرصديق المجتبى والثائرمحمد طه القدال وشعراء الاتجاه الاسلامي أبوبكر الشنقيطي والكرنكي وأمين حسن عمر ـ وإلى اليسار اليسار إلياس فتح الرحمن وأسامة الخواض وسامي سالم تمايزت صفوفنا تلك الفترة وثبتت ملامح التوجهات لكل منا واعتملت الساحة واضطرمت وتنوعت أشكال الصراع فكانت أبرز سمة في ذاكرتي لذلك أمسية تكوين اتحاد الكتاب بـ ( الآفروويشن ) وعلي المك ـ والشاعرة نجاة عثمان .. ود.خالد المبارك ولا أنسى غضبة الدكتور عبد الحي وهو يهتز بنصف جسد إلى جواري محتجا على تلك المؤامرة وكيف انصرف من ذلك اللقاء .. كذلك كانت الصفحات الأدبية متمايزة ولكل كتابه الذين يروج لهم .. كنت في ذلك الوطيس أكثف الحماية على دواخلي ضاربا سورا متينا حول نفسي حرصا على ما وجدته فيها أصلا متلذذا بخواطري وتأملاتي بين الدين واللغة والأمدرمانية والفانتازيا ـ مستقرا في قرارتي ـ وأظن أنني نجوت بذلك من كل محاولات التحطيم القاسية التي تعرضت لها ـ من الديكين المتناقرين ـ ولعل عيسى الحلو وعثمان عابدين وسامي سالم يذكرون معاملتهم لكتاباتي التي كنت أدفع بها للنشر عندهم وكذلك يذكر حسين خوجلي ومجموعته التي حلت محلي في ألوان في أية سلة قمامة كانوا يلقون بمقالاتي وقصائدي كما يذكرون نشرهم لقصيدة كتبها في هجائي حسدا ذلك المسكين رحمه الله .. ولعل أمثال ذلك من الخصومة في الرأي والسياسة أجدر بالاحترام مهما بلغ الخبث فيها ـ أعني مقارنة بخصومة الحاسدين في مجرد الملكة ـ إذ أن هؤلاء ـ وقد خبرتهم ، كانوا في شأني يسعون بين الإخوان واليساريين يوعزون لكل أنني مع الآخر ـ تعميقا لتلك الخصومة الشريفة ـ لتغييبي عن الساحة ولتسخيف ما أقدم .. أو يطعنون في تأهيلي الأكاديمي وقتها ـ وغير ذلك .. ولهؤلاء وأولئك أياد في أجهزة الإعلام والصحافة ومواضع القرار ـ استخدمت ضدي ولا تزال.. يسحب اسمي من قوائم الترشيح للتمثيل الخارجي والمواسم الثقافية الرسمية ويظل في القوائم السوداء للأجهزة ـ رغم التعاقب .. وأذكرأنني كنت مستقرا في قرارتي رغم ذلك .. أنافح عن ذلك الذي وجدته أصلا بالفطرة في نفسي , أضرب الأسوار حوله منحازا للقطن السنوي والطمي والحقيبة والمديح وألبل وغابات الجنوب أحلم بالوطن الأيقونة الواحدة مهما تعددت ملفاتها وأرقب مجريات السياسة ومواقف الأدباء والشعراء حيث تكشفت لي حقيقة العلاقة بين المؤسسة السياسية حزبا كانت أو نظاما ونظرتها إلى طاقات الشعراء والأدباء واستغلاليتها لهم ومخادعتها .. وكيف أنها تستخدم المبدعين أبواقا وأنها تأكل لحومهم وتلقي بعظامهم إلى مزابل صراعات تجارها عبر الأجيال . أيقنت من خلال تأملاتي آنذاك أن المؤسسة السياسية سواء تمثلت في نظام حكم أو حزب أو قبيلة أو إدارة هي في الواقع أشد خصوم المبدع والمثقف عداء له ، إنها تعمل على توظيف خاصيته لحسابها دون أن تعيد قراءته باعتباره مفكرا أو تفهمه كما ينبغي أو تقدم له من الوفاءإلا أكاليل الزهور على قبره حتى يظل صامتا تجاه من يكذبون في حقه وهو ميت . وعندي من الشواهد والمفارقات المدهشة على ذلك ما ينقبض له القلب و يخشى من فضه من الفتن ما يخشى ولكن تكفي الإشارة إليه حفاظا على متعة الانطباعات الطيبة الجميلة ـ و لو كانت مبنية على وهم ـ حول مؤسسات وأسماء . كان القلم أحب لعبة بين أصابعي وأنا صغير ـ كبرت معي محبته وعنيت بإصلاحه وسقياه واستعماله لرسم الحياة وكتابتها على كل ما يمكن النقش عليه ، على ذلك مضت أربعة عقود أدركت بعدها أن أصابعي قد تحولت إلى لعبة يجرها قلم .. ( يتبع ) والباب مفتوح للحوار والاستيضاح والتفصيل
| |
|
|
|
|
|
|
Re: توثيق التجربة ( الكتيابي )ه (Re: عبدالقادر الكتيابي)
|
قلت إن المؤسسة السياسية وفرت نفسها أن تحول حملة الأقلام إلى حملة أختام والحناجر إلى أبواق و من باب الأمانة في التوثيق لتلكم المرحلة لزم أن أعترف بأن الطروحات والرموز التي قدمها اليسار السوداني أجدر بالاحترام والتقدير في تاريخنا السياسي والاجتماعي ـ ليس هذا إسقاطا أو نكاية بخصومه ـ ولا هو بالتعاطف الولائي ـ إنها كلمة الحق التي يفرضها الواقع جدلا ـ في فهمه لمعنى الحرية ومعنى السيادة ومعنى الوطن .. بل لقد كان له السبق في إدخال هذه المفردات إلى قاموس الأدب السوداني والسياسة السودانية منذ الاستقلال ـ برغم الأساليب الخبيثة الساذجة التي قاومتهم بها السيادات الزائفة باسم الاسلام وهم يعلمون أن جوهر الاسلام السياسي الحقيقي كامن في طروحات اليسار التقدمي السوداني ـ طاهرا مبرءا عن الغرض والخيانة لهذا الوطن وقضاياه المتميزة بخصوصيتها . لقد اتفقت الطائفية والوصولية الدينية والمؤسسة العسكرية رغم أن كل منهم عدو لحليفه ـ اتفقوا على الطعن في عقائد رجال مؤمنين كعبدالخالق محجوب ومحمود محمد طه .. قد يبدو هذا الكلام غريبا لكثرة ما تراكم في ذاكرة العامة ضد هؤلاء الأبطال و لعل فتح هذا الملف سيجر سيلا من الشهادات بأن النخبة السودانية لم تقدم إلى العالم ملحدا واحدا ولكن كفرهم بالسادة هو الذي جر عليهم ذلك كما أن هناك مواقف مشرقة لقلة نادرة في كل من المؤسسات الديموقراطية الأخرى والعسكرية ـ تجاه المبدعين ـ ولكنها متقطعة متباعدة لا تكاد تذكر إلا في شهادات الدفاع الجدلي المحمومة من حين لآخر ـ ومهما يكن الموقف من هذه الآراء والخواطر فإنها يا إخوتي انطباعات شخصية من خلال معايشة في عمق الساحةـ وآراء لاأصر عليها حيث لا أرمي من ورائهاإلى شئ سوى محاولة توثيق أمين فلربتما أفادت واحدا في المليون يوما ما ( يتبع )
| |
|
|
|
|
|
|
Re: توثيق التجربة ( الكتيابي )ه (Re: عبدالقادر الكتيابي)
|
اللهم آميـــــــــــن يا رب العالميــــــــن استاذنا الجليل المتواضع متعك الله بالصحه والعافيه .. ونحن لا نزال عطشى لكتاباتك الصادقه نتمنى المزيد والمزيد حتى الارتواء ولكن ......لا اظن اننا نرتوى من ذلك الينبوع الصافى .. لا نملك سواء الدعاء لك بموفور الصحه والعافيه لكى تبدعنا كما فعلت اليوم وكل يوم التحيه لك والف شكر
| |
|
|
|
|
|
|
Re: توثيق التجربة ( الكتيابي )ه (Re: عبدالقادر الكتيابي)
|
علاقة ما تقدم بشأن التوثيق الشخصي بدهيا هو انعكاسات مواقف وانطباعات المحيط الحياتي على مطلق الروح الإبداعية خاصة في تركيبة وطننا ( المتميزة بخصوصية التنوع ) الثقافية ـ وما أريد إثباته في ذلك بتركيز دقيق هو أن المؤسسسات السياسية أقحمت أصابعها في مربعات هذه الرقعة الماسية ـ أعني ساحات الإبدع ـ من خلال ثغرة ( غياب منهجية مادة النقد الأدبي ) ومن فعل تلك الأصابع نجد أنه بدعوى التقدمية يسخف أدعياء الحداثة تجربة غيرهم .. وكذلك بدعوى التأصيل يفعل بهم خصومهم .. نستطيع تعريف النقد الأدبي هنا ( بدقة ) على أنه تفكير إبداعي ، أما تداوله على أنه من أوجه الإبداع الأدبي ، و استخدامه لغة دستورية في خلاف الخصمين ـ و هو ما يسود الآن صفحات الكتاب الأدبي المعاصر ـ فقد أدى ذلك إلى تفشي ظاهرة التوظيف السياسي لهذا النمط من التفكير حيث كشف حقيقة الصراع دون قصد من كتابه أنفسهم ـ فما أيسر أن يقوم باحث أمين بتصنيف كتاباتهم إلى أبواق لـ ( معسكرات آيدلوجية ) ـ تحمل لافتات ( تيارات إبداعية ) مطية للهوى الشخصي و تصفية للحسابات ـ وما أيسر أن يكتشف الراصد أنها بين غرضين ـ تلميع أسماء وتحطيم أخرى ـ بعيدا عن موازين الإبداع ـ فكيف يعتبر هذا الفعل نقدا وإبداعا ؟ ـ سيحتج مماحك سطحي بأن هناك ما يسمى التحليل المفيد في هذه الكتابات وسينبري المصابون بإسهال المصطلحات و ( ببغاءات ) النظريات الأكاديمية بالردود الساقطة على فضحهم هنا بهذا المنطق الموضوعي والذي سيظل ردا مسبقا على كافة الاحتمالات حسابيا لإحداثيات ذهنيتهم .
( يتبع )
| |
|
|
|
|
|
|
Re: توثيق التجربة ( الكتيابي )ه (Re: نصار)
|
نقرأ ونتابع ...
وبما أننا ابناء وبنات جيل واحد فقد تجرعنا نفس المرارات
انت من خارج المؤسسة السياسية ونحن من داخلها
بعد أن خرجت احزابنا من سراديبها عقب سقوط نظام نميري واكتشفنا كم هي كبيرة اوهامنا واصنامنا التي بنينها فخرجنا افواجاً وجماعاً من الشيوعي الناصر والبعث وبل حتى الأمة والاتحادي وشهدت فترة النصف الثاني من الثمانينات اكبر موجة انشقاقات واجهتها تلك الأحزاب .. فقد اعتقد بعضنا الذين لم يزالوا يؤمنون بالمؤسسة الحزبية ان العيب في قيادات تلك الاحزاب .. او بعض هياكلها .. اما انا فقد كفرت
الشاعر الرائع
هل يملك الشاعر غير ان يكون شجرة صندل تهب عبق عطرها لمن يجرحها دمت
| |
|
|
|
|
|
|
Re: توثيق التجربة ( الكتيابي )ه (Re: عبدالقادر الكتيابي)
|
ضاعت بعض الـ posts في الصيانة الأخيرة للبورد حيث كنت أدخله كضيف بسبب العطل ـ تحدثت فيها عن صالون المرحوم عبدالله حامد الأمين ـ الرجل الفلك مضيئ الجوانب ـ فقد تشرفت بأن كنت أصغر أعضاء صالونه التاريخي إذ قدمني إليه أستاذي في المرحلة الوسطى شقيقه عدلان حامد الأمين وجدير أن أسجل حقيقة أن أول قصيدة نشرت لي كانت في رثائه رحمه الله ـ ولمن لم يقرأ أو يسمع عن هذا العلم وصالونه أذكر بعضا من رواده أمثال عبدالهادي صديق وحسن طه شاعر المؤتمر ومحمد المهدي المجذوب ومبارك المغربي ومختار محمد مختار وحسين حمدناالله ود. حسن عباس صبحي رحم الله كوكبتهم ـ فعلى أدبيات علاقاتهم حاولت جاهدا تأسيس رؤيتي لثقافتنا السودانية واختزنت ذاكرتي من خواطرهم وأفكارهم وآرائهم العامة ومميزات شخوصهم الكثير المشرق وقد نشرت في أوائل الثمانينيات هذه الخواطر حول ذلك : ـ
أنفض ذلك الزمن الهبائي عـــن ذاكرتي ، وأنقل مشهداً أظن أنه أقصر الطريق إلى قـــارعة الحـــديث عن أبى الندوة ... لقد كــان ذلك في صيف عــام 1974 ونحن آنذاك صبية صغار ... في خدمة الجوار نعمل القدورــ راسيــات والجفان كالجواب لو أشـــار ... ونجلب العروش قبل أن يقوم ... فقد كان شيخنا عبد الله حامــــد الأمين ، طيب الله ثراه بأحسن ما صاغ من طيب ..كان وهو على كرسيه المتحـــرك فلكا يدور في مستقره فتتولد من دورانه شحنات الفنيــــات الدقيقة الفائرة ليكسو وجه الأدب الســــوداني ماء العافية والجمال .. دخلت عليه وكانت أول مرة وكل مــا هو أول مرة جميل .. فما أعذب أوائل المرات في الشعر كله .. والحكايــات والتجارب .. غير أن أول مرتي تلك كان له شأن آخر ... دخلت عليه ، فعرفتني فراسته من جذوري .. أشــار إلى كرسي قبالته فجلست .. سألني عن سني فقلت : عشرون وأغلب الظــن أن صمته ساعتئذ كان موكباً حزنيا على مقابر الذكريات .. فقد ارتعشت حدود ابتسامـــــته الهادئة وطوفت حول وجهه سحابـــات الشجي والشجن .. وأنا أحدق .. قال يـــا بني .. خالك كان وكان ، والأدب وما أدراك ... حدثني وحدثني عن ساندوتشات ثقافية يجوع بـــائعوها لأنهم ولأنهم مــا عندهم مخزون منها لأنفسهم ولأنهم تعجلوا طرحهــــا و.. و .. وفجأة ... سمعت كل نبضي يدق جوانــــب الكرسي الذي أنـــا عليه .. هممت بالوقوف .. ياللهول .. لم تحملني قدماي !! أيقنت تماما أن حالــــة محدثي انتقلت إلي بـــل أن شخصيتة غزت عظمي ، ولم أستطع كتم الارتباك داخلي فقد اشتدت عاصفة الصــــوت حتى طفقت وجهي ، فبــــدا الخوف علي واضحاً . عرفت ذلك لما ضحــــك العملاق على كرسيه المتحـــرك بطريقة مــا كنت لأتصوره فيها من أو هكذا خيـــل إلي .. قال لي وهو ثــابت على مقعد الدوار ( خليك قــاعد شويه كمـــان ) .. وحينئذ أحسست بحالــــة الطقس والمكان والزمـــان فكـــــأنما انقطعت شبكة المخيلة عـــن الإرسال فجأة .. واستطعـــت الوقوف .. هذا مشهد ، وإنما مثــل عبد الله فينا كالخير . اجتمعنا عليه وافترقنــــا لما أن رفع .. فها هو المجذوب عليه رحمة الله اتخذ بعده حلقة ظل يرجحن فيها حتى مـــات .. واختفى حسن طـــه .. وظل ( النور ) في حيرتــــه بين وهم الأفرقة والعروبة .. يخفت .. ويلمع إن لمــــع في غير سمـــائنا وعلى غيـــر مروجنا ... أما طائر الليل فقد أصاب وأحسن لما حمل إنسانيته المعذبة ، حينما رأى الجماعة قد تفرقت بها الســــــبل .. وأقام نفســـه صديقاً للجميع .. تراه في ندوة فراج وفــــي بيت المجذوب ، وفي مكتـــب المغربي .. مفردة شاعرية تليق في كل البحور ، ذلكـــــم هو الدكــــــتور حسن عباس صبحي . وتبقى بيننا بالهجرة .. أو الرحيل كل حين .. فيقــول محي ا لدين فارس : ( انتظرني لحظة ألقي على الشاطئ أعباء سنيني .. أنا ظل مثـــل هذا الظــــل يطوى بعـــد حيـــن.. ) ونخشى على سند من أنفسنـــا ومن الشيخوخة .. تلك أمة قد خلت .. و هـــا نحن معشر ( القشراء ) الشبــــاب وهذا نسبنا في السالفين ... فليغمر النور الطري قـــــبر أستاذنا عبد الله .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: توثيق التجربة ( الكتيابي )ه (Re: عبدالقادر الكتيابي)
|
الجندرية وديك الجن ومن يتتبع هذه الخواطر ـ أشكر لكم وأنا في انتظار أية تساؤلات حول ماطرح من قضايا أدبنا وثقافتنا من خلال تجربتي المتواضعة هذه وما تكون لدي من خواطر فيها وأهدي إليكم هذا النص من كتاباتي قبل سبع سنوات تناولت فيه تأملات حول الخواطر وهو جزء مما يتضمنه كتابي الجديد ( صريف الأقلام ) ه وهو تحديدا حول الخواطر والتوثيق : ـ حوارات تلقائية قيمة تجري في مجالس مجتمعاتنا.. كثيرا ما تأتلق فيها خواطر أدبية وتوصلات فكرية مضيئة، وغالبــا ما يكون وراء هذه الاشراقات عامل تحريضي ذو علاقة نفسانية ، وبعد انتهاء تلك الحوارات يتمــنى الناس لو أنهم وثقوها بتسجيل .. ثم تحملها الرياح بين قوادمها على فضاءات الأثير .. إلا ما رسخ منها في الذواكر اللاقطة الحريصة ؛ قياسا عليه لا يختلف اثنان على أن نسبة الفكر والخواطر المهدرة تعادل أضعافا مضاعفة من مجمــوع الموثق منها .. وحتى ذلك الذي أدركه التوثيق يضيع كثير منه في زحام الموثقات ويبقى القليل الحي منه معلبا غـير طازج مما يفقده الحيوية المؤثرة بسبب أنه منقول غير معاش .. وما راء كمن سمع أو قرأ .. ( إنما أعني بكلمة القليل الحي بوارق المعاني حيث إنها الغاية من التوثيق وليس أغلفتها من لغـة أو صوت أو صورة . ) كذلك حتى هذا القليل الحي يندثر كثير منه مع مرور الزمن بانزياحات القكر وتناسخ الحقــائق أو لعجزه عن مسايرة الحس الانساني في زمانه وما بعده .. فما أكثر الأطبــاء الذيـن عـاصروا داود الأنطاكي وقاموا مثله بتدوين خواطرهم وتوصلاتهم وتجاربهم وما أكثر الشعراء الذين عاصروا المتنبي وغير ذلك في مجالات الفلسفة والفقه والعلوم فمنهم ما ذهب جفاء وهذا قليل مكث .. فبديهي أن هذا الذي مكث على أرفف المكتبة العربية لايمثل جملة ما أنتج العرب وما وثقوا مــن نتاج حضارتهم وكذلك الكثير من محاولات تأسيس علوم ومذاهب ومناهج تهاوت بعد دورة أو اثنتــين و لا تزال هناك محاولات عدة خاصة في عصر استحكام القكرة الأكاديمية حتى الآن تعمــل على إثبات بعض الخواطر على أنها علوم كما حدث بالنسبة للفلسفة وما يعانيــه علـم الاجتماع اليوم من اضطراب في ثوابته أمام طرح العولمة ومأزقه التاريخي أمام الأديان . وهناك أيضا ما تنحى بفعل ديناميكية المعرفة أو انضم إلى غيره ، تماما كمــا تندثـر أو تتنحى الأنظمة والمعالم وكما تتغير مطاطية المفردات في اللغات بما حملت من محمــولات معنوية . والعلوم تتطور على حساب علوم كانت منفصلة عنها كما حدث لعلم الكلام واللسانيات والجسور المعرفية التي تمددت بينه وعلم النفس وتداخله مع علوم التشريح والأنــثربيولجي ولا يزال ينتشر ولا تزال ثورة المعلومات آخذة في دفع العلم باتجاه الموســوعية والتقـاء المعارف . فبديهي أن هذا الذي مكث على أرفف المكتبة العربية لا يمثل جملة ما أنتجت أمة العرب (كمثال للأمم العريقة ) وما وثقوا من نتاج حضارتهم .. لا بد أن هناك مصاف تلقائية تتخلل شلالات الخواطر المنتجة عبر الأجيال .. وتعمل في ديناميكية الحياة بلا توقف _ ومما تصفي _تتكاثف كتلة المعرفــة وتتفـاعل وتتوالـد هاضمة في اعتمالها المستجدات وإفرازات تلاقح الثقافات وتداخل الشعوب . إن الكتلة المصفاة هذه ، تمثل خلاصة تلك الخواطر والأفكار المضيئة التي تتبعنا طروأهـا ونشوأها وتبلورها عبر الذواكر والتوثيق تناقل وتداولا حتى أن الأساطير لتتراكم خواطرها عبر الأجيال والشعوب نسيجا تشترك في غزله أرتال من الأخيلة والعقول مكونة وجدانــا إنسانيا جمعيا يؤثر في دورة الحياة كسائر الخواطر الفاعلة . بقي أن نحرر المفاهيم تبعا للترتيب ونعرف تلك الخواطر والأفكار المضيئة الماكثة بأنهــا تفكير إبداعي ونعرف المصفاة التلقائية بأنها مقياس التذوق والقاسم المشترك له ولمنطق الحياة . ه
| |
|
|
|
|
|
|
Re: توثيق التجربة ( الكتيابي )ه (Re: عبدالقادر الكتيابي)
|
الكتيابى
يا أيها القادم من ألق الرؤيا وبوح عطر الكلام دعنى أولا أتوضأ من رحيق شدوك المعتق، ثم أدلف لاى حيث المراتب العلية، كى استطيع أن أتمتم ببعض تحية، ففى حضرة مقامات الشدو الحقيقى، تستحى الهمهمات، لكنى اجعلها تصر على الحبو حتى ملامسة سجادتك الموشاة بزهر القول الملون، وأسقى وأستقى منها، وهذه إنحناة من كل أروقة الروح لك، يحيطها الدعاء، أن، أدامك الخالق لنا، فلعلك لا تدرى إنا بمثلك نهيئ لأنفسنا بعض اسباب حياة
على فكرة، يا كتيابى، أنا أيضا كتيابى، وأصلنا مغروس فى الكتياب، هناك حيث يتعانق الطين والفرح والشعر والقرآن والبرتقال، فى سيمفونية خلق بديعة
وتحية بحجم حبنا لك
| |
|
|
|
|
|
|
Re: توثيق التجربة ( الكتيابي )ه (Re: عبدالقادر الكتيابي)
|
شكرا أستاذنا الكتيابي علي هذا التواصل ...وانسياب التجربة ..التي نتابعها بإعجاب ..وكنت لا اوّد المداخلة ..في هذه المرحلة من ( توثيق التجربة)... لكن ما يعرض هذه الايام ..من خلال إحدى الفضائيات العربية ..وتشويه الإنسان السوداني ..بعرضه بذّي (المهرج) ..المشاغب ..الذي لا يعرف اللغة العربية..حرّك فينا ..موضوع مشاعر الهوية السودانية ..والانتماء العربي والأفريقي.. سؤالي استاذ الكتيابي :هل يمكن أن تكون لنا هوية سودانية..ذات ثقافة وموروث أدبي خاص بالسودان ؟..دون الانتماء للآخرين ..حتى لا نكون مادة للضحك ..والتهريج لما يحدث هذه الأيام ..والطعن في زينا ولهجتنا وثقافتنا ..اعني بدلا من الجري وراء اثبات اننا عرب او افارقة ..وتضيع علينا حقوق كثيرة ..منها السياسية والاقتصادية والامنية ..نحاول الانفراد بهويتنا السودانية الخاصة ...علما ان السودان قارة قائمة بذاتها ..متعدد الثقافات والاعراق.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: توثيق التجربة ( الكتيابي )ه (Re: عبدالقادر الكتيابي)
|
أشرت يا أخي القرير في ما سبق مداخلتك إلى أن بعضا من حسني النية في أجيال آبائنا كرسوا هذا الالتصاق العربي ـ تعاطفا مطلقا دينيا عرقيا لعدم معرفتهم بما آل إليه حال من نحسبهم ( عالما عربيا ) مسلما ـ ومنذ الاستقلال وهذا التكريس تتداوله أصوات مسموعة ( في الداخل فقط ) خلال فترات الحكومات المتعاقبة ـ أثرت دعوتهم سلبا على وحدتنا القويمة وتوثيق تقافتنا وعمقت جراح فرقتنا إلى حد الاحتراب خمسين عاما ونيف ـ ولاتزال تهدد بالتمزيق الكامل لهذه اللوحة البشرية الملونة على مساحة المليون ـ المسألة في رأي ليست في هذا السخف الساذج الصادر من أحد شذاذ الآفاق الذين لا انتماء لهم أصلا يريد يضحك سادته لقاء دريهمات ودنانير معدودة بالسخرية من أمثالنا نحن ـ المسألة أكبر من ذلك بكثير ـ إنها ( دوقما ) مستقرة في تركيبة شعوب المنطقة التي كرس فينا حسنو النية دعوة الالتصاق بها توهما منهم أن هذه هي أمتنا ـ فلقد كانت العناوين العريضة للصحافة اللبنانية في ثورتنا الأكتوبرية 1964 متفقة على عبارة ( ثورة العبيد في السودان ) وهي موجودة في الارشيف لمن أراد مراجعتها وهناك في خريف الغضب ما لايحتاج إلى بحث ـ وما نشره صحافي ( هلك ) قبل أعوام أن ( عبدالناصر فرط في السودان كمستعمرة مهمة ) كما تطالعنا الصحافة العربية من حين لآخر بمقالات مستفزة كمقالة أحد الكتاب العراقيين في جريدة الخليج قبل سنوات قريبة بعنوان ( السودان بين وهم العروبة وحقيقة الأفرقة ) ولم يفت على مشاهد للسينما المصرية منذ أربعين عاما حتى اليوم جلبابنا السوداني وعمامتنا الشماء على رؤوس البوابين والهبل والأدوار الوضيعة وحينما زار الأستاذ محجوب عثمان ـ هيكل ـ للحوار معه حول ما كتب ـ استدعى طباخه النوبي المصري ليحضر له الماء وسأله أمام وكيل وزارة الثقافة حينها محجوب عثمان ـ ( إنت سوداني ؟ ) قال له ـ آآ ـ على الطريقة المصرية فبادره الوكيل من كسلا في الجنوب مش كدة فأجاب أيضا : ـ آآ يعني نعم وهناك مايدور وراء ظهورنا من المحيط إلى الخليج سخرية من هذا الالتصاق ـ لا نعني بهذا العرض أكثر من أنه شاهد فقط على حسن نوايا أولئك المنادين بتكريس هذا الوهم ـ لن يغضبنا ذلك إذا ( عرفنا عزنا ) ونحن نقول العارف عزو مستريح ـ سنستريح حقيقة إذا أعدنا حساباتنا الإفريقية ـ ألا ترون أثيوبيا ـ هذه الحضارة السامية العريقة ـ وما يعلو جباه أهلها من اعتداد أمام هؤلاء وغيرهم ؟ ـ وقد أفردت عرضا خاصا في طرحي السابق حول استقلالية الثقافة السودانية وقلت إن الدين لم يجرد أهل شاد أونيجيريا أو الشيشان أو فلبينيي مندناو أو الفرس ولا أي من القوميات حول العالم ـ لم يجردهم من هوياتهم ـ مشكلتنا ليست مع ممثل أو مخرج أو صحافي أو هماز ما ـ مشكلتنا الحقيقة في تأطير سودانويتنا بمعزل عن الكيانات الطارئة أو الأخيلة المشيدة على نقل مشبوه لتاريخ أمة ما ـ ويؤسفني أن أقول لكم إن هذا التجريح لن يتوقف ، لا شكله الإعلامي في الإساءة بالجملة ولا صوره الفردية التي نتأذى منها فرادى كل يوم في هذه المغتربات ـ يؤسفني أن أقرر هذه الحقيقة ـ ولكن ماذا نفعل .. ؟ إنها حقيقة ماثلة. كتيابي
| |
|
|
|
|
|
|
Re: توثيق التجربة ( الكتيابي )ه (Re: عبدالقادر الكتيابي)
|
شكرا على موضوعية السؤال ، وأرجو أن يكون تعقيبي على قدر موضوعيته ـ وتعقيبي هو أننا ـ نحن الذين نتأذى من هذا التجريح لأنهم لم يتعرفوا أو لم يقروا بعروبة عربنا ـ ماذا نريد من ٌإقرارهم أو عدمه ـ فإذا كانت الغاية من التعرف والإقرار هي أن يكفوا عن التجريح لهذا السبب ـ أعني التعرف والإقرار ـ فتلك غاية غير مرضية لإنسانيتنا وخصوصية حضارتنا ـ وتلك غاية محدودة لاتضمن سلامة إخوتنا الأفارقة ـ ( الذين لم يتعرفوا هم عليهم ولم يقروا لهم بعروبة بعد ذلك ) وتلك غاية من نفس جنس نعرتهم ، ألم تسمعوا اتصالا هاتفيا في برنامج منبرالجزيرة قبل أشهر تقول المتصلة من إحدى دول المنطقة عن ( كوفي عنان ) بلهجة ممعنة في الاحتقار إنه ( إفريقي .. عبد .. عبد ..) ورددتها، و لا أظن أن وقع هذا الفهم على كوفي عنان وغيرنا من أهل هذه البشرة سيكون أكثر حدة منه علينا ـ وذلك بسبب توهمنا حسن نظرتهم لنا ـ فالآخرون باستقلالية حضاراتهم وثقافاتهم عنهم يفهمون هذا على أنه ( صراع حضارات ) وتفاضل عرقيات أما نحن فيقع علينا منهم باعتبار أنه ( ظلم ذوي القربى ) الذي هو كما تناقلت أمثال الشعوب أنه عميق الأثر وأنه أشد مضاضة على المرء من وقع الحسام المهند ـ ما أرمي إليه أن نرشد فهمنا لحقيقة ( ذوي القربى ) هذه التي لا يزال يسخر منها أولئك الذين نلهج بقرابتهم ـ وهي ليست بذات بال في متغيرات الأحداث وتسارع الأشراط الذي نعيشه كل يوم ثم بحسابات الواقع السياسي والاقتصادي لانجد مبررا للحرص على خصوصية قرابة مع من ينظر إلينا بدونية ـ مستقرة في قرارة عقله الجمعي ونفسيته الوجدانية ـ ومعذ الله أن يفهم هذا على أنه دعوة لمقاطعة أو ما شابه ـ إنها فقط دعوة إلى عمل ما يسميه العسكريون ( خطوات تنظيم ) في مكاننا منهم ، حتى لا نجد لظلامة كهذه ـ مضاضة ـ وحتى نضع ثقافتنا موضعها. كتيابي
| |
|
|
|
|
|
|
Re: توثيق التجربة ( الكتيابي )ه (Re: عبدالقادر الكتيابي)
|
انما يستفزني دوما حديث الهوية. و لمشاكلته الغريبة فانه ينخر في دواخلي كفعل فيضان النيل بالجروف لن ينتهي هذا الصراع خارجيا و لا داخليا...فما نعانيه خارجيا من مشكل العروبة نعانيه داخليا بسبب تقسيم الاشكال و الاجناس و القبائل السودانية لما هو عربي من نسب النبي و الي ما هو زنجي من سلالة حام. لن ينتهي هذا الصراع الي ان يتبين الجميع ان المحك ليس هو العرق بل هو ايمان شعبنا السوداني اولا و اخيرا بالغابة و الصحراء. ما زالت المنتديات الشعرية في السودان تمجد تراثنا العربي. و لا غضاضة في ذلك فعبد الله الطيب اقر بسلامة الللغة الغربية السودانية و اكد ان لهجتنا هي الاقرب و لهذا يجب ان يتخطي ادباؤنا اولا هذا المفرق و وان يتمازجوا مع التكوين السوداني المتفرد
بمراجعه بسيطة للتاريخ العربي اجد من الصعب علي تحديد من هو عربي من الشعوب العربية الي من هو خليط من العرب الي من هو خالص العروبة الي من هو ناطق بالعربية...فالانصهار لحق بجميع الشعوب...فنجد الفلسطينيين و اللبنانيين قد جرت في عروقهم الدماء الفينيقية و المصريين ذابو في النوبة و في الفرنجة و في الاتراك و في غيرهم...نجد ان هذا الاختلاط قد طال جميع الشعوب العربية و حال معه التمييز...و بقت العربية كلغة هي التحديد الوحيد الصالح للتمييز
و لكن لنشاط مفهوم التفرقة المتصاعد في الغرب تبنت الشعوب العربية مسألة اللون كفاصل اساسي لمن هو عربي و لمن هو عبد..فالعربي هو من اهل الالوان البيضاء ربما بعض السمار و لكن ليس بالاسود...فهؤلاء من جنس العبيد او في عبارة اجمل افارقة
اعتقد ان اعتزاز السوداني بهويته لهو الفاصل الوحيد لاراحة الضمير السوداني من ظل الازمة و التبعية لكل ما هو عربي و علي الاقل سيكون ذلك دافعا جادا لحل مشكلة الوحدة السوداينة و اتحاد الجبهة الداخلية
| |
|
|
|
|
|
|
Re: توثيق التجربة ( الكتيابي )ه (Re: عبدالقادر الكتيابي)
|
طمأنتني ـ حفظك الله يا مهدي ـ على أن ما ذهب إليه تفكيري ليس نشازا ، فقد وجدت عرضك لهم الهوية تسديدا لما فات علي من زوايا ـ والشكر للجندرية موصول على المتابعة والمداخلات ـ أخرج الآن من هذا الاستطراد الطارئ عن الهوية ، وقد دخلته على اعتبار أن أفكاري حوله إنما تشكلت من خلال تجربتي التي أحاول توثيقها هناـ في حياتي التعليمية والعلمية .. وتجربتي الأدبية والثقافية واصطحابي لأمر الدين في ذلك كله .. زهاء ثلاثين عاما من الوعي .. استوقفتني كثيرات من الظواهر المحرضة على الكتابة عنها وإعمال الفكر في تقويم أمرها .. وقفت على أهمها وقفات متفاوتة ، وكتبت عن بعضها .. وأهرقت عصارات خواطر وأفكار .. ونشرت من هذا البعض بعضا .. منه ما وصل إلى مقاصده وكثير منه مر كما تمر الجرائد اليومية على أيدي المعتادين شربها مع قهوة الصباح ... حينما أفكر في هذا .. أحزن كما يحزن طفل فوجئ ببطلان تصوراته الطيبة في من حوله وصدم في صدقية الأحداث واكتشف أنها لم تكن سوى مسرحية لفقت للتغرير به .. هذا النوع من الحزن وتكرر نوباته علي .. وضعني في قابلية دائمة للانهيار واســـتعداد فوري لليأس فتزابلت الطموحات والخواطر والأفكار بسببه .. آخر رغبة كانت لإعمال الفكر إثر تحريض قوي من ظاهرة إعلامية .. تكاملت أفكارها وخواطرها عندي لكتابة بحث موضوعي حول لائحة مثلى لضوابط مراقبة الإذاعات الإسلامية من حيث المواد والتلاوات كنت أنوي تقديمها إلى اتحاد الاذاعات العربية قبلها كانت الورقة التي كتبت فيها قرابة الخمسين صفحة مرجعية حول الأعشاب الطبية بين العلمية والممارسة الشعبية .. ثم توفقت .. لذلك السبب .. ثم وقبل المرتين كانت فكرة الكتابة حول روحانية اللغة والتي تقدمت في صفحاتها وقدمت منها جانبا في محاضرة باتحاد كتاب الإمارات بأبوظبي وإذاعة أبوظبي . وأثناء ذلك كنت أعد لطباعة كتابي " صريف الأقلام " المكتمل مجموعة من المقالات والخواطر .. كل ذلك توقف .. ليس لأنني كما يقال " محبط " نفسيا فحسب ولكن قاتل الله الفقر .. ولحي السياسة وكلابها .. حيث لولاها لبقيت في وطني ولأنجزت ...أستغفر الله فإن لو تفتح عمل الشيطان وأعوذ بالله من الشيطان الرجيم ..
الأربعاء ـ الموافق 2 يونيو 1993
| |
|
|
|
|
|
|
Re: توثيق التجربة ( الكتيابي )ه (Re: عبدالقادر الكتيابي)
|
نعم هذه الفكره عاليه الشفافيه ففكره التوثيق قل ما تكون من اهل الابداع وتعودنا نحن فى السودان ان نتخطى انفسنا فى الرؤى النقديه لذاتنا وحتى الذين يرون من بعد قد يستخفون من الذى يكتب عن نفسه وهذا لا يهم الان المهم علينا ان نتداعى فى هذه المبادره الشفيفه وان نتناولها نقدا بناءا حتى تكون سابقه يجب ان نسترشدها 000000 رقصه الهياج لها فى داخلى طعم خاص حيث انها وجدتنى فى زمن الهياج حيث انها كانت تعبيرى واحساسى الذى اتناوله عاشقا وملحنا حيث ان الكتيابى كان يتخبى بين حواسنا كالريح وكان البيانو شاهدا لى انى تهيمنى هواك وشفنى ومسافر لك منذ كان التخل ينبت فى الجبل الذاد خير الذاد ونورى مقلتيك ومن استناره بمقلتيك فقد وصل وكان قراءه00 الكتيابى لى اخر زاد التى ستطل 00 وكانت الاطلاله والبيانو و والغناء رقصه الهياج على الرغم من شعبيه طباعتها الا انها كانت هذيان جادى تسرب لى دواخلنا كالضو وكان هلام الفكره عن كاتب هذه المشاعر كيف انه0000 لونه انسانيته شعوره عاديته الى ان التقينا فى الغربه البعيده فى تلك الساعات التى غمرتنا بكل كرم حيث انه اصر على الغداء وذهب هو نفسه الى الغداء واهدائه لى فى ذلك اليوم ذى زيتونه ولون اللون الفجر البدرى وكيف ما كيف لا نحس لا ندرى الدنيا تدور بى اركانه كانه مكانه الكان من اول ماهو مكانه ورشحها لى الاخ سيف ووافق عليها الكتيابى ولحنتها حقيقة من خلال الغاء الكتيابى لها صادفتنى بى فرح اللقاء وكانت اول الغيث منه وتوالت القصائد لكن حقيقى توالت القاءات الحميمه لكنها تلاشت لظروف الحياه والغربه كان احساسى لو التقيت بى الكتيابى وامدرمان على يدى لكان القاء غير هذا الاحساس على الرغم من احساسى الذى التقيته به احساسو عالى ووجدت فيه الاخ والصديق والتجربه والنصائح للغربه لكن رغم كدى بقول لو كان اللقاء فى امدرمان كان سيكون له طعم اخر 000000 نعم مازالت كلماته تتسربنى وافرح لكل جديد له لاتى على يقين تام ان شعره اضافه رصينه للغه العربيه التى يجهلها داؤد حسين وشعره فيه من الحميميه ما تجعلك تهيم بين سطوره عاشقا بصدق ومحبه حيث اننى اشعر دائمابانه يكتب لى ويعبر عن داخلى 0000 اتمنى من صميم قلبى بان يكون الجديد دائما يحكى عن المواصله الاصيله واضافه لى مخيلتنا من جديد ومذيدا من الابداع
| |
|
|
|
|
|
|
تتو ثيق التجربة (Re: عبدالقادر الكتيابي)
|
الشاعر عبد القادر اتابع باهتمام ما تخطة وما تجود به قريحتك الشعرية من رطب الكلام فاجئتنى اشادتك الشجاعة بالشهيد الاستاذ محمود محمد طه والشهيد عبد الخالق محجوب وهذا حديث دونه حاذير جمة فى هذا الزمان يمنعك التواضع شيمة اهل السودان من التصريح بما قوبل به شعرك من حفاوة انا شاهد عيان اسجل الاعجاب الممتزج بالدهشة الذى عبر عنه الشاعر محمد عفيفيى مطر بعد مشاركتك الجميلة فى الامسية الشعرية فى بيت الشعر بالشارقة فى شهر سبتمبر الماضى
| |
|
|
|
|
|
|
Re: توثيق التجربة ( الكتيابي )ه (Re: عبدالقادر الكتيابي)
|
حفظ الله استاذنا الكتيابي
أعتقد أن دور الجيل الحالي و الجيل الذي يليه لهو من اصعب الادوار التي مرت علي ناريخ السودان. و لهذا فأنا اري محاولة وضع اللبنات الاولي لن لكن كافيا فلا بد من بدء البناء الذي طال بسبب طيبة الاجيال التي قبلنا و بسبب عدم انتباههم لهذه المشكلة. وأعتقد أن من اهم الاسباب التي أدت لتجاهل مشكلة الهوية هي احلام بعض قادتنا السياسيين وراء الحلم العربي كمخرج للمأزق الاقتصادية و السياسية وفرصة لعبور حاجز الزمن و دخول عصر الخلايجة و اهل البترول...و في اعتقادي الاكبر ان قصور التجربة السودانية في الاحتكاك الخارجي لعب دورا كبيرا لتعتيم مسالة الهوية....فحين كانت هذه المشكلة تتبلور ليتازم معها الوضع الاجتماعي كان الجميع يتباهون بالتسامح السوداني و خلو مجتمعنا من الامراض التي عانت منها امريكا و دول الغرب و كثير من الدول العربية فغلب علينا مع كل هل الزخم الدائر مراعاة فهم كلمة الوحدة الداخلية و تهادت البلاد نحو هوة سحيقة جرتنا الي هذا المتن المتواصل من الحروب
اعتقد ان الجميع ينتبه الان للتحول الخطير في العرقية السودانية و تبني الكثيرين لفكرة الهروب من الجامعه العربية و مظلة الهوية العربية حيث انها فكرة لم تخدم مصلحة البلد...و المؤسف حقا ان التغيير الاتي ات قسرا بظروف تولدت للوضع الضعيف الذي تعيشه الشعوب العربية و للماسي التي لا تفتأ تدور حول ماضي السودان و حول مستقبله
و للان لم ينتبه الجميع للتحول العميق في الايدولوجيه العربية وسط المثقفين السودانيين، و بدأ يثبت تشبث الكثيرين بفكرة التمازج السوداني الفريد كمخرج، و لا اظن ان هذه الفكرة كافيه للخروج من المأزق ربما تكن فكرة مؤقتة لاجتياز مرحلة عابرة و لكنها لن تكون الحل..فالحل ما زال ينتظر مزيدا من البحث التطبيقي الذي يجب ان يشمل حتي المناهج المدرسية ليخرج طفلنا من فكرة السامية الخالصة الي مجال ارحب ليس فيه معاداة للعروبة و ليس فيه تجنبا لافريقيتنا
البناء الداخلي لطبقات المجتمع من خلال المواد التعليمية و الارشادية و الاعلامية لهو الحل الوحيد السليم الذي يمكن التخطيط له لضمان الشكل الذي نريد الوصول اليه و الذي تمليه علينا الازمات التي عشناها و نعيشها
ااسف لانسيابي مع موضوع الهوية، فلم يكن القصد جرك بعيدا من موضوع توثيق التجربة الذي هو عنوان البوست...ربما اشاركك الهم الذي يتربص بجميع الاجيال
وعذرا للجميع
| |
|
|
|
|
|
|
Re: توثيق التجربة ( الكتيابي )ه (Re: عبدالقادر الكتيابي)
|
فالحل ما زال ينتظر مزيدا من البحث التطبيقي الذي يجب ان يشمل المناهج المدرسية ليخرج طفلنا من فكرة السامية الخالصة الي مجال ارحب ليس فيه معاداة للعروبة و ليس فيه تجنب لافريقيتنا
البناء الداخلي لطبقات المجتمع من خلال المواد التعليمية و الارشادية و الاعلامية لهو الحل الوحيد السليم الذي يمكن التخطيط له لضمان الشكل الذي نريد الوصول اليه و الذي تمليه علينا الازمات التي عشناها و نعيشها)ا
أصبت عين الحكمة في التحليل والخلاصة ـ المناهج المدرسية ـ ثم الإعلام ـ بارك الله فيك يامهدي كتيابي
| |
|
|
|
|
|
|
Re: توثيق التجربة ( الكتيابي )ه (Re: عبدالقادر الكتيابي)
|
أوفر الناس حظا ـ أؤلئك الذين يحملون قلوبهم إلى حيث المعرفة والثقافة والأدب ... يغترفون بالسمع والبصر والوجدان من كل ما يقـــدم إليهم .. كتابا أو حــديثا أوفعلا . أما الذين يكتبون ويتحدثون ويعتلون المنابر والمنصــات ـ فويل لهم من أؤلئك ـ خاصة إذا غاب عن المتحدث ـ قدر المتلقي وجهل مكانة المستمع من المعرفة وقدرته على الملاحظة واللمحة الناقدة . وبالمثل كذلك ويل للعالم من الجاهل ـ فإنه يتعبه بجهله وتقوله وتطاوله ويثير اشمئزازه بادعاء الأستاذية والمثول على منابرها ، لا سيما وهناك فئة في كل مجتمع وكل زمان ومكان تعاني من حالة مرضية متعلقة بالأضواء وتوهم العبقرية ـ وهي التي ـ أتيح لها في زماننا هذا ولأول مرة عبر التاريخ أن تكتسب شرعية تــامة سوت بينها وبين العافية النفسية في الانتشار الاعلامي والنظرة الاجتماعية حيث تدنى إليها مستوى العافية لما عجزت عن بلوغه وعم الدوار فأصبح المعافى هو المريض في حكم العامة ، وأوضح ما يتجلى ذلك في مجالات الشعر والنقد والخطابة والإمامة والصحافة والإعلام وغيرها من الفاعليات القناتية المفتوحة في اتجاه الضوء والمجالات ذات المنابر والشــرف ، يتسلق المتسلقون إليها من النوافذ والأبواب الخلفية طالبين ما يظنون أنــه وجاهة اجتماعية يحك بها الــدعى أكلان " الأنــا " في نفسه محققا للغرض الشخصي والرغبات الدنيوية الزائفة التافهة .. وأمر ما في الأمر أن الواحد من هؤلاء ربما يصدق بمرور الزمن أنـــه عبقري حقيقي جدير بما وجد وبأكثر منــه . وهو لا يعلم في الحقيقة أن بين المصفقين له من يهزأ بجهله ومن يصفق بروتوكوليا ومن يأسف له ومن يرصـــد له أخطاءه ومواطن ضعفه وسذاجة خواطره وسمــات جهله ليتـــداولها العلماء في مجالسهم والمعافون.قدر الله ولا راد لقضائه ، أن نعيش هذا العصر المتخثر الذي تطلع فيه شمس كل يوم بعلامــة من أشــراط الســاعة . فيذل فيه الأعزة ويضيع العلم والعلماء ويسود الحمقى ومرضى النفوس ويغني البخلاء ويفتقر كرام القوم ويرفع الحياء ويسند كل أمر إلى غير أهله في كافة الشؤون .. تعتمل في نفسي مثل هذه الخواطر ـ عنيفة مؤرقة ـ كلما أدركت حاسة من حواسي ، جهالة سائدة بسيادة السلطويةأو خطأ متبعا محميا بالقانون ، فأتذكر قول الإمام الفقيه سفيان الثوري وهو صاحب مذهب فقهي يوازي مذهب مالك لكنه اندثر لشدة ما يتحرى الورع ، فقد قال ما معناه : ـ إني لأرى المنكر أو الباطل لا أستطيع تغييره فأخرج إلى الخلاء ـ فأبول دما . ه هكذا ـ يتآكل أمثال هؤلاء من ( حرة القلب ) كما نسميها في المعرفة السودانية ـ والتي نعني بها يقظة القلب وحيوية الإحساس وصدقه ـ وقد أمسى ذلك كله عملة نادرة في منعطفنا الحياتي الراهن ، وقد ورد في الحديث ما معناه ( إرحموا من الناس ثلاثة ـ عزيز قوم ذل ، وغني قوم افتقر ، وعالما بين جهال ) ه . كتيابي
| |
|
|
|
|
|
|
Re: توثيق التجربة ( الكتيابي )ه (Re: عبدالقادر الكتيابي)
|
مشهد حار يقبع في الهامش ولا يتطلع لكسر شرنقة الصمت والعزلة هذه الكليمات أجدها أنسب وصف لحالة بحثنا المتأزم فى هويتنا السودانية ، وأقارنها بالحصيلة الضئيلة ، والتى أول ما أصطدمت بها أنت كباحث "شقى الحال " ، لدى بحثك عن أى زكر للسودان فى الشبكة العنكبوتية وتحديدا ً موقعنا من المشهد الثقافى العربى الراهن . دعونا لا نبكى على ما فاتنا من أيام الاصدارات المطبوعة فتلك امة خلت ، إذ لم تكن لنا حيلة بالمطابع ولا بدور النشر ولكن هل سيفوتنا القطار الثقافى هذه المرة وقد سهلت وسائطه؟. أين مساهمات الجماعات والروابط الأدبية كالغابة والصحراء وأبادماك مثلاً ؟ بل أين تراث الراحلين صلاح أحمد ابراهيم وعلى المك ومحمد عبد الحى؟ أين المجلات الأدبية المتخصصة وعلى سبيل الحصر : مجلة الخرطوم ومجلة الثقافة ومجلة الاداب ؟أعتقد أنه لو قرأ أى عربى عدداً واحداً فقط من تلك الاعداد لما تطاول على هويتنا . أين الملاحق الثقافية للصحف اليومية وهذه على علاتها ملأت بعض الفراغ التوثيقى؟ . والملاحظة هنا أنه حتى مع ظهور مواقع للصحف السودانية فهى تصمم قاصرة إذ لا تهتم بأرشفة الاعداد القديمة وحتى التى يمكن منها استخراج الاعداد السابقة يجد الباحث صعوبةً فى تتبع الموضوعات وذلك لعدم تزويد الموقع بألة بحث سريعة تسهل له عملية الحصول على موضوعات محددة!. وهذه دعوة لتصفح موقع مجلة نزوى العمانية www.nizwa.com والحكم بعد ذلك . وأرجو ملاحظة سهولة التصفح لكل الاعداد. ولماذا لا يكون لمجلة الخرطوم أو الأداب موقع شبيه؟ وفى هذه العجالة لابد أن نشيد بمحاولات بعض الاخوة الحادبين على الارث الثقافى السودانى ممن ساروا بخطوات مشهودة فى التوثيق فى الشبكة كل من موقعه الخاص فى النت ، وبعضهم لحسن الحظ معنا فى هذا المنتدى مثل الاخوة هوارى والخواض وود سلفاب وود مدنى وبالطبع الاخ بكرى والبعض الأخر موزع فى الاركان الباقية فى الشتات العريض ، ولكن هل تصفق اليد الواحدة؟ دعونا ومن هذا المنتدى العامر نبدأ مشوار الالف ميل نحو التوثيق وأظن أن الجميع سيشارك كل بمجهوده المقدر لتحقيق الغاية النبيلة.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: توثيق التجربة ( الكتيابي )ه (Re: عبدالقادر الكتيابي)
|
لك التحية ـ والشكر على المتابعة فقد حرضتني مداخلتك على المزيد من MXB6N أخي التعمق في هذا الهم الكبير ـ وأحي أختي الجندرية ـ راجيا أن يكون الرد الذي على الماسنجر مقاربنا لحجم التقدير ـ أواصل في ما بعد ندوة المرحوم عبدالله حامد الأمين من تجربة جيلنا فقد كانت الساحة الأدبية والثقافية عامة نشطة ماقبل مايوـ في تلقائية الفعل الثقافي الطبيعي ـ إعلاميا في كبريات مدننا ـ أمدرمان والخرطوم وبحري ووادمدني وشندي وسنار وغيرهم وكذلك في بعض الضواحي القريبة من بعض هذه المدن كجبل أولياء وغيرها وحتى في سنوات مايو الأولى ـ وكنا وقتها مستبشرين ـ على تخوف ـ في زخم الشعارات النفسية التي أتخمتنا بها أبواق ذلك النظام ـ منا من فتن مسحورا بتلك الشعارات الأخاذة وهياكل العمل الشبابي والثقافي والسياسي التي جلبها إليها منظروه ( قميص عامر ) الذي لم يكن على قياسات إشكال الهوية بالطبع ـ فقد حاولنا الانتفاخ اقتصاديا ونفسيا لنملأ فراغات ذلك القميص كفكرة ( قصر الشباب والأطفال ) و ( خلاياالاتحاد الاشتراكي ) واتحادات الشباب ومراسم احتفالات مايو ) وإملاءات النظام على الأنشطة المدرسية والجماعات ( المقربة ) كتروبادورالثورة وم( شلليات الصحافة الرسمية ) ومنذ أن بدأت خلاياها الأمنية في النشاط ممكنة لدكتاتوريتها البغيضة بدأ أدباؤنا الأساتذة الكبار والشباب يلوذون في أمدرمان يلوذون بصالو عبدالله حامد الأمين ثم بعد انفضاضه الذي سبق الحديث عنه تفرق ذلك الجمع واقترق بعض أبناء جيلنا بين منتديات الأعلام المفترقين كصالون المجذوب وصالون فراج الطيب وصالون المغربي وجماعات الغابة والصحراء وأبادماك والمجالس الخاصة غيرها وأتناول في ما يلي هذا لمحات عن صالون فراج الطيب )
| |
|
|
|
|
|
|
Re: توثيق التجربة ( الكتيابي )ه (Re: عبدالقادر الكتيابي)
|
دخلت صالون فراج الطيب بدعوة منه مباشرة بعد أن استمع إلي في قصيدة رثيت بها المرحوم عبدالله حامد الأمين ـ الذي لم يكن على علاقة حميمة به لاختلاف المشارب ـ وأعرف آخرين من أساتذتنا ـ دعاة التأصيل العربي ـ يشاركون أستاذنا المرحوم ذلك ـ حيث كانوا يصنفونه تقدميا ـ أو ـ اشتراكياـ وينكر عليه بعضهم أن جده مباشرة الشيخ حامد أب عصا ـ المعروف بالولاية والصلاح وأن أباه الذي لم يزل مسجده جزءا من البيت ـ كيف يعمد إلى الثقافات العالمية والروسية تحديدا وينهل منها وكيف يتبنى هؤلاء الحداثيين ـ ، استجبت للدعوة وأعجبني كثيرا مناخ الجلسة بين هؤلاء الأساتذة الأقطاب وكنت قد تعرفت إلى بعضهم في صالون المرحوم أستاذنا عبدالله حامدالأمين ثم ما لبثت أن صرت عضوا منتظما ـ برغم ما لحظته من أول جلسة من تفاوت واضح في دبلوماسية التعامل بين الصالونين ـ فقد كانت كثافتها عالية جدا في صالون عبدالله حامد الأمين حتى أنه لم يكن ليوجه أو ينتقد أحدا مباشرة أبدا إلا على انفراد وكذلك كان إيقاع كل رواد منتداه ـ أما صالون فراج فقد كان النقد ـ المباشر والحارق أحيانا ـ والمتجاوز إلى السخرية والتهكم أحيانا ـ يعد سمة سائدة فيه ـ لذلك لم يكن يحافظ دائما على الضيوف المكتسبين لأول مرة إلا من تزود منهم بكينونة ذاتية ـ ساخرة في صمت ـ من تلك السخرية كمقاوم داخلي ـ والحدة التي في كانت من الصفات الشخصية في أستاذنا فراج رحمه الله ـ طبعية ـ غير عدوانية تنطوي على إيمان بقضيته الأدبية ومحبة لهذا الشكل من أشكال المجالس الأدبيه وهو شكل متعارف في تاريخ الأدب العربي ـ أذكر أنني قرأت مرة في إحدى تلك الجمعات الأوائل رسالة شعرية إلى خلوتنا في الكتياب تضمنت بيتا أصف فيه أصوات طلبة القرآن أمام ألواحهم وهي تتناهى عن بعد يقول البيت تعودت اللياح فصرن حتى إذا سكتوا هوادل كالحمام
ثم بعد أن فرغت من قراءتها وأنا مزهو بحسن أدائي واثق في سلامة العروض والنحو وهي الثوابت التي كان يحتفل بها ذلك الصالون ـ فوجئت بفراج الطيب واقفا بجانبي يكتم ضحكة بدت في أفواه بعض الحاضرين وهو يطلب مني أن أفسر كلمة ( لياح )فقلت ببراءة وببساطة إنها من جموع كلمة لوح ـ فسألني بسخرية :ـ ومن قال لك إن لوح تجمع على لياح ؟ ! قلت له ( لقد قستها قياسا على قوس قياس وسوط سياط وحوض حياض ـ فما كان منه إلا أن قرب سبابته من صدري في عصبية درامية صارخا في وجهي :ـ إنت تقيس ؟ إنت ؟ ثم تعالت ضحكات بعض المقربين إليه فأغاظني ذلك وأنا في بداية عشرينياتي ـ شديد الحدة والحساسية لهذه المواقف ، فما كان مني إلا أن خرجت صامتا ـ عازما على عدم العودة إلى هذا المكان ـ ثم ذهبت مباشرة إلى ابن عمتي المرحوم محمود عبدالوهاب القاضي ـ وهو مرجع لغوي معروف في أوساط العلماء وشاعر انطوائي يخاف من الشعر ويقول إنه ( يقصر الأجل )وقد كان مدرسا للغة العربية في الثانوبات وتدريب المعلمين ثلاثين عاما ـ وجدته متكئا يقرأ ـ فلمح في وجهي الحزن الغاضب فوضع كتابه جانبا وسألني فأخبرته بما حدث ـ فما كان منه إلا أن عاد إلى اتكاءته الأولى مبتسما وأمرني بالجلوس ثم أملى علي من الشعر العربي فوق العشرين بيتا ذهبت إلى ما ذهبت إليه وقال لي عد إليهم واقرأها عليه ـ فلما كانت الجمعة لمح الحاضرون علي أنني أعتزم أمرا ـ فحاول بعضهم تغيير الموضوع في أوله ولكن إصراري كان قويا ـ فما كان من المرحوم أستاذنا عبدالله الشيخ البشير إلا أن بادر وسألني عن صديقه محمود في إشارة للحاضرين أن مصدر هذه المعلومات غير قابل للمراجعة ، وأشهد لفراج بالمرونة في هذه حيث إنه يعرف محمود من خلال الأستاذ عبدالله الشيخ البشير ـ وشرع بعدها في الحديث عن مادة القياس في اللغة وأنه كان ينبغي علي أن أعرف ذلك قبل أن أتجرأ وأقيس ـ وأعرف بعض الشباب الذين عرضوا محاولاتهم الشعرية هناك وحوسبوا على العروض حسابا ألجأ بعضهم إلى ترك الشعر وخلف عقدا في بعضهم من هذا الذي يسمى عروضا ـ أما الذين صبروا على ذلك فقد تميزوا في أبواب الأدب وأدوات البيان وهذه شهادة حق لذلك الصالون ـ ألا فليرحم الله جيلهم ويجزيهم عنا خير الجزاء
| |
|
|
|
|
|
|
Re: توثيق التجربة ( الكتيابي )ه (Re: عبدالقادر الكتيابي)
|
أخي الفنان موصلي ـ أهديتك نصا متواضعا في بوست المهرجان ـ وتحياتي للأسرة الكريمة ـ أرجو أن تتمكن من إحضارهم معك حتى نشد الرحال إليكم في الدوحة القريبة منا .ه
أثناء احتدام أنشطة الصالونات والمنتديات المتناثرة دررا هنا وهناك ـ كانت أنشطة الجامعات الأدبية في أوجها وكذلك الروابط والجمعيات ـ كنا نلتقي على منابرهاخاصة في السنوات الخمس الأولى من الثمانينيات أذكر من شعراء جيلي الذين أضاؤوا تلك الليالي الشاعر الفنان محمد طه القدال والفاتح محي الدين ومحمد محي الدين و صديق مجتبى ومجمد نجيب محمد علي والمكاشفي محمد بخيت وعمر بشير وعبدالقادر أحمد سعد وإلياس فتح الرحمن وهاشم صديق وكمال الجزولي والأخت نجاة عثمان والفاتح الجزولي وحسين خوجلي وعبدالمحمود نورالدائم الكرونكي ومحمدالطيب الباهي ووأحيانا التيجاني سعيد ومختار دفع الله والشاعرين المتميزين عالم عباس وفضيلي جماع وأبوعاقلة وأبوبكر يس الشنقيطي وقريبي محمد عبدالوهاب نورالدائم ومحمد الحسن حميد وقد لايتسع المجال للحصر هناولكنها إشارات لمن لم يدكوا تلك الفترة الذهبية ، وقد كانت الملتقيات حسب مشاربها مختلفة ـ كنت مولعا بها جميعا ـ حتى أنني كنت أواجه بنفس السؤال في كل التحقيقات التي كانت تعقب الأمسيات الساخنة بالشعر المحظور ـ كانوا يسألونني بضيق ( إنت تبع منو ) نقد وللا الترابي وكانوا يضحكون من إجابتي ويرونها لا تخلو من مراهقة حينما أقول ( أنا تبع الوطن والحق ) ومن وقع في أيديهم فهو شقي حتى ( يطلع ليه صاحب ) وقد كان الأمل في الأصحاب كبيرا ذلك الوقت ـ أما تجربتي الأخيرة في آخر تحقيق بعد أمسية البشير الريح فقد أثبت لي أنه ليس لهؤلاء صاحب ـ بل أن ازدواجية السلطة جعلت من هذا الجهاز الرجيم حكومة قائمة بذاتها لاتدري حكومة العسكريين ولا حكومة التنظيم شيئا عن سياستهاـ بدليل أنني وبعد سبعة أشهر من محاولات تخليص جوازي ورفع الحظر ـ وبعد أن تمكنت من عمل التأشيرة لسفرتي الأخيرة هذه وحجزت ـ أبلغني ابن خالتي الشاعر صديق مجتبى ـ وزير الثقافة حاليا ـ أبلغني بأن السيدوزير الثقافة وقتها ـ د. الطيب إبراهيم محمد خير يدعوني للقائه ضمن برنامجه في لقاءات الفعاليات الثقافية ـ قبل سفري بيوم ـ الشاهد أنه لم يكن يعلم بشئ من معاناتي مع ذلك الجهاز والقوائم والحظر وهو وزير الثقافة ـ والحق يقال إن الرجل صادق التهذيب والتواضع ـ يحسن الاستماع ويقدر الأدب ويكتب الشعر ـ بقيت معه أربع ساعات متواصلة في مكتبه ، صلينا الظهر سويا ثم تغدينا بساندوتشات متواضعة ثم امتدت جلستنا حتى صلينا العصر سويا وقد كان حريصا جدا على كتابة كل ملاحظة أدلي بها ـ حدثته عن تداخل المهام في هيكلية الوزارة وعن حاجة ما يسمى بمشروع الإحياء الثقافي لمراجعة كاملة وعن معاناة المبدعين المهاجرين وعن حاجة المؤسسات الإعلامية لمزيد من العناية بتدريب الكوادر وحدثته عن مقترحاتي لعلاقاتنا الثقافية الخارجية وعن الانتاج الإعلامي وغير ذلك من همومنا التي كبرت معنا ـ وأذكر أنه ودعني حافيا حتى الباب وقال لي ـ كنا نود بقاءك معنا وعلى كل نعتبرك سفيرا مشرفا لأدبنا السوداني في المغترب ـ أشكر له هذا ـ وإن كنت قد اختزلت مادار بيننا من حوار حول دور الشعراء في ( الجهاد ) أحترم رأيه في ذلك وأحتفظ برأيي الفقهي حوله ـ سقنا ذلك شاهدا على ازدواجية القرار بين أجهزة الحكم ـ ويذكرني هذا الانطباع الذي خرجت به من لقائي الدكتور الشاعر الوزير الطيب ابراهيم ـ وهو لقاء وحيد ـ لم ألتق به بعدها حتى اليوم ـ يذكرني ذلك بانطباع أستاذنا الطيب صالح حين صادف في رحلة جوية الشاعر الوزير صديق مجتبى لأول مرة وتبادل معه حديثا طال حتى ختمه الأستاذ الطيب صالح بقوله : ـ الغريبة إنكم ياناس الجبهة الواحد لما يلاقيكم فرادى ـ أحلى ماتكونوا ـ ليه بس لما تجتمعوا بتتغيروا ؟ ـ وهي لمحة عميقة تكاد تحدد موضع المأخذ المنهجي في ( العلاقات الجمعية ) لهم بالمجتمع السوداني في رأيي ـ وقد كنت لا أزال أعاني من هذه الحيرة ـ تجاه أصدقائي أمين حسن عمر ومحبوب عبدالسلام وحسين خوجلي وحتى مع أخي ( التوأم تقريبا ) صديق المجتبى ـ سأعود في الحلقة القادمة لأتناول بعض الذكريات حول تجربة لقاءات المغربي رحمه الله وشعراء الأغنية كتيابي
| |
|
|
|
|
|
| |