دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
|
Re: الفنان يحيى فضل الله بالخرطوم كعصفور حزين مبتل !! الوليد الضيف (Re: Abuelgassim Gor)
|
.. . سلام يا قور وحمدلله على سلامه الخال يحيي فضل الله بس الناس ديل بعبروا فى الخرطوم شتات د. ابكر ادم اسماعيل عبر للدلنج وللان ما رجع !! ويحيى الان فى طريقه لكادوقلي نسال له رحلة طيبة
بالله لمن يجوا انا بسوق د. ابكر ونعمل لمه خاصة ولمن اقول خاصة اى مين ات ناس الخرطوم ديل لماتهم العامة دمها تقيل ..
______________________
يا دينق شفت الغرابة كيف .. طوالى للبلد مش ركلسه
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الفنان يحيى فضل الله بالخرطوم كعصفور حزين مبتل !! الوليد الضيف (Re: Tabaldina)
|
الجميل والرائع تبلدينا أوفقك . بس نشوف لينا محلة كده بعيده من الانفجارات . الفكرة رائعة ناس الخرطوم ديل مثل لحم الرأس يعنى لحم الرأس كل قطعة مختلفة عن الأخرى تمسك مرة عين ، مرة أضان ، مرة لسان . كمان مرة لغلغ ....يعنى تقطع اللسان من لغاليغو كمان مرة شفة ومخ .... ناس الخرطوم لحم رأس بالمناسبة أنا مرة هاتفنا د.ابكر ابان وجوده بالخرطوم وطلبت منه موافقتنا فى قعده ابداعية وافق ....وهو رجل متواضع جدا وبسيط أذكر كان ذلك اليوم هو ماشى كدارى على كبرى النيل الابيض أنا قلت ليه أنت راكب شنوه؟ قال لى راكب كرعى !!!
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الفنان يحيى فضل الله بالخرطوم كعصفور حزين مبتل !! الوليد الضيف (Re: Abuelgassim Gor)
|
أطيب التمنيات للأستاذ يحي بقضاء إجازة سعيدة و حافلة في مختلف ربوع الوطن,
شكر و تحية يا أبو القاسم,
http://www.sudanile.com/ Last Update 08 ابريل, 2007 06:03:50 PM كان طائراً مهاجراً: يحيي فضل الله في الخرطوم صلاح شعيب [email protected]
شهدت الأعوام بين 1989 وحتى بداية الألفية الثانية للميلاد - تقريباً- نزيفاً حاداً ومؤسفاً في الأدمغة السودانية لم يحدث له مثيل في تاريخنا الحديث، وكانت صالة المغادرة بمطار الخرطوم وميناء حلفا وبورتسودان وبقية موانئ التخوم في الغرب والجنوب والشرق تؤرخ على رمل الذاكرة توقيعات العصافير التي تقلع نحو بلاد الله القريبة والبعيدة، تاركة الوطن الذي فسدت فيه أوكار الإقامة وتهدَّمت عنده كرامة الإنسان بسبب سياسات رعناء، غير مسبوقة، أرادت أن تصيغ الحياة وفق مزاج ديني مختال، وسعت لتصبغ وطن التعدد بالأحادية في الإتجاه الفكري والسياسي.. كان المبدعون في مجالات الحياة كافة قد أجبروا على الاستقالة عن مهامهم في الحياة والتي من بينها التفكير والتأمل والعمل وإضحاك الناس ربما، فصار هذا النفر الطيب بلا عائل روحي يغنيهم مثل أمير مؤمنين يرعى شؤون الالهام الخلاق أو ما شابه ذلك، وصار الفقر ينتاش أسرهم التي ضنت من أكل السنام المدخور، ولم يكن هيناً وقتها ليلوح الأمل في الخروج من وهدة الإستدانة من الكناتين عبر دفتر الجر أو الإستدانة من جمال الماضي حتى تساءل الشاعر هاشم صديق عميقاً: من أعلن النعي على ذاك الزمان..؟ ومع غياب الأمل وتنامي المراقبة اللصيقة لأسرار الحيوات في الأحياء صارت أجواء السودان الرسمية آنئذ لا تحترم فكرك أو تاريخك الإبداعي قدر إحترامها لمستوى حصيلك الآيديولوجي في القناعة بالمشروع السياسي أو حتى في القناعة بالنفاق نحوه، ولهذا ألزم أصحاب الحرف والنغم والريشة أنفسهم في مدارات الزهد في دولة سدت عليهم أبواب الوجود في الحضر والبوادي، فالإذاعة لا تقبل مسرحياتهم المتسودنة أو المستوحاة من القص العالمي، والتلفزيون موصدة أبوابه للتعبئة الحربية لا الوجدانية، وأماكن المنتديات الثقافية صادرها جيش الإنهماك في الغنيمة، أما المرافق العامة فما عادت مجالاً لتفاني الكادرات الخبيرة في العمل، فيما خلا الجو لأهل الحل والعقد ليبيضوا ويصفروا وبقي أن كل من يستأنس في نفسه الإنصياع للتيار أو يحس الكفاءة في الذكاء من أجل التلون للحقبة الجديدة من الدجل السياسي هو الظافر. المهم يا أخي وسط هذه الظروف التي لا تحتاج إلى كبير عناء في سردها روائياً بالطريقة الطويلة أو القصيرة غادرت البلاد آلاف الخبرات والتي كان من بينها خبرة الصديق الأستاذ يحيى فضل الله وهو على كل تقدير بحر الإبداع لو كان هناك من هو بحر العلوم.. كتب القصة القصيرة وأصدرت له جامعة الخرطوم عبر دار النشر «حكايات لم تثمر بعد»، حيث رأت فيه موهبة جديدة للحداثة الإبداعية ما أقل أن تحتاج إلى التشجيع ومن ثم تثابر فتثابر حتى نجمع على تراكم من أحسن القصص ويكون إبداع المبدع الشاب إضافة لابداعات القصاصين: الطيب صالح، وخوجلي شكرالله، والزبير علي، وعثمان علي نور، وعثمان الحوري، وابراهيم إسحق، وخليل أحمد، والطيب زروق، وعلي المك، ومحمد المهدي بشرى، وعيسى الحلو، وبشرى الفاضل، وآخرين.. وفي الشعر كان يحيى يملك نصيباً وافراً من القدرة على رفد حركة الشعر الحديث أو شعر التفعيلة الذي ابتدره بدر شاكر السياب في قصيدته «أنشودة المطر» التي يقول فيها: عيناكِ غابتا نخيلٍ ساعةَ السحَرْ، أو شُرفتان راحَ ينأى عنهما القمرْ ولكن قيل إن لويس عوض هو أول من كسر عمود الشعر العربي طق «كما كان يعبر الراحل صلاح أحمد إبراهيم من خلال ديوانه» بلوتولاند، وقصائد أخرى.. المهم هو أن شاعرنا العائد مارس تضفير الفصيح من المفردات والعامي منها، ولذلك تلقفته حنجرة الأستاذ مصطفى سيد أحمد الذكية فأعجبتنا أغنيات «يا ضلنا»، و«السحاب»، و«مساماتك»، و«إستلاب»، و«يا خطوتك»، و«تعالي نشوف»، و«أسئلة ليست للإجابة»، و«غيابات الخليل»، و«ضو شبابيك البيوت»، والجميل أن تلك المفردات شكَّلت علاقة إنسانية عميقة بين الشاعر يحيى فضل الله والراحل مصطفى، ولقد إلتقيته لأول مرة بمنزل الأخير، على ناحية المسرح كان يحيى ممثلاً وكاتباً ومخرجاً، وكوَّن مع زملاء له -قاسم أبو زيد، وذو الفقار حسن عدلان، والطيب المهدي، وموسى الامير، والسماني لوال- جماعة السديم المسرحية والتي كان آخر تجلياتها مسرحية «أربعة رجال وحبل» والتي عرضت بمسرح قصر الشباب والأطفال، وفيما بعد مثلت السودان في مهرجان مسرحي ببغداد في منتصف التسعينيات، وأذكر أن ناقداً عراقياً قال عنها ما لم يقله مالك في الخمر، فكانت دراسته النقدية مدهشة لتيم المسرحية الذي ظن أن عاميتها لن تسعف واحداً من النقاد العرب على فهمها. الشاب الأديب لم يقف عند هذا الحد بل كان يتعاون مع الأقسام الثقافية بالصحف ليكتب عموداً أسبوعياً لصحيفة (السودان الحديث) وعرفناه حينها إنه يؤسس بكتابه لنوع جديد في السرد تحت مسمى «تداعيات» والتي كانت تحمل في سطورها شخوصاً قصصية كأنك تحسها من لحم ودم وعظم.. وأذكر أن ذلك الباب كان سبباً من أسباب نفاذ الصحيفة مبكراً حين صدوره عبر الصفحة الثقافية التي يشرف عليها الأستاذ عادل عبدالرحمن المستقطب لأقلام كبار الكتاب أمثال أحمد الطيب زين العابدين وأحمد عبدالعال والدوش وآخرين. ثم فجأة انقطع يحيى عن كل هذا ولاذ إلى قاهرة المعز فوجدته هناك يدير نشاطاً مسرحياً متواصلاً عبر مركز الثقافات مع زملاء آخرين له من بينهم صوصل، وسلمى الشيخ سلامة، وغدير ميرغني، وآمنة أمين، وأحمد البكري، وزوجته الممثلة هادية بدرالدين شقيقة الكوماندوز هاشم.....، أيضاً كان في القاهرة مهموماً برصد التحولات التاريخية للمسرح السوداني وشارك في تظاهرات وندوات عدة، ولما رسي على وضع اجتماعي أفضل نسبياً عكف على فعل الكتابة الإبداعية والصحفية، وكان كاتباً أساسياً بصحيفة (الخرطوم) التي صدرت من هناك، كما أن ذلك الوضع أتاح ليحيى التواصل مع عدد معتبر من الكتاب المصريين والعرب أمثال حلمي سالم، وفريدة النقاش، وأحمد فؤاد نجم، وسيف الرحبي الذي إلتقاه في عمان، وأذكر هنا إنه نمى علاقة جيدة كذلك مع الشاعر الفلسطيني الراحل محمد القيسي وجمع المهتمين بالعمل الثقافي به في ندوة رائعة، وفيما بعد دعانا إلى جلسة عشاء بمنزله إحتفاء بصديقه القيسي، في مركز الثقافات سعى الأستاذ يحيى مع مدير المركز الأستاذ زين العابدين صالح إلى إقامة مئات الندوات عن الهم الثقافي والأدبي، وكل ذلك مسجل في أشرطة كاسيت تحتاج للتحرير، أيضاً إنه من خلال وجوده في المركز عمل على إصدار مجلة باسم (ثقافات)، وكانت دسمة في موادها، هذا بغير مشاركاته في نشاطات مركز الدراسات السودانية، ولم يقف جهده في هذا الجانب فقد اجتهد للتعريف بالثقافة والأدب السودانيين فأسهم مع آخرين في إعداد ملف وثائقي عن الأدب السوداني لمجلة (فكر وأدب) المصرية. على أية حال.. ذلك غيض من فيض المبدع يحيى فضل الله والذي يعود في بداية هذا الصيف إلى وطنه الذي أحبه والتزم بالصدق والمبدأ وعناصر الوفاء للعمل له، وهو إذ يعود إنما يعبئ روحه الإبداعية بمكامن الجمال التي يستشفها دائماً من بؤس واقع الناس، ولعل شخصي الضعيف يكتب هذا التقريظ وفي ذهني أفضال عديدة للأستاذ يحيى أبرني بها حينما كانت أيامي شحيحة في الإرتباط بالوسط الثقافي، وأحس أنه كان من الذين شكلوا وعيي بشكل مباشر وغير مباشر، فقد عرفني به الأستاذ مصطفى سيد أحمد بعد خلوصي من عمل حوار صحفي معه، وكان ذلك في بداية التسعينيات، وفي ذات العام أجريت حواراً معه عرفت من خلاله إنه لعب كرة القدم بنادي الأهلي الخرطومي، وهذه من إبداعاته التي يضن بتعريف الناس بها.. ذلك الحوار ساعدني في إقامة علاقة ودودة ومتواصلة معه، أستزيد بنقده لأدائي الصحفي أحياناً، وأحياناً يعرِّفني بشعراء الراحل مصطفى ومنهم عمر الطيب الدوش، وصلاح حاج سعيد، وقاسم أبوزيد، وظللنا نلتقي بمباني الإذاعة مرات وفي مسرح الفنون الشعبية مرات أخرى، وفيما بعد سافرنا إلى دامر المجذوب تلبية لدعوة مهرجان العنادل السنوي، وكانت تلك السفرية الثقافية قد ضمت بعض رموز أكابر للعمل الثقافي والفني، من بينهم محيي الدين فارس، ومصطفى طيب الاسماء، ومهدي محمد سعيد، وبشرى الفاضل، وإسماعيل خورشيد، وعمر الخضر، والريح عبدالقادر، والماحي سليمان، ومصطفى سند، وخلف الله أحمد، وعبدالقادر سالم، وعلي يس، وصلاح فرج الله، ونفيسة الشرقاوي، وغيرهم، وتخيل أن ذلك المهرجان كان يقوم به شباب من الدامر يعدون على أصابع اليد.. لم تنقطع صلتي بيحيى إلا بعد سفره للقاهرة في النصف الثاني من التسعينيات، وحينما لحقت به كان همي الأول أن ألتقيه وأحاوره لصحيفة (الصباحية) التي كنت مديراً لتحريرها، فتلاقينا ووجدته وسط حضور مشاهد لفاعلية شعرية أقامتها اللجنة المنظمة لمعرض القاهرة الدولي للكتاب، وفيما بعد رحَّب بي بمنزله وضمني لنشاطات مركز الثقافات بمدينة نصر، وظللنا نلتقي يومياً تقريباً وانقطعت صلتي به بعد سفري للولايات المتحدة وتبعني فيما بعد في الهجرة حيث استقر مع أسرته بكندا ونتحادث عبر الهاتف كلما سنحت الفرصة. من خلال هذه المعرفة الوثيقة بيحيى استطيع القول إن علاقته بالسودان مثل علاقة السمكة بالماء، فقناعتي إنه سوف لن يستقر في المهجر الذي لجأ إليه قسراً ضمن موجة اللجوء السياسي العارمة التي مارسها أهل الفكر والعلم والفن والأدب والصحافة. إن الشيء الذي أجزم عليه أن الوجود الذي ضم يحيى بالخارج قد عتَّق رؤياه الحداثية في ما يتعلَّق بمفاهيم الشعر والقص والكتابة عموماً، ولمست ذلك في رواية له أعطاني مسودتها للقراءة والتعليق، وكذلك لمست تطوره عبر كتاباته التي ينشرها في الانترنت، هذا بغير أن عوالم القاهرة التي إلتصق بها بحميمية والفترة التي قضاها بكندا لا بد أنها نمَّت فيه خصوبة من الشوف والرصد والتأمل والإستزادة والتعقَّل أكثر في ناحية المعالجة الإبداعية، وربما نمَّت فيه -أيضا- ضرورة الاستيقان من قناعاته الفكرية والثقافية التي خرج بها من الوطن، مثلما نمَّت فيه أخيراً الإمكانية لتبحيث وعيه الإنساني لإدراك مدى إستيفائه لشروط الوعي الجديد الذي هو متوافر في قراءاته المستمرة وحوارات ذهنه اليومية مع الواقع والناس والذات. إن تلك الخصوبة الجديدة والمستمرة كفعل ملح لنماء المبدع إنما هي مراحل تصاعد تكنيكة الفني نحو المثال المجود، ولا بد أن الصديق يحيى قد لامس في غربته اللغة الثانية والتي كما علمت إنه كتب بها، والأمل أن تنعكس كل هذه المعارف والتفانين على وجهة ومضمون إبداعه وتعمِّق في أسئلته التي لم يجد -أو وجد- لها الإجابة. هنيئاً للبلد بابنها المتمرد إبداعاً يحيى فضل الله ولتكن إقامته في ضفاف الوطن فرصة لهضم ما فاته من جمال وفسحة لممارسة الأسى تجاه كل ما هو قميء، وليهنأ أصدقاؤه به بقدر هنائه ببعض تفاصيل وريفة للغربة التي امتدت عقداً كان غيابه فيها ملحوظاً في الحيشان الثلاثة، حيث الإذاعة والتلفزيون والمسرح.
نقلا عن الصحافة
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الفنان يحيى فضل الله بالخرطوم كعصفور حزين مبتل !! الوليد الضيف (Re: Abuelgassim Gor)
|
الصادق الرضي أكثر من ضوء تداعيات تخص (صاحب التداعيات)!
حين ذهبت صحبة الشاعر الصديق بابكر الوسيلة سر الختم، ذلك النهار لمنزله، لم أكن أحسب أنها آخر مرة أراه فيها، كنت أظن أنها بضعة أسابيع، يقرأ فيها شعرا بالقاهرة، ويشرف على طباعة الجزء الأول من كتابه (تداعيات) ويلتقي بعض الأصدقاء الكتاب والمبدعين هناك، ويعود. كان ذلك النهار من العام 1994م خاصا بالنسبة لي إذ سهرت الليل بطوله أعد مخطوطا لأحضره له في اليوم التالي، وكان مهموما بنا وبمشاريعنا الإبداعية حين طلب مني أن أجهز له أحد مخطوطاتي الشعرية (لم أكن قد نشرت حين آنذاك أي كتاب) ليحاول هو طباعته في القاهرة عن طريق ناشر سوداني أو عربي، وسألني إن كنت أمانع في نشر بعض النصوص بالصحف والمجلات التي يمكن تتوفر هناك كانت إجابتي بأن له مطلق الحرية في نشر مايريد، وقد نشر عددا من نصوص ذلك المخطوط بالصفحات الثقافية لصحيفة الخرطوم حين كانت تصدر بالقاهرة.
كان السر السيد هناك في ذلك النهار، وكانت صغيرته (داليا) تركض هنا وهناك بين المخطوطات والكتب ولفافات الصحف التي تنتظر الترتيب، وانخرطنا معا في محاولات دائبة لمساعدته، وقد كان بينه والطائرة ساعات معدودات، صحبه في تلك الرحلة الصديق (مجدي الحواتي) صاحب (مكتبة الأصدقاء)، ناشر الجزء الأول من كتاب (التداعيات) وعاد بعد عدة أسابيع يتأبط الطبعة الأنيقة من الكتاب، ولكن تركه هناك...، حيث واصل الكتابة في الصفحات الثقافية بصحيفة الخرطوم، وحيث أسس مع نفر من الناشطين والمبدعين مركز الثقافات السودانية أدار الندوات هناك وحرر المواد الصحافية والكتب، أعداد من كتاب (الثقافات السودانية) غير الدوري، وأشرف على عروض مسرحية، وشارك في قراءات شعرية، إختصارا، صار ضمن ما يعرف بالموجة الثانية لهجرة المبدعين السودانيين التي تبدأ من القاهرة وتنتهي بأمريكا- كندا- استراليا إلخ.
كان ذلك النهار، في بيته بـ (أمبدة شمال)، التي كنت أسكنها أيضا، وكان يسكنها الرشيد أحمد عيسى وسكنها ردحا من الزمان قاسم أبوزيد، ولايزال بيت أهل سلمى الشيخ سلامة هناك، وجمعتني المشاوير من مقر إتحاد الكتاب السودانيين بالمقرن في ثمانينيات القرن المنصرم معه في غناء ليلي وصحبة تمتح من الحكايات الملحمية والنكات الفارهة، و(يحيى فضل الله) حكَّاء لدرجة الإعجاز، لا تغادر صورة مما يريد أن يريك، موقعها الذي يجب أن تتمرأى فيه، للحكايات عنده طقوس وألوان ومقامات يعرفها المقربون من أصدقائه، وله شجون مع الأغنيات في المشاوير، تلك أيام تعلمت فيها الكثير (مشيا على الأقدام من المقرن الخرطوم، حتى أمبدة شمال).
رحل الدوش في غيابه، وقبله رحل مصطفى سيد أحمد ورحل مجدي النور، وآخرون رحلوا إلى مشارق الأرض ومغاربها، كلهم جمعني بهم (يحيى فضل العوض) في بيته وصالات مسارحه وباحات أغنياته. وصلني صوته عبر الهاتف، قبل عدة أيام، قال لي بنبرة مميزة، سأصل الخرطوم في الثالث من أبريل، قال لي ستكون لي معك مشاوير طويلة.. إنتظره الآن ولي معه أيضا (تداعيات) طويلة.
نقلاً عن الملف الثقافي لصحيفة السوداني عدد الإثنين 2 أبريل 2007م
| |
|
|
|
|
|
|
|