|
|
 مقال السيناتور جون كيري في نيويورك تايمز حول مصر وسياسات امريكا
|
هذا المقال ظهر اليوم في صحيفة نيويورك تايمز وقد قمت بترجمته وأرجو العذر على العجلة.
اليقظة التي تعم العالم العربي يجب أن تجلب ضوءاً جديدة لواشنطون
حتى لو أن الاحتجاجات التي هزت مصر تراجعت في الأيام المقبلة ، فإن فوضى الأسبوع الأخير قد غير إلى الأبد العلاقة بين الشعب المصري وحكومته.الغضب والحماس اللذان سادا وسط مجموعة متنوعة من المواطنين في الشوارع لن يختفيا دون إحداث تغيير في العقد الاجتماعي بين الشعب والحكومة_ وهذه الأحداث نادت أيضاً بضرورة إجراء تغيير بين الولايات المتحدة والحليف العربي الراسخ القوي.
يجب أن يقبل الرئيس حسني مبارك بفكرة أن استقرار بلده متعلق بموافقته على التنحي برضاه كي يفسح الطريق لبنية سياسية جديدة .إن إحدى أصعب المهام التي يمكن أن يؤديها قائد تحت الحصار هو هندسة نقل سلمي .لكن المصريين قد قالوا بوضوح أنهم لن يتنازلوا من أجل شيء أقل من أكبر قدر من الديمقراطية ومن المزيد من الفرص الاقتصادية.
الدخول في مثل هذا التحول يمنح الرئيس مبارك - وهو أكبر وطني منذ جيل الضباط الشباب الذين ساعدوا بلدهم في التخلص من بقايا الاستعمار الإنجليزي - يمنحه الفرصة لتفادي العنف وغياب القانون، للشروع في تحسين الظروف الاقتصادية والإجتماعية العسيرة في بلده ؛ وأن يغير من مكانته في التاريخ.
ليس كافياً أن يتعهد الرئيس مبارك بإقامة إنتخابات “نزيهة” كما قال يوم السبت الماضي .الخطوة الأكثر اهمية التي يمكن أن يتخذها هي أن يخاطب الأمة ويعلن أنه لاهو ولا ابنه -الذي كان يعده لخلافته -ينويان خوض الانتخابات الرئاسية المقبلة خلال هذا العام.لقد تحرك المصريون وتخطوا نظامه والطريقة المثلى لتفادي أن تصبح الاضطرابات ثورة هي أن يخرج الرئيس مبارك نفسه وعائلته من هذه المعادلة.
وأكثر من ذلك عليه ان يضمن أن الانتخابات ستكون أمينة ومفتوحة لكل المرشحين المؤهلين .وأن .يتم إجراؤها دون تدخل من الجيش أو جهاز الأمن وتحت مراقبة مراقبين دوليين .يطالب الشعب المصري بانتقال كامل للسلطة دون ترقيع. وكجزء من الإنتقال يحتاج الرئيس مبارك لأن يعمل مع الجيش والمجتمع المدني لتأسيس حكومة مؤقتة للتسيير بأسرع فرصة ممكنة من أجل القيام بنقل منظم للسلطة في الشهور المقبلة.
ساهم الرئيس مبارك بقدر ملحوظ في سلام الشرق الأوسط والآن حان الوقت كي يساهم في سلام بلده عن طريق قناع المصريين بأن همومهم وحماستهم قد تمت تلبيتها.إذا أظهر الرئيس مبارك قيادته وحقق هذه الأهداف فيمكنه أن يحول أ كبر البلدان العربية من حيث السكان إلى أنموذج في كيفية تلبية مطالب الإصلاح التي تعم دول المنطقة.
وبالنظر إلى أحداث الاسبوع الماضي فإن البعض ينتقد تسامح الولايات المتحدة في السابق مع النظام المصري.صحيح إن خطاباتنا العامة لم تتفق دائماً مخاوفنا في الدوائر المغلقة .لكن هنالك أيضاً تفهم عملي براجماتي بأن علاقتنا تلك افادت السياسة الخارجية الأمريكية وروجت للسلام في المنطقة.ويجب أن لا يخطيء أحد الفهم في كون العلاقة المثمرة مع مصر تظل هامة للغاية لنا وللشرق لاوسط على السواء.
بهذا الفهم يجب ان تستصحب الولايات المتحدة خطاباتها الرسمية بمساعدة حقيقية للشعب المصري.فقد ظلت مسألة تمويل الجيش المصري لفترة طويلة هي المهيمنة في تحالفنا والنتيجة ظهرت خلال نهاية الاسبوع الحالي: القنابل المسيلة للدموع التي تحمل علامات(صنع في أمريكا) أطلقت على المتظاهرين في الشوارع. زودت الولايات المتحدة الجيش المصري بمقاتلات اف -16 التي حلقت فوق مركز القاهرة المكتظ بالمتظاهرين .على الكونجرس وإدارة الرئيس أوباما أن ينظرا في مسألة تقديم مساعدات مدنية يمكن أن تخلق فرص وظائف وتحسن الأوضاع الاجتماعية في مصر بالإضضافة إلى ضرورةإيجاد ضمانات بأن المساعدات العسكرية الأمريكية تذهب لأهدافها المتفق عليها. تماماً كما نحاول حالياً مع باكستان عبر باقة مساعدات غير عسكرية لخمس سنوات.
اليقظة التي تعم العالم العربي يجب أن تأتي بضوء جديد لواشنطون ايضاً..إذ لا يمكن خدمة مصالحنا بمشاهدة الأنظمة الصديقة وهي تنهار تحت ثقل الغضب والإحباط الشعبي قي تلك البلدان ولا بنقل السلطة إلى مجموعات راديكالية يمكن أن تنشر التطرف ، وبدلاً عن ذلك فإن أفضل طريقة من أجل إبقاء حلفائنا مستقرين هو عن بالاستجابة للاحتياجات السياسية والحقوقية والاقتصادية الحقيقية لشعوب تلك البلدان. وقد شرعت حكومة الرئيس أوباما بالفعل في تلبية تلك الأهداف.
في منعطفات تاريخية أخرى لم نكن دائماً قد تصرفنا بحكمة . لقد بنينا تحالفاً مهماً مع الفلبين الحرة بمساندة الشعب الفلبيني عندما اسقط الشعب هناك الرئيس فيرديناند ماركوس عام 1986م . لكننا ظلننا ندفع ثمناً باهظاً بمساندتنا الطويلة لشاه إيران .وتعتبر الكيفية التي سنتصرف بها في هذه التحديات الراهنة في القاهرة مسألة حرجة وهامة. إنه من الحيوي أن نقف مع الشعب المصري الذي يقاسمنا قيمنا وآمالنا والذي يتطلع للأهداف العامة المشتركة بين البشر : أهداف الحرية والإزدهار والسلام.
ظلت الولايات المتحدة تتبع سياسات الرئيس مبارك لثلاثة عقود، الآن يجب أن ننظر لما بعد عصر مبارك وأن نبتكر سياسة مصرية .
*
السناتور جون كيري المرشح الرئاسي الأسبق ، ديمقراطي من ولاية ماساشوسيتس ، يشغل منصب رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ.
|
|
  
|
|
|
|
Bushra Elfadil
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست