دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
|
الموصلي ومعاوية ياسين ...شهادة للتاريخ
|
تابعت باهتمام ما يدور من نقاش بين الأستاذ الفنان الموصلي والزميل الاستاذ معاوية حسن ياسين، وهو إضافة ثرة للبورد ولنقاش التجارب الغنائية السودانية يستحق أن نحرص على استمراره وعلى تنقيته من الرواسب التي تراكمت هنا وهناك. دعونا أولا نتفق على بعض البديهيات، رغم أن الإنجليز يقولون أن البديهيات لا يناقشها السادة لكن لا بد من ذلك: أولا دعونا نفصل بين معاوية حسن ياسين ومدثر حسن ياسين ، فكلاهما شخصية راشدة مستقلة له آراؤه ورؤيته، قد يتفقان في أشياء ويختلفان في أشياء، لكن يتم الرد على مدثر في البوست الذي كتبه ، وعلى معاوية فيما كتبه ، أما حكاية أنه شقيقه وما إليه فلا علاقة لها بالنقاش في قضية فنية. وأنا هنا ألوم أستاذنا وصديقنا الموصلي لأنه حشر اسم معاوية في الرد على مدثر من البداية، لكني حقيقة عندما قرأت ما كتبه معاوية قلت حسنا أن الموصلي جرجر معاوية للكتابة. ثانيا وهذا ايضا مهم ، إن النقاش بين معاوية والموصلي رغم ما شابه من حدة إلا أنه كان راقيا وجميلا وممتعا جعلنا "نتمطق" بعد قراءته ونطلب المزيد، إلا أن الخروج عن النص جاء من بعض المتداخلين الذين هبطوا بمستوى الحوار. وقد نتفهم أنهم غضبوا مما كتبه مدثر وفيه خروج كثير على مقتضيات وآداب الحوار وتهجم شخصي جارح على الموصلي، ولكن لم يكن هناك لتحميل معاوية وزر هذا الكلام. ثالثا لا معنى للتقليل من المشاركين في الحوار بالإشارة إلى أنهم غير معروفين ،فهذا لا يقلل من مكانة أحد، لا يهم من كتب هذا الكلام وإنما المهم هل الكلام جيد ومفيد أم لا. ثالثا: أطراف الحوار الثلاثة شخصيات معروفة لكل من يتابع النقد الفني ، ولأني على معرفة بهم أسمحوا لي ببعض التعريف: معاوية ياسين واحد من مفاخر الصحافة السودانية ورسلها الذين قدمتهم للصحافة العربية، بدا حياته بجريدة الصحافة عقب تخرجه من كلية القانون جامعة الخرطوم، ثم التحق بصحيفة المدينة السعودية بجدة ، فابتعثته مديرا لمكتبها بلندن، حيث عمل أيضا متعاونا مع هيئة الإذاعة البريطانية ثم متفرغا بها. وكان من المجموعة المؤسسة لصحيفة الحياة اللندنية التي عمل بها سنوات طويلة ، وعمل فترة رئيسا للتحرير بغرفة أخبار تلفزيون إم بي سي ، ثم عاد مرة أخرى لدار الحياة سكرتيرا لتحرير مجلة الوسط، ولم يتوقف تعاونه مع بي بي سي حتى جاء العام الماضي متعاقدا مع صحيفة أخبار العرب الاماراتية رئيسا لقسم المراسلين ومشرفا على ملحق المنوعات، ثم انتقل في منتصف هذا العام لجريدة الخليج رئيسا للقسم العربي والدولي. وهو واحد من كبار المهتمين بحركة وتاريخ الغناء والموسيقى في السودان، عمل على التوثيق لها وجمع المعلومات والتدوين من المصادر المكتوبة والمسموعة والشفاهية لأكثر من عشرين عاما، وشاهدت كيف يبذل مجهودا لترصد والتحقق من معلومة صغيرة يسمعها عن ود الرضي أو العبادي ، أو تسجيل نادر يسمع به، ويمتلك واحدة من أندر المكتبات الموسيقية والغنائية السودانية، وصور وتسجيلات نادرة تفتقدها حتى إذاعة أمدرمان. وقد بدا رحلة الكتابة والنشر في هذا المجال منذ ربع قرن ، وله حلقات مشهورة ومعروفة نشرها في مجلة الدستور اللندنية في الثمانينات، ونشر ايضا بجريدة الخرطوم في فترة صدورها من القاهرة. وجمع الحصيلة في كتاب توثيقي نادر وضخم كان لي حظ الاطلاع على بعض فصوله، اعتبره اهم وثيقة تصدر عن تاريخ الموسيقى والغناء في السودان. . لذلك فهو يعتبر مرجعا في هذا المجال ، ومتخصصا بالمعنى العام ..وليس الأكاديمي الضيق. الموصلي طبعا غني عن التعريف، فهو قامة فنية وموسيقية مهمة ومؤثرة، ويختلف الناس حول ما قام به وقد يعجبهم توزيعه الموسيقي وقد لا يعجبهم، لكن لا أحد يستطيع التقليل من الجهد الذي قام به. قيمة الموصلي ليست في الأغنيات التي قام بتوزيعها فقط، وإنما في النقلة التي أحدثها في الموسيقى السودانية وصناعة الغناء السوداني. الموصلي لم يكن مجرد موزع ، لكنه كان مستشارا فنيا لتجربة مؤسسة حصاد الرائدة في تسجيل الأغنيات السودانية بطريقة سليمة ومحترمة ومؤسسة. كانت المؤسسة تحضر الفنانين والفرقة الموسيقية للقاهرة وتتكفل بنفقات اقامتهم لشهور في البروفات وتدوين النوتة وتجويد العمل، وتدفع للشعراء والفنانين والموسيقيين. وقد كنت شاهد عيان على كثير من هذا العمل. كان الموصلي من أوائل الموسيقيين السودانيين الذين أدركوا أهمية التقنيات الحديثة، لذلك ثابر على تعلم الكمبيوتر واستخداماته الموسيقية ، ورأيته يجلس في الاستديو حتى الرابعة والخامسة صباحا يعافر في الاجهزة ويعيد توزيع مقطع ، ويتحمل بصبر وداب شديد مطولات ود اللمين وتردده الدائم وحرصه على تجويد العمل. والذين يعرفون ابو اللمين يدركون صعوبة العمل معه، فهو يدخل الاستديو في أي لحظة طالبا الاستماع لمقطع من "سوف يأتي " ويكرر ذلك عشرين مرة ..ثم يقول بصوته العميق :"يا يوسف ..الحتة دي ما مظبوطة ..افتكر محتاجين نعيدها. ، وأعرف كيف طلب أن يتم إعادة تسجيل صولة كمنجة بعد سفر الفرقة ، وأظن إذا لم تخني الذاكرة أنه تم ارسال النوتة لميرغني الزين في أمريكا ليدخل استديو هناك ويسجلها ثم يرسل الماستر للقاهرة ليتم عمل المكساج. وكم من مرة ذهبنا بعد ذلك للسهر مع مجموعة الفنانين في شقة يوسف أو أحمد يوسف ، وشهدنا تجارب جميلة في الغناء الجماعي. وأذكر ليلة جميلة انطلق فيها صوت عازف الأورغ ماهر تاج السر يغني رائعة أحمد المصطفى "ما أحلى ساعات اللقاء" وسيف الجامعة يعزف معه العود ثم يطالبه بعد الانتهاء بالعداد قائلا "العازفين ديل أصلهم ما بيخلوا عدادهم ..والله ما أخلي ليه عدادي" هذه واحدة من عشرات التجارب التي عايشناها في القاهرة، وقد اسعدتني الظروف أن أدخل مع الموصلي الاستديو أكثر من مرة لاحضر من وراء الحاجز الزجاجي توجيهاته للفنانين وعملية التسجيل لود اللمين وعركي وابراهيم حسين والجابري وعابدة الشيخ وإبراهيم عوض وعوض الكريم عبدالله وغيرهم، وهذه فرصة نحي خلالها من شاركوا في هذا الجهد، الاستاذ أحمد يوسف وصديقنا ابراهيم صديق وخالدة الجنيد والفرقة الموسيقية السمندلية الرائعة. وقد حصلنا من خلال هذه التجربة على مجموعة فريدة من التسجيلات النظيفة ، والأهم أن هذه التجربة فتحت الباب بعد ذلك لشركات الانتاج الفني التي نشأت بعد ذلك. وأذكر أننا في جريدة الخرطوم ناقشنا تجربة الموصلي في التوزيع الموسيقي في ندوة شارك فيها بشير عباس والموصلي وماهر تاج السر ومحمد الأسباط وأحمد عبد المكرم، وابراهيم علي ابراهيم، وعبد الله عبد الوهاب "كارلوس" والفنان الراحل صلاح محمد عيسى قبل اسبوعين من رحيله الفاجع بالقاهرة. لا بد من تقدير هذا الجهد ومعرفة قيمة الرجل وقدره عند نقاش تجربته، هذا لا يقتضي بالضرورة الاتفاق على كل ما قدمه ، لكن يقتضي معرفة قدر ه واسهامه عند الاختلاف معه . وقد خاض الموصلي نفسه وهو لا يزال شافعا يافعا معركة كبيرة مع الموسيقار الضخم جمعة جابر على صفحات مجلة الإذاعة والتليفزيون،رفعت من مبيعاتها فترة طويلة، وكان اختلافا حول المفاهيم والتجربة الغنائية السودانية لم يقلل من احترام الموصلي للموسيقار جمعة جابر. وأظن ان الحوار بين معاوية والموصلي حافظ على هذه القيم بما يستحق التشجيع للمضي فيه والاستزادة منه. نأتي للأستاذ مدثر حسن ياسين ، وهو ناقد وكاتب في عدد من الصحف السودانية، عرفناه من خلال كتابة متواصلة في جريدة الخرطوم ، والاتحادي من القاهرة خلال سنوات التسعينات ، كما ظل يكتب بعدد من الصحف السودانية. لكن حقيقة فإن طريقة كتابة مدثر التي نشرت في هذا المنبر فيها خروج عن آداب الحوار، وتجني وهجوم لا مبرر له ولا يخدم غرضا. ولو حصر حديثه في نقد موضوعي لتجربة الموصلي الموسيقية ، التي هي أصلا مطروحة للنقاش والتقييم، لأفاد واستفاد. عموما أحببت هنا أن أقدم ما لدي من شهادات بحق هؤلاء الأخوة الأعزاء الذين جمعتنا معهم ظروف العمل الصحفي أو تجربة سنوات التسعينات في القاهرة، وتسليط الضوء على اسهاماتهم. ونأمل ان يستطيعوا تجاوز مطبات الحوار ويواصلوا هذا النقاش الممتع. فيصل محمد صالح أبو ظبي 29 أغسطس 2003
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: الموصلي ومعاوية ياسين ...شهادة للتاريخ (Re: Faisal Salih)
|
اخي الحبيب فيصل فات عليك انني لا يمكن احشر معاويه حشرا ان لم يكن هنالك سبب ما وحقيقة الامر لا اود ان اتطرق لذلك لابايجاز او بتفصيل بعد المخاطبه المهذبه من اخي معاويه فقد نسيت كل شيئ ولكنني ساناقشه بالتلفون بكل وضوح حتي هنالك اشياء قد اثارها في بوسته فضلت عدم الرد عليها وتفنيدها تقديرا لمبادرته وهذا لزوم التوضيح اخي فيصل
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الموصلي ومعاوية ياسين ...شهادة للتاريخ (Re: Elmosley)
|
شكرا لك وأنت تضع النقاط فوق الحروف وتقدم من تقديمك لتلك الهامات بهذا الطرح الموضوعي دروس نحن في أمس الحاجة لها هنافي البورد حيث هناك العديد من الأعضاء يجهلوا أو يتجاهلوا عن عمد مع من يتحاورون و ويخرجوا بالنقاش عن آداب الحوار وشكرا للأستاذ الهامة القامة الموصلي لما قدمه ولما سوف يقدمه أمد الله في أيامه
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الموصلي ومعاوية ياسين ...شهادة للتاريخ (Re: bayan)
|
الاستاذ فيصل
تحية
حشر الاستاذ معاوية اخاه ؛ وقال ان ما كتبه يعبره مجرد راي ؛ كما اشار الي اخاه اكثر من مرة ؛وانتقد بعضا من الناس واساء اليهم ؛ وما فعلوا هم غير ان انتقدوا اخاه ؛ ولم يكتبوا شيئا البته عنه ؛ ونفس الشي يقال عن مدثر يس
في رايي ان الاخوة يس مقتنعين بما جاء في الاثر ؛ حول انصر اخاك ظالما او مظلوما ؛ ولكن ليس بمعناها الايجابي ؛ اي برده عن الظلم ؛ لما يكون ظالما ؛ وانما بمعناها القبلي السوداني ؛ اي ادخل معاه المعمعة ؛ وضارب الي جانبه ؛ حتي تسيل الدماء وتسقط الهامات والاطراف ؛ ثم لا تساله من بعد عن ظلمه
عادل
| |
|
|
|
|
|
|
|