تابعنا بأسف وأسى ما حدث بالامس السبت 24/9/2016 فى مستشفى امدرمان التعليمى من اعتداء على الأطباء، وتخريب لمعدات قسم الحوادث الشحيحة بسبب ماحسبه أهل مصاب اُدخل قسم الحوادث من إهمال أدى الى وفاته، ولا نود ان نقف امام تفاصيل ما حدث، الا اننا نشير الى مسبباته و المسئول عنها.
ان المسئولية قطعا لا تقع على الأطباء الذين يبذلون الجهد المقدر لتقديم ما يستطيعونه من خدمات هى فى الأصل غير متوفرة بسبب نظام لا يعبأ بالمواطنين اوالمرضى، و لايوفر لهم العدد الكافى من الأطباء او المعينات العلاجية من أسطوانات الأكسجين والإسعاف و الأدوية المنقذة للحياة والبيئة الصحية الصالحة على مستوى الوطن كله، بل حتى داخل المستشفيات ومستشفى امدرمان التعليمى ليست استثناء، فهى ككل المستشفيات الاخرى لايتوفر فيها معينات العلاج السليم المطلوب.
فالنظام يسعى الى بيع المستشفيات الكبرى بغرض الإستثمار الخاص لمحاسيبه، وليس الى صيانتها وتطويرها، وهو ما فعله فى مستشفى ابنعوف للأطفال و مستشفى الخرطوم التعليمى التاريخى و يتجه الان للقضاء على مستشفى امدرمان التعليمى.
والنظام لا يعبأ الا بأمنه و بقائه فى السلطة، فيصرف على امنه كما هو معلوم ما يزيد على سبعين فى المائة من ميزانية الدولة ولا يصرف على العلاج والصحة اكثر من خمسة فى المائة وفى ذات الوقت يجود على دول اخرى بإنشاء المستشفيات الحديثة على نفقات شعب يحتاج الى أسطوانات الأكسجين وبخامات الأزمة وغسيل الكلى و يحتاج الى محاصرة مرض الكوليرا الذى يفترس شعبنا فى النيل الأزرق وسنار و الشرق بل فى العاصمة القومية وغيرها.
لقد نفث ذوو الشاب الذى توفى عليه رحمة اللة عن غضبهم، ولكنهم أساءوا التصرف وأخطأوا الوجهة.
ان المسئول ليس هم الأطباء الذين يكابدون من اجل عمل المستحيل لإنقاذ المرضى رغم قلة عددهم وانعدام إمكاناتهم بل المسئول هوالنظام الحاكم وما كان لهم ان يعتدوا على الأطباء رسل الرحمة او يخربوا معدات لا تكاد تؤدى غرضها فيحرمون المرضى الكثر حتى منها.
ان على كل المعارضين و كل ذوى الفكر و الراى والموقف ان يبصروا شعبنا بان العدو هو نظام الإنقاذ الذى لا يُعنى بالمستشفيات ولا يوفر لها الامكانات والمعدات اللازمة والمعينات العلاجية و يحجم عن توظيف الخريجين من الأطباء ولا يعطى الأطباء ما يستحقون من معينات الحياة الكريمة ليهرول كل شهر الى بلاد اخرى يقدمون فيها خبراتهم و جهدهم.
ان على شعبنا ان يدرك ان العدو المباشر هو هذا النظام الذى يقيم المستشفيات الفخيمة من مال الشعب فى بلاد اخرى، بينما يهلك شعبنا بالأوبئة والأمراض الفتاكة ويوزع الأموال على حجيج دول اخرى كان أولى توفير معينات الحياة لشعبنا بها.
ان على شعبنا ان يدرك ان هذا النظام بدد أموال النفط من قبل و يبدد الان جل امواله بيصرفها على قوات الدعم السريع واجهزة الامن الباطشة، بينما لا يُجد المريض فى مستشفى امدرمان و غيره من المستشفيات أسطوانة أكسجين تنقذ الحياة.
ما كان للاخوة ان يعتدوا على الأطباء ويدمروا معدات المستشفى فالجانى هو النظام واعوانه. ان اجهزة الامن لا تحمى الأطباء من عدوان ظالم بينما تحمى النظام و الفاسدين فيه!
لك الله يا شعبنا ،ان العدو معروف ومحدد و لاينبغى لنا ان نداهنه او نجلس معه متحاورين بل على الجميع ان يعمل على تفجير طاقات الشعب و توجيه غضبه لإزالة النظام ومحاسبة رموزه و اعوانه فلا نامت اعين الجبناء.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
اخبار سودانيزاونلاين
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست