تقرير: في ظل الأزمة الإقتصادية التي إنعكست بشكل سافر علي المجتمع السوداني بكل قطاعاته المختلفة، أصبحت المخدرات والعادات الضارة القديم منها والجديد تشكل خطراً ماحقاً علي أهم شرائح المجتمع، في ظل إهمال الدولة للجانب الإجتماعي الذي هو نتاج للسياسي والإقتصادي بشكل مباشر. وفي الأيام الماضية أقامت وزارة الثقافة والإعلام بولاية شمال كردفان برامج محاضرات وندوات جماهيرية لمحاربة العادات الضارة والمخدرات برعاية والي الولاية مولانا أحمد هارون، استهدفت الشباب والمرأة تحدث فيها والي ولاية شمال كردفان مولانا أحمد هارون والناشطة الإجتماعية الأستاذة سارة أبو. الحرب علي المخدرات. يبدو أن آفة المخدرات بدت ترمي بثقلها علي ولاية شمال كردفان، خاصة وأن حديث والي ولاية شمال كردفان في دار الشرطة بالأبيض عن المخدرات في الولاية يدق ناقوس الخطر رغم المجهودات المبذولة من قبل شرطة مكافحة المخدرات، حيث قال بأنه لا يمر أسبوع إلا ويكون هناك ضبطية مخدرات كبيرة بولاية شمال كردفان، بالإضافة إلي وجود انواع جديدة من المخدرات مدمرة للشباب وطاقاته، وقال هارون بأن هذا النوع من المخدرات يحتاج إلي طريقة عمل مختلفة لمحاربته وسط الشباب، ودعا المبدعين وأهل الفن في المساهمة في محاربة المخدرات والعادات الضارة، حتي تكون إمكانية الوصول إلي المجتمعات البعيدة أسهل، مؤكداً إلتزام حكومة الولاية بمختلف مؤسساتها علي العمل بما يليها في مكافحة مهددات مجتمع الولاية، وقال هارون بأن الجهد الحكومي يحتاج إلي حركة فاعلة من المجتمع ومنظماته لبناء حراك مجتمعي قوي في سياق النفير، لجهة أن إنسان الولاية هو غاية النهضة. فيما يري وزير الصحة بالولاية د. عبد الله حسن فكي أن حرب المخدرات ليست حرب تجار مخدرات فحسب بل أنها حرب مخابرات دولية، وقال بأن السودان مستهدف لأسباب عديدة منها تقليل النمو السكاني، فيما قال الرئيس المناوب للجنة الفرعية لمكافحة المخدرات د. أيوب عبد الله إن أنشطة اللجنة مستمرة في التوعية بخطر المخدرات خاصة الأسر، وتدريب الطلاب والائمة والدعاة علي مخاطر المخدرات وإكتشاف أعراض المخدرات. فيما قالت الأمين العام للمنظمة الشبابية لمكافحة المخدرات مواهب عبد الوهاب إن نسبة المخدرات ارتفعت عند الصيادلة، بعكس ما يقولون في السابق أنها كانت منتشرة عند بائعات الشاي. وقالت المتحدثة الرئيسة في المحاضرة الناشطة الإجتماعية الأستاذة سارة أبو إن المخدرات تعطل التنمية والإنسان وتقتل فيه الأمل، وإن الإحباط يسيطر علي الأمهات بسبب تعاطي أبنائهن للمخدرات، وتحدثت عن الأسباب التي تدفع الشباب إلي تعاطي المخدرات، والهروب من الأسر، وكيفية معرفة الأسر لاعراض تعاطي الأبناء للمخدرات، وقالت إن أهم أسباب إنتشار المخدرات تتمثل في الفقر الذي يصاحب الوضع الإجتماعي، والإحباط الذي يواجهه الشباب، وأصدقاء السوء. بالإضافة إلي حديثها لبائعات الشاي والأطعمة بقاعة رئاسة محلية شيكان عن أضرار المخدرات وإستغلال المروجين للبعض، وقالت "لا يجب أن تكون النساء مروجات للمخدرات بسبب الوضع الإقتصادي والوضع المادي"، وفي المحاضرة الجماهيرية بميادين الخماسيات بحي البترول التي إستهدفت شريحة الشباب، بدأ واضحاً من مداخلات الحضور من الشباب من الجنسين الذين حضروا بكثافة إن مكافحة المخدرات والعادات الضارة تحتاج إلي عمل توعوي كبير مصاحباً للدور الذي تقوم به الجهات الأمنية في مكافحة المخدرات. مبادرة الإدارة الأهلية حديث الوالي أحمد هارون في محاضرة دار الشرطة عن وفيات الأمهات في ولاية شمال كردفان بسبب بعض العادات الضارة التي تمارس علي المرأة والطفلات هو الآخر يدق ناقوس الخطر بضرورة التقليل من وفيات الأمهات من، حيث قال هارون "إن الولادات في العديد من محليات الولاية هي السبب أساسي لوفيات الأمهات، وإن إجراء الولادات القيصرية أكثر من الطبيعية بسبب الختان وزواج الطفلات"، ونادي هارون بضرورة محاربة العادتين، وقال بإمكانية تبني المجلس التشريعي مبادرة مجلس الطفولة التي قدمت في مؤتمر الإدارة الأهلية وإصدار الأمراء والعمد لتوصيات بضرورة إضطلاعهم بدور كبير في مكافحة ختان الإناث وزواج الأطفال، معتبراً أن وقع هذا الأمر في المجتمع أقوي وأعمق عندما يأتي من قياداته كالعمد والنظار والشيوخ ، وإتهم الأمهات بأنهن من يقفن وراء الختان أكثر من الرجال، وأنهن عادة ما يلجأن لختان بناتهن بسبب الوصمة، وقال "ساعدونا بأن تكون الوصمة تجاه الأم التي تختن بنتها"، مؤكداً بأن منظمات المرأة بمختلف تشكيلاتها قادرة قيادة عملية مجتمعية يكملها التشريع من جانب حكومة الولاية. لكن السؤال الذي يطرح نفسه هو هل يفعلها المجلس التشريعي لولاية شمال كردفان بإصدار تشريع يجرم ممارسة ختان الإناث وزواج الطفلات ما دون سن ال18 عام؟، خاصة وأن كل مبررات ومعطيات إصدار مثل هذا القانون حاضرة بقوة بحسب حديث الوالي عن الوفيات بسبب الولادة. وقالت الاستاذة سارة أبو ان عملية الختان تظل في العقل الباطن للمرأة وهي تعاني منه إلي أن تموت بما يسببه لها من آلام وأمراض، وأضافت بأن القاعدة الأصولية " لا ضرر ولا ضرار"، بالإضافة إلي الحديث العلمي للأطباء بالضرر الذي يسببه الختان يحتمان التوقف من ممارسة ختان البنات، وقالت " هذا الختان يقعد بالأمة ويقعد بالمرأة، وتظل هذه العملية كاسرة لنفسيات البنات، خاصة بعد أن أظهر إستطلاع تفضيل الشباب الزواج من غير المختونات ولجوء بعضهم للزواج من الأجنبيات". وقالت أبو إن زواج الطفلات بعرض البنت للكثير من المشاكل وهي صغيرة، وأن الأطباء يقولون إن الأعضاء التناسلية لا تكتمل إلا في سن محددة، إضافة إلي أن تزويج البنت وهي طفلة يعني حرمانها من التعليم. وبجانب المخدرات وختان الإناث وزواج الأطفال تحدث الوالي أحمد هارون عن العديد من العادات الضارة التي تعاني منها الولاية، والمتمثلة في الإستخدام غير الرشيد لأدوات التجميل، وقال بأن إستخدام الفتيات لكريمات تبييض البشرة بهذا الشكل أمر مزعج وأضاف "إذا كان هناك مهدد لنا كأمة سودانية، أنا أقول أنها أدوات التجميل"، بالإضافة إلي حديثه عن المبالغة في الزواج وغلاء المهور.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة