انعقدت اليوم السبت 6 اغسطس 2016 بقاعة الصداقة فعالية ماتم تسميه بالحوار الوطني ، ترأسها الطاغية وناصبه البعض
اولا ، أود ان ابدي إنبهاري بإستعمال المصطلحات واللغة فقد كانت فضفاضة وتحمل طابعا ايجابيا (الكلمات فقط) هذا لأنها قيلت في سياق استدرار العواطف وابداء الحوار بالشكل الجامد للسياسي الذي يريد مصلحة شعبه
لكن: بقليل من التدقيق ووضع الكلمات فى جملها وسياقها واضطراد الكلام يتضح مدي خبل الناطقين بها بدءا من كلمة رئيس الحوار ورئيس الجمهورية الى اخر كلمة لزعيم جماعة أنصار السنة ويتضح مدي عدم موضوعيتها وهدفها
أمضي معظم اصحاب الفرص فى الحديث ثلث وقتهم فى تمجيد الرئيس وتمجيد مبادرته للحوار وهو أمر إن كانوا يقصدونه لنفسه لانتهي منذ بداية الحوار وإن كانوا يقصدون به التمجيد لحظوظ فى التوكيلات والعطاءات ونصيب فى المال والسلطة لوصل الى مابعد الحوار ؛ ثم ضيعو الثلث الثاني فى تمجيد الحوار فقط لأنه حوار ولأنه سابقة افريقية وعالمية (ولا اعرف من أين أتو بهذه المعلومة بهذه الدقة) حتي ان رئيس الجمهورية فاخر به العالم الأول وهو خطل آخر ، ثم الجزء الثالث امضوه فى مطالبات لرئيس الجمهورية كانت أيضا فى إطار المستهلك من الحديث اليومي من السياسي الآلي الذي يحفظ اكليشيهات ثابتة تقال مع بعضها لتبدو وكأن لها معني وهي حقيقة لاتقصد كأن يقول أحدهم (يناشد الرئيس بإطلاق سراح المعتقلين ووقف العدائيات والعمل على اصلاح الاقتصاد ) وآخر كأنصار السنة (بتحكيم صوت العقل ، والعقلانية هي المطلوبة للخروج بالبلاد) فكيف يصدر قول كهذا من جماعة دينية وضعت لنفسها منهجا يقاوم العقل ويجرمه اذا لم يوافق النقل وماتراه فى دينها؟
إن حجم الاختلالات المنهجية الصادرة اليوم من افواه المؤتمرين مقارنة ببرامجهم ودعواهم المعلنة يعني منطقيا احدي الاثنين
1.اما انهم تنازلوا عن خطهم السياسي وبرامجهم (بعضهم لايملك برنامجا حتي) وفى تلك الحالة يجب ان ينتهي الحوار بتكوين حزب المؤتمر الوطني الكبير
2. او أن كل المؤتمر هو للعرض والتباهي لا الحوار الحقيقي
تناول الحوار والمتحاورين حديثا يمكن وصفة بالثرثرة ، وتم ذكر مجموعات الواتساب وحكايات للموانسة والضحك فى أساليب لايمكن بأي حال ان تخرج بأحد من باب غرفة عناية مكثفة متهالكة بمستشفي لايتوفر فيه طبيب ناهيك عن خروجها ببلاد من حالة الدمار والحرب
بعد تمجيد خرافي لإستحقاق عام وضروري بمشروطات أكثر فإن صورة تتشكل فى ذهني أن حتي متحاوري الخارج الجدد ترتسم فى ذهنهم نفس الخلفية وهي أن مشاركة الحكم يمكن ان ينسيهم الماضي ويبعدهم عن قباحة وجهه ليبدأوا فى دعواه بالجميل وانه لربما أننا ننطلق من أرضيات مختلفة كلية عن بعضها ؛ فلا يمكن أن اقبل أن يتم دعوتي(لتجاوز مرارات الماضي) فى دعوة واضحة لغفران جرائم النظام والتنكر لضحاياها وهو أمر ليس من حق السياسي ولا حزبه وانما للمظلوم والواقع عليه الجرم لكنه لايستطيع ان يأخذ بحقه لأن المتحاور ابتذله
إنني ايضا لست حالما لدرجة دعوتي لإسقاط النظام فقط بالضربة القاضية وإذلال النظام أولا قبل القبول باستسلامه ؛ لا ، بل ساعيا حتي للحوار وفق مشروطاته الطبيعية وهي أن نتساوي أولاً وفي جو مهيأ له وفى وجود الية واضحة تضمن تنفيذه
كذلك فإن ما هناك ما لايمكنني أن احاور عليه ؛ وهو حق المقتولين والمهجرين والمنسيين والمختفيين وهؤلاء فقط اسرهم من تمتلك الحق ؛ ذلك لان بعض اصحاب الحقوق غيبهم النظام بالقتل والتنكيل والإبعاد
واقترح أن يتم فتح أبواب كل المؤسسات الحكومية وغير الحكومية للصحافة والخضوع لسلطة المعلومة، مع حق كامل بالتقاضي للمؤسسة المفتوحة للصحافة وايضا للصحافة والإعلام ان شكت فى مداراة الحقائق ودسها وبهذا يمكن أن يتضح للكل ماهو الحق ومن هو المسئول عنه عملا فى اتجاه تقوية المسئولية المباشرة مع الإستفادة من جمعيات وقانونيين دوليين للمراقبة والإتفاق على قانون للمعلومة يتيحها للجمهور والعامة عبر سلطة الإعلام
هذا من شأنه أن يوضح حقوقا لم ينالها ضوء التوثيق او شهرة الاعلام والميديا وليتضح لنا فى اي مكان تقف بلادنا
*لن أعيد الاكليشيه وبالطبع اؤيد مضمون المطالب من إيقاف الحرب وايصال المساعدات الإنسانية ومحاسبة المجرمين. وأري فى المحاكم والإعلام آليتين لذلك
ولخارطة الطريق وقضاياها فى أديس حديث آخر
د.ابراهيم النجيب الرئيس المكلف / الحزب الليبرالي ٦/٨/٢٠١٦
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة