إن جملة الأحداث في الأسابيع الماضية منذ بداية العام 2016 تعكس خُلاصة ممارسات النظام طيلة الستة وعشرين سنة الماضية. إنها سياسات لم تتغير ولن تتغير، بل تزداد خَبالاً علي خَبالها كل يوم. ومع ذلك يرفع النظام الكذوب راية الحوار لحل أزماته المتفاقمة . وهي كلمة حق يريد بها باطل تدابيره ومخططاته وأوهامه للإستمرار والتمسك بالسلطة. - الميزانية للعام 2016 تماماً تشبه سابقاتها الأولوية للنظام وليس الشعب وفاشلة من يومها الأول لإفتقادها للإيرادات الحقيقية ولعجزها الكبير عن تلبية بنود المصروفات التي سيذهب معظمها في الصرف علي الحرب وأمن النظام ومخصصات وامتيازات مخطتفي السلطة. ولن يبقي منها شيئا للصرف علي ضروريات الشعب، بل يسعي النظام للإعتماد علي الأكاذيب وعلي جيب المواطن لسد هذا العجز في الإيرادات. وأمام هذا العجز الناتج من توقف الإنتاج وقلة الصادرات وشح العملات تتفاقف الأزمة الإقتصادية وتزداد إختناقاتها في صعوبة توفير سلع الواردات الأساسية مثل الغاز والبترول والدقيق والدواء . ومع استمرار الإنهيار اليومي لقيمة الجنيه تزداد الأسعار لهيباً، ثم يزيدها النظام مرة أخري لتغطية مصروفاته بالإقتطاع من لحم المواطنين لأجل الإستمرار في الحرب وقهر المواطن بجهاز أمنه المتخم بالثروة والحقد. واستمرار نهب وسرقة أموال الشعب عن طريق المخصصات والإمتيازات والفساد. - مواصلة لجرائمه واجه النظام في الجنينة المواطنين العُزل بالقسوة والقتل بلا رحمة، حينما لاذوا بدار الحكومة طالبين المأوي والحماية من همجية مليشيات القتل والدمار. طردتهم الحكومة من دارها وحين إحتجوا كان جزائهم الرصاص فاستشهد وجرح العشرات. تواصلت المطاردة والإعتقالات فاستشهد جراء الإعتقال والتعذيب الطالب صلاح قمر له الرحمة والمغفرة. ويتواصل القصف اليومي علي جبل مرة. - إن إصرار النظام علي إجراء استفتاء إداري في دارفور يؤكد أنه لا يأبه بسوق عكاظ الذي يقيمه الآنداخل قاعة الصداقة ويسميه الحوار الوطني وفيه لجنة عن الحكم ومخرجات الحوار . والنظام يسعيلإجراء هذا الإستفتاء المُزور لإحداث مزيد من الفوضي والتفتيت .إننا نرفض هذا العبث وعلي كل مواطني دارفور الحادبين علي مصلحة دارفور والسودان مقاطعة هذا الإستفتاء المُزور ومقاومته. - أجري النظام تعديلا في مواد القانون الجنائي المتعلقة بالشغب وهو يسعي لإحتواء وقمع أي إحتجاجات تقوم ضد زيادة الأسعار التي تم إعلانها أو التي ستُعلن في المستقبل القريب. وبتعديل هذه المواد ينوي النظام تحصيل إيرادات ميزانيته الفاشلة من المواطنين بالقهر والإرهاب وليدفعوا عن يد وهم صاغرون. ولن يستكين الشعب وسينتفض ليقتلع نظام الجوع والإفقار من جذوره. - نحن مع محادثات توقف الحرب، فالمحادثات التي جرت مؤخراً بين النظام والمعارضة المسلحة، فشلت لأن النظام يرفض وقف إطلاق النار لأسباب إنسانية ويرفض وصول الإغاثة إلا عن طريق الخرطوم وإصرار النظام علي ذلك يعني تفضيله الإستمرار في الحرب والحل العسكري الذي لم يتحقق ولن يتحقق بل ستتفاقم الظروف الصعبة التي تعيشها البلاد. ويدل هذا علي عدم حرص النظام لتهيئة بيئة السلام والإستقرار التي تساعد علي توفير مناخ الحوار، إن كان حقيقةً صادق في الحوار المنتج. - إن الإستمرار في قمع الحريات وزيادة وتيرة المنع والتضييق علي حرية التعبير في الشارع و في الصحافة والوسائط الإليكترونية وملاحقة الصحفيين ومنع الشرفاء من الكتابة، ووصول الحد بعنجهية جهاز الأمن أن يمنع قيام مؤتمر صحفي حزبي، فهذا تطور ومنحي جديد تجاه العمل الحزبي، يعكس نواياهم الحقيقية لمزيد من القمع. - كل هذه الممارسات ختمها رئيس النظام بتصريح ينكر فيه الملتقي التحضيري ويرفض حوار الخارج ويعلن أن حوار القاعة المزعوم وصل نهاياته، ولن يزول النظام بزيادات الأسعار . وأخرجوا بالأمس ما أسموه مخرجات الحوار المجتمعي وسط حشد مصنوع ومجبور للعاملين بالدولة والطلبة إنها العقلية ذاتها والممارسات التي عقدوا بها مؤتمر الحوار الوطني في سبتمبر عام 1989 . - هذه الحصيلة من الممارسات تؤكد ماهو مؤكد لدينا أن النظام كاذب في دعوة الحوار وأن الحركة الإسلاموية الحاكمة واللابسة ثوب المؤتمر الوطني تخطط لعدم التنازل من السلطة علي الإطلاق. برغم كل هذا الفساد الوالغة فيه والفشل الذي حاق بها. - فماذا نحن فاعلون ؟؟ ألم يحن بعد، وضع الأولوية لطريق الإنتفاضة والعمل الجماهيري المُوَحد لإسقاط النظام، بدلاً عن الحوار كوسيلة للتغيير وحل أزمة السودان مع طرف هو سبب الأزمة ولا يعرف مصلحة شعب السودان؟ ألم يحن بعد، علي المعارضة الجادة أن ترمي (طوبة) هذا الحوار المزعوم، الذي لم يطرحه النظام منذ يناير2014 إلا لإرباك المعارضة وإلهائها وتثبيط تصاعد العمل الجماهيري الذي يقود الي طريق التغيير الحقيقي الذي يخشاه النظام ويوظف كل قدراته لمنع الجماهير من الذهاب فيه. وقد نجح النظام حتي الآن في تعطيل المعارضة بفزاعة الحوار. إننا ندعو قوي المعارضة جميعها التي تري في الحوار وسيلة للحل أوالتي تقبل بالحوار تكتيكاً والتي ترفضه إطلاقاً، أن تتوحد في الهدف والوسيلة وتوحد كل جهودها علي طريق العمل الجماهيري. إننا ندعو لذلك، ليس من أجل تحريك الشارع كرافعة للحوار وإنما من أجل الإنخراط بكلياتنا وحشد كل الطاقات والقدرات علي طريق الإنتفاضة لإسقاط النظام الساقط لامحالة . المجد والخلود لشهداء الحرية العزة والكرامة للشعب السودان الحزب الوحدوي الديمقراطي الناصري الخرطوم 11/فبراير/2016
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة