|
|
 حول الاستلاب الثقافي ومحنة الأديب
|
(1)
الأدب هو مرآة الشعوب وهو يرتقي حينما ترتقي الشعوب ويتضعضع ويتضاءل عندما تصاب الشعوب بالخمول والإحباط وأعتقد أن الشعوب كلما أرتقت مراتب عليا كلماكان للأدب دوره في ذلك ومثال على ذلك الدولة الإسلامية الباكرة والتي ازدهر فيها الأدب والفن والفلسفة والعلوم في وقت واحد وهذا الإزدهار لا يأتي من فراغ وإنما هو وحدة متكاملة مع وجود الإنسان على هذه الأرض فلننظر على مر العصور و القرون إلى ذلك التراث الإنساني الذي خلفه الإنسان القديم لنا ، لنرى ما إذا كانت هذه النظرية صحيحة ، فالهزيمة هي هزيمة في كل شي فالمهزوم أدبيا وثقافيا هو بلا شك مهزوم على كل الأصعدة .
منذ فجر التاريخ هناك صراع دامي بين الأدب والثفافة والفكر من جهة والسياسة من جهة أخرى ، فالسياسيون يحاولون أن يقحموا هذه المنظومات تحت إمرتهم على أن تسبح بحمدنهم والتطبيل لهم ولا يريدون للثقافة الناقدة والأدب المصادم أن ينمو ، فهم يسعوا دائما إلى تكبيل المنظومة الإنسانية واختزالها في شخصهم الأوحد أو في فكرهم الأحادي ، وكذلك الثفافة تسعى إلى تثفيف السياسة بينما تسعى السياسة إلى تسييس الثقافة والفكر والأدب وعندما يلج الأديب أو المثفف ألى عالم السياسة فإنه يصطدم بعالم السياسة الآسن مما يجعله متأرجحا بين بين ، فلا يستطيع أن يترك التزامه الفكري والسياسي ولكنه لا يمكنه تغيير هذا العالم الآسن وتحويله إلى عالم مثالي فتكمن محنته ومحنة الأمة تختزل فيه.وهكذا رأينا الأكثر استغلالا للآخر هو السياسي فقد سمعنا الكثير عن هذا على مر العصور وتقادم الحضارات ، وفي كثير من الأحيان يحتدم هذا الصراع ويؤدي إلى حتف المثفق او المفكر أو الأديب كما حصل فعلا مع أناس كثيرين مثل سقراط ، الحلاج ، وغيرهم كثر.
وانهماك الأديب في السياسة يجعل منه بوقاً للسلطة ويدفع به إلى أن يقول ما لا يفعل وأن يجمل أوجه السلطة القبيحة بكل ما أوتي من قوة.
(2)
وكم من الأدباء الذين أضاعوا جمال أدبهم لأجل إنغماسهم في السياسة وأصبحوا يشار إليهم بأصابع الإتهام،،،، ويذهبوا ويخبأوا بإنهيار السلطة ..........................................
فالسلطة مرض لا يصيب الشرفاء من الناس،،، ولكن له شهوة عند ضعاف النفوس الذين يخالون أنهم قد ملكوا الأرض وما عليها ,,, ولا يدرون أنهم قد ملكوا لحظات ثم يذهبوا إلى مذابل التاريخ ويلعنون من كل من هب ودب من البشر،،،،،،،،
ها هي الأمثال حية وكثيرة لسلطات سادت ثم بادت غير مأسوف عليها، مارست صنوف القهر والتعذيب والتقتيل والظلم ضد الشعوب،،،، ولكنها دائرة الزمن تدور عليهم ويخرجون من جحورهم كالعقارب ثم تعاد المهزلة من جديد.
ومصادمة السلطة ربما تجعل من الأديب إنساناً وطنياً ورمزاً للنضال،، لأن مصادمة السلطة ثمنها غالي جداً،،، ولا يستطيع كل إنسان أن يصادم سلطة تبلغ من العتو والجبروت مبلغاً كبيراً، إلا أن يكون مسلحاً بقوة فكرية وإيمانية عالية قادرة على الصمود....
ولا تزال المحنة تحيط بالأديب بين صولجان السلطة ونعيمها (ذلك النعيم الذي أشبه ما يكون بنعيم الدجال)،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
(3)
وثمن المصادمة مع السلطة ثمن غالي يدفعه الأديب من أدبه ومن نفسه وربما من أهله......................................
ها هو الشاعر محجوب شريف ييتحدث عن والدته وهي تعاني من جور وظلم السلطة بسبب أن ولدها يمارس صداماً عنيفاً مع السلطة مما أسهم في إدخاله السجون يقول:
ظلموك يا مريم
ظلموك
حرموك
خلوك الدمعة تفصد خدك في الأعياد
سرقوا امانك واطمئنانك
وتتواصل المحن
|
|
 
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: حول الاستلاب الثقافي ومحنة الأديب (Re: عبد اللطيف عبد الحفيظ حمد)
|
الأخ د. محمد حسن
الشكر الجزيل على المرور
وبدون آراء الآخرين يبقى رأينا غير مجدي، فنحن ننتظر من الآخرين أن يضيئوا لنا الطريق ويسدوا لنا الثغرات التي ربما غابت عنا،،، فبكم تتبلور الأفكار، ومنكم تستمد حروفنا وهجها.
فللاستلاب الثقافي صنوف وأنواع وصعد كثيرة، واستلاب الأديب أو الشاعر أو المثقف أو المفكر هو بلا شك استلاب لأمة بحالها، فالغزو الثقافي ومحاولات الطمس والتغييب، والاستعلاء هي جزء من الاستلاب الثقافي والحضاري.
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: حول الاستلاب الثقافي ومحنة الأديب (Re: عبد اللطيف عبد الحفيظ حمد)
|
كما قلنا نماذج سيسنة الأدب كثيرة وغير محتاجة إلى نماذج، وأصدق دليل تلك التي أتت مسبحة بحمد السردار(الحاكم) وقد عبر عن هذا الشاعر محمد طه القدال:
أتف القصائد
إذا ما القصائد
دائرة ليك البكا البصاحب
رضا السردار!!!!!!!!!!!!!
وقد بدأ الأدب الرمزي والشعر الرمزي والإيحاء في ظل المعارضة لأنظمة سياسية قاهرة، مثل أشعار (وليم بليك) في إنجلترا وبالتحديد (أغاني البراءة والتجربة).
وفي الشعر العربي قصيدة عمرو بن أبي ربيعةالإيحائية (ليت هنداً أنجزتنا ماتعد)
والكثير من الشعراء السودانيين على سبيل المثال: محمد عبد الحي في كل أشعاره كأنما يريد أن يدس رؤاه خلف تلك الرموز عمداً أو عجزاً، وهاشم صديق (حاجة فيك)، قاسم أبو زيد(عباد الشمس)، عاطف خيري (سيناريو اليابسة)،.......، حتى أصبحت الرمزية تيارا قويا في السودان أرتبط بها شعراء كبار في السودان، حتى أنها أصبحت موجة في الكتابة الشعرية مما جعل الشاعر القدال يصرخ في قصيدته (رجع لك قليبي المهضلم):
تضيع الرموز التغتي الكلام!!!!
تضيع الرموز التغتي الكلام!!!!!
ونواصل
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: حول الاستلاب الثقافي ومحنة الأديب (Re: عبد اللطيف عبد الحفيظ حمد)
|
هنالك ظواهر قد غلت (من غلو) في أن تركب هذا التيار أو ذاك:
فمثلاً بعض المتشددين في تيار (الفن للفن art for the sake of art ) يروا أن الأيدلوجيا تفسد العمل الأدبي، وبعض الثوريين الرومنظيقيين أمثال (أبو القاسم الشابي) الذي يرى في الشعر العربي باستثناء أشعار طرفة بن العبد شعر خالي من التأمل، فهو شعر انزلاقي (دي مني أنا)، بمعنى أنه شعر غير جيد. والشابي يمثل بواكير الشعر الثوري الحديث أو الرومانتيكية العربية، كما يعزو الشاعر إليوت الضعف الشعري إلى التفريق بين العاطفة والعقل في الكتابة الشعرية:
Poetry in our time is weakened because of division of emotion and mind
بمعنى أن إليوت يريد أن يحمل الشعر كل شيء كما فعل في قصيدة (الأرض الخراب)، وتلك الشحنة اللغوية والإيحائية الكبيرة.
وهذا الموضوع له علاقة كبيرة بمحنة الأديب حيث التمترس حول التيارات أو المدارس الأدبية، وعلاقته بالاستلاب الثقافي هو وضع الحدود حول العمل الأدبي الذي يفترض فيه أن يكون منطلقاً بلا حدود متداعياً لا مصطنعاً.
ونعود إن شاء الله
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
 Re: حول الاستلاب الثقافي ومحنة الأديب (Re: عبد اللطيف عبد الحفيظ حمد)
|
(1)
الأدب هو مرآة الشعوب وهو يرتقي حينما ترتقي الشعوب ويتضعضع ويتضاءل عندما تصاب الشعوب بالخمول والإحباط وأعتقد أن الشعوب كلما أرتقت مراتب عليا كلماكان للأدب دوره في ذلك ومثال على ذلك الدولة الإسلامية الباكرة والتي ازدهر فيها الأدب والفن والفلسفة والعلوم في وقت واحد وهذا الإزدهار لا يأتي من فراغ وإنما هو وحدة متكاملة مع وجود الإنسان على هذه الأرض فلننظر على مر العصور و القرون إلى ذلك التراث الإنساني الذي خلفه الإنسان القديم لنا ، لنرى ما إذا كانت هذه النظرية صحيحة ، فالهزيمة هي هزيمة في كل شي فالمهزوم أدبيا وثقافيا هو بلا شك مهزوم على كل الأصعدة
my dear friend
i read your posts very frequent
well organised posts
please keep the good work
some of us here enjoy reading poetry
do not care about those who are not interested
ustaz khider basheer once said
i sing for myself before i thing for others
god bless you
keep the good work
deeep respect to you and all your good excellent posts
dr mustafa
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: حول الاستلاب الثقافي ومحنة الأديب (Re: عبد اللطيف عبد الحفيظ حمد)
|
المشكلة انه في برنامج تلفزيوني قبل يومين ( مدارات) للمحامي طارق كبلوا
كان يتحدث عن السلطة والمثقف والصدلم بينهما
اولا لم يحدد اي سلطة
ثانيا في ظل اي دكتاتورية يكون هناك صدام حتمي بين المثقفين الشرفاء والسلطة من ناحية وبين المثقفين الشرفاء ومثقفي السلطان من ناحية اخرى
في ظل حكم القانون والديمقراطية الحقة لن يكون هناك استلاب او تصادم بين المثقفين واي شكل تنفيذي ولكن يكون هناك تناغم وتفتح الف زعرة جديدة كل يوم
واصل عشان نواصل
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: حول الاستلاب الثقافي ومحنة الأديب (Re: د.محمد حسن)
|
سلام موضوع سمح عديل كدا
في ظل الحكومات الدكتاتورية ينحول الاديب الى صوت لمن لا صوت له
ولكنه بشر يتعرض للقهر والانكسار فيجب الا ننظر اليه كنبي.
نموذج لاديب تحول الى صوت شعبه
الاستاذ هاشم صديق الملك.. لم يترك وطنه
بل عاش في الداخل يقوام الطغيان بشعره
فنال الاحترام والتقدير
او ليس هو القائل
كرهت تفاهة الثوار..
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: حول الاستلاب الثقافي ومحنة الأديب (Re: عبد اللطيف عبد الحفيظ حمد)
|
ما شاء الله الموضوع منور بي الدكاترة:
الأخ د. محمد حسن:
تحياتي، وفعلاً ما ذكرت فإن الاستلاب يأتي في ظل الأنظمة الديكتاتورية، التي تجعل من الثقافة مثل طائر العنقاء (هذا مأخوذ من تعبير للسيد الصادق المهدي عندما قال أن الحكومة جعلت من حزب الأمة مثل طائر العنقاء).
وفي ظل الحرية يحصل التناغم.
الدكتورة بيان (نجاة):
تحياتي، وهاشم صديق من الذين اكتووا بنيران صدام السلطات العسكرية والديكتاتورية، ولا زالت الملحمة يتردد صداها في كل صوب (هزمنا الليل)، أو ليس هو القائل على لسان فارماس في نبتة حبيبتي:
وشان الكلمة صدق الرب
وتاج الرب
وشان الناس تحس تطرب
قعدت أنادي في الأزمان
صدق الكلمة في الفنان
ولو داس الشرف خانو
الناس تسد الباب
تعاند طبلو وألحانو
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: حول الاستلاب الثقافي ومحنة الأديب (Re: عبد اللطيف عبد الحفيظ حمد)
|
الثقافة كما يقول العارفون هي لا تخرج عن ثلاثة دوائر (دائرة المعرفة، ودائرةالإنتاج الأدبي والفني، ونمط حياة الشعوب)، لهذا السبب هنالك تداخل في مسألة الأدب والفن مع المعرفة.
فاستسلام الأديب أو المثقف للسلطة، يفقده احترام الجماهير، ذلك لأن الأديب هو أحد ضمائر الأمة، فإذا باع هذا الضمير، فقد باع أمته.
لذا قال الشاعر هاشم صديق:
وشان الكلمة شرف الرب
وتاج الرب ....إلى آخر القصيدة السابقة.
والشاعر هاشم صديق كما ذكرت الدكتورة بيان هو مثال لذلك الشاعر الذي ظل ضميره صاحياً طوال سنين الدكتاتوريات العجاف، (لم يباع مقتت بالقرش) كما يقول الشاعر قاسم أبو زيد.
والمعرفة تتشكل عند المجتمع من الكثيرين من مثقفين وعلماء ومفكرين،.....
وثقافة الاستهلاك والتطبيل هي ثقافة الأنظمة الاستبدادية.
| |
|
|
|
|
|
|
| |
عبد اللطيف عبد الحفيظ حمد
د.محمد حسن
Mustafa Mahmoud
bayan
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست