دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
|
عالم عباس جدل المعاني والنشيد يشعل ليل الصحراء نشيداً وألق أدبي الرياض الثلاثاء27 أبريل توجدصور
|
المكان: النادي الأدبي بالرياض - السعودية الزمان: مساء الثلاثاء 27 أبريل 2010م من الثامنة والنصف إلى العاشرة والنصف
عبر تنسيق ثقافي مستمر وفعال بين الجمعية السودانية للثقافة والآداب والفنون وجمعية الصحفيين السودانيين أٌقيمت مساء أمس تظاهرة شعرية سودانية سعودية حضرهــا جمهور سوداني سعودي كبير من النساء والرجال أحتضنتهم قاعة المحاضرات الفخيمة بالنادي الأدبي بالرياض .. كان مهرجان الشعر والدهشة:
1)الشاعر: عالم عباس محمد نور 2)الشاعر: حمد العسعوس
أدار الأمسية وفاءاً بكل متطلبات المناسبة الشاعر الدكتور/ عبدالله الوشمي - رئيس النادي الأدبي بالرياض، فأوجز وأجاد في كل مرة ..
بدأ بكلمة ترحيبية أنيقة بالحضور وبالشاعر عالم عباس وزميله الشاعر حمد العسوس فارسا الليلة .. كما أعطى الحضور فكرة سريعة عن الانشطة الثقافة الثرة التي أنتظمت بالنادي في الآونة الأخيرة تضمنت عددا من الأنشطة الثقافية السودانية/اليمنية/الألمانية الأسبانية .. وتناولت الشعر/الروية/ القصة/ التشكيل الخ .
ومضى د. الوشمي: اليوم للشعر .. وأذكر الحضور أننا هنا في هذا النادي نقف على مقربة من الأعشى وأمرؤ القيس والمرقش ..
ثم قدم الشاعر عالم عباس ليبتدر الأمسية
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: عالم عباس جدل المعاني والنشيد يشعل ليل الصحراء نشيداً وألق أدبي الرياض الثلاثاء27 أبريل توج (Re: Mohamed Abdelgaleel)
|
عالم عباس محمد نور:
رحب بالحضور .. وقال:
في رياض الشعر وفي حضرة هؤلاء الأعشى وأمرؤ القيس والمرقش .. وحضوركم أنتم يجب التواضع .. نحن في مكان يتنفس الشعر بشكل مختلف .. نحن من التخوم العربية .. ولكن
نحن أيضاً نقول الشعر كما يجب أن يكون ثم قرأ:
سأسكب شمسك في قدحي أتأمل رَغْوَ صفائِكْ. حتى إذا انبجس النور بين الحبيبات أشعل بهْوَ سمائكْ. واضطرب الودْقُ واحتدمَ العشقُ وانعتقَ السُكْرُ في خمر مائكْ، سيمطر سقُفُ بهائك مَنَّ السكينةِ، سلوى الطمأْنينة البِكْرِ، تنشطرَ الكأسُ نصفين، يَلْصِفُ بلُّورُها من ضيائكْ.
نِصْفٌ، فأسمو به للمعارجِ، صوب علاك، خدينَ الملائكْ. ونصفٌ، فأهبط ريثاً، به نحو طيني، باحثاً عن يقيني، أفتش حواء آدم في الجوف بين حنايا حنيني!
أتمرّغُ في طينة الله، انتظر اللهَ كي ينفخ الروحَ فيها، فأحيا، فأصفو، أطير،ُ وأسمو، إلى حيث لا أنتِ إلاَّ أنا، فلا الطينُ روحٌ، ولا الروحُ طينْ!
سموْتُ ببعضي إذن، كالحباب على حافّة الكأس، ضحّاكةً في الأثير، و نضّاحةً بالعبير. وبعضي رسبْتُ، كما يتراكم عَكَرٌ، يلمُّ بقاياه في القاع في طين آدم، في قبضةٍ من ترابْ. أُخَبِّئُ روحي فيسري، كما الحلم، في بُهْرةٍ من ضباب كما زورقٍ في العُباب، كما فكرة، لمعت في الغياب، كما العطر، فاح وغاب، كما السطر، مختبئاً في كتاب! فينمو صفاءٌ مريبٌ تخلَّل بعضي وبعضي ليفصل بين السمو، سموِّ سمائك، وينزل بين الترَسًّبِِ منفلتاً من هوائك، ضوءٌ يسيل، كمائك في الماء ما انفك ضوءٌ يسيل، حبيس إنائكْ.
ونورٌ تجمّد كالثلج، بين الإناء وبين الأثير، في الفضاء الوثير. هنالك، حيث أكون إزائك
| |
|
|
|
|
|
|
Re: عالم عباس جدل المعاني والنشيد يشعل ليل الصحراء نشيداً وألق أدبي الرياض الثلاثاء27 أبريل توج (Re: Mohamed Abdelgaleel)
|
ثم جاء دور الشاعر السعودي حمد العسعوس .. حيا النادي الأدبي والحضور وقال:
الشعر كائن له نزوات يريد كل شيء ولا يشبع من شيء.. الشعر لا يمنحك الحياة ولكنه يجعلك جدير بها .. ثم قرأ من ديوانه (رسائل الفصل الأخير) الذي وقعه مساء أمس بالنادي الأدبي بالرياض قصيدة: احتمالات القصيدة:
كلما .. جلجل الرعدُ .. أو دمدما كلما وقع البرق .. قلتُ: هما كلما .. قلتُ: جادت مدامعها ..؟! يعتريني الظمأ..!
كلما .. أنذرت بالهطول ..؟ كلما .. في ربيع الهوى – أذنت بالدخول..؟ كلما.. أوشكت أن تنادمني ..؟ تُحرقُ الشمسُ حلم السما ..!
كلما.. رددَ الفجر أصداءَها ..؟ كلما .. مزق الطلقُ أحشاءَها ..؟ كلما .. قُلتُ: حانت تباشيرها..؟! يرفض الليلُ أن أحلما..؟
كلما . أثمرت..؟ جفَ – عندي – الثمر ..! كلما .. أقفرت ..! رخ - عندي – المطر..! كلما .. قُلتُ: دانت مواسمُها ..؟! .. أفقدُ الموسما ..!
كلما.. بدأت رحلة الكلمات..؟ يتوارى الكلام ..! أسرعت نحوها الخطوات..؟ يعتريها الظلام..! كلما .. قُلتُ: قد أهتدى نحو أحيائها بالنجوم..؟ تُطفيءُ الأنجما..!
كلما جئتها أكتُبها..؟ ينتهي ورقي..! كلما رُحتُ أخطُبها ...؟ تنتهي طُرقي..! كلما .. قُلتُ: دانت ملامحها..؟! قادني للضياع العمى..!
كلما اقتادني صوتُها..؟ قطعتُ – إليه – الدروب البعيدة كلما .. قُلتُ: أدركتُها..؟ تناءت .. وشحت – عليّ – القصيدة..!! كلما .. قلتُ جاءت .. أبت..؟! وأتت ...كلما كل .. ما (ك .. ل ..م ...ا..)
| |
|
|
|
|
|
|
Re: عالم عباس جدل المعاني والنشيد يشعل ليل الصحراء نشيداً وألق أدبي الرياض الثلاثاء27 أبريل توج (Re: Mohamed Abdelgaleel)
|
بدأت الليلة في وقتها المحدد الثامنة والنصف .. جئنا لنرى ونسمع السودان عبر عالم عباس .. قدمته المنصة كضيف رئيسي على الرياض والنادي الأدبي في أمسيته هذه، شاركه حمــــذ العسعوس، كان حمد العسعوس حاضراً واستطاع أن يضيف للأمسية إبداعاً وألقاً بإختياراته الشعرية الموفقة قال:
يحتاج الشاعر للحضور والحماس فبدون حرارة لا تنضج المعاني يجي الشعر من لحظة تثوير داخلي.
الوقت يمضي سريعاً وأعداد الجمهور السوداني تتزايد في القاعة ومجريات الأمسية تقفز من أعلى إلى أعمق .. وعالم يرقب تلهف الحضور لسماع القصيد بأيد تفرك ذاتها إنتظارا وعيون زوغتها الغربة والهزائم .. فقرأ: :
أوراق سرية من وقائع ما بعد حرب البسوس (كما كشفها حفيد المُهَلْهِلُ بن ربيعة) شعر: عالم عباس محمد نور
فلمّا وقفتُ أجادِلَهُمْ بالزَّبورِ التي بينهم، حذّروني، وهاجوا وماجوا، ومن بعد ما خَلَصُوا في الحديثِ نَجِيّاً، ركبوا رأسهم، ثم عاجوا فقالوا: "لنا دينُنا"! قلتُ: "لي دينِ". قالوا: "صبَأْتَ"، وقالوا:" خَسِئْتَ"، وقالوا وقالوا.. فقلت لهم: " قد كَذَبْتُمْ على الله"! قالوا: " ومن أنْتَ حتى تُحدّثُنا عنهُ؟" عندئذٍ، شلَّني الرعبُ حين هوى فوق رأسي السؤالْ! فلمّا أفَقْتُ، إذا هُمْ يقولون: "إنّا اخترَعْناهُ، هذا الذي هِمْتَ في حبِّه عاكِفاً، وإنّا صنعْناهُ من حُلْيِنا وهوانا، وأنّا ابْتَدعْناهُ، فَهْوَ لنا دونكم"! قُلْتُ : "مهلاً، إذَنْ قد كَفَرْتُمْ!" فقالوا: " فنحْنُ الذين نُكَفِّرُ لا أنْتَ، نحنُ لدينا الكتابُ وأمُّ الكتاب! نُصوصُ القداسةِ صُغْنا عباراتها سُوَراً، وضربنا عليها الحجاب! واحْتَكَمْنا لآياتِها كي نسُودَ عليكم، فنجْعَلُكم تحت أقدامنا، ثُمَّ نحنُ احْتَكَرْنا تفاصيلَها، فَنُفَسِّرَ كيف نشاء. فإنْ ما تناقَضَ الآنَ بعضُ الذي لا نُريدْ، وما قدْ أردْنا، نسَخْنَا، وصًغْنا الذي نشْتَهِي من جديد! وأنَّا لَنُنْقِصُ في مّتْنِهِ ما نشاءُ، وأنّا نُزيد!". "ثُمَّ منْ أنْتَ حتّى تُنازعَنا أمرنا، وما أنتَ منّا، ولا من قريشٍ، ولا مِن تَميم، ولاَ في القريتينِ عظيم"! وهَبُّوا غِضاباً إلى السيفِ، قالوا: "وما أنْتَ، ما أنْتَ؟ " إنّما أنتَ ذَيْلٌ لنا، كلْبُنا قابِعٌ بالوصيد"! قلتُ: "افْتَريْتُم على الله"! قالوا: " افْتَريْنا، فماذا إذن! ألهذا أتيتَ تجادلُنا كيْ تسودَ وأنتَ الحقودُ الحسود؟ نحن نسلُ ثمود، ونحنُ أحبّاءُ هذا الإلهِ وأبناؤهُ نحن، قبل اليهود"!
غير أني طفِقْتُ أجادلُهم بالتي هيَ أحْسَنُ حتى أساءوا، فقلْتُ "اجْعلوا ما لقيْصَر يمْضي لقيصر، وما كان للهِ، لله، عَلَّ الذي بيننا اثْنانِ: دُنْيا ودينٌْ، فَيَتّضِحُ الفَرْقُ، كي يَسْهُلَ الرّتْقُ، في ثوبِ هذا النِّزاع العقيم"!
فما قُلْتُ ذلك حتى انْبَرَوا، آخذينَ خناقي، فشدّوا وَثاقي، وكانوا يقولون: " نحنُ الذين تنادَوا، ومَنْ "قيصرُوا" اللهَ نحنُ، ونحنُ نُؤلِّه قيصرَ كيف نشاءُ وأكثر! فما كان لله يمضي لقيصر! حَكَمْنا. وإنّا ، على ما نشاءُ تصير الأمور"! فقُلْتُ: " ولكنكم تزعمون بأنّا سواءً، ولا فضْلَ إلاَّ بتقوى"؟ فقالوا: " صدقْتَ، فأنتم سواءٌ، ونحن سواءٌ، وشتّانَ بين السوائين"!
قُلْتُ: " فقد كان يجْمَعُنا الدينُ". قالوا: " لقد كان، فالآنَ فرَّقنا الدينُ"! قلتُ: " فهذا أوان الفراقِ إذنْ؟ فليكُنْ! فماذا فعلتم بهذا الوطن؟ وهذا البِناءُ، وضعنا مداميكَه، والأساس معاً. وما زال في الوُسْعِ تشييده شامِخاً، كما قد بدأنا، ولكن ْ معاً! صحيحٌ،على كتفنا كان عبءُ البناءِ الكبير. والدماءُ التي تتَدَفَّقُ في ساحة الحربِ، كانت دمانا، ولا بأسَ أن كانَ أغلبنا في الضَّحايا، وقود المعارك، والجند، والهالكين! ويوم حملْتُم لواءَ القيادة، ما نازع النّفْسَ شكٌّ يمسُّ جدارتَكم حولها، يوم ذاك، إذا كان حقاًً يقال! وقد كان ما بيننا الدينُ، والشرْعُ، صدقُ المقالِ،وحُسْنُ الفِعالِ، ونُبْلُ الخِصال. والعدلُ كان هو الفيصلُ الحقُّ، والحَكَمُ القسطُ، يوم النِّزال!
فما بالكم هؤلاء نكَصْتُمْ، وآثَرْتُم الظلمَ، والحَيْفَ، جُرْتم؟ ما عقَدْتُمْ، نَقَضْتُمْ ما رَتَقْتُم، فَتَقْتُمْ! وها ما بنيْتُم هدمْتُمْ، وما زِلْتُمُ تفعلون:!!
بَني أُمَّ، هذه الأرضُ، كتفاً بكتفٍ، وكفّاً بكَفٍّ، شقَقْنا ثَراها، لنصنَعَ هذا الوطنْ. سقَيْنا عُروقَ الرِّمالِ العَرَقْ، سكبْنا الدموعَ، ليالي الأرَقْ! صَبَغْنا النّجوعَ النَّجيعَ، وسالت دمانا على كلِّ شقٍ، نشُقُّ الطُّرقْ، فَكُنّا بنيها بِحقّْ! فها أيْنَعَتْ، وحان القِطافْ، فما بالكم تفْترون علينا، وعن حقنا تمنعونا، ونُمنَعَ حتى الكفاف؟ ونعطَشُ و النيلُ جارٍ لديكم، وأنتم ترونا ظِماءً نموتُ، بقُرْب الضِّفاف! ففيمَ نخافُ، وكيف نخافُ، وممَّ نخافْ؟ هو الظلمُ نخشى، وحَيْفَ القريبِ، ونعجب كيف يرقُّ الغريبُ ويقسو الحبيب؟ سهِرنا عليكم زماناً، وما ضَرَّنا لو تناموا ونصحو! وقفنا الهجيرَ، نُظَللُّكم كي تسوسوا، وذقْنا المراراتِ، كي تنعُموا بالعَسَلْ. رعيناكمُ في المُقَلْ. فكيف بني أُمَّ هُنَّا عليكم فأقصيتمونا، وآذيتمونا، فما بالكم تكْفرونَ العشير؟ وبالأمس كُنّا لكم إخوةً، قبل هذي الفِتَنْ! وكنتم زعمْتُم أبانا أباكم، ومن ثديِ أمٍّ رضعْنا، نذرنا نموتُ وفاءً لهذا التُرابْ! لماذا عبثتُم بأحلامنا فغَدَتْ في السراب؟
لِمَ الآنَ صِرْتُم علينا؟ وصار لكم انتماءٌ جديدٌ،وعِرْقٌ، وسِنْخٌ، سِوى ما عهِدْنا؟ أَلسْنا أتينا، كما النيل أزرقُ، جئتُمْ، كما النيل أبيضُ، ثُمّ التقيْنا على مَقْرَنٍ بَيِّنٍ، وامتزاجٍ أصيل؟ ألسْنا مضيْنا معاً، نَهَراً واحداً، واكتَسَبْنا معاً لوننا النيلَ، هذا الجميلُ الذي لا شبيهَ لهُ غيرُهُ، ذاتُه فيهِ، نيلٌ ولا يُشْبهَ النيلَ، ماءٌ وليس بماءْ! فكيف تريدونه يَتَحَدَّرُ عكسَ المَصَبِّ، وأنْ يتَفرَّقَ أزرقَ، أبيضَ، كيف تريدون للدم أنْ يتنكرَ من حمرتهْ، فيصبح ماءً، مجرّد ماء! ويستبدل الطينُ من سُمرتهْ، فيغدو هباءً، وأن يتعَرَّى، ويستَشْعرَ العارَ في سُمرَتهْ؟ أتسمحُ كيف بهذا الهُراء! وأيُّ الغرورُ اعتراكَ، فصِرْتَ كما الثورُ في هيجتهْ، صرتَ تُحطِّمُ تلك العلائقَ، تُشعِلُ فينا الحرائقَ، تفتننا، وتفرّق بين الخليل وبين الخليل.
آ الآن تطلب مني أدافعُ عنكَ، أصُدُّ الغُزاةَ وأفنى لتبقى! وها أنت كالسوس تنْخرُ في سامقات الشجر؟ ودأبكَ الدهْرَ تمضي، تقَتِّلُ فينا، وتذبحُ منا، وتسحلُ، تنهبُ، تسبي وتهتِكُ عِرْضَ أخيك!
آ الآن صرْتُ ابنَ شدّاد، والأمسَ كنتَ تعيّرني باسم أمي، فتصرخُ يا ابن زبيبةْ)! آ الآن يا عَبْسُ، صرتم تنادوا عليَّ، وقد كنتُ أُطْرَدُ، تُلْقى عليّ َفتاتَ الموائدْ! أما زلتُمُ آلُ عبْسٍ تظنون أن العصا والقيودَ تُطوِّعني لأُواجِهَ أعداءكم، فَأَكِرَّ عليهم، كما تشتهون؟
بَنِي أُمَّ، لا. واجهوا من دعوتم، بأقوالكم، وبأفعالكم، وأكاذيبكم، فهذا حصاد الذي تزرعون! وإني ليعجبني أن تذوقوا من السم ما تطبخون، وأن تصطلوا بالجحيم التي توقدون!
فإنْ كان لابد أن اتْبَعَكْ! فسأمضي معك! وأرقُبُ كيف تسير إلى مصرعكْ، وأشْمَتُ فيك، إذا حاصروك، وساقوك قسْراً، إلى حيثُ يُقْضَى عليك، ومن خاض تلك الخطايا معك، إلى مضجعك! وأرصد كيف التكبُّرُ والعنجهيّة والغطرسةْ، وكل الضّغائنِ والحقدِ، تلك التي وسمَتْ عهدكم، والهوان الذي سُمْتُمونا، ومُرَّ المآسي ونار الكوارث، ثُمّ نرى، كيف تُسْقَوْنَ منها، جزاءً وفاقا، وكأساً بكأسٍ، وقسطاً بقسطٍ، وعدلاً بعدل!
كُنَّا لكم شجراً في الهجير، فكنتم فؤوساً! وكُنّا لكم حضن أمٍّ رءومٍ، فلمّا ملكتُم قطعتُمْ رؤوسا، رعيناكُمُ صبْيَةً، ثُمَّ لما شَبَبْتُم عن الطوقِ، كبَّلْتمونا! وكُنّا نجوع لنطعِمَكم، فلمّا بشمْتُم، بصَقْتُم علينا.
قُضِيَ الأمرُ، لاتَ مناص، فليس بِوُسْعِ أَحَدْ، أنْ يُعيدَ الحليبَ إلى الضرْعِ، بعد الخروج! ولا أنْ يُعيدَ الجنينَ إلى رَحِمِ الأمِّ، ليس بوُسْع أحد، أن يُعيد الرصاص إلى فوَّهات البنادق، ما من أحد، يعيدُ السهامَ التي انطلَقَتْ، بعد نبْضِ القسيِّ، وإن أخطِأِتْ قَصْدَها، أو أَصابَتْ! وهل مِنْ أحدْ، يستعيد الحياة لمن قد قتلْتُم، وأحرقْتُمُ ودفنتُمْ؟ انتهى للأبد، فليس بوُسع أحدْ، بعد جُرْحِ الكلام، أن يعيدَ لنا الابتسام. كذبتُم، وخُنتم، وما زلتُمُ تكذبون! جرحتُمْ، وأوغَلْتُمُ في الجراح، فليس بوسْع أحد، أن يُعلِّمَنا كيف ننْسى! غفرنا، وقد نغفر الآن، أمّا لننْسى، فهذا محالٌ، - فيا للأسى- ليس ننسى!!
وَجَبَ الآن أن نتوقّفَ حتى تَرَوا، أيَّ جُرْمٍ جرمْتُم، وما تُجْرِمون! وكيف اسْتَلَلْتُمْ سكاكينَكم، في برودٍ مخيفٍ، تحُزّوُنَ أوصال هذا الوطنْ! تفنَّنْتُمُ في البشاعة والموبقات، وصِرْتُم تُديرون فَنَّ الفظائعِ، بالحَمْدِ والبَسْمَلَةْ! تأكلون الحرام، تُحِلُّون مال اليتيم، وتغتصبون، كما تسفكون الدماء، وما فوق ذلك، بالحمد والبسملة! وبالهمْهَماتِ، وبالتمْتَماتِ، وبالسَّبْحَلاتِ، وبالحَوْقََلةْ! أيُّ شعْبٍ تظنُّونه غارِقاً في البَلّهْ! أيُّ ربٍّ تخونون، مَنْ تخدعون؟ وأيَّ إلَهٍ تظنُّونَه غافِلا.!
قُضِيَ الأمْرُ، حلَّ عِقابُ الإله الصمد! فليس بوُسْع أحدْ، أن يعلِّمَنا كيف ننسى! أثرُ الفأس، في الرأس، والدم ما زال طَلاًّ، وما زِلْتُ مثلَ المُهَلْهِلِ، مثلَ أبي، صارخاًُ: (لا صُلح حتى تردوا كليباً)!!
وينهضُ شيخٌ يثورُ على الحلْمِ، يُلقي زَكانَتَهُ جانِباً، ثُمَّ يمضي إلى السيف، بالرغم عنه، ويهذي: ( كل شيءٍ مصيره للزوال،/قد تجنّبْتُ وائلاً كي يفيقوا/، لا صلحَ حتى نملأُ البيد من رؤوس الرجال،/ أبى وائلٌ عليَّ اعتزالي/، ليس قولي يراد، لكن فعالي/شاب رأسي وأنكرتني العوالي/، طال ليلي على الليالي الطوال/، لم أكن من جناتها، علم الله وإني بحرِّها اليوم صال)!
| |
|
|
|
|
|
|
Re: عالم عباس جدل المعاني والنشيد يشعل ليل الصحراء نشيداً وألق أدبي الرياض الثلاثاء27 أبريل توج (Re: عبدالله الشقليني)
|
أستاذنا عبدالله الشقليني - تحياتي،
قرأت مساهمتك عن ليلة عالم في الأمارات .. يا سلام .. لم أتمالك نفسي نقلتها بصورتها وحواشيها لمنتدى آخر ليقرأ الناس .. وهنا في الرياض رغم مغادرة عالم فجر الجمعة ولكني لم أورد بعد شيئاً يذكر من تفاصيل ما حدث .. بالكتابة والصور .. سوف أفعل .. سيتم فتح خيط عن ليلته مع الجمعية السودانية للثقافة والآداب والفنون التي تحدث فيها عالم عن الوطن .. عن إتحاد الكتاب السودانيين وقرأ الشعر .. وسمع الشعراء والشاعرات واسمعهم رأيه الصريح بأفق عبارته الواسع .. استمع في تلك الأمسية لـ: عصام عيسى رجب نجاة عثمان محمد سعيد نصار الحاج محمد جميل أحمد عبدالله داش كما استمع قراءات من: نازك عثمان شيراز محمد عبدالحي
ثم للغناء المعافى من الفنان قرشى وفرقته الرائعة
كنت أقدم لهذا اليوم بكلمة واحدة كان كل شيء كالقمر ولا وقت للثرثرة
| |
|
|
|
|
|
|
Re: عالم عباس جدل المعاني والنشيد يشعل ليل الصحراء نشيداً وألق أدبي الرياض الثلاثاء27 أبريل توج (Re: عبدالله الشقليني)
|
قال الأستاذ: عبدالله الشقليني:
بوح النبات الذي ينطق بالعشق هدية لكل من يقرأ
تحياتي لك أخي الأستاذ الشقليني، الأمسية الشعرية موضوع البوست لامست العصب، وإن على جناح بوح الفن تداخل الأستاذ الصحفي معاوية يس معلقا على قصيدة حرب البسوس بما أكتنزته من معان مباشرة ومضمرة كنموذج ناضح يكشف إرتقاء الشعر في السودان بجسارة سافرة وقال أن الشعر في المملكة لا زال بحاجة للخطو إلى أعمق في تناول القضاياالكبرى .. علق عليه مدير الندوة د. عبدالله الوشمي: بأن شعراء المملكة غاصوا وربما لم تتح لك فرصة كافية لقراءة ما كتبوا.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: عالم عباس جدل المعاني والنشيد يشعل ليل الصحراء نشيداً وألق أدبي الرياض الثلاثاء27 أبريل توج (Re: طارق ميرغني)
|
Quote: من اجمل الليالي الشعرية التي احضرها بمدينة الرياض
وكانت ليلة ليلاء رغم قصرها |
الأخ - طارق ميرغني - تحياتي،
كنا بحاجة لتلك الأمسية .. شكراً لنادي الرياض الأدبي وهو يراهن على الثقافة ويستضيف المبدعين من كل البلدان .. وكان ذاك المساء للشعر .. للسودان عبر أحد أهم رموزه عالم عباس محمد نور أناخ قصائده للوطن في ذلك المساء .. اليس وهو القائل:
دعني أنيخ لك القصائد في محطات الزمان فأطلق إساري مُر كما تهوى لدي، إذ ابتسمت قوى تكاد الجن ترهبها وإن ولى زمان المعجزات إني إذا ما الليل خان وأضاع طيفك في خضم عبابه - وهتفت بإسمك ما استجبت أصيح، ينبلج الصباح خذني إليك إن أصلي مرة أخرى لتأخذني لديك حتى إذا صادفت برقاً عند بسمتك التي ضن الزمان بها عليّ سأذوب محترقا سعيدا في توهجها المقدس كالكواكب في السديم لتظل نار البعث تخلق من رمادي عاشقاً صهرته كالعشاق بالأشواق حتى ضاء في الليل البهيم
| |
|
|
|
|
|
|
Re: عالم عباس جدل المعاني والنشيد يشعل ليل الصحراء نشيداً وألق أدبي الرياض الثلاثاء27 أبريل توج (Re: Mohamed Abdelgaleel)
|
الأخ الأديب محمد عبد الجليل وبقية العقد السوداني الفريد من أعضاء وعضوات الجمعية الأدبية السودانية بالرياض.. أحسنتم إذ استضفتم في رحابكم قامة شعرية سودانية سامقة - الشاعر عالم عباس. في هذا الجفاف والتصحر الذين يعيشهما الواقع السوداني الكئيب نحتاج أكثر ما نحتاج لرنين الشعر ليعيد للأمة شيئا مما افتقدته من تاريخ ناصع ويستشرف مستقبلا يركل بثقة واقتدار بؤس حاضر لا يشرفنا أن نكون من صانعيه. تحياتي للشعراء الذين شاركوا وأخص الأستاذ عبدالله العسوس والشاعر نصار الحاج والشاعر عبد الله داش والشاعرة نجاة وإبنتنا الأديبة بنت الأديب شيراز محمد عبد الحي .... وعفوا لمن أسقطتهم ذاكرتي دون قصد! إقرأوا عني السلام لتوأم شعري ،أخي وصديقي عالم عباس ، فهو ريحانة الشعر أينما رحل وأقام. كنت معه على الهاتف قبل اسبوعين للتعزية في فقد صغرى شقيقاته..شكرا لكم أن انتزعتموه من أحزانه.
فضيلي جماع - جامعة نزوى ، سلطنة عمان
| |
|
|
|
|
|
|
Re: عالم عباس جدل المعاني والنشيد يشعل ليل الصحراء نشيداً وألق أدبي الرياض الثلاثاء27 أبريل توج (Re: Mohamed Abdelgaleel)
|
Quote: تحاياك ستصل أعضاء الجمعية فرداً فرداً .. نأمل أن نراك في الرياض قريبا، فالجمعية تتشرف ونادي الرياض الأدبى ظل يحتفى بشعراء وأدباء السودان لهم الشكر والتحية.. وتقبل تحياتي والزملاء بالجمعية. |
أخي الأديب محمد عبدالجليل ، يسعدني كثيرا أن أكون بين ظهرانيكم في الرياض في وقت نتفق عليه. كنت على وشك زيارة الرياض والمنطقة الشرقية قبل عامين. لكن لأسباب خارجة عن إرادتي لم تتم الزيارة. (أرجو مراجعة بريدك الداخلي - الماسينجر). إن وجود أي شاعر أو كاتب بين قرائه ، والتواصل معهم أمر هو في نظري بمثابة واجب لا يشكر عليه. إنني أكتب محاولاتي من وحي ما أعيشه مع الناس وما يمنحونيه، لذا فإن سفري إلى هولندا وألمانيا والدوحة وأبوظبي والشارقة وغيرها في السنوات السابقة تلبية لدعوات من إخوة وأخوات أفاضل في تلك البلاد ما كان تفضلا على أحد بقدرما هو إسداء لدين قرائي ومحبي محاولاتي الشعرية على شخصي الضعيف، وكذلك لأني في حواري الحي مع الجمهور أتعلم وأضيف لما قد أكتبه مستقبلا. أكرر.. يسعدني كثيرا زيارة الرياض واللقاء بجمهور الشعر والأدب من جاليتنا العزيزة هناك. قد لا أشجيكم مثلما فعل توأم شعري عالم عباس وآخرون ، لكني قد أضيف لجهدهم طوبة في بناء صرح وجداني معافى لأمتنا ولأجيالنا القادمة.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: عالم عباس جدل المعاني والنشيد يشعل ليل الصحراء نشيداً وألق أدبي الرياض الثلاثاء27 أبريل توج (Re: فضيلي جماع)
|
كتب الإستاذ فضيلي جماع:
إن وجود أي شاعر أو كاتب بين قرائه ، والتواصل معهم أمر هو في نظري بمثابة واجب لا يشكر عليه. إنني أكتب محاولاتي من وحي ما أعيشه مع الناس وما يمنحونيه، لذا فإن سفري إلى هولندا وألمانيا والدوحة وأبوظبي والشارقة وغيرها في السنوات السابقة تلبية لدعوات من إخوة وأخوات أفاضل في تلك البلاد ما كان تفضلا على أحد بقدرما هو إسداء لدين قرائي ومحبي محاولاتي الشعرية على شخصي الضعيف، وكذلك لأني في حواري الحي مع الجمهور أتعلم وأضيف لما قد أكتبه مستقبلا. أكرر.. يسعدني كثيرا زيارة الرياض واللقاء بجمهور الشعر والأدب من جاليتنا العزيزة هناك. قد لا أشجيكم مثلما فعل توأم شعري عالم عباس وآخرون ، لكني قد أضيف لجهدهم طوبة في بناء صرح وجداني معافى لأمتنا ولأجيالنا القادمة. ------------------------------------------------------------------ أستاذنا فضيلي .. تحياتي .. أذكر أيضا قبل عامين كما ورد في مداخلتك، وفي أحد إجتماعات الملتقى الثقافي السوداني بالمملكة (الرياض) .. وأثناء حوار حول إعداد البرنامج الثقافي للملتقى أن أقترح المستشار القانوني البشرى عبدالحميد دعوة الأستاذ/ فضيلي جماع لزيارة الرياض للمشاركة في الفعاليات الثقافية للملتقى في إطار برنامجه الثقافي وقد وضع المقترح على رأس ألبرنامج الذي أجيز في تلك الدورة، وعندما قرأت قولك (كنت على وشك زيارة الرياض والمنطقة الشرقية) أستعدت ما أجيز ولم ينجز قبل عامين ككثير من آمالنا وخططنا التي ندعها تذهب مع الريح .. وعلى كل حال سيتم وضع هذا المقترح حالا على أجندة أعمال الجمعية السودانية للثقافة والآداب والفنون وأيضاً على أجندة أعمال الملتقى الثقافي في دورته الجديدة ونسعد بأن نراك في الرياض قريباً ليسعد النطق إن لم يسعد الحال وتقبل تحياتي.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: عالم عباس جدل المعاني والنشيد يشعل ليل الصحراء نشيداً وألق أدبي الرياض الثلاثاء27 أبريل توج (Re: صلاح هاشم السعيد)
|
الاخ - صلاح هاشم السعيد - تحياتي
والله آسف جداً أن فاتتك الفعالية الاخيرة والعهد ألا تفوتك القادمات أبداً فمثلك يضيف .. نحنا الخسرانين أن لم تصلك الرسالة.
آمل أن تواصل في تفاصيل ليلة النادي الأدبي التي شهدتها فقد ضاقت مساحات حرفي .. وإلينا بالمزيد:
Quote: شاعر متفرد بامتياز في ترتيب مفرداته وإيحاءاته الشعرية ـ جمله "المفردة" مربكة ـ وأظن "لا يجوز قراءة عالم عباس إلا في قصيدة" ـ لا أدري تماماً أين يصدح عالم في الشاعر وأين ينتهي عنده المفكر ـ "بقيامة واحدة" في "حرب البسوس" حررنا من القيود وحشرنا في الموصوفات بلا تفصيل ـ كأنما "هو".. نحن منه ـ مربك ومحير ومختلف حتى في جرأته وتعدداته الدلالية واختزال إشاراته اللغوية ـ لا شيء "يعدله"
|
| |
|
|
|
|
|
|
Re: عالم عباس جدل المعاني والنشيد يشعل ليل الصحراء نشيداً وألق أدبي الرياض الثلاثاء27 أبريل توج (Re: محمد جميل أحمد)
|
حباً في عالم عباس قد يبذل الشعر جهداً كي يغادر محطة "الموت" ـ وكأن الشعر بعد (وقائع ما بعد حرب البسوس) لن يظل كالسابق ـ مسالك الشعر عند عالم عباس لا تعرف حدوداً ـ كأنما "الفتح" لغته، إيحاءاته ما ورائية تنقال "إشارة" ـ وعد لانطلاقة "ما" للتفكير بتجاوزات الألفاظ "الأكثر خفاء" كعلائق خلخلة في (بنائية النص) وإيحاءاته الدلالية كـ(خاصية) صدام "جارحة" وليست تدويناً بالصفح في كل الأحوال، لكن المهم "جرد الحساب" والاستقدام "المر" والفريد للنص القرآني في بناء حداثي "مقاوم" خارج المدرك المعتاد لمفردات اللغة. اعترف بغيابي عن (وقائع ما بعد حرب البسوس) إلا من وقائع ليلة الثلاثاء ما قبل الأخير ـ بالرغم من أن "وقعتها" تجاوزت الأربع سنوات ـ وأدعي جازماً بأن عالم عباس نسخة أصيلة (فردية وفريدة) لا قبلية ولا بعدية. وأتفق تماماً مع قول : الشقليني : (قصيدة الشاعر الباسق " عالم عباس محمد نور " عن حرب البسوس ، لم تكن قصيدة ، بل ملحمة يتعين أن تكون مُعلقة تُثير النقع ، ويتطاير الشرر من حوافر خيلها وهي تضرب حجارة الطريق .). أيضاً قوله: (لم أستطع وإلى اليوم أن أسبح في مائها..) لكن صادقاً، أخشى أن تربك "البعض" كما أربكتني احتمالات التأويل في "وقائع ما بعد حرب البسوس" للوهلة الأولي، وأنا من دار صباح ومن ولاد البحر "تحديداً"، وذلك حين قولها: ونُمنَعَ حتى الكفاف؟ ونعطَشُ و النيلُ جارٍ لديكم، وأنتم ترونا ظِماءً نموتُ، بقُرْب الضِّفاف! ففيمَ نخافُ، وكيف نخافُ، وممَّ نخافْ؟ هو الظلمُ نخشى، وحَيْفَ القريبِ، ونعجب كيف يرقُّ الغريبُ ويقسو الحبيب؟ ثم الاشارات التي كما نراها "ليست مقصدية" ـ لكنها محيرة ومربكة "جداً": "ثُمَّ منْ أنْتَ حتّى تُنازعَنا أمرنا، وما أنتَ منّا، ولا من قريشٍ، ولا مِن تَميم، ولاَ في القريتينِ عظيم"! وهَبُّوا غِضاباً إلى السيفِ، قالوا: "وما أنْتَ، ما أنْتَ؟ " إنّما أنتَ ذَيْلٌ لنا، كلْبُنا قابِعٌ بالوصيد"! ثم قوله: فقُلْتُ: " ولكنكم تزعمون بأنّا سواءً، ولا فضْلَ إلاَّ بتقوى"؟ فقالوا: " صدقْتَ، فأنتم سواءٌ، ونحن سواءٌ، وشتّانَ بين السوائين"! المؤكد "من جانبي" : أن عالم عباس بحجمه وحنكته وتجربته الفكرية والإنسانية الطويلة وتعدد استماتاته في إخراج الحيوات الممزقة إلى سيرتها الشعرية. "شخص مثله" "لم ولن" يطاولنا الاقتصاص على جناية الكلام في مملكة النظام والمفاهيم الدعية ـ خصوصاً وهو الأمير المتوج في إتحاد الكتاب السودانيين ويدرك "سؤ المنقلب" ومبلغ تهميشنا وتغييبنا واستبعادنا، ولا تخفى عليه شخوصنا "التي يتحدث باسمها" ويفهمهاويعلم "تماماً" أن خيباتنا وانكساراتنا من صلب هزائمه ـ لذا "أظنه": أن رأى إثبات رأيه في مطلع القصيدة، في "ترتيب" واضح لاحتواء توجسنا وسؤ ظننا وحماقة تفاسيرنا "التأويلية" ـ ويبدو هذا في قوله: فماذا فعلتم بهذا الوطن؟ وهذا البِناءُ، وضعنا مداميكَه، والأساس معاً. وما زال في الوُسْعِ تشييده شامِخاً، كما قد بدأنا، ولكن ْ معاً! إلى أن يقول: يوم ذاك، إذا كان حقاًً يقال! وقد كان ما بيننا الدينُ، والشرْعُ، صدقُ المقالِ،وحُسْنُ الفِعالِ، ونُبْلُ الخِصال. والعدلُ كان هو الفيصلُ الحقُّ، والحَكَمُ القسطُ، يوم النِّزال! كذلك الصور والمعاني الجلية التي أوردها في قوله: أَلسْنا أتينا، كما النيل أزرقُ، جئتُمْ، كما النيل أبيضُ، ثُمّ التقيْنا على مَقْرَنٍ بَيِّنٍ، وامتزاجٍ أصيل؟ ألسْنا مضيْنا معاً، نَهَراً واحداً، واكتَسَبْنا معاً لوننا النيلَ، هذا الجميلُ الذي لا شبيهَ لهُ غيرُهُ، ذاتُه فيهِ، نيلٌ ولا يُشْبهَ النيلَ، ماءٌ وليس بماءْ! فكيف تريدونه يَتَحَدَّرُ عكسَ المَصَبِّ، وأنْ يتَفرَّقَ أزرقَ، أبيضَ، كيف تريدون للدم أنْ يتنكرَ من حمرتهْ، فيصبح ماءً، مجرّد ماء ويستبدل الطينُ من سُمرتهْ، فيغدو هباءً، وأن يتعَرَّى، ويستَشْعرَ العارَ في سُمرَتهْ؟ أتسمحُ كيف بهذا الهُراء! وأيُّ الغرورُ اعتراكَ، فصِرْتَ كما الثورُ في هيجتهْ، صرتَ تُحطِّمُ تلك العلائقَ، تُشعِلُ فينا الحرائقَ، تفتننا، وتفرّق بين الخليل وبين الخليل. على كل حال: رغم احتمالات التأويل في (وقائع ما بعد حرب البسوس) إلا أنها تظل لحظة استثنائية في ملحمة الشعر السوداني "العاصف، المقاوم" السابق واللاحق. لحظة "مجروحة" ومتمردة على الإفادة المعلنة للشعر والخصائص المستنسخة لمعالجات "الأجاويد" وخارجة "قهراً" على المصادر الرسمية للكلام. كأنما "هي" وقفة انعتاق تنظر "إلينا" وخلفها بغضب وتتكتم عليها حدة الشفافة المعلنة "بإسراف" دون تقاض عن التنكيل بالحياة وببلاغة تعارض تماماً "اللملمة" وإيثار سلامة المرور بين حطام العلاقات المهملة في وقائع ما بعد الحرب ـ
| |
|
|
|
|
|
|
Re: عالم عباس جدل المعاني والنشيد يشعل ليل الصحراء نشيداً وألق أدبي الرياض الثلاثاء27 أبريل توج (Re: Mohamed Abdelgaleel)
|
Quote: الاخ - صلاح هاشم السعيد - تحياتي لك،
وشكراً على الافادات الأدبية الضافية، وأنا بين الإستغراق الممتع في التعليقات التي وردات كحواشي أصبحت متونــا صلبة على ما ابتدرته عن أمسية عالم في النادي الأدبي
وجدت نفسي آتي لاٌٌقرأ وأعيد القراءة دون تعليق وانا مبسوووط .. وأنسخ بعض ما تكتبون لاضعه في منتديات أخرى مع الاحتفاظ طبعاً (بحقكم كمبدعين) فوحدها الثقافة ستعيد دوزنة الأشياء والوطن والناس.. شكرا عميقا يا صلاح |
الأخ/ محمد عبدالجليل : شكراً كثيراً ... حقيقة ما زلت أنتظر أدباء وشعراء ومثقفي المنتدى .. ولا أدري أين يتجادلون .!!.. الحديث هنا عن شاعر بحجم: عالم عباس ..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: عالم عباس جدل المعاني والنشيد يشعل ليل الصحراء نشيداً وألق أدبي الرياض الثلاثاء27 أبريل توج (Re: عبدالأله زمراوي)
|
الاخ - عبد الإله زمراوي - تحياتي،
وحتى عندما يقلب قلمي الحروف جزافاً تضيف وترفع الخيط معذرة يا صديقي .. إليك بما كتب عالم:
فلمّا وقفتُ أجادِلَهُمْ بالزَّبورِ التي بينهم، حذّروني، وهاجوا وماجوا، ومن بعد ما خَلَصُوا في الحديثِ نَجِيّاً، ركبوا رأسهم، ثم عاجوا فقالوا: "لنا دينُنا"! قلتُ: "لي دينِ". قالوا: "صبَأْتَ"، وقالوا:" خَسِئْتَ"، وقالوا وقالوا.. فقلت لهم: " قد كَذَبْتُمْ على الله"! قالوا: " ومن أنْتَ حتى تُحدّثُنا عنهُ؟" عندئذٍ، شلَّني الرعبُ حين هوى فوق رأسي السؤالْ! فلمّا أفَقْتُ، إذا هُمْ يقولون: "إنّا اخترَعْناهُ، هذا الذي هِمْتَ في حبِّه عاكِفاً، وإنّا صنعْناهُ من حُلْيِنا وهوانا، وأنّا ابْتَدعْناهُ، فَهْوَ لنا دونكم"! قُلْتُ : "مهلاً، إذَنْ قد كَفَرْتُمْ!" فقالوا: " فنحْنُ الذين نُكَفِّرُ لا أنْتَ، نحنُ لدينا الكتابُ وأمُّ الكتاب! نُصوصُ القداسةِ صُغْنا عباراتها سُوَراً، وضربنا عليها الحجاب! واحْتَكَمْنا لآياتِها كي نسُودَ عليكم، فنجْعَلُكم تحت أقدامنا، ثُمَّ نحنُ احْتَكَرْنا تفاصيلَها، فَنُفَسِّرَ كيف نشاء. فإنْ ما تناقَضَ الآنَ بعضُ الذي لا نُريدْ، وما قدْ أردْنا، نسَخْنَا، وصًغْنا الذي نشْتَهِي من جديد! وأنَّا لَنُنْقِصُ في مّتْنِهِ ما نشاءُ، وأنّا نُزيد!". "ثُمَّ منْ أنْتَ حتّى تُنازعَنا أمرنا، وما أنتَ منّا، ولا من قريشٍ، ولا مِن تَميم، ولاَ في القريتينِ عظيم"! وهَبُّوا غِضاباً إلى السيفِ، قالوا: "وما أنْتَ، ما أنْتَ؟ " إنّما أنتَ ذَيْلٌ لنا، كلْبُنا قابِعٌ بالوصيد"! قلتُ: "افْتَريْتُم على الله"! قالوا: " افْتَريْنا، فماذا إذن! ألهذا أتيتَ تجادلُنا كيْ تسودَ وأنتَ الحقودُ الحسود؟ نحن نسلُ ثمود، ونحنُ أحبّاءُ هذا الإلهِ وأبناؤهُ نحن، قبل اليهود"!
غير أني طفِقْتُ أجادلُهم بالتي هيَ أحْسَنُ حتى أساءوا، فقلْتُ "اجْعلوا ما لقيْصَر يمْضي لقيصر، وما كان للهِ، لله، عَلَّ الذي بيننا اثْنانِ: دُنْيا ودينٌْ، فَيَتّضِحُ الفَرْقُ، كي يَسْهُلَ الرّتْقُ، في ثوبِ هذا النِّزاع العقيم"!
| |
|
|
|
|
|
|
Re: عالم عباس جدل المعاني والنشيد يشعل ليل الصحراء نشيداً وألق أدبي الرياض الثلاثاء27 أبريل توج (Re: Mohamed Abdelgaleel)
|
( عَبقْ البقيع ) للشاعر عالم عباس : فتحٌ في المديح النبوي
إنها فتحٌ في شِعر المديح النبوي .
يقولون لا نعرف أنفُسنا ، ولا نعرف شُعراءنا وهم يرتقون المَجد في العلا و إلى القمم . بسلاسة يقودون اللغة وقد استعصت على الأعاجم والمُستعربين والمستشرقين من فخامة قاموسها وفتنة جرسها وهو يراوح جوَّالاً بين الأمصار والأرياف والبوادي والحَضر. جَلَستْ اللغة عندهم وتشكلت بساتينها ، وتقاطر الندى يلعق أكمام وردها .كل الذي تعوّد الناس عليه تجده يجاور الغريب بلا نشاز. غطس الحصى في الرمل وتشققت الحجارة و نَبع الينابيع يصيحُ تَفَجُراً :
هُنا السنابل مُذهبة الألوان بقمحها ترقُص من فرحٍ فمنْ يصنعُ لنا اليوم وليمة ؟
دعانا الشاعر ( عالِم عباس ) لرحلة صفاء لفحته نسائمها وهو على راحلة مأمون سرجها ، معروف مآلها . تهتز هيَّ ثم تستقر أنى تشاء . الشهر كان شهر صوم منذ عامٍ مضى . على مزامير الزمن الماضي طرِب النبي داؤود وأطْرَب. في الماضي الوسيط لبِس الشعر لغة الموسيقى وشاحاً وأسفرت المعاني عن الجِيد المُرصع بالنعيم . قيثارة الزمن الماضي طوت الشعر في حضنها، ومن الصدور خرج هو صداحاً من ثِقل أحمال الوجدان و دفق العواطف .
في دروب السيرة النبوية وقفات مع الشعر ونحن نقول بخلاف ما يُعْرَف : أبلغ الشِعر أصدقه محبةً . ذاك كعب بن زهير بن أبي سلمى، شققنا صدره وأنطقناه فقال:
عبرتُ الفيافي ورياح سمُوم الصحارى مُتلثِماً لا تعرفني المضارب . تشتمّ الذئاب ريحي فتعوي ،وأنا في غرق إلهامي أفقتُ مُستبشراً عند مجلس العُلا ، حيثُ النبي وأصحابه . طرقتُ وأُذن لي ودخلت مُتلثماً أطلب الأمان فأمِنت. استقبلتني الطلعة النورانية ،ولو كنت رأيتها من قبل لنعُمت بالإسلام دينا ، وبمحمد بهي المراتب خير صحُبة في الدُنا ، وبإشراق محبته نوراً و هادياً . بدأتُ أنشد :
بَانَتْ سُعَادُ فَقَلْبِي الْيَوْمَ مَتْبُولُ .. مُتَيّمٌ إثْرَهَا لَمْ يُفْدَ مَكْبُولُ وَمَا سُعَادُ غَدَاةَ الْبَيْنِ إذْ رَحَلُوا .. إلّا أَغَنّ غَضِيضُ الطّرْفِ مَكْحُولُ هَيْفَاءُ مُقْبِلَةٌ عَجْزَاءُ مُدْبِـرَةٌ .. لَا يُشْتَكَى قِصَرٌ مِنْهَا وَلَا طُولُ تَجْلُو عَوَارِضَ ذِي ظَلْمٍ إذَا ابْتَسَمَتْ .. كَأَنّهُ مَنْهَلٌ بِالرّوْحِ مَعْلُولُ شُجّتْ بِذِي شَيَمٍ مِنْ مَاءِ مَحْنِيَةٍ .. صَافٍ بِأَبْطَحَ أَضْحَى وَهُوَ مَشْمُولُ .........................................................
ثم اتكأتُ على مِسند الشِعر حتى دنوت :
إنّ الرّسُولَ لَنُورٌ يُسْتَضَاءُ بِهِ .. مُهَنّدٌ مِنْ سُيُوفِ اللّهِ مَسْلُولُ فِي عُصْبَةٍ مِنْ قُرَيْشٍ قَالَ قَائِلُهُمْ .. بِبَطْنِ مَكّةَ لَمّا أَسْلَمُوا زُولُوا زَالُوا فَمَا زَالَ أَنْكَاسٌ وَلَا كُشَفٌ .. عِنْدَ اللّقَاءِ وَلَا مِيلٌ مَعَازِيلُ ......................................................
وما أن بلغت : إن الرسول لنور يستضاءُ به ... ، حتى نهضتْ النفس الباهرة من مجلسها ، وخلع النبيُ الأكرم عليَّ بُردته وألبَسَنِيها عفوا وسماحاً، فسُميتْ قصيدتي من ساعتها : البُردة . للتاريخ رنينٌ يأتيك من حفريات الزمن الماضي . أسفار أبطاله كُتبت بمحبة وأحرُف من نورِ أفعالهم . ( عبق البقيع ) : بوح من الطيب يأتيك من مراقد من استحلبوا الحليب من ضُروع العُسرة . نصروا الرسالة فخَلُدتْ ، وأغدق ربُهم على أرواحهم المنَّ والسلوى .
جاء الشاعر ( عالم عباس ) و مشت عينيه فسيح المكان بأرض البقيع . ومن عَبقه سرى وجدانه بقشعريرة أنبتت لطائفها شِعراً . طرق المصطفى باب محبته الواجِدة ومن سُحبه المُكتَنـِزة أمطر. فكَّت خاطرة الشِعر ضفائرها عند مجلسه وتبخترت لُغة باهرة في المديح النبوي هزت عُروش ممالك الشِعر القديم وفاحت رياحينها. و بُردة النبي ، ومن عبق مِسك صاحبها الأصيل تمايلت أعطافها نشوى حين كتب الشاعر :
عبق البقيع
مِنْ نحْوِ طابَةَ كُلُّ الريحِ ريحُ صَبَا ... وكلُّ نَشْرِ خُزاماهَا زَهَا و رَبَا و رَفّ في الضوءِ مِنْ عطرٍ يَضُوعُ بِه.. عِطْراً مضيئاً كَأنْفاس الرُّبَى رَطِبَا كُلُّ النواضِرِ منْ زهرائِها انْكَسفَتْ... كل البدور توارَى نورُهَا و خََبا فذا العقيقُ عقيقٌ من سَنَا شُهُبٍ.. منْ مَِّنةِ الله، قدْ أعْطى وقد وهبا فالتُّرْبُ مِْسكٌ ومن عَبَقِِ البَّقيعِ نَدَىً ... و النخلُ يَرْشَحُ طِيباً من أريجِ قُبَا سما بروحيَ مِنْ ريحانها سببٌ... إلى المعارج لَمَّا عَزَّ مُنْسَرَبَا هنا الأرضُ من نفحاتِ الله عابقةٌ ... هنا السماواتُ قَدْ مَدَّتْ لنا طُنُبَا تسري السكينةُ في أوصالنا بَرَدا ... ويخفقُ القلبُ من جّرائِها خَبَبَا .....................................
أو حين يقول :
صَلّى عليكَ إلَهِي قَدْرَ ما وسِعْت ... آيُ الكتابِ معانٍ أثْقَلَتْ كُتُبَا يا ربِّ صَلِّ على المحبوبِ سيِّدِنَا... كما تكونُ صلاة، غَيْدَقَاً سَكِبَا سَحّاً سَكُوباً، دوَاماً دُلَّحَاً غَدِقَاً... غَيْثَاً غِيَاثَاً، مديداً، دَيْمَةً سُحُبَا ..........................
للقلب أن يطرُق الأضلُعِ من فرحٍ فهُنالكَ من ضاقت نفسه وما وسعتها رغوة كؤوس الصفاء وقد طفحت شعراً ، عميقة جذوره في بطون الأمم . لله درُك أيها الشاعر الذي رقصت أنجُمه مُتلألئة في سماء العتمة وهو المُتيمُ جالس في طيب الثرى ، نَحَرَ الفؤادَ فَعَظُمتْ الذبائح في بهو البقيع الذي تَعرُشه السماء وتَفرُش بساطه الأرض ، وإنك لنازعتَ كعباً بُردته .
عبدالله الشقليني 17/05/2007 م
*
| |
|
|
|
|
|
|
Re: عالم عباس جدل المعاني والنشيد يشعل ليل الصحراء نشيداً وألق أدبي الرياض الثلاثاء27 أبريل توج (Re: عبدالله الشقليني)
|
كتب الشاعر : عالم عباس محمد نور :
وثْباً نحو القمم الألف!!!
(1) هذا الجَسَدُ، و هذا الجِسْرُ، وهذا الجوهَرْ. هذا الجَسَدُ، الجِسْرُ،الأرضُ، الأُنْثَى المِرْآةُ، المَرْأةْ. مزرعةُ الله الأولى، قنطَرَةٌ, تعْبُرُ ما قد كان إلى ما سوف يكونْ عَقْدُ قرانِ النشأةِ و الصيْرورَةِ رُوحِ القُدْسِ النُّورانيِّ بصلصالِ الحَمَإ المسنونْ. امتَزَجَا، اخْتَلَجَا، هاجا، ماجا، في جوفِ الصَّدَفِ الكَوْنِيِّ، الحافظِ سِرِّ الله المكنونْ, سِرّ الله الأعظَمِ, هذا النورِ الرّعَّاشِ الطينْ!
(2) يا آدمَ هذا العَصْر، مِنْ عَرْشِكَ يا جبروتَ المخلوقِ الخالِقِ يا جبّارَ النَّشْوَةِ, يا نَزَّاعَ الشَّهْوَةِ, يا وَقَّادَ الجُرْأةِ, يا آدمَ هذا العصْر, مِنْ أضلاعك خَلَقَ اللهُ المرْأةَ.
(3) هذا جسدي قنطرةٌ أخْرَى، شمْسٌ، رِدَّةْ. رِدَّةُ هذا النورِ إلى الأصلِ الطينْ! حُمَّى جسدي يشْعِلُ مِقْبَاسَ الرَّعْشةِ مِنْ حُمَّاكِ و قدْ أخَذَتْكِ الرَّعْدَة, كان العَرَقُ المُتَقَطِّرُ من نهديكِ لآلئَ طَلٍّ، تَتَجَمَّعُ مثلَ الدَّمعِ عَلَى كِمِّ الورْدَةْ. و النَفَسُ اللاَّهِثُ في إيقاعٍ يَتَسارَعُ خَفْقاً, كجناحَيْ رُخٍّ عملاقٍ عجلانْ يهوي بي لقرارٍ مَثْقوبٍ, لا قاعَ لَهُ، لا جدرانَ ولا شُطْآنْ.
(4) يعلو صدرُكِ يرفَعُنِي, نحو القمَمِ العصماءِ الفاتنةِ الوَحْشَةْ، اجْثُمُ في قمتِهَا وَحْدِي, رَبُّ الأربابِ “ زيوسُ “ على جبل الأولمبْ!
(5) نَحْلَةُ وَلَهِي الجامحِ تَشْتَارُ جَنَاكِ تَمْتَصُّ رحيقَكِ, في صَبْرِ النحلِ الظَّامِئِ, و الواثِقِ بالإمكانْ. بالصبرِ المُتَمَكِّنِ، و الممتلِئِ بذاكَ الشيْءِ المُبْهَمِ و الريَّانْ صَبْرِ الحُلُمِ النَّافِذِ و الكامِنِ منذ التكوينِ الأوَّلِ و المُتَجَذِّرِ في أعماقِ النَّحْلِ المخْبُوءِ بأرْدانِ الرَّيْحَانْ.
(6) وعلٌ برّيٌّ ها أنذا أرْعَى مَرْجَكِ أتَمَرَّغُ في أدْغالِكِ, حُرّاً أمْضِي في أحراشِكِ أسْعَى بين النَّحْرِ و بين الصدرْ. أرْكُضُ بين الصدر وبين الخصرْ. أصْعُدُ من حيث الخِصْرِ العاري و إلى حيث النَّحْرِ النادي أقْتاتُ الرمَّانْ, الرمَّان المُتَهَدِّلِ بِكْراً, عنقودَيْنِ رشيقَيْنِ, عصفورَيْنِ حبيسَيْنِ، طليقَيْن, يفِرَّانِ، و يرتعِدانِ، و يرتجِفَانْ. ينتفِضَانِ، يرِفّانِ، يعودانْ, يفرّانِ بلمسَةِ رفْقٍ حانيَةٍ مِنْ شفَتَيْ إنسانْ. أمْتَصُّ رحِيقَك,ِ أرْشُفُ ريقَكِ, أتلَمَّظُ شفتيكِ, لساني ألْفُ لسانٍ و لسانْ. مغمورٌ بالدهشاتِ، و مسحورٌ بالصمْتِ، و منْجَذِبٌ في ملكوتِ الحُسْن، و مُنْبَهِرٌ بالألوانْ!
(7) و أنْتِ ترْفُلينَ نحو مضجَعِي، مليكةً في مِهْرجانْ, على جبينها تاجٌ مُرَصَّعٌ لآلئاً من عَرَقٍ، و ألَقٍ، جُمانْ. و في يمينها يهْتَزُّ صَوْلَجانْ. تأوَّدَتْ قامَتُها، غُصَيْنَ بانْ. بصدرها الباذِخِ و الشامِخِ, و المُهْتزِّ كِبَراً، تَعَالِياً وعنفوانْ. قمقمان، قِمّتانْ. قمَّةٌ من بَهْرَجٍ و عسجَدٍ, و قمّةٌ زَبَرْجَدٌ و كهرمانْ. تَصَنْدَلَ المكانُ من حضورِها الطاغي, و مِنْ أريجِ مِسْكِهَا تَعَتَّقَ الزمانْ. ثَمِلْتُ، ليس من نبيذِ ثغْرِهَا، و ذُقْتُهُ, و مِتُّ و احْتَرَقْتُ، بين خصرها وصدرها ونحرها، علوْتُ, بَلْ هبَطْتُ، بل علوْتُ, ثُمَّ طِرْتُ, صِرْتُ ريشةً، هباءةً، و صخرةً, و حِمَمَاً تفورُ، زَبَداً، حديقَةً صاعِقَةً بُرْكانْ عنادِلاً، عناقداً و "بُرْتُكانْ" !
(8) يا أنَّةَ التوَجُّسِ الراهبِ و التمَنُّعِ الراغبِ و التمزُّقِ الرهيبْ. يا آهَةَ الأسى التوّاقِ و التعلُّقِ الجامحِ و التوازُنِ العجيبْ. يا صرخةَ التمرُّدِ المحرومِ و التوتُّرِ المكظومِ و التولِّهِ الجديبْ. أنْتِ على يَدَيَّ طينةٌ عجينةٌ في مَيْعَةِ الصِّبَا يلْهُو بها الخزّافُ في إسماحَةِ الحبيبْ. في براءة الدَّهشة، صانِعاً دُمْيَتَهُ، و غافلاً، و ليس ثَمَّ من رقيبْ. مُنْتَشِياً بها فلا يحسّ غيرَهَا و غارِقاً جذلانَ في انشغاله الدؤوبْ. حتى إذا دنا، ما كَلَّ أو وَنَى, لكِنَّهُ، إذْ خانَهُ في الوجد برقُهُ الكذوبْ هوى، مُجَرَّحاً، منهزماً, و في الفؤادِ من جراحِهِ نُدُوبْ! و في قميصِهِ مِنْ قُبُلٍ ثُقُوبْ !!
(9) بهرةٌ و ائتِلاقْ صُدْفةٌ و اتِّفاقْ صَوْلةُ الجهرِ في السِّرِّ، و السرُّ في الجهرِ، في نغمٍ مُفْعَمٍ، و اتِّساقْ. حتى إذا ما دنا النحرُ للنحر، و التأَمَ الثَّغْرُ بالثغر، و الْتَحَمَ الصدرُ بالصدرِ، و التصقَ الخصرُ بالخصرِ، و التفَّتِ الساقُ بالساقْ، فيا له مِنْ تلاقٍ, و يا له مِنْ مَساقْ!!
(10) غاب في وجْدِهِ الضَّارِعِ يغفو، فمالَهُ مِنْ فَوَاقْ. و مضى للسماواتِ روحٌ مُجَنٌَّّح، مشتاقْ. مُمْتَحَنُ الصبْرِ، يكْبُو, مُعَذَّبُ التَّوْقِ، يهفُو سكرانُ، لا يصحو ومدنِفٌ ما أفاق . و انْتَهَى حيثُ مُنْتَهَى كُلِّ روحٍ مُحَرَّراً مِنْ وَثَاقْ. و على الأرضِ بَعْدُ رمادٌ و آهةٌ، و شظايا و بقايا جَسَدٍ واحِدٍ مِنْ حبيبَيْنِ ما يستفيقانِ مِنْ ضرامِ العِناقْ !!
(أكتوبر-97) ــــــــــــــ
كتبنا تعليقاً على القصيدة :
أستاذنا الشاعر الفخيم : عالم عباس
دخلت الآن معبدك . أرتدي الآن خُفاً من جلد الماعز وإزاراً من الصوف الخَشِن. نظرت أول الكلام ووجدت مفتاحك المُذهب هدية لنا جميعاً ، وقبله تركت الباب مشرعاً بكَرَمك لمن يصبر على مُشاهدة كونك الذي صنعت .. ولا أظنها صِنعة ، بل غفوة ساحر نام ، وفي النوم كتب . كَثَفَّت العصور إلى بُرهة كأننا ننظر نجماً كان قد تفجر منذ مليوني عام ، ثم نقل الضوء الحدث مُتأخراً عنا . خيوطه المُلونة تقول : تلكَ نِصال الحفر والنقش على لوحات الدهشة .
يقولون منذ 3300 عام الميلاد خَلق الإنسان الكتابة ، نهضت هي لولبياً حتى مست أفق الشعر وعوالمه المفتوحة على الكون ، ماضيه و الحاضر والمستقبل . أمسك الشُعراء شُعلة السِباق ، وحَلَّقوا بنا السماوات العُلا .. الصمت حتى نفرغ من لوثة الحدث . هذا وهج القراءة الأولى . شكراً لك سيدي ،لتنعم هانئاً فأنت من مملكة النور . بعيوننا شهدنا البذخ الناعم ، و عند الجلوس لموائد الكِبار تزوغ الأعين في نقش الأطباق قبل أن يسيل اللُعاب مما بها . ولنا عودة
| |
|
|
|
|
|
|
Re: عالم عباس جدل المعاني والنشيد يشعل ليل الصحراء نشيداً وألق أدبي الرياض الثلاثاء27 أبريل توج (Re: عبدالله الشقليني)
|
.
في العام ( 2005 ) كتب الشاعر والروائي الدبلوماسي " جمال محمد إبراهيم " في مدونة " سودانايل : ننقلها لكم جميعاً :
وهل يسقط متاع لعاشق . . ؟ إلى عالم عباس في سوحه . . بقلم : السفير/جمال محمد ابراهيم 1-
على جانب التل خاب زرعنا . .
إذ لم يكن ما لاحَ في الأفقِِ ، غيرُ سراب هازيء بنا
وزمرٌ من الضفادع المخادعةْ ،
نقيقها يكون عادةً بشارة الخريفِ
لا بشارة التجديفِ . .
لكنْ . . . !
وآهِ مِن خديعةِ الأماكنْ . .
ها نحنُ أسفل التلِ ، يغمرنا مطرُ الذئابْ ،
و عويلُ الدمِ بالنزيفِ . .
و نواح جائعٍ ، يبحث عن قصيدةٍ . .
هاربةٍ ، و عن رغيفِ . .
2-
أين تموت القصيدةَ ، يموت وطنْ . .
فيصبح قطن الجزيرةِ محض كفنْ
ليولد قحط و تنفد حنطة . .
لأن المياه التي قد روته ، مشبعة بمذابحِ خطِ الإستواءْ
ملونة بدماءِ النوارسْ . .
مسقية بالفواجعْ . . متروسة بالجماجم ، مثخنة بالوباءْ ،
فكيف نصوغ الوطنْ ،
و السحاب الذي جاء للتل ، هطله مرتهنْ . . ؟
3-
أسفل التلِِ . .
تسكن ألويةَ من ذئابْ ،
تخبيء أنيابها في الترابْ ،
فهل يا ترى ، ينبت القمحُ بين الأسنةِ ،
أو تكون سنابله كسوةً للحرابْ . . ؟
4-
حيث تحط قافيةً في قصيدِكْ ،
يأتي الدمُ صافياً من وريدِكْ ،
حيث تُغني للوطنْ ،
يزهر النبضُ ، مزدحماً بالشجنْ
وتشرق في التلِ شمسُ عيدِكْ
ثم عند وادي أزومْ . .
تستفيق النجومْ ،
و تسكن هادئة في نشيدِكْ . .
الخرطوم مارس 2005
.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: عالم عباس جدل المعاني والنشيد يشعل ليل الصحراء نشيداً وألق أدبي الرياض الثلاثاء27 أبريل توج (Re: عبدالله الشقليني)
|
Quote: الاخ الأستاذ/ صلاح هاشم السعيد - تحياتي،
الجمعية السودانية للثقافة والآداب والفنون أقرت (حلقة نقاش أدبي/ثقافي) دورية كأحد أهم برامج عملــها ويبدو أن واقع حياة الإغتراب واهتزازات الوطـــن تربك الأولويات .. وبإذن الله ستكون حضورا في أول لقاء للجمعية لتنشيط العمل الثقافي في الأيام المقبلة. |
التحية للجمعية السودانية للثقافة والآداب والفنون : وهي تسعى جاهدة لتفعيل الحراك الثقافي ـ وكما قلت : الاغتراب يربك الأولويات ـ ولك أنت التحية ولكل من أسهم هنا ـ جوالي : 0547490263
| |
|
|
|
|
|
|
Re: عالم عباس جدل المعاني والنشيد يشعل ليل الصحراء نشيداً وألق أدبي الرياض الثلاثاء27 أبريل توج (Re: عبدالله الشقليني)
|
الأخ الأستاذ/ عبدالله الشقليني - تحياتي، سنكون في إنتظار عودتك ====================================
فـديـتـك أنــت يـــا قــدرى الـعـتى مـــا بـارح الـشـوق الـمـبرح مـهـجتى ما زالـت النيران تـلفح مـمعنات في iiالحريق فاسـكُـنْ - فديـتـك - فـــي دمـــي عَرْبِدْ كـما شـاء الـهوى لـك كـله قلبي فداك فاعـبث بــه واسـفك دمـاه او الـقه لـلجمر يكفي مـا أرتـآه الأمـس مـن تـنور وجـدك حـيـث لا حـر الـجـحيم كـحـره، كــلا ولا مـا ذاقـه(سـيزيف) مـن عـبث الـعذاب هـو لا - ولا كـعذاب (تنتالوس) في الألم الرهيب نــهــر مــــن الــدمـع الـصـبـيب والــقــلـب يــخــفـق لا مــجـيـب أوجـــــس - فــديــتـك _ خــيـفـةً امّـا تـرانى أعبر الـفلوات مصطليا بنار هواك مـمـتطيا جـواد الـصـبر زقـومـا عـلكتُ لـعـلنى ألـقـاك تـنـسيني تـباريح الـطريق يـاكـم عـبـرتُ لـك الـسـباريت الـمهولة غير ذكرك واليقين بأن أراك سواهما ما اخترتُ زاد لـكـأن طـيـفك حـين بـئر الـيأس تـغريني وتدنيني وتـنسج لـي أحـابيل الـهزيمة والبعاد يـمتدّ يـمسك مـن يـديّ يـجرني شوقا إلـيه لـكأن روحـك هـوَّمتْ فـوقي كـمعجزة المسيح تُـجْلىِ الـعَمَى عـن باصريَّ تقيم أقدامي الكسيحة تـنـفـخ الـــروح الـقـوية فــي دمــي فـيـطـيـرُ بـي جــسـدي الــمـوات
| |
|
|
|
|
|
|
Re: عالم عباس جدل المعاني والنشيد يشعل ليل الصحراء نشيداً وألق أدبي الرياض الثلاثاء27 أبريل توج (Re: Mohamed Abdelgaleel)
|
أبـــــرق بـبـسـمـتـك الـــتــى.. وهى الـتى لـو راءهـا مـوسى لـقال لأهـله آنـسـت نــارا فـامـكثوا . وهـي الـتى.. لــو أشـرقـت مــا اخـتـار أهـل الأرض شــمـسـا غــيـرهـا. وهــي الــتـي مــن أجلـها قــد أطـفـئتْ نـارُ الـمجوس أبـــــرق بــبـسـمـتـك الـــتــي فــالـمـوت خــيــم فــي الـنـفـوس هــيـا احـيـها وابــرق بـبـسمتك الـتـي نـحيا عـليها فـي زمان الـقحط والدم والهزائم وهـي الـتـي إمـا نـجوع نـمد أيـدينا لـها. فـنـحسها كـالمنّ والـسلوى ومـائدة الـسماء يــزفـهــا عـــبـــقُ الــنـسـائـمْ وهـي الـتي إمّا تـحيق بـنا مرارات ُ الهزيمة ونـرتاح فـي أفـيائها. ونعود مـن عـرصاتها أقـــــــــوى عــــزيـــمـــة إنا تعلمنا ببسمتك التعالي عن مهاوي الضعف فينا فـــــابــــــتــــــســـــم إنـــا تـعـلـمـنا بـبـسـمتك الـسـمـو
| |
|
|
|
|
|
|
Re: عالم عباس جدل المعاني والنشيد يشعل ليل الصحراء نشيداً وألق أدبي الرياض الثلاثاء27 أبريل توج (Re: Mohamed Abdelgaleel)
|
Quote: الأعزاء - الشقليني/صلاح السعيد/زمراوي - تحياتي لكم،
تفاجأت عصر أمس بمتابعة الأستاذ عالم عباس وبأنه قد قرأ محتويات هذا الخيط كلمة كلمة .. ويبلغكم السلام والتحايا |
الأخ: محمد عبدالجليل : حضور الشاعر : عالم عباس أربك حساباتي .. وكنت قد قررت عدم العودة .. بقدر الإمكان أحاول عدم الانزلاق .. والله ما ضرنا إلا الخلط ما بين الفكر ومفاهيم الفروسية.. حقيقة ما استحضره الأخ/ عبدالله الشقليني ـ من كتابات وحوارات سابقة بينه وبين الشاعر عالم عباس والدكتورة : بيان ـ من البوست الرفيع والمسمى: (الأديب مُحسن خالد : بقي القليل من مسبحة العُمر) أمر يحسب له ويستحق الإشادة ـ ويحسب له أيضاً ـ العناية الفائقة باللغة ومفرداتها ـ لكن ما زلت أنتظر : قراءة في مشروع عالم عباس الشعري ـ معليش : حالياً عمك مشغول شوية بلقمة العيش ـ لي عودة...
| |
|
|
|
|
|
|
Re: عالم عباس جدل المعاني والنشيد يشعل ليل الصحراء نشيداً وألق أدبي الرياض الثلاثاء27 أبريل توج (Re: صلاح هاشم السعيد)
|
الأخذ الأستاذ / صلاح هاشم السعيد - تحياتي لك..
لولا المشقة لكتب الناس كلهم .. مثلك أعاني هذه الأيام بين وعثاء أكل العيش والمصران وحر الصيف .. وزعلان من نفسي لتقصيري الشديد في متابعة هذه الخيط ورفده بالتعليق كما ينبغي .. وشكرا لك والشقليني وبقية العقد لم تقصروا أبداً .. ما لم أقله اعلاه أن أستاذ عالم قال لي في آخر مكالمة قبل أن يغادر للوطن أنه آسف لأنه كان يريد أن يلاقيك وأنه لم يقرأ الخيط إلا وقد تبقت لسفره سويعات ..
في إنتظارك في أي سانحة تجدها لتضيف فهذا خير وأبقى (وقد بقي القليل من مسبحة العمر).
تحياتي
| |
|
|
|
|
|
|
Re: عالم عباس جدل المعاني والنشيد يشعل ليل الصحراء نشيداً وألق أدبي الرياض الثلاثاء27 أبريل توج (Re: عبدالله الشقليني)
|
الأخ الأٍستاذ/ عبدالله الشقليني - تحياتي،
دع فروة المقيل وتعال من حيث شئت .. فنحن في الصيف يا صديقي ولا زال الطريق طويلاً .. نخط كلمتنا وعندما تضيق العبارة نردد مع عالم:
أَدِرْ يا "ظريف" و دِرْ يا " حريف" و دُرْ بالرحيقِ على الأقربين و ألْقِِ السلامَ، وجِئْ باليمين و سَمِّ الإلَهَ، وصلِّ و سلِّم على خاتم المرسلين، و جُدْ بالطريفِ الرقيقِ العفيفِ، و هات حُدَاءً كجَلْوِ العروس حداءً يجود، كغيم الخريف يميتُ ويُحْيي، ثقيلٌ خفيفْ عنيفٌ لطيف. **** خمرتنا الشاي، خُطّابُها، وحسبك أنّا سُكارى بها فغنِّ لنا، نحن طُلاّبُها و زكّ النفوس و أربابها و حَكِّمْ " قوانين"شُرَّابها و أقمْ شرعها العدل ما بين أصحابها، و املأ أباريق أحبابها و اجْلُ أكوابها و مُرْ عسكريها وحُجّابها بألاَّ يطوفَ على بابها كمكلي!
===================
ويبقى الحلم منتصباً في إنتظار قادمين لا تدجنهم حرارة صيف ولا برد شتاء يعيدون صياغة الوطن أبهى من أحلام لم تسندها الإرادة.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: عالم عباس جدل المعاني والنشيد يشعل ليل الصحراء نشيداً وألق أدبي الرياض الثلاثاء27 أبريل توج (Re: جعفر خضر)
|
الاخ - جعفر خضر - تحياتي لك وللقضارف وأهلها من الجبل للصومعة ومن ديم النور لـ روينا وديم بكر وحي الأسراء وسلامة البى .. ما بيني وبينها لا ينتهي بعام .. شكرا على الطلة ونؤمل في الحكي الذي كان في أمسية القضارف شعر عالم وسرد عبدالعزيز بركه ساكن .. وإضافة البروفسور غزافييه لوفن ..
سعدت بلقاء عبدالعزيز بركة ساكن في الرياض قبل شهرين بس .. في واحدة من جلسات السودانيين (أمات نفسا بارد) حكى فيها بركة تجربته بجميع تضاريسها حتى عندما أضطر للعمل (عامل صحة) .. وكيف أن هذه التجربة أضافت له وهو يتسلق عربية الصحة ويلف على البيوت يلملم الفضلات البشرية، قال كانت جميلة: بس بعض البيوت البنلف عليها فيها حبيباتي (بشوفني) .. جعفر شكرا ياخ.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: عالم عباس جدل المعاني والنشيد يشعل ليل الصحراء نشيداً وألق أدبي الرياض الثلاثاء27 أبريل توج (Re: Mohamed Abdelgaleel)
|
ظـنـنـتُ الـذي راح عـني ذوى في المـسـاءات غــاب مـسـحتُ جـراحي بـراحي وأشـعلتُ لـلريح مـا مـزقته التباريح قوّضْتُ من لهفتي ألف باب شـتّان مـن نـار الـتعلات والبعد بـردُ المآب. مـن اين ؟ مـن اين؟ سـبـحت بـاسـمك فـى الـركـعة الألــف بـعـد هـجـوع المـصلين والـعاشقين الـذين يـشقّون لـليل قـبواً، يلاقون أحبابهم في سكون رأيـتـك تـنـشقُّ مـن مهجتي وردة كـالدهان ادافع عـن وجنتيك خيوط الضياء الحبيس بقلبي، أداري عيون النهار لـتـنمو بـحـريةٍ عـن فـضـول الـمرأئي، وعـن هـمسات الوشاة وعـن عـنف نـبضي يـدفّـع نـسـغ المودة فـي عـرقك الـمشتهي لأحميك بـين ضـلوعي المدرّع بالصمت والوجد ي سدرة المنتهى
| |
|
|
|
|
|
|
Re: عالم عباس جدل المعاني والنشيد يشعل ليل الصحراء نشيداً وألق أدبي الرياض الثلاثاء27 أبريل توج (Re: Mohamed Abdelgaleel)
|
Quote: نحن أبناء الأقاليم والمناطق المهمشة، ثمة صورة نمطية لنا في أذهان إخوتنا من بعض أهل المركز (وأركز على بعض هذه)، وهي في الغالب صورة سالبة، فإذا أتيحت لك فرصة تصحيحها يتكالب عليك نفرٌ يسلقونك بألسنة حداد، إذ إن ذلك تمرداً يلحق الضرر بامتيازات هي خالصة لهم من دونك! أنا أدرك ذلك منذ وقت طويل، وكثيراً ما دخلت في مساجلات متنوعة مع إخوة كرام تعلمت منهم الكثير واثروا تجربتي، ولعلهم بالمثل ازدادوا تفهماً. حين نشر لي صديقنا الأستاذ كمال الجزولي في صحيفة الصحافة (أوائل عام 2000)، ورقة كنت أعددتها لسمنار علمي حول ثقافة المركز وثقافة الهامش - يوليو 1998 كانت الفكرة هي التنبيه إلى أخطاء توارثناها ونتعامل معها كمسلمات دون إدراك أو فهم عميق، وقراءة لتحولات ومتغيرات كثيرة تستدعى وقفة وتصحيحا، مع وعي متزايد وظلم ماحق، وأنه قد آن الأوان للكلام بصراحة حول المسكوت عنه، والتفكير بصوت عال، وبشكل جماعي حول موروثاتنا الثقافية وفي الجانب الحساس منها. الورقة إذن مطروحة في منبر علمي يؤخذ كلامها ويرد في المكان المناسب، ويجب أن تناقش ببرود علمي هادئ ومستنير! ما حدث أنني لم أشترك في السمنار المعني، لسبب ما،! وبعد عامين رأى أهميتها صديقنا كمال الجزولي فاستأذن في نشرها تعميماً للفائدة. الورقة أثارت لغطاً كثيراً وحراكاً ثقافياً مهماً، في نظري. أسعدني وآلمني أيضاً الهجوم الضاري الذي أصابني، وسعدت بالذين تولوا الدفاع عن أطروحتي، وأبانوا لي معلومات مهمة كنت أجهلها، وتعلمت منها الكثير. لم أردّ على أحد، ولم اعلق على ما قد قيل، قدحاً أو مدحاً، سعادتي كانت في أن رسالتي وصلت كأوضح ما تكون، وأن السكون والركود قد بدأ يتحرك، وان الناس صاروا يدركون ويفكرون بصوت عال. كان الهجوم وإلقاء التهم، والتجريح الشخصي دليل نجاح في لمس المواضع الحساسة والعصب الحي، وفتح الجراح التي رُمت على فساد، وأن الخطر الذي كان كامناً بدأ الناس يرونه رأي العين! ولم تمض غير خمس سنوات أو نحوها منذ كتابتها حتى بدت تتجسد، تباعاً كل ما حذرت منه، كان يمكن تفادي معظم الأضرار التي حدثت لو عقل أهل الحل والعقد ما حذرت منه وصرخت به أنا (النذير العريان)! |
| |
|
|
|
|
|
|
Re: عالم عباس جدل المعاني والنشيد يشعل ليل الصحراء نشيداً وألق أدبي الرياض الثلاثاء27 أبريل توج (Re: Mohamed Abdelgaleel)
|
درج النادي الأدبي بالرياض على الاحتفاء بضيوفه، لاحظت أن الاحتفاء كان زائداً عن المعتاد في ليلة عالم .. انتخــب النادي أحد كبار الشعراء ليرافق عالم في الأمسية، كمــا قدم لها رئيس النادي الدكتور/ عبدالله الوشمي، وعبداللـه أكاديمي وشاعر وأحد المهمومين بالشأن الثقــافي في المملكة كما أنه أحد أهم الناشطين العاملين على فتح النوافذ للثقافات العربية والعالمية في المملكة ولا يخفى رهانه على الثقافة.
ظل النادي يخصص نصف الوقت للقراءات والآخر للمداخلات، غير أن الحضور من الأكاديميين والشعراء والمثقفين قد أجمعوا في ذلك المساء على ضرورة إعطاء المزيد من الوقت للإستماع للقراءات من الشعر الصافي المقطر.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: عالم عباس جدل المعاني والنشيد يشعل ليل الصحراء نشيداً وألق أدبي الرياض الثلاثاء27 أبريل توج (Re: Mohamed Abdelgaleel)
|
تزداد القناعة بأهمية إمساك لحظة عالم في أدبي الرياض، فقد كانت لحظة مليئة بالإشارات الشفافة على مقدرة الكلمة (لو صدقت) على إعادة الاشياء إلى جادة الاستقامة.
استضاف النادي بعد عالم العديد من رموز الثقافة والشعر من المنطقة العربية والعالم بالأمس كان الشاعر المصري (المقيم بفرنسا) وبعض التشكيليين الفرنسيين والعرب ..
قرأ أحمد الشاعر:
أنحنى للبكاء السعيد على حجر أمى مثلما ينحنى الماثلون أمام الملوك وكما يرفع الأمراء عن الرأس تيجانهم أرفع القلب قبعة فى الهواء وكما ينزلون عن الخيل والخيلاء سأنزل عن صهوة الكبرياء ثلاثون عاماً وأحبو على ذكرياتى وأرضع من هدهدات النساء أنحنى للسهاد النبيل على وجه أمى مثلما ينحنى النبلاء أنحنى لليدين اللتين تدسان لى فى حقيبتى المدرسية كل شروق فطائر محشوة بالدعاء أنحنى للندى الليلكى الذى يتساقط من كفها فى يدي =============================
كانت أشعار عالم معلقة في مخيلة الحضور:
لكنما ليلاي أبعد ، والوطن ينأى مع الأيام، لكن الوطن ينمو، فيا ليلاي مع الايام أيكما الوطن
اليوم أسكر غربة وأنا احس الشمس ترضع من ثدي الغروب لو أنني حملتها بعضاً من الأشوق لاحترقت ضحى ولربما جنت، اذا لمحت حبيبي يغسل الاحزان عن جفن الدروب
عالم عباس
| |
|
|
|
|
|
|
Re: عالم عباس جدل المعاني والنشيد يشعل ليل الصحراء نشيداً وألق أدبي الرياض الثلاثاء27 أبريل توج (Re: Mohamed Abdelgaleel)
|
دعـني أنـيخ لك الـقصائد فـي محطات الزمان فاطـلق أســاري مُــرْ كـما تـهوى لـديْ، إذ ابـتـسمت قُــوىً تـكـاد الجِـنُّ تـرهبها وإذ ولّــــى زمــــان الـمـعـجـزات إنـــي إذا مــــا الــلـيـل خــــان وأضـاع طيفك في خضم عبابه - وهتفت باسمك مـا اسـتـجبت - أصـيح ، يـنبلج الـصباحُ خــــذنـــــي إلـــــيـــــك إنــي اصـلي مـرةً اخـرى لـتأخذي لـديك .. حـتى إذا صادفْتُ بـرقاً عـند بـسمتك التى ضـــن الــزمــان بــهــا عــلـىّ سـأذوبُ محترقاً سـعيدا فـي تـوهجها المقدس كـالــكـواكـب فـــــي الــســديـم لتظل نار البعث تخلق مـن رمادي عاشقا صهرته كالعشاق بالأشواق حتى ضاء في الليل البهيم
| |
|
|
|
|
|
|
Re: عالم عباس جدل المعاني والنشيد يشعل ليل الصحراء نشيداً وألق أدبي الرياض الثلاثاء27 أبريل توج (Re: Mohamed Abdelgaleel)
|
كتب جماع مردس عن عالم عباس:
يذكرني الشاعر السوداني الكبير عالم عباس محمد النور، دوما الشاعر السويسري فيليب جاكوتية وتحديدا ديوانه (الأرض هي وطننا) والذي قال عنه احد النقاد الفرنسيين (ليس جاكوتيه شاعر التمزقات المأسوية، ولا التحولات ولا الإنقطاعات، ولا المعضلات المجردة من كل مخرج. وانما تتمثل موهبته في القبض ، عند المستوي الأكثر تواضعا، والأكثر انفتاحا للوعي ، عند تجليات الغريزة التي تمكن الأشياء من الإنزلاق بعذوبة في الهواء صوب الأعالي )
لدي قراءة اشعار عالم عباس تجد في شعره فلسفة (تتبطن) العمل من الداخل، ، صيغ ومعان مفهومية، وهذا كله يمر عبر العلاقة مع الأشياء ، وفي شعره نحيي حضور الشئ المحسوس – الحضور المحسوس للشئ الحسي، شعر كالحلم توقظك كلماته المغسولة بالضوء ، كالنهار الذي تنتظر قدومه ، مليئة بالأمل كالساعة التي لم نعشها ، فيوض من المعاني الشفافة المترعة بأنواع من الأحساسيس والدلالات المتناغمة.
وهذا ما يقودنا لأن نتساءل لمن يكتب الشاعر .. للخاصة ام للعامة .. هذه الأسئلة ظلت تحتل مكانا خصبا في عقول الأدباء والنقاد ومناقشاتهم ومساجلاتهم في الماضي منذ العهد العباسي ومثال لذلك ما اثير عن شعر ابي تمام من جدل نقدي من خلال كتابي (الموازنة بين شعر ابي تمام والبحتري ) للأمدي ( واخبار ابي تمام للصولي) وكان ذلك في العصر العباسي الذي تشكلت فيه مدرستان شعريتان تقليدية وحداثية ، وازاء هاتين المدرستين او المذهبين الشعريين شكل اتجاهان احدهما ينتصر للغموض الذي يلازم الشعر ويعده شيئا داخلا في طبيعة الشعر ، والأخر ينتقده منتصرا للوضوح ، ولعل ابا اسحق ابراهيم بن هلال الصابي هو اوضح المنتصرين للغموض موقفا ، فقد عد الغموض سمة ( الشعر الفاخرة ) وذلك بقوله (افخر الشعر ما غمض فلم يعطك غرضه الا بعد مماطلة منه) كذلك عبدالقادر الجرجاني الذي ينتصر للغموض .
------------------------------------------
غضبٌ في السماء وقد صبّت الشمسُ من حقدها ما تشاء! شواظاً وناراً، فما ثَمَّ ماء!
لم يكن في السماوات من مطرٍ، فالسحاب جهامْ والأرض من غيظها برْقَعتْ وجهها تستفزُّ الأنام. هبّت الريح تتْرى، بأخْبثَ ما تحمل الريحُ، واستوثق المَحْلُ يسري، وشاع السقام. وعمّ الظلام. ودبَّ السهاد فلا نوم، فالنوم يقظان، سهران للموت، والموتُ أقسم ألا ينام!
| |
|
|
|
|
|
|
Re: عالم عباس جدل المعاني والنشيد يشعل ليل الصحراء نشيداً وألق أدبي الرياض الثلاثاء27 أبريل توج (Re: عبدالله الشقليني)
|
كتب عالم في الروزنامة - 10 يونيو 2008م ما يلي:
الخميس
وما زلت بالفاشر عرضة لمفاجآتها ..
فقد دعاني نادي الشعر بالمجمع الثقافي للقاء أعضائه، والاستماع لأشعارهم، وتبادل النقد والتذوق، فاشترطت أن تصلني القصائد مسبقاً ليكون لديَّ متسع من الوقت كي أنظر فيها بروية، إذ من الصعب أن تدلي برأي في قصائد تسمعها لأول مرة، وفي جلسة واحدة!
سعدت بمجموعة الأشعار الجيدة والناضجة والمبشرة التي قدمت لي، ومنيت نفسي بحوار ممتع في جلسة صغيرة مع شباب محب للشعر. لكن الأمر كان أكبر من تصوري! كان حفلاً كبيراً آخر، شارك فيه وزراء، ومستشارون، ومفوضون، ومعتمدون، وقادة أجهزة أمنية! وبعد أن قرأ الشعراء قصائدهم، وتحدث أهل الحل والعقد، دعوني إلى المنصة .. فأسقط في يدي!!
لم يكن ذلك في الحسبان، فقد أعددت نفسي لحديث أهل الأدب مع بعضهم البعض، في حلقة دافئة بالشعر والمحبة لا يتجاوز عدد أفرادها العشرة، لكن ها أنذا، فجأة، مطالب بالحديث وسط كل هذا الهيل والهيلمان!
إنتهزتها فرصة، فشكرت الحضور، وحمدت للمدينة أن تحترم رموزها، وتحتفي بتميزها. لكنني أضفت أنها يجب، أيضاً، أن تصون معالمها، ومن أشهرها نقعة الفاشر التي بناها السلطان عبد الرحمن الرشيد عام 1792م، ونقعة الخليفة محمد نور. فالأولى اختفت، وعفت آثارها، وحلت محلها الأكشاك والأطلال الشائهة! أما الأخرى فقد شيدت فيها مبان في غاية القبح! وحتى رهد تندلتي شوِّه منظره، واختنق بصفائح، وحوائط، وأكشاك، وبثور دميمة، بل وصار مواقفاً لسيارات (التيكو)! ومنذ أن شببنا كان أميز ما يميز الفاشر (آبار حجر قدو)، فكيف سمح المسئولون أن تدفن بالأكشاك الشوهاء، والدكاكين البائسة، فلا تبقى منها ولا بئر واحدة، ولو من باب الحفاظ على رمزية الموروث التاريخي، في مدينة يقتلها العطش، ولا يشرب (أرقى) أحيائها إلا مرة كل أسبوع؟! وشنأت ترك الحبل على غارب (العبقرية) الإستثمارية تحاصر حتى واجهات المدارس والمنتديات، بل والمجمع الثقافي نفسه، لا بالمكتبات وأكشاك الصحف، وإنما بكل ما لا يخطر على البال من كناتين وأبسطة وأكشاك خردوات! والأدهى أن تلك (العبقرية) تفتقت، أيضاً، عن مراحيض استثمارية عامة! فاعجب (لثقافة) تقتات من الخبائث!
أما ما ردَّ به المسئولون على انتقاداتي فسأمسك عنه، حتى لا تقولوا إن العذر أقبح من الذنب!
| |
|
|
|
|
|
|
Re: عالم عباس جدل المعاني والنشيد يشعل ليل الصحراء نشيداً وألق أدبي الرياض الثلاثاء27 أبريل توج (Re: Mohamed Abdelgaleel)
|
قرطبة إيه يا قرطبة! من بعض ما بين تاريخك المُشمّئزِّ وحاضرك المستفزِّ، وحسراتك الماطرة، وما بين ليل الكنائس، تجلي النواقيس في الفجر، توخز صمت المساجد مقهورةً، ثم تخنق أحلامها في حلوق المآذن، ينسرب الضوء منها، ويمضي بأوهامها الخاسرة! قرطبة، كنت فيها أسير، وأنّى يغرِّد طيرٌ، أطير. وحيث تلَفَّتُّ حولي، أجدك ، كما الريح حولي! أمامي وخلفي، وتحتي وفوقي، وتطربني الزقزقاتُ، هديل الحمائمْ. تبعثرني لغة الطير، لكنني في صراخ غيابك، لا يستقرُّ سوى الصمت حولي، فابكي وأبكي، وأبكي !
| |
|
|
|
|
|
|
Re: عالم عباس جدل المعاني والنشيد يشعل ليل الصحراء نشيداً وألق أدبي الرياض الثلاثاء27 أبريل توج (Re: Mohamed Abdelgaleel)
|
من أرشيف أخبار سودانيزونلاين:
في أمسية عكست عمق العلاقات الثقافية بين السودان والسعودية
عالم عباس والعسعوس يعطران أروقة النادي الأدبي بالرياض
استضاف النادي الأدبي بالرياض بالتعاون مع جمعية الصحفيين السودانيين والجمعية السودانية للثقافة والفنون والآداب الشاعر السوداني عالم عباس محمد نور والشاعر السعودي حمد العسعوس الخالدي في مساء الثلاثاء 27 أبريل 2010م، حيث جال الحضور على مدى سلعتين ما بين خيمة الحردلو وجرير والأعشى، وذلك عبر تواصل لمهرجان الإبداع السوداني السعودي وجسور التواصل الذي شهدته الساحة في الآونة الأخيرة.
ؤأدار االأمسية باقتدار الشاعر الدكتور عبدالله الوشمي رئيس النادي الأدبي بالرياض، فقدم محاضرة في السهل الممتنع والحضور الذهني المتقد.
بدأ الوشمي التقديم بكلمة ترحيبية أنيقة بالحضور وبالشاعر عالم عباس وزميله الشاعر حمد العسوس فارسي الليلة .. كما أعطى الحضور فكرة سريعة عن الأنشطة الثقافة الثرة التي انتظمت بالنادي في الآونة الأخيرة، والتي تضمنت عددا من الأنشطة الثقافية السودانية/بالتضامن مع جمعية الصحفيين السودانيين والجمعية السودانية للثقافة وللآداب والفنون.
ورحب بعد ذلك الشاعرعالم عباس بالحضور.. وقال: في رياض الشعر وفي حضرة هؤلاء الأعشى وأمرؤ القيس والمرقش .. وحضوركم أنتم يجب التواضع.. نحن في مكان يتنفس الشعر بشكل مختلف .. نحن من التخوم العربية .. ولكن نحن أيضاً نقول الشعر كما يجب أن يكون، ثم ألقى بعد ذلك عددًا من قصائده التي نالت اهتمام الحضور وإعجابهم.
وألقي الشاعر العسعوس دررًا من قصائده بأسلوب أنيق، وقدم اعترافًا حول إحدى قصائده، مما جعله محل التقدير لشجاعته.
وشارك بمداخلات قيمة كل من الأستاذ الصحفي معاوية يس والدكتورة شيراز محمد عبد الحي والصحفية هويدا التوم والدكتور محمد الحسن والأستاذ محمد العليان.
وعلق الشاعران على المداخلات تعليقات متعمقة، وأبان الأستاذ عالم عباس علاقته بالراحل المقيم الشاعر محمد عبدالحي الذي عده ثاني اثنين أحدثا ثورة في الشعر السوداني مع الشاعر الكبير التجاني يوسف بشير، وأكد أنه امتداد لجيل العباقرة مثل عبد الله الطيب ومحمد المهدي المجذوب، وفي مرحلة تالية الشاعر، مصطفى سند وأشار إلى أن ملحمة (العودة إلى سنار) للشاعر محمد عبدالحي تمثل أنموذجا في تناول قضية الهوية السودانية في الشعر، مع ما قدمه الشاعر الفذ النور عثمان أبكر من إسهام في هذا الاتجاه.
وقد اتفقت الآراء على أن هذه الأمسية عكست بصورة جلية عمق العلاقات الثقافية بين البلدين الشقيقين، وأكد الأستاذ إسماعيل محمد علي أن الجمعية حريصة على أن يكون المثقفون في السودان والسعودية على تواصل مع المشهد الثقافي فيهما، لكون الثقافة جسر تواصل بين الشعوب له فاعليته وتأثيره.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: عالم عباس جدل المعاني والنشيد يشعل ليل الصحراء نشيداً وألق أدبي الرياض الثلاثاء27 أبريل توج (Re: Mohamed Abdelgaleel)
|
جاء بصحيفة الرياض السعودية بتاريخ 24 أبريل 2010م ما يلي:
حوار الإعلام والرواية والشعر أسبوع ثقافي جديد في أدبي الرياض عبدالله الوشميثقافة اليوم – محمد المرزوقي
بعد أن فرغ نادي الرياض الأدبي الثقافي من إقامة ملتقاه عن النقد الأدبي في دورته الثالث، فقد انصرف النادي إلى إقامة أسبوع ثقافي جديد متنوع الفعاليات، وذلك عبر ثلاث أمسيات سيقيمها النادي خلال هذا الأسبوع .
وقد أوضح رئيس النادي الدكتور عبدالله الوشمي بأن النادي يقيم الليلة محاضرة بعنوان "مشروع صحيفة الشرق" يقدمها الإعلامي قينان الغامدي، كما يقيم النادي يوم الاثنين أمسية ثقافية للشاعر فؤاد رفقة والروائي نجم والي، وذلك بالتعاون مع السفارة الألمانية، حيث تأتي هذه الأمسية ضمن الشراكات الثقافية التي ينفذها النادي مع الجهات المختلفة.
وأضاف الوشمي: سيقيم النادي يوم الثلاثاء القادم أمسية شعرية لكل من الشاعرين الأستاذ عالم عباس محمد نور رئيس اتحاد الكتاب السودانيين والشاعر حمد العسعوس، وذلك بالتعاون مع جمعية الصحفيين السودانيين بالمملكة،كما سيوقع الأستاذ حمد العسعوس بعد الأمسية ديوانه الجديد (رسائل الفصل الأخير)..مشيرا إلى أن النادي ما يزال يستقبل بناء قاعدة معلوماتية واسعة للأدباء والمثقفين.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: عالم عباس جدل المعاني والنشيد يشعل ليل الصحراء نشيداً وألق أدبي الرياض الثلاثاء27 أبريل توج (Re: عبدالله الشقليني)
|
(1)في انتظار الكتابة
في انتظار الكتابة جلستُ على خِنجرٍ صَدِئٍ سَمْمَتْه الكآبةْ
(2) حديد القصيد
لايفُلُّ القصيدَ الحديدُ ولا النارُ إنَّ القصيدَ عنيد !
(3) شمس الكلام
ما يفُلُّ القصيد هو الصمتُ، لا الموتُ ،
فأشرِق بشمسِ الكلام ، وإمَّا اكتويتَ بجمرِ التجاهُلْ غرِّدْ، وإمّا احترقتَ بجمرِ الحُروف العصيّة أورِقْ وإمّا انفجرتَ فأبرِقْ وإن طرْتَ حَلِّقْ،
فإن شبَّ فيكَ جحيم القلقْ وقد ناوشَتْكَ رماح الأرقْ وقد جرّحتْكَ السهامْ فإن شئتَ ألاّ تهونَ على الموت فامسِكْ بحبل القصيدْ فإن هَلَّ هلّلْ وإن قَلَّ حوْقِلْ وإن ثار، ثِبْ، قائماً في المقامْ وردِّدْ على خاتَمِ المُرسلينَ السلامْ لعلَّ ثمارَ الكلام يكون الخِتام ْ. ------------------------------------ الاخ الأستاذ/ عبدالله الشقليني - تحياتي،
كلمات تولد من جديد مع كل قراءة لتبعث في النفس شوطاً من الوعي الفعال
| |
|
|
|
|
|
|
Re: عالم عباس جدل المعاني والنشيد يشعل ليل الصحراء نشيداً وألق أدبي الرياض الثلاثاء27 أبريل توج (Re: صلاح هاشم السعيد)
|
الأخ الأستاذ صلاح هاشم السعيد، تحياتي لك،
تعجبني مداخلاتك فهي دائماً كثيفة محتوى ومبنى، وكل منها تحتاج قعدة في الواطة لتفكيك طبقاتها:
(الوعي بالفارق) (طريقة التعاطي) (إمتلاك جدلية التعايش) (القبيلة الوطن) (الدين الوطن) (الفكرة الوطن)
.............. .............. ............. .............. ............. وهكذا كل عبارة رأس لموضوع وحوار طويل على (الجغرافيا ذات البعد المادي المحايد) فكيف الإنتقال من (حالة اللا وطن إلى الوطن) وطن يستوعب القبيلة والدين والثقافة وينسجم على عتبات الوعي والأفق الإنساني البعيد الذي يدرأ عنا (ترف مدن الثراء البعيد الباذخ)
سأعود في وقت يسمح بالوقوف .. آملا ألا تضيق العبارة كما ضــــاق الوطن حتى الآن
| |
|
|
|
|
|
|
Re: عالم عباس جدل المعاني والنشيد يشعل ليل الصحراء نشيداً وألق أدبي الرياض الثلاثاء27 أبريل توج (Re: Mohamed Abdelgaleel)
|
كتب صلاح هاشم السعيد:
حباً في عالم عباس قد يبذل الشعر جهداً كي يغادر محطة "الموت" ـ وكأن الشعر بعد (وقائع ما بعد حرب البسوس) لن يظل كالسابق ـ مسالك الشعر عند عالم عباس لا تعرف حدوداً ـ كأنما "الفتح" لغته، إيحاءاته ما ورائية تنقال "إشارة" ـ وعد لانطلاقة "ما" للتفكير بتجاوزات الألفاظ "الأكثر خفاء" كعلائق خلخلة في (بنائية النص) وإيحاءاته الدلالية كـ(خاصية) صدام "جارحة" وليست تدويناً بالصفح في كل الأحوال، لكن المهم "جرد الحساب" والاستقدام "المر" والفريد للنص القرآني في بناء حداثي "مقاوم" خارج المدرك المعتاد لمفردات اللغة.
| |
|
|
|
|
|
|
|