|
Re: من الادب الافريقي (Re: أحمد أمين)
|
يطلقون عليه ( صوت إفريقيا) لقاء مع الروائي النيجيري أجينوا آتشيبي: أحلم بحضارة نشارك جميعاً في صنعها!!
«أجينوا آتشيبي» «الأب المؤسس للادب الافريقي باللغة الانجليزية» على حد وصف فيلسوف جامعة هارفارد الأمريكية أنطوني أبياه أو «صوت افريقيا» كما وصفه الروائيون والكتّاب الافارقة، ويمكن تتبع أثر هذا الكاتب النيجيري البارز بصورة جيدة باعتباره الموجه الاول في خمسينيات القرن الماضي لرواية جويس كاري الشهيرة «السيد جونسون» التي دارت أحداثها في نيجيريا مسقط رأس أتشيبي. وقد قرأ الكاتب النيجيري البارز آتشيبي هذه الرواية أثناء دراسته الجامعية في أبيدجان عاصمة كوت ديفوار خلال العام الاخير للاستعمار البريطاني لنيجيريا، وكان المقرر الدراسي في الجامعة يتضمن الكثير من الادباء البريطانيين مثل شكسبير وكولريدج ووردزورث ولكن كان كتاب «السيد جونسون» هو أحد الكتب القليلة التي تتحدث عن افريقيا، وكانت مجلة تايم الأمريكية قد أعلنت أن رواية « السيد جونسون» هي «أفضل ما كتب عن افريقيا على الاطلاق» ولكن آتشيبي وزملاءه كان لهم رد فعل مختلف، فهؤلاء الافارقة الذين كانوا يدرسون الادب في جامعة أبيدجان رأوا أن الكتاب يصور بطل نيجيريا باعتباره «أحمق ومرتبك» على حد تعبير آتشيبي نفسه في كتابه «الوطن والمنفى». كتب آتشيبي يقول: «فتحت عيناي على حقيقة أن وطني يتعرض لهجوم ولم يكن الهجوم يستهدف مجرد المنازل والمدن ولكن الاكثر أهمية أنه كان يستهدف قصة نهوض الوطن»، وفي عام 1958 رد آتشيبي على رواية « السيد جونسون» برواية عن نيجيريا حملت عنواناً يقول «تداعي الاشياء» Things Fall Apart الذي كان من أوائل الكتب التي حكت قصة الاستعمار الاوروبي لافريقيا من منظور افريقي، وقد تحول هذا الكتاب فيما بعد إلى واحد من كلاسيكيات الادب العالمي حيث جرت ترجمته إلى أكثر من خمسين لغة حول العالم، وكان كتاب « تداعي الاشياء» نقطة تحول بالنسبة للكتاب الافارقة الذين بدأوا في الخمسينيات والستينيات العودة بالادب الروائي إلى ما يسمى «بالقارة السوداء»، والحقيقة أن آتشيبي شجع الكتاب في العالم الثالث على البقاء في بلادهم والكتابة عنها بطريقة تساعد في تحقيق التوازن المطلوب، وفيما يلي نص الحوار الذي أجراه آتشيبي مع كاتي باكون من مجلة «أتلانتيك مانثلي» الادبية حول تجربته في عالم الابداع الروائي: * أطلقوا عليك لقب مؤسس الادب الافريقي، كما أن رواية « تداعي الاشياء» ما زالت تحتفظ ببريقها رغم مرور عشرات السنوات على كتابتها، فهل فوجئت بما كان لهامن تأثير؟ نعم، في البداية فوجئت، فلم يكن عند صدور هذه الرواية أدباً افريقياً بالصورة التي نعرفها اليوم. ولم يكن لديَّ أدنى فكرة عندما كنت أكتب هذه الرواية ان كانت ستقبل أو حتى ستنشر من الاساس، فقد كان كل شيء جديداً، ولم يكن هناك شيء يمكن من خلاله توقع الصدى الذي يمكن أن تحققه الرواية، بعد فترة بدأت أفهم لماذا كان لهذا العمل كل هذا الصدى، وبدأت أفهم تاريخي بصورة أفضل، عندما كتبت تلك الرواية كنت خبيراً في تاريخ العالم، كنت شاباً، عرفت ان لديَّ قصة ولكنني لم أكن أعرف إلى أي مدى يمكن أن تتماشى هذه القصة مع قصة العالم، فقد كان معناها بالنسبة للشعب الذي انتمي إليه واضحاً ولكنني لم أعرف شيئاً عن معناها بالنسبة لشعوب العالم الاخرى ولا عن الطريقة التي تجاوبوا بها معها، لم أكن أعرف هل ستحمل هذه الرواية أي صدى أو معنى بالنسبة لهم؟ والحقيقة أنني أدركت فيما بعد أنه كان لها معنى وصدى لدى شعوب العالم الاخرى. * ولكن من الواضح أن الشعوب التي لم تعان من الاستعمار تجاوبت مع روايتك أيضاً؟ هناك أشكال كثيرة للقهر وهناك طرق كثيرة جداً جداً يمكن من خلالها حرمان الناس أو جعلهم ضحايا بصورة أو بأخرى، فالامر لا يقتصر على الاستعمار المباشر فقط، فبمجرد أن تسمح لنفسك بالتوحد مع الناس في الرواية فسوف تبدأ في رؤية نفسك في الرواية حتى لو كانت هذه الرواية تبدو من على السطح بعيدة عن موقفك، وهذا هو ما أحاول تعليمه لتلاميذي في الجامعة، وهذا أحد أعظم الاشياء التي يمكن أن يفعلها الادب، فهو يستطيع أن يجعلنا نتوحد مع شخص آخر لا يشبهنا، وإذا فعل العمل الادبي ذلك فقد حقق المعجزة بالفعل، انا أقول لتلاميذي أنه ليس من الصعب أن تتوحد مع شخص ما يشبهك او يسكن إلى جوارك أو تحبه، ولكن الاكثر صعوبة بالفعل أن تتوحد مع شخص آخر لا تراه ويعيش بعيدا عنك جدا ويختلف عنك في اللون ويأكل أنواعاً مختلفة من الطعام، عندما تبدأ في عمل ذلك يكون الادب قد حقق غايته القصوى. استعادة الهوية * في رواية «تداعي الاشياء» كتبت في وصف الرجل الابيض تقول: «يمسك بسكين ليضعها في الاشياء التي تجمعنا معا لنسقط جميعا»، فهل الامور ما زالت بنفس الحدة أم أن الجراح بدأت تلتئم؟ ما كنت أشير إليه أو ما يشير إليه الراوي في هذه الرواية هو عملية قلب المجتمع رأساً على عقب في افريقيا وتحطيم النظام الاجتماعي، فقد اضطرب المجتمع في قرية أوموفيا التي جرت فيها أحداث رواية «تداعي الاشياء» بسبب قدوم الحكومات الاوروبية والبعثات التبشيرية المسيحية وهكذا، ولم يكن هذا الاضطراب أو الخلل الاجتماعي مؤقتا فقد كان في لحظة من اللحظات بمثابة تغيير كامل لنظام المجتمع، ولكي أعطي لك مثالا من نيجيريا يوضح رؤيتي أقول إن شعب أجبو الذي يسكن نيجيريا كان ينظم نفسه في مجموعات صغيرة يعيشون خلالها سواء في مدن صغيرة أ وفي قرى صغيرة وكل واحدة تحكم نفسها بنفسها، ولكن مع قدوم الاحتلال البريطاني فقد تم ضم أراضي شعب أجبو إلى أراضي شعوب أخرى لتكوين دولة نيجيريا التي ضمت شعوبا افريقية تختلف عن بعضها البعض في اللغة والدين والثقافة والعادات والتقاليد، ونتيجة مثل هذا العمل لا يمكن علاجها بسرعة، فلكي يعيد المجتمع تنظيم نفسه مرة أخرى عليه أن يتعلم حقائق جديدة تماما وأن يكيف نفسه مع متطلبات هذه الحقائق الجديدة التي هي الدولة التي تسمى نيجيريا، فقد أجبر الاحتلال البريطاني قوميات مختلفة لكل منها عاداتها وتقاليدها ودياناتها على العيش معا، ولذلك وبعد خمسين عاما من الاستقلال ورحيل الاستعمار البريطاني تحاول هذه الشعوب في نيجيريا استعادة هويتها مرة أخرى وبصورة مفاجئة، إذن فالمشكلات التي تواجهها نيجيريا حاليا يمكن اعتبارها نتيجة للجهود التي بذلها الحكم الاستعماري لتكوين دولة جديدة، والحقيقة أنه لا يوجد اي مؤشر على نجاح أو فشل هذا، فالامر كله نسبي ويتوقف على الزاوية التي تنظر منها على الموقف ككل، وربما يسمع البعض شخصا ما يسأل: ما هو الوقت الذي تحتاجه هذه الشعوب الافريقية لكي تتحد معا؟ الحقيقة أن مثل هذا الامر يحتاج إلى وقت طويل جدا جدا لان الامر ينطوي بالفعل على كثير من المعوقات والاضطرابات فتمضي هذه الشعوب خطوة واحدة للأمام ثم تتراجع ثلاث خطوات للوراء. تبرير العبودية * في كتابك الاخير «الوطن والمنفى» تحدثت عن الطرق التي صور بها الكتّاب البريطانيون أمثال جوزيف كونراد وجويس كاري الافارقة على مدى عدة قرون.. فما هو غرضهم من تصوير الافارقة بهذه الصورة السيئة؟ الحقيقة أنهم كانوا بالفعل يخدمون أغراضا محددة، فعلى مدى مئات السنين أسفرت العلاقة بين أوروبا وافريقيا عن نوع من الادب يقدم افريقيا في صورة شديدة السوء ويقدم الافارقة بكلمات شديدة الفظاعة، والسبب في ذلك كان حاجة الاوروبيين إلى تبرير العبودية وتجارة العبيد التي كانوا يمارسونها في حق الافارقة، فقد كانت قسوة هذه التجارة قد بدأت تثير اضطراب البعض في أوروبا، وبدأ بعض الناس يتساءلون عن مدى إنسانية هذه التجارة غير الأنسانية، ولكنها كانت في الوقت نفسه تجارة مربحة جدا لذلك بدأ الناس المتورطون فيها يدافعون عنها ويضغطون على الناس لتأييدها وإيجاد مبرر لها، وقد كان تبرير مثل هذه التجارة او إيجاد عذر لممارستها مهمة شاقة لذلك كانت الخطوات التي اتخذت من أجل الوصول إلى هذا الهدف متطرفة جدا، فقد كان هناك اوروبيون على سبيل المثال يقولون إن الافارقة ليسوا بشرا وأنهم لا يشبهون الانسان الاوروبي. رؤية جديدة * كتبت في كتابك الوطن والمنفى تقول: «بعد فترة قصيرة من السكون وقليل من الشك في الذات بشأن المهمة الاستعمارية القديمة بدأ الغرب مرة أخرى يستعد لمحاولة استئناف مونولوجه القديم في العالم» فهل بدأ بعض الكتاب في الغرب بالفعل التراجع ومحاولة طرح نظرتهم للقصص الافريقية برؤية جديدة أخرى؟ هذا التقليد الذي أتحدث عنه استمر لمئات السنين والكثير من الاجيال نشأت عليه. عندما يتجمع أي تقليد معين ليصبح قويا بما يكفي لاستمراره مئات السنين فأنت لا تستطيع التخلص منه في يوم واحد، وعندما بدأ الرد الافريقي على هذا الموقف المتحيز للادب الغربي اعتقدت أنه سيكون هناك توقف فوري من جانب الغرب كما لو أنهم سيقولون: حسنا سوف نوقف رواية هذه القصة لأننا رأينا أن هناك قصة أخرى، ولكن بعد فترة كانت هناك بداية جديدة محددة ليست بالقطع عودة كاملة ولكن شيء ما كرد فعل للقصة الافريقية لا يستطيع بالطبع الذهاب إلى نفس مسافة التقليد الاصلي الذي رد عليه الافارقة. كان هناك رد فعل على رد الفعل وسيكون هناك المزيد من ردود الافعال على ذلك، واعتقد أن الامر سيستمر بهذه الطريقة حتى يتحقق ما أسميه توازن القصص، وهذا بالتحديد هو ما أتمنى رؤيته خلال القرن الحالي أي توازن القصص بحيث يمكن لكل شعب من شعوب العالم أن يحدد ملامحه بحيث لا يكون ضحية لحسابات شعب آخر، وهذا بالتأكيد لا يعني القول بأنه ليس من حق أحد أن يكتب عن الآخر بل إنني أعتقد أنه يجب ان يكتب الجميع عن بعضهم البعض. الفائز والمهزوم * هذا هو ما بدأ بالفعل برواية «تداعي الاشياء» وغيرها من كتابات الافارقة خلال خمسينيات القرن الماضي؟ نعم، هذا ما حدث بالفعل، ولكننا في ذلك الوقت لم يكن واضحا أمامنا بصورة كاملة ما نفعل على وجه التحديد، نحن كنا ببساطة نكتب قصصنا، ولكن القصة الاكبر كانت في كيفية ترابط هذه القصص المتنوعة معا. لقد أدركنا واعترفنا انه لم تكن قصص الشعوب الخاضعة للاستعمار فقط هي المقموعة، ولكن هناك شعوب عديدة في مختلف أنحاء العالم لا تتحدث، وهي لا تتحدث ليس لانه ليس لديها ما تقوله ولكن عليها ببساطة أن تشارك في تقسيم القوى لان رواية القصة لا تتم إلا في وجود القوة، ومن سيفوز سيروي القصة ومن سيهزم لن يسمعه أحد، ولكن يجب أن تتغير هذه القاعدة، فمن مصلحة أي شخص بما في ذلك الفائزون معرفة القصة الاخرى وان هناك قصة أخرى بالفعل. إذا استمعت إلى جانب واحد فقط من القصة فلن تفهم شيئا على الاطلاق. القوى الثقافية * أنت تتحدث عن تحولات القوة، فهل يعني هذا أنه سيكون هناك توازن للقوى الثقافية في العالم أكثر مما هو عليه الآن؟ حسناً، إنه ليس تحول في هيكل القوة، فأنا لا أفكر ببساطة في القوة السياسية، فالتحول في القوة سوف يخلق قصصا ولكن القصص سوف تخلق أيضا تحولا في القوة، إذن فهذا يعني أن كل عنصر يلغي الآخر، وسيصبح العالم أكثر ثراءً مما هو عليه الآن. * هل ترى أنه يمكن ظهور هذا التوازن في القوى في ظل العولمة واستيراد الثقافة الامريكية حول العالم؟ هذه هي المشكلة الحقيقية، فالقبول بكل الافكار الامريكية والثقافة والسلوك الامريكي من جانب شعوب العالم لن يؤدي إلى هذا النوع من توازن القوى الثقافية كما لن يساعد العالم في الوقت نفسه، فالناس قيدت نفسها برؤية واحدة للعالم تأتي من مكان مختلف، وهذا هو الشيء الذي يجب علينا محاربته طوال مسيرتنا سواء ككتاب أو كمواطنين، لأنه ليس فقط الفن أو الادب هو الذي يستأثر بهذا، وانا أعتقد أن مثل هذا التقيد برؤية ثقافية واحدة لن يكون في مصلحة المجتمعات التي تخلت عن نفسها. ديكتاتورية مختلفة * يقول الشاعر إيكيم في قصيدته «كثبان السافانا» ان الفشل الاول لحكومتنا كان الفشل لحكامنا في إقامة روابط داخلية مع هذه الدولة الفقيرة المقهورة مع هذه القلوب المجهدة التي تنبض في صدر هذه الامة»، وهل هذا ينطبق على نيجيريا اليوم؟ نعم هذا إلى حد كبير هو الموقف في نيجيريا اليوم، فالبريطانيون سلموا الحكم إلى مجموعة صغيرة من الناس المتعلمين الذين أصبحوا الحكام للبلاد، وما تحدث عنه إيكيم هو المسافة التي تفصل بين هذه الطبقة الحاكمة الجديدة والشعب النيجيري، وما يجب أن يتم هو إعادة الربط بين الطرفين مرة أخرى، بحيث يرى هؤلاء الذين يقبضون على السلطة العلاقة المباشرة مع الناس الذين حصلوا على السلطة باسمهم، وهذا الاتصال لن يحدث تلقائيا ولن يحدث في كثير من الاحوال، وفي حالة نيجيريا فإن حكومة الجنرال سان أباتشا السابقة كانت مثالا جيدا، فالقصة التي خرجت من فترة حكم هذا الديكتاتور كانت تحكي كيف تتحول دولة غنية تمتلك ثروات كبيرة مثل نيجيريا إلى دولة فقيرة وبائسة بسبب تحويل ثروات البلاد إلى الحساب المصرفي الخاص بالديكتاتور في بنوك أوروبا في الوقت الذي تتدهور فيه كل الخدمات العامة في البلاد من تعليم وصحة وطرق واتصالات، فهذا ليس سلوك شخص يرى نفسه خادماً للشعب النيجيري، فقد تم ترك البنية الاساسية للبلاد حتى انهارت تماما لان أنانية شخص واحد كانت في حاجة إلى وضع مليارات الدولارات في حسابه الخاص. أوباسانجو * ما رأيك في الرئيس النيجيري الحالي أوباسانجو؟ وهل أنت أقل تفاؤلا بالنسبة له الآن عما كنت عليه عندما انتخب رئيسا لنيجيريا في مايو عام 1999؟ عندما تحدثت عن الحكام الذين يثيرون الصراع الديني لم أكن اتحدث عنه على الرغم من وجود الكثير من الامور التي يتحمل مسؤوليتها، ولكنني اعتقد أنه يتولى مهمة شديدة الصعوبة، فما حدث لنيجيريا خلال العشرين عاما الماضية كان مأساويا فعلا، وبعض الخطوات التي تم اتخاذها جيدة، وما زالت هناك خطوات يجب أن تتخذ وربما بسرعة أعلى، ولكن من السهل أن تقول هذا عندما تكون تتحدث من مكان بعيد عن مكان الاحداث الفعلية. إن قيادة دولة ديناميكية مثل نيجيريا التي تضم حوالي مائة مليون نسمة ليست نزهة. استخدام اللغة الإنجليزية * في حوار لها قالت أديبة جنوب افريقيا وصاحبة جائزة نوبل في الادب نادين جورديمر: «يستخدم الكتاب السود الذين كانوا ضحايا للاستعمار اللغة الانجليزية بصورة صارخة في كتاباتهم على الرغم من وجود لغات إفريقية يمكنهم اختيار احداها للكتابة، ولكنني اعتقد أنه بمجرد أن تتقن لغتك فإنه يمكن استخدامها ضدك ولكنك يمكن أن تحرر نفسك وتستخدمها كما يفعل الكتاب السود»، فهل توافق على ذلك؟ نعم اوافق تماما، فاللغة الانجليزية هي اللغة التي أمضيت عمرك في تعلمها واستيعابها لذلك فسيكون من الحماقة ألا تستخدمها، أيضا فإنه بالمنطق الاستعماري والتحرر من الاستعمار فإنها تصبح سلاحا قويا في المعركة من أجل استرداد حقوقك، فالانجليزية كانت لغة الاستعمار ذاته، وانت لا تستخدمها ببساطة لانك امتلكتها بطريقة ما ولكنك تستخدمها باعتبارها شيئاً يمكن أن تزعم أنها سلاح فعال في مواجهة الاستعمار. * كتبت أن الكاتب الغاني أما أتا يقف في «الجانب الصواب مؤيداً الفقراء والمهمشين وهم الناس الذين لا يمثلون شيئا بالنسبة للاديب صاحب نوبل في إس نايبول الذي لا يجد أي مشكلة في السخرية من هؤلاء المهمشين ويدق على رؤوسهم بمطرقة مميتة»، فهل تعتقد أن كاتبا من دولة مثل نيجيريا لديه العذر الاخلاقي ليكتب عن دولته بطريقة ما؟ لا، لا يوجد أي عذر أخلاقي للكتابة بطريقة ما، ولكنني أجد عذرا أخلاقيا بالطبع عندما لا تقف إلى جانب ذوي القوة ضد الضعفاء العزل من القوة. تشويه الصورة * هناك من يقول إن التغطية الإعلامية لافريقيا أحادية الجانب بحيث تركز على المجاعات والاضطرابات الاجتماعية والسياسية والعنف وتتجاهل المنظمات والدول التي تعمل بجد في القارة، فهل تتفق مع هذا الرأي؟ وإذا كنت كذلك فما هو تأثير مثل هذه التغطية؟ بالطبع أتفق مع هذا الرأي، واعتقد أن مثل هذه التغطية تخلق نوعا من التعب سواء كان تعبا خيريا أو تعبا تجاه كونك خيِّرا بالنسبة لهؤلاء الناس سيئ الحظ، أعتقد أنه نوع من الشفقة، والسبب وراء هذا التركيز على فشل الافريقيين هو نفس الشيء الذي تحدثنا عنه من قبل وهو الميل الاوروبي لتصوير الافريقي في صورة سيئة، أو تصوير افريقيا باعتبارها مكانا مختلفا عن باقي بلدان العالم. مكان لا يعترف فيه بالانسانية، فعندما تأتي كلمة افريقيا يتصور الناس صوراً معينة، فإذا شاهدت صوراً لمنازل جميلة في لاجوس بنيجيريا فلن تتفق هذه الصور مع الصورة التقليدية المرسومة في ذهنك مسبقا عن هذه المدينة الافريقية، فالمنازل الجميلة لا تتماشى على الاطلاق مع الصورة التي تبحث عنها لمجموعة من اللاجئين الذين يعيشون في أماكن قذرة، وهذا هو ما يتوقعه العالم من أي صحفي يذهب لتغطية الحياة في مدينة إفريقية، والآن إذا أردت أن تغطي الحياة في أمريكا فلن تركز على الفقراء والبائسين الذين تلتقى بهم كل يوم، فأنت ترى هذا البؤس مرة واحدة وربما تتحدث مع أحدهم ولكن باقي الوقت انت تتحدث عن أشياء أخرى. إنها القدرة على رؤية تعقيدات أي مكان وهي القدرة التي لا يمتلكها العالم عندما ينظر إلى افريقيا بسبب تراكم مئات السنين من الصور التي استقبلها العالم عن افريقيا، والنتيجة أن العالم لا يعرف افريقيا الحقيقية، إذا كنت افريقيا أو عشت في افريقيا فستكون لديك القدرة على معرفة الصورة الحقيقية لافريقيا وسترفض هذه الانباء السيئة التي تصر وسائل الإعلام على بثها عن هذه القارة دون سواها لانك تعرف أن هناك أنباء جيدة في القارة تستحق أن تنقل للعالم، وهذا لا يعني أنه لا توجد أنباء سيئة في افريقيا فأنا لا أقول هذا، ولكنها توجد إلى جانب أشياء أخرى إيجابية، فإفريقيا ليست مكانا بسيطا والناس تريد تبسيطها، افريقيا معقدة جدا، والاشياءالسيئة التي تقع في القارة يجب تغطيتها ولكن هناك أيضاً أشياء إيجابية تحدث، والحقيقة أن هذا مرتبط بخلل موازين القوى الذي تحدثنا عنه من قبل، فالناس الذين يستهلكون الاخبار في الغرب لا يهمهم كثيرا معرفة انباء ما تحققه باقي مناطق العالم من نجاحات، وهؤلاء القادرون على إرسال البعثات الاعلامية لاعداد الرسائل والتغطيات الاخبارية إلى افريقيا حريصون على نقل الصور التي تتفق مع التصورات المسبقة لعملائهم عن مختلف مناطق العالم، فلا توجد دولة إفريقية قادرة على إرسال فريق تلفزيوني إلى أمريكا لتصوير ما بها من كوارث ولكن تلفزيونات هذه الدول الافريقية تعتمد على ما تبعثه لها أمريكا من صور للنجاح والقوة الذي يغطي كل شبر في أمريكا على غير الواقع بالتأكيد. تبرير الكسل الغربي * ذكرت أن هذا النوع من الادب استخدم لتبرير العبودية والاستعمار، فلأي غرض تستخدم التغطية الاعلامية الغربية السلبية لافريقيا؟ تستخدم هذه التغطية السلبية لتبرير الكسل الغربي عن تحمل مسؤوليته تجاه إفريقيا وغيرها من مناطق العالم التي تحتاج إلى مساعدة، فالاوروبي عندما يرى مثل هذه الصور يسأل نفسه: لماذا أهتم بإفريقيا؟ فلا شيء ينفع هناك ولا شيء سينفع حتى في المستقبل، وهناك قلة من الناس تفكر بهذه الطريقة وربما يكونون يؤيدون هذا الاتجاه ويعملون على نشره، ولكن حتى لو لم يكن هناك من يعمل على نشره فهو ينتشر بنفسه، فقد أصبح عادة عقلية. ذاكرة الوطن * قلت في حوار مع صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية: «سأكون حزينا جدا إذا ما اضطررت للعيش في أمريكا أو اوروبا، فالعلاقة بيني وبين المجتمع الذي أكتب عنه يجب أن تكون حميمة جدا وهي ضرورية جدا» فماذا كان الحال بالنسبة لك وانت تكتب كتابك الاخير «الوطن والمنفى» وأنت خارج بلدك؟ ربما يبدو الامر منطقيا أن أقول إنني لا استطيع أن أكتب خارج نيجيريا، ولكن هذا ليس حقيقياً تماما، ولكنني اعتقد أن ما اقصده هو أن وجودي في نيجيريا يغذيني باستمرار بالقدرة على الكتابة، وهذا النوع من التغذية لا يمكن أن تحصل عليه من أي مكان آخر، ولكن هذا لا يعني على الاطلاق أنك لن تكون قادرا على العمل خارج البلد، ولكنك ستواصل العمل بما هو متاح لك سواء عبر الذاكرة او عبر ما يصل إليك من أنباء الوطن أو من الخيال حتى، والآن السؤال ذي الصلة الذي يجب أن تطرحه هو: لماذا لا تكتب رواية عن أمريكا؟ والسبب في ذلك ليس ببساطة لانني لا أريد «ان ابيع الماء في حارة السقايين» ولكنه تطبيق لما تحدثنا عنه من توازن القوى الثقافية، فأمريكا لا ينقصها الكتّاب الذين يكتبون عنها الروايات، لذلك فأنا ارى أنه سيكون من الحماقة والسفه أن أبدد وقتي وجهدي في كتابة رواية عن مجتمع لا يحتاج إلى أن اكتب أنا عنه، وهذا هو السبب في موقفي وهو ليس موقف عاطفي ولكنه موقف عقلاني، فأنا لا أعتزم كتابة رواية عن أمريكا لأن ذلك سيستنفد جزءاً من الطاقة القليلة التي احتاج إليها للكتابة عن أشخاص لا يجدون من يكتب عنهم. الصدمة * هل الحياة هنا (بأمريكا) غيرت الطريقة التي تفكر بها في نيجيريا؟ يجب أن تفعل بكل تأكيد، لكن هذا ليس الشيء الذي يمكنك وزنه ولا قياسه، فأنا على سبيل المثال صدمت من الطريقة التي يتم بها إدارة التحول السياسي في أمريكا، لا أعتقد ان احدا ممن يعيشون في أمريكا يمكن أن يشعر بتلك الصدمة إذا لم يكن قادما من حيث جئت أنا حيث لا يمكن أن يتم تحول سياسي هناك بسلام. أتمنى ان تتعلم نيجيريا ذلك، وهناك أشياء أخرى بالتأكيد تتمنى أن يعلمها الامريكيون عن النيجيريين مثل قيمة الشعب كشعب، فالشعب النيجيري دائما مغيب عند التفكير في نيجيريا ولا يتم التفكير في هذه الدولة إلا من خلال حكومتها، وهذا شيء أتمنى من كل قلبي أن يدركه الامريكيون. استغلال الثروة * ما هي أمانيك لمستقبل نيجيريا؟ كل ما أتمناه أن تصبح نيجيريا قادرة على استغلال كل مورادها وثرواتها وليس فقط ثرواتها الطبيعية ولكن أيضاً ثرواتها البشرية وبما يضمن لشعبها الرخاء، فنيجيريا تتمتع بتنوع كبير في الثقافات والاديان والعرقيات وكل هذه العوامل يمكن أن تصبح مصادر قوة وليست أسباب ضعف. حوار الثقافات * هل تحدثنا عن حلمك الذي تحدثت عنه في كتابك «الوطن والمنفي» وهو حلم «الحضارة العالمية» وهي الحضارة التي يعتقد الامريكيون أنهم حققوها في حين ترى شعوب أخرى أنها لم تتحقق؟ الحقيقة أنني لا أعرف على وجه التحديد ماهية الحضارة العالمية التي أحلم بها ولكنني على الاقل أعرف ما هي الحضارة التي لا يمكن أن تكون عالمية، فالحضارة التي تعرضها أمريكا وأوروبا حاليا ليست بالتأكيد هي الحضارة العالمية التي أحلم بها، فأي حضارة عالمية هي تلك الحضارة التي نشارك جميعا في صنعها، وإذا قبلنا هذه الفكرة التي نرغب في تحقيقها فسوف نشارك في تنفيذها وفي الحديث عنها، وعلينا ألا نخدع أنفسنا فانا اعتقد أننا لو كنا نريد بالفعل حضارة عالمية فعلينا جميعا أن نعمل من أجل إقامتها، وعندما تظهر هذه الحضارة فسوف نعرفها جميعا لانها ستكون مختلفة بكل تأكيد عن كل ما يوجد الآن، وهناك للأسف ثقافات يمكن أن تتلاشى لانه لا يوجد من يؤصلها وعلينا أن نمنع ذلك، علينا أن نحافظ على هذا الحوار بين الثقافات والحوار بين القصص والحوار بين اللغات ونرى ما يمكن أن يسفر عنه.
عن مجلة الجزيرة
| |
|
|
|
|
|
|
Re: من الادب الافريقي (Re: إيمان أحمد)
|
ومن أثيوبيا
هاما تما ولد بأديس أبابا في عام 1950 . درس القانون في جامعة هايلي سيلاسي ( الآن جامعة أديس أبابا ) . قضى سّنوات معارضا بنشاط لنظام مينجيستو, وهو الان مشارك أصيل في الصّراع من أجل الدّيمقراطيّة في أثيوبيا . قد نشر مجموعة شعر بالإنجليزيّة بعنوان Spades & Ethiopians ( صحافة أثيوبيّة الحرّة, 1991 ) و من المنتظر أن ينشر كل مجموعة الشّعر و الرّواية باللغة الأمهرية. إحدى القصص في مجموعته حالة العرّاف الاشتراكيّ, الثّأر والتي كانت ضُمِّنَ مجموعة القصص التي قدمت في برنامج البي بي سي ورق أزرق في عام 1985 . قد سافر هاما تما على نطاق واسع و قد عاش في أوروبّا, السّودان و كينيا . هو متزوّج و لديه ابنة .
وايضا من كتاياته: السخافات الافريقية: مجموعة مقالات غير صحيحة سياسيا كتبت باللغة الانجليزية نشرت عام 2002 هاباشيقنا1 & هاشيقنا2 مجموعة شعرية كتبت بالامهرية كدادا جيركا رواية كتبت بالامهرية
=============================== "حماقة كونك أسود و حيّا وهي ليست حماقة في كلا الحالتين لكم هو رائع أن تكون أسودا وبديعا أن تكون حيّا" هاما تاما
| |
|
|
|
|
|
|
Re: من الادب الافريقي (Re: أحمد أمين)
|
الأخ أحمد أمين
تحياتي
هذا موضوع مثير وجذاب شكراً كثيراً ...
سأحاول العودة قريباً مع الكاتب الجنوب أفريقي ألان باتون فله كتابات تستحق الوقوف عندها كثيراً ثم سأعرج على سمبين عثمان من السنغال ...
أتمنى أن أجد بعض الوقت لهكذا عمل فهي أشياء جديرة بالدراسة والتحليل شكراً لك مرة أخرى وأشيد باهتماماتك الراقية
نادر
| |
|
|
|
|
|
|
Re: من الادب الافريقي (Re: نادر)
|
من اوغندا
أوكوت بيتيك جعل النّاس في إفريقيا يدركون أن الشّعر يمكن أن يكون ممتعا حتّى لو كان تقديمه من خلال اللغة الإنجليزيّة, بخاصّة إذا تعلّق بالأدب الافريقي الشّفويّ التّقليديّ . أوكوت ولدَ في عام 1931 في مدينة قولو في شمال أوغندا . أوكوت رجل ذو مواهب متعددة و مختلفة, وقد الف وانتج مقطوعة أوبرا، وكان يلعب كرة القدم لفريق يوغندا الوطني. وقد حصل على دّرجته الجامعية من جامعة بريستول ودرس بجامعة أبريستويثش و أكسفورد بالمملكة المتحدة . كان مديرا للمسرح القومي اليوغندي في فترة عصيبة كانت تمر بها يوغندا. و بدأ مهرجانات الفنون في قولو و كيشمو . وقد عمل محاضرا في كل من جامعات ماكيرير و نيروبي و إيف و تكساس و أيوا . أصبح أستاذ للكتابة الإبداعيّة في ماكارير لكنّ مات في عام 1982 . أعماله الرّئيسيّة الأخرى هي أغاني الملايّ و سجين ( إي إيه بي إتش ).
ومن أعماله الشهيرة: 'The Horn of My Love' 'Hare and Hornbill'
| |
|
|
|
|
|
|
Re: من الادب الافريقي (Re: نادر)
|
الاخ نادر تحياتي
تشكر علي الطلة ونرجو أن نري الكثير من مسهاماتك في هذا البوست فيما يخص الادب الافريقي والكتاب الافارقة
| |
|
|
|
|
|
|
Re: من الادب الافريقي (Re: أحمد أمين)
|
احمد امين شكرا لك على هذه السياحة الجميلة سأنزل بعض القصائد المترجمة بواسطة الشاعر محمد عبدالحى من الادب الافريقى وشكرا لك على هذا الموضوع الغير مسبوق حنبيت ونقيل معاكم استمر
| |
|
|
|
|
|
|
Re: من الادب الافريقي (Re: bayan)
|
ومن كينيا
نقوقي واثينقو الكاتب الكيني الاصل يعد من أشهر الكتاب الافارقة في السودان خصوصا في الاوساط اليسارية نتيجة لترجمة روايته الشهيرة (تويجات الدم) للعربية. نقوقي ولدَ في ليمرو, كينيا, في عام 1938 . وقد درس في مدرسة الالينس الثّانويّة، و كيكيو، ومن ثم جامعة ماكيرير, أوغندا و في جامعة ليدز ببريطانيا . روايته( لا تبكي يا طفلي ) نُشِرتَ في عام 1964 و تبعتها رواية (النهر ما بين) عام ( 1965 ) و(حبة القمح) في عام ( 1967 ) و(تويجات الدم) عام ( 1977 ) . ( الشيطان فى الصليب) عام ( 1980 ) وهذه الاخير كان قد كتبها أثناء اعتقاله لمدّة سنة في السّجن بكينيا, حيث حجز من دون محاكمة بعد أن قام بعض العمال والمزارعين بأداء أحد مسرحياته بعنوان ( سأتزوّج عندما أريد ) . وكان هذا أول أعماله التي تنشر بلغته (قيكيو) ثمّ ترجمت الي الإنجليزيّة و لّغات أخرى كثيرة . وراويته (ماتيجاري) والتي نشرت بلغة (قيكيو) في كينيا في عام 1986 و ترجمت الي اللغة الانجليزية لتنشر في سلسلة الكتّاب الإفارقة في عام 1989 . كتب نقوقي وألف مجموعات من القصص القصيرة و المسرحيّات و المقالات العديدة . ونيقوقي مشارك في حملة مكثفة لتنشيط الكتابة بالغات الافريقية وهو يحاضر ويسافر ويكتب في هذا الموضوع علي الدوام . أعماله معروفة في معظم أنحاء العالم و قد عملت تأثيرا قويا داخل وخارج كينيا. كتب نيقوقي بالاشتراك مع ميسير مجو مسرحيّة ( محاكمة ديدان كيماثي) و أيضًا قد نشر مسرحيّات (هذا الوقت غدًا) و (النّاسك الأسود) . وعمل نيقوقي رئيسا لقسم الاداب في جامعة نيروبي، يعيش و يعمل الان في الولايات المتّحدة حيث يكتب ويحاضر في جامعة نيو يورك . معظم أعماله متاحة من هاينمان ومن سلسة الكتّاب الافارقة .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: من الادب الافريقي (Re: أحمد أمين)
|
ياصديقنا الوفى احمد أمين
منذ سنوات طويلة يشغلنى السؤال الى اى مدى نجهل قيمة ادبنا الافريقى شكرا لسماحنا بهذه الرحلة القيمة التى ننيح لنا كل مرة اكتشاف الجديد اشرت لايوب بقراءة هذا البوست وقلت له والقلب يطرب لايام زمان: نغوجى واثينغو كان ملح علاقتنا فى بداياتها ايوب اعطانى الرواية تويجات الدم، قرأتها بنهم وفى محاولة طموحة عملت فيها دراسة مقارنة اى بين الوانجتيين، للاسف ضاعت هذه المخطوطة وامى تحاول تسريبها ضمن اوراق كتيرة ايام هجمات الامن على بيتنا بحثا عنى
شكرا ونم دافئا
| |
|
|
|
|
|
|
Re: من الادب الافريقي (Re: Ishraga Mustafa)
|
تويجات الدم وانقا/وانجا الفتاة الافريقية التى دخلت دمى وقلبى واى فتاة قابلتها بعد قراءتى هذه الرواية كان لابد ان تجتاز اختبار وانجا. جسارتها وانسانيتها وتمردها على الركود والظلم وحسيتها العالية Earthiness وتواضعها. تويجات الدم Petals of Blood ترجمها الشاعر العراقى المعروف سعدى يوسف ترجمة لا مثيل لها من حيث النصاعة والبيان والشاعرية. لقد صنعت بى هذه الرواية ما صنعت فى ثمانينات القرن الماضى حيث كنا نختبر سودانيتنا وافريقيتنا بالاختلاط بالسودانيين فى اطراف المدن ممن شردتهم الحرب الاهلية. نستمع الى قصصهم ونكرع معهم ما يطفئ الظمأ الى مواطنة نشترك فيها جميعآ اسياد بلد وائمة عدل ومساواة وكرامة.
ولقد ترجمت كتاب صديقى وجدى كامل عن السينما الافريقية الذى نشره المجمع الثقافى بابى ظبى عام 2000. تجدون معلومات عنه فى هذه الوصلة
http://web.cultural.org.ae/new/Publications/Publications/p139.htm
| |
|
|
|
|
|
|
Re: من الادب الافريقي (Re: Adil Osman)
|
اضاءات جميلة واقتراح جيد يا احمد امين وبقية الأصدقاء ساحاول العودة لاضافة ما يمكن من اليسير الذي بحوزتي من ترجمات تمت لبعض الروايات والنصوص الشعرية من هذا الأدب الفاتن والمدهش .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: من الادب الافريقي (Re: nassar elhaj)
|
من ملاوي
الشاعر جاك مابانق
كان والدي جاك مابانق من قبيلتي النيانج و الياو من قرية كادانقو, منطقة مانقوتشي, في جنوبّ ملاوي . ذهب إلى المدرسة في كادانقو, من ثم التحق بمدرسة زامبيا الثانويّة الكاثوليكيّة. حصل علي درجته الجامعية و دبلوم في التّعليم من جامعة لندن. وفي عام 1975 انضمّ إلى قسم اللغة الإنجليزيّة في كلية الجانسلور, بجامعة مالاوي, كمحاضر, وفي أوائل الثمانينات عمل كباحث في اللّغويّات في كلّيّة لندن الجامعية UCL. في عام 1988 تلقّى جائزة الشّعر الدّوليّة لروتردام لعمله الشعري بعنوان (الحرابي والآلهة). تم اعتقال مابانج بعد أن حُظِرَ هذا الكتاب في ملاوي. حيث اُعْتُقِلَ بدون توجيه تّهمة أو تقديمه لمحاكمة من سبتمبر 1987 إلى مايو 1991. مجلّد الشّعر الثّاني الخاصّ به, بعنوان (ثرثرة الطيور في سجن ميكيو) والذي نشر بواسطة هينمان عام 1993.
يقول جاك مابانق عن الرقابة بملاوي والتي كانت هي احد أسباب دخوله السجن: " الرّقابة تجبر الكاتب علي أن يستخدم الاستعارات التي تسمو بمقاطعه الشعرية إلي مستويات أعلي" ويعلق ساخرا أنّ مجلس الرقابة في ملاوي في الواقع قد حسّن من قصائده.
'Chameleons and Gods” 'The Chattering Wagtails of Mikuyu Prison'
| |
|
|
|
|
|
|
Re: من الادب الافريقي (Re: أحمد أمين)
|
من السنغال: عثمان صبنين
عثمان صبنين هو أيضا أحد الكتاب الأفارقة المشهور يين في الأوساط الثقافية اليسارية في السودان نتيجة لترجمة العديد من رواياته الي العربية.
كان ناشط اتّحاد العمّال السّنغاليّ وكاتب ومخرج سينمائي ورّاوي و مؤرّخ معروف بأعماله السّياسيّة والتّاريخيّة ومفاهيمه الاجتماعيّة الجريئةّ. في كثيرًا من الأحيان كان عثمان يقوم بتحويل قصصه القصيرة و رواياته إلى الأفلام, ويتميز أسلوب كتابته بالقوة والإثارة والقدرة علي التحوير السّينمائي هو يُعْتَبَر أحد المؤسّسين للسينما الواقعيّة في أفريقيّا. عثمان ولد بمنطقة زينجونتشور-كاسامانج في غرب السّنغال أثناء فترة الاستعمار الفرنسيّ عام 1923. بعد فترة قصيرة قضاها بمدرسة لإكول دي سيراميك في مارساسوم, عمل عثمان بالعديد من الوظائف لمساعدة أسرته. منذ أن صار عمره خمسة عشر عاما عمل عثمان لكسب عيشه . حيث عمل كسبّاك وبنّاء وميكانيكيّ مبتدئ . أثناء الحرب العالميّة الثّانية خدم في الجيش الفرنسيّ بأوروبّا . بعد الاستسلام الفرنسي لألمانيا, انضمّ عثمان إلى القوّات الفرنسيّة الحرّة في عام 1942 حيث حارب معهم في فرنسا في عام 1944 . بعد الحرب عاد عثمان الي السّنغال حيث شارك في إضراب السكّة حديد بين النّيجر وداكار عام1947. فيما بعد عاد إلى فرنسا وإنضمّ إلى مجتمع عمّال الرّصيف في مارسيليا . وعلّم نفسه القرأة والكتابة بالفرنسيّة و نشر روايته الأولى في عام 1956 التي كانت تحكي عن تجاربه في فرنسا . في السّتينيّات طوّر اهتمامه بالسّينما و درس إنتاج الفيلم في الاتحاد السوفيتي ...... حيث أخرج فيلم ( البنت السّوداء ...) وكان الفيلم الأوّل في االذي يخرجه منتج أفلام أفريقيّ و فاز بجائزة في مهرجان كان السينمائي عام 1967 . وكانت قصّة عن فتاة صغيرة تدعي ديونا التي تركت عائلتها لتصبح خادمة في أنتيب بفرنسا و تنتحر, و ذهب مخدمها الرجل الأبيض إلى داكار, للشّرح ما لا يمكن شرحه .
حصل عثمان علي العديد من الجوائز الدوليّة و كانت أفلامه مشهورة بدرجة كبيرة في إفريقيا بالرّغم من انّ انحيازه الواضح للاشتراكيّة من خلال أفلامه في فترة السّبعينيّات قد أدخله في متاعب مــع السّلطات . حيث كان فيلم CEDDO عام ( 1977 ) الذي يتناول موضوع التّعاون الإفريقيّ في تزويد العبيد للتجّار الغربيّين تم حظره في السّنغال، كان عثمان في عدائه المفتوح ضد الغرب والزّعماء الدّينيّين و البرجوازيّة الإفريقيّة جعله يصطدم بالرّئيس السنغالي سينجور خصوصا حول مفهوم الزنوجة التي كان ينادي بها سينجور و آخرين ويعتبرها عثمان حديث عاطل من قبل الصّفوة الإفريقية و ليست لديها قدرة حقيقية لتغير الواقع الافريقي. عثمان بدايته الروائية دشنت براوية Le Docker Noir عام ( 1956, عامل الميناء الأسود ) ، والراوية كُتِبَت صدفة بعد أن اجبر علي ترك العمل لشهور عديدة، وإثناء ذلك كتب عن تجاربه الشّخصيّة كعامل رصيف، الشخصية الرئيسية كانت عن (دياو فالا) الذي كان يعمل في رصيف الميناء ويقوم بقتل امرأةً بيضاء حاولت أن تأخذ جائزة باسمها عن كتاب كتبه دياو وتنتهي حياته بالسّجن .
في روايته O PAYS MON BAU PEUPLE عام (1957) نقل عثمان موضوع روايته الي قرية صغيرة لصيد السّمك في السّنغال, حيث وسّــــع فيها نقده للعنصريّة بعقــد مقارنات بين الســـود والبيض. وفي روايته DE BOISDE DIEU(قطعة من خشب الالّه)عام1960 التي وصف فيها إضرابً عمال السكة حديد بين السّنوات 1947 و 1948، القصّة متعدّدة الأبعاد وينظر لها من خلال عيون العمّال و أعضاء أسرتهم، و مديرو شركة السكّة حديد حيث ينتهي الإضراب بانتصار العمّال. عثمان يؤمن مثل (فرانس فانون) بأن الاستقلال وحده ليس كافيا للتحرر والاستقلال الحقيقي لايمكن تحقيقه إلا بتطبيق الاشتراكية. عثمان كان من أوائل الكتاب الأفارقة الذين ركزوا في رواياتهم علي الشخصيات النسائية. تصوراته لأفريقيا كانت عبارة عن نقد ذاتي وواقعية وليست حلما رومانسيا كما هي في مفاهيم سينقور عن الزنوجة وتضخيم الماضي والذات. استخدم عثمان في كتاباته اللغتين الفرنسية والولف، والولف هي اللغة الأفريقية المستخدمة في معظم أنحاء السنغال. --------------------------------------------------------- كتب عثمان عن ( النّدوب القبليّة أو فولتيك): " بعد شهور عاد صيّادوا العبيد إلي القرية, حيث أسروا (لوم) ولكنّ بعد فحصها أطلقوا سراحها. لأنها كانت لا تسوي شيئا بسبب الندوب التي على جسدها . - - الخبر انتشر في القرى المجاورة. جاء النّاس من أبعد القرى لاستشارة الجدّة. و لسنين طويلة و قرون ظهرت مجموعات متنوّعة من النّدوب على أجساد أجدادنا . - - و هكذا صار أجدادنا بندوب قبليّة. لأنهم رفضوا أن يكونوا عبيدًا."
| |
|
|
|
|
|
|
Re: من الادب الافريقي (Re: مريم الطيب)
|
من جنوب افريقيا
----------------------------------------------------------------------- جون كويتزي يفوز بجائزة نوبل للآداب 2003
منحت الاكاديمية السويدية لجائزة نوبل جائزة نوبل للاداب للعام 2003 الى الكاتب الجنوب افريقي جون ماكسويل كويتزي.
وقالت لجنة التحكيم ان كويتزي منح الجائزة وقيمتها 10 ملايين كورون سويدي (1،3 مليون دولار). وكويتزي هو سادس جنوب افريقي يفوز بجائزة نوبل. وكانت الكاتبة نادين غورديمير فازت بالجائزة ذاتها قبل 12 عاما.
ومن المواضيع الاساسية التي عالجها كويتزي في رواياته نظام الفصل العنصري الذي كان سائدا في بلاده، والذي يقول الكاتب انه (قد يظهر في اي مكان). ولد كويتزي عام 1940 في الكاب وبدأ حياته روائيا العام 1974 وحقق شهرة عالمية عام 1980 بفضل رواية (ويتينغ فور ذي باربيريانز) (بانتظار البرابرة). وفي 1983، تأكدت مكانته البارزة في الادب العالمي مع فوزه بجائزة (بوكر) الانكليزية عن كتابه (لايف اند تايمز اوف مايكل ك.) (حياة وزمن مايكل ك.).
وحصل كويتزي على جائزة (بوكر) مرة ثانية عن روايته (ديسغريس) (العار) عام 1999 ليكون اول كاتب يحصل على هذه الجائزة المرموقة مرتين. وقالت لجنة التحكيم: ان رواياته تتصف بالمهارة في التركيب والتحليل. إلا انها ذكرت ان كويتزي (لا يرحم في انتقاده للنزعة العقلانية القاسية والاخلاق المزيفة للحضارة الغربية).
واضافت انه في الوقت الذي يجعل كويتزي الفرق بين الحق والباطل واضحا وضوح
الشمس، فهو في نهاية المطاف ذلك الفرق على انه لا معنى له على الاطلاق. واشارت الاكاديمية الى انه (من خلال تقصيه الضعف والهزيمة، يستطيع كويتزي ان يقبض على الشرارة الالهية في الانسان). واوضحت الاكاديمية في حيثيات قرارها ان (كويتزي لا يعتمد الوصفة ذاتها في كتابين، الامر الذي يساهم في تنوع نتاجه). اما كتابه الاخير (اليزابيث كوستيلو: ايت ليسونز) (اليزابيت كوستيلو: ثمانية دروس) الذي صدر هذا العام فهو مزيج ما بين البحث والادب التخييلي. وسيتسلم كويتزي جائزته من ملك السويد كارل غوستاف في حفل رسمي يجري في استوكهولم في 10 ديسمبر المصادف لذكرى وفاة الفرد نوبل مؤسس جائزة نوبل عام 1896.
نبذة شخصية
ج. م. كويتزي، صرخة في وجه الطغيان
يحمل الروائي الجنوب افريقي جون ماكسويل كويتزي (63 عاما) في اعماقه احساسا بالعار لكونه من العرق الابيض ويمد نتاجه الادبي جذوره في قلب نظام الفصل العنصري، غير ان كتبه التي تخيم عليها اجواء قاتمة وعنيفة، لها قيمة انسانية شمولية حيث تعتبر صرخة في وجه الطغيان والعنصرية والعنف اينما كان. ويحظى كويتزي منذ سنوات بشهرة عالمية حيث ترجمت رواياته الى 25 لغة، وطرح اسمه مرارا لجائزة نوبل للآداب التي نالها اليوم الخميس، ليصبح ثاني كاتب جنوب افريقي حائز هذه الجائزة المرموقة بعد نادين غورديمير.
وفازت نادين غورديمر بجائزة نوبل للآداب عام 1991 في حين كان اسمه مرجحا، غير ان بعض التسريبات والشائعات افادت آنذاك ان لجنة نوبل ارادت ان تكلل شخصية ناضلت ضد الفصل العنصري بشكل صريح اكثر من كويتزي. وقال الروائي عام 1992: الحرب في رواياتي استعارة تاريخية. فهي ليست حكرا على جنوب افريقيا.
وكان اعلن قبل 15 عاما (لا افهم لماذا ينبغي تلقائيا ترجمة او محاولة ترجمة فكري سياسيا. ليس من الضروري معرفة افكاري لفهم كتبي). وكويتزي الذي كتب حوالى عشر روايات بالانكليزية حرص على الابتعاد عن اي رؤية للعالم من مفهوم الخير والشر. وان كان يصور الفرق بين الحق والباطل بشكل جلي، الا انه في نهاية المطاف يصف هذا الفرق على ان لا معنى له على الاطلاق. وهو يقول: إن مجتمع الفصل العنصري هو مجتمع من الاسياد والعبيد، حيث الاسياد انفسهم ليسوا
احرارا. هذا الاستاذ الجامعي الرقيق القسمات الذي يعلم حاليا في جامعة شيكاغو، يتجنب قدر الامكان المقابلات ومن الصعب الاقتراب منه لانه يعتبر شأنه شأن العديد من الكتاب، ان كل ما لديه ان يقوله موجود في كتبه وان سيرته الشخصية لن تكون ذات اهمية اطلاقا.
ونتاجه يعبر بقوة عن الافكار وانماط التصرف النابعة من نظام الفصل العنصري، غير انها في رواياته تبتعد عن الطابع المحلي لتتسم بطابع كوني شمولي، بحسب ما
اوضحت اكاديمية نوبل. واشارت الى انه (لا يطبق مرة الوصفة ذاتها على كتابين، ما يساهم في تنوع نتاجه). ولا يعتمد كويتزي في معظم رواياته مرجعية تاريخية محددة. وشخصياته التي تواجه مصيرا فرديا وجماعيا في آن، تجد نفسها على الدوم تحت وطأة ظروف قصوى. وكويتزي هو الكاتب الاول (من بين كاتبين) الذي فاز مرتين بجائزة (بوكر) المرموقة التي كللت روايته (العار) عام 1999 بعد ان كللت عام 1983 كتابه (مايكل ك.، حياته وزمنه). كما فازت هذه الرواية الاخيرة عام 1985 بجائزة فيمينا الفرنسية، وقد اكتسب كويتزي من خلالها شهرة عالمية.
تسرد الرواية وسط اجواء من اليأس والسوداوية قصة فتى شاب هامشي تماما يعمل موظفا في حدائق بلدية الكاب، يسعى للهروب من فوضى متزايدة وحرب اهلية وشيكة يتعذر عليه فهمها. وقد اعتبر كويتزي بعد هذه الرواية كاتب العزلة.
ولد كويتزي المتحدر من اصول انكليزية والمانية في التاسع من فبراير 1940 قرب مدينة الكاب. التحق بمدرسة تعلم باللغة الانكليزية وانتقل في مطلع الستينات للاقامة في بريطانيا حيث عمل في مجال برمجة الكمبيوتر. غير انه سرعان ما تخلى عن هذا النشاط وسافر الى الولايات المتحدة لدراسة التاريخ والادب. درس كويتزي بعد ذلك الادب الانكلو ـ سكسوني في جامعة الكاب. وصدرت اول رواية له عام 1974 بعنوان (بلاد الغسق).
وفي روايته (في قلب البلاد) الصادرة عام 1977 والحائزة جائزة سي ان ايه الجنوب افريقية، يتواجه السيد والعبد من خلال سرد امرأة وهلوساتها، (في انتظار البرابرة) الصادر عام 1980 والذي حصل على جائزتين ادبيتين بريطانيتين، يصف مأزق مجتمع يقوم على الطغيان، تستشف من خلاله ملامح جنوب افريقيا ايام الفصل العنصري. فهذا البلد طاغي الحضور في مجمل الرواية من دون ان يذكر مرة. وفي كتاب (مشاهد من حياة فتى) الصادر عام 1997، يخرج كويتزي عن صمته المعهود ليروي في سرد اقرب الى السيرة الذاتية سنوات شبابه، حيث كان يلاحقه الاحساس بالعار لكونه ابيض في بلاد يفتك بها العنف العنصري. ------------------------------------ نقلا عن جريدة الوطن الخليجية
| |
|
|
|
|
|
|
Re: من الادب الافريقي (Re: مريم الطيب)
|
مريم الطيب شخصيا لك مني التحية طبعا انت علم علي رأسه نار لكن يمكن تكون في معرفةلكنها طشاش يعني اصحاب اصحاب اصحابك كده لو تذكرني أيام الافرويشن في بداية التسعينات ودمت
| |
|
|
|
|
|
|
Re: من الادب الافريقي (Re: أحمد أمين)
|
جذبني العنوان، وهالني ما بداخله ..
تعرفت على تجارب وقرأتُ عن أسماء أعترف أنّي لم أصافحها قراءة من قبل ..
وجدتُ أجينوا آتشيبي محقاً في ما قاله عن إنعكاس رؤيتنا لذواتنا داخل المتن الأدبي الذي نتناوله قراءة ووجدونا لأنفسنا داخله أو تقاطعنا معه بشكل أو بآخر، كلٌ حسب تجربته الحياتية المختلفة.. وجعلني هذا أنحرف بتفكيري أثناء القراءة إلى أىّ مدى يمكن للادب أن يكون مقنعاً؛ بحيث يقرأ قارىء كتاباً مترجماً يحكي عن أُناس يختلفون عنه في كل شىء ويلتقون معه في الإنسانية..!
أعجبتني أيضاً مقولة الشاعر جاك مابانق عن التحايل على الرقابة بإنتاج الأفضل لذات المضامين ولكن بأسلوب تعبيرى أكثر إياغلاً في الجمال والبلاغة. وهذا لعمري إضافة للكاتب، وإختبار لمقدرته على تشكيل المفردات وتلوين المعاني، وفي ذات الوقت فضح قصور هذه الرقابة وعماها من رؤية ما يكشف عنه الكاتب المتحايل عليها بفن وقدرة عالية .. أسأل هنا: هل فعلاً الرقابة بهكذا قصور وضيق بحيث لا تتعرف على ما بين مفردات ومعاني الأديب .. وهو ذات الأديب الذي رفضت أدبه من قبل وفرضت عليه سطوتها .. أم انها تفعل ذلك تقاضياً وتضمر إدراكاً تاماً لمرماه ..؟ في كل الأحوال هي إضافة للأديب لا شك.
غبطت جون كويتزي على صيده للجوائز .. وذكرتني سيرة عثمان صبنين الذاتية في أحد جوانبها بسيرة الأديب والروائي المغربي "محمد شكري"، في مهنه- عثمان صبنين- البسيطة وتعليم نفسه اللغة الفرنسية..
الأخ أحمد أمين
فضلك محفوظ في التعريف بهؤلاء الأدباء، وجهدك مقدّر ....
جزيل شكرى على هذا البوست الدَّسم.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: من الادب الافريقي (Re: رانيا مامون)
|
الأخ .. أحمد أمين , .. تشكر حتى تثتغيث على هذه السياحة التعريفية الرائعة حول الأدباء الأفارقة "السود" الذين يعبرون عن الوجه الايجابى للأدب الأفريقى "الأسود", الأدب الذى يتعامل مع الآخر بندية و ليس ذاك الأدب "الأسود" البكائى الذى يصدر عن دونية مشاعر حقبة الاسترقاق الحديثة نسبيا مقارنة بعراقة تاريخ الأفارقة "السود". لقد قرأت باعجاب لقاء الروائى النايجيرى " أجينوا أتشيبي" و شدنى وعيه العالى و مسؤوليته الأدبية المرهفة تجاه شعب بلاده و قضاياه السياسية, و أثناء ذلك قفز الى ذهنى ضحالة و عى "روائينا" العالمى "الطيب صالح" و موقفه السياسى الفقير تجاه قضية بلاده السياسية الأولى: "الحرب الأهلية", حين عبر فى لقاء صحفى عن رأى سطحى حول هذه القضية لا يتناسب و مقامه الذائع السيط.
و سعدت لحماس بعض المساهمين فى "البوست" حين عبروا عن رغبتهم فى المساهمة بمواضيع فى نفس الاتجاه, الا أننى أرغب أن أنبههم أنه و نحن نختار مواضيعنا عن "السود" أرجو أن نضع فى اعتبارنا ما عبر عنه الباحث السنغالى "شيخ أنتا ديوب" فى كتابه "الأمم الأفريقية و الثقافة", و لم يغب عن فطنة الروائى "أجينوا أتشيبى" فى اللقاء أعلاه حين سئل عن التغطية الاعلامية لأفريقيا, و أعنى الصورة السلبية عن "السود". و أسمحوا لى أن أعيد هنا السؤال و اجابته عليه:
| |
|
|
|
|
|
|
Re: من الادب الافريقي (Re: Tanash)
|
هناك من يقول إن التغطية الإعلامية لافريقيا أحادية الجانب بحيث تركز على المجاعات والاضطرابات الاجتماعية والسياسية والعنف وتتجاهل المنظمات والدول التي تعمل بجد في القارة، فهل تتفق مع هذا الرأي؟ وإذا كنت كذلك فما هو تأثير مثل هذه التغطية؟ بالطبع أتفق مع هذا الرأي، واعتقد أن مثل هذه التغطية تخلق نوعا من التعب سواء كان تعبا خيريا أو تعبا تجاه كونك خيِّرا بالنسبة لهؤلاء الناس سيئ الحظ، أعتقد أنه نوع من الشفقة، والسبب وراء هذا التركيز على فشل الافريقيين هو نفس الشيء الذي تحدثنا عنه من قبل وهو الميل الاوروبي لتصوير الافريقي في صورة سيئة، أو تصوير افريقيا باعتبارها مكانا مختلفا عن باقي بلدان العالم. مكان لا يعترف فيه بالانسانية، فعندما تأتي كلمة افريقيا يتصور الناس صوراً معينة، فإذا شاهدت صوراً لمنازل جميلة في لاجوس بنيجيريا فلن تتفق هذه الصور مع الصورة التقليدية المرسومة في ذهنك مسبقا عن هذه المدينة الافريقية، فالمنازل الجميلة لا تتماشى على الاطلاق مع الصورة التي تبحث عنها لمجموعة من اللاجئين الذين يعيشون في أماكن قذرة، وهذا هو ما يتوقعه العالم من أي صحفي يذهب لتغطية الحياة في مدينة إفريقية، والآن إذا أردت أن تغطي الحياة في أمريكا فلن تركز على الفقراء والبائسين الذين تلتقى بهم كل يوم، فأنت ترى هذا البؤس مرة واحدة وربما تتحدث مع أحدهم ولكن باقي الوقت انت تتحدث عن أشياء أخرى. إنها القدرة على رؤية تعقيدات أي مكان وهي القدرة التي لا يمتلكها العالم عندما ينظر إلى افريقيا بسبب تراكم مئات السنين من الصور التي استقبلها العالم عن افريقيا، والنتيجة أن العالم لا يعرف افريقيا الحقيقية، إذا كنت افريقيا أو عشت في افريقيا فستكون لديك القدرة على معرفة الصورة الحقيقية لافريقيا وسترفض هذه الانباء السيئة التي تصر وسائل الإعلام على بثها عن هذه القارة دون سواها لانك تعرف أن هناك أنباء جيدة في القارة تستحق أن تنقل للعالم، وهذا لا يعني أنه لا توجد أنباء سيئة في افريقيا فأنا لا أقول هذا، ولكنها توجد إلى جانب أشياء أخرى إيجابية، فإفريقيا ليست مكانا بسيطا والناس تريد تبسيطها، افريقيا معقدة جدا، والاشياءالسيئة التي تقع في القارة يجب تغطيتها ولكن هناك أيضاً أشياء إيجابية تحدث، والحقيقة أن هذا مرتبط بخلل موازين القوى الذي تحدثنا عنه من قبل، فالناس الذين يستهلكون الاخبار في الغرب لا يهمهم كثيرا معرفة انباء ما تحققه باقي مناطق العالم من نجاحات، وهؤلاء القادرون على إرسال البعثات الاعلامية لاعداد الرسائل والتغطيات الاخبارية إلى افريقيا حريصون على نقل الصور التي تتفق مع التصورات المسبقة لعملائهم عن مختلف مناطق العالم، فلا توجد دولة إفريقية قادرة على إرسال فريق تلفزيوني إلى أمريكا لتصوير ما بها من كوارث ولكن تلفزيونات هذه الدول الافريقية تعتمد على ما تبعثه لها أمريكا من صور للنجاح والقوة الذي يغطي كل شبر في أمريكا على غير الواقع بالتأكيد. تبرير الكسل الغربي * ذكرت أن هذا النوع من الادب استخدم لتبرير العبودية والاستعمار، فلأي غرض تستخدم التغطية الاعلامية الغربية السلبية لافريقيا؟ تستخدم هذه التغطية السلبية لتبرير الكسل الغربي عن تحمل مسؤوليته تجاه إفريقيا وغيرها من مناطق العالم التي تحتاج إلى مساعدة، فالاوروبي عندما يرى مثل هذه الصور يسأل نفسه: لماذا أهتم بإفريقيا؟ فلا شيء ينفع هناك ولا شيء سينفع حتى في المستقبل، وهناك قلة من الناس تفكر بهذه الطريقة وربما يكونون يؤيدون هذا الاتجاه ويعملون على نشره، ولكن حتى لو لم يكن هناك من يعمل على نشره فهو ينتشر بنفسه، فقد أصبح عادة عقلية.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: من الادب الافريقي (Re: Tanash)
|
أعنى بذلك أن يبتعد المساهمين عن أعمال "السود" التى تعكس الصورة السلبية الاستسلامية و البكاية, رغم النواحى الجمالية الأدبية فى أعمالهم تلك, كما نلاحظ ذلك فى أعمال "سينغور": "العاطفة زنجية و العقل اغريقى".
و الشاعر "ايمى سيزار": يا سيد الطرق الثلاثة, أمامك رجل سار طويلا يا سيد الطرق الثلاثة, أمامك رجل سار على اليدين, على القدمين, على البطن, و على العجز منذ أكاد, منذ عيلام, منذ سومر.
و كتب قصيدة أخرى يقول: الذين لم يخترعوا لا البارود و لا البوصلة الذين لم يستأنسوا لا البخار و لا الكهرباء الذين لم يكتشفوا لا البحار و لا السماء ..
و كذلك شاعرنا "المجذوب", فى قصيدته التى يتمنى فيها أن يتحول الى صورة "الزنجى" المخمور الراقص على الطبل!!. بالاضافة الى أعمال "السود" البكائية تلك التى قام بترجمتها كل من "على المك" و "صلاح أحمد ابراهيم", فكل هذه الأعمال رغم جمالياتها الا أنها تعكس الصورة السلبية للأفريقى "الأسود" و التى رسمها و كرسها الانسان الأوروبى حتى صدقها المتعلمين و المبدعين من "السود" فصاروا يعيدون انتاجها فى هذه الصور الجمالية الرائعة. الأمر الذى لن يساعد فى اعادة الثقة لأنسان أفريقيا "السوداء" و استنهاض امكانياته الابداعية بعيدا عن عقدة النقص و البكاء على تاريخ العبودية الحديث نسبيا.
مع تحياتى ..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: من الادب الافريقي (Re: خالد الحاج)
|
من غانا
Ama Ata Aidoo 1942 الكاتبة أما اتا ايدوو
الكاتبة الغانيّة التي قد وصفت في أعمالها دور المرأة الإفريقيّة في المجتمع الحديث . تعتبر أيدوو أن فكرة القوميّة قد اُسْتُخْدِمَتْ من قبل الزّعماء الجدد كأداة لإضهاد النّاس. و انتقدت أيدوو هؤلاء الأفارقة المثقّفين الذين يدّعون حبّ بلدانهم لكنّ المجتمعات المتقدمة دائما ما تغويهم فهي تؤمن بهويّة إفريقيّة مختلفة والتي تنظرها لها من منظور أنثويّ: حيث كتبت:
قال الأستاذ الزّائر " يا شابّي العزيز لإعطائك الإجابة اللائقة لتلبية متطلباتك، يجب عليّ أن أخبرك بتاريخ مفصّلاً للقارّة الإفريقيّة. و لعمل ذلك يجب عليّ أن أتكلّم يوميًّا أربعة و عشرون ساعة في اليوم لمدّة لا تقل عنّ ثلاثة آلف سنة. لا أقصد أن أكون وقحا معك، لكنّ من يملك كل هذا الوقت ؟( من أختنا هادمة اللذّات, 1977 )
أما أتا أيدوو ولدت عام 1942 في أبيدزي كياكور في (ساحل الذّهب) الآن غانا . كان أبوها زعيما في منطقة أبيدزي كياكور و سياسيّ، وكان جدّ أيدوو الذي قتِلَه البريطانيّين بسبب مواقف ابيها السياسية، نشأت أيدوو في أسرة ملكيّة بها اهتمام واضح بالتقاليد الإفريقيّة و التعليم الغربيّ و تخرّجت من جامعة غانا في عام 1964, بدأت أيدوو في نشر الشّعر أثناء دّراستها و في أوائل السّتينيّات عملت أيدوو مع إفوا ساذرلاند مؤسّس أستوديو الدراما الغاني . أعمال أيدوو تشمل مختلف أنواع العمل الإبداعي: من الرواية الي المسرح و الشّعر و كثيرًا ما تطرح في قصصها دور النّساء في عمليّة التغيير. أثارت أيدوو الاهتمام لأوّل مرة من خلال مسرحيتها (ورطة الشبح) ( 1965 ) التي تناقش مشكلة النزاع بين الثّقافة التّقليديّة و التّعليم الغربيّ و القيم الافريقية. تحكي فيها عن قصّة شابّ من غانا يدعي أتو يويسون الذي تعلمَ بالولايات المتّحدة جلب معه عند عودته الي مجتمعه بذور هذا النّزاع والتناقض، وذاد الامور تعقيدا جهل زوجته و عدم نضجها لكن تدخل ام أتو ساعد في إنقاذ العائلة من التمزق. كتبت أيدوو منذ منتصف السّتينيّات مجموعةً من القصص القصيرة بعنوان ( لا حلاوة هنا) نشرت عام ( 1970 ) و عملها الثاني لم ينشر حتّى عام 1977 والذي كتبت فيه ( من الطوطم ):
"أختي أكوا لا أحد يختار الوقوف تحت شجرة في عاصفة هكذا أنتِ سوف لن تبقي من ُيذكرني أنا بالحزن علي الأجداد العظماء و علي القرية المدمّرة حيث كانت هناك بيوت الملوك."
في عام 1977 كتبت أيدوو رواية شّبه سيرة ذاتيّة بعنوان (أختنا هادمة اللذات: أو الانعكاسات من حْول أكحل). تعالج فيها اللّقاء بين الثّقافات الإفريقيّة و الأوربّيّة و التّأثير السّيكولوجيّ لما بعد الاستعمار على النّساء . البطلة فتاة في مقتبل العمر تدعي سيسي تشعر بخيبة الامل من خلال تجربتها في إنجلترا وفي بافاريا بألمانيا. وتحس بأنها غير متصالحة نفسيا مع استعمال اللغة التي استعبدتها وقد مرت بتجارب ومواقف عنصريّة و جهل مدهش عن إفريقيا خلال رحلاتها . عندما تبدأ صداقتها تتجه الي حافّة الحبّ السّحاقيّ تشعر سيسي بالاشمئزاز وتقرر العودة إلى غــانا. يتناوب تكنيك أيدوو القصصيّ بين النّثر و الشّعر وأحيانًا كلمة واحدة تغطّي صفحةً كامــــلة وعلى نمط القصّ الشفويّ أيدوو توجه ندائها إلي القارئ. في مسرحيّتها الثّانية أناوا ( 1970 ) والتي بنتها علي أساس أسطورة بنت تحدّت والديها في اختيار زوجها ونشرت في بريطانيا في عام 1991 في نفس السّنة ظهرت روايتها الثانية (Changes) وفازت رواية (Changes) بجائزة الكومنولث لأفريقيا عام 1993. وبطلت هذه القصّة امرأة إفريقيّة حديثة تدعي إسي والتي تعمل في وظيفة ذات دخلً عالي جدا، و أوكو زوجها مدير المدرسة، و بعد ما تعرضت لعملية (اغتصاب زوجيّ ) (مفهوم لم يناقش كثيرا في إفريقيا كما هو في الغرب الان) ترفع إسي علي زوجها دعوة قضائية و تطلب فيها الطلاق. وبعدها تبدأ علاقة عاطفية مع علي كوندي رجل أعمال مسلم و رغم انه متزوج لكن في إمكانه الزواج بأكثر من زوجة واحدة، وتزوجته لكنها تفاجأ بشروط كثيرة تفرض عليها، وأن زوجها غير قادر علي منحها الاهتمام الذي تحتاجه وفترة العلاقة بينهما وانفصلا، وأصبحت إسي تتساءل في حسرة هل هناك حب مناسب أو ومقنع في هذا العالم؟
في روايتها (شيء ما للتحدث في الطريق الي تشيع الجنازة) استخدمت أيدوو تكنيك القصّ الشفويّ، وتناقش موضحة تكنيكها المستخدم " الجميع يحتاج لعمود فقريّ . إذا لم نشر إلى التّقاليد القديمة، كأنما نعمل مثل فاقدي الذّاكرة". تخبر الرّاوية أختها عن العمّة أرابا وهي امرأة جريئة جميلة مقتدرة اقتصاديًّا. عند بلوغها سن المراهقة أُرْسِلَتْ للإقامة مع أحد الأقارب حيث تعلّمت عمل خبز إبيتسي ، و تاتير، و بودوو و بعض الحلويات الاخري التي ترضي اللّسان لكنّ لا تملأ المعدة . لكنّها عادت الي منزلها بعد حدوث بعض المشاكل مع زوج و تبدأ أعمال العمّة أرابا في خبز و بيع الخبز العاديّة بالازدهار، وكان لدى أرابا طفل واحد يدعي أتو وكان أبوه الحقيقي يتكلف بدفع مصاريف الكلّيّة لكنه كان طفلا مدللا، وله علاقات نسائية متعددة جلبت له العديد من المشاكل مع اسر محترمة في المجتمع لكن دائما كانت العمة أربا تتدخل لإخراج ابنها من مشاكله المتكررة.
عملت أيدوو لعدّة سنوات في الولايات المتّحدة و كينيا كمحاضرة. و كانت أستاذة للغة إنجليزيّة في جامعة غانا و زميلة بحاثة في معهد الدّراسات الإفريقيّة, حيث كتبت و بحثت مسرحيّة فانتي في 1974-75، ايضا عملت كأستاذ استشاري في مكتب واشنطن لبرنامج الدّراسات العرقيّة و قد درست مناهج الكتابة الإبداعيّة في جامعة ستانفورد. و شاركت في ندوة هارفارد الدّوليّة . عملت أيدوو 1983-84 كوزيرة للتربية والتعليم بغانا في حكومة جيري رولينجز، و في عام 1986 نشرت مجموعة شعرية بعنوان (شخص ما للتحدث معه بعض الوقت) وتبعها فيَ العام التالي نشر كتاب للأطفال بعنوان ( النسر و الدّجاج) بالإضافة إلى غانا عاشت أيدوو في هراري زيمبابوي منذ منتصف الثمانينات حيث عملت في وحدة تطوير المناهج في وزارة التّربية و التّعليم وهي أيضًا عضو نشيط في مجموعة كتّاب نساء زيمبابوي .
Selected works: • THE DILEMMA OF A GHOAST, 1965 • ANOWA, 1970 • NO SWEETNES HERE, 1970 • OUR SISTER KILLJOY; OR, REFLECTIONS FROM A BLACK-EYED SQUINT, 1977 • SOMEONE TALKING TO SOMETIME, 1985 • THE EAGLE AND THE CHICKEN, 1986 • BIRDS AND OTHER POEMS, 1987 • CHANGES: A LOVE STORY, 1991 - Muutoksia • THE GIRL WHO CAN AND OTHER STORIES, 1999
| |
|
|
|
|
|
|
Re: من الادب الافريقي (Re: إيمان أحمد)
|
من السودان
جمال محجوب
جمال محجوب ولد في لندن عام 1960 من أمّ إنجليزيّة وأب سّودانيّ وفي نفس تلك السّنة انتقلت عائلته إلى ليفربول لبعض الوقت وفيما بعد انتقلت الأسرة إلى الخرطوم. درس جمال في السّودان في كلّيّة كومبوني (وهي مؤسّسة تعليمية أسست بواسطة القساوسة الكاثوليك الإيطاليّين) بالخرطوم، وفيما بعد حصل على منحة للدّراسة في الكلّيّة الأطلنطيّة في ويلز، ومن ثم درس الجيولوجيا في جامعة شيفيلد ( بالمملكة المتّحدة ). الآن يعيش فــــي أرهس ( بالدّنمارك ), حيث يعمل كمترجم و كاتب.
جمال محجوب كاتب متميز ومبدع وقد حصل في عام 1993 علي جائزة القارديان/هيينيمانز للرواية الإفريقيّة عن رّواية: “The Cartographers Angel”.
وكتابه الصادر عام (Wing of Dust) 1994. هذه الرواية تحكي من خلال الراوي شريف تيراب رجل سوداني في متوسّط العمر يعيش في المنفى بفرنسا ، وهو من الرعيل الأوّل من السفراء الافارقة ما بعد الاستقلال الإفريقيّ الذين افتتحوا بوّابات الاتّصال مع أفكار و أساليب الحياة الأوروبّية، وعاش شريف في حيرة ما بين نمط الحياة الفردية الغربية و التّقاليد الإسلاميّة التي شكلته، و في محاولته لفهم المتغيرات من حوله تدريجيا تفتت كل ما يؤمن به، أجنحة الغبار عبارة عن مزيج مكثف ومتميز فهي رواية مليئة بالطرافة و مشحونة بالعواطف المؤثرة.
من كتبه المميزة أيضا (In the Hour of Sign) عام 1998.
سّودان القرن التّاسع عشر ملئ بالاختلافات السّياسيّة والثّقافيّة والدّينيّة، وأستطاع الرّوائيّ الموهوب جمال محجوب في روايته In the Hour of Sign (في ساعة العلامة) والتي تعد الأكثر طموحًا حتّى الآن، تتمحور الرواية حول معركة أم درمان الشهيرة التي استعادت بها مصر وبريطانيا السّيطرة على السّودان في اواخر القرن التاسع عشر، ويستدعي جمال هذه الفترة بإدراك ووعي روائي مدهش.
In the Hour of Sign هي رواية تحكي قصّة رجال محاربين معظمهم سودانيين لكنّ البعض منهم بريطانيّين، بها الشجاعة والحكمة والتضحية بها التضليل والخداع، يكتب محجوب بكثافة شعريّة عميقة تضيء تشكيلة عريضة من الشّخصيّات من الطّبّاخ إلى المهديّ، والخليفة، من العاهرة العربيّة إلى الحاوي، تتّحد كلها لترسم ملامح هذه الرواية القويّة .
ويشارك جمال محجوب في العديد من الأنشطة الثقافية الأفريقية و الاروبية وفي محاضرة عــن (الكاتب و العولمة) ذكر جمال:
"حسنًا من المفترض أن أتحدث عن العولمة و الكتابة، و كنت أعتقد أن في الواقع أنني أعرف شئ بسيطا جدًّا عن العولمة، لكنه خطر لي أنه بشكل أو آخر سكان العالم الثّالث والشّرق الأوسط و إفريقيا إلخ لهم حاسّة وعي عالميّة تعود إلى الفترة الاستعماريّة و ما بعدها. الخبرة بالعالم الخارجيّ الذي يتدخّل في الشّئون الدّاخليّة، هي تجربة مشتركة تقريبًا لجميع سكان العالم خارج أوروبّا
| |
|
|
|
|
|
|
Re: من الادب الافريقي (Re: أحمد أمين)
|
من ناميبيا
نيشاني أندرياس
نيشاني أندرياس ولدت في خليج والفيس في ناميبيا في عام 1964 . تدرّبت كمدرّسة في كلّيّة المعلمين في أونجويديفا. وكانت (البنفسج الأرجوانيّ لأوشانتو) روايتها الأولى.
رواية البنفسج الأرجوانيّ لأوشانتو :
" كان لدي (مي علي) أسباب كثيرة لتكون سعيدة و شاكره لأنها في زواج سعيد، ليس كبعض قريناتها في القرية، الزّواج أصبح لهم قفص بلا حبّ. وعندما تتحدّى (يونج كونا) التقاليد بأن تكشف عن معاناتها عليّ أيدي زوجها البذيء. وفي أحد الايام وُجِدَ زوجها ميّتًا في البيت واشتبه القرويّون سريعون فيها بأن تكون قد قامت بتسميمه أو بعمل السحر. و من خلال وجهة نظر أفضل صديقاتها قصّة كونا تكشف عن قيمة الصداقة بين كلّ أصناف النّساء. وإضافة إلي ذلك تبحث عن الاختلاف بين العلاقات على أساس المعتقدات التقليديّة و تلك التي تسحب قوتها من الحبّ، الاحترام. الرّواية تتلمس أنحاء مجتمع قرية أوشانتو بريف ناميبيا، وتربط بين العديد من القصص المتّصلة التي تتعلّق بقضايا الزّواج، والتّرمّل، والعنف المنزلي، الخيانة، الإيدز، المسيحية. والفكرة المركزية في الرواية هي سوء استغلال السلطات التّقليديّة والتي عبرت عنها ( نيشاني) بنثر معبّر و رقيق. ( البنفسج الأرجوانيّ لأوشانتو) رواية تعبر عن قوّة الرابطة النسوية عبر الأجيال كواقي ضدّ السّيطرة البطريركيّة. الرواية ليست فقط واصفة لوضع النّساء الإفريقيّات لكنّها أيضًا تضع حلولا ومعالجات. الرواية تعرف القارئ بالتقاليد الاجتماعية للمجتمع الريفي بناميبيا."
| |
|
|
|
|
|
|
Re: من الادب الافريقي (Re: جورج بنيوتي)
|
من جنوب افريقيا ج.م كويتزي (نوبل للاداب 2003) بدأت رحلة هذا الكاتب حين نشر روايته الأولى (في قلب وطن) (1977), ثم توالت رواياته: (في انتظار البرابرة) (1980), (حياة وأزمنة مايكل ك) (1983), (أرض مظلمة) (1985), (عدو) (1987), (أرض منعزلة) (1990), (عصر الأغلال) (1992), (سيد بتسبرج) (1994), (خزي) (1999) وآخر رواياته التي أعلن عنها ولم تنشر بعد, وهي (اليزابيث كوستللو). وله كتابا مذكرات, هما: (طفولة: مشاهد من حياة محلية) (1997), و(شباب) (2002). كما أن له عددا من الكتب السياسية والأدبية, هي: (تصريح هجوم: مقالات عن الأسلاف) (1996), (حياة الحيوانات (1999), و(شواطئ غريبة: مقالات أدبية) (2001). وهو الكاتب الوحيد الذي فاز بجائزة البوكر مرتين عن روايتي: (حياة وأزمنة مايكل ك) (1983), (وخزي) (1999).
رواية: (خزي)
نتابع في رواية (خزي) التي ترجمها أسامة منزلجي وصدرت عن دار الجندي بدمشق (2002) رؤية شديدة العمق, جرت أحداثها على أرض (الواقع) في جنوب إفريقيا, بعد انتهاء حقبة النظام (العنصري), وعودة السلطة إلى أبناء الوطن (السود), و(الثمن) الذي كان على (أحفاد) الفئة الباغية (البيض) أن يدفعوه, حتى يتاح لهم البقاء في (الوطن)!
بين عالمين تقدم الرواية التي تروى بضمير الغائب, عبر فصولها الأربعة والعشرين, (واقع) جنوب إفريقيا بعد الاستقلال, من خلال التغلغل بين حنايا عالمين (متناظرين): (مدينة) ويندسور مايخيتر و(قرية) سالم التي تقع على طريق غرامستاونكنتون. في المدينة بعض من فلول مجتمع (البيض), وفي القرية قلة من البيض وكثرة من السكان الأصليين (السود). في المدينة توجد جامعة كيبتاون, التي يعمل بها بطل الرواية العجوز ديفيد لري أستاذا مساعدا في مادة الاتصالات في اللغات الحديثة, ويبلغ من العمر اثنين وخمسين عاما, مطلق بعد أن تزوج مرتين, له ثلاثة كتب, ويعد مشروع أوبرا موسيقية عن الأيام الأخيرة في حياة بيرون, وفي القرية تعيش ابنته لوسي (من زوجته الأولى) وسط خمسة هكتارات من الأراضي الزراعية التي ساعدها على شرائها, وبناء بيت والإقامة فيه بمساعدة بتروس (الإفريقي), المتزوج ويعيش في الإسطبل بعد أن أدخلت إليه الإضاءة. كانت مشكلة الأستاذ العجوز هي إشباع حياته الجنسية, والتي وقع بسببها في المحظور حين مارس الجنس مع إحدى طالباته, فحول إلى التحقيق بناء على شكوى منها ومن أسرتها, وإزاء اعترافه الواضح وعدم اعتذاره طرد من الجامعة, فارتحل إلى ابنته في الريف, حيث جرى الاعتداء عليهما واغتصاب الابنة بواسطة ثلاثة من الوطنيين السود, ورفضت الابنة أن تبلغ الشرطة المحلية عن الاغتصاب!
والآن, إذا نظرنا إلى موقف الأب والابنة من الحادثتين, فسنجد أن الأب قد برر ما حدث له بأن الجنس جزء من طبيعة البشر, والشيء السيئ أن يجعل المجتمع الإنسان يكره طبيعته, بينما كانت هي تشعر بأن الرغبة عبء يمكن الاستغناء عنه. كما أرجع الأب موقفه إلى حرية التعبير وحرية التزام الصمت, وكانت الابنة ترى أنها قد شبت عن طوق الأب وأصبحت لها حياتها المستقلة.
وكان هو يرى أن الوقت قد حان لتواجه خياراتها بشجاعة, وكان رأيها أنه إذا أراد أن يضع حدا للمتاجرة به بواسطة فضيحة الجامعة, أما كان ينبغي عليه أن يصمد? أولن تتزايد الثرثرة إذا هرب?!
وفي الوقت الذي كان يرى فيه أن (سر لوسي: خزيه هو), كانت هي تعتبر أن ما حدث مسألة خاصة محض, من شأنها وحدها, لأنها وقعت في هذا الزمان وهذا المكان, الذي هو إفريقيا الجنوبية. وعندما استمر في معارضتها قررت أنه (لا يفهم) أي شيء!
وفي حفل أقامه بتروس, بمناسبة اكتمال إقامة بيته, دعاهما إليه, رأى الأب أحد الثلاثة, الذين اعتدوا على ابنته, وحين هاجمه دافع عنه بتروس وأخذه تحت حمايته, وعندما طالب ابنته بإبلاغ الشرطة رفضت مجددا. وتفاقم الأمر بعد أن ظهر أنها حامل, ورفضت فكرة الإجهاض. وحين عرض بتروس على الأب الزواج منها, وافقت على أن تستقل فقط بمنزلها وأن تكون الأرض مهرها, حتى تنضوي تحت حمايته, فاضطر الأب أخيرا إلى أن يذعن, وأن يبتعد عن طريقها. ورجع كسيرا, ليعتذر أولا لوالد الطالبة عما فعله معها. وكان في أعماقه مقتنعا بأنه غارق في حالة من (الخزي), ولن يكون سهلا عليه الخروج منها, حتى أصبح يقبل (الخزي) بصفته حالة وجوده, (لقد حوكم بسبب أسلوبه في الحياة, لأفعاله الشاذة). ولم يبق له إلا الفن, فحاول أن ينهمك في استكمال أوبراه, و(لهذا كان عليه أن ينصت إلى تيريزا. قد تكون هي آخر من بيدها إنقاذه. تيريزا هي الكرامة الغابرة). كما استمر في القيام بدوره الذي وجده في الريف بمساعدة صديقة ابنته, التي تعمل في مستوصف حيوانات, في القتل الرحيم والتخلص من جثثها بحرقها. وامتد الإهمال واستشرى إلى حياته, وأفل مشروعه الموسيقي (مسكينة تيريزا. لقد أعادها من القبر, ووعدها بحياة أخرى, والآن ها هو يخذلها, ويأمل أن تسامحه من قلبها). كان قد أصبح مجرد عجوز بائس, يقضي عقوبته!
ثمن البقاء
ويبقى سؤال: بماذا (يتفسّر) موقف الابنة لوسي?
إذا رجعنا الى (جذور) لوسي, كما أوضحها الأب خلال حديثه مع المشرفة على مستوصف الحيوانات, حين قال (والدة لوسي كانت هولندية ولابد أنني أخبرتك بهذا - اسمها إيفيلينا - عادت ايفي بعد الطلاق الى هولندا, وبعد ذلك تزوجت من جديد. ولم تتفق لوسي مع زوج أمها الجديد, فطلبت أن ترجع إلى جنوب إفريقيا), (واختارت محيطًا معينًا ومستقبلاً معينًا). ولعل في ذلك ما يفسر عرضه عليها أن ترحل إلى هولندا, حيث (لديها عائلة في هولندا وأصدقاء. وقد لا تكون هولندا المكان الأكثر إمتاعًا للعيش فيه, لكنها على الأقل لا تولد كوابيس). لكنها رفضت عرضه.
والآن إذا أردنا أن نعرف (ما تريده) لوسي, فسيتجلى ذلك من خلال حوار مركز كاشف مع أبيها, وذلك حين قال ملوحًا بيده باتجاه الحديقة: (أهذا ما تريدين من الحياة?) ونحو المنزل الذي كان سقفه يعكس أشعة الشمس المتلألئة: أجابت لوسي بهدوء: (إنه يفي بالغرض).
كما كانت لوسي (تعي) أن صديقتيها بف وبيل شو - كما قالت له - (لن ترقيا بي إلى حياة أفضل, والسبب في ذلك يعود ألى أنه لا وجود لحياة أرقى. هذه هي الحياة الوحيدة المتوافرة. أي التي نتقاسمها مع الحيوانات).
وفي الوقت الذي كان والد لوسي يتعامل فيه بعقلية (الماضي) فيطلب منها أن تطرد بتروس, الذي كان (عبدا) عندها ذات يوم, كانت هي تتعامل بعقلية (الحاضر) بكل ما اشتمل عليه من متغيرات, وهو ما أوضحته حين قالت انه (ليس مجرد عامل مستأجر أستطيع أن أطرده لأنه - في رأيي يختلط بالأشخاص غير المناسبين. هذا الوضع انتهى, ذهب مع الريح, وإذا أردت أن تعادي بتروس, فمن الأفضل أن تتأكد مما لديك من حقائق).
وقد يتفسّر ذلك بأن الأب مازال الفكر (العنصري) القديم يهيمن عليه, وهو ما بدا خلال حواره مع بتروس, حين أوضح له أنه سيتزوج لوسي فطلب الأب منه أن يشرح ما يعني, ثم تراجع قائلا (ليس هكذا نعالج نحن الأمور). (نحن) كاد يقول (نحن الغربيين).
وعلى الجانب المقابل, جانب بتروس, تجلى ذات الاتجاه بالالتجاء الى (معسكره) الأكبر وبشكل سافر, وذلك حين واجه الأب بتروس بأنه كان يعرف أحد المغتصبين الثلاثة, ويدعى بولوكس وهو أخو زوجته, فأجاب بتروس مدافعا (لقد عدت لتعنى بابنتك, أنا أيضا أعنى بابني), ثم استطرد مؤكدا ذلك الارتباط (القبلي): (نعم, هو ابني, هو عائلتي, هو قومي). عندئذ فهم الأب (الحقيقة): (اذن هذا هو الأمر, لم يعد يكذب, قومي, جواب عار كما أراده).
لم يكن الأب هو من لمس (لب) الحقيقة, بل كانت الابنة لوسي, حين فهمت أن هناك (ميراثا) قديما من الكراهية والحقد وجد له (متنفسا) بعد أن تغيرت الأحوال (كان الأمر شخصيا, وقد نفذ بحقد شخصي. هذا ما أذهلني أكثر من أي شيء آخر, أما الباقي فقد كان متوقعا, ولكن, لماذا يكرهونني إلى هذا الحد? إن عيني لم تكن قد وقعت عليهم قط).
إن ما لم تستوعبه لوسي من الأمر, أنها لم تكن مقصودة بنفسها, بل (كرمز) لطبقة قديمة من البيض تأصلت كراهيتها عبر سنين من القهر في نفوس السود. ولعل ذلك ما عناه بولوكس بعد انتهاء شجاره مع الأب وكلابه, حين كانت آخر كلماته (سنقتلكم جميعًا!).
وفي لحظة (وعي) استبصرت الابنة حقيقة ما يحدث, حين واجهت أباها (ماذا لو أن ذاك هو الثمن الذي على المرء أن يدفعه ليبقى هنا? ربما هكذا يفكرون هم, وربما هكذا يجب على أن أفكر أنا أيضا. هم يرون أني أملك شيئا. يرون أنفسهم كمحصلي ديون, كجباة ضرائب, ما المبرر ليسمحوا لي بأن أعيش هنا دون أن أدفع الثمن? لعل هذا ما يقولونه لأنفسهم).
في تلك اللحظة, انداحت أمام عيني الأب (الحقيقة) عارية, سافرة (عصابة من ثلاثة رجال, ثلاثة آباء مجتمعين في واحد, مغتصبين أكثر منهم لصوصا, كما وصفتهم لوسي, مغتصبين اجتمعوا معا وراحوا يمشّطون المنطقة, يغتصبون النساء, وينغمسون في متعهم العنيفة).
وحين رأى الأب (تقبل) ابنته لدفع (ثمن) البقاء, حاول أن يثنيها عن عزمها (لكن ما تتحدثين عنه أمر جديد, إنه استعباد, يريدون أن يستعبدوك).
فصححت له الابنة تعبيره (إنه ليس استعبادا, هو إخضاع, إذلال)!
وأسفرت عن قبولها الزواج بوضوح (عد إلى بتروس... - إذا ظل المنزل باسمي - فسوف أصبح ساكنة, وأقيم على أرضه).
كانت تتنازل عن أرض سبق أن تملكتها, تتنازل عن كل شيء, مقابل بيت صغير تقيم فيه وحدها بحرية. فاعترض الأب (كم هذا مذل. كانت آمالا شامخة, وهاهي تنتهي إلى هذا).
فأجابت (نعم, أوافقك, هو مذل, ولكن لعلها تكون نقطة بداية جيدة. لعل هذا ما ينبغي عليّ أن أتعلم قبوله. أن أبدأ من الصفر. دون أي شيء, بلا خيارات, ولا أسلحة, ولا ملكية, ولا حقوق, ولا كرامة).
(ككلبة).
(نعم, ككلبة).
كانت الابنة عبر حياتها في الريف سنوات طويلة, قد تفهمت عدالة قضيتهم, حتى بعد أن وقعت ضحية في طريقها, وأنه كان يتعين عليها - مادامت اختارت البقاء - أن تدفع ثمن ميراث طويل من الكراهية والحقد والقهر والاستغلال لامبراطورية (الآمال الشامخة), التي تهاوت محترقة, وإن ظل أوارها حيا تحت الرماد, يحرق بعض الأبرياء بضراوة عمياء!.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: من الادب الافريقي (Re: أحمد أمين)
|
لقد اعجبني البوست جدأ و اعتبره مساهمة نوعية في البورد و هو باب طرقه قلة من الدارسين علي سبيل المثال الحاج أبا ادم الحاج وعبد القادر محمد ابراهيم وهذا البوست مساعدة في الخروج من المالوف و السائد البائر لكل المساهمين التحية و لصاحب البوست الود و الاحترام
مارويل اتير مارويل : شاب من قبيلة الدينكا مهموم بتراث قبيلته و بثقافتها يحدثك عن حكاياتها و اساطيرها و أغانيها و اهازيجها بحميمية تجعلك تطمئن الي سلامة الصدق الفني و هو يعيد كتابتها باللغة الانجليزية يعيش الان في الولايات المتحدة الامريكية و سبق ان عمل محررا بجريدة (فورورد) التي صدرت باللغة الانجليزية أبان فترة الديمقراطية الثالثه . 1- من ابتهالات الدينكا يا إلهي لا تحرمني رحمتك يا رب فأنا أنبذ المعاصي لانها ربما ذهبت بعيدا في الغد هانذا اقبل ثورا هائجا قويا من اجل الاله قربا و زلفي ليهبنا الله الحياة اله دينق أبك من اجل الحياة لنا اله قرنق من أجل حياة الناس و البقر فأنا أقبل الثور الهائج القوي زلفي حتي يتنزل الاله ويهبنا الحياة ...
2- ليتكم تولدون
ليتكم تولدون عمياناً يا من خلفتكم و رائي في بطن الام كيما تبقي معكم تلك الرؤي التي أعدتموها في ظلال الرحم فينحجب عن ابصاركم ما يجعلنا في هذا العالم نرتعد خوفاً اعمي ليتكم تولدون بصمم في اذانكم يا من خلفتكم في رحم الام من ورائي لانكم لن تصينوا السمع لتسمعوا عن الاساءات التي سببت جراحنا فلا تطلعون من ثم علي تاريخ القبيلة و العشيرة ليتكم تولدون بخرس في اللسان يا من ستولدون من بعدي لانكم لن تعبروا لاي كان عن اسراركم و عما يجيش بالصدور و ستشدون أغانيكم في دواخلكم لا ليسمعها احد بل لانفسكم فقط ليتكم تولدون بكساح أو عرج يا من ستجيئون من بعدي لانكم كما كان حالكم في الرحملن تحتاجوا ارجلكم فأنتم لن تخرجوا ابداً للقنص أو الصيد أو الرقص ...
أكوت بيتك :
ولد 1931 بمدينة قولو في شمال يوغندا حيث تلقي تعليمه حتي المرحلة الثانوية ثم انتقل الي كلية الملك في بودو . وهناك كانت اولي محاولاته حيث كتب أوبرا شعرية و أخرجها. عمل معلما بمنطقة قولو و اثناء ذلك أكمل رواية بلغة اللوؤو سنة 1953 كان ايضا مغرما بكرة القدم حتي انه لعب للفريق القومي اليوغندي اخيرا سافر الي انجلترا حيث حصل علي الماجستير في الاداب من جامعة اكسفورد سنة 1963 وكانت رسالته عن الاغاني التقليدية لقبيلة الاشولي (أغنية لا وينو) قصيدة مطولة علي لسان امراة . و الثانية (الفقر المحبط) 1- من أغنية لا وينو استمعوا يا أبناء قبيلتي أني اشكو و ابكي اشكو زوجي اوكول و أبكي عليه أوكول زوجي فقد راسه ضاع منه في غابة من الكتب عندما كان زوجي يتقرب الي في فترة الخطوبة يتودد كانت عيناه تشعان حياة لم تصم بعد أذناه ذاك الذي كان صديقي كان رجلا ما اعتراه البله بعد كان رجلا حرا لايزال سيد نفسه ابن الثور الوحشي رجل القبيلة سليل الاشولي ترقد الاوراق علي مكتب زوجي بعضها منطو علي خطر مميت كأنها من ضخام المتسلقات تلك التي تلتف حول الاشجار تعتصرها حتي الممات بعضها و اقف و بعض منطرح لكنها جميعها تضمر الاذي منزل زوجي غابة عملاقة من الكتب غابة دكناء رطبة فاسدة الهواء فتعالوا يا أبناء قبيلتي أسوني و ابكوا معي مات زوجي الذي كان أقيموا معي ليالي العزاء !
2- الفقر المحبط دعني أرقص كيما انسي أحزاني دعني انسي أني عاطل وبلا أرض اني ضائع ولا أمل أنسي عجزي دعني أفرز حنقي و المقت من منكم خاض تجربة أن يعرف أن اطفاله الصغار لن يذهبوا – كبقية الاطفال – للمدارس ؟ و حين يكبرون لن يشغلوا وظيفة ما لن يمتلكوا ارضا أو أبقاراً لا ... ولا أغناماً أو حتي دجاجة و أحدة ؟ آه .. دعني أرقص لو انسي
| |
|
|
|
|
|
|
Re: من الادب الافريقي (Re: Elmamoun khider)
|
من السودان
تعبان لو لييونج ولد في السّودان ونشأَ في أوغندا . حصل علي بكالوريوس الاداب من جامعة هاورد بالولايات المتحدة، وماجستير الفنون الجميلة من جامعة أيووا . فهو كاتب مميز للشعر و النّقد الأدبيّ و الثّقافيّ، تعبان له الخلفيّة التّعليميّة العميقة و العريضة و التفكير الحادّ والرّؤية الواضحة، وله القدرة المدهشة للتّعليق بذكاء على ما يحدث في إفريقيا خلال ال 50 سنة الماضية. ومن خلال تجربة عمله كمحاضر في الجامعات الدّوليّة في كينيا غينيا الجديدة و أستراليا و اليابان. وفي عام 1995 عين لييونج تعبان بجامعة فيندا بجنوب أفريقيا قد أعطته فرصة فريدة لوضع التّطوّرات الإفريقيّة في السّياق العالميّ و التّاريخيّ الخاصّ بهما . وعن شعره يقول لييونج " بدأت من موقع البحث في الافكار، البحث في الافكار الشخصية، والاجتماعية، ومن خلال هذا البحث الذاتي يمكننا أن نقييم أنفسنا"
من كتبه:
Reconstituting the ‘Sudan(s) (a political manifesto), 1998, Vivlia Publishers Women in Folktales and Short Stories of Africa, 1997, Azalea Publishers Homage to Anyame, 1996, Malthouse Press Ltd. Words that Melt a Mountain, 1995, East African Educational Publishers The Cows of Shambat, 1992, Zimbabwe Publishing House Culture is Rutan, 1991, Longman Kenya
| |
|
|
|
|
|
|
|