بليلة المبشر و لا عزومة المكشر مثل من ناس ما بيرضوا الحقارة ولا البخل و قرأنا أن حاتم الطائي قد ذبح فرسه لإطعام ضيوفه الذين أتوه فجأة بليل و قد عضهم الجوع بأنيابه و نهشهم بأظافره و قيل في بعض الإعراب : فلما إستنبحت كلابهم أضيافهم قالوا لأمهم بولي على النار
يعني لما سمعوا كلابهم تنبح بمقدم بعض الضيوف ،، قالوا لأمهم بولي على النار حتى يوفروا الماء الذي سيستعملونه لإطفاء النار ،، و بإطفاء النار فإن الضيوف ( حيفرتقوا ) دون أن يروهم في الظلام. ما هو شعورك إن أتاك ضيوف دون سابق إخطار ؟ هل تتعكنن ؟ أم تكون هاشا باشا في وجوههم ؟ هل يختلف إكرام الضيف في المدينة عنه في القرية ؟ هل تتحكم الظروف الإقتصادية في نسبة الكرم و الجود و إكرام الضيف ؟ لم أسمع مثلا مبالغا فيه أكثر من ( يسلخ القملة ) كناية عن البخل الشديد أما غنوة الصبوحة الشحرورة التي من كترة الشد صارت مبتسمة على طول و ربما وصلت أطراف فمها إلى أذنيها،، غنوتها التي تقول ( يغديني جبني و زيتون و يعشيني بطاطا ،، هل هو بخل أم إقتصاد حكمته ظروف المحبة و السكن في عش العصفور الذي سيكفيهما ؟ دعونا نتجول في عالم الجود و الكرم إبني أحمد كنت أناديه منذ صغره بعشا البايتات فسألني : أنا عشا البايتات كيف ؟ فقلت له : إنت مش بتمشي الدكان تجيب حاجات للعشا لما يكونو في ضيوف ؟ قال : أيوة خلاص ،، إنت سبب من أسباب عشا البايتات في البيت لم يقتنع ،، لذا فهو يتغدى بالضيفان قبل أن يتعشوا بواسطته فيتناوم مبكرا حتى لا يذهب لدكان عم علي الذي يكجنه لله في لله و المودة بينهما مفقودة تماما لدرجة أنه يذهب كداري لدكان الفوراوي بحجة أن فول عم علي كلو حجار و مسوس. أهل القاهرة ، مارسوا بعض البخل من جراء ظروف إقتصادية بحتة ، بعكس الفلاحين و الصعايدة في قراهم ،، فقد طفت قرى الصعيد و الفلاحين ، إبتداءا من أسوان و حتى المنصورة و لي فيها أصدقاء ، و وجدت أهل الأرياف و الصعيد فيهم من صفاتنا الكريمة الكثير. و لكن أهل القاهرة ، هم أصحاب هذه الجمل التي تحدث عن نفسها : ( تبات عندنا ولا اللوكاندة أريح ؟ ) هذه بلاغة في الحديث ( تقديم الذي يرفضه و تأخير ما يحبذه بالفعل ). أو ( تتعشى ولا تنام خفيف ؟ ) أيضا هذه حرفنة بخيل ، فقد قدم الكرم ، و لكنه يستدرك بالنصيحة الطبية هذه. أو يخرج من جيبه علبة سيجارة و يشعل سيجارة و يقول لك و هو يرجع علبة السيجارة إلى جيبه ( تعفَر ولا بيتعب صدرك ؟ ) أو ( أوصلك ولا تتمشى أحسن ؟ ) دائما الإستدراك البخيل في مؤخرة الجملة ، لأن الإجابة على نهاية الجملة تتم بدافع الإيحاء الواضح على وجه المتحدث الذي يبدو و كأنه يحبذ الرأى الذي يأتي في آخر كلامه أحد الظرفاء جدا بقريتنا ، جاءه ضيف على حين غفلة وقت العشاء ، فلم يجد غير عقاب ملاح الغدا لتقديمه له ، و كان بصحن الملاح عضمة واحدة يتيمة تطفو على سطح الصحن ، فكلما ( يزحها ) صاحب البيت للضيف ، يرجعها الضيف على إستحياء بطرف لقمة الكسرة لتكون في متناول المضيف و إستمرت اللحمة ( يباصوها ) بيناتهم دون كلمة ، كل واحد ( يلزها للتاني ) ، و أخيرا أخذها الضيف ليلتهمها، فأمسك به صاحب البيت و قال له : العضمة دي المخلية الملاح طاعم ، خليها آخر حاجة و بعدين شيلها
أيام كنت من زمرة المدخنين في عطبرة ،، كنا نقول تخميس السيجارة ،، و من المفروض مادام أنها تخميسة أن نكون خمسة نجبد أنفاسها بيننا ،، و لكننا كنا نكون أكثر من ذلك فتأتيك السيجارة المسكينة و كأن نارها نار نافخ الكير و الفلتر مسخن كلديتر عربية هكر ،، و آخر واحد يمصها مص حتى تكاد ترى شعلتها من بين (شفايفو ) ثم يرميها بعد أن تكون النار قد لامست الفلتر الذي تغير لونه من الداخل و الخارج فصارت مثل مرتبة القطن المحروقة. أذكر أن صديقا لنا كان من المريشين ،، و كان يشتري علبة البرنجي و إذا رآنا أخرج سيجارة و رمى بالعلبة و كأنها صارت فارغة ،، و يقوم بتخميس سيجارته معنا بكرم الذي يؤثر على نفسه و لو كانت به خرمة شديدة ،، و إكتشفنا بعدها بأنه يرميها و هي عامرة بالسجاير و لكنه يفعل ذلك حتى لا نطلب منه سيجارة ،، فإكتشف أحد الغتيتين هذه الخدعة فأخذ العلبة و أطلق ساقيه للريح. و تفنن أحد مدمني الصعوط في خطة تجعل شحادين السفة يبتعدون عنه و يكفون عن شحدته ،، فصنع ( حقة سعوط ) لها غطائين و مقفولة من النص بساتر معدني بحجم الريال الفضة ،، و يجعل إحدى الجهات فارغة و الأخرى مليئة فإن طلب منه أحد سفة يفتح الجهة الفارغة و يميلها و يضربها من كل الجوانب و يحلف إنها فاضية ( و هو صادق في قسمه و حلفانه ) في حين يكون الجزء الآخر ممتلئا للطيش
أما أبخل زول قابلني على وجه البسيطة ،، فهو زميل لنا في إحدى قرى الشمال ،، كان يأتينا بعد الإجازة بشنطة صفيح مليئة بالكعك و المنين و الغريبة و البسكويت ،، و يقفلها بطبلة أتقل من الشنطة ،، أما المفتاح فكان يتأبطه كالشر،، و لا يفتحها إلا بعد أن نطفيء السراج و نسرح بغنم إبليس في مراعي الهم،، فيقوم متلصصا ببطارية صغيرة و يأخذ ما طاب له و يندفس تحت البطانية و يأكل ( محل ما يسري يهري ) ،، و لكن الله يمهل و لا يهمل ،، فقد إكتشفت جحافل النمل محتويات الصفيحة ،، فداهمت الموقع بقوات منظمة و جعلت محتوياته في أيام معدودة إلى ركام هائل ،، فتابعناه بنظراتنا الشامتة و هو يلقي ببقايا حملة النمل في الكوشة العامة. هناك بخل مفيد ( رب ضارة نافعة ) زميلي ركب قطار حلفا و جيوبه تنعق بالفلس ،، و عندما داهمته نوبة خرم لسيجارة ،، قادته رائحة التبغ المحروق إلى رجل يجلس على السلم يتلذذ بسيجارة ماركة برنجي ،، فطلب منه الأستاذ المحترم نفسين ،، فما كان من الرجل أن صرخ فيه : إنت وكت ما عندك حق سيجارة بتشربها ليه ؟ عريان و لابس صديري ؟ عندها أقسم زميلي على المصحف أن لا يدخن مرة أخرى ،، و قد كان إلى يومنا هذا. من المعروف أن العشاء المقدم في مناسبات الزواج ( الكوكتيل ) يقدمونه في علبة و تكون مكونة من فخد دجاجة صايمة ليها عدة أيام ،، و حتة باسطة عاملة ريجيم ،، و طعمية عديمة الرائحة و حبة مخلل يتيمة و خبز همبورجر و أي مشروب. أحد العجايز القادمين من القرى ،، أول ما ظهرت حكاية العشا المعلب دة ،، و هو من الناس الذين يمكنهم أن يأكل دجاجتين دون أن يترك للعظام أثرا ،، و يتمتع بكامل أسنانه اللبنية منها و التي قامت بعد فطامه في خمسة أعوام،، المهم في مناسبة جابوا ليهو العلبة إياها ، فإلتهمها في وقت يدخل به كتاب ( غينيس ) و بدأت الحفلة ،، فإلتفت إلى جاره و قال : الناس ديل إبتدوا الحفلة و لسع ما عشوا الناس ،، الحكاية شنو ؟ فقال له جاره : إنت مش أكلت الأكل الفي العلبة ؟ فقال زولنا فاغرا فمه : أهو داك العشا ؟ أنا ما قايلو تصبيرة ،، بالله شيخ سيد دة حتى في عرس ولدو بخيل؟ اللقوم أكوس لى عشا رجال.
أما أجمل ما قيل في الجود : قال كلثوم بن عمر
إن الكريم ليخفي عنك عسرته حتى تراه غنيا و هو مجهود و للبخيل على أمواله علل زرق العيون عليها أوجه سود
استاذنا ابوجهينة كل سنة وانت والاسرة بالف خير الكرم عادة لا يرتبط بالغنى او الفقر ، فكم من اغنياء تحس بانهم يعبدوا القرش اللي بيطلع منهم ، واخرين فقراء يجودوا بما لديهم وكانهم يمتلكون خزائن قارون ، فالمسالة مرتبطة بغريزة الانسان في العطاء أي كان حجمه. في الشمالية او في البلد ، رغم بساطة الناس وقلة امكانية توفر الاشياء تجدهم يضربون اروع مثل في التسابق نحو اكرام الضيف بطريقة مبهرة فعلا ، وعادي جدا ممكن يجوا ضيوف بكميات في اوقات متاخرة جدا من الليل وتجد الزوجة تقوم بذبح ما يتوفر لديها من الماعز وتطبخ ذلك وهي في قمة سعادتها دون كلل او ملل حتى وان لم يكن رب الاسرة موجودا، لانه جزء من سلوكهم اليومي في الحياة اكرام الضيف حتى ولو على حساب الاسرة ، والجود بالموجود
11-30-2003, 07:35 PM
انور الطيب
انور الطيب
تاريخ التسجيل: 10-11-2003
مجموع المشاركات: 1970
الأخ أبو جهينة كل عام وأنت ومن معك بألف خير دائما تتحفنا بالدرر التي تملأ سماءنا ضياء وبهجة فبلا شك أن الكرم من مكارم الأخلاق وكما تفضلت فان البيئة لها دور كبير في ارساء هذه المفاهيم والقيم وهنالك من القصص الشعبية والتراثية التي لا تحصى في هذا المجال ويحكى أنه في احدى بقاع السودان قام نفر كريم بزيارة أخ لهم في أوقات السكون واغلاق الدكاكين وكان هذا الشخص مضيافا الى حد يفوق حاتم الطائي ولديه عنزة وحيدة هي رأس مال أولاده ومصدر حليبهم الوحيد لشاي الصباح وللعشاء وأدرك هؤلاء النفر أنه لابد ذابح هذه العنزة اليتيمة فقال أحدهم أتركوه لي فلن أتركه يذبح هذه الشاة وعندما قاموا بطرق الباب فتح هذا الكريم المنزل وقام بواجب الضيافة السريع بتقديم الماء والمكان واستل سكينه لذبح الشاة فقام الضيف مباشرة وحلف عليه بالطلاق بأن لا يذبح هذه الشاة واليك الحوار الضيف : حرم ما بتضبح الغنماية دي المضيف: والله حاأعز حليفتك لكن حرم كان تضبحها انت ! وكانت النتيجة أن قام هذا الضيف بذبح الشاة بدلا من أن يذبحها المضيف
وأيضا قمت ذات مرة بزيارة مدينة الجيلي التي تبعد عن حلفاية الملوك حوالي الثلاثين كيلومترا لزيارة صديق وعندما لم أجد هذا الصديق وليت مدبرا ناحية المحطة وعندها وجدت امرأة تلحقني وهي تصيح بأعلى صوتها يا ولدي ما عيب عليك تمشي من غير ما نضيفك دحين نحن مقابر والله شنو فما كان مني الا أن استجبت لدعوة هذه المرأة الكريمة ورجعت معها الى البيت وقامت باكرامي على أكمل وجه صحيح أنها لم تقدم ما لذ وطاب ولكنها قدمت كل دواخلها الى وكانت أعز لحظات أقضيها مع هذه المرأة الكريمة وعيالها الصغار. أيضا كنت ذات مرة تائها في منطقة جبلية في منطقة الشلال السادس بعد أن فقدت البوصلة التي معي وبعدها وقفت بالقرب من بئر بها فتيات الحي فاستحيت من التقدم اليهن لشرب الماء وجلست بعيدا على ظل احدالجدران واذا به أفاجأ بشخص يحلف على بأن أذهب معه وقلت له لا استطيع أن أذهب دون أن أجد زملائي من قسم الجيولوجيا بجامعة الخرطوم فقال لي هذا الشخص أنه المسئول عن ايصالي لهم وقدم لي شراب الليمون البارد وغداءا من ملاح الروب المحبب الى نفسي وعنقريبا من القد لأنام عليه وفعلا قضيت مع الحاج عبيد لحظات جميلة وبعدها قام بايصالي الى المكان وأصر أنه لن يوصلني الى المعسكر الا اذا وعدته بالقدوم مرة ثانية وفعلا قد كان ومعي مجموعة من الطلاب فرح بهم فرحا شديدا
وعلى العموم النماذج تتنوع في السودان ويجب علينا نحن كآباء أن نربي أبناءنا على الصفات الكريم ونغرس في نفوسهم حب الضيف فبه نتشرف وبه ننتصر على هوى النفس وحب الدنيا
ولك منى أجزل الشكر وألف ألف تحية
12-01-2003, 08:05 AM
ابو جهينة
ابو جهينة
تاريخ التسجيل: 05-20-2003
مجموع المشاركات: 22757
عزيزي و صديقي أنور الطيب كل عام و أنت و الأسرة الكريمة بخير و عافية سعدت جدا بمداخلتك التي أخذتني في سياحة جميلة عبر الكرم السوداني الأصيل المتأصل أنا واثق أن الكثيرين يحملون في دواخلهم قصصا كثيرة على شاكلة قصصك الجميلة النابعة من صلب واقعنا ،، تسلم أخي الفاضل أنور و دمت لنا لك مودتي الخالصة
12-01-2003, 08:28 AM
Tumadir
Tumadir
تاريخ التسجيل: 05-23-2002
مجموع المشاركات: 14699
الأخت الأستاذة تماضر صديقتك القادمة من مصر ذكرتني بأهلنا الساكنين في مصر ،، تتجاذبهم صفتان ،، السودانية و المصرية ،، و لكن في الآخر بتغلب عليهم صفة أهل الدار ،، لذا فإن صديقي شريف قال لي ( تشرب حاجة ساقعة ولا بيتعب زورك ؟ ) فقلت له : أنا عاوز أتعب زوري يا تعبان. تسلمي تماضر
12-01-2003, 09:13 AM
ابو جهينة
ابو جهينة
تاريخ التسجيل: 05-20-2003
مجموع المشاركات: 22757
أخي و إبن عمي و حبيبي حمزاوي كل سنة و إنت طيب و الله جربنا حكاية شوال قمح مطحون و صفيحة تركين ،، برضو أحمد بينقنق من مشي الطاحونة. واحد قريبنا رحل من بيتو بعد أن تعب من كترة الضيوف. قابلتو في بيت بكا ، و قلت ليهو إنت سكنت وين ،، فقال : و الله سكنت في حتة ،، حتى ناس المساحة ما بيعرفو محلها تسلم حمزاوي
12-01-2003, 02:03 PM
almulaomar
almulaomar
تاريخ التسجيل: 07-08-2002
مجموع المشاركات: 6485
الأستاذ الكريم أبا جهينة أشهد الله أنك لمتمكن من ناصية اللغة واللسان حتى لو كانت ناصية حامية متعك الله بالصحة والعافية وأدخلك جنة عالية قطوفها دانية لا تسمع فيها لاغية ولا باعه جائلون حتى. أنت دائما ما تدخل البهجة والمسرة في نفوسنا وتمارس إمتاعنا بالدهشة من عمق الكآبة والواقع وقعه سودا واقعنا في الداخل والخارج ولا أحسب أن هناك منطقة وسطى بين الداخل والخارج حتى نتوسط ونتوسد أيادينا أو حتى وساده شوق لأنه لا توجد وسائد خاليه. الكرم والبخل أو الشح صنوان كالجمال والقبح والغنى والفقر والموت والحياة إلخ ... سوف أعود أخي أبا جهينة بعد أن أعيد قراءة مقالك هذا مرارا وتكرارا كعهدي حتى أصبح في حكم القادرين على تناول مقالكم بالتعليق الذي يضيف شيئاَ إلى هذه التحفة. دمت مبدعاً ودمت متألقاً ودمت عضواً في هذا المنبر الحر
12-01-2003, 03:34 PM
ابو جهينة
ابو جهينة
تاريخ التسجيل: 05-20-2003
مجموع المشاركات: 22757
عزيزي الوقور الملا عمر مودتي و محبتي تشكر على مداخلتك التي ملأت نفسي فخرا و إعتزازا بشخصكم الكريم و كعادتي دائما ،، أستمتع بتعليقاتك التي أعتبرها في حد ذاتها قطع أدبية و في إنتظارك عزيزي
12-01-2003, 04:19 PM
haneena
haneena
تاريخ التسجيل: 05-27-2003
مجموع المشاركات: 2002
استاذنا ابوجهينة لك كل الاحترام فعلا اشتهر اهلنا السودانيين بالكرم والجود واكرام الضيف الحالة الاقتصادية الخانقة أثرت بالفعل علي (اهل المدن) ولم يعد الترحيب بالضيف كالسابق وهو الخوف الا يكون في مقدورهم ايفاءهم حقهم وما قصة اهل العوض وباغة العسل الا خير مثال لا اعتقد ان اهل الريف تغيروا كثيرا فهم يعتمدون كثيرا علي الانتاج الذاتي من دواجن وغنم بالبانها وغيره
اما عن البخل فلم اجد اكثر من هؤلاء الانجليز بخلا هم يسمونه حرصآ ويستغربون اذا دفعت لاحدهم ثمن حتي مشروب او كيس رقائق البطاطس بربع جنيه وعندما اراهم كذلك ..اقول يا حليل ناس بلدي ناس الجود من الموجود
تسلم سيدي
12-02-2003, 00:03 AM
aba
aba
تاريخ التسجيل: 03-06-2002
مجموع المشاركات: 1993
أبوجهينة الله يديك العافية كان جدي عليه الرحمة يغضب جدا لو رأي أحد أفراد العائلة بياكل سندوتش ويقول ليهو حاكيت الكلب أسة كيف تقول لي زول إتفضل.. وأحكي ليك طرفة: وأنا في المرحلة الإبتدائية نزلت من البص لقيت جماعة من أهلنا الجعليين مكسور بيهم لوري ، واحد فيهم ناداني : يا ود أخوي جيبلنا موية ، قلت ليهو حاضر ولما مشيت البيت قال الوالد عليه الرحمة للوالدة جهزي الأكل وشيّلوني الصينية ومشيت للجماعة ومعاي شقيقي شايل الموية..بعد ما أكلو سألني الرجل : إنتي يا ود أخوي من وين قلت ليهو ساكن بي جاي قال لي : بي جاي دي خليها أهلك من وين قلت ليهو من البركل قال لي شايقي قلت ليهو أيوة قال لي شكرا يا ود أخوي أكرمتنا ولما بقيت ماشي ما إنتظرني أبعد حتي من المكان قال لي رفاقه (حرم الجناأمو سارقاهو من جعلي) وده كان شكره لي.. عموما يا إبن عمي لا تتغير أرايحية الناس بس الدخلوها فينا الكيزان ما بتمرق بي أخوي وأخوك..
12-02-2003, 11:14 AM
ابو جهينة
ابو جهينة
تاريخ التسجيل: 05-20-2003
مجموع المشاركات: 22757
الأخت الفاضلة حنينة تحياتي بالفعل ،، أهل الريف لا تتغير طباعهم خاصة إكرام الضيف و لكن الذي حدث في القاهرة ،، بدأ يزحف بسرعة جنونية لمدن السودان كافة ،، هل يا ترى نستثمر في اللوكاندات و الشقق المفروشة لزوم البخل القادم في المدن ؟ أم نستثمر في المطاعم و القهاوي ؟ لربنا ما يحوج زول لي زول ،، قولوا آمين ،، و لكن يبقى الكرم و إستضافة الضيوف بنفس النكهة القديمة و إن شاء عادة غير مقطوعة و لا ممنوعة تسلمي حنينة
12-02-2003, 11:23 AM
ابو جهينة
ابو جهينة
تاريخ التسجيل: 05-20-2003
مجموع المشاركات: 22757
عزيزي خالد الحاج لك كل مودتي و محبتي ضحكت كثيرا لتعليق ضيفكم الجعلي أذكر أن ذهبت مرة في الشمالية لجزيرة بدين لأزور صديقي في ( شبة ) فوجدت والدته و قالت لي أن محمد في مشوار قريب و سيعود إنتظرت من المغرب إلى أن حان وقت العشاء ،، فحضر خاله العجوز و صار يتونس معي إلى أن جاءت صينية العشاء ( و كانت ذبيحة كاملة ) و أنا طوال الوقت أسأل عن تأخره عني فيقولون أنه في زيارة أحد أقرباءه المرضى و بعد العشاء و كباية الشاى و الونسة على ضوء لمبة الجاز ،، عرفت أنه في دنقلا لإنجاز مهمة و لما عاتبت الأم قالت : إنت عاوز محمد يجي و أقول ليهو ضيفك جا و مشى لما عرف إنك مافي ؟ الكلام دة ما عيب يا حشاى ؟ هذه إمرأة ،، لم تقرأ عن حاتم أو أبيات المتنبي ،، و لكنه الكرم المتأصل تسلم أبا
12-02-2003, 11:32 AM
HOPEFUL
HOPEFUL
تاريخ التسجيل: 09-07-2003
مجموع المشاركات: 3542
عزيزي جمال عبدالرحمن كل عام و إنت بخير صحي مداخلتك راحت وين ؟ كرم أهل السودان عموما ،، و ود الزاكي على وجه الخصوص ،، أمر لا يختلف فيه إثنان أرجو أن تتحفني بقصة أو قصتين ( أخوك ناوي يجمع قصص من هذا القبيل في كتيب واحد ) تسلم جمال
12-02-2003, 06:03 PM
بدرالدين شنا
بدرالدين شنا
تاريخ التسجيل: 07-30-2002
مجموع المشاركات: 3514
أخي وحبيبي أبو جهينة كل سنة وإنت طيب تجدني بخيل في هذه المداخلة والتي تتضاءل أمام كرمك علينا بهذا الإبداع لك حبي وياريت تجود على قريحتي أو ذاكرتي الخربة بما ينفع في هذا المقام ربنا يحفظك ويسعدك كمان وكمان
12-03-2003, 11:19 AM
ابو جهينة
ابو جهينة
تاريخ التسجيل: 05-20-2003
مجموع المشاركات: 22757
أخي أبا جهينة أسمح لي أن أمارس بعضاً مما تعلمته من أساتذتنا الأجلاء أمثال أهل العوض وشيري شيري ليدي والدكتور أبكر آدم إسماعيل الإنسان والكاتب والقاص والذي أبى إلا أن يدفن دقن ممارساً بياته خلال فصول السنة الأربعة ليحرمنا بذلك من نفيس الدرر وأيا كانت أسباب إختفائه وإحتجابه أو خسوفه وكسوفه تبقى النتيجة حرماننا من قلم رشيق يثري الحوار والنقاش والجدال والمقال في منبرنا هذا. تعلمت سيدي ما يعرف بالتفرع الشجري أو التشبث بالبردعة وترك الحمار أو أن أعاين في الفيل وأطعن في ضلو حتى لو كانت السماء غائمة كلياً أو جزئياً ولا ضير في أن تكون الدنيا مساء وأن يكون الظلام حالك لأن الزمن أبي ألا أن يجعل ذلكم الفيل وظله سيان. أشكرك والسيدات والسادة العابرون والمقيمون من الأعضاء والزوار والأحرار وحتى الأشرار لرحابة صدركم وتأدبكم وتلطفكم في أنني تسللت تسللا بينا من صلب الموضوع ونحيت مناحي جانبية أخرى قد تلتقي أو لا تلتقي مع الموضوع.
لماذا عشا البايتات ، وهل البايتات أولئك نسوة جئن من قرية نائية لأداء واجب العزاء في المدينة أو عيادة مريض ومن ثم فاتهن آخر بص أو لوري أو حتى أدركهن حظر التجول المعمول به في بلادنا الكائنة مكان جميع الكائنات المهتمة بتوافه الأمور شأنها شأن كل الدول التي تدعي التحرر والتحضر والحكم بما أنزل الله وما أنزل على الملكين ببابل هاروت وماروت. لماذا لا يكون فطورا أو غداء ، إني أشتم في العبارة شئ من التمييز ضد الجنس فهل النساء أكثر أكلاً من الرجال الواقع يقول غير ذلك فالرجال أصبحو يحاكون السلاحف في أشكالهم في عصرنا الراهن ولا تجد بائعة فطور أو عشاء أو محل شاورما أو حلويات شرقية أو بيرجر إلا وتجد الرجال يتدافعون بالمناكب والأقدام كانهم في يوم كريهة. قد أجد العذر في أن الغداء ربما يكون دسماً ومنوعاً لكن ما بال الفطور والذي لم يتعدى شئ من فول وقليل من جبن وشئ من طعمية. وأستغرب قول الشاعر الهمباتي الذي يفتخر ويفاخر بعبارة عشا البايتات في مطلع قصيدته:
عشا البايتات إسمي وكان ودرت قول قسم الله وما همي العدو كان كتر كان قللا سمعت أبوي بقول العين كسرها مذله والروح في المثل بلا يومها ما بتنسلا
وفي زماننا الغابر هذا أصبح هناك الكثير من الأشياء التي تسل الروح قبل يومها وحتى في أثناء إنسلال تلك الروح المسكينة يأتيها أمر يزيد إنسلالها إنسلالا أو ما يعرف في منافسات الشطرنج بدبل جيك وهو ذات المنطق التي تمارسه القوى العظمى والوحيدة في العالم ماما أمريكا ضد شعوب وحكام العالم بما فيهم توني بلير وجاك شيراك والمستشار الألماني والرئيس الصيني دنج دونج دينج ولاعب الجودو البارع فلاديمير بوتين ، أما كسر العين فإن كانت مذلة أو غير ذلك فلم تعد هناك عيون أصلاً لقد فقئت عيون وأصبحت كثير من العيون لا ترى لأنها أصحابها أضحوا لا يسمعون لا يتكلمون.
12-03-2003, 01:40 PM
ابو جهينة
ابو جهينة
تاريخ التسجيل: 05-20-2003
مجموع المشاركات: 22757
عشا البايتات إسمي وكان ودرت قول قسم الله وما همي العدو كان كتر كان قللا سمعت أبوي بقول العين كسرها مذله والروح في المثل بلا يومها ما بتنسلا
سأرسلها الى ابني أحمد ،، فأخواله هم همباتة أبودليق حيث مضارب قبيلة أمه البطحانية المتعصبة لقبيلتها و التي لا يفض اشتباكي معها بسبب تعصبها ،، الا لداحتي المكتسبة من الشوايقة و الجعليين و الرباطاب و التعايشة الذين عشت معهم في عطبرة و بربر.
أما سبب لماذا ( عشا البايتات ) فأظنه بسبب أن النساء قديما حتى جيل الحبوبات الذي أوشك أن ينقرض ،، كن يأكلن العشاء بعد أن يأكل الرجال و تتخم بطونهم ،، فعندها تتناول النساء العشاء ،، و ان نقص شيء من طعامهن ،، فان أحد الجيران يتكفل بتكملته من بيته ،، لذا فكرمه يفوق كرم صاحب الدار ( فهو عشا بايتات )لأنه يتم ايقاظه و ايقاظ زوجته لطلب ملاح أو كسرة خبز لتكملة وجبة أولئك البائتات خوفا من أن ( يبتن القوى ) خاصة أن الفطور لا يسند الطول لو هناك مشروع سفرة باللواري أو المشي الكداري تسلم أيها الرائع المتجدد
أخي أبو جهينة أحسب أن هناك حد فاصل ما بين الكرم والهبالة أو ما بين التبزير والكرم ، وأؤمن إيماناً يقيناً أن كل شئ زاد عن حده إنقلب رأساً على عقب في أسوأ الأحوال ، هذا إن لم ينقلب للضد. مسألة الكرم في سوداننا فيها شئ من المبالغة إن شاء القارئ أو لم يشأ. فمعلوم أن غالبية سكان العاصمة القومية ينحدرون من الأقاليم وأن هجراتهم توالت وتتالت وما أنفكت تتوالي لأسباب ومسببات أحسب أن من بينها سبب قاد إلى التمرد في الجنوب. نعود للكرم يحكي أن بيتنا الكائن بالعاصمة القومية به غرفتان لا ثالث لهما وأن عدد عناقريبنا بالكاد يكفي سكان الدار ، وذات مره والممرات كثيرة أصيب عمي الوحيد عليه رحمة الله بحمي جاثية وتم نقله في منتصف ليل شتاء طويل العماد كثير الرماد إلى المستشفى حيث بيتنا وكان في معية عمي عليه الرحمة والمغفرة عدد ثلاث لواري أحدهما بيدفورد والثاني نيسان والآخر هينو زد واي كلها محملة بنساء ورجال وخيوط وحبال بدأت عملية الإنزال في تمام الساعة الثالثة من فجر يوم سبت هو بداية أسبوع عندنا وويك إند حيث يقيم الخواجات وإنتهت مع شروق الشمس ، عندها فقط أدركت صحة المقولة العتيده كان النفوس بتأتلف العنقريب بيشيل ألف
وحتى لو لم تأتلف النفوس وأحسب أن الأمر كذلك برضو لازم العنقريب يشيل ألف وقد فعل. يقال إن ذات المعاناة يعانيها سكان مدينة جده بالعربية السعودية حث أن المعتمرين والزوار يفدون عليهم ويكسرون جميع الركب والبلالي في إنتظار الإقامة والعمل وهم بين اليأس والأمل يحل الإيجار ومصاريف الأسرة في البلد وحق المدارس وحق الله ، وكما قال شاعر حلمنتيش: وكان ما الروح بقت سلبه تمصوا الصلصله في علبه حليل المنقه والعنبه
هي قطعاً ليست دعوة للبخل والجبن ، لكنني أتمنى أن نتوسط ونكون وسطاً في شأننا كله فالغلو في كل أمر يفسده إيما فساد
---- يعني في بيت شعر أو دوبيت في الفخر محلي لا أذكر نصه صراحة يأتي فيه كباس الدهم للضيف بعقر الناقه فهل هناك ضيف قادر على أكل ناقة كاملة ، ألم أقل لك هو ضرب من ضروب التبزير يا أبا جهينة
12-03-2003, 03:10 PM
ابو جهينة
ابو جهينة
تاريخ التسجيل: 05-20-2003
مجموع المشاركات: 22757
على ذكر جدة ، و المتكسرين و المتكسرات في انتظار الأقامة و العمل فقد أتت أسرة بكاملها للعمرة ،، أتت و عدد أفرادها ثلاثة ،، الزوج و الزوجة و ولد وحيد و سكنوا مع شقيق زوجها و بعد مرور أربعة سنوات من التخفي و ممارسة فن الهروب من الكشات ، ازداد عدد هذه الأسرة ليصير خمسة ،، فقد أنجبت الزوجة الضاربة الزوغة ولدا و بنتا باسم صاحبة الدار عندما طالبوها بابراز هويتها ( قوة قلب و تحايل لا يقدر عليه الا أهلنا ) و المصيبة أنها لامت ست الدار لأنها لم تحضر لها مديدة الحلبة في قسم الولادة مما جعل الحليب لا يدر من ثدييها لذا فان اليرغان الذي أصاب ابنها سببه ست الدار و بخلها و بخل زوجها الذي لم يحضر لها الحلبة السودانية من باب شريف و في الولادة الثانية نقنقت الزوجة الكابة الزوغة لأن النساء اللائي ( حمدنها السلامة ) قليلات ،، بالتالي ست الدار بخيلة لأن علاقاتها النسوية شحيحة و هذا يدل على شح زوجها الذي يحميها من زيارة اي نفساء الا في حدود الحى الذي يسكنونه و في الباخرة التي اقلتهم جميعا ( ست الدار و زوجها و اولادها و عفشهم و الزايغ و الزايغة و أولاهم و عفشهم ) قالت الزايغة : كان رجعتو جدة حتسكنوا وين ؟ فقالت ست الدار من بين أسنانها : ما حنسكن جدة ،، حنسكن مداين صالح
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة