كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
|
عشا البايتات ،، أم بدة فرايد شكن
|
بليلة المبشر و لا عزومة المكشر مثل من ناس ما بيرضوا الحقارة ولا البخل و قرأنا أن حاتم الطائي قد ذبح فرسه لإطعام ضيوفه الذين أتوه فجأة بليل و قد عضهم الجوع بأنيابه و نهشهم بأظافره و قيل في بعض الإعراب : فلما إستنبحت كلابهم أضيافهم قالوا لأمهم بولي على النار
يعني لما سمعوا كلابهم تنبح بمقدم بعض الضيوف ،، قالوا لأمهم بولي على النار حتى يوفروا الماء الذي سيستعملونه لإطفاء النار ،، و بإطفاء النار فإن الضيوف ( حيفرتقوا ) دون أن يروهم في الظلام. ما هو شعورك إن أتاك ضيوف دون سابق إخطار ؟ هل تتعكنن ؟ أم تكون هاشا باشا في وجوههم ؟ هل يختلف إكرام الضيف في المدينة عنه في القرية ؟ هل تتحكم الظروف الإقتصادية في نسبة الكرم و الجود و إكرام الضيف ؟ لم أسمع مثلا مبالغا فيه أكثر من ( يسلخ القملة ) كناية عن البخل الشديد أما غنوة الصبوحة الشحرورة التي من كترة الشد صارت مبتسمة على طول و ربما وصلت أطراف فمها إلى أذنيها،، غنوتها التي تقول ( يغديني جبني و زيتون و يعشيني بطاطا ،، هل هو بخل أم إقتصاد حكمته ظروف المحبة و السكن في عش العصفور الذي سيكفيهما ؟ دعونا نتجول في عالم الجود و الكرم إبني أحمد كنت أناديه منذ صغره بعشا البايتات فسألني : أنا عشا البايتات كيف ؟ فقلت له : إنت مش بتمشي الدكان تجيب حاجات للعشا لما يكونو في ضيوف ؟ قال : أيوة خلاص ،، إنت سبب من أسباب عشا البايتات في البيت لم يقتنع ،، لذا فهو يتغدى بالضيفان قبل أن يتعشوا بواسطته فيتناوم مبكرا حتى لا يذهب لدكان عم علي الذي يكجنه لله في لله و المودة بينهما مفقودة تماما لدرجة أنه يذهب كداري لدكان الفوراوي بحجة أن فول عم علي كلو حجار و مسوس. أهل القاهرة ، مارسوا بعض البخل من جراء ظروف إقتصادية بحتة ، بعكس الفلاحين و الصعايدة في قراهم ،، فقد طفت قرى الصعيد و الفلاحين ، إبتداءا من أسوان و حتى المنصورة و لي فيها أصدقاء ، و وجدت أهل الأرياف و الصعيد فيهم من صفاتنا الكريمة الكثير. و لكن أهل القاهرة ، هم أصحاب هذه الجمل التي تحدث عن نفسها : ( تبات عندنا ولا اللوكاندة أريح ؟ ) هذه بلاغة في الحديث ( تقديم الذي يرفضه و تأخير ما يحبذه بالفعل ). أو ( تتعشى ولا تنام خفيف ؟ ) أيضا هذه حرفنة بخيل ، فقد قدم الكرم ، و لكنه يستدرك بالنصيحة الطبية هذه. أو يخرج من جيبه علبة سيجارة و يشعل سيجارة و يقول لك و هو يرجع علبة السيجارة إلى جيبه ( تعفَر ولا بيتعب صدرك ؟ ) أو ( أوصلك ولا تتمشى أحسن ؟ ) دائما الإستدراك البخيل في مؤخرة الجملة ، لأن الإجابة على نهاية الجملة تتم بدافع الإيحاء الواضح على وجه المتحدث الذي يبدو و كأنه يحبذ الرأى الذي يأتي في آخر كلامه أحد الظرفاء جدا بقريتنا ، جاءه ضيف على حين غفلة وقت العشاء ، فلم يجد غير عقاب ملاح الغدا لتقديمه له ، و كان بصحن الملاح عضمة واحدة يتيمة تطفو على سطح الصحن ، فكلما ( يزحها ) صاحب البيت للضيف ، يرجعها الضيف على إستحياء بطرف لقمة الكسرة لتكون في متناول المضيف و إستمرت اللحمة ( يباصوها ) بيناتهم دون كلمة ، كل واحد ( يلزها للتاني ) ، و أخيرا أخذها الضيف ليلتهمها، فأمسك به صاحب البيت و قال له : العضمة دي المخلية الملاح طاعم ، خليها آخر حاجة و بعدين شيلها
أيام كنت من زمرة المدخنين في عطبرة ،، كنا نقول تخميس السيجارة ،، و من المفروض مادام أنها تخميسة أن نكون خمسة نجبد أنفاسها بيننا ،، و لكننا كنا نكون أكثر من ذلك فتأتيك السيجارة المسكينة و كأن نارها نار نافخ الكير و الفلتر مسخن كلديتر عربية هكر ،، و آخر واحد يمصها مص حتى تكاد ترى شعلتها من بين (شفايفو ) ثم يرميها بعد أن تكون النار قد لامست الفلتر الذي تغير لونه من الداخل و الخارج فصارت مثل مرتبة القطن المحروقة. أذكر أن صديقا لنا كان من المريشين ،، و كان يشتري علبة البرنجي و إذا رآنا أخرج سيجارة و رمى بالعلبة و كأنها صارت فارغة ،، و يقوم بتخميس سيجارته معنا بكرم الذي يؤثر على نفسه و لو كانت به خرمة شديدة ،، و إكتشفنا بعدها بأنه يرميها و هي عامرة بالسجاير و لكنه يفعل ذلك حتى لا نطلب منه سيجارة ،، فإكتشف أحد الغتيتين هذه الخدعة فأخذ العلبة و أطلق ساقيه للريح. و تفنن أحد مدمني الصعوط في خطة تجعل شحادين السفة يبتعدون عنه و يكفون عن شحدته ،، فصنع ( حقة سعوط ) لها غطائين و مقفولة من النص بساتر معدني بحجم الريال الفضة ،، و يجعل إحدى الجهات فارغة و الأخرى مليئة فإن طلب منه أحد سفة يفتح الجهة الفارغة و يميلها و يضربها من كل الجوانب و يحلف إنها فاضية ( و هو صادق في قسمه و حلفانه ) في حين يكون الجزء الآخر ممتلئا للطيش
أما أبخل زول قابلني على وجه البسيطة ،، فهو زميل لنا في إحدى قرى الشمال ،، كان يأتينا بعد الإجازة بشنطة صفيح مليئة بالكعك و المنين و الغريبة و البسكويت ،، و يقفلها بطبلة أتقل من الشنطة ،، أما المفتاح فكان يتأبطه كالشر،، و لا يفتحها إلا بعد أن نطفيء السراج و نسرح بغنم إبليس في مراعي الهم،، فيقوم متلصصا ببطارية صغيرة و يأخذ ما طاب له و يندفس تحت البطانية و يأكل ( محل ما يسري يهري ) ،، و لكن الله يمهل و لا يهمل ،، فقد إكتشفت جحافل النمل محتويات الصفيحة ،، فداهمت الموقع بقوات منظمة و جعلت محتوياته في أيام معدودة إلى ركام هائل ،، فتابعناه بنظراتنا الشامتة و هو يلقي ببقايا حملة النمل في الكوشة العامة. هناك بخل مفيد ( رب ضارة نافعة ) زميلي ركب قطار حلفا و جيوبه تنعق بالفلس ،، و عندما داهمته نوبة خرم لسيجارة ،، قادته رائحة التبغ المحروق إلى رجل يجلس على السلم يتلذذ بسيجارة ماركة برنجي ،، فطلب منه الأستاذ المحترم نفسين ،، فما كان من الرجل أن صرخ فيه : إنت وكت ما عندك حق سيجارة بتشربها ليه ؟ عريان و لابس صديري ؟ عندها أقسم زميلي على المصحف أن لا يدخن مرة أخرى ،، و قد كان إلى يومنا هذا. من المعروف أن العشاء المقدم في مناسبات الزواج ( الكوكتيل ) يقدمونه في علبة و تكون مكونة من فخد دجاجة صايمة ليها عدة أيام ،، و حتة باسطة عاملة ريجيم ،، و طعمية عديمة الرائحة و حبة مخلل يتيمة و خبز همبورجر و أي مشروب. أحد العجايز القادمين من القرى ،، أول ما ظهرت حكاية العشا المعلب دة ،، و هو من الناس الذين يمكنهم أن يأكل دجاجتين دون أن يترك للعظام أثرا ،، و يتمتع بكامل أسنانه اللبنية منها و التي قامت بعد فطامه في خمسة أعوام،، المهم في مناسبة جابوا ليهو العلبة إياها ، فإلتهمها في وقت يدخل به كتاب ( غينيس ) و بدأت الحفلة ،، فإلتفت إلى جاره و قال : الناس ديل إبتدوا الحفلة و لسع ما عشوا الناس ،، الحكاية شنو ؟ فقال له جاره : إنت مش أكلت الأكل الفي العلبة ؟ فقال زولنا فاغرا فمه : أهو داك العشا ؟ أنا ما قايلو تصبيرة ،، بالله شيخ سيد دة حتى في عرس ولدو بخيل؟ اللقوم أكوس لى عشا رجال.
أما أجمل ما قيل في الجود : قال كلثوم بن عمر
إن الكريم ليخفي عنك عسرته حتى تراه غنيا و هو مجهود و للبخيل على أمواله علل زرق العيون عليها أوجه سود
إن شاء الله يوم شكركم ما يجي يا أجواد البورد
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
عشا البايتات ،، أم بدة فرايد شكن | ابو جهينة | 11-30-03, 04:10 PM |
Re: عشا البايتات ،، أم بدة فرايد شكن | maia | 11-30-03, 06:14 PM |
Re: عشا البايتات ،، أم بدة فرايد شكن | انور الطيب | 11-30-03, 08:35 PM |
Re: عشا البايتات ،، أم بدة فرايد شكن | ابو جهينة | 12-01-03, 09:05 AM |
Re: عشا البايتات ،، أم بدة فرايد شكن | ابو جهينة | 12-01-03, 09:11 AM |
Re: عشا البايتات ،، أم بدة فرايد شكن | Tumadir | 12-01-03, 09:28 AM |
Re: عشا البايتات ،، أم بدة فرايد شكن | حمزاوي | 12-01-03, 10:03 AM |
Re: عشا البايتات ،، أم بدة فرايد شكن | ابو جهينة | 12-01-03, 10:11 AM |
Re: عشا البايتات ،، أم بدة فرايد شكن | ابو جهينة | 12-01-03, 10:13 AM |
Re: عشا البايتات ،، أم بدة فرايد شكن | almulaomar | 12-01-03, 03:03 PM |
Re: عشا البايتات ،، أم بدة فرايد شكن | ابو جهينة | 12-01-03, 04:34 PM |
Re: عشا البايتات ،، أم بدة فرايد شكن | haneena | 12-01-03, 05:19 PM |
Re: عشا البايتات ،، أم بدة فرايد شكن | aba | 12-02-03, 01:03 AM |
Re: عشا البايتات ،، أم بدة فرايد شكن | ابو جهينة | 12-02-03, 12:14 PM |
Re: عشا البايتات ،، أم بدة فرايد شكن | ابو جهينة | 12-02-03, 12:23 PM |
Re: عشا البايتات ،، أم بدة فرايد شكن | HOPEFUL | 12-02-03, 12:32 PM |
Re: عشا البايتات ،، أم بدة فرايد شكن | ابو جهينة | 12-02-03, 12:53 PM |
Re: عشا البايتات ،، أم بدة فرايد شكن | بدرالدين شنا | 12-02-03, 07:03 PM |
Re: عشا البايتات ،، أم بدة فرايد شكن | ابو جهينة | 12-03-03, 12:19 PM |
Re: عشا البايتات ،، أم بدة فرايد شكن | almulaomar | 12-03-03, 01:07 PM |
Re: عشا البايتات ،، أم بدة فرايد شكن | ابو جهينة | 12-03-03, 02:40 PM |
Re: عشا البايتات ،، أم بدة فرايد شكن | almulaomar | 12-03-03, 03:52 PM |
Re: عشا البايتات ،، أم بدة فرايد شكن | ابو جهينة | 12-03-03, 04:10 PM |
|
|
|