الابيض كانت المحطة التى التقيت فيها امى لاول مرة بعد كل ذلك العمر وجدتنى ( لم اتعدالثانية عشرة حين رحلت جدتى لامى) فى تلكم الفترة تقرران نسافر الى مدينة الابيض ، لم اكن اعرف احدا قط ، سوى اسرتى ـ امى واخوتى وابى ـ لم اكن امتلك الشجاعة للسفر مغادرة امدرمان الى بقعة اخرى ، لكن ذلك كان لابد ان يحدث ، الالفة بينى وبين امى لم تكن تلك الالفة الحميمة ، صحيح اننى اكبر البنات لكنى لم اكن بعد قد اعتدت مفارقة ما كنت اعيشه من وضع متفرد ، فلى خصوصيتى التى انسحبت ابسطتها حالما وصلت الابيض ، ولى قولى فى الاشياء ، لكنه انحسر بدخولى الى بيت السكة الحديد فى مدينة الابيض ، حين انزلت (السقاطة) لاول مرة عن الباب ودفعته داخلة تلك اللحظة اعلنت سقوطى فى فخ جديد اسمه الاسرة الكبيرة ، التى فيها الاب والام والاخوان والاخوات البعض فى المدارس والاخر فى رياض الاطفال ، وكان على فوق كل ذلك ان اغدو اما فى غياب امى ، ان افعل ما وسعنى كيما اسد( الخانات) التى تتركها امى بسفرها الى عزاء او مناسبة لا تودنا حضورا فيها ،وما اكثرها فهى تربت فى امدرمان بين اهلهاهناك ، البعض منهم قريب جدا ، والاخر لم تكن معنية به، فهى لا تسافر الا للاقربين الذين ترى انهم اولى بالمعروف ،تسافر امى وتترك كل ما يخصها من ( زوجها ) الى اصغر اطفالها فى رعايتى ، وكنت ادخل فى تحد مع نفسى وكثيرا ، كيف لى ان ارعى كل تلك الاسرة وفى البال اننى فى الثانية عشر من العمر ؟ لكنى غالبا ما كنت اجتاز تلك الامتحانات التى تدخلنى الى متنها امى... بدات فى تلك الفترة من العمر معرفة ان اغدو اما قبل ان اصبح اما حقيقية،وان اتعلم الطبخ وماذا يعنى ان اسهر على راحة طفل فى البيت اصابه مرض ، اركن الى روحى متساءلة كيف لى ان اطببه ولم اكن بالعارفة اصول تطبيب الاطفال ، لكنى خبرت كل ذلك عبر امى فى بعض الاوقات كانت تمربنا احلك الظروف ، لم يكن البيت يشكو قلة الفئران فحسب، بل كان اكثر بؤسا من ذلك ، لكنها لا تشكو ، بل تثابر فى بيع ما امكنها من الهبابات ، والفوط التى ترسل فى سبيلها اخوتى الصغار الى محطة السكة الحديد كيما يعود الواحد بما يعادل وجبة للفول نشتريها من (نادى السكة الحديد ) المجاور بيتنا ، ونستلذ بها لم نكن نضج بالشكوى كما يفعل غيرنا وما كان احد ليعرف ان ذلك حدث فى بيتنا ، نبيع الدجاج كيما نشترى اللحم ، والخضار ، نزرع فى خلفية البيت كيما نتحصل على مصاريفنا سعيدين بالكفاية التى ننجزهالاننا وهبنا انفسنا لتلك الحقيقة التى ارادتها امى ان نكون ما نريد ، فهى لم تتدخل فى دراسة اى منا لم تحدد كما تفعل كثير من اخواتها او اخوتها ، تركت كل واحد منا يحدد مساره ، ولم تتخلف عن زرع قيمة العمل لدى كل منا مهما كانت مهنته.. حين بدات العمل فى الاذاعة السودانية كانت تصحو كعادتها للصلاة فى الفجر ، تجدنى ما زلت يقظة امامى كتبى واوراقى تنادينى ـ محمد عبدالرحيم انت لسه صاحى ؟ ومحمد عبد الرحيم هو زوج خالتها اسماء بنت حسنى بنت عبد الرحمن ، وهو المؤرخ المعروف ، كانت تحكى لنا كيف انه يحب القراءة والكتابة والتوثيق ، لذلك كانت تلقبنى بذلك اللقب ، ولا تنى تحدثنى عن ضرورة مراعاة الصحة فالانسان العليل لا يقدم لاهله او عمله اى شئ طالما انه غير مرتاح ، واقوم الى النوم فى تلك الساعة ... فى ذات يوم كنت اجلس الى سريري ولم اغفل لحظة عن روايةكنت اقرأ فيها ( فرسان الرمال )للكاتب البرازيلى جورج امادو، كنت ابكى بصوت مسموع ، جاءت الى حيث كنت اجلس ،كانت خائفة ان يكون قد حدث لى مكروه، حين وجدت الكتاب فى يدى ، ضحكت منى وقالت لى: ـ يا بتى الكتب ديل بجيبن ليك مرض ، ما قلنا ما تقرى لكين البكا لزومو شنو ؟ لكنى الحيت عليها ان تقرأها ففعلت ، حينها ضبطتها متلبسة ولم اقل شيئا سوى انى رردت عليها بقولها (القراية ما ابيناها لكين البكا لزومو شنو) كنا اذا اردنا ان نتآمر على امى نجلب لها مجلة (صباح ) او ( المغامرون الخمسة او مجلة ميكى) لحظتها كل ما نبتغى فهو مجاب لانها حين تطالع تلك المجلات والكتب فانها لا تعى سوى الضحك ، ونحن من جانبنا نفعل ما نشاء حتى اذا ما انتهت مهمتناوعادت الامور الى نصابها سالتنا عما حدث فنجيبها انها الفاعلة وانها هى التى اذنت لنا بفعل كل ذلك ، لكنها لا تغضب ، وتحكى لنا كيف انهم كانوا يفعلون نفس الامر بامهم، فقط الادوات هى المختلفة رحمة الله عليك ياامى
سلمى كيفنك ياحليل زمن الباب ابو سقاطة زمن كان جميل حتى المعاناة فيهو كان ليها طعم هسي دحين ياسلمى في باب فيهو سقاطة ذكرتيني بيوت الحكومة بمشروع الجزيرة وزمن كنا عايشين فيها ذكريات جميلة من ماضي اجمل لك التحية سلمى والف رحمة ونور تنزل على الوالدة
07-04-2007, 07:40 AM
سلمى الشيخ سلامة
سلمى الشيخ سلامة
تاريخ التسجيل: 12-14-2003
مجموع المشاركات: 10754
يا حافظ يا العشا كان ذلك هو بيت الناظر الشيخ سلامة عليه الرحمة ذالكم البيت الذى حوانا لاكثر من عقد او يزيد ما ازال اذكر كل تفاصيله من (الحوش الزى كان مسورا بالعوير والانجيل وتتطاول حوله اشجار النيم وحين تدخل من ذلك الباب الصغير الخشبى الذى شكله يشبه ابواب البيوت الحكومية الاخرى مطلى بلون اخضر مصنوع من خشب الفلنكة ذات الرائحة المخلوطة بالفنيك ربما ليبقى الباب خاليا من النمل الابيض الذى كان سمة من سمات المدينة لاجل ذلك يدهنون الابواب بتلك الدهانات ، ترمى السقاطة وانت تدخل الى داخل البيت لتصادفك النيمة الضخمة التى ترقد فى قلب البيت ، يمينها تقع راكوبتنا المفضلة امامك صالة ممتدة يمينها المزيرة يسارها المخزن الزى كان موضعا لاسرار البيت ، ثم الغرف غرفة العيال وغرفة الاب والام ، ثم الديوان ، ولا شئ اكثر، فى الخلف حوش صغير كنا نزرعه فى الخريف لنستعين بثماره على مصاريف المدرسة ، والحوش الامامى فيه ( بيت الجداد ،) وفى الخارج زريبة صغيرة للغنم لم اجد كل ذلك لحظة ان وصلت الى مدينة الابيض فى سبتمبر من العام 2005حتى السكة حديد لم اعثر لها على اثر ، وبكيت حرقة ان يخرج بيتا كنت فيه الى حيث لا تاريخ وسكة حديد الى غياهب النسيان
07-04-2007, 01:48 AM
abubakr
abubakr
تاريخ التسجيل: 04-22-2002
مجموع المشاركات: 16044
انت بترسمي كيف بالكلمات!!!!!!!! كيف بتخلينا نشوف المشهد بعيونا وما نتخيلو.. يا بت انت زولة ما هينةيا البتصوري بالكلمات.. بتحولي المعنوي الى محسوس لخبطتي علينا نظرية المعرفة ياخي
المرة دا لازم يكون نفسك طويل..
ما تردي علينا بس استمري...
حبي البتعرفي..
07-04-2007, 07:49 AM
سلمى الشيخ سلامة
سلمى الشيخ سلامة
تاريخ التسجيل: 12-14-2003
مجموع المشاركات: 10754
نجاة الحبيبة اذكر وكنا صبية بعد ، كنت عائدة من (درس العصر ) حيث كانت تلك الدروس الزامية خاصة حين كنا ممتحنين لمرحلة الثانوى العالى ، كانت المدرسة تبعد عدة كيلومترات من البيت ، نذهب راجلين رغم ذلك فلم تكن المواصلات بالامر المتاح فى تلك الايام الا للصباحات المدرسية ، فى العصر كنا واحد من امرين اما ان نبقى فى المدرسة حتى يحين موعد درس العصر او نعود الى بيوتنا ، لكننا بناءعلى رغباتناالطفولية نبقى فى المدرسة حتى موعد (درس العصر) ، نتشاغل بالدراسة او المطالعة التى كنت ادمنها، احيانا كنت اتوجه الى بيت ابنة خالتى اعتماد عليها الرحمةذلكم القريب الى المدرسة ..او الجأ الى زميلات الدراسة نفيسة عبد الرحمن أو آمال الركابى كنت اذن فى المرحلة المتوسطة اوالثانوية العامة منتصف السبعينات من القرن العشرين كنا رهط من التلميذات عائدات من المدرسة ذلك الوقت (قبل قليل من ميقات صلاةالمغرب )حيث الرؤية ليست تلك الواضحة ، شخص ما استوقفنى ، مد الىّ بكتاب ، كنت ارتجف فى تلك اللحظة خوفا ، لان الصبية كانوا يلعبون كرة القدم فى الميدان الذى يشق الحى الى نصفين ، بطبيعة الحال كان بين اولئك الصبية احد اخوتى ، لذلك اعترانى الخوف من ان يرانى ، فلبثت خائفة لم اكلم الصبى الذى مد الىّ بالكتاب بكلمة واحدة فالخوف هو سيد اللحظة ، لم اتبين من هو الا بعد سنوات من ذلك الحادث ، لعله الان نسى ما فعل بى تلك الامسية ( قالوا انه محاضر باحد الجامعات الكبيرة فى الخرطوم فقد كان يكبرنى بعدد من الاعوام) ، المهم اننى اخذت الكتاب ، لم اكن اعرف ما فى داخله ، لذلك حين دلفت الى الباب مرتعبة مددته الى امى التى كانت تعرف جيدا كيف تقرا وهى خريجة المدرسة الوسطى فى ام درمان تلك المدرسة التى ظلت متعلقة بها الى هذا اليوم ، تحكى لك عن تفاصيل الدراسة وتصف ما تعلمناه بالخائب وتصف السلم التعليمى بانه كارثة ادت الى اميتنا ونحن الذين كنا نفاخر اننا درسنا مراحل احسن بكثير من غيرنا من الاخوةونحن فوق كل ذلك كانت تعدنا احسن حالا من احفادها الذين ماتت اللغة على ايامهم ايا كانت العربية ام الانجليزية (ابنتى كانت تفاخر نديداتها انها تلميذة لجدتها وكذا ابناء اخوتى الذين تربوا معنا فى البيت ) كانت ذات بال طويل لا تعنى المشاغبات الطفولية لها الا كل الخير ، المهم ان تلك اللحظة التى دلقت اليها بالكتاب كانت لحظة مهيبة كنت اخشى ان توبخنى وان تقيم الدنيا ولا تقعدها كمثل الامهات اللاتى عرفتهن صارمات تجاه امثال تلك الافعال الصبيانية ، لكنها طالعت الخطاب الزى كان ملفوفا الى قلب الكتاب ، لم تقل سوى ـ انه زول ما عندو ذوق لكن تلك اللحظة ابت ان تمضى بسلام لان حذيفة شقيقى الاصغر كان قد لمح الصبى وهو يمد لى الكتاب ، وعاد بعد اللعب مستأسدا ، اخذنى الى جانب مهددا ـ لو ما دفعتى لى حق السينما ، حاكلم امى هى سمعته ، فجاءت الى مكان وقوفه : ـ تكلمنى بشنو ؟ ـ بالولد الاداها الكتاب ـ دا ولد طايش قبيل قرينا الجواب وشرطناهو وحطت رائحة الابتزاز ارضا مع كلماتها الاخيرة
07-04-2007, 02:14 AM
mohmed khalail
mohmed khalail
تاريخ التسجيل: 06-14-2007
مجموع المشاركات: 4509
تمتلك امى نواصى عديدة للباقة واللياقة ، فهى التى تصالح بين الازواج حين يختلفون ، وهى التى يعود لها صاحب كل وجعة فيخرج من لدنها فرحا كانما ولد من جديد لم اشهد كل اولئك البشر فى حضرة تشييع فى الفترة الاخيرة بالمقدار الذى شهدته يوم ان تم تشييع امى يا لها من امراة ، فنحن على سبيل المثال لم نجتمع كاخوة منذ امد طويل ، جاء جمعنا كاننا نعلم اننا نودعها ، جاء كل من احبت الى تشييعها ، من كل الانحاء فى العاصمة وما حولها ، كل الذين جاءوا لزيارتهاعادوا من المستشفى الى البيت لحضور وداعها وداع ملوكى بالقدر الذى تكونه الملوكية وهى تستحقه لانها امراة هى الكمال ان كان للكمال حد فهى التى تصله ، لانها مؤهلة لذلك..
07-04-2007, 07:44 AM
سلمى الشيخ سلامة
سلمى الشيخ سلامة
تاريخ التسجيل: 12-14-2003
مجموع المشاركات: 10754
الصديق ابوبكر ، زاد الحبان ، اعرف انك لاتحب الاحزان ولطاما دعوتنى الى نسيان الحزن لكن الحزن الى موثوق واليه يزداد وثاقى احكاما لكن هذا الشهر الذى يهل تمر الذكرى السنوية لرحيل اعز الناس الى قلبى امى
امى العزيزة امى انتى كعينى وقلبى انتى اعز على من كل اهلى وصحبى
وهى كذلك فهى (العزيزة) التى تسال عن (ظروفنا ) وحروفنا وكلماتنا ، تسبح باغنيات غيابنا وترتب حناياناحتى ونحن فى تلك الاصقاع البعيدة معنا تجدها فى المنام والصحو وفى الغياب حضور ، ترتب بشجوها (الحنين) الخلايا لدن كل منا فنتسبين كم كنا نفتقدها اجمعنا،لا تمر لحظة دون شجن يذكرنا بطفولتنا فتنساب الحكايا كجدول، تحكى لك مغامراتك ومغامرات غيرك من اخوتك ، وتزهو بصبانا الحلو ، تلك الحكايا الملفوفة بسلوفان حب اجترحته لنا هى امى ، الصديقة حين تعز الصديقات ، تنبه الى خطورة الموقف ان كان من تلك النواحى العاطفية الفجة ، لا تعير اى التفات لاى موقف هش ، فقط تقول لك: ـ يا هو كدى ،دا ما نافع انسيهو دا جاهل او تجدها تصفف لك شعر حكاية مماثلة فى دقة حتى لا تستبين ايهما تتحدث عنه انت ام الذى حكت لك حكايته ، وفى نهاية الامر ترى الى خيبتك وحدك دون ان تقول لك كم انت خائب ، وذلك امر محسوم.
07-04-2007, 04:30 AM
محمَّد زين الشفيع أحمد
محمَّد زين الشفيع أحمد
تاريخ التسجيل: 03-21-2007
مجموع المشاركات: 1792
الغالية / سلمى : شكراً لقصَّتِكِ الرَّائعة .. ويَرْحمُ اللهُ والدتَكِ والتي أفضتْ بكِ إلينا .. ولعلَّ قصَّتَكِ هذه قد جعلتني اجترُّ ذاكرتي وأتذكَّر المرحوم والدي ( خفير الترعة ) والذي كانَ دائماً ما يجتهدُ في عمله فيساهرُ الليالي لسدِ ترعةٍ فلَتْ إحكامُها أو لعملِ ( لبقةٍ ) أو ترسٍ وهو يَحْمِلُ ( مفتاح الترعة) ذلك المفتاحُ الذي كنتُ لا أقوى على حمْلِهِ وأنا وقتها يافعاً لفرطِ ثِقَلِه ، فكل ذلك كانَ من والدي من أجلِ توفير لقمةَ العيشِ الحلال لنا ، وقد كانَ ينهانا دائما من الغناء ، وذلكَ لأنَّنا قد وُلِدنا في بيئةٍ وجدنا معظم أهل والدتي ( الجعليين ) يتبارونَ بالغِنَاء وجمال الصوت وكُلُّهم فنانون ولكنَّ الذينَ ظهروا فقط على مستوى السَّاحة الفنيَّة لمْ يتجاوزوا حتى أصابع اليد الواحدة ، فكنَّا نُقَلِّدُ بعضاً منْهُم وهم من كبارِ الفنانينَ وقتها أمثال ( الرَّائع وذي الصوت الشجي الفنان: عبد الله محمَّد ،، والفنان : عوض الكريم عبد الله ) .. فكنَّا نُردِّدْ أغانيَهم ( الحنين البيَّة ليه ما قدَّروا ، للأيام سجيَّة محسوبات علينا المُرَّة وهنية ، الجنيات يا بقارة ، ..... ) ونحنُ صغاراً بالمدارس الابتدائية في بصٍّ قديمٍ خربٍ بقريةِ والدتي المُسمَّاة ( تورس ) فكانَ والدُنا دائماً ما يَنْتَهِرُنا ويقولُ لنا : " القَلِبْ ما بشيل إتنين ، غُنا وقراية ) .. لكنَّ ذاتَ الرَّجلْ (والدي) .. وفي لحظاتِ وسُويعاتِ صفائِه تجدهُ يرَدِّدُ معنا ذات الأغاني ويَدُلنا ويرشدنا إنْ نسينا إحدى كلماتِ الأغاني أو أبدلناها بغيرها ...
أرأيْتِ يا سلْمَى كيفَ تكونُ قلوبُ الآباءِ والأُمهاتِ ومَا أجملها من قلوب ...
شكراً لكِ دائماً ..
أخوك / محمَّد زين ...
07-04-2007, 06:46 AM
حليمة محمد عبد الرحمن
حليمة محمد عبد الرحمن
تاريخ التسجيل: 11-02-2006
مجموع المشاركات: 4052
سلمي .. لا احب ان اكرر ما قاله الاخرون عن مقدرتك العجيبة على الحكي.. البستني حالة كنت اتابع فيها المشهد، منذ البداية بشغف شديد، وفجاة عملت interruption للمشهد، فنقلتني نقلة لم اكن مستعدة لها.. ما بين مشهد الام المعلمة في جميع اوجه الحياة، والتي احببت كل حركاتها وسكناتها ودروسها وعبرها في الحياة والتي تنقلها الينا الطالبة، الام الصغيرة، المرغمة على الامومة (اللي هي انت)، ثم الابنة المعجبة، والواضحة والواثقة والمتصالحة مع نفسها ومع الاخرين وبالتالي مع بيئتها، وكل ذلك عبر تجوال كاميرتك او ريشتك الخاصة ما بين المدن والبيوت والاسر والمشاهد والمواقف..الا ان اجتزاء المشهد فجاة واختزال الانتقال الى المحطة التالية، في عبارة رحمك الله يا امي..جعلنى اكتشف فجاة اننى كنت اتابع بطريقة الفلاش باك.. وان المشهد الذي كان امامي هو مشهد لذكريات تنداح بقوة على مخيلة بت الشيخ سلمي..
سلمى..تسلمي اينما وكيفما كنت.. ودمتى يا اميرة الحرف..
مودتي..
حليمة
مودتي..حليمة
07-04-2007, 03:10 PM
سلمى الشيخ سلامة
سلمى الشيخ سلامة
تاريخ التسجيل: 12-14-2003
مجموع المشاركات: 10754
حلوم الراقية لك حبى يا لامى يا حلوم تنصرم الاعوام بيننا لكنها تظل حاضرة وحلوة كما حلاوة براءتها امى كانت بريئة طفلة فى ثوب امراة لا تعرف كيف ( تشتم ) لا تسمعى تلك الشتائم او ما نسميه ( الدعا ) لاتدعى علينا الا بالخير لم تكن تغضب الا فى القليل النادر ، وكنت اندهش لحظة ان يقول احد اخوتى ان امى مصابة بارتفاع الضغط ، ذلك انها نادرا ما تغضب ، ليس بسبب العجز او الضعف بقدرما بسبب السماحة التى تلبسها ثوبا ، الم تكن تلك المرأة التى نضحك منها حين ( تهيج ) وتفلت عيارات الغضب لدنها ؟ كنت فى احد المرات قد سافرت الى مدينة من مدن السودان فى رحلة مدرسية وكان ان عدت بما لدى تلك المدينة من ازياء لعلها مدينة بورتسودان ، اعجبتنى ( برنيطة ) كما اسمتها امى ، فى ذلك الحين كان المغيرة هو المفضل لدى من دون الخلق فى بيتنا ولعمرى ما يزال، لذلك اهديته (البرنيطة) ، لكن احمد الصغير انذاك لم يكن يدرك ان تلك البرنيطة ليست سوى شئ خاص به ، فلم يتركها لصاحبها ، وتشاجرا ذلك الشجار الطفولى ، وجاء من يحمل الخبر الى امى عن تلك المعركة ، كانت حسبما اذكر ( (تعوس )فى الراكوبة الواقعة فى اقصى بقعة من البيت ، لم تحتد ولم يشغلها مجرى الاحداث ، من مكانها ذلك تعالى صوتها ناهرا : ـ يا ولد ادى اخوك البرنيطة يبرنط قلبك ما نزال نضحك فى تلك العبارة الطفولية الصادرة عن امى يا لامى ، فهى انسانة لم تكن سوى طفلة كبيرةوالا لما استطاعت ان تفعل كل الذى فعلته لاجلنا
07-04-2007, 03:05 PM
سلمى الشيخ سلامة
سلمى الشيخ سلامة
تاريخ التسجيل: 12-14-2003
مجموع المشاركات: 10754
اخى محمد زين لوالدك الرحمة ولامى وابى فكل هؤلاء شكلوا حياتنا منحوها قيمة ومعنى : حين دخلت المعهد العالى للموسيقى والمسرح جاءتها احد بنات خالتها محتجة (المعهد دا محل الصعاليك ، كيف تخلى بتك تقرا فيهو ؟ )كان ردها باردا وحكيما ـ:دى رغبتا وما اظن اقدر اغير حاجة هسى وبعدين الصعاليك ديل فى اى حته قاعدين كان فى المعهد وكان فى الجامعة ، البنية دى الحاجة البتحبها وما اتعودت احدد لواحد من اولادى نوع الدراسة دحين خلاص البقى بقى وما اظن يتغير ) بعد تخرجى فى المعهد واشتغالى فى الاذاعة جاءت نفس بنت خالتها وادلت باقوالهافى شان عملى فى الاذاعة لكنها ايضا كانت نفس تلك المراة : ـ هسى يعنى بعد ما قرت كل السنين دى واتخرجت ، اها تشتغل وين ؟ ما ياها فى الاذاعة او التلفزيون ، يا اختى الزمن دا الاولاد ما زى زمنا انحنا،كل زول بعرف محل راحتو وراحتا فى الاذاعة، يعنى حناكل زمنا وزمن غيرنا ؟ هى هكذا امى لا تود ان تجعل من نفسها وصيا على احد على الرغم من ان ذلك حق من حقوقها ، لكنها لا تفعل ، لذلك فهى فى قناعتها الراسخة المؤسسة على الحس الديمقراطى تتصور ان كل واحد ( حر) فى ان يقرأ ما يريد ويتخرج كيفما شاء ،فقط تعتقد ان مهمتها قد انتهت بالتخرج .
07-04-2007, 06:56 AM
أبوذر بابكر
أبوذر بابكر
تاريخ التسجيل: 07-15-2005
مجموع المشاركات: 8629
لم تكن امى بالمراة القاسية ابدا ، رغم ان كل ان كل الدوافع كانت فى صالح تلك الخاصية على العكس منها كان ابى، فابى كان رجلا متشددا معنا غاية التشدد مع ذلك فى داخله ينام طفل من الود واللطف ، لكن ربما لانه تربى فى وسط كالح الملامح لم يشا ان يغير تلك القسوة من على ظهر قلبه فلم تكن مع ذلك قسوة عظيمة كالتى نراها لدن الاخرين من ابناء جيله ، كان حريصا ان نتخرج فى اعلى المدارس ، رغم انه لم يقل ذلك لاحد منا ، لكنه كان يرمى الينا بذلك القفاز من التحفيز موازيا يرينا كيف ان ابن فلان قد نال اعلى الدرجات فى الجامعة وابنة فلان فعلت نفس الامر ، يشهدنا على ابناء اهله من الذين تلقوا اعلى الدرجات ويظل يضرب الامثال الى ما لانهاية، ولم ننتبه الى ذلك التحفيز الا بعد رحيله اكتشفت على صعيد خاص انه كان يحمل ما كتبته فى الصحف السودانية طوال سنوات الدراسة فى معهد الموسيقى والمسرح الى ملف اجترحه لتلك الاوراق وما بعد التخرج وكيف انه كان يستمع الى برامجى الاذاعية بنهم وحرص حقيقيين،ولم ادرك ذلك الا حين ارسل الىّ آخر خطاب له قبل وفاته بقليل، حدثنى فى ذلك الخطاب عنها وانه ( عافى منى وراضى على ، و انه كان يعرف اننى احب تلك الكتابة التى جعلتنى معروفة لدى الناس ، وانه لم يكن ليقسو على الا لاجل مصلحتى ) يا لهما ..كانا على النقيض ، فهى كانت تحمل شعرة معاوية وكثيرا ، تتحداه بها وكان احيانايقسو حتى على نفسه لكنه الحب الذى ما كان يعرف كيف يبوح به ناحيتنا او باتجاهها!.
مساء احد الاعوام فى منتصف السبعينات لعله العام 1974 وكانت امى حبلى فى آخر ابنائها ، كنت فى الصف الاول الاول الثانوى لم اكن لاميز ان كانت امى حبلى ام لا، لكنها هكذا ، نادتنى اليها: ـ سلمى بتى ابقى عشرة على اخوانك ، انا ماشة المستشفى ـ مالك ياامى ؟ ـ حاولد قيصرى ـ ليه ؟ ـ لانو ، بعدين حتفهمى وخرجت امى من البيت ، لم تكن المستشفى ببعيدة عن مكان سكنانا، كنا ندخلها من السياج الزى كان مواجه بيتنا ، تفصلنا عن المستشفى بضعة امتار كنت خائفة لان النساء اللاتى كن يلدن بتلك الطريقة سمعت انهن يمتن فى الولادة بسبب رداءة المستشفى والتطبيب ، لكن امى لم تكن خائفة قط ، كانى بها ترى الى ذلك الوضع على انه الاكثر صحة خرجت امى اذن تاركة خلفهاعلى عاتقى كل الاعباء ، ولم اكن فى تلك السن الا بحاجة لها،لم تكن لدى رغبة ان اغدو اما لاحد من الاطفال او غير ذلك لكنا فى تلك الازمان كنا نحمل عبء الاهل باكثر من اى شئ آخر ، كنا نحن الفتيات اللاتى نشان فى تلك الايام تربينا على حسن ظن اهلنا فينا ، فكنا نتبارى لارضائهم ولانألوا جهدا فى ذلك مهما كلفنا من مشقة (حين دخلت المدرسة الثانوية كان كل حلمى ان اغدو محامية تلبية لرغبة امى نفيسة (جدتى) تلك المراة التى كانت فخورة باحد زوجات ابناء اختها التى كانت محامية وكانت كل رغبتها ان اعود فى مستقبلى تلك المحامية، تحدث صديقاتها عن تلك الرغبة العظيمة التى علىّ ان البيها لها ، ولم اتردد لحظة حين دخلت المدرسة الثانوية بل تباهيت على صديقاتى اننى ساكون اول محامية فى اسرتى فى ذلك الحين كانوا يسمحون لنا بالانتقال عبر المدن التى نختارها ، فكان ان اخترت امدرمان ، ودخلت احد مدارسها الثانوية لكنى لم اهنأ بتلك المدرسة فسرعان ما عاد والدى من الابيض ليصحبنى او ليسحبنى الى مدينة الابيض بحجة اننى لابد ان ادرس كلية المعلمات فى زعمى ان تلك المدرسة لم تكن لتؤهلنى لدخول كلية القانون فى جامعة الخرطوم ،لذلك لم اكن تلك المجدة فى التعاطى مع الدروس ، وانتقلت الى فضاء آخر ، لم اكن بعيدة عنه طوال حياتى ، فمنذ المرحلة المتوسطة كانت الكتب انيسى وجليسى لم افارقها قط لذلك غدت الان احد همومى طالما اننى لن ادخل كلية القانون ، بت اكثر حميمية معها ، اطالع الليل والنهار ، كان استاذى عمر مودى احد العلامات الفارقة فى تلك الفترة الى جانبى ، علمنى كيفية التعاطى مع اشياء جديدة ، الكتب السياسية والثقافية المختلفة لذلك لم اكن امّل القراءة والتحاور معه هو واستاذى محمود عمر محمود، كانا اول من اشرف على كتابتى المسرحية التى ازعم انها حولت مجرى حياتى الى هذه اللحظة ، لكن ابى كان مهموما من جانبه لان الاطفال كانوا فى حاجة الى من يعينه على تربيتهم على نحو مادى كانت الكلية تمنح الطالبات عددا من الجنيهات تعينهن على مسير الحياة ، لذلك كنت لا اتوانى عن الدفع بتلك المنصرفات الضئيلة الى يد والدى
انجبت امى (هند) اخر العنقود ، لكنها لم تكن لتشكو قط حتى الآم الولادة التى تتعب النساء منها، كنت تراها عادية كأن لم يحدث شئ! فيما كان ابى يمرض وكنت من ناحيتى اعود مريضةايضا ، هو اصابه اسهال غريب وكنت مثله ، لكنى تعلمت منها ان اكبح الخوف والمرض كانت لا تشكو قط الا فى القليل النادر ، حين لا تستطيع التغلب على الالم ، لكنها مع ذلك تجدها تلك الام التى ترعى بلا حدود
ود الامير التحايا عاطرات (بريح )الابيض وجمال حامد موسى مراهد حامد موسى مراهد الحكايات التى لاتنتهى الضحكة التى لاتختفى نضيرة وبشوشة هو حامد موسى حين يحكى لك عن الابيض لا تتوقف حكاياته كان الامين على المجلس البريطانى فى الابيض كنا مشى الى هناك حيث يفتح لنا ابواب المكتبة ويظل يرعانا ونحن تلاميذ فى المدارس يحيلنا الى (فيران كتب باللغة الانجليزية ) التى هو احد ضلعائها كان مدرسا فى المرحلة الابتدائية لكن طموحه ابى ان (يخليه ) فكابد حتى وصل الى عالى الذرى فلقد تم ابتعاثه فى السبعينات الى بريطانيا ليعود الامين على المجلس البريطانى فى الابيض وظل يدير تلك الدفة حتى سفره الى الدوحة بعدها انقطعت بنا السبل لم اسمع عنه لكنى كنت اتسقط اخباره وكان من ناحيته يفعل لم يكن بيننا من وسائل اتصال حتى كان يوم ووكنت فى الدوحة سالنى احد الشباب عن سر انتمائى للابيض قلت : هى كذلك تنتمى لى وانتمى اليها قال: تعرفى منو من ناس الابيض ؟ وطفقت احسب له (عمر الفحيل ، وبابكر عيسى ، حامد موسى ) ضحك وقال تعرفى حامد موسى ؟ واضفت مكملة الاسم حامد موسى مراهد ادار قرص التلفون فى يده (موبايل ) قال ـ حامد ، خد كلم ـ الو ؟ ـ سلمى ؟ وكانت المسافة بين اخر لقاء لنا قد تجاوزت العشرين عاما لكنه نطق باسمى كاننى كنت معه البارحة (شفت الذاكرة دى كيف ؟) ـ بكيت لحظتها ولم يتوانى فى الوصول الى حيث كنت جاءنى مسالما ـ والله ما عرفت انك فى البلد كنت قايلك بتكتبى (للراية) من امريكاواشهدنى على مقال كنت كتبته عن الفنان عبد الرحمن عبد الله وبدانا رحلة جديدة فى التعارف بدانا من حيث كنا نقف اخر مرة وهذا شان الاصدقاء ومازال الوصل بينا قائما يحادثنى احيانا فى التلفون واحياناعبر الايميل واخرى عبر مساحة ( الغرة الاثيرية ) لكنى بت اخاف عليه فاخر مرة حدثنى قال انه يشكو علة فى قلبه وكان فى المستشفى رفقة رندا ابنته الطبيبة الصغيرة ، وحدثنى بعد ذلك انه بخير (قبل اسبوع ) هو حامد موسى الذى تحول من مدارس ريفى الابيض الى قلب الابيض مديرا للمجلس البريطانى مولود فى الابيض مفطوم بحب الابيض يحبو فى رمالها ويتعلق بها تعلق طفل بطرف امه لكما اندى تحياتى نسيت ان اقول انه محب للعزف على العود ورغم انه لا يفعل ذلك كثيرا لكنه يحفظ الاف الاغنيات وعشرات القصائد بالعربى والانجليزى وقارئ لم ار انهم منه ولا حافظا اكثر منه لشعراء من شكسبير الى الان ومنذ المعلقات وحتى اخر الشعراء الشباب فى كل ما كتب باللغة العربية
ابو ذر بابكر اهلا بك فى رحاب امى وهذه الرواية التى اشتغلت عليها لسنوات طوال اسميها امى ، او يا وجعة الزول اليتيم كلما تهفو نفسى الى امى كنت اقعد اكتب لها رسائل تفيض بحبها اسمانى البعض ( مجنونة امها ) وساظل مجنونة امى احببتها بجنون لعظمة تكتنفها لانها كانت (بعد ان تكون امى ناقدى الاول ، كنت اكتب واعود اليها ان تصحح لى خطا نحويا ما او معنى ما فى كراساتى كانت تضع خطا ليس احمرا بالضرورة فهى لم تقف فى خطوط حمراء لدنى كان ما اكتبه هى ناقده الاول منذ البداية اقرا لها قصصى وشعرى فتبين لى ايهم المكسورر الايقاع بحدس عال فهى لم تطالع كتب النقد لكنها قارئة من طراز فريد تعرف بالاحساس كيف ان تلك عبارة لا تليق وهذه عبارة جميلة وهى امى التى علمتنى ان من يريد هدفا لابد واصله والوصول لا يكون سوى اجتهادا صميما فتعلمت المثابرة منها وهى التى ثابرت كيما تضعنا فى اماكن تروقها وما تزال تدفعنا الى حيث ذرى تودها كنت تراها فخورة بنا حين يردد الراديو اسمى او اسم اخى تجرى دمعاتها فى بداية الامر لكنها مع الايام اعتادت ان نكون على تلك الاجهزة متواجدين او على صفحات الصحف هى من ساقنا الى حيث اردنا لم تمانع ولم تتساءل مرتين كيف ؟ او لماذا؟ تجدها تقرا مقالات طارق الشيخ فى الميدان انذاك او تبارينى فى امدرمان (الاذاعة ) وهكذا تفعل مع حسان الشيخ هى امى التى افتقدها الان ،رغم انى بت فى سن الكهولة بعد لكنى ما ازال تلك الطفلة التى تحتاج امها وتتعلق بثوبها وتشتهى ان تقول (امى انتى وين ياخ ؟ )
أستحي وتستحي كلماتي ... لا نستطيع المداخلة في تلك الأقصوصات الجميلة والسرد الوافي وتجسيد الشخصيات وكأنها أمامك ... الصمت في حرم الجمال جمال !!
يالروعتك !!
انى ابحث عن عن حلم موجود لكنى لا ادرى اين يكون !!! فى البحر على شط الامواج تحت ضياء الكون صباح فى الابعاد المبهمة شرود ام ضمنى يتلفحنى حزنى شاكلة الحلم المفقود من غير حدود....اذهب فيك وارجع ارحل فيك واسكن ثم اضيع افتش عن وطن مهدود ....
وصال عالم
07-06-2007, 11:50 AM
سلمى الشيخ سلامة
سلمى الشيخ سلامة
تاريخ التسجيل: 12-14-2003
مجموع المشاركات: 10754
وصال ايتها الشفيفة لك تحياتى امى يا لامى فى المدرسة الثانوية لم اكن فى حال يسمح لى ان اكون سوى ما كنته فلم تكن دراسة التدبير المنزلى احد همومى ، كنت كل ( حصة ) اجابه بالطرد من لدن الفصل ، اخرج راضية مرضية بل احيانا يعترينى الفرح حين كاشفت امى فى ذلك الصدد قالت لى (جيبى لى انا بخيط ليك ) كنت كلما اكملت صفا دراسيا تسالنى الزميلات ( اها امك جابت كم ؟) لم تكن تلك الامور تستهوينى على العكس من امى تماما، فلقد كانت احسن من يخيط لنا الفساتين فى المناسبات حتى اذا كبرنا بتنا نتعالى عليها ونرفض ما كانت تحيكه لنا ، مع ذلك كانت تفعل ليس رغما عنا لكن (بالمنطق ) : ـ الزول كان ما عندو ما بعاين للفى ايد الناس ودى قدرتنا ، كان ما دايرين خلاص على كيفكن، لكين الزول احسن يعمل البقدر عليهو ، والحياة ما ها هدوم ، العلم يا هو سماحة البنات ، باكر لمن تتخرجن البسن الدايراتنو ، على كيفكن، لكين هسى دا العندنا وما فى غيرو ونذعن لها صاغرين لانها لم تتجاوز الحقيقة قط تلك المراة التى ما توانت ان تبيع كل ما ملكت من مصوغات ذهبية لتكرمنا بها فى اكمال مصاريف البيت والمدرسة فى الصباح ونحن ذهاب الى المدرسة كانت اول ما تفعله ان تضع لكل واحد من الاطفال افطاره الذى كان عبارة عن ( ساندوتش من العسل الذى تتوفر على صناعته فى البيت ، كانت تغلى السكر وتضيف له نقطتين من الليمون حتى يصير حامضا بعض الشئ وتلفه فى كيس من النايلون ، واحيانا تضع لنا ما تبقى من العشاء فى بستلة من الالمنيوم ) لم اكن تستهوينى فكرة الافطار ولعلى الى هذا اليوم لا اتعاطى افطارا ،ليس بسبب ان تلك الاطعمة لم تكن تروقنى ولكن بسبب اننى كنت ادخر (قروش الفطور لشراء الكتب نهاية الاسبوع )وتلك قصة اخرى امى يا لامى كانت تخترع الاكلات بدون لحم ، كثيرا ما تغدينا باكلات تعرف وحدها كيف تصنعها ، وتشهدنا عليها حتى نتعلمها وتقول : ـ الدنيا ما معروفة احسن تتعلمو تعملو من الفسيخ شربات وهذا ما كانت تفعله كانت تقطع البطاطس لانه ارخص خضار فى السوق ، او الباذنجان ، وتقليهما فى النار حتى يتحمر لونهما ، ثم تضيف اليهم قليل من الصلصة ولا يشترط ان تكون الصلصة المعلبة فهى كانت تصنعها وحدها من الطماطم فى المواسم وتدخرها لزمن ماكر ،ثم تضيف الى تلك الاطعمة البهارات وبعض الدقيق حتى تجعل لها قواما، وتقدمها لنا مع السلطة غداءا هنيا مريئا كما كانت تدعو لنا وتحمد الله على نعمته وتدعونا لنفس الفعل ... تعلمنا منها ان نقنع بما لدينا ، رغم اننا تربينا فى تلك الاوضاع القاهرة لكننا لم نتطاول على احد ، بل ظللنا نردد مقولاتها عن القناعة والزهد
07-06-2007, 11:45 AM
سلمى الشيخ سلامة
سلمى الشيخ سلامة
تاريخ التسجيل: 12-14-2003
مجموع المشاركات: 10754
ياقوى يا ايها الصديق لماذا اسميت كتابى فصوص سودانية ؟ ربما لانى لامى تعريفها( بالفص) وهو قد يكون (فص) من الياقوت او فى تعريف اخر ماخوذ من (فصوص الحكمة ) لاهلنا الصوفية او ربما لان الحديث مفصص كل هذه تاويلات ربما تكون سليمة او ربما يقفز الى الذهن معنى اخر كما قال لى الناشر الاردنى حين اودعته هذا الكتاب لكنى معنية بانها فصوص تخصنى وللقارئ فطنته التى يميز بها هذا عن ذاك شكرا لك ربما لا اكون قد اجبت عن سؤالك وربما نبحث عنه معا لم لا ؟ وقلبى مفتوح لكل ما تشيرون به ان شئتم غيرت العنوان وان شئتم ابقيته فانتم زادى (وشغلى ) انت حديثى وشغلى
07-04-2007, 11:02 PM
سلمى الشيخ سلامة
سلمى الشيخ سلامة
تاريخ التسجيل: 12-14-2003
مجموع المشاركات: 10754
الاخت عالية الانسانية انعام عبد الحفيظ تحياتى ناضرات نضرة روحك الخميس/صوت امى الذى ضاع
عدت الى البيت فى ذلك اليوم من شهر يوليو كان يوليو فى خواتيم ايامه لعله اليوم السابع والعشرين منه ، لا اذكر المهم اننى عدت ، كان بى حنين غريب الى ملاقاة امى ، لم اكن فى حالة شوق اليها كما فى ذلك اليوم ، فى الصباح كانت قد سالتنى حين اعود ان احمل لها معى شراب الشعير ، لانها كما قالت لا تحس تحسنا فى امر الكليتين ، وعدت احمل الشعير وضحكا مخبوءا لاعوام قادمة كنت قد نذرته لها ،حكيت لها قصصا مسلية لكنها لم تكن تلك التى اعرفها تحب الضحك وتسعى له ، كانت كانما فى عالم آخر ودنيا لا نعرفها ،شكت من صداع فجلبنا لها كل مهدئات حزناها فى البيت ، ارسلنا فى طلب الطبيب ، لكنها لم تكن تلك التى عرفناها ظلت صامتة لا تعلق على الاحداث كما ظلت تفعل طوال حياتها كانت ترى فى ايامها الاخيرة ان حسن نصر الله هو آخر الرجال المحترمين وتعضد مسيره بهتاف تجترحه كل يوم حين مشاهدة الاخبار ، تنعى حظ العرب الذين لم يساندوا حسنهم ونصرهم ، تقول ان الله قادر ان ينتصر له فهو حق ويجب ان ينتصر، فى ذلك اليوم لم تكن حتى تفكر فى حسن نصر الله او غيره من البشر ، كانت مهمومة على نحو خاص بها صامتة لا تحركها نكاتنا وثرثرتنا التى اعتادتهابل طلبت اليناان لا ننقلها للمستشفى الا وهى فى اقصى حالات غيبوبتها ,هذا ما كان من امرها نقلناها الى مستشفى فى امدرمان ، لكنها ظلت لثلاث ايام لا تحرك ساكنا بعدها اختارها الله الى جواره لكن ذلك كان افجع نبأ يمكن لبشر ان يحتمله فهى امنا التى سعت الى تاكيد حسن تربيتها طوال حياتها فاخرجتنا الى الحياة رجالا ونساءا طالبة منا ان ندعو لها طالما اننا ابناء صالحين كما كانت تقول رحم الله حاجة سكينة بت نفيسة بت بابكر سلامة رحمة وسعها السماوات والارض تلكم المراة التى ما توانت فى تربيتنا على نحو ملوكى كما ادعت ، رغم انها لم تكن تملك سوى علمها البسيط الذى ما بخلت به علينا مرشدة ومعلمة ومربية لم تمل توجيهنا ومساعدتنا فى كل خطوة خطيناها ، فبعدد الحروف التى درستنا لها الرحمة وبعدد الايات التى تلتها فى كل مرة لها الرحمة
07-04-2007, 04:08 PM
abubakr
abubakr
تاريخ التسجيل: 04-22-2002
مجموع المشاركات: 16044
Quote: اعرف انك لاتحب الاحزان ولطاما دعوتنى الى نسيان الحزن
رغم ان الحزن احساس نبيل الا انه اناني يحب ان يكون وحده متكاثرا في الدواخل فيمنع الفرح ..لهذا ادعوك الي تجاهله فهو لا ينسي ولا ينسي ..لكن انت بهي في حزنك وفرحك
07-07-2007, 12:09 PM
سلمى الشيخ سلامة
سلمى الشيخ سلامة
تاريخ التسجيل: 12-14-2003
مجموع المشاركات: 10754
يا صحبى الجميل ابوبكر حاولت الى كل ما ذكرت ثم انه هو ذلك الملعون الذى يقودنى الى المهالك القلب .... ماذا ترانى افعل ولعمرى فانى احيانا ارى من خلاله وليس لى سواه رغم ان الاطباء يقولون انه مريض لكنه يسخر منهم ويحب ويحب ويحب حتى لو كان الحب محفوفا بالحزن حتى لو كان شجنا لكنه الحب على اى حال حتى لو كان متجليا خلال الحزن فهو حب ايضا لك حبى
07-05-2007, 10:51 PM
صديق الموج
صديق الموج
تاريخ التسجيل: 03-17-2004
مجموع المشاركات: 19433
سلمى العزيزة...كل تحية دون المقام كلما افتح السقاطة اقول ادخل ما اعرف من وين ابدأ.. كدى الندخل بين مسام الرعشة من فرقت ايديك.. اولا نترحم على امنا كلنا سكينه لها الرحمه. سلمى لابنعرف نقعدالنضم متلك..لابنعرف نوزن حديثنا زيك وشتارتنا جزء من تركيبتنا،ورواشتنا انت بها اعلم الكلام هذا لا نقوله من باب التواضع المستوجب للعطف او الموجب للشفقه او الداعى للاحترام،ولكن من باب رحمة الله بعبيده العارفين لقدراتهم ومقدراتهم... سلمى تلك حكاوى من بيت الكلاوى وكمية الصدق المبذولة فى مثل هذه الكتابات مذهلة ويعدها البعض نوع من شيل الحس ولايستطيعها الا امثالك ممن بنضحون شفافيه... بالله سلمى حكى قعاد الرواكيب الذى يدمى ده كترى منه نسعد طويلا بمثل هذا النوع من الفصوص او النصوص وهى فصوص من زمرد وانتى تطرزين حواشيها بابر الابتكار والابداع..وتوشيها بقلائد من صدق فاخر، وتخضبينها بخضاب التنسيق فتخرج شى اشبه بكبد ام نتكى عليها طويلا ونرتاح فيها اطول.....حتما لى قعدات ان شاء المولى.. سلمى سلمتى لنا من كل شر.. امشى بيتكم،،،،
Salma, Salam and high regards What a great command of this thing called story teller you have.. You write with that intimate voice of a narrator ...and in some strange way, your voic seems to ring in the reader's ears and he/she is hooked with delight.
And these wonderful people that you write about.. they instantly become so familiar that one is left wondering whether they were part of his/her life one day, somewhere....
such is simply more than talent... Please keep this oasis greener for this place sometimes pushes the most sane and wise amongst us..
محمد يا جليل كان الزمان ورديا وكنا حالمين ان الغد لنا والحياة كما نشتهى وتشتهى سفننا الصغيرة باحلام صغيرة كانت امى مثل ابيها قنوعة وراضية ، لم تكن تبحث عن شئ سوى ما يسترها وعيالها ، لم تتطلع الى علو ما كانت تستطيع الى بلوغه ولسان حالها ( مثل ما طار وقع ) ولم اعرف ذلك المثل ومعناه الا حين قالته امى مؤمنة ان الانسان ليس من حقه ان ينظر الى اعلى دون ان يكون مؤهلا لتلك النظرة وكانت تسخر من اولئك الذين يتبجحون بما لا يملكون وتقول مثلها الشهير ( الما بتشوفو فى بيت ابوك بخلعك ) كنت احيانا احتد معها فى النقاش حول ان الانسان ينبغى ان ينظر الى اعلى مهما كانت العواقب عليه ان يسعى ، لكنها كانت ترفض الفكرة لان الانسان كما كانت ترى ( البنى آدم ولد البيئة لازم يتعايش مع واقعه ، لانه لو اختل توازنو ما بنعدل دحين الواحد يمد كراعو قدر لحافو واليوم اليتطاول يا هوالبقع ) كانت حميمة مع اخوتها لاتعاتب منهم احدا حتى ان كان يستحق العتاب وتبرر ذلك ( الناس ما بقت مشدوهة ما زى زمان ، يا حليل زمان زمن الدنيا بخيرا ، كنت متحانين ومتعاصرين ، هسى بقى كل زول فى روحو ، لكين والله اخوانى ما مقصرين معاى فى شى ، شالو معاى وربو معاى للكسوة دى ما قصروا فيها ما خلو شى فى الدنيا دى ، دحين الحمد لله فى المحنة والاخوة رحمة الله عليك يا امى
07-07-2007, 03:02 PM
سلمى الشيخ سلامة
سلمى الشيخ سلامة
تاريخ التسجيل: 12-14-2003
مجموع المشاركات: 10754
محمد يا مرزوق انت قلت (كتابتك زى المويه بترد الروح) والموية لها وقع خاص لدينا خاصة فى مدينة الابيض كنا لحظة ان تنزل الامطار نتقافز فرحا لان الماء حل ضيفا عزيزا علينا كان الخريف احيانا يتابى على المدينة فيامر الحاكم او المحافظ انذاك الموظفين باخلاء المدينة لكن ابى كان عنيدا احيانا او فلنقل لم يكن يملك ما نسافر به الى امدرمان فنبقى فى الابيض تنزل اذن الامطار تجدنا ننتظر حتى ينظف سقف البيت ( الزنكى ) نجلب البراميل الى تلك الزاوية لتلقى الماء الزلالى نملا منه الازيار مطمئنين الى اننا لن نتضور عطشا وتظل تلك حالنا فى الخريف نشرب ماءا جديدا كل ما هطل المطر حين انتقلنا الى امدرمان فى بيتنا فى امبدة كانت المياه ايضا عزيزة وغالية لكن الموتور لم يترك لتلك الندرة مكانا تجد امى وابى يسهران على ملئ الازيار كان ابى تحديدا يقوم الليل متابعا وصول الماء يملا الازيار والبرميل كيما يعيننا على الحياة كانا ماء حياتنا ومطرها لكنهما ما كانا سوى برق الحلم ورعد الحب وسحب الايمان بنا بناتا وبنين لك الحب مجرى الماء فى كل منبع
07-07-2007, 02:00 PM
سلمى الشيخ سلامة
سلمى الشيخ سلامة
تاريخ التسجيل: 12-14-2003
مجموع المشاركات: 10754
مروان جمال الدين ايها النبيل شكرى عاجز عن الكلام وقلبى يهفو الى تلك الايام فهى ايام بنكهة لا تعاد او تعود تجدنى اكتب لك دائما عن تلك الايام استعيدها بقلب الصبية التى ماتنى تفتش فى الذاكرة عنها
كانت امى لا (تنهر) او تتحدث اليك بفاسق القول ، ولعلى لم اسمعها تردد مقولة جارحة لاحد ، ليس لانها امى لكنها لم تفعل ، حتى فى احلك لحظات الغضب كانت تتماسك ولا ترد بكلمة نابية ، لم ترد على احد فى مرة بكلمة غير لائقة ، وان تصادف وقالها احدنا فالويل له : ـ دا كلام ما بتقال فى البيوت ، عارف لو عايز تقولو ...هناك فى الشارع ، ما اسمع كلمة زى دى فى البيت دا تانى مفهوم؟ هى امى سكينة التى ما توانت فى فعل ما هو مثمر لحياتنا بدءا من حرصها على شراء البيت الى تعميره الى التوصية بشان ان يظل مفتوحا مهما كان . فى احيان كثيرة كانت ان اخطا احدنافى حقها تجئ اليه معتذرة ، لم يكن اعتذارا مباشرا لكنك تجدها تقول لك : ـ انا الليلة زعلت فلان ( اى واحد من ابنائها ) ما قصدت لكين فلتت اعصابى بس ، تانى ما بعمل كدى لانو زعلو ما بقدر على
كنت اتساءل لماذا كل هذا الضجيج حولى وكنت متنعمة (بحبوبة) لا تضن على قط ؟ وظلت الاسئلة حارة لكن امى استطاعت الى تبريدها بمكيف الحب الذى لا يعرف الحرارة او البرودة فهو دافئ مثل قلبها ، وجدتنى اتكيف مع تلك العيشة التى لم تكن تروق لى الا بمساعدة جليلة من امى ، الهمتنى عدد من المعارف وعلمتنى اكثر مما تعلمته فى المدارس ، لكننى بغتة اجدها تنسرب من بين يدى فى ذلكم اليوم من العام 2006، اليوم السابع والعشرين من يوليو لا استغرب ولا استبعد الموت لاى احد لكنى بموازاة امى لا استطيع الى فهم تلك الكلمات القليلة التى تعرف الموت لكنه يظل الحقيقة الوحيدة فى هذا العالم ، رغم انه الكائن الوحيد الذى ينهى لك اجمل الاحلام لكنه حقيقة وحيدة منذ الازل والى الابد
07-07-2007, 12:19 PM
سلمى الشيخ سلامة
سلمى الشيخ سلامة
تاريخ التسجيل: 12-14-2003
مجموع المشاركات: 10754
صديق الموج سلام حين بدانا حياتنا فى مدينة الابيض كان على ان ادخل مدرسة جديدة ، واتعرف الى اصدقاء جدد لكننى كنت اتعرف فى نفس الان الى امى ، عرفتها عن قرب... تلك الايام شهدت شدا شديدا بيننا كنت فى اوج المراهقة ، ويبدو لى انها لم تكن تعرف كيف تدير تلك الحقبة فى تاريخ الفتيات ، لم اكن متمردة بقدرما كنت عنيدة ، لم اكن افهم معنى ان اتفاعل مع تلك الحياة الجديدة على ، فكنت دائمة البكاء على حياة عشتها وهى لم تكن تعرف اننى افتقد ذلك العالم الذى لا يشبه هذا الذى اعيشه الآن ، كنت اتغيب عن البيت متشاغلة بالمدرسة وكثيرا ادعى احيانا ان الدرس اخذ وقتا اطول ، او ما شابه ، اتوارى خلف الكتب ، لكنى لم اكن لاعرف ان الحياة ستمضى بى الى النهاية فى تلك الامكنة لم اكن اعرف انى ساتعرف الى امى بعد ذلك بتلك الشفافية دخلت مرحلة جديدة بعد تلك المرحلة ، بدأت اتصادق وامى ، خاصة بعد ان تزوجت ، كانت تقول لى ( الكتوف اتلاحقت )لم نعد الام والبنت ، بل البنت الصديقة ، عادت صديقتى ، لم اعثر على غيرها صدقا وصراحة ، كنا حين نخرج معا يسالنى الناس : ـ لاقيناك مع اختك لم اكن استغرب الدهشة فهى لم يكن عليها اثر من آثار الزمن قط ، تمتلك وجها طفولياووسامة غير عادية لامراة فى سنها...طويلة حتى انك تنحنى حين السلام عليها ، لها شلوخ عريضة (عارض ) ووجه مريح حين تنظر اليها ، ابتسامة كما الاطفال ، ضحك كما الشهد ، وصوت كنت اقول لها عنه : ـ صوت مذيعة يا امى حين بدات صداقتنا كانت فى الار بعين وكنت فى اول العشرين من عمرى ، لعلها كانت تنظر الى بعين الاخت التى لم تنلها فى حياتها فهى الابنة الوحيدة التى لم تكن مدللة بقدرمامحبوبة
07-07-2007, 01:42 PM
محمد على طه الملك
محمد على طه الملك
تاريخ التسجيل: 03-14-2007
مجموع المشاركات: 10624
وحكمة فلاسفة .. مررت كعادتى .. ولأكثر من مرة .. وفي كل مرة التقط فيها قلمي .. يداهمني شيطان كتاباتك .. ويهمس لي أن أصبر .. فما زالت ( سحارة ) الحجة مليئة بالجوهر .. مهما عبثت بكنوزها من صدقت ببراءتهاأن
Quote: ( الكتوف اتلاحقت )
نتابع ..
07-08-2007, 03:22 AM
سلمى الشيخ سلامة
سلمى الشيخ سلامة
تاريخ التسجيل: 12-14-2003
مجموع المشاركات: 10754
العزيز محمد على طه الملك لقد صرت جزءا من كتابتى حين لا اراك تطل على حروفى احسها يتيمة وحين القاك يعترينى فخر اننى (وصلت الى اقصى الامانى ) انت وكثير من الذين احبهم وما اكثرهم فى هذا البراح الاثيرى تثيرون حفيظتى بالتحدى الذى ترمون قفازه ناحيتى، كنت (فى العام 1982 كنت قد طالعت لاول مرة رواية الكاتب الكولمومبى جابريل جارثيا ماركيز (مئة عام من العزلة) وحينها كنت فى الصف الثانى فى المعهد العالى للموسيقى والمسرح كنت الحظ اننى كنت اطالع شخصية امى المماثلة لتلك الشخصية التى كانت الام وكانت الاخت وكانت الحبيبة التى تضفى على آل بيونديا كل تلك الحيوية ، كنت اسمى امى بارسولا تلك البطلة التى ما ماتت قط فى ثنايا الرواية منذ اول كلمة الى اخر لحظة ،لكن امى لم تمت حتى هذا الحين ، فلقد كانت الحياة التى لا تنضب فلها التوقير ولها الحب الذى بلا نهايات ولها الرحمة كل الرحمة تسعها
07-07-2007, 01:20 PM
abubakr
abubakr
تاريخ التسجيل: 04-22-2002
مجموع المشاركات: 16044
Quote: حاولت الى كل ما ذكرت ثم انه هو ذلك الملعون الذى يقودنى الى المهالك القلب ....
ياصحبي.. اثناء ابحاري اليومي هنا ابحث عنك ثم اجد اسمك فاطمئن واتردد ربما اليوم كله او حتي ايام من ان اتصفح ما كتبتي ..اتاوق من برة وامشي واعود مترددا ..احب ان اسمع ما تكتبين فانت تقوليين لا تكتبيين ..لا اعرف لماذا اجبن من الحزن النبيل ؟ .. اعرف ما ياتي به يوليو اليك من احزان كثيرة فاخاف ان اسمع ما تكتبيين ؟ جبان ... مش؟؟
07-08-2007, 03:30 AM
سلمى الشيخ سلامة
سلمى الشيخ سلامة
تاريخ التسجيل: 12-14-2003
مجموع المشاركات: 10754
الصديق ابوبكر لست جبانا حاشا لله ان تكون لكن يوليو اختطف منى الكثير من الايام الحلوة والناس الاعزاء كان يوليو فارقا وسيظل فى حياتى مع ذلك اتواطا احيانا معه لرؤية الفرح ، لكن الفرح يتابى على فى يوليو من كل الانحاء يحاصرنى وكانى به لا يرضى الا ان يكون علامة لحزنى وكان حزنى مرسوم فى يوليو (يوليو ، غيظ الصيف باكمله كل اهل البيت كانوا فى غرفة واحدة تحت مروحة السقف المصفر لونها بفعل القدم ، لم يكن احد فى تلك اللحظة بقادر على نفى او اثبات ما حدث ، لكن امى كانت تردد فى تلك اللحظة عبارة (الله يستر ) ذلكم مقال اشتغل عليه الان فى ذكرى يوليو من ذاكرة الصبية التى كنتها لكنى لم اكمله بعد حين يكتمل ستكون اول من يطالعه شكرا لك على صبرك على وعلى افاتى وحزنى ولهذا يكون الاصدقاء والقلب يا له من ضعيف لكنه يقوى بكم ولكم يبقى يخفق احبكم اجمعين
07-07-2007, 04:00 PM
SAIF MUstafa
SAIF MUstafa
تاريخ التسجيل: 11-27-2006
مجموع المشاركات: 1317
(تيف تيف) يا مدثر داير تغتالنى؟ كويس عشان لقيت ابوى مات وامى ماتت ؟ يتيمة ومسكينة ؟ مسامحاك لكن اليوم السابع والعشرين من شهر يوليو للعام 2006 كان يوما فارقا فى حياتنا اجمعين نحن الذين تربينا فى كنفها ، وما وسعت تعلمنا معنى ان نكون ابناء صالحين وبنات صالحات ، كانت تتاسى على مآل حالى احيانا حيث لم استطع الى الثبات فى موقع الزوجة قط ، لكنها كانت ترد ذلك الى مشيئة الله الذى حبانى موهبة لم يهبها لاحد كما كانت تزعم ، لم يكن ذلك اليوم سوى علامة فارقة فى تاريخنا نحن ابناء الحاجة سكينة بنت بابكر سلامة المولدة فى امدرمان العام اربعة وتلاتين من القرن الماضى ، حقيقة لا اعرف لها سوى ذلك الاسم ، لكننا كنا نداعبها بقولنا ( سيكو ) وكانت ترحب بتلك التسمية ضاحكة تقول ولسان حالها يردد ( (كتر خيركم دا دلعى ولا كيف ؟) كنا ندللها، نخاف عليها مر النسيم فهى من علمنا الى هذا اليوم معنى ان نكون ابناء صالحين محبين احدنا الاخر ، كنت اقول عن ذلك اليوم ، الذى ذكرته فى ذلك اليوم قلت لزملائى فى الجريدة (اليوم احس بحنق ما ، متوترة لحد الانزعاج ، اذا لم يوافنى احد ببرنامج سانتحر ) وضحكت من فكرة الانتحار تلك ، لكنى اقدمت على امر لم اكن مؤهلة له ، عادة لم اكن اعود الى البيت فى تلك الساعة من العصر ، لكنى ما ترددت فى العودة ، فى المواصلات كنت احاول ان اقتل الوقت بحل الكلمات المتقاطعة حين وصلت الى نقطة نزولى احسست ان الباص كان سيمضى دون ان انزل ، فتوترت بعض الشئ ، لكنى سرعان ما وصلت البيت ، كنت جائعة حيث لم اتناول افطارى ذلك اليوم على غير العادة ولم انادى محمد نورـ الذى كان يبيعنا الشاى والقهوة فى المكتب فى صحيفة الخرطوم ـ بذلك الصوت الذى اقترحه لمناداته وصلت الى البيت اعلنت جوعى الماكر ، كان خالى حفيظ موجودا على غير العادة ايضا وعفراء شقيقتى كانت فى البيت ، قلت لهم متسائلة ان كان ثمة من يريد ان ياكل ، المهم اننى ( ختيت الغدا) واكلنا لكن امى لم تكن على عادتها تلك البشوشة ، كانت تبتسم نصف ابتسامة كلما سالناها امرا ، او كلما حكينا نكتة رغم انها تحب النكات وتحب الضحك كثيرا، وكثيرا ما كانت تحكى لنا عن تجارب لم نكن لنعلم عنها الا منها ، لم انتبه الى ذلك لانها كانت تشكو صداعا حادا ، جلبنا لها عدد من الحبوب المهدئة ، لكن ذلك لم يشفع ، قلت لها : ـ جبت ليك معاى الشعير يا حجوج ، وهسى ختيتو فى التلاجة اقول ليك نشربو سوا ، حاسة بانى محتاجة برضو شعير ، يا جميل خالى حفيظ طلب فى حالة نادرة ان اصنع له شايا ، فتهلل الجميع انهم سيشربون شايا من يدى بعد غيبة طويلة ـ قلت لها : امى شاى كيف ؟ فردت بفتور : ـ ما دايرة ـ قلت لها : بُره ابت اللبن كانت تحب الشاى ايما حب ،لكنها ازمعت ان لا تشرب شايا ذلك اليوم اطلاقا ، نقلناها الى خارج الصالة ، فى الحوش حيث السرير الذى اعددناه لها ، جلست الى حافته ، واشارت ان نضع لها الكرسى لصلاة المغرب الذى كان قد حان فى تلك اللحظة ، حينها كانت تتلو بعض الايات عقب الصلاة ، جئتها بعطر رششته على يدها وجسدها ، سالتها ـ :كيف لطيفة الريحة مش ؟ اومات علامة الايجاب ، فقلت لها : ـ هدية من زول صديق اظنو قايلنى (معفنة) كنت استدر ضحكها ، لكنها على غير العادة لم تضحك توجهت لسريرها ممدة جسدها النحيل ، تالية الشهادة لثلاث مرات واعقبتها بقولها (لا حول ولا قوة الا بالله ـ الله الله الله ) وصمتت عن الكلام المباح اسفة اننى وصلت هذا الحد من الرواية واتمنى ان لا تغضب منى
07-08-2007, 04:34 PM
سلمى الشيخ سلامة
سلمى الشيخ سلامة
تاريخ التسجيل: 12-14-2003
مجموع المشاركات: 10754
العزيز ياسر عبد القادر شكرا لمتابعتك عارف امى كانت امراة طباخة جدا لكن والدى عليهما الرحمة كان يغيظها بعض الاحيان (سلمى بقت طباخة اكتر منك ) رغم انى تعلمته منها لكنى كنت احيانا كنت (اتفنجر عليها ) بما تعلمته من صديقاتى بنات دارفور اللاتى يششتهرن بالطبخ خاصة العصيدة وملاح التقلية ففى رمضان كانت تنادينى لاجل ذلك الغرض وعلى ذكر رمضان كان له نكهة خاصة فى الابيض ففي رمضان لا يفطر والدى واخوتى فى البيت دائما هناك عابر يدعوه ووالدى للفطور الا انه احيانا وحين يكون رمضان فى الخريف فالفطور غالبا فى البيت نصلى بعده جماعة ولتلك الخاصية مزايا جعلتنا ارباب صلاة ليس بدافع سوى ارضاء الله الذى منه رضا الوالدين رحم الله والدى رحمة واسعة فلقد بذرا فينا الجماعة معنى وموضوعا
07-08-2007, 03:43 AM
سلمى الشيخ سلامة
سلمى الشيخ سلامة
تاريخ التسجيل: 12-14-2003
مجموع المشاركات: 10754
الاخ سيف مصطفى تحية طيبة ان من اصعب الامور على ان اطالع الفتوحات المكية لكن والدى كان يجبرنا احيانا على ذلك الفعل يقول لنا من اراد ان يعرف عليه ان يتلقى العلم من هنا يشير اليها وكذا كان يفعل بنا مع الاغانى لبى فرج الاصفهانى وتفسير ابن كثير وموطا الامام مالك وهى كتب وجدناها امامنا ووجدنا حرصه على اقتنائها فدلفنا الى متونها ولم يبخل علينا بالرسالة تلك المجلة المصرية العريقة يحقظها لنا ويعلمنا الصبر على قراءتها بل انه كان لا يمانع ان نطالع من ثم راس المال وكل الكتب الماركسية مع انه لم يطالعها لكنه ما رفض لنا طلبا فى امر الكتب حتى كان يوم ان تم اعتقال احد اشقائى عقب انقلاب يونيو وكان السؤال مباشرا من رجل الامن حين وجد فى مكتبة البيت كل تلك التناقضات من الماركسية الى الفتوحات المكية الى المسرح والاذاعة والصحافة والاقتصاد و..... القائمة تطول فاذا به يتساءل : ــ انتو حكايتكم شمو ؟ ولكنا مثل كل بيت سودانى فيه كل تلك المنوعات الثقافية المعرفية يبقى لك الود اخى سيف
07-08-2007, 04:25 AM
Osman Musa
Osman Musa
تاريخ التسجيل: 11-28-2006
مجموع المشاركات: 23082
العزيز عثمان موسى الكلام دا بتاباهو لانى ما بقدر اكون الا صديقتك بتك دى ساكت حراق روح بهظر وحاتك وانا لاقية انت تكون ابوى ؟ لكن ابوى كان زول جميل شديد روحه مرحه جدا وزول صوفى من طراز فريد اسمه الكامل الشيخ زين العابدين احمد سلامة مسمى على الشيخ زين العابدين الامام المعروف لما حانت منيته قال لامى واخواتى (لازم تكلمو الشيخ ... واسماه باسمه يصلى على لمن اموت ) وقد كان لم يكن ذلك الشيخ يعلم ان الميت هو والدى حين قدم الى المقابر لحظة تشييعه الى مثواه الاخير كان عمى عبد السلام على الفكى يتقدم المصلين وحين حضر ذلك الشيخ افسح له عمى موقع الامام فصلى عليه حسبما شاء والدى عليه الرحمة فى وصيته لاهل بيته كان يمقت المتشددين فى الدين ولا يود الى مصالحتهم قط اذكر ان بيتنا فى امبدة كان مجاورا لدار الاخوان المسلمين جناح الترابى فى ذلك الوقت عقب الانتفاضة فظل فى خصومةمعهم حتى غادروا المكان كان دائما يرى ان الاعتدال فى الراى امر محبب ومن ناحيته كان صوفيا ينتمى للبرهانية دائما كان يحمل تلك المسبحة الصغيرة المعطرة البيت فى بعض الاحيان فى الابيض على وجه الدقة كان قبلة لاولئك الناس من شيوخ البرهانية كان الواحد منهم يجئ اليه ويقول انه مسافر الى الحج ويكون زاده (كسرة يابسة وجلبابا واحدا ، واشهد انى شهدت رجلا لم يكن يحمل جوازا لكنه سافر الى الحج وعاد الى والدى حاملا بعض ما يشى انه كان هناك ولا تسالنى كيف ؟ طالعنا معه مخطوطات محمد عثمان عبده وتعرفنا الى كل الصوفيين الذين احبهم واحببناهم من ثم كتابه المفضل كان الاغانى لابى فرج الاصفهانى والعقد الفريد فى مرحلة لاحقة لكن الفتوحات المكية كان الاثير لديه رحم الله والدى عدد الحروف التى علمنا اياها والتى قراها وسبح بها وحمد بها ربه الذى لقاه راضيا مرضيا
لم أشأ أن أعلق منذ أول مقطع من النص ، ولكن قلت انفسي دعها فغيري سينكشها وسيتدفق بوحها وأنا الكاسب فأقرأ في دهشة إلى الآن ومثار دهشتي هل أنه ما زال في زاماننا أناس من الزمن الجميل مسكونون بالأمكنة والأزمنة؟! .. أناس يعيشون التاريخ ككائن حي يتحدثون إليه .. يستصحبونه كزاد في منافيهم يمنحهم القدرة على التحمل والإحتمال؟! ..
ولكني اليوم أود أن أعبر عن إنطباع قراءتي للبوست ، فقد إكتشفت أنني أمام كاتبة أو روائية متميزة وبجدارة رغم أنني لست بناقد ولا أملك أدواته .. سلمى، مدهشة حقاً ، تمسكين بزمام اللعبة .. لعبة البوح والسرد بل وبتلابيبها أيضاً.. توظفين الأحداث على هواك فتأتي كأنها مسكوبة نسكاباً بمهارة مبدع عتيق ومجرب .. تحملين في ثناياك الكثير من الصور التي تتلألأ كأنها الضوء فتزيد البوح إشتعالً والسرد ضياءً... إن بوحك عن الأمكنة في أزمنة بعينها لهو بوح ليس من النمط العادي المتداول الذي نقرأه في غير منبر بل هو الخروج الجمالي على النمطية السائدة والذي يستولد من هكذا بوح بريق بذاته نمطاً جديداً.. نستسلم لبوحك بسهولة.. سردك يأسرنا من اللحظة الأولى .. وأقنعتنا أنك من طينة أخرةى وجبلة مختلفة.. أهنيك
07-08-2007, 12:34 PM
سيف الدين عيسى مختار
سيف الدين عيسى مختار
تاريخ التسجيل: 03-02-2007
مجموع المشاركات: 1364
متابتك ذات قيمة اناسنية عالية، رائعة كما وعد الرذاذ، صادقة كما أشعة الفجر تجمل مداخلنا ونوافذنا وتمنحنا الطمأنينة والدف، ألا رعاك الله ,اخل والدتك الجنة وحسن المئاب.
سيف الدين عيسى مختار
07-08-2007, 05:21 PM
معتصم ود الجمام
معتصم ود الجمام
تاريخ التسجيل: 04-22-2003
مجموع المشاركات: 3261
وددت لو اقوى على مجاراتك في الحكي ( كنت مليت الدنيا حرووووووووووف ) ( وكان بالكلمة الصفحات سويتا جروووف وانت ملك المسرح غير المتوج يا صديقى لكنى اسبل عليك ذلك التاج واهديه لكل مسرحى لكنى احيلك الى روح اخرى تقمصتها من امى اتذكر الان بصفاء يوم ان كنت فى اول مراحل العيش هناك فى مدينةالابيض يومها لم اكن سوى صبية لم ادخل الشباب بعد لكنى كنت حريصة على دخول مرحلة جديدة لم اكن مؤهلة لها قط ، كانت امى نفيسة (جدتى ) قد رحلت فى العام السابق ، تلك المرأة التى تربيت فى كنفها ،وكان حتام ان اعود الى اسرتى ، لا مفر ، فهذه اسرتى التى لا اعرفها وعلىّ ان افعل امى كانت فى تلك الفترة قد خرجت من احد الولادات لابن سيكون صديقى الابدى ، رغم الفارق الكبير بيننا فى السن لكنى احسه كائنا مغايرا ربما لان اسمه المغيرة ، وذلك الشاعر العربى الفذ بين اقرانه هو كذلك فذ ومغيرة ، جاءت تحمله وهو ابن العام بعد دخلت اذن الى فضاء اسرى جديد لم اكن اعرف فيه احدا ، رغم ان الكل كان يعرفنى لكنى كنت ازعم اننى انتمى الى عالم آخر واسرة اخرى لها ملامح اخرى اندلقت الى ذلك العالم مرة واحدةبلا تحفظ كما هى عادتى ، دخلت ذلك الرحاب الاسرى لاجدنى ابنة لاسرة كبيرة فيها تحتم على ان انام مع الجميع دون خصوصية كما اعتدت دائما فى بيت جدتى فهناك لى دولاب خاص وغرفة خاصة ومقتنيات من ذهب وغيره لكنى هنا ، اظل قابعة فى غرفة محتشدة بالاطفال فى ليالى الشتاء والمطر ،استمع الى من ينتظر اما تلقمه ثديها وهى المجهدة المتعبة المريضة دون ان تبلغ احدا بذلك المرض ! هى هكذا امى لا تنبئ عن حالها ابدا ولا تقول لك اننى مرضة الا حين يغلبها المرض فتظل طريحة الفراش لاتقوى على الحركة فنجند انفسنا لخدمتها نفعل كل ماوسعنا ان تعودالينا كما عهدناهاالالق والحيوية رحم الله امى كل ثانية تمر على هذا الكوكب وكل كواكب الدنيا
07-09-2007, 02:00 PM
سلمى الشيخ سلامة
سلمى الشيخ سلامة
تاريخ التسجيل: 12-14-2003
مجموع المشاركات: 10754
الاخ العزيز سيف الدين عيسى مختار تلك ايام لها خواص السرمد فى الدواخل لا تخرج الا كيما تعود كنا فى تلك المدينة التى باتت جزءا من نسيجنا لا نعرف سوى تلك القلعة التى نسميها بيتنا مكانا تحكى امى ذلك التاريخ الذى لم يكتبه احد كانت تحكى لنا عن الحرب العالمية الثانية وكيف ان تلك الحرب نالت منهم ( ابن خالتها الصبى)وكيف ان عائشة الفلاتية كانت تغنى لتلك الحرب وان الاذاعة فى ذلك الحين كانت الوسيط الوحيد لتلقى المعلومات عن الحرب ، وانهم كانوا يقتنون راديو (كبير بشتغل بالبطارية الكبيرة ، كان الناس ما عندهن راديو فى البيوت بختوه غالبا فى النادى او فى الميادين ، وكنا ممنوعين نمشى هناك ، لكين بكلمونا بالحاصل كلو ، بنعرف الاخبار من اهلنا ، خاصة المتعلمين ، وما كانوا كتيرين ، لكين زمان الزول ما ضرورى يكون قارى الجامعة الخلوة دى بتعلمو كل حاجة بس يفك الخط ،الاذاعة كانت فى البوسته ، الفنانين بجو يسجلو ، ناس حسن عطية واحمد المصطفى ، وناس عثمان الشفيع والكاشف ، البنات ما كانت فى غير عاشة الفلاتية وفاطمة الحاج امكن الله اعلم ما بقدر اقول ليك فى ولا مافى ، لكين كنا بنسمع ناس عاشة الفلاتية صوتا جميل خلاص ، والحفلات ما كانت زى حفلات هسي دى ، كانت البنات الكلام دا فى الخمسينات كنا شباب فى الوكت داك ،كنا بنلبس الكلوش ، والتياب (الحمام طار،القمر بوبا) يعنى التوب بطلع مع الاغنية لمن ظهر عثمان حسين كان فى ( عشرة الايام ، وشجن ، والوكر المهجور ) يعنى كل اغنية باسم من اسماء التياب، والموضات كانت بتجينا من مصر ، لكين ما كنا شديدين عليها ، يعنى الناس العندهن قدرة هم البلبسو الموضة ، والاخوانهن بسافرو برة برضو كانوا ببارو الموضات ، لكين نحنا ناس مساكين الحمد لله ما عندنا قدرة ومستورين فى المدرسة ما كانت فى واحدة بتمشى الا (مبلمة)كنا بنخاف يلاقينا زول بنعرفو يمشى يكلم اهلنا اننا بنمشى المدرسة ، لانهن كانوا بفتكرو المدارس دى حقت النصارى ، والبمشى ببقى نصرانى ،عشان كدة البلامة كانت حاضرة ، لكين بعد الاستقلال بقينا نمشى عادى مافى واحدة بتتبلم ، بالعكس بقت البلامة عيب
07-08-2007, 08:05 PM
سلمى الشيخ سلامة
سلمى الشيخ سلامة
تاريخ التسجيل: 12-14-2003
مجموع المشاركات: 10754
استاذى ابوبكر يوسف لك القومة والتجلة فما كنت اطمع ان اكون الا مجرد كاتبة وحين تضعنى فى مرتبة روائية هذا يجعلنى احس ان مسؤولية ضخمة قد عقدت على ظهرى اثقالها وما لى والرواية لكنى اكتب عن عالم عشته وحياة احببتها رغم اننى اسميها رواية لكن التصنيف النقدى حين يحل عليك يجعلك فى امر اخر وموضع اخر وتساؤلات اخرى اقبل التخدى وابدا معك رحلته : (لوهلة ظننتها ستنام ، لكنها كانت تومئ الى الم فى راسها دون ان تتحدث او تنبس ، سالتها عفراءمن جانبهاان تعد لها كركدى ، فاومات بالايجاب ، شربت منه جرعتين ثم ارجعتهما الى الارض ، اخرجت ما حوت معدتها من زبادى وكركدى وماء ! لم يكن حتى تلك اللحظة ليشك احد انها النهاية قط تنادينا بالتلفون كل من موقعه ، جئنا طائعين الى حضرت الجلالة التى نعزها كثيرا ننهى لها كل عصى امر وندخل الى باحة قلبها طائعين فتفتح لنا ابوابه بدفئ لا يضاهى ، اجتمعنا وقررنا ان ننقلها المستشفى ، طلبنا ان يجئ الاسعاف ، فى تلك اللحظة لم استطع النظر الى ناحيتها ، لم اتبين ان تلك اللحظة ستكون الفاصلة بين لقائى بها وبين دخولها الاسعاف وخروجها الابدى من البيت، ذلكم البيت الذى طالما سعت لاقتنائه وفعلت ما وسعها لذلك حدثتنى كم انها رفضت اى عرض ببيعه ذلك انها كانت تحلم ان يلتم شمل اسرتها فيه حلمت ان نكون يد واحدة وقلب واحد وروح واحدة، فهنا اجتمعنا لاول مرة بعد عودتنا من الابيض كانت تقول لنا (البنى ادم اهم شى انو يكون عندو بيت يا بيتى يا بتباتى ، يا ستار عيباتى ) كان هذا دعاؤها المفضل ، كثيرا ما قالت لنا فى ضحك (بوصويكم على البيت الكبير ابنوه )وبنينا البيت تشايلنا ( طوبه ورمله ، واسمنتيه، ومونته) ) ليكون لنا دارا تعزنا كما كانت تقول ،تطلع من دارك ينقل مقدارك مثلها الاعلى فى ذلك اليوم دخلت امى المستشفى وهى تكابد الغيبوبة ، لم تتكلم قط ، حتى رحيلها الفاجع ذاك فى المستشفى لم انم معها لسبب من الاسباب تعللت بها البنات من شقيقاتى لكنى لم اشأ اغضابهن ،فهن يعرفن وسائل التطبيب خير منى ، المهم ، اننى زرتها فى الصباح التالى ، لم اكن متفائلة لكنى لزمت الصمت تماما فلقد حدثنى صديق من الاطباء الذين اعرفهم ان تلك الحالة لن تتجاوز اليومين على اكثر الفروض ، خفت علىّ من الصدمة فحاولت ان اؤهل نفسى لتلقيها ، عدتها فى اليوم التالى ، لم تكن باحسن من السابق ، رغم محاولاتى الجادة فى الحديث اليها ، لكن بلا امل فى الاستجابة ،خرجت وكنت ادرك اننى لن التقيها مرة اخرى ، خرجت والحزن يسربلنى اجمعى ، اقترحت ان نذهب الى المسرح عسانى انسى وساوسى ،كانت صحبتى صديقتى الحنونة امنة امين ، لكنى فى المسرح انهارت روحى اجمعها ، عدت الى البيت، فى الحافلة بدات اكتب عنها كتبت طويلا حتى كاد الباص يجتاز محطتى ،كنت ابدو منهكة وروحى فى الحلقوم ، لم اكن على استعداد لفعل شئ سوى الصمت رغم التلفونات التى تلقيتها لكنى لم اكن مسرورة بها ، حاولت ان ابدو عادية لكنى لم استطع الى ذلك الكون سبيلا كنت فى رحاب امى اتنقل من فيض الى آخر ، استدعى الماضى كله ان استطعت اليه سبيلا ،كان يجئ طائعا
07-08-2007, 07:29 PM
سلمى الشيخ سلامة
سلمى الشيخ سلامة
تاريخ التسجيل: 12-14-2003
مجموع المشاركات: 10754
سلمى الجميلة تسلمى من كل بلا وحقا ان المسبحة لها حبات احيانا تتجلى فى شكل فصوص نستحلى تلك المسبحة حين تكون فى يد امى كل واحد يريد ان تكون له (الاطفال ) كانت زينب بنت شقيقى المغيرة اكثر الاطفال حميمة مع امى حين تخرج من الصالة للحوش تكون اول مهامها ان تحمل العصى التى تتوكا عليها امى وتعود لتحمل لها المسبحة كانت امى حميمة مع زينب بشكل خاص حين سافرت الى مصر حيث ان امها مصرية بغرض الاجازة مرضت امى مرضا شديدا كانت كل صباح حين نجلس لشراب الشاى تجرى دمعة ويرتجف كوب الشاى فى يدها تقول متاسية ـ مشتاقة لزينب تشرب معاى الشاى مشتاقة لزينب تاكل بسكويت الصباح معاى وتدندن باغنية يا زينب كنتى انتى وين ؟ حين عادت زينب كانت امى قد غادرت هذه الفانية لكنها ادخلتنا تجربة قاسية لانها تحرك السؤال المسكوت عنه دائما (امى مشت وين ؟)
07-08-2007, 09:46 PM
عبدالله الشقليني
عبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736
ثلاثة أسماء للحنين تعبر كالروح : (1) الحنين : في عُرس الزين للطيب صالح . (2) الحِنيِّن يا فؤادي .. ليه يعاديكْ ما بتعادي لو تمُر النسمة بالليل .. من دياركُم تَشفي العَليل فيها قصة حُبي النبيل .. فيها ريدي وريدِكْ جميل (3) الحَنين .. الذي يلمسه المرء من هذا النبع ، الذي يرى الإنسان فيه أسماك السرد القصصي ملونة ترقُص في الماء ، والعيون تقرأ كالطفولة في أحلام الدهشة .
سلام عليك في الظلال الوارفة .
من يدفع فاتورة تأمين للبنان الذي يكتُب ( في الكي بورد ) ؟
من يبقينا نرشف الرحيق ولا يسألنا عن الزمان أو المكان ؟
07-09-2007, 08:56 PM
سلمى الشيخ سلامة
سلمى الشيخ سلامة
تاريخ التسجيل: 12-14-2003
مجموع المشاركات: 10754
اخى عبدالله الشقلينى [من يدفع فاتورة تأمين للبنان الذي يكتُب ( في الكي بورد ) ؟ ادفعه لاجل ان اكون معكم كل لحظة تحيطنى روعتكم وروعة الحياة التى اتمناها ولعلى اميل واعرض فى الزمان (الزى )كان ورديا او هكذا اخاله الليل الذى لا يحمل صوت امى محمول على اجنحة الصمت هو ليل تعيس ، كانت امى تحب الليل لانها تدخل غار الروح وتنبش فى الحناياتفتش عن سبيل لنا فى الحياة ، تدعو وتدعو ان ( لا يخيب احدنا ) او يصيبه الفشل ، كانت تخشى ان يفشل احدنا لذلك لم تكن تهدا ايام الامتحانات ، تجدها تقف على راس كل ساعة تسال : هل استطيع ان احل لك مشكلة ، او تجدها تصنع الشاى ( عشان الواحد ما ينوم ) ذاكروا ، قرايتكم هى البتنفعكم ، ما فى زول دايم ليكم غير العلم ، لو ما اتعلمت ، ما كنت حاقدر اساعدكم ابدا ، الله يبارك فى خالى امين الدخلنى المدرسة ابوى ما كان عارف انى بمشى المدرسة ، كنت بصحى الصباح بدرى ، بغسل ، واكوى ، بنضف مع امى ، ولو ما هى برضو ما كنت مشيت المدرسة ، كانت حريصة انى ادخل المدرسة ، مرات كانت بتضارى لى لو اتاخرت فى المدرسة ، لانو مرات بكون عندنا نشاطات او يكون فى ضيف جاى المدرسة ايام الانجليز طبعا بنعمل ليهو الحاجات زى الوجبات وكدى او المعارض بتاعة الخياطة والاعمال اليدوية ، بنوريهو كيف المدرسة ماشة بدخلو معانا الحصص عشان يشوفو مدى حرصنا على الدراسة كنت بحب المدرسة ، وشاطرة ، يعنى لو كنت واصلت كنت حاكون واحدة من المعلمات البتعرفوهن ديل ، ناس ثريا امبابى ، وغيرها ،لمن دخلت الثانوى ، طبعا خالى امين كان مسافر فى مامورية فى جوبا اظنو ، عشان كده كان انى اتزوجت وما ندمانة انى اتزوجت ، لانى جبتكم ، احسن ناس خرجتكم ، والما اتخرج فى المدرسة اتخرج للحياة ، احسن عامل ، يعنى الدنيا الا الناس كلهن يبقو دكاترة ؟ نان كان بقو كلهن دكاترة البصلح الموتورات منو والبعدل المكسور منو ؟ الدنيا دايرة دا ودايرة دا ، انتو تراكم الحمد لله وليداتى كلكن ان بقى الواحد حداد ، وان بقى دكتور كلكن واحد ، يا حليلكن ، بس للدنيا والزمان خلو البينكن عامرة) ) هى تلكم المراة الصلدة التى سهرت ايما سهر على كل واحد فينا دون ان تكل او تمل رحم الله امى
نهال الحميمة والحبيبة لك كل الاحترام امى سكينة تهبك الامان حين تهل داخلا بيتها وداعة تكسوها وملامح تشابه ام كل منا ، وقار يجئ ولا يراوح مكانه تحس انها شخص اليف الى روحك لك الرحمة يا امى ولنا حسن العزاء والسلوى
07-09-2007, 09:10 PM
سلمى الشيخ سلامة
سلمى الشيخ سلامة
تاريخ التسجيل: 12-14-2003
مجموع المشاركات: 10754
صديقى الحميم محمد القاضى تحياتى واحترامى انت حرضتنى بقولك : أكتبي يا سلمي عن الصراع غير الشريف في عالم ال NGOs ولان ذلك امر حدث بالفعل فاننى ارويه كما حدث كنا فى ذات امسية فى عرض مسرحى المكان : معسكر ود البشير للنازحين الزمان : احد ايام شهر نوفمبر من العام 2006 حين وصلنا الى ذلك المعسكر كان على ان القى نظرة خاصة بى الى تلك الانحاء اول ما لفت انتباهى خلو المكان من صهريج للماء وثانى امر خلو المكان من اعمدة الكهرباء وثالث الاشياء خلو المكان من المدارس ورابعها ان كل الاطفال الذين حضروا لمشاهدة العرض كانوا حفاة ونصف عراة الموقع (المعسكر ) كان يضم نازحين من كل انحاء الوطن من دارفور ، الجنوب ، الشرق ترى التوادد بينهم فلا تملك سوى ان تتعجب كيف تكون هناك حروب فى تلك الاماكن وكل هذا الود يجمع بين هؤلاء الناس ؟ ظللت طوال العرض اكتب فى تصور حملته بعد نهاية العرض لزملائى من المسرحيين التصور كان ينبنى على انشاء (منظمة ترعى هؤلاء الاطفال ، من السفنجة الى المدرسة مرورا بالملبس والماكل ) واسميتها ( سفنجة لكل طفل ) وحمل الزملاء الورق ومضوا به سالت بعد فترة عن ماذا حدث لذلك التصور فاجابونى انه تم التصديق عليه وتم افتتاح مكتب خاص بتلك المنظمة لكنى لم ار (سفنجة واحدة باتجاه طفل ) بل رايت (عربات وملبس فاخر )وصمت من جانبهم فى شان الرد على تساؤلى وايقنت حينها ان الامر لم يعد سوى امر شخصى يسعى خلفه هؤلاء الشباب لامر فى نفوسهم
07-28-2007, 01:22 PM
سلمى الشيخ سلامة
سلمى الشيخ سلامة
تاريخ التسجيل: 12-14-2003
مجموع المشاركات: 10754
اليوم يا لهذا اليوم فى ذاكرتى فلقد رحلت امى قبل عام كانت الايام حبلى بلقاء لنا وحديث لنا وشجون لنا لم تكنمل لكل الامهات انعى امى لكل العالم اشهد انى يتيمة فلقد رحلت اجمل الامهات وتركتنى دون ان تقول ما كنا نحلم بقوله الرحمة لامى والمغفرة
الاخ الشاعر عبد الله شكرا عميقا لك لوقوفك الى روحى فى هذه اللحظة فلقد بكيت طويلا حتى مللت البكاء او هو قد ملنى ليتك كنت هناك لترى امى يا لامى افتقدها الان اكثر من اى شئ فى هذا العالم احاول ان استجمع ما تبقى من روح لدى لاناديها امى انى لم اكن سوى طفلة تود ان تمزحين معها او تلك التى اعتدتى ان تناديها (بت امى ) يا امى شوق جارف اليك اعدى القهوة الان نشربها معا او تعالى اضفر لك تلك الضفائر الممهورة بالابيض احب تلك الضفائر وافتقدها توق الى لحظة ان تغادرين البيت الى خلفيته تلك التى شهدت (غنيماتك وجدادتك وحماماتك التى حدثتنى عن انها طارت) وكتبت يومها (كل الحمائم التى ربيناها طارت) احن الى صوتك دافئا معطونا بالرغبة فى الهمس لى انكى تحبيين كل ابناءك وتعيننا على بلوغ ما صبت نفسك اليه اهفو الى شاى الصباح ممزوجا بولعك بالحديث عن غيابنا وحضورنا الى حضرتك يا لتلك (الحضرة ) اهفو اليك فتعالى فى حلمى وامزجى روحى بنار الصباح لحظة ان تقومى (للعواسة ) واكون قد اشعلت نار الحديث بيننا (طرقات ) تشربينها ممزوجة (بسكر الحديث عن احد ابناءك وانتى تختالين زهوا انه تخرج او تزوج وتحبين تلك الزوجة ابنة اخرى تنضاف الينا دونما ان تشعر هى ان تلك الام ليست سوى امها) احتاجك الان درعا فلقد ترنح درع العمر تحت ضربات الزمن احبك امى احبك امى وادعو لك كل لحظة طافت روحك حولى ان لك الرحمة كل الرحمة يا من دلقتى الى كل من حولك الحب
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة