إن لم تخني الذاكرة.

دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 12-14-2024, 11:17 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة محمد علي الفاضلابي(mohammed alfadla&fadlabi)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
03-04-2006, 07:01 AM

fadlabi
<afadlabi
تاريخ التسجيل: 12-13-2004
مجموع المشاركات: 4116

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
إن لم تخني الذاكرة.

    كان الشارع الممتد إلى نهر النيل من شارع الموردة شيخا عجوزا.
    يبدأ عند طلمبة بندة و نادي الضباط و ينتهي عند دكان عوض الجيد و بيت عمي الغول أبو طارق بعتباته العالية و الهلب على بابه و علم الموردة الذي يحاكي هواء الشارع.
    عندما تمشيه من بدايته إلى نهايته ستمر أولا ببيت عمي النيل ثم عمي شوقي ثم عمي عبادي و خالتي إلهام ثم خالتي كتيرة ثم المكوجي ثم عمي التوم النجار وهكذا إلى النيل. و إذا أحصيت يسارا ستمر أولا بنادي الضباط و عم جحا و خالتي روضة ثم عمي ميرغني و خالتي أميرة و التيمان ثم البيت ثم عمي مهيد و عمي جهاد و هكذا إلى النيل.
    في الشارع..
    أحجار قديمة ربما شهدت مالم يشهده أحدنا, علب صدئة, أشجار نيم, برك صغيرة ناتجة عن مياه الغسيل من دكان المكوجي, كلاب نحيلة و كسولة غالبا, محمد المجنون يحمل كتابا ما و يكتب كلاما بالإنجليزية.
    في الشارع طائرات تعبر سماءه, سيارات تعبر أرضه, فتيات جميلات و غير جميلات, صبية يتربصون أعمدة كهرباء, طيور, أغنام, رجال يجلسون أمام بيوت, أصوات, و شمس قوية جدا.

    في الشارع
    سهو و ضو
    و حمام سارح
    في السما و الناس
    في الشارع ناس
    لو عرفوا بحبك كيف
    بستغربوا كيف
    عايش للآن
    جمب الدكان أولاد الحلة
    إتمنيتم لو عرفوا بحبك كيف للآن
    جمب بيتنا طيور
    و عمود النور
    واقف سرحان...


    *****************

    كولا.. متوكل عبادي; عنده علامة في جبينه ناتجة عن جرح قديم و عنده أقارب كثيرون و إخوة و أختين و أم جميلة. باب منزلهم كان أخضرا داكن.. عندهم جيتار بالمنزل و ورود تصنعها وفاء من مناديل الورق و حلوى يبيعها محمد صالح في الطبلية, صور لخضر يلعب الجيتار بمكان مظلم به أنوار خضراء و حمراء و ملابس عسكرية يلبسها أحمد.
    محمد صالح كان يحاكي ود الأمين.. يخرج أسنانه و ينظر للأعلى و يهز رأسه و يحرك يديه كمن يضرب العود.. و يغني من أنفه ليصبح صوته غليظا. كنت و كولا نضحك فيعيد محمد صالح الكرة فنضحك أكثر.
    في المنزل الملاصق للبيت, كان التيمان يخبآن البلي في علبة فورموست كبيرة في سقف الحمام. التيمان يجيدان كل شئ كأنه سهل.. كرة القدم البلي حتى الدراسة.
    أبوهم, عمي ميرغني لا يحب أن نعبث بالصالون فعنده دائما ضيوف من التجار( أو ربما ظننتهم كذلك) و هو يفضل علينا أختي خلود, حتى أنه مرة أهداها إسورة من الذهب. في الصالون تستقر مساند كبيرة من الجلد عليها نقوش فرعونية.
    دائما تفوح من بيتهم رائحة البن الحبشي الذي تقليه خالتي أميرة و أقاربها و هم يتحدثون رطانة لم أحاول فهمها أو أستغرب لسماعها, فأمي تفعل الشئ ذاته مع خالاتي و جدتي و أقاربها الذين يأتون لزيارتنا من حلفا.
    كنت لوقت ما أظن الحبشة مدينة في السودان يذهب إليها التيمان في العيد مثلما نذهب نحن لحلفا.
                  

03-04-2006, 07:30 AM

fadlabi
<afadlabi
تاريخ التسجيل: 12-13-2004
مجموع المشاركات: 4116

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إن لم تخني الذاكرة. (Re: fadlabi)

    في البيت.. في الزقاق الخلفي رسمت على الحائط أشكالا تشبه الحروف الإنجليزية.. كانت تملؤني قناعة كبيرة بأنني قادر على تحدث الإنجليزية و كتابتها. حتى زارنا عمي إبراهيم.
    كنت عائدا من الشارع( كالمعتاد) أحمل نبلة لم أوفق أبدا في أن أصيب بها هدفا, لا طائر و لا لمبة.. وجدت أصواتا كثيرة بالمنزل عندما دخلت. ركضت نحوي سارة و هي في نشوة كي تعلمني فيما يشبه الصياح: عمي إبراهيم جا و معاهو أولادو الخواجات.(سارة مخلوق صغير بأسنان يأكلها السوس)
    خواجات!
    قلت لنفسي الآن آن أوان الجد.
    جريت إلى الغرفة التي بها الضيوف, عندما وصلت إلى الباب, وقفت. مسحت الغرفة بنظري بسرعة. عمي إبراهيم, أبي, أمي, زوجة عمي إبراهيم الخواجية, و طفليه.
    - ده منو? محمد?(قال عمي إبراهيم) ما شاء الله! شوف بقى كبير كيف.
    - (أبي مقهقا) سلم على عمك إبراهيم يا ولد.
    سرت ببطء و خجل غير مبرر.. و سلمت ثم نظرت إلى الخواجات. قال عمي إبراهيم: سوقم أمشوا ألعبوا سوا.
    عندها بدأ ما أنتظرته, فأجبت: yes
    ضحك أبي, عندما قال عمي إبراهيم: والله كويس متذكر الإنجليزي يعني. و أجاب أبي: إحتمال, لكن أظنه مستهبل ساي.
    ثم خرجنا إلى الحوش.
    في النصف ساعة التالية قالوا كلاما كثيرا و أنا لم أقل سوى yes,no, hello بالطبع كنت أختار المكان المناسب. أحيانا أقولyes ثلاثة مرات متتالية ثم أتبعها بno واحدة, و هكذا لأنه ليس منطقيا أن تكون الإجابات مقسمة بالتساوي بين yes و no
    ثم..
    جاءت عبير من حيث لا أدري ولا أحتسب. هي لم تستغرق و قتا طويلا قبل أن تقول: إنت هسع قايل روحك ببتكلم إنجليزي? ها العوير ده.
                  

03-04-2006, 07:30 AM

Adil Osman
<aAdil Osman
تاريخ التسجيل: 07-27-2002
مجموع المشاركات: 10208

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إن لم تخني الذاكرة. (Re: fadlabi)

    ده حكى عميق. وذاكرتك، ما شاء لها الحنين، لسه صبية وقوية. الموردة هلب فى القلب. وناس من لحم ودم. وشوارع. وبنات زاهيات. وبانت تتاوق فتجد الموردة على مرمى جيرة. ونقول مع عركى البخيت ( يا ربنا يا ربنا يا قادر.. يا واهب كل الشئ النادر. تجمعنا كمان مرة ومرة بين الحبان فى الموردة.. يا ده.. يا ده.. فى الموردة).
    شكرآ يا محمد.

                  

03-04-2006, 07:34 AM

fadlabi
<afadlabi
تاريخ التسجيل: 12-13-2004
مجموع المشاركات: 4116

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إن لم تخني الذاكرة. (Re: fadlabi)

    شكرا يا عادل
    و الصورة ذكرتني الكثير
    تابع ما سأحكيه عن هذه الصورة.
                  

03-04-2006, 08:01 AM

fadlabi
<afadlabi
تاريخ التسجيل: 12-13-2004
مجموع المشاركات: 4116

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إن لم تخني الذاكرة. (Re: fadlabi)

    حسن كضومية.. طفل سمين, أنا و كولا و كضومية في سن واحدة تقريبا, عبير أختي كانت كذلك أيضا رغم أنني و سارة لا تفصلنا سوى سنة و شوية إلا أن عبير كانت في سني أكثر من سارة, فعبير كانت تعينني على كضومية في العراك.
    كنت بحسابات الموردة ود عز مدلع ساكت, رغم أننا كنا نسكن (بيت إيجار) و بهذا الحكم المسبق لم يتردد أي معارك في دهسي لولا عبيرة التي كانت دائما ما تنقذ الشرف العائلي .و عندما يبكي كضومية جاريا إلى بيتهم(و هو أمر شبه مستحيل إذا عاركته لوحدي) حينها تمطرني عبير بمحاضرة طويلة تنتهي عادة ب لو هبشك تاني كلمني. بحامي ليك.كانت معاركنا تبدأ دائما حينما تناديني أمه ب حمادة الفتح العيادة, فيرد كضومية: لا لا دا حمادة خرا الجدادة.

    أنا و كضومية و كولا تؤثر فينا المسلسلات و الأفلام.
    المسلسل الديني خاصة.
    أسامة أخو كضومية, هو و حسن فاروق يصنعون أقواسا حقيقية, ثم يضيفون للسهام غطاء القلم البك وبهذا يصبح السهم أسرع. و يشبه جدا سهام معركة بدر الكبرى.
    كنت بحكم أنني من مستضعفي الموردة لضعفي التقني في البلي و كرة القدم( و هو أمر يشبه العار في الموردة) ألعب دائما دور أبوجهل أو أبولهب أو أي واحد من من جيش الكفار. في حين كان كضومية و عمر النيل- معا- خالد بن الوليد.
    كولا لم يكن مثلنا.. كان مأخوذا بشخصيات أخرى. كان يحلم بالطيران مع سوبر مان أو الجري مثل إستيف أوستن.
                  

03-04-2006, 08:39 AM

fadlabi
<afadlabi
تاريخ التسجيل: 12-13-2004
مجموع المشاركات: 4116

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إن لم تخني الذاكرة. (Re: fadlabi)

    سارة أختي تشبهني في الخوف.
    كانت تخاف جدا من نجلاء بنت التوم النجار.. و لهذا لم تبدي أي ملاحظة عندما إستلمت سرير العروسة اللعبة من عنده مع العروسة التي إستعملها كمقياس لعمل السرير. كان تغييرا طفيفا قد طرأ على العروسة, فقد كانت برجل واحدة فقط. و الواضح أن نجلاء قد لعبت بها و أضاعت إحدي الرجلين.
    سارة- بصمت- إستلمت العروسة و السرير و عند دخولها من باب المنزل بدأت في فعل الأفاعيل.
    سارة.. مخلوق صغير, بأسنان يأكلها السوس.

    **********

    قريبا من دكان الحنان يسكن الولد الذي لم أعرف إسمه و لكنه كان واحدا من أولاد بوب. و أن تكون ود بوب يعني أن يكون شعرك طويلا ومفتولا على طريقة بوب مارلي و أن ترتدي بنطالا من الجينز عليه كلام بالإنجليزية.
    في ذلك الجزء يسكن أناس آخرون بعد حين سأعرف منهم أبوبكر حميرا و حمادة ود الأستاذة. و أخيرا شاذلي الحنان و حسن مصطفى الذي يحب وردي و يظن أنه أحسن من ود الأمين.
    أهمهم كان عاصم, و هو كاريزمي مبكر.. أكبر منا قليلا, أقنعنا أن يكون مدربا لفريق البراعم, بل و حتى أن ندفع له ريال كل تمرين لشراء( كفر موزة) و لشراء فنايل الفريق. حتى جاء اليوم الموعود و أشترينا فنايل الفريق.
    كانت الفنايل و الشورتات أصلا فنايل و شورتات داخلية. و لكن بعد أن صبغها أخو عاصم الأكبر, الفنايل بالأحمر و الشورتات بالأزرق (تماما مثل علم جمهورية الموردة) كان يوما عظيما و حدثا يذكر.
    أسمينا الفريق براعم القراقير. كان أمهرنا كوكو ود النوبة. و هو إبن خفير الخواجات الذين يسكنون بيت الكنيسة, و زميل دراسة في مدرسة الموردة الإبتدائية. كان مثل الكل يلعب حافيا إلا أنه ظل كذلك حتى بعد أن إشترى المهرة بيننا أحذية للعب الكرة. كان يلعب معنا ويلعب مع عاصم في فريق الأشبال( أناس أكبر منا قليلا)
    على غير عادة أهل الموردة كنت غير موفقا في كرة القدم. أولى علامات الفشل أنني كنت ألعب بالقدم اليسرى مع أنني لست أعسر. كنت أكتب باليمين و ألعب باليسار, و الأمر من ذلك لم أكن أجيد بالقدم اليمنى أي شئ إطلاقا.
    لم أكن أصلح لحراسة المرمى لأنني (هراش) و لم أسجل هدفا حتى غادرت الموردة في التاسعة من عمري. كنت دائما جزء من الإحتياطي, حتى في لعبة الكأس ضد قشلاق السجون.
    لكنني كنت فخورا بكوني جزء من الفريق, أرتدي شعاره حتى في المنزل و أقوم بأداء بعض الحركات أمام أمي أو أردد لأختي: النقر جا فتجيبني: منو البرجا.
    أمي أكيدة حتى الآن أنني لاعب لا يشق له غبار.

    (عدل بواسطة fadlabi on 03-04-2006, 08:41 AM)

                  

03-04-2006, 09:57 AM

fadlabi
<afadlabi
تاريخ التسجيل: 12-13-2004
مجموع المشاركات: 4116

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إن لم تخني الذاكرة. (Re: fadlabi)

    بيتنا الذي كان في الحقيقة نصف بيت نتقاسمه مع عمي ميرغني والتيمان, كان فيه حديقة صغيرة و غرف و مطبخ و حمام و بابين, باب كبير نستخدمه دائما, و صغير نستخدمه في عيد الأضحى لتعليق الخروف الذي غالبا ما كنت أتورط معه عاطفيا قبل ذبحه. في البيت أيضا قطة حاولت شنقها بعد أن شاهدت فيلم عمر المختار.
    في الفناء يرقد خرطوش المياه الذي يغسل به الفناء, وتسقى به الحديقة و به أعاقب.

    يوما ما و أنا أشاهد فيلما قبل البطل البطلة, أحسست بلهب دافئ أسفل بطني, أعقبته كهرباء تشبه التنميل. أحسست فراشات من ضوء تسبح في فراغ ما, و حاولت أن لا أعدل رقادي على بطني فلا يلاحظ أبي التغيير الذي طرأ علي.
    بعدها تغيير طعم الأشياء.
    لم تكن الفتيات اللآئي في سني يجذببني. كنت أراقب بنات الثانوي والعام بثيابهن الزرقاء و البنية الفاتحة, فأجسادهن كانت مثمرة.
    حسن كضومية تطوع شارحا لي كيفية الجماع. لم يكن شرحه صائبا و لكنه حوى شيئا من الصواب. أخبرني حسن أن الجماع هو أن تلصق عضوك بمنتصف مؤخرة البنت. و ضحك بشيطانية.
    منذها دخلت دائرة البصر تفاصيل جديدة.

    في الموردة لم تكن الأحداث مملة. أذكر أنني ذات يوم آناء لعبي داخل المنزل. أذكر أن المكان دوى بصوت عظيم. حتى أن زجاج بعض النوافذ تحطم لهذا.
    يومها هوى مني قلبي مخلفا مكانه فارغا, صاحت أمي بنا طالبة أن نجتمع إليها.
    بعد قليل فتحنا باب الشارع لنكتشف أن بعض الجيران سبقونا إلى ذلك.
    عندما عاد أبي عصرا أخبرنا أن مصدر الصوت هو الإذاعة. قال أن القذافي قصف الإذاعة. القذافي!!
    ما سمعت إسمه قط قبلا, أنا و كولا و كضومية ذهبنا في اليوم التالي إلى الإذاعة. كانت هناك حفر هائلة لم نر مثلها قبلا. سرنا قاعها معا. وعدنا للبيت.
    بعدها بزمان رأينا حفرا مشابهة قرب النيل ,و لكن هذه المرة كانت الحفر لكسر زجاجات الخمر. كان يوما عامرا بالأحداث, رأينا أنا و أصدقائي للمرة الأولى الرئيس. جاء ليكسر زجاجات الخمر.
    أول مرة نفرح لرؤية الرئيس. عادة ما كانت رؤيته تحرمنا من مشاهدة المسلسل في التلفاز. و لكن ذلك اليوم كان مختلفا فقد رأيناه وجها لوجه.
    في العيدالتالي طلبت من أمي أن تشتري لي بدلة عسكرية. مثل بدلة الرئيس تماما, الشئ الذي فعله كضومية أيضا على ما أظن.
                  

03-05-2006, 07:53 AM

fadlabi
<afadlabi
تاريخ التسجيل: 12-13-2004
مجموع المشاركات: 4116

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إن لم تخني الذاكرة. (Re: fadlabi)

                  

03-07-2006, 05:55 PM

Adil Osman
<aAdil Osman
تاريخ التسجيل: 07-27-2002
مجموع المشاركات: 10208

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إن لم تخني الذاكرة. (Re: fadlabi)

    fadlabi
    نحن فى انتظارك. لا تتأخر عليك الله.
                  

03-08-2006, 04:04 PM

fadlabi
<afadlabi
تاريخ التسجيل: 12-13-2004
مجموع المشاركات: 4116

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إن لم تخني الذاكرة. (Re: fadlabi)

    عادل كتر خيرك على المتابعة
    الظاهر إنك الوحيد القاري البوست ده
    عموما ما بنطول يا زول
    بس اليومين دي في عصرة خفيفة كدة.
    ودي
                  

03-08-2006, 06:08 PM

Osman Malik

تاريخ التسجيل: 04-27-2005
مجموع المشاركات: 277

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إن لم تخني الذاكرة. (Re: fadlabi)

    فاضلابي سلام
    انا صديق قديم لال عبادي, والله ذكرتنا ايام جميله, اذكرك جيدا يا ود الدكتور فقد كتت لصيقا بكولا ومحمد صالح.
    رحم الله احمد عبادي وعم عبادي.
                  

03-08-2006, 07:25 PM

bayan
<abayan
تاريخ التسجيل: 06-13-2003
مجموع المشاركات: 15417

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إن لم تخني الذاكرة. (Re: Osman Malik)

    يا سلام يا فاضلابي

    جميل جدا هذا العرض لحالة الطفولة السودانية....

    استمتعت جدا بقراءة هذا البوست واتمنى ان تستمر فيه..تعجبني السير الذاتية
    ولا أكذب اذا قلت لك انها قراءتي المفضلة...
    واها دي جبت بنبري ختيتو للاستماع...
    يلا عاد ما تغيب..

    مع تحياتي
                  

03-10-2006, 09:29 AM

fadlabi
<afadlabi
تاريخ التسجيل: 12-13-2004
مجموع المشاركات: 4116

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إن لم تخني الذاكرة. (Re: bayan)

    يا دكتورة شرفتينا
    و سأواصل طبعا
    شكرا على القرآة
    وتابعي معانا
                  

03-10-2006, 09:27 AM

fadlabi
<afadlabi
تاريخ التسجيل: 12-13-2004
مجموع المشاركات: 4116

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إن لم تخني الذاكرة. (Re: Osman Malik)

    عثمان
    معناتا صاحبي لو صاحبهم
    منزل آل عبادي كان مكان إلهام كبير بالنسبة لي
    و أظن جزءا مقدرا من شخصيتي تكون هناك بينهم
    أنا أكن لهم من المحبة ما يرهق
    شكرا على مرورك الجميل
                  

03-10-2006, 10:07 AM

fadlabi
<afadlabi
تاريخ التسجيل: 12-13-2004
مجموع المشاركات: 4116

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إن لم تخني الذاكرة. (Re: fadlabi)

    مدرسة الموردة الإبتدائية كانت عالمي الإسثنائي.
    هناك عرفت طعم الكثير لأول مرة. في اليوم الأول, بملابسي الزرقاء بدرجتي الأزرق, الفاتحة جدا للقميص, و الغامقة للسروال القصير. وقفت في طابور الصباح لتحية العلم.
    كانت الصباحات أجمل من ماهي عليه الآن.
    كنت واقفا بمزيج من حب الإكتشاف و الرهبة لرؤية سوط (العنج) في يد أستاذ سيف. و هو أطول الأساتذة و أكثرهم حزما و حسما, عنده نظارة غامقة, لا أدري إن كانت شمسية أم طبية.. كان يمشي بين الصفوف كنجم, و قد كان نجما, فبعدها لسنين عديدة كان هو المسئول عن عقاب المهرجلين في طابور الصباح. ربما لسبب ما تعلمنا حينها أن من بيده السوط هو أفضل الأساتذة. أذكر أننا حين نتحدث مع طلاب بعض المدارس الأخرى كنا نفاخر بشدة أستاذ سيف. و حين يحكون عن غيره نجيبهم: لا أستاذ سيف ده صعب خلاص.
    كان عامي الأول هادئا.. و كنت بسبب غيرتي من عبير التي سبقتني إلى صفوف الدرس و تفوقت, كنت أحاول جاهدا أن أحرز ما هو أفضل مما أحرزته.. و لكن تأتي الرياح بما لا يشتهي السفن!
    مر العام سريعا و كان أول صفنا ثلاثة أذكرهم جيدا, حمادة ود الأستاذة, عصام ود الأستاذة, و طارق غزالي. أما أنا الحالم بالتفوق فقد جاء ترتيبي الخامس عشر! و تخيلوا شماتة عبير و إحباطي.
    بعدها مر الوقت سريعا.
    و تحسنت نتائجي قليلا.
    إلا أنني لم أذق طعم أن أكون أول الصف حتى أنتهت دراستي بالمدرسة. رغم أنني ذقت طعم أن أكون أهم من في الصف من حين لآخر. ففي الصف الثاني لأول مرة وطأت عتبات خشبة المسرح في الجمعية الأدبية. و ألقيت قصيدة من القصائد التي تدرس في الصف الخامس. أذكر أنني كنت قد حفظتها لأن والدي أراد أن يعلمني كيف يلقى الشعر.
    على المسرح القصير تحت المظلة. كان اليوم خميسا, وقفت و نظرت إلى كل المدرسة تتابعني بعيونها, و بدأت ساقاي في الإرتعاش. و صوتي كذلك. كنت قريبا جدا من البكاء. المسرح رهيب.. بدأت القصيدة.. أنا لن أعيش مشردا( حركت إصبعي أمام وجهي بعلامة لا) أنا لن أعيش مقيدا( وضعت عضدي زراعي متخالفين كالمقيد) أنا نازح ( وضعت يدي على صدري, فتلك علامة الأنا) داري هناك( فردت يدي مشيرا إلى مكان ما.. بعيد) و كرمتي و المنتدى..................
    ثم صفق الطلاب.
    شعور رهيب.. أن يصفق لك الناس.. لأول مرة صفق الطلاب لي..
    و تلاشى خوفي فجأة
    أستقرت على وجهي إبتسامة لم يمكنني نزعها عنه لبرهة.. حتى آلمني خداي.
    و فرحت.

    (عدل بواسطة fadlabi on 03-10-2006, 10:45 AM)

                  

03-10-2006, 10:42 AM

fadlabi
<afadlabi
تاريخ التسجيل: 12-13-2004
مجموع المشاركات: 4116

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إن لم تخني الذاكرة. (Re: fadlabi)

    في الصف الثالث كان أهم الأحداث خريطة الكنز, و الفرق بين خريطة الجردل و صورة الجردل.
    في الصف الرابع.. جاء إلى المدرسة أستاذ عبدالله الجوكر, إسمه كذلك لأنه أسمى نفسه الجوكر. كان بلا و ظيفة معينة أو مادة بعينها, كان يسد الفراغ إن غاب أحد الأساتذة. و كان أكثر من جلدني على الإطلاق.
    وفي هذا الصف بدأت علاقتي بكولا و كضومية في الوهن و صادقت أيمن عبد الحميد عوضا عنهم. أيمن كان شفت.. لهذا أعجبت به و أخوه علي حريقة كان أشفت.. فهو يفعل كل الأشياء التي أتمنى فعلها ولا أقدر. أهمها أنه أحرق منزلهم أو جزءا منه لهذا سمي ب حريقة..!
    في هذا العام رحلنا من الموردة.. إلى الخرطوم.
    و هو حدث كبير سيغير الكثير في حياتي..
    سكنا في شارع الجمهورية.. أصبح أبي قائدا للمستشفى العسكري. و أزدادت نجمة على كتفه الذي سيرهق بالنجوم حتى يصل إلى رتبة الفريق قبل أن أكمل دراستي الثانوية.. ثم يختفي كل هذا البريق عن كتفيه حين أبدأ الدراسة الجامعية و يحال للمعاش من الخدمة العسكرية.

    في الخرطوم كان الناس أكثر و الأصدقاء أقل. لهذا إنشغلت بالسباحة عوضا عن كرة القدم. فلم يكن الشارع طيبا كما في الموردة.. كانت تعبره سيارات كثيرة. لم أعد أمشي راجلا للمدرسة. كان أبي يقلنا صباحا إلى المدارس قبل أن يمضي إلى شغله. و يقلنا عند عودته إلى البيت.
    في البداية كنت فرحا كعادة الأطفال و حبهم لأن يساقوا بالسيارة. بعد حين أصابني التعب من أن أصحو أبكر من باقي الصف, لأنني واصلت دراستي بالموردة حتى نهاية المرحلة الإبتدائية.
    ثم طرأ طارئ آخر...
    فجأة بدأ زملائي في الصف يعايرونني لقدومي للمدرسة راكبا سيارة أبي.
    الأمر الذي ذهب بالمتعة القديمة كلها..
    كان بعضهم يقول لي:
    - أحي أنا يا ود العز
    - فيغلي رأسي من الغيظ, و أجيبهم :ود العز يا هناية..
    - هناية ده منو يا زول
    - هناية إنت ده , إستاذ بشرى ما بسوي ليك?
    - يا زول أحسن ليك
    ثم نتعارك..
    تعاركت أكثر مما ظننت أنني سأفعل.

    تعاركت يوميا.. لفترة طويلة قبل أن أترك لحالي, كارها كل ما يتعلق بالسيارات .
                  

03-10-2006, 10:42 AM

fadlabi
<afadlabi
تاريخ التسجيل: 12-13-2004
مجموع المشاركات: 4116

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إن لم تخني الذاكرة. (Re: fadlabi)

    (عدل بواسطة fadlabi on 03-10-2006, 10:44 AM)
    (عدل بواسطة fadlabi on 03-10-2006, 10:44 AM)
    (عدل بواسطة fadlabi on 03-10-2006, 10:44 AM)

                  

03-10-2006, 03:40 PM

fadlabi
<afadlabi
تاريخ التسجيل: 12-13-2004
مجموع المشاركات: 4116

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إن لم تخني الذاكرة. (Re: fadlabi)

    أستاذ ملتزم كان رجلا مختلفا, كان صامتا و هادئ و حازم, كنا نسكت آناء حصته لمتعتنا بما يقول أكثر من رهبتنا من السوط.. كان يحكي لنا التأريخ بدلا عن أن يدرسنا أياه. و كان يحدثنا كأننا أنداد. مرة جاء الى المدرسة متغيرا و أخبرنا أن نكتب حينما نكتب جمهورية السودان دون أن نكتب الديمقراطية..


    في شارع الجمهورية مكن لي رؤية مالم يمكن رؤيته في الموردة..
    كان العام 1985
    و لأننا نسكن قرب الجامعة, تنشقت البمبان مبكرا جدا.. في قلب المنزل.
    كثيرا ما كان الباب يفتح فجأة و يدخل بيتنا بعض طلاب الجامعة هاربين من الإحتياطي المركزي, فتخبئهم أمي و تسقيهم الماء.
    كان الكل يتحدث بسخط عن الحكومة, و كنت أتنصت و لا أفهم الكثير.
                  

03-18-2006, 09:59 PM

alin


للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إن لم تخني الذاكرة. (Re: fadlabi)

    *
                  

03-20-2006, 12:45 PM

Rastafarian
<aRastafarian
تاريخ التسجيل: 05-10-2002
مجموع المشاركات: 242

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إن لم تخني الذاكرة. (Re: fadlabi)



    شنو يا فاضلابي ياخ ...... ما تكمل ياخي

                  

03-10-2006, 06:36 PM

Adil Osman
<aAdil Osman
تاريخ التسجيل: 07-27-2002
مجموع المشاركات: 10208

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إن لم تخني الذاكرة. (Re: fadlabi)
                  

03-18-2006, 10:41 PM

Mamoun Ahmed
<aMamoun Ahmed
تاريخ التسجيل: 11-29-2004
مجموع المشاركات: 922

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إن لم تخني الذاكرة. (Re: fadlabi)

    فاضلابي..


    سرد جميل
    استمتعت به

    خصوصية الرؤيا للتجارب المتشابهة
    ،عجنة الواقع المعلوم بالبصيرة الاخري
    هي( الدوكة) التي منها، يخرج ، للناس ..الفن


    تحية
                  

03-20-2006, 12:14 PM

Osman Malik

تاريخ التسجيل: 04-27-2005
مجموع المشاركات: 277

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إن لم تخني الذاكرة. (Re: fadlabi)

    فاضلابي واصل بالله عليك
                  

03-20-2006, 12:58 PM

فيصل محمد خليل
<aفيصل محمد خليل
تاريخ التسجيل: 12-15-2005
مجموع المشاركات: 26041

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إن لم تخني الذاكرة. (Re: Osman Malik)

    موتني من الضحك يا قريبي

    فيصل محمد خليل
                  

03-20-2006, 01:16 PM

fohamer
<afohamer
تاريخ التسجيل: 12-09-2004
مجموع المشاركات: 219

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إن لم تخني الذاكرة. (Re: فيصل محمد خليل)

    يا فاضلابي ,
    طبعاً ضحكتَ جداً,
    و تابعت المشاهد بشوف يخص تلك الأجواء و الأزمان القريبة إلي القلب ,
    وضحكت تاني لأني شفت فيك أولاد خيلاني و شقاوتنا حينها ,
    أما وان دار محور سؤالك عن مشهدي المفضل,, فهو دا
    Quote:
    لكنني كنت فخورا بكوني جزء من الفريق, أرتدي شعاره حتى في المنزل و أقوم بأداء بعض الحركات أمام أمي أو أردد لأختي: النقر جا فتجيبني: منو البرجا.
    أمي أكيدة حتى الآن أنني لاعب لا يشق له غبار.
    حتي وجدتني متلبسة بترديدة وحدي بالطريقة المسرحية ذاتها
    والضحك الذي يعقب ذاتة ,
    واصل ,
    فنحن هنا,
    سالي فوحمر ,

    (عدل بواسطة fohamer on 03-20-2006, 01:18 PM)

                  

04-10-2006, 05:04 PM

Dia eldin khalil
<aDia eldin khalil
تاريخ التسجيل: 04-01-2004
مجموع المشاركات: 409

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إن لم تخني الذاكرة. (Re: fadlabi)

    tim ya ma7amed



    Dia
                  

04-10-2006, 07:59 PM

abcde
<aabcde
تاريخ التسجيل: 07-04-2002
مجموع المشاركات: 975

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إن لم تخني الذاكرة. (Re: fadlabi)

    فاضلابي .. أكيد لسه فرحان ومنشغل بي الأميره الجديده -إن شاالله تتربى في عزك- لكن ياخي أدينا نص ساعه

    ولا

    من لقى أحبابو نسى أصحابو
                  

04-11-2006, 03:07 PM

fadlabi
<afadlabi
تاريخ التسجيل: 12-13-2004
مجموع المشاركات: 4116

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إن لم تخني الذاكرة. (Re: fadlabi)

    طيب يا شباب
    راجعين بس أدونا نفسنا شوية
                  

04-14-2006, 02:40 PM

fadlabi
<afadlabi
تاريخ التسجيل: 12-13-2004
مجموع المشاركات: 4116

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إن لم تخني الذاكرة. (Re: fadlabi)

    المهم في تلك الأعوام قتلوا محمود محمد طه و بعدها قليلا إنتفض الناس و خرجنا مع من خرج هاتفين (يا بثينة حمارك عينة) و ملوحين بالجنيه المخروم مكان صورة الرئيس.. و هتفت مع الهاتفين لاعنا أبو خاش الرئيس.. نفس الرجل الذي أشتريت البدلة العسكرية لأبدو مثله, لكنه لم يعد عنده بريقه القديم..

    بعدها و بحكم سكني قرب الجامعة قررت أن أبدأ في التجارة!
    الموضوع بدأ بإجتماع ضم عبير أختي و شخصي الضعيف (في ذلك الوقت)
    عبير كانت (شليقة) تعرف عن كل شئ, و كان مما إمتدت إليه معارفها التجارة.. أخبرتني عبير أننا إذا أشترينا فلسكاب و أقلام جاف و لبان من الكشك في داخلية بحر الغزال يمكننا أن نبيعها بسعر أفضل أمام بوابة النشاط
    و هكذا بدأ مشروعنا التجاري
    فتحنا الحصالات و وأحصينا ما عندنا ثم ذهبنا و أشترينا المعلوم و توجهنا نحو باب النشاط..
    و مشت التجارة مشيا بطيئا
    عندها قررت فض الشراكة
    و جآتني فكرة جديدة و خطيرة في آن
    في المدرسة كان عمر سر الختم يبيع إستكرز عليها صور ماردونا, و لأنني كنت أعلم أن صور ماردونا أحسن من الفلسكاب قررت شراء كل بضاعة عمر التي كانت عشرة إستكرز عليها ماردونا في أوضاع مختلفة زائد صورة كرة قدم بحجم باطن الكف.
    الجزء الخطير كان أن علي أن أجد سوقا أفضل
    و لهذا قررت بيعها أمام الجامع الكبير..
    و في اليوم الأول
    حدث ما لم أحسب حسابه
    قبضوني ناس الكشة.
                  

04-14-2006, 03:21 PM

Adil Osman
<aAdil Osman
تاريخ التسجيل: 07-27-2002
مجموع المشاركات: 10208

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إن لم تخني الذاكرة. (Re: fadlabi)

                  

04-14-2006, 04:33 PM

Dia eldin khalil
<aDia eldin khalil
تاريخ التسجيل: 04-01-2004
مجموع المشاركات: 409

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إن لم تخني الذاكرة. (Re: fadlabi)

    tistahal
                  

04-14-2006, 05:55 PM

fadlabi
<afadlabi
تاريخ التسجيل: 12-13-2004
مجموع المشاركات: 4116

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إن لم تخني الذاكرة. (Re: fadlabi)

    في الخرطوم كانت الأيام أطول مما كانت عليه في الموردة, و لكن طعوما جديدة عرفت طريقها إلى الحواس.. النيل الأزرق كان قريبا من مسكننا.. و حوض السباحة كان كذلك أيضا.. الكشافة البحرية و الجوية و جمعية أصدقاء الشرطة
    جامعة الخرطوم بفصولها المتعددة.. الإنتخابات, المظاهرات, دوري الكليات, دوري الجامعات, و معرض دار الجامعة للنشر و حفلاته و منتدياته.
    كنت محظوظا لأعيش جو الجامعة في أواخر الثمانينيات. و أرى بعيني ما سيحكيه لي زملاء الجبهة الديمقراطية حين أصبح أحد أعضائها. مع أختلاف زوايا النظر..
    ففي ذلك الوقت كنت أرى في الكتائب التي تجلس قرب النشاط بسيخها جهرة و علانية شيئا جاذبا و تمنيت حينها أن أكون الواقف أمامهم صائحا صفا.. و إنتباه.
    كنا أولاد ذلك الحي .. الخرطوم شرق.. مزيجا من أبناء الضباط و الأساتذة الجامعيين و الوزراء و حتى السفراء الأجانب.
    منزلنا كان في الناصية الواقعة في تقاطع شارع الجمهورية و عثمان دقنة.. أما النواصي الثلاث الباقية فكانت دار العاملين بالجامعة, منزل السفير الأمريكي, و مكتب البطاقة الشخصية.
    و كانت الجامعة في مفهومنا جزءا من الحي نعرف مداخله و مخارجه تماما يشاركنا في ذلك أبناء قشلاق الجيش الواقع خلف النفق.
    كنا نقضي وقتنا عصرا عندما تهدأ تلك الشوارع القلقة جائلين الأمكنة, نتلصص قليلا على بيت السفير البريطاني لنرى الفتيات اللآئي كن يسبحن بالمايوه, أو نتفرج على مباراة ما في الميدان الشرقي, ربما تمرين لقدامى اللاعبين الذين كان بينهم جكسا, أو ربما نذهب لحضور حفلة في دار النشر أيام معرض المليون كتاب.
    و هكذا حظينا بطفولة متميزة ينقصها الكثير و تزيد على غيرها بالكثير.
                  

04-15-2006, 04:59 PM

fadlabi
<afadlabi
تاريخ التسجيل: 12-13-2004
مجموع المشاركات: 4116

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إن لم تخني الذاكرة. (Re: fadlabi)

    الأيام مرت سريعا قبل أن أبدأ المرحلة الوسطى بمدرسة أبوكدوك.. كان الطلاب فيها مزيجا من طلاب الموردة الإبتدائية و محمد شبيكة و بانت و غيرها. لسبب ما لم أحاول أن أواصل دراستي في الخرطوم. كان شئ ما يربطني بأمدرمان.
    فيها ولدت بالحارة الرابعة بالثورة ثم سافرنا بعدها إلى إنجلترا و آيرلنده ليتخصص والدي بالجراحة. و فيها واصلت دراستي حتى إنتهائي من المرحلة الثانوية كما سأحكي لاحقا.
    أبوكدوك كانت مكان آخر.. كان الجو العام كثيفا و متشعب. و الأساتذة كانوا كذلك. أستاذ بوب( لأن شعره كان على طريقة بوب مارلي) كان معلم الإنجليزية.
    و هو واحد من أسباب إنتقالي فيما بعد للمدرسة الأهلية المتوسطة عوضا عن أبو كدوك. كان شهيرا بالspelling أبو خمسين كلمة, كانت الخطأ الأملائي الواحد يقابل جلدة من خرطوم الماء الأسود. أستاذ مدين كان مسئولا عن الكورال في الجمعية الأدبية. و قد كنت أحد أعضاءه .. كان أستاذ مدين و هو جنوبي وسيم و فارع يعلمنا الأغنيات بصبر.
    كنا نغني:
    الربة الربة الربة
    المنقة تجينا مربة
    و الكورن فلكس الفاخر
    راقد في سوق الدبة.

    كان أستاذ مدين شيوعيا.. و عندما أخبرني أحدهم هذا, توقفت عن الغناء بالكورال.. فالشيوعين كما هو معلوم.. كفار!
    علاقتي الخاصة جدا كانت مع أستاذ عبد الرحمن الطقي.. و هو من جماعة أنصار السنة المحمدية. أستاذ عبد الرحمن علمني الشعر في الصف الأول عثمان بمدرسة أبي كدوك المتوسطة بنين.
    ناداني أنا و علي سراج الدين.
    و أخبرنا أننا نكتب إنشاء جيدة و أن علينا محاولة الشعر.
    الشعر?
    ما الفرق بين الشعر و النثر, سألته.
    قال لي أقرأ أي بيت من أي قصيدة.
    فقرأت: فديتك هل نسيت القدس و السحر الذي فيها
    و أوقاتا قضيناها هناك على روابيها
    قال لي :هذا من بحر الهزج. و موسيقاه هكذا, ثم أخذ ينقر الطاولة أمامه مرددا:
    مفاعيلن .. مفاعيلن .. فديتك هل .. مفاعيلن .. نسيت القد .. مفاعيلن .. ساوالسحرل .. مفاعيلن .. لذي فيها .. مفاعيلن

    حكى لي عن كيف أفتتح القصيدة و كيف أختتمها, تماما كموضوع الإنشاء.. أخبرني عن بقية بحور الشعر.. و أكثر من ذلك أعارني (ميزان الذهب في صياغة شعر العرب)

    فأنفتحت لي أبواب جديدة

    بدأت أقرأ الشعر بكثافة .
    ثم كتبت قصيدتي الأولى.
    و جريت في اليوم التالي الى مكتبه لأقرأها مرتعشا, فللشعر رهبة. لن تنمحي عني مع السنون. و سأرجف بعد هذا مرات و مرات .
    و سأكتب ..
    و أكتب
    و أكتب.

    (عدل بواسطة fadlabi on 04-15-2006, 05:03 PM)

                  

04-15-2006, 05:16 PM

Dia eldin khalil
<aDia eldin khalil
تاريخ التسجيل: 04-01-2004
مجموع المشاركات: 409

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إن لم تخني الذاكرة. (Re: fadlabi)

    ya 7lailak
                  

04-15-2006, 05:46 PM

munswor almophtah
<amunswor almophtah
تاريخ التسجيل: 12-02-2004
مجموع المشاركات: 19368

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إن لم تخني الذاكرة. (Re: Dia eldin khalil)

    حسبتك ستزكر بعد نادى الضباط المرحوم البكباشى محمد فرج علام وآمنه بى زوجته الأبنوسيه عليهم الرحمه....................




    سلام


    منصور
                  

04-17-2006, 12:07 PM

fadlabi
<afadlabi
تاريخ التسجيل: 12-13-2004
مجموع المشاركات: 4116

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إن لم تخني الذاكرة. (Re: fadlabi)

    ضعفي في كرة القدم أصبح واضحا إلى حد الفضيحة. و لكن نجوميتي في الجمعية الأدبية عزتني و كذلك جريدة الفصل الحائطية كانت تشفع لي عندما ينعتني الناعتون بال( فارة خلاص).
    و لم يمضي وقت طويل حتى أضحيت ممن يتبقى بعد العزلة. ثم يتشاجر الفريقين أن: فاضلابي كان معانا المرة الفاتت.. المرة دي شيلو إنتوا.
    ثم بعد مفاوضات ينهيها شوقهم لبدء اللعب. يرضى بي أحد القسمين.
    عموما .. بعد حين إنتقلت إلى مدرسة أمدرمان الأهلية. حيث أولاد الملازمين و بيت المال. و حيث أصبحت بقدرة قادر من الشفوت لسيرتي الذاتية التي حوت أبا كدوك بين طياتها.
    و الأهلية مدرسة طيبة و لطيفة. و معلموها كذلك. و سبحان الله لم يعايرني أحد حين لعبي الكرة بميدان المدرسة فقد تعلمت شيئا هاما جدا لإخفاء الضعف التقني.. (الكسر) و معناه اللعب بشدة. ففريقك لن يغضب طالما لا تعتبر منطقتك نقطة ضعف لهذا عليك بسيقان من يلعب و لا تهتم كثيرا للكرة. و هكذا تحولت إلى قشاش نمرة واحد. و أصبحت ممن يختارون أولا عند القسمة.
    ثم تحول ميدان المدرسة و رئتها فجأة الى سوق المنتجات الوطنية. بقرار من رامبو حينها. رامبو كان قد قرر تجميل العاصمة بطلاء كل الأبواب بأخضر باهت. و إنشاء سوق المنتجات الوطنية.
    و هكذا ذهبت حصة الرياضة قربان من أجل جمال العاصمة الحضارية.

    ستمر الأيام سريعة في المدرسة الأهلية و سأصادق حسام الصيني و خالد عبد الكريم و مصعب الذي سيموت بالملاريا و حسن حسين شريف.

    ثم بعدها سأعيش أجمل ما عشت.
    سأعيش مدرسة خور عمر الثانوية.


    في اليوم الأول بعد أن تم توزيعي على داخلية بحر الغزال و هي واحدة من أربعة داخليات. الرهد, عطبرة, أبوزعيمة.
    سرت الى داخل عنبر 5 مأخوذا بكل شئ في المدرسة. ثم علمت من السنيرين اللذين وصلا قبلي إلى العنبر أن علي أن أختار أحد الدواليب الجيدة قبل وصول الآخرين. ففعلت. جاري يسارا كان الأمين حمزة و سنتصادق بعدها جدا و ننضم سويا إلى جمعية الموسيقى والمسرح بالمدرسة مع ضمرة و الديدبوس و أمير السرورابي و أشرف مسواك و غيرهم.
    يسارا كان جاري مصطفى نمر أو كوجاك و هو درة فريق المدرسة لكرة القدم و نجم من نجوم سباق الضاحية الذي يفوز به دائما الشبح.. و الشبح هذا كان يجري كمن يتنفس مستلقيا على ظهره آناء المسلسل المصري. أعني أننا عندما نكون في منتصف المسافة يمر بنا الشبح قاطعا المسافة للمرة الثانية لتشجعينا.. حينها تكون ألسنتنا متدلية الى صدورنا. و ياله من إستفزاز.
    المهم كوجاك أو كوجي كما أحببنا مناداته كان أيضا نجم كرة سلة و كرة يد وعندإمتحان الشهادة الثانوية كان ترتيبه الثاني على مستوى البلاد بأميالها المربعة المليون.
    هكذا كانت خورعمر كل من فيها متميز إلى حد السخف. إلا من رحم ربي( ديل نحنا)
    بعد مرور اليوم الأول كانت المدرسة مكتظة بطلاب من كل مكان في السودان و في الليل جلسنا إلى قمر ساحر و إلى حكايات عمن سبقنا الى المدرسة و عن الأساتذة و بطشهم و نوادرهم و عن أساطير زادت من شوقنا لبدء الدرس.
    ثم حدث مالم ننتظره في اليوم التالي.
                  

04-17-2006, 05:45 PM

Dia eldin khalil
<aDia eldin khalil
تاريخ التسجيل: 04-01-2004
مجموع المشاركات: 409

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إن لم تخني الذاكرة. (Re: fadlabi)

    ya salam ya 7abibna
    lagiit 7aboba bas fel 7akii

    bilahi ma tansa 7asan kdomiaa




    Dia
                  

04-18-2006, 01:47 PM

fadlabi
<afadlabi
تاريخ التسجيل: 12-13-2004
مجموع المشاركات: 4116

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إن لم تخني الذاكرة. (Re: fadlabi)

    في اليوم التالي بعد أن تغدينا جماعة.. عدنا إلى العنابر .. جناير (جمع جونير) طيبين ولم ندري بما كان يحاك في الخفاء.
    فجأة بعد أن أستقر كل الجناير في عنابرهم , لاحظت أن السناير كلهم كانوا حاضرين كذلك.. ثم.
    أغلقت أبواب العنبر.
    و هجم علينا السناير بالمخدات. ضربونا ضرب غرائب الإبل. و نحن في دهشة و فزع. كانوا يضحكون بشدة.. و يضربون بشدة. نحنا نجري كالفئران التي أحاطتها مصيدة. ثم فجأة تحولت الدهشة الى نوبة ضحك هستيرية. كان الكل يضحك لسبب ما.

    علمنا بعدها أن (شد الجناير) تقليد متوارث الغرض منه أن يعرف الجونير مكانه ولا يتعالى على السناير. و الغرض الحقيقي هو إذابة الجليد و كسر الحواجز. فيعرف كل منا الآخر بهذه الطريقة المؤلمة بعض الشئ. الغريب أننا لاحظنا بعدها أن صلتنا قويت ببعضنا البعض. و لله في خلقه شئون.

    لم يمر من الوقت سوى برهة قصيرة لنجد أنفسنا قد حفظنا قاموس اللغة المحلية للمدرسة و أصبحنا جزءا من نظامها الدقيق. كان أهم مصطلحين هما الكندشة و الكبشرة. و الأولى معناها أن يطلبك أحد الأساتذة أو رئيس داخلية أو ضابطها ليؤنبك على جرم إرتكبته أو ليعاقبك على مخالفة و هذه كان حظي منها وفيرا جدا. و المصطلح مصدره أن المكان الوحيد الذي كان به air condition كان مكتب المدير. و هو مكان لا يدخله إلا من غضب عليهم ربي. فهناك أقل ما ينالك هو أن تستدعي ولي أمرك. و هو أمر لو تعلمون رهيب. لهذا يقال كندش المدير فلانا أي طلبه إلى مكتبه و منها خرج المصطلح فصار كل من أستدعي ليؤنب و يعاقب مكندش.
    أما الكبشرة فمصدرها أيضا كلمة إنجليزية to capture و المصطلح يطلق على عملية كسر أقفال دواليب من كان دولابه عامرا بالطيبات و لم يقاسم الناس ما عنده. و الطيبات هذه أو الأملاح حسب قاموس خورعمر هي كل ما يؤكل و يشرب
    و كانت غالبا عصير روزانا أو برطمانية تانج أو خبيز أو بلح أو لبن بودرة أو غير ذلك. و ما عدا ذلك من أموال أو ملابس يعد السطو عليها سرقة و لم يكن بالمدرسة لدهشتي من يلمسها حين الكبشرة. الغريب أن الأساتذة لا يهتمون لمن يشتكي كبشرة دولابه.
    كان هنالك عرف يحكم كل شئ في خورعمر و لم يكن أحدنا يعترض عليه أو يراه غير عادل أو منطقي.


    كان نظام المدرسة صارما يبدأ عند السادسة أو الخامسة و النصف بجرس الشاي. ثم المدرسة ثم الغداء ثم التدريب العسكري يومي الأحد و الأربعاء أو سباق الضاحية يوم الثلاثاء أو كرة القدم أو الطائرة أو السلة أو كرة اليد باقي الأيام ثم حصة المذاكرة بين الساعة السادسة و الثامنة يوميا عدا يوم واحد في الأسبوع و هو يوم الجمعيات التي كانت لكل شئ و في كل شئ الفنون, الموسيقى و المسرح, العلوم بأقسامها و الرياضيات و اللغات و غير ذلك.
    و كانت المنافسة حادة في كل شئ.
    كان كل من بالمدرسة من الذين تفوقوا دراسيا في المراحل الوسطى لهذا كان عاديا أن يكون ترتيب أحد الطلاب الثلاثين في إمتحان الفترة الأولى و الأول في الفترة الثانية. أما أنا و عدد من الأصدقاء فقد آثرنا الحفاظ على نمط واحد, العشرة الأواخر في الصف. ففي العشرة الأواخر تتنزل الرحمة, كنا نقول لأنفسنا.
    في خور عمر تعلمت حب الناس و احترامهم و أن أقاسم ما أملك. و تعلمت التدخين و التمباك.

    كانت الأيام تمضي سريعا. و كنا نشتاق للمدرسة حين عطلة الصيف.

    في الصف الثاني كان أحد سكان داخلية عطبرة و إسمه سيف كتشنر أو سيف الحلبي لاعبا مميزا في فريق الطائرة و كان مشاغبا بعض الشئ. و حدث أن تشاد بالكلام مع أحد الطلاب المسيحيين و تعدى عليه بأن مزق صورة مريم العذراء المعلقة على دولابه. فعصفت بنا العواصف.
                  

05-01-2006, 05:37 PM

fadlabi
<afadlabi
تاريخ التسجيل: 12-13-2004
مجموع المشاركات: 4116

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إن لم تخني الذاكرة. (Re: fadlabi)

    شمبات في ذلك الوقت كانت مكانا نصف مشيد. تغطي سطحها أعمدة الأسمنت كالبامبو.. كان الناس في تلك الأيام مأخذوين بساحات الفداء و بغرابة أن يتم تصوير المعارك الحية. رغم أننا ما رأينا سوي الأشجار و الكاميرة المهتزة التي كان حاملها دائما ما يلبد حين بدء المعركة و لكن علي أية حال كنا نرى شبابا جميل يموت في كل حلقة. و أمهات ثاكلات و جوالات عدس و دقيق و سكر تهدى للأم الثاكلة عوضا عن ولدها الشاب. ثم يرقص عمر و تغني فرقة الصحوة.

    و كان وقتها الشعر الجهادي بجرسه المسروق عن محجوب شريف غير الجهادي يملأ التلفاز, تارة مقروء و تارة مغنى من قبل كورالات عسكرية أو شبان ضعاف الأجسام و أصحاب ذوق سئ مشترك في زيهم الموحد وبناطلين الtokyo و الإقمصة الصفراء التي كانت ياقتها رغم ربطة العنق أوسع من رقابهم.

    في ذلك الجو الغريب كنت مشغولا بموسيقى الراب. كانت عندي شلة في الحي أهم من فيها طارق باقيرا و هاني المصري. كنا نقضي الساعات الطوال نشاهد أشرطة الفيديو المسجلة من Mtv و كنا نحب mc hammer و boby brown نسمع غناءهم و نحفظه ثم نحفظ طريقة رقصهم. ثم نمضي الى الديسكوهات و نتنافس في الرقص. و الغريب أننا في الوقت ذاته كنا نستمع أغاني عقد الجلاد بشغف ثم أخبرنا معتصم قريش و جيلاني محمد طاهر أن هنالك فنان جديد إسمه محمود عبد العزيز.
    كانت حفلات عقد الجلاد في كازينو النيل الأزرق مكانا جيد لأداء رقصات mc hammer فكنا نذهب و ننتظر أن يغنو نفير و نرقص في حلقة كالمجانين.

    في شمبات البيت كان مكان إرتبطنا به عاطفيا قبل أن نسكنه, راقبنا بناءه منذ حفر الأساس.. و سمعنا من أبي عنه الحكايا.. و تعلمنا مصطلحات البناء عند كل مرحلة.. كنا نزوره كل جمعة كأنه من أولياء الله الصالحين. نصعد عتباته و نسأل أبي في شوق متي سنرحل? فيجيبنا : قريب ,و يعلم الله أن هذا البيت حرمنا من متع كثيرة. كان دخل أبي جيدا و لكن بناء البيت كان كيا نار هل أمتلأت.. يخطف كل شئ و ينادي هل من مزيد.
    ثم رحلنا.
    بيت عمارة يا مان.
    أصابني تمزق عضلي من فرط فرحي بالسلالم عندما أنتقلنا للعيش هناك. كنت أصعدها بلا داعي.. أصعدها بحب و فرح.
    جيراننا كانوا أسرة عمي رحمة و هو رجل وسيم و طيب و أولاده أشقياء و مكتنزين عدا أحمد الذي كان صغيرا جدا و قليل الكلام عكس إيهاب الذي كان يقضي الساعات الطوال حاكيا لي عن غنماية إسمها كريت. أمهم كانت أحد أصدقائي, فخالتي عفاف لم تكن صارمة معي مثلما أمي. لهذا أقضي عندها وقتا طويلا و أحدثها عن كل شئ فتضحك من قلبها. كنت حينها أعرف ماذا يضحك. و أتصيد النكات و أحفظها لأحكيها لأصدقائي في المغتربين الذين كان بابي لهم خالد كمال زميلي في خورعمر و همام عثمان و ناظم حمور أصدقائي من المعهد العربي الحديث.
    و المعهد العربي أيها السيدات و السادة كان كورس صيفي أظن دافع أبي الأساسي لتسجيلي به كان خوفه من عار دراسي محتمل أجلبه للأسرة الكريمة.
    فأخواتي كن متفوقات لحد يجعل الناس يشفقون علي لفقري فيما يخص الدرس و التحصيل. خصوصا بعد خورعمر التي لم تكن نتائجي فيها تسر البال.
    عندما تبين لي أن إحراز نتيجة مشرفة في خورعمر يحتاج الى جهد و لم أك ممن يحب أن يجتهد تفرغت لأشياء أخرى مفيدة.
    أهم ما تعلمته هو أن أحصل على تحويل من عيادة المدرسة للسلاح الطبي و كان أمرا سهلا بالنسبة لي لمعرفتي الطفيفة بما هو أكبر من أمكانيات شفخانة المدرسة الصغيرة( ود دكتور و كده) الغرض من التحويل كان دك اليوم الدراسي و الذهاب الي قاعة الصداقة لمشاهدة أحد الأفلام الهندية التي كان أحبها الى قلوبنا أنا و عمار حسن و ود أمبدة و رامي و طلال و آخرون , رحلة داخل قلب إمرأة. و بطلته بوجا.
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de