تعرفت على ذاك رقيق الحاشية ، كثير التواضع . سألت عن اسمه أكثر من مرة لأنني لا أُحسِن التذكر . تعودت على الدخول إلى الجوهر أولاً ، ثم من بعد الاسم .
قال لي برقة خفية : أسامة أمين قلت : أنا عبدالله الشقليني
على موائد العمل تكون مغلوباً على أمرِكَ ، و موسوماً بطبائع النحل وعمالتها التي تُنفذ الأعمال ولا تشتكي ، وللملكة هناك في الأعالي مكانتها ، ولا شأن لنا بها ولا برئاستها . بعد زمان تعارفنا ، وقلت له :
ـ أنني عرفت بارا من أهلها . أول ضيف تعرفت إليه كان كثمرة مقسومة نصفين : من شمال الوطن ثم من بارا . جلسنا مجلساً باهراً ، ثم ساقتني الدُنيا أول مرة أن أزور ( القضارف ) أول مرة كان برفقته عند زواجه ، فعلمنا جميعاً أن السودان برحابته ينقُلك بين ربوعه حين يتيسر للمحبة الإنسانية أن تذهب بكَ بعيداً بين بساتينها الغناء . بيننا أُخوة جمعتنا إذ تزوجنا من ذات الأسرة الممتدة . كان ولم يزل شهماً كريماً .
تعرفتُ بـ ( أسامة أمين ) ، وتآنسنا كثيراً ، ومن خلال الفجوات التي نجدها من بين ساعات العمل ، كان هو نِعم الرفيق في زمان صعب الملامِح . باشاً هاشاً حين تُلاقيه ، يُمتعُكَ بكثير من حلو الحديث وكرم المُعاشرة . أعلم أنه لا يُحب الإطراء ، وأجد اليوم سانِحة لأرد له الكثير من فضائله من دين الخلق النبيل والشفافية وحلاوتها . دوماً يقترح عليك ولا يُلزمكَ بأمر إلا أن تختاره . هكذا عرفتُ بارا بأهلها.
عندما تشتدُ حُمَّى الوطيس في دُنيا فرقت الأحباب ، لن تجد في الذاكرة إلا من خَبِرته وعرف القلب مكانته .
قال لي :
ـ إنني بصدد أن ألتقي أهلنا الذين شتتهُم الأقدار وتناثروا في الكون الرحيب ، وخير مكان في الدُنا أن نفتح نافذة في السماء لتكُن وطناً .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة