دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
|
Re: القيـام إلـى الثلـث الأخـير من ليـل الروايـة . (Re: عبدالله الشقليني)
|
(13)
المشي على الأشواك :
قلت من يمشي معي في صراط يربُط بنايتين شاهقتين ، وصوت الريح يعوي ؟ لا أحد . الظلمة في وقتها الأشدُّ إظلاماً : في الثلث الأخير . هنا تختلط الأجسام وأنت ذاهل . في الثلث الأخير تبدأ كل الحروب الكونية الجديدة ، و بهدي القاذفات الذكية ترى النهار في وَضح الظلمة ، ويفر من الذواكر كل قبيل خُلق من نار الديانات القديمة .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: القيـام إلـى الثلـث الأخـير من ليـل الروايـة . (Re: عبدالله الشقليني)
|
(14) في الذي يلقيه الشيطان :
من أثر القص المقدس يمكننا البناء على تأسيس القص القرآني : قالت الجن لمسنا السماء لنسترق السمع ووجدناها مُلئت شُهباً . إن جنح خيال الكاتب وتمنى ألقى الشيطان في أمنيته فجلس يُنسج القص . يُضرب أركان الكون يبحث أين المنافذ فما وجد إلا أكثر الضروع مُدرَّةً للخيال فابتنى سفناً تضرب موج البحر ، وجلس على بساطٍ للريح وراقب الكون من عَلٍ . سأل عن الجن في القص ، و وجد منهم طرائق قِدداً . أي شيطان كان يخطُف الأماني من صدور الأنبياء في الزمان القديم ويصنع منها نسجاً فكيف لا يصنع بكاتب روائي والأمر أيسر ! .
{وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ فَيَنسَخُ اللَّهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّهُ آيَاتِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ }الحج52
{وَأَنَّا مِنَّا الصَّالِحُونَ وَمِنَّا دُونَ ذَلِكَ كُنَّا طَرَائِقَ قِدَداً}الجن 11
| |
|
|
|
|
|
|
Re: القيـام إلـى الثلـث الأخـير من ليـل الروايـة . (Re: عبدالله الشقليني)
|
(15)
التناص في العنوان : ( آيات شيطانية ) :
وفي دراسة القدماء الكثير من أبواب في نقد النصوص عامة وتقارب بعضها واقتباس البعض وهو باب يسميه القدماء :
الاصطراف ، الانتحال ، الادعاء ،الإغارة ، الغصب ، المرافدة ، الاهتدام ، الاختلاس ، المواردة وغيرها .
وباب يسميه المُحدثون بالتناص :
التطابق ، التباعد ، التحاذي ، التقاصي ، التفاعل .
وفي معاني المفردات :
الاصطراف : من التصريف المرافدة : من الاستعانة الاهتدام : تصريف من الهدم التقاصي : من التباعد
لقد واجه أبو الطيب المتنبي مُنتقديه بشأن التشابه وشُبهة السرقة في كتابته الشعرية و رد عليهم :
(الشعرُ جادة ، وربما وقع الحافر على موضع الحافر .)
أقرب مدخل للنظر لتناص ( آيات شيطانية ) هي من الآيات القرآنية التي وردت في سورة النجم ومن سورة الحج وفق ما أوردنا ، وفي ملك النبي سليمان يغوص الشياطين لخدمته وفق ما ورد في الذكر الحكيم ، وتلك الإعانة من الشيطان لم تتيسر لنبي غيره : {وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ عَاصِفَةً تَجْرِي بِأَمْرِهِ إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا وَكُنَّا بِكُلِّ شَيْءٍ عَالِمِينَ{81 } وَمِنَ الشَّيَاطِينِ مَن يَغُوصُونَ لَهُ وَيَعْمَلُونَ عَمَلاً دُونَ ذَلِكَ وَكُنَّا لَهُمْ حَافِظِينَ }الأنبياء 82 ـ81 أهي استثناءً لخدمة الشياطين تيسرت لنبي ولا تجوز لغيره أم هو باب مفتوح للجلوس إن تيسر لمعونة الشياطين في الغوص ؟ وأي غوص كان للكاتب سلمان رشدي في حيِّز عنوان الرواية الذي نحن بصدد دراسته : من أين جاء وكيف تدحرج من ماضٍ موغل في القدم . غوص في نثر ما كُتب في التاريخ من الثابت مرجعه ومن المشكوك في أمره ، وتلك ربما يراه البعض من همزات الشياطين ونزعاتهم بما يوسوسون به: {وَقُل رَّبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ }المؤمنون97 فكيف يخرج الكاتب من محاذير إغواء الشيطان في أخذ مراجعه من الذاكرة ومخزونها ، ومن الأسفار ومخزونها من مخزون وطنه الأم وكيف سبحت المُقدسات وتزاوجت فيه مع معارف الأمم وتخلقت جسداً آخر ، ومن ذهنه الخلاق أن يستعين بكل ذلك لصناعة رواية يعرف كاتبها تضاريس الخطو في المقدسات و خلطها بتقنيات القص وإعادة الصياغة بذهن منفتح .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: القيـام إلـى الثلـث الأخـير من ليـل الروايـة . (Re: عبدالله الشقليني)
|
(16) شياطين النصوص المُقدسة وشياطين النص ( 1) :
كنتُ أعلمُ أن البحر عميق وأن البحَّار الذي يبحث الأحجار الكريمة ء يخسر كل دُنياه إن خرج بلا ثمر . كم من العُمر يا تُرى منذ أن انطلقت رصاصة الفتوى من صاحب القداسة التي صنعها العامة ومعهم الخاصة ، فالآية في هيكل اللاهوت قَبس من نور مُقدس ، والآية في هيكل الناسوت مؤسسة دينية على هَرمها من يسمونه البحر . لبس حُلة مُقدسة بما أنجزه من الصبر على صعود المراتب . نعود لصاحب آيات شيطانية ، ولِمَ اختار الآيات من دون فعائل الشياطين الذين يعلمون الناس السِحر وكان سِحر الكاتب ذهناً مفتوحاً على الكون الفسيح في سباحته التي لا نعرف عدد أجرامها ، وكم عدد مجرَّاتها . بيننا وبين انفجار نجم في السماء السحيق تُشاهده المراصد وقد مضى عليه نيفٌ وألف عام مضت بين الحدث التاريخي وبين مُشاهدته بالمراصِد . كم نبوءةٌ أبصرت النور وانطفأت في بُرهة زمان ولم نـزل نُراوح مكاننا من عجائبية هذا الكون . يقول رجلٌ أسكرته الفلسفة : كانت الروح العُظمى ولم تزل سيدة الأكوان . سكنت الفراغ العظيم وتفيأت كوننا الذي نعيشه . خرجت من جسدها الروحاني ... ثم كُنا وكانت كل ألاعيب الخيال بلا سقفٍ و بلا حدود ليصنع منه الكاتب رواية !
| |
|
|
|
|
|
|
|