دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
|
Re: اشاره عن مظاهره الخرطوم , وموقف الخارجيه اللبنانيه بصحيفه الشرق الاوسط.. رابط (Re: شهاب الفاتح عثمان)
|
لابُد مِن مُراقِب مُحايِد ومقبول ... السودانِيين اللاجئين بِلُبْنان ما لجئوا إلا مِن تعسُف حكومة الخُرطوم وبِالتالي السِفارة السودانِية بِلُبْنان طرف غير مُحايِد وترك الأمر فقط لِلمسؤولين اللبنانيين غير منطقي ، فلَيس هُناك سبب واحِد يجعلُنا نثِق في لُبنان الرسمِية ... لِذا الطرف المُحايد مطلوب لِمُراقبة التحقيق ... طرف مُحايِد مِثل لجنة تُشكل مِن < الوحدة الإفريقِية > أو حتى مكتب مُحاماة خاص تُسدد أتعابِهِ مِن حُر مالِنا
إذن المطلوب : - مُوافقة الحكومة اللُبنانِية على مُراقبة تحقيقاتِها دون التدخل فيها مِن طرف مُحايِد يتفِق علَيه مُمثلي المُنظمات المدنِية بِالسودان
وفي حالة الرفض ، تستمِر حملة مُقاطعة أي مُنتج لُبناني داخِل أو خارِج السودان + تعرية اللُبنانِيون في شتى المجالات عبر المواقِع الإسْفيرية والصُحف الحُره + إعْتِبار عمل السوداني في الشرِكات اللُبنانِية داخِل السودان ، عمل غَير صالِح ونشر أسماء العاملين السودانِيين بِتلك الشرِكات بِإعْتِبارِهم مؤيِدين لأفعال الدولة اللُبنانِية تِجاه بني جلدتهم
| |
|
|
|
|
|
|
Re: اشاره عن مظاهره الخرطوم , وموقف الخارجيه اللبنانيه بصحيفه الشرق الاوسط.. رابط (Re: عواطف ادريس اسماعيل)
|
بيروت ترجئ تقديم اعتذار للخرطوم عن الإساءة العنصرية لمواطنيها.. ريثما تنهي التحقيقات سودانيون يستعدون لتنظيم احتجاجات واسعة في الخرطوم الاربعـاء 11 رجـب 1431 هـ 23 يونيو 2010 العدد 11530 جريدة الشرق الاوسط الصفحة: أخبــــــار الخرطوم: فايز الشيخ بيروت: «الشرق الأوسط» أرجأت الخارجية اللبنانية تقديم اعتذار للسودان، بعد اكتمال تحقيقات حول تورط عناصر في الأمن اللبناني في حادثة اعتداءات على سودانيين وإساءات وصفت بأنه «عنصرية»، في وقت يعتزم فيه سودانيون تنظيم مظاهرة احتجاج أمام السفارة اللبنانية بالخرطوم. وتسعى الخرطوم وبيروت إلى احتواء أزمة بسبب تعرض سودانيين لاعتداءات وإساءات عنصرية في لبنان قبل أيام. وتعود الأزمة إلى اقتحام عناصر من الأمن اللبناني لحفل خيري نظمه سودانيون بمنطقة الأوزاعي، في ضواحي العاصمة اللبنانية، وقال السودانيون إن السلطات تعرضت لهم بالضرب وتوجيه الإهانات والسباب العنصري بسبب لون البشرة. وينوي سودانيون اليوم تنظيم مسيرة إلى السفارة اللبنانية بالخرطوم، في وقت وعدت فيه الحكومة اللبنانية باتخاذ الإجراءات المناسبة في مواجهة متورطين في الإساءة والضرب بحق سودانيين في بيروت. وأكدت أن ما جرى لا يمثل الموقف الرسمي واعتبرها تصرفا فرديا من بعض رجال الأمن. واستنكر السفير اللبناني في الخرطوم أحمد الشماط تعرض بعض السودانيين في لبنان لمعاملة سيئة وإهانات من قبل قوات الأمن اللبناني، وقال: «إذا كان هناك من أخطاء أقدم عليها عنصر، فإن رؤساءه سوف يتخذون العقوبات المسلكية والقانونية ليكون عبرة لمن يعتبر». وقالت مصادر دبلوماسية إن الجانبين السوداني واللبناني اتفقا على ترحيل 200 شخص آخرين مباشرة إلى أرض الوطن، بينهم سودانيون تم اعتقالهم في حملات نفذتها السلطات مؤخرا، وترحيل المخالفين لقوانين الإقامة بعد تأمين تذاكر السفر دون تقديمهم للمحاكمة، التي تصل عقوبتها في حال الإدانة إلى السجن لمدة شهر وغرامة 100 ألف ليرة لبنانية (ما يعادل 70 دولارا أميركيا). وشدد السفير الذي قال إنه يتحدث بأمر من وزير الخارجية والمغتربين، علي الشامي، على أن بلاده ستتقدم باعتذار رسمي متى ما ثبت أي خطأ، من خلال التحقيقات التي تمت بتوجيه من رئيس الوزراء سعد الحريري ورئيس المجلس الوطني نبيه بري. وتوعد السفير اللبناني بمحاسبة المتورطين من قوى الأمن التي شاركت في الأحداث، نافيا بشدة أن يكون ما حدث موقفا رسميا لبلاده. وطالب الشماط السلطات السودانية بالتعاون مع الأمن اللبناني بالحد من ظاهرة تهريب السودانيين إلى لبنان. وحمّل السودانيين المقيمين في لبنان بصورة غير شرعية، مسؤولية ما حدث. وقال إن هناك «سودانيين ارتكبوا أخطاء ودخلوا البلاد خلسة من دون تأشيرات بواسطة مهربين، وهناك دولة ترغب في تنظيم شؤونها». ومن جانبها اعتبرت الخارجية السودانية ما حصل لن يؤثر على العلاقات بين البلدين في وقت طالبت فيه برد الاعتبار لمن تعرضوا للاعتداءات. وقال الناطق باسم الخارجية لـ«الشرق الأوسط» معاوية عثمان خال: نأمل في توفيق أوضاع السودانيين هناك، ونعمل على إعادة من لا يحملون إقامات إلى السودان طوعيا». ورفض خالد التصعيد من البعض والمطالبة بالمقاطعة للمنتجات اللبنانية أو مقاطعة لبنان كما طالب بعض السودانيين.وفي بيروت، وصف وزير الخارجية والمغتربين اللبناني علي الشامي تعرض عدد من السودانيين المقيمين في لبنان للضرب وإساءة المعاملة من قبل عناصر جهاز أمني لبناني بأنها «حادثة فردية»، مؤكدا أن التحقيقات جارية «لكشف ملابسات الحادثة التي طالت عمالا سودانيين قبل أيام، ومعاقبة المسؤولين عنها»، مشيرا إلى أنه «لا يمكن أن تؤثر هذه الحادثة على العلاقات اللبنانية - السودانية العميقة والمتجذرة تاريخيا».
| |
|
|
|
|
|
|
Re: اشاره عن مظاهره الخرطوم , وموقف الخارجيه اللبنانيه بصحيفه الشرق الاوسط.. رابط (Re: انعام حيمورة)
|
حادثة الاعتداء على السودانيين: الغضب في الخرطوم يتصاعد
طالب البعض في الخرطوم باعتذار لبنان من الشعب السوداني (أشرف الشاذلي ــ أ ف ب)
محمد نزال عدد الخميس 24 حزيران 2010
حادثة إهانة سودانيّين في لبنان لم تمرّ مرور الكرام، رغم محاولات احتوائها من جانب المسؤولين اللبنانيّين والسودانيّين. فقد اعتدى أفراد من الأمن العام على مواطنين سوادنيّين، واستخدموا عبارات «عنصرية» ضدهم. هزّت العبارات التي استُخدمت الرأي العام في السودان، ودفعت بعضهم إلى المطالبة بطرد السفير اللبناني من الخرطوم، ومقاطعة المنتجات والمصارف اللبنانية. بعد صدور بيانات إدانة من جانب كلّ من «حزب الله» و«الاشتراكي» و «الشيوعي»، وبعد تأكيد وزير الخارجية علي الشامي أن الحادثة «فردية»، وأنّ التحقيقات جارية لكشف ملابساتها و«معاقبة المسؤولين عنها»، عقد سفير السودان في لبنان إدريس سليمان مؤتمراً صحافياً، أمس، في فندق «البريستول»، شدّد فيه على الطابع «الفردي» للحادثة، التي «لا يمكن ولن نسمح بأن تصبح مشكلة بين شعبين شقيقين». غير أن أخطر ردّات الفعل على الحادثة كان ما حصل أمس، أمام السفارة اللبنانية في الخرطوم، حيث أعلن السفير اللبناني في السودان أحمد شمّاط عن «مسيرة مثقّفين سودانية» وصلت إلى أمام السفارة، حاملةً شعارات «ضد لبنان». وأشار شمّاط إلى أن المتظاهرين كانوا يحملون علماً لبنانياً «وُضعت عليه شارة X باللون الأحمر»، فتسلّم منهم مذكّرة طالبوا فيها بإجراء تحقيقات في الحادثة، ودفع تعويضات و«تقديم اعتذار رسمي للشعب السوادني». بعد إعلان شمّاط استنكاره للحادثة التي حصلت في لبنان، شجب في المقابل بشدّة شطب المتظاهرين الأرزة اللبنانية بعلامة X باللون الأحمر، معتبراً هذا التصرّف «إهانة للدولة والشعب اللبنانيّين»، مطالباً بالاعتذار من الشعب اللبناني، فهذا التصرف «يكون ضد إسرائيل، عدو لبنان والسودان والعالمين العربي والإسلامي». التقت «الأخبار» السفير السوداني في لبنان إدريس سليمان، وسألته عن الإجراءات التي اتخذتها السفارة لمعالجة ذيول الحادثة، فأكّد أنه بعدما قرأ عن الحادثة التي أثارتها «الأخبار» قبل أيام، اتصل مباشرةً بالمدير العام للأمن العام اللواء وفيق جزيني، وأخبره رفض السودان الشديد لأيّ إساءة تطاول المواطنين السوادنيين في لبنان، مع التأكيد على أنّ «الحادثة فردية ولا يمكن أن تعبّر عن حقيقة المشاعر التي يكنّها اللبنانيون تجاه إخوانهم السودانيّين». وأشار سليمان إلى «خطورة أن يعمّم شعور الكراهية بين الشعوب، وللأسف، فإنّ الأوساط الشعبية غالباً ما تلجأ إلى التعميم في مثل هذه الحالات». وأكّد سليمان أن السفارة في بيروت «لا تميّز بين رعاياها في لبنان، وليس في حساباتها أيّ منطلق مناطقي أو سياسي أو حزبي، بل تقدّم الخدمات إلى الجميع من شمال وجنوب وغرب ومن كل اتجاهات السودان». سليمان كان قد زار اللواء جزيني أمس، وصدر بعدها بيان عن الأمن العام جاء فيه أنّ «تحقيقاً رسمياً يجري حالياً مع الضباط والعناصر الذين تولّوا التنفيذ، للتأكّد من عدم وجود مخالفات مسلكية جرت خلال عملية الدهم والتوقيف». أشار بيان الأمن العام إلى أن السفير السوداني «أصر على إعادة الأمور إلى حجمها، ولا سيّما أنّ هناك رعايا سودانيين أرادوا من خلال تواصلهم مع وسائل الإعلام تسهيل قبول طلبات لجوء تقدّموا بها إلى المفوضية العليا لشؤون اللاجئين، عبر الادّعاء بوجود تمييز عنصري وسوء معاملة بحقهم». وعن هذا الموضوع، قال سليمان لـ«الأخبار» إنه لم يعد هناك من سبب للجوء أيّ سوداني إلى بلد خارج بلاده، وخاصةً «بعد المصالحة التي حصلت بين المعارضة والحكومة في السودان، ونحن مستعدّون لإعادة أيّ لاجئ لينال كامل حقوقه كأيّ مواطن، ولذلك، فإنّني أحمّل المفوضية العليا لشؤون اللاجئين مسؤولية قبول طلبات اللجوء من جانب البعض، وعدم توطينهم في بلد ثالث، بل تركهم في لبنان، حيث يواجهون المشاكل القانونية».
الإقامة الشرعية لا تحمي دائماً من العنصرية ( مروان طحطح )
سودانيون يشكون العنصرية: تحت رحمة جزيني
عدد الجمعة 18 حزيران 2010
الإقامة الشرعيّة لا تحمي دائماً من العنصريّة (مروان طحطح)
كانوا في حفل خيري يعود ريعه لطفل مصاب بالسرطان. اقتحمت الحفل قوة مسلّحة من الأمن العام. أصحاب الحفل شباب سودانيون ذكروا أنهم تعرضوا «لما يندى له جبين الإنسانية»، أما اللواء وفيق جزيني فنفى بعض الوقائع المذكورة وشرح موقف المؤسسة التي يديرها، من اللاجئين ومن سَجن البشر في نظارة تحت الأرض
محمد نزال
«هل نحن بشر في لبنان ؟»، سؤال بسيط يقضّ مضجع المواطن السوداني عبد المنعم إبراهيم منذ 21 عاماً، أي منذ تاريخ لجوئه إلى لبنان. «أعلم أن ليس كل اللبنانيين سواءً، فمنهم من أصبح كأخ لي، لكن المشكلة في نظرة معظم الأجهزة الأمنية إلينا، إذ لا نشعر بأننا بشر في أعينها». يضيف الدكتور عبد المنعم، الذي درس في جامعات لبنان وحصل على أعلى الشهادات. لم يشأ قدر بعض اللاجئين في لبنان أن يمر يومهم العالمي، الواقع في العشرين من حزيران من كل عام، من دون أن يحصل ما يذكّرهم بـ«البؤس» الذي هم فيه، فاللجوء في بلاد الأرز قد يعني «إذلالاً واحتقاراً وعنصرية». قبل أيام، قصد «الأخبار» عدد من اللاجئين والمقيمين السودانيين، وتحدثوا عن حادثة حصلت معهم في منطقة الأوزاعي قبل نحو أسبوع، جعلت بعضهم يتمنى «الموت في جحيم دارفور على حياة الذل في لبنان». ما الذي حصل في الأوزاعي؟ هل حقاً ارتكب أفراد من جهاز الأمن العام أفعالاً «يندى لها جبين الإنسانية»؟ وهل حقاً انتهكت أبسط معايير حقوق الإنسان هناك؟ وهل صحيح أن ثمة تسجيلات مصوّرة تتضمن مشاهد «معيبة ومضرّة بصورة لبنان»؟ استمعت «الأخبار» إلى المواطنين السودانيين، وسجّلت ما قالوه عن الحادثة، واستمعت في المقابل إلى رأي الأمن العام عن لسان مديره اللواء وفيق جزّيني، الذي أكّد أنه طلب من المكتب المختص فتح تحقيق داخلي في ما حصل.
رواية اللاجئين والمقيمين
وقف العسكري على فخذيّ من الخلف وأنا ممدد على الأرض، وراح يضربني بعصا خشبية قرر نحو 100 من اللاجئين والمقيمين السودانيين إقامة حفل خيري، يعود ريعه لطفل مصاب بالسرطان، في إحدى صالات الأفراح في منطقة الأوزاعي. وبالفعل، فعلوا فعلتهم «الخيرية» وبدأ الحفل. لكن ما هي إلا دقائق، حتى دخلت عليهم «جحافل» مدججة بالعتاد والسلاح من الأمن العام، بحسب ما يروي الشاب السوادني علاء العبدالله، الذي يحمل إقامة شرعية في لبنان. وقبل أي سلام وكلام، انهال عناصر الأمن العام بالضرب على الحاضرين بالأيدي وبأعقاب البنادق، مع شتائم من «العيار الثقيل» لا يمكن ذكر بعضها على صفحات الجرائد، لكن أقلها كان: «على الأرض يا حيوانات»! يقول علاء: «ذُهلت من المشهد، وظننت أن أحداً منّا قد ارتكب جريمة ما أو عملاً إرهابياً مسّ الأمن القومي للبنان. أخرجونا من الصالة مكبّلين بالأصفاد، وجعلونا نتمدد على بطوننا في وسط الطريق على مرأى ومسمع من أهالي المنطقة، بعدما أقفلوا الطريق أمام السيارات. داسوا بأحذيتهم العسكرية رؤوسنا ورقابنا، كل ذلك ولم يتوقف سيل الشتائم والإهانات التي كانت تُصب علينا، والتي كانت، صدوقني، أكثر ألماً وأوسع جرحاً من الضرب». ويضيف علاء: «وجدوا أن أحدنا يرتدي بنطالاً من نوع «جينز»، فقال له أحد العسكريين وهو واضع قدمه فوق عنقه: «صايرين تعرفو تلبسو تياب حلوة كمان يا بهايم». يكابر الدمع في عيني علاء وهو يروي ما حصل، فيدخل صديقه عبّاس العبدالله على خط الحديث ويقول بانفعال: «يبدو أن جهل بعض أفراد الأمن العام وصل إلى حد عدم معرفتهم أن السودان بلد عربي، حيث سألنا أحدهم عن المكان الذي تعلمنا فيه اللغة العربية، فقلنا له نحن عرب ومن السودان، فظنّ أننا نسخر منه فانهال علينا مجدداً بالضرب على وجوهنا... وجوهنا التي قد يجد البعض في سمرتها دونية، لكنها وجوهنا التي أكرمنا الله بها، والتي يحمل أصحابها كرامة لا يمكن (يبكي) أحداً أن يمسها، وكبرياء ليس لمخلوق على وجه الأرض أن يحطمها». يعود علاء ويدخل على خط الحديث، فيقول إن عدداً من أهالي المنطقة اللبنانيين تدخلوا لمصلحتنا، بعدما هالهم ما تعرضنا له من ضرب ووحشية وإذلال، فقالوا لأفراد الأمن العام: «حرام عليكم، ليس مقبولاً ما تقومون به»، حتى إن بعضهم وقف حائلاً بيننا وبينهم، ما اضطر أفراد الأمن العام إلى الاتصال بقوى الأمن الداخلي، وطلب دورية «لقمع المدنيين اللبنانيين». أما عبد المنعم إبراهيم، الناشط في مجال حقوق الإنسان، واللاجئ في لبنان منذ 21 عاماً، فكان شاهداً على ما حصل وقد جمع شهادات أغلب الذين عاد الأمن العام وأفرج عنهم. يقول عبد المنعم إن ما حصل داخل الصالة وخارجها «جرى من دون أن نعلم السبب، فحمل عدد من الموجودين بطاقات إقاماتهم الشرعية وأبرزوها أمام رجال الأمن، غير أن ذلك لم يعفهم من الضرب والإهانات، فسيق الجميع كالدجاج إلى آليات الأمن العام ثم إلى النظارة الشهيرة الكائنة تحت الأرض عند جسر العدلية، وهناك أُطلق سراح نحو 56 شخصاً بعدما تبيّن أنهم يحملون بطاقات إقامة أو بطاقات لجوء». ويلفت في ختام حديثه إلى أن ما حصل قد سجّلته كاميرات المراقبة التابعة لإحدى المحطات التلفزيونية الكائنة هناك. محمد صدّيق، مواطن سوداني آخر، يقيم في لبنان منذ 13 عاماً بصورة شرعية، كان أيضاً في الحفلة المذكورة. يقول صدّيق إنه تعرّض للضرب بقسوة، وأن أحد العسكريين وضع فوهة بندقيته على رأسه من الخلف، بعدما قيّد يديه وراء ظهره. ويضيف: «قلت له إن يديّ تؤلمانني من ضغط الأصفاد عليهما، فأرجوك أرخها قليلاً، غير أنه زاد من ضغطها على معصمي وقال لي: مبسوط هيك يا أسود يا فحمة!؟». أما محمد آدم، مواطن سوداني آخر مقيم في لبنان، فيقول إن أحد العسكريين قال له وهو ينهال عليه بالضرب: «هذا بلد محترم يا واطي، مش فاتحينو مرقص لأمثالك». ويضيف آدم: «وقف العسكري على فخذيّ من الخلف وأنا ممدد على الأرض، وراح يضربني بعصا خشبية على ظهري».
رأي الأمن العام
ضربونا بأعقاب البنادق وأجبرونا على التمدد في وسط الطريق على بطوننا اتصلت «الأخبار» بالمدير العام للأمن العام اللواء وفيق جزيني، وسألته عن الحادثة. لم ينف جزيني حصول عملية الدهم وتوقيف عدد كبير من السودانيين «غير الشرعيين»، لكنه نفى في المقابل أن يكون قد أُوقف من لديه إقامة شرعية، وهذا ما يتعارض مع رواية علاء العبدالله، الذي أبرز أمام «الأخبار» بطاقة إقامته الصادرة أساساً عن الأمن العام في لبنان، علماً بأن عدم حيازة إقامة شرعية، في مطلق الأحوال، لا يجيز لأحد أن يسيء إلى مواطن بالضرب والإهانات، وذلك عملاً بالقانون وبالفقرة «ب» من مقدمة الدستور، التي تنص على أن لبنان «عضو مؤسس وعامل في منظمة الأمم المتحدة، وملتزم مواثيقها والإعلان العالمي لحقوق الإنسان، وتجسد الدولة هذه المبادئ في جميع الحقوق والمجالات من دون استثناء». ورداً على الاتهامات التي ساقها المواطنون السودانيون بشأن الضرب والإهانات، لفت جزيني إلى أنهم «حاولوا الهرب أثناء عملية الدهم بعد مواجهتهم أفراد الأمن العام، ما دفع أفراد الدورية إلى شدّهم بالقوة، ومن يقل غير ذلك فهو يكذب». وأضاف جزيني سائلاً: «إذا أوقف مواطن لبناني في الخارج، فهل تبوسه الأجهزة الأمنية هناك؟ كلا، لكن للأسف يستغل بعض الأجانب في لبنان من الحريات
والمساعدات التي نقدمها لهم، لكن هذا لا يجوز، الأمر أصبح بحاجة إلى ضبط». ثم يردف قائلاً: «بكل الأحوال نحن لا نرضى بحصول تجاوزات من أفراد الأمن العام، وإذا أظهر التحقيق الداخلي الذي بدأناه وجود تصرفات مسيئة، فإن الفاعلين سيعاقبون، لكن لن نعلن ذلك». وفي سياق متصل، علمت «الأخبار» من أوساط وزير الداخلية والبلديات زياد بارود، أن الأخير لا يقبل بأي شكل من الإشكال صدور أي تصرف يوحي بالعنصرية من أي من مؤسسات الدولة، ولا يرضى بأي فعل يمس كرامات الناس إلى أي جنسية انتموا، ويرفض كذلك أي تجاوز للمعاهدات الدولية التي وقّعها لبنان، وخاصة تلك التي تتناول مكافحة التمييز العنصري. وأشارت هذه الأوساط إلى أنه إذا ثبت حصول مخالفات قانونية في الحادثة المذكورة، فلا بد أن تحال القضية على القضاء المختص، ولتأخذ مجراها القانوني.
لبنان واللجوء
زاد العسكري من ضغط الأصفاد على معصمي وقال لي: «مبسوط يا أسود» «على الجميع أن يعلموا أن لبنان ليس بلد لجوء دائماً ولا مؤقتاً، نظراً للوضع الطائفي والديموغرافي، وهذا وضع لا علاقة للأمن العام فيه، بل هذه هي سياسة البلد». هكذا علل اللواء جزيني سبب عدم منح لبنان اللجوء للأجانب، وإلا «فلن يعود للبنان وجهه الذي نعرفه، ولذلك لم نوقّع اتفاقية اللجوء مع الأمم المتحدة». ويضيف جزيني، أن الأمن العام «يتعاطى بإيجابية مع المفوضية العليا لشؤون اللاجئين، فعندما يصل الأجنبي إلى لبنان يمزّق جواز سفره ويتوجه إليهم طالباً اللجوء السياسي، فيرسلون إلينا طلباً له لإعادة توطينه في بلد آخر. بعد ذلك، نعطي هذا الشخص مدّة 3 أشهر، إلى أن تكون المفوضية قد وجدت له بلداً يوطّن فيه، ونظل نجدد هذه المهلة إلى مدّة سنة، لكن بعدها لا يعود بإمكاننا فعل شيء، فنقول له شرّف إطلع برّات البلد، وإذا رفض نصبح مضطرين إلى توقيفه في النظارة». لكن ماذا لو كان فقيراً ولا يملك تكاليف السفر، فماذا يفعل؟ يجيب جزيني: «ننتظر أن تتدخل سفارته لتساعده على ذلك، لكن للأسف أحياناً لا تفعل السفارات شيئاً، وهنا ندخل في الفراغ والمماطلة». تجدر الإشارة إلى أن نحو 8900 لاجئ هو العدد الإجمالي للأجانب المسجلين لدى مفوضية اللاجئين الدولية على الأراضي اللبنانية، وهم إما لاجئون وإما طالبو لجوء، بحسب ما أكّدت المسؤولة في المفوضية لور شدراوي لـ«الأخبار». ويُمثّل العراقيون ما نسبته 96% من مجمل هؤلاء، وعددهم 7790 لاجئاً، إضافة إلى 290 لاجئاً من جنسيات مختلفة، معظمهم من الجنسية السودانية. ويوجد حالياً 825 طلب لجوء معروضة على المفوضية بانتظار بتّها، تعود إلى أشخاص من جنسيات مختلفة. وتشير شدراوي إلى أن «هناك عدداً من الأجانب الذين دخلوا لبنان خلسة، وهم غير مسجلين لدينا. لكن عموماً، فإن معظم اللاجئين المسجلين يشعرون بنوع من الاندماج في المجتمع، غير أن عدداً منهم يتعرضون لإساءات من بعض اللبنانيين، مثل التمييز والعنصرية، وخاصة ذوي البشرة السمراء والسوداء»، لافتة إلى أن القانون في لبنان «يجرّم الدخول خلسة إلى أراضيه، ولو كان الدخول لطلب اللجوء، لذلك يبقى هؤلاء عرضة للتوقيف الدائم». وتختم شدراوي بالإشارة إلى ترحيب المفوضية باللجنة الوزارية التي أُلِّفت هذا العام، والتي كُلّفت النظر في شؤون الأجانب الموجودين في السجون اللبنانية، وخاصة أولئك الذي أنهوا مدّة محكومايتهم وما زالوا خلف القضبان.
سجن العار
جزّيني: عند توقيف لبناني في الخارج، هل «تبوسه» الأجهزة الأمنية هناك؟
بات لديه من الشهرة ما لا يحتاج معها المرء إلى تعريف به، فهو سجن الأمن العام الكائن تحت الأرض عند جسر العدلية ـــــ بيروت، حيث يوضع اللاجئون لفترات طويلة من دون أن تراهم الشمس، في زنازين تفتقر إلى أبسط المعايير الحقوقية الإنسانية، فأطلق عليه العديد من الناشطين في مجال حقوق الإنسان تسمية «سجن العار». لماذا هذا السجن؟ ولماذا لا يُحسّن وضعه؟ بل لماذا لا يُستبدل بمكان آخر؟ يعترف اللواء جزيني بالواقع «المأساوي» لهذا السجن، الذي هو حقيقة «مجرد نظارة»، ويعرب عن رغبته في «التخلص منه قبل الآخرين، لأن العسكر لدينا يعاني معاناة السجناء نفسها، لكونهم يحرسونهم ليل نهار، فقبل مدّة وجدنا قطعة أرض في منطقة سكّة الحديد وطلبنا من الوزارات المعنية شراءها ليقام سجن جديد عليها، لكن وزارة الأشغال رفضت ذلك، لكون المنطقة هناك سكنية والناس قد لا يرغبون بوجود سجن قريب منهم، علماً بأن البناء كان سيُقام بمنحة مقدمة إلينا من الاتحاد الأوروبي. أما الآن، فقد بدأنا بمشروع بناء سجن في منطقة رومية بالقرب من السجن المركزي هناك، وقد أخذ مساره الطبيعي».
إياكم أن تتكلّموا عنّا بسوء
بدا واضحاً أن المواطنين السودانيين الذين قصدوا «الأخبار»، يتمتعون بقدر عال من الوعي والثقافة. فأغلبهم من حملة الشهادات الجامعية، وهم لم يأتوا إلى لبنان بقصد السياحة، بل بهدف العمل. تغرّبوا عن بلادهم بسبب «الظروف الصعبة التي يمرّ بها السودان»، على حدّ قول الشاب السوداني علاء العبد الله. ورغم الذي جرى معهم أخيراً في الحفل الخيري من ضرب وإهانة، إلا أنهم لم يُظهروا كرهاً تجاه الشعب اللبناني عموماً. ويقول خاطر آدم إن اللبنانيين «كسواهم من الشعوب، بينهم الطيّب والمسيء، ولكن ما نطلبه من الدولة اللبنانية هو أن تعاملنا بالمثل فقط. فهناك كثير من اللبنانيين في السودان، نحبهم ونحترمهم، ولم يحصل يوماً أن أسأنا إلى أحد منهم. فكلنا عرب، وقبل ذلك كلنا إخوة في الإنسانية». أما محمد صدّيق، الذي سُجن سابقاً في نظارة الأمن العام، فيعتب على المسؤولين في لبنان لناحية «قلة الإنسانية» في هذه النظارة. ويذكر أن وفداً من جمعية أهلية زار النظارة ذات يوم، فقال لنا السجّان «إياكم أن تتكلموا عنّا بسوء... وإلّا».
| |
|
|
|
|
|
|
|