|
الخـاتم عــدلان ..من ضـمن المتواجـــدين حيـا أو ميـتا؟؟؟
|
لكم استفزني هذا العملاق كثيرا وهو الذي لم التقه ولا مرة طيلة حياتي الا من خلال ما كتب اومشاهدتي اياه في منتصف التسعينيات في ذروة المواجهة مع الظلاميين ابان كانت المعارضة بخير وذلك من خلال بث تلفزيوني مباشر لقناة الجزيرة الفضائية المشهورة عبر برنامجها الشهير ( الاتجاه المعاكس) وهو في مواجهة المدعو امين حسن عمر من طرف عصابة (الانقاذ) ويومها تبدت لي قامة هذا الرجل العملاق بأفكاره المرتبة وحججه الممنطقة والمشفوعة بالادلة الرقمية والتاريخية وقدرته على الرصد والتحليل والمتابعة والواقعية وهو يفند ويدحض حجج الاخر المرتبك انذاك وهو يجانب الحقيقة والحق وهو يواجه هذا المارد الصادع بسيف الحق خصومه .انه الخاتم عدلان يومها عرفته لاول مرة عبر ذلك الاثير الرائع واعجبت به رغم احكام مسبقة واعترف انهاقد كانت احكاما انطباعية ورغم تاريخ قد نتفق وقد نختلف معه فيه ولكنه تجاوزه بشجاعة وطنية منقطعة النظير وهو يبحث عن الحقيقة مدركا ان الحقيقة لن تحنط في افكار (الدوغما) وليس هنالك مطلق طالما الحياة في تجدد ودورات والنسبية هي ناموس هذا الكون البديع. والمرة الثانية التقيته من خلال هذه النافذة الوطنية الرائعة بل رئتنا التي نتنفس بها هواء وطنيا اثيريا خالصا (سودانيز اون لاين) حيث تعودت بعد منتصف الليل وانا عائد كل ليلة من صيد الرزق (التاكسوي) المهين في ليل تكساس الرهيب ( وفي تكساس الضرب رصاص)حيث تعود بيتك في اوائل الصبح مثل ( كاوبوي) قادم من معركة خاسرة وقد فقد حصانه ومسدسه وليس معه الا سرج الحصان وحذاء بلا مهماز وليس امامي الا معركة اخرى هي معركة الوطن الكبرى ولكن سلاحي ها هنا يراع ومداده رصاص ادرك انه لا يشنف اذان الاخرين بل يخدش حياءهم في زمن ردىء بلا حياء وحليفي في هذه المعركة في هذا الزمن التفيه هي صديقي المناضل كمبيوتري وهو اكثر من شقيق حتى قلت فيه ذات يوم مربتا على راسه(هعععععععع رب كمبيوتر لك لم تلده امك؟؟) نعم كان الكمبيوتر هو الوسيلة التي اوصلتني الى هذا الرجل الخاتم لاتابع مقالاته الرائعة محللا ومفندا وطارحا حلولا ورؤى كانت سببا في ازدياد اعجابي بهذا الرجل القامة ولكن الشيء الذى استفزني اكثر وبالذات في الايام الاخيرة التي كان فيها زائرا الولايات المتحدة في مناشط سياسية وفكرية وقد بدأت تناوشه نوبات المرض اللئيم هنا في اميريكا وانا كعادتي افتح الجهاز بعد منتصف الليل لاتابع بعض الاخبار والتطورات وعندما انظر الى الساعة عندي هي بعد منتصف الليل الامريكي الثانية صباحابتوقيت تكساس وبتوقيت واشنطون هي الرابعة حيث كان الخاتم يقيم هنالك مع بعض الشرفاء وكنت ابدأ دوما بصفحة المتواجدين فدوما كنت اجد الرجل حاضرا ولمزيد من التأكد ما اذا كان متواجدا ام نائماحيث لا يعني وجودك ضمن الحاضرين انك موجود بل للحق والتاريخ فالرجل اجده ( صاحيا) ويرد على المتداخلين في مقال الثلاثاءالشهير للخاتم وذلك تاكدت منه من خلال ساعة المنبر التي تحدد زمن المداخلة وهو دقيق في ردوده ومهذب في مناداة المتداخلين كانه صديق قديم تستطعم في مسلكة عبق الوطني الاصيل والهميم والوجيع. هنا تساءلت كم من قادة هذا الوطن وفي مثل هذا الوقت المتأخر من الليل وفي مثل هذا الظرف الصحي اللعين الذي كان يلم بخاتم حيث يتامر عليه سرطانان سرطان الجسد الصغير وسرطان الجسد الوطن الكبير من من قادة العمل الوطني في مثل تلكم اللحظة الجهنمية من كان قلبه على الوطن بمثل همة ذلك الهصور الباسل الصمود الوجيع خاتم والذي اخبره الاطباء الاميريكان في تلكم الزيارة الاخيرة انها ايام معدودات وبعدها سيفارق الحياة بفعل هذا المرض الفتاك ( المعرص) المتواطيء مع ( المعرصين) في الخرطوم وكنت ادرك الاجابة البديهية حيث ان قادتنا في مثل تلكم اللحظات التي يحترق الوطن فيها ويرتخص الانسان ايما ارتخاص كانوايغطون في سبات مستدام عظيم ولا زالوايحلمون احلام العصافير وقد تساقطوا في منتصف الطريق ولكن ظل شرفاء ومنهم الخاتم ظل حيا من ضمن المتواجدين في الصمود متمترسا بحب البلد العظيم ورحل واقفا متمترسا من ضمن المتواجدين في قائمة الصمود وسيكون نعشه في الخرطوم شرارة اليوم الرهيب ليكون ايضا من ضمن المتواجدين في الوطن في موكب الصمود الا رحم الله الخاتم فقدنا العظيم وانا لله وانا اليه راجعون .
|
|
|
|
|
|