|
الى ..عماد عبد الله..هذه النص هديتى اليك...1985؟؟؟
|
حكايات عبد الله الملفقة (2)
تاج السر الملك
بعض من سيرة عبد الله الذاتية
هذه الحكايات ..حكايات حقيقية مائة بالمائة , و هى ليست نسج خيال و لكنها تتداعى فى خيال كاتبها بشكل يبعدها عن قوانين السرد الصارمة , و يقترب بها من صفة المذكرات , أما مناطق حدوثها .. فعالم فسيح , خارج حدود الوطن , و ذاكرة كاتبها , سنوات فى غربة بحار طاف بالعديد من دول العالم ..و ظلت نقاط رصده تسجل دون ترتيب , الكثير من المشاهد التى تظهر و تتلاشى , فى مدن تقع خلف البحر الواسع الممتد , ثم تظل كل الحكايا و الوقائع و منارات تنبض فى ركن قصى من الذاكرة , ..لا تتبدد بتوالى الأيام , و لكنها تتشابك , فى وحدة من الدهشة الكبيرة , دهشة اصابت الكاتب عندما فارقت الحقائق و المبادىءاجسادها اما عينيه و تحولت الثوابت و القناعات الى بخار فى اسطورة من رماد, ثم تبدأ رحلة معرفة الذات من جديد ..هذه رحلة تشبه رحلة ( يوليسيس) و لكنها دون ( بينيلوب) فى الأنتظار , فهى هنا امرأة فى جميع الموانىء.
(1) ( الكانيكا بيتش) ابحث فيه عن لذة الكلمات المثيرة و لحظات الألهام المريرة , و البحر يتكسر بنزق الوان اشبه بنزق الألوان التى تسكن لوحات ( فان جوخ) , و ادنى من لحظات لا أنتمائه العسيرة , و البحر لا منتم ..اخ مالح لكل مياه العالم , انظره و ابدأ قراءتى الصامتة فى عيونها , اكذب حتى يستطيل انفى بطول انف ( بينوكيو) الخشبى , أقعى فتضحك..اجلس تحت الشمس قبالتها حتى ابدو ظلا لكلب, اتعذب فى شكى من ان ( مسيلمة ) قادم على ظهور السفائن , اشكو اليها من خطوط كفى التى تشبه اثار جروح مندملة, و الهواء الذى لا يعبىء رئتى بالسكون. سنتان و انا مبحر أتامل مشهد الجزر اليونانية , قطع من الجنان الطافية ..أصرخ فى عزلة الوجد (يا الهى ..أيوجد حقا مثل هذا الجمال؟؟؟) , و الساحل التركى بجباله التى تلامس السحاب و تتجاوزه بلا عنت ودون روية . عبرت البسفور برفقتها , و الناس يحدقون فينا, حتى أحسست بثقل لونى على جلدى الغض , لم يطاوعنى النطق حتى عدنا الى صخب المدينة , انتقمت لسحنتى أمامهم و الليل صلب العود اشد , حتى انفضوا من حولى , تمنيت عليهم الكارثة , و عندما عادوا , عدت , مدعوما بالجن و الكحول و المردة , و كل شىء حولى رخو , شائه , مهشم , محتسب الى زوال , مفاصلى لا يحركها عقل و لا تسكنها عاطفة , امتد فى الجهات الأربع , اياد و سيقان, و شتات رماد , العرق تجففه عنى اياد لا أعرف مصادرها , حتى أحتقنت عيناى بالضوء و الظلمة المتلازمين ..حسبته الدمع, و انا امتلىء بغصة فاترة لا تسكنها وصمة الصدق ولايلوح بظاهرها وشم الرياء ..باطل كل هذا .
(2)
( كريستين ) , وليلة السبت و الهواء يعمر بالسخونة, و كل واحدة افردت لها خيمة من عمرى و ايامى المهدرة ,لونى و حرارتى الأفريقية , اتحور رجل البلوز, لم اكن ادرى قدماى فى الأرض ام فى فراغ, عبثت الموسيقى بروح الطفل فى اقبية دواخلى و تقلب الضوء امام عينى غيبوبة ساحرة أشبه ما تكون بألهام الأعشاب, و عندما أطلت , انهارت مضاربى , جرفها سيل من الحرمان و التشوق الممض, أحكمت ابتسامتى و انا واثق من لمعانها ,انحسر موج الوهج عن ساقيها فجف ريق الكلام و اندثر النطق و نهضت مضاربى بعزم الصبوة الجامحة. موسيقى ثيوديراكيس فجرت صبابة الرغبة فى النساء و الرجال , و ( ليماسول ) تاخذ ملامحها من تفاصيل جبل ( ترودوس) المهيب , يحنو عليها و يهبها سماته, و كل شىء اخضر , الطرق ثعابين حالكة الخضرة , و السحب جن على صهوة خيول خرافية ..كنت وقحا حين مددت ساقى, مناورة اكسربها طوق الجمود , انفاسى تتلاحق بانتظام , هناك ..امامى ..تجلس مثل عصفور ضال, عقلى يعمل بانفصال تام عن جسدى و رغائبى , سوف اهزمكم بالطبل و اهلى لا يخيبون لى رجاء , ايقاعهم و اصواتهم النادية مثل زخات مطر البطانة , و امتلاء الصبار باللبن المالح , همدت فائرة الجوى , وانبهم صدى الأستغاثة اليائسة لرضيع أفلت الثدى من شفتيه , نرقص خطوة الدجاجة المرحة , و الطريق الى ( نيقوسيا) عامر بالشقر و الحمر , و انا مغرم برؤية النساء ذوات الخطو الضيق , ابحث بعزم جن عن اصولها,. انفلتت اغنياتى مثل فراش مبثوث..رقصت..حبوت و الطبل يستدر العرق , دفنت وجهى فى الصدور و الشعور و تنشقت خيبتى , درت مع الضوء حتى استحال حمما فاستحلت دخانا, يلاحقنى الأنبهار حتى أدركنى ممسكا بخناقه فسقطنا معا اعياءا, فانطرح لبن الصبار اللزج المالح..قطرة فقطرة فقطرة.
(3)
فى ( روما) كنت أهرب من ومع و ضد قدرى , حوائط العزلة تشتد رسوخا, رايت اهلها ..الرجال الأشجارو النساء ذوات الخطوة الواسعة , ابتسم بالهزيمة امام شموخ البنايات و نظافة الطرقات و بهرج النيون المضاء , اقول باننا نملك مثل هذا و اكثر , امشى بثبات و خيلاء لا يليقان برجل يزحف ضد ذاته و معتقداته , يحمل أمنياته بيد و على الأخرى تتعلق ( سيلفيا) بحنو لا يصعب تاويله , كل شىء هادىء فى ساحة ( سانت اندروز) حتى لعب الصبية فى الباحة التى تقع وسط البنايات الفارهة ..تقتحم الأشياء عقلى , اشياء بلا اسم و بلا قيمة , ينفلق البوق فى مسامعى , و انا اتقافز مثل قرد هرم , و فى خضم حيرتى سمعت طرق الرجال الشجار على باب غرفتى , اصطفوا امامى , فى عصف البرد و الريح القارس, اخرجوا هوياتهم , امسكوا بذراعى و قيدونى اما خاطرها المنكسر..تذكرت كيف اقتادوا ( على التونسى ) و زمر من شباب افريقى و مصريون فى ( سالونيكا) كلما نشرت الصحف نبأ جريمة قتل غامضة و كلما راجت للمخدرات سوق , اصطفوا امامى كعصف الريح العاقر , ثم تلوا على مسامعى حديث اللون , و مطار ( ليوناردو دافنشى) يعج بالقادمين و المغادرين , القضبان و الحواجز و رجال الأمن ببزاتهم الأنيقة اللامعة , خطوة واحدة و انا خارج الحدود , و هى تحترق وراء القضبان , تتناثر حولى الابتسامات الصفراء تلون وجوه الرجال الأشجار , تملؤنى حنقا لا سبيل لأفثاؤه , يرق لحالى ( فيتوريو) يمتص منى كل كرهى لهم , يدافع بأكتافه يندد بالحرب و يقول بان هذا ظلم بلطف بالغ , و العيون تلاحقنى و تلاحقها , عيون افريقية و عيون من تايوان , عيون عيون و شعوب من العالم الأول والثالث, ا صابنى أزيز المحركات برعب خفى و الصالة تزدهى و تذبل على انغام بلوز الثالثة , جاهدت فى فتح عينين ذابلتين بالقهر , و( سيلفيا) خلف حواجز الصالة تقضم اظافرها ..ثم و بتلويحة متعبة استدارت بسبيل الذهاب, و الرجال الأشجار يهمهمون باللغة السريعة الحاسمة, و من موقع الطائر شهدت شعوب المتوسط التى تحيا بالنبيذ , انكرونى و تمنوا لى رحلة سعيدة , أستسلمت حينما طوقنى زمن الأقلاع المتسارع العنيد , و هى قريبة بعيدة المنال , و الطائرة تنزع أظافرها عن الحصى , تنفست بارتياح و هى تسبح فى الفراغ اللانهائى , نفضت عن يداى الحمى و النجوم و النساء , و اسبلت عيناى عن اول طارقة فى المحط القادم.
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: الى ..عماد عبد الله..هذه النص هديتى اليك...1985؟؟؟ (Re: Tagelsir Elmelik)
|
حكايات عبد الله الملفقة تاج السر الملك 1984
تكتسى سطوح البيوت و نقاط النصب الحادة اللامعة بالثلج فى أنقرة..كل السطوح المتحدرة كظهور الثيران و كل النصب التى تحتلها صورة ( أتاتورك) , راجلا و راكبا و خطيبا و زنديقا, - تعمر السماء بالدخان , صاعدا و هابطا , ثقيلا على النفس و الشعب , و الملابس البيضاء, تزدحم االمسابل بالرجال الذين يشربون الجعة , يتجشأون و يحمدون الله بصوت واضح النبرات أجش- قبائل من ماسحى الأحذية و رجال مهمون فى هيئاتهم يعبئون ولاعات الغاز الفارغة بنفثة واحدة, و يبيعون الحشيش سرا- ثم يعلنون استسلامهم لرجال الشرطة القساة حال مداهمتهم بأصوات أشبه ما تكون بكورال خلاص و انعتاق!! يقفن على الشرفات نساء جميلات فى متون طوق الحمامة . يعملن فى البنوك و الفنادق , يهرعن الى الكرخانة حال انحباس ضوء النهاريبذلن أجسادهن لقاء دريهمات تفى بشراء الحذاء الجلدى و بعض الأكسسوارات . شيوخ يبيعون ( اللحماجون) ,و ينطقون بلسان أعجمى ( لا حول و لا قوة الا بالله) , بسبب و من غير سبب. تنساب الطرقات من قاع المدينة ..ساحة ( اولوز) صعدا الى حيث الأشجار و الأنهار المتجمدة , و التحايا المقتضبة, الطرق صعبة المراس تغرى بالصعود, الى نقطة خارج أطار الحسبان و التصور , كان عبد الله يبحث عن نقطة يبصر منها المدينة عارية ..ملقاة..على اطلاقها حينما تضىء النوافذ على الأرصفة الحذرة و حين يضيق بدخان الفحم و المدافىء و الغاز و حين تحاصره اللغة و أعلانات صحيفة ( غونيش). يعود عبد الله منهك كصرصار فى آخر زوايا النهار..يعود ليغمد جسده فى زيت الفراش البارد فى غرفة لا تعرف المدفأة الطريق البها, ثم الململة و الدفء يتسرب رويدا الى العظام كوخز الأبر..يتناوم تحت زخات الأكاذيب حين يهىء لنفسه أدوارا و اطوارا, يطعن فى بيضة الرخ الهائلة و طورا على بساط الريح حتى يدركه الوهن وينال منه الوسن . فى الصباح الباكر يتحد الثلج و الهواء فيصير الثلج صلدا كالحجارة لا يطال بياضه السحت , تقشعر الأبدان المحماة بالكحول و الرغبات المنكفئة حين يفارقها الخدر باكرا. ( أنظر من خصاص النافذة أرقب تماثيل أتاتورك جامدة القسمات و المارة لا يعيرونه النظر و لا يتوقفون عن البيع و الشراء و لا الأحتيال المقنع و القوادة المستترة لرجال يحسنون تشخيص الأحترام و النبل و الطهارة و يلقون بكثير من الكلمات العربية جزافاو قصفا و لا يحسنون شيئا غير البلاهة و الأعتزاز حين يواجهون الأحتقار.) نزلت عبر درج خشبى ضيق معبأ بروائح العطن و البرودة التى تتنفس الموت , أقاوم التجمد بحيوية الركض و الحركة السريعة القلقة , ..رأيت الرجال الملثمين بالكوفيات الصوفية يدفئون أطرافهم بنار الصوبا الخضراء , و يتلهون بمتابعة نقاط الزيت المتقاطرة فى كتلة هائلة من الزمن السخى , كان هنالك الوفير من الشاى الساخن و الأكواب, البقسماط و نساء يجلسن فى انتظار شىء ما, مقنعات يتلفتن كل مرة ينطق فيها المدخل بالصرير, يتحلقن كل لحظة يدلف فيها قادم جديد , كأنهن خارجات من متاهة النسيان!! جلست فى مواجهة الباب..أعلم اننى سأستعيد بعضا من مزاجى..الكوب الثانى, لا أ تعجل شيئا رغما عن شح المال, أحسب اننى معجب بأغنية ( أبراهيم تاتليسيس) المنبعثة من المذياع , أو هو ( الحاكى)!! أم انها قصة الفتاة الصغيرة التى أحبها الشيخ الحجى؟؟ يزاحمنى فى وحدتى و غربتى ( قطب الدين), لاعب كرة متقاعد من ( أضنة) , عاد عقب تولى العسكر للحكم , بعد حياة تشرد, قتل فيها سبعة من الرجال , أغتصبوا شقيقته الصغرى , الواحد تلو الآخر , فر الى بيروت عبر طريق ( باب الهوى) , بعد ليلتين فى أنطاكية و ليلة فى حلب , يتحدث العربية بلهجة الشوام , و يصغى الى تلاوة القرآن فى صمت صاحب الحضرة. أحتسينا الشاى معا ..أنصرف من حضرتى ليلحق برهط الطاولة , ينتبذون ركنا قصيا لا تسمع منه غير صيحات السباب أو هكذا أتصور بعد أزجاء الكثير من حسن النية. وحدى ألمح حركة زجاج الباب و هو يأخذ خصائص الرمادى و الأزرق و أخضر الربى و الجبال البعيدة , عليه صور أشباح العابرين فى الخارج خلف خيوط الضباب مغلفون بالمعاطف حتى اللمم. قبالتى يجلس الرجال الملثمين بالكوفيات , يهمهمون يتفحصوننى بزوايا عيونهم الواسعة , زمنا يطول و يقصر ,و حين فرغت من أحتساء الشاى , دهمتنى لحظة من الصحو المفاجىء , قالت عيون الرجال انهم يبيتون أمرا..توجست خيفة الصرصار , و أستطالت قرون الأستشعار, تمسكت بسيجارتى أمتص منها رحيق شجاعة واهية , أزفرها جزعا هادئا . تحرك أحدهم ناحيتى , كان شابا فى عشريناته حين وشى به الضوء الضبابى , أقترب منى , أستأذن فى الجلوس بلسان عربى فصيح , أذنت له مرحبا , أبتدرنى بالسؤال عن بلدى , السؤال الذى يواجهك أنى حللت فى آسيا الصغرى ..تهلل وجهه و قال ان حدسه أصاب فى اننى ( ارابشا)..وهى عربى و هى أسود الأهاب فى الوقت نفسه- و طفق يحدثنى بأدب جم عن العرب و الأسلام , و سب اليهود , و ندد بالحرب بين الفرس و العرب , و حدثنى عن ( رؤوف دنكتاش) حين تفرع الحديث الى مشاة ( الناتو) , و بطولاته ضد الجيش اليونانى , و أستمر ينكأ فى جرح ( زوربا) , و قصة ( بيلى هيز) , ...ثم صمت...حين و جدنى لا أبدى أهتماما, , اشار الى بقية رهطه , و كانوا ثلاثة , قال أنهم أصدقائه و أنهم عملوا لعدة سنوات فى دولة عربية نفطية و و أنهم يتحدثون العربية أيضا , و ٍسألنى أن كنت لا أمانع الأنضمام اليهم , و لأننى لم أكن فى انتظار شىء معين وافقت الأنضمام اليهم , صافحت الرجال , واحدا واحدا , جلست , و تحادثنا فى يسر و سهولة , غمرنى أحساس الأنعتاق المريح من حواجز اللغة و المزاج , كنت حينها اعوم فى بحر من الفراغ و الزمن المبذول بسخاء ,فى أنتظار المركب ( لارا ديانا) . السفينة التى تزوجت فيها لونها الأزرق الداكن , حين يقاوم سطوة زرقة البحر الحرباء , كم هائل من الساعات حتى قدوم ( لارا ديانا ) الى مرفأ (مرسين) و على متنها أصدقاء الشدة و التعب , و الليالى العاصفة , و على مقدمتها يجلس صديقى النورس ( جوناثان ليفينغستون) ,حين يدركه التعب , و هو يمارس نضاله المستمر ضد تقاليد القطيع , حين أراد التحليق فوق ما تمليه أعراف القطيع , كان ( جوناثان) ثائرا حين أبتدع ( هيربرت ماركوز) فلسفة للنفى و نهجا جديدا للثورة- ظل فى مده و جزره يحتفى بقواه الداخلية , يتدفق نبعا من البهجة و الحياة فى السماء اللا نهائية. جلست الى الرجال زمنا أكسبتهم الود و بعض ثقتى , حين و افقت على الأقامة معهم بغرفتهم الدافئة , و قبلت دعوتهم للعشاء مساء ذلك اليوم . قضيت معهم سحابة اليوم التالى , نضرب ممرات الأسواق المسقوفة , نتلمظ بمشاهدة أردية الشتاء و المعاطف و الكساءات الملونة , بقية المساء قضيته أتفرج على ( جاك نيكولسن) يتحدث التركية بطلاقة و هو يقرع الباب مرتين, و الناس من حولى سعداء , يستجيبون بالضحك و السعال المتقطع , و أشتعال الحمى فى أزيز المقاعد الخلفية. تقابلت و أصدقائى الجدد على مائدة ( الباجة) الساخنة . و عند منتصف الليل تبادلنا أحاديث متقاطقة قبل أن نأوى الى الفراش ,حتى أنبرى ( مهمت) و قال بأن له طلب صغير عندى , و خدمة لها مقابلها , تظاهر الآخرين بالنوم , أذنت له بالحديث, فذكر لى بأنه يعمل على أستجلاب عقود عمل بدولة عربية , و يقوم هو و أصدقائه ببيعها , و ان هذا العمل يدر عليهم دخلا طيبا , و انهم متورطون الآن فى مشكلة مع عشرات من فلاح الأناضول الفقراء, حيث ان العقود لم تصل هذه المرة , و انهم تصرفوا فى الأموال المقدمة اليهم كعربون ,و أن هؤلاء القوم قد وفدوا الى أنقرة, بناء على الوعد, و أن الخناق و المسائلة قد أحكمتا القبضة عليهم, فأستدركته بقولى , ما دخلى أنا فى كل ذلك؟؟ أجابنى..ستفهم.أولا ستلبس انت جلبابك الأبيض, و سوف نضع العقال غلى رأسك ,و ستأتى معنا لمقابلة هؤلاء الفلاحين , أنت فى دور صاحب العمل العربى , مهدىء الروع, و انت لا تتكلم التركية, انت تبرطم بالعربية و نحن نترجم ,و حينها سيطمئن هؤلاء الأوباش , و ينصرفون عنا الى قراهم البعيدة ,ستأخذ انت نصيبك كاملا و نحن فى طريقنا الى كندا فى نفس الليلة!!!و أكد لى بأن أحدا لن يشك فى كل هذه الدراما حتى مغادرتك البلاد. حدق ( مهمت ) فى وجهى مباشرة , أختلجت و لم يختلج , ليل الشتاء شديد الظلمة , فى الخارج و الصمت يلوب القهريخاتل العدالة و الأمنيات موات و حجر. الغرفة الدافئة زنزانة ينعدم فيها الهواء و الوفاء ..حننت الى غرفتى الباردة , أغمدجسدى داخل الغطاء أمنح الغرفة دفء كل الشموس الأفريقية..لا أكذب و لا أتجمل فى سعى نحو شمس الحرية, أربع من السنين قضيتها ( و أنا أسافر نحو الشمس فى شروقها و حين تعبر السماء للمغيب) . سرت الرعشة فى مفاصلى و أنا أشهد صورة ( بيلى هيز) داخل السجن التركى , العتيد, و (قلعة الشنق) تلوح على البعد و أنا مبحر على بحر ( مرمرة) ,تخيلتنى مصفد اليدين , يخرجنى السجان بعد عدد من السنين ..منكسر الخاطر , نحو طريق لا رجعة فيه , نمت و لسانى معلق على جدران اللهاث, نوما مضطربا معتكرا , نهضت مع أول نفثات هواء الصباح, قبل أتحاده مع الثلج الذى لا يصدأ ,نهضت فى نصاعة الصبح و الدخان يبدأ رحلة الهبوط رذاذا من سوء القصد, نهضت و يممت وجهى شطر المتمة, فى خضم السيارات المارقة , و الصحيفة تقول أن التلوث يحكم قبضته على أنقرة.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الى ..عماد عبد الله..هذه النص هديتى اليك...1985؟؟؟ (Re: Tagelsir Elmelik)
|
دى الصباحات يا تاج السر تفتح عينك وانت ملاوز من الدنيا تكون جايبة ليك محنة جديدة او يكون القبح داك زاد
او العبط السائد طفح و تمدد ميلين و 7 اطنان
لكن
تلقي ملك الخانة لافي تلفيقات في "ورق" حكاوى
و معاهو "بنقو" خيال للكييف عماد ....
يا جماعة انحنا بننصقع بالشايلو الهوا ....
لفو لينا معاكم .....
سلام على الجمع و ما تشوفو كشة ...
سلام للاصحاب
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الى ..عماد عبد الله..هذه النص هديتى اليك...1985؟؟؟ (Re: esam gabralla)
|
زمان التحليق يا صاحب .. زمان ليفنغستون النورس .
رأيت الآن عبارات الفرنجة و سواحتها المطلوقة بين جزر المتوسطي العذراء .. تماما كما رأيتها يوم أرانيها هذا النص الفادح ليلتئذٍ في توتي . ( يسن ) الله يطراهو بالخير قال لي : ده ترسمه كيف ؟؟ نص فالت زي سيدو .. و سمح لامن يزعل . تمثلت عبداللاك ضربٌ من النوارس هو الآخر .. لا يرضي إلا بمقعده الأثير في مقدم السفن الماخرات عباب القلق .. قلت فعلي و على أعدائي , و كان الزمان حلوا يا صاحب .. Quote: عبرت البسفور برفقتها , و الناس يحدقون فينا, حتى أحسست بثقل لونى على جلدى الغض , لم يطاوعنى النطق حتى عدنا الى صخب المدينة , انتقمت لسحنتى أمامهم و الليل صلب العود اشد , حتى انفضوا من حولى , تمنيت عليهم الكارثة , و عندما عادوا , عدت , مدعوما بالجن و الكحول و المردة , و كل شىء حولى رخو , شائه , مهشم , محتسب الى زوال |
أقرأ ثانية , أنتصب واقفا .. أمضي إلى حافة المزيرة هناك .. أعود و حليمة ترقبني متوجسة . أسبّك كثيرا , و أواصل رفد قلقي التام بقراءتك Quote: موسيقى ثيوديراكيس فجرت صبابة الرغبة فى النساء و الرجال , و ( ليماسول ) تاخذ ملامحها من تفاصيل جبل ( ترودوس) المهيب , يحنو عليها و يهبها سماته, و كل شىء اخضر , الطرق ثعابين حالكة الخضرة , و السحب جن على صهوة خيول خرافية |
من أين ابتداء الخرافة هنا ؟ .. أمن جلود دُنب الجالوا الأفريقانية و رجرجة اللمعات الناهدات ؟ أم في انتهاء مويجات البحر محملة بأدران القديسين البيض عند حوافه الشمال ؟ .. إبتداؤها في منسر ليفنغستون و عيناه منارة البحر , يطلق الصفير و النواقيس البحرية عند أول منحنى عنقٍ أو شارة لوَحْمَة , فيركبك الجن الذي لا ينزله إلا إنفجاخك مسربلا بالشهادة تحت قدمي الفكرة . لأي فوانيس المدن تنتمي يراعاتك بألوان فوانيس مؤخراتها , تفح فيك يا منعول هذا الشيء الغميس ؟ .. ثيوديراكيس رهين الغيثارة ما يزال , و البنات كلطع اللون الفاحش ينتقلن من حالك إلى حال المدن جرباء الدروب , و الحانات الملثمات بالعتمة , و الرجال أطلسيو الملامح .. نحاسيو الحلاقيم .Quote: اشكو اليها من خطوط كفى التى تشبه اثار جروح مندملة, و الهواء الذى لا يعبىء رئتى بالسكون. |
مَن يشكو مَن ؟ .. محمد يوسف قال يوما أنك فكي , الفكي البحار ود الملك . بأردوازٌ كبير قبالتك ترسم البسفور فيه و تغسل . ألواحٌ و حكايا , حارس بوابات محنك صديقك النورس ليفنغستون .. و البسفور بحرٌ عنين أمهق الزرقة , يتحول محايات إثر محايات .. للشاربات من عطش شموس ما وراء جبال الأطلس . فكم لبثت راسما ؟ .. ما علمت حينها . لكني بعدها كنت قطب الدين .. و مرابي بأنف معقوف في حانة صقلية , قابلةٌ عجوز في آخر بيوت أنطاكية , و حلاقٌ في قبو مقهىً أرمني . لازمتني الشوارع مرصوفة بأحجار ناشعات بالبصاق و البول و مياه نجسة من بلل حقاوى بائعات الهوى , و مياهٌ أخرى من دموعٍ عارياتٍ .. و حليبٍ مهروق .
الزمان يا صاحب .. الزمان .Quote: كنت حينها اعوم فى بحر من الفراغ و الزمن المبذول بسخاء ,فى أنتظار المركب ( لارا ديانا) |
أيام مغموس بها الكلام الكتير و الجمال الكتير Quote: على متنها أصدقاء الشدة و التعب , و الليالى العاصفة , و على مقدمتها يجلس صديقى النورس ( جوناثان ليفينغستون) |
. النورس يا سادة طائرٌ تام الحرية , يحوله المولى جل شأنه و علا إلى بطريق بيد مكنوشة إلى جانبيه و كرش عظيم و مشية عبيطة . و تكون مشيئة الإله نافذة فيه يحوله إلى خلاقة بأن يغيب بحره و تخوم الشواطيء العاليات .. و الريح الصافرة و رائحة السواحل العارية .. و الريشة التي في القلب .
السر الملك يحمل قلبا من ريش .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الى ..عماد عبد الله..هذه النص هديتى اليك...1985؟؟؟ (Re: esam gabralla)
|
يا صاحبى عصام جبر الله الملاوزة دى بتبدا من ما ( تخت) راسك بالليل قباحة امبارج دائما ..الذ من قباحة بكرة غايتو كان ما البنقو..بوب ديلان ما كان غنى و لا بوب مارلى و لا هندركس و لا العود اتجضم نلف ليك او نلفا بالف المد ..ليك جارنا فى مدنى زمان كان يسميها ( الأصطباحية) لك الشكر على الطلة الملك
| |
|
|
|
|
|
|