الى ..عماد عبد الله..هذه النص هديتى اليك...1985؟؟؟

دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 12-13-2024, 06:07 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة تاج السر حسن محمد الملك (Tagelsir Elmelik)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
05-02-2007, 01:58 AM

Tagelsir Elmelik
<aTagelsir Elmelik
تاريخ التسجيل: 11-25-2004
مجموع المشاركات: 4028

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الى ..عماد عبد الله..هذه النص هديتى اليك...1985؟؟؟

    حكايات عبد الله الملفقة (2)

    تاج السر الملك


    بعض من سيرة عبد الله الذاتية

    هذه الحكايات ..حكايات حقيقية مائة بالمائة , و هى ليست نسج خيال و لكنها تتداعى فى خيال كاتبها بشكل يبعدها عن قوانين السرد الصارمة , و يقترب بها من صفة المذكرات , أما مناطق حدوثها .. فعالم فسيح , خارج حدود الوطن , و ذاكرة كاتبها , سنوات فى غربة بحار طاف بالعديد من دول العالم ..و ظلت نقاط رصده تسجل دون ترتيب , الكثير من المشاهد التى تظهر و تتلاشى , فى مدن تقع خلف البحر الواسع الممتد , ثم تظل كل الحكايا و الوقائع و منارات تنبض فى ركن قصى من الذاكرة , ..لا تتبدد بتوالى الأيام , و لكنها تتشابك , فى وحدة من الدهشة الكبيرة , دهشة اصابت الكاتب عندما فارقت الحقائق و المبادىءاجسادها اما عينيه و تحولت الثوابت و القناعات الى بخار فى اسطورة من رماد, ثم تبدأ رحلة معرفة الذات من جديد ..هذه رحلة تشبه رحلة ( يوليسيس) و لكنها دون ( بينيلوب) فى الأنتظار , فهى هنا امرأة فى جميع الموانىء.

    (1)
    ( الكانيكا بيتش) ابحث فيه عن لذة الكلمات المثيرة و لحظات الألهام المريرة , و البحر يتكسر بنزق الوان اشبه بنزق الألوان التى تسكن لوحات ( فان جوخ) , و ادنى من لحظات لا أنتمائه العسيرة , و البحر لا منتم ..اخ مالح لكل مياه العالم , انظره و ابدأ قراءتى الصامتة فى عيونها , اكذب حتى يستطيل انفى بطول انف ( بينوكيو) الخشبى , أقعى فتضحك..اجلس تحت الشمس قبالتها حتى ابدو ظلا لكلب, اتعذب فى شكى من ان ( مسيلمة ) قادم على ظهور السفائن , اشكو اليها من خطوط كفى التى تشبه اثار جروح مندملة, و الهواء الذى لا يعبىء رئتى بالسكون.
    سنتان و انا مبحر أتامل مشهد الجزر اليونانية , قطع من الجنان الطافية ..أصرخ فى عزلة الوجد (يا الهى ..أيوجد حقا مثل هذا الجمال؟؟؟) , و الساحل التركى بجباله التى تلامس السحاب و تتجاوزه بلا عنت ودون روية . عبرت البسفور برفقتها , و الناس يحدقون فينا, حتى أحسست بثقل لونى على جلدى الغض , لم يطاوعنى النطق حتى عدنا الى صخب المدينة , انتقمت لسحنتى أمامهم و الليل صلب العود اشد , حتى انفضوا من حولى , تمنيت عليهم الكارثة , و عندما عادوا , عدت , مدعوما بالجن و الكحول و المردة , و كل شىء حولى رخو , شائه , مهشم , محتسب الى زوال , مفاصلى لا يحركها عقل و لا تسكنها عاطفة , امتد فى الجهات الأربع , اياد و سيقان, و شتات رماد , العرق تجففه عنى اياد لا أعرف مصادرها , حتى أحتقنت عيناى بالضوء و الظلمة المتلازمين ..حسبته الدمع, و انا امتلىء بغصة فاترة لا تسكنها وصمة الصدق ولايلوح بظاهرها وشم الرياء ..باطل كل هذا .

    (2)

    ( كريستين ) , وليلة السبت و الهواء يعمر بالسخونة, و كل واحدة افردت لها خيمة من عمرى و ايامى المهدرة ,لونى و حرارتى الأفريقية , اتحور رجل البلوز, لم اكن ادرى قدماى فى الأرض ام فى فراغ, عبثت الموسيقى بروح الطفل فى اقبية دواخلى و تقلب الضوء امام عينى غيبوبة ساحرة أشبه ما تكون بألهام الأعشاب, و عندما أطلت , انهارت مضاربى , جرفها سيل من الحرمان و التشوق الممض, أحكمت ابتسامتى و انا واثق من لمعانها ,انحسر موج الوهج عن ساقيها فجف ريق الكلام و اندثر النطق و نهضت مضاربى بعزم الصبوة الجامحة.
    موسيقى ثيوديراكيس فجرت صبابة الرغبة فى النساء و الرجال , و ( ليماسول ) تاخذ ملامحها من تفاصيل جبل ( ترودوس) المهيب , يحنو عليها و يهبها سماته, و كل شىء اخضر , الطرق ثعابين حالكة الخضرة , و السحب جن على صهوة خيول خرافية ..كنت وقحا حين مددت ساقى, مناورة اكسربها طوق الجمود , انفاسى تتلاحق بانتظام , هناك ..امامى ..تجلس مثل عصفور ضال, عقلى يعمل بانفصال تام عن جسدى و رغائبى , سوف اهزمكم بالطبل و اهلى لا يخيبون لى رجاء , ايقاعهم و اصواتهم النادية مثل زخات مطر البطانة , و امتلاء الصبار باللبن المالح , همدت فائرة الجوى , وانبهم صدى الأستغاثة اليائسة لرضيع أفلت الثدى من شفتيه , نرقص خطوة الدجاجة المرحة , و الطريق الى ( نيقوسيا) عامر بالشقر و الحمر , و انا مغرم برؤية النساء ذوات الخطو الضيق , ابحث بعزم جن عن اصولها,. انفلتت اغنياتى مثل فراش مبثوث..رقصت..حبوت و الطبل يستدر العرق , دفنت وجهى فى الصدور و الشعور و تنشقت خيبتى , درت مع الضوء حتى استحال حمما فاستحلت دخانا, يلاحقنى الأنبهار حتى أدركنى ممسكا بخناقه فسقطنا معا اعياءا, فانطرح لبن الصبار اللزج المالح..قطرة فقطرة فقطرة.

    (3)

    فى ( روما) كنت أهرب من ومع و ضد قدرى , حوائط العزلة تشتد رسوخا, رايت اهلها ..الرجال الأشجارو النساء ذوات الخطوة الواسعة , ابتسم بالهزيمة امام شموخ البنايات و نظافة الطرقات و بهرج النيون المضاء , اقول باننا نملك مثل هذا و اكثر , امشى بثبات و خيلاء لا يليقان برجل يزحف ضد ذاته و معتقداته , يحمل أمنياته بيد و على الأخرى تتعلق ( سيلفيا) بحنو لا يصعب تاويله , كل شىء هادىء فى ساحة ( سانت اندروز) حتى لعب الصبية فى الباحة التى تقع وسط البنايات الفارهة ..تقتحم الأشياء عقلى , اشياء بلا اسم و بلا قيمة , ينفلق البوق فى مسامعى , و انا اتقافز مثل قرد هرم , و فى خضم حيرتى سمعت طرق الرجال الشجار على باب غرفتى , اصطفوا امامى , فى عصف البرد و الريح القارس, اخرجوا هوياتهم , امسكوا بذراعى و قيدونى اما خاطرها المنكسر..تذكرت كيف اقتادوا ( على التونسى ) و زمر من شباب افريقى و مصريون فى ( سالونيكا) كلما نشرت الصحف نبأ جريمة قتل غامضة و كلما راجت للمخدرات سوق , اصطفوا امامى كعصف الريح العاقر , ثم تلوا على مسامعى حديث اللون , و مطار ( ليوناردو دافنشى) يعج بالقادمين و المغادرين , القضبان و الحواجز و رجال الأمن ببزاتهم الأنيقة اللامعة , خطوة واحدة و انا خارج الحدود , و هى تحترق وراء القضبان , تتناثر حولى الابتسامات الصفراء تلون وجوه الرجال الأشجار , تملؤنى حنقا لا سبيل لأفثاؤه , يرق لحالى ( فيتوريو) يمتص منى كل كرهى لهم , يدافع بأكتافه يندد بالحرب و يقول بان هذا ظلم بلطف بالغ , و العيون تلاحقنى و تلاحقها , عيون افريقية و عيون من تايوان , عيون عيون و شعوب من العالم الأول والثالث, ا صابنى أزيز المحركات برعب خفى و الصالة تزدهى و تذبل على انغام بلوز الثالثة , جاهدت فى فتح عينين ذابلتين بالقهر , و( سيلفيا) خلف حواجز الصالة تقضم اظافرها ..ثم و بتلويحة متعبة استدارت بسبيل الذهاب, و الرجال الأشجار يهمهمون باللغة السريعة الحاسمة, و من موقع الطائر شهدت شعوب المتوسط التى تحيا بالنبيذ , انكرونى و تمنوا لى رحلة سعيدة , أستسلمت حينما طوقنى زمن الأقلاع المتسارع العنيد , و هى قريبة بعيدة المنال , و الطائرة تنزع أظافرها عن الحصى , تنفست بارتياح و هى تسبح فى الفراغ اللانهائى , نفضت عن يداى الحمى و النجوم و النساء , و اسبلت عيناى عن اول طارقة فى المحط القادم.
                  

05-02-2007, 01:58 AM

Tagelsir Elmelik
<aTagelsir Elmelik
تاريخ التسجيل: 11-25-2004
مجموع المشاركات: 4028

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الى ..عماد عبد الله..هذه النص هديتى اليك...1985؟؟؟ (Re: Tagelsir Elmelik)

    حكايات عبد الله الملفقة
    تاج السر الملك 1984

    تكتسى سطوح البيوت و نقاط النصب الحادة اللامعة بالثلج فى أنقرة..كل السطوح المتحدرة كظهور الثيران و كل النصب التى تحتلها صورة ( أتاتورك) , راجلا و راكبا و خطيبا و زنديقا, - تعمر السماء بالدخان , صاعدا و هابطا , ثقيلا على النفس و الشعب , و الملابس البيضاء, تزدحم االمسابل بالرجال الذين يشربون الجعة , يتجشأون و يحمدون الله بصوت واضح النبرات أجش- قبائل من ماسحى الأحذية و رجال مهمون فى هيئاتهم يعبئون ولاعات الغاز الفارغة بنفثة واحدة, و يبيعون الحشيش سرا- ثم يعلنون استسلامهم لرجال الشرطة القساة حال مداهمتهم بأصوات أشبه ما تكون بكورال خلاص و انعتاق!! يقفن على الشرفات نساء جميلات فى متون طوق الحمامة . يعملن فى البنوك و الفنادق , يهرعن الى الكرخانة حال انحباس ضوء النهاريبذلن أجسادهن لقاء دريهمات تفى بشراء الحذاء الجلدى و بعض الأكسسوارات . شيوخ يبيعون ( اللحماجون) ,و ينطقون بلسان أعجمى ( لا حول و لا قوة الا بالله) , بسبب و من غير سبب. تنساب الطرقات من قاع المدينة ..ساحة ( اولوز) صعدا الى حيث الأشجار و الأنهار المتجمدة , و التحايا المقتضبة, الطرق صعبة المراس تغرى بالصعود, الى نقطة خارج أطار الحسبان و التصور , كان عبد الله يبحث عن نقطة يبصر منها المدينة عارية ..ملقاة..على اطلاقها حينما تضىء النوافذ على الأرصفة الحذرة و حين يضيق بدخان الفحم و المدافىء و الغاز و حين تحاصره اللغة و أعلانات صحيفة ( غونيش).
    يعود عبد الله منهك كصرصار فى آخر زوايا النهار..يعود ليغمد جسده فى زيت الفراش البارد فى غرفة لا تعرف المدفأة الطريق البها, ثم الململة و الدفء يتسرب رويدا الى العظام كوخز الأبر..يتناوم تحت زخات الأكاذيب حين يهىء لنفسه أدوارا و اطوارا, يطعن فى بيضة الرخ الهائلة و طورا على بساط الريح حتى يدركه الوهن وينال منه الوسن . فى الصباح الباكر يتحد الثلج و الهواء فيصير الثلج صلدا كالحجارة لا يطال بياضه السحت , تقشعر الأبدان المحماة بالكحول و الرغبات المنكفئة حين يفارقها الخدر باكرا.
    ( أنظر من خصاص النافذة أرقب تماثيل أتاتورك جامدة القسمات و المارة لا يعيرونه النظر و لا يتوقفون عن البيع و الشراء و لا الأحتيال المقنع و القوادة المستترة لرجال يحسنون تشخيص الأحترام و النبل و الطهارة و يلقون بكثير من الكلمات العربية جزافاو قصفا و لا يحسنون شيئا غير البلاهة و الأعتزاز حين يواجهون الأحتقار.) نزلت عبر درج خشبى ضيق معبأ بروائح العطن و البرودة التى تتنفس الموت , أقاوم التجمد بحيوية الركض و الحركة السريعة القلقة , ..رأيت الرجال الملثمين بالكوفيات الصوفية يدفئون أطرافهم بنار الصوبا الخضراء , و يتلهون بمتابعة نقاط الزيت المتقاطرة فى كتلة هائلة من الزمن السخى , كان هنالك الوفير من الشاى الساخن و الأكواب, البقسماط و نساء يجلسن فى انتظار شىء ما, مقنعات يتلفتن كل مرة ينطق فيها المدخل بالصرير, يتحلقن كل لحظة يدلف فيها قادم جديد , كأنهن خارجات من متاهة النسيان!!
    جلست فى مواجهة الباب..أعلم اننى سأستعيد بعضا من مزاجى..الكوب الثانى, لا أ تعجل شيئا رغما عن شح المال, أحسب اننى معجب بأغنية ( أبراهيم تاتليسيس) المنبعثة من المذياع , أو هو ( الحاكى)!! أم انها قصة الفتاة الصغيرة التى أحبها الشيخ الحجى؟؟ يزاحمنى فى وحدتى و غربتى ( قطب الدين), لاعب كرة متقاعد من ( أضنة) , عاد عقب تولى العسكر للحكم , بعد حياة تشرد, قتل فيها سبعة من الرجال , أغتصبوا شقيقته الصغرى , الواحد تلو الآخر , فر الى بيروت عبر طريق ( باب الهوى) , بعد ليلتين فى أنطاكية و ليلة فى حلب , يتحدث العربية بلهجة الشوام , و يصغى الى تلاوة القرآن فى صمت صاحب الحضرة. أحتسينا الشاى معا ..أنصرف من حضرتى ليلحق برهط الطاولة , ينتبذون ركنا قصيا لا تسمع منه غير صيحات السباب أو هكذا أتصور بعد أزجاء الكثير من حسن النية. وحدى ألمح حركة زجاج الباب و هو يأخذ خصائص الرمادى و الأزرق و أخضر الربى و الجبال البعيدة , عليه صور أشباح العابرين فى الخارج خلف خيوط الضباب مغلفون بالمعاطف حتى اللمم. قبالتى يجلس الرجال الملثمين بالكوفيات , يهمهمون يتفحصوننى بزوايا عيونهم الواسعة , زمنا يطول و يقصر ,و حين فرغت من أحتساء الشاى , دهمتنى لحظة من الصحو المفاجىء , قالت عيون الرجال انهم يبيتون أمرا..توجست خيفة الصرصار , و أستطالت قرون الأستشعار, تمسكت بسيجارتى أمتص منها رحيق شجاعة واهية , أزفرها جزعا هادئا . تحرك أحدهم ناحيتى , كان شابا فى عشريناته حين وشى به الضوء الضبابى , أقترب منى , أستأذن فى الجلوس بلسان عربى فصيح , أذنت له مرحبا , أبتدرنى بالسؤال عن بلدى , السؤال الذى يواجهك أنى حللت فى آسيا الصغرى ..تهلل وجهه و قال ان حدسه أصاب فى اننى ( ارابشا)..وهى عربى و هى أسود الأهاب فى الوقت نفسه- و طفق يحدثنى بأدب جم عن العرب و الأسلام , و سب اليهود , و ندد بالحرب بين الفرس و العرب , و حدثنى عن ( رؤوف دنكتاش) حين تفرع الحديث الى مشاة ( الناتو) , و بطولاته ضد الجيش اليونانى , و أستمر ينكأ فى جرح ( زوربا) , و قصة ( بيلى هيز) , ...ثم صمت...حين و جدنى لا أبدى أهتماما, , اشار الى بقية رهطه , و كانوا ثلاثة , قال أنهم أصدقائه و أنهم عملوا لعدة سنوات فى دولة عربية نفطية و و أنهم يتحدثون العربية أيضا , و ٍسألنى أن كنت لا أمانع الأنضمام اليهم , و لأننى لم أكن فى انتظار شىء معين وافقت الأنضمام اليهم , صافحت الرجال , واحدا واحدا , جلست , و تحادثنا فى يسر و سهولة , غمرنى أحساس الأنعتاق المريح من حواجز اللغة و المزاج , كنت حينها اعوم فى بحر من الفراغ و الزمن المبذول بسخاء ,فى أنتظار المركب ( لارا ديانا) . السفينة التى تزوجت فيها لونها الأزرق الداكن , حين يقاوم سطوة زرقة البحر الحرباء , كم هائل من الساعات حتى قدوم ( لارا ديانا ) الى مرفأ (مرسين) و على متنها أصدقاء الشدة و التعب , و الليالى العاصفة , و على مقدمتها يجلس صديقى النورس ( جوناثان ليفينغستون) ,حين يدركه التعب , و هو يمارس نضاله المستمر ضد تقاليد القطيع , حين أراد التحليق فوق ما تمليه أعراف القطيع , كان ( جوناثان) ثائرا حين أبتدع ( هيربرت ماركوز) فلسفة للنفى و نهجا جديدا للثورة- ظل فى مده و جزره يحتفى بقواه الداخلية , يتدفق نبعا من البهجة و الحياة فى السماء اللا نهائية. جلست الى الرجال زمنا أكسبتهم الود و بعض ثقتى , حين و افقت على الأقامة معهم بغرفتهم الدافئة , و قبلت دعوتهم للعشاء مساء ذلك اليوم . قضيت معهم سحابة اليوم التالى , نضرب ممرات الأسواق المسقوفة , نتلمظ بمشاهدة أردية الشتاء و المعاطف و الكساءات الملونة , بقية المساء قضيته أتفرج على ( جاك نيكولسن) يتحدث التركية بطلاقة و هو يقرع الباب مرتين, و الناس من حولى سعداء , يستجيبون بالضحك و السعال المتقطع , و أشتعال الحمى فى أزيز المقاعد الخلفية. تقابلت و أصدقائى الجدد على مائدة ( الباجة) الساخنة . و عند منتصف الليل تبادلنا أحاديث متقاطقة قبل أن نأوى الى الفراش ,حتى أنبرى ( مهمت) و قال بأن له طلب صغير عندى , و خدمة لها مقابلها , تظاهر الآخرين بالنوم , أذنت له بالحديث, فذكر لى بأنه يعمل على أستجلاب عقود عمل بدولة عربية , و يقوم هو و أصدقائه ببيعها , و ان هذا العمل يدر عليهم دخلا طيبا , و انهم متورطون الآن فى مشكلة مع عشرات من فلاح الأناضول الفقراء, حيث ان العقود لم تصل هذه المرة , و انهم تصرفوا فى الأموال المقدمة اليهم كعربون ,و أن هؤلاء القوم قد وفدوا الى أنقرة, بناء على الوعد, و أن الخناق و المسائلة قد أحكمتا القبضة عليهم, فأستدركته بقولى , ما دخلى أنا فى كل ذلك؟؟ أجابنى..ستفهم.أولا ستلبس انت جلبابك الأبيض, و سوف نضع العقال غلى رأسك ,و ستأتى معنا لمقابلة هؤلاء الفلاحين , أنت فى دور صاحب العمل العربى , مهدىء الروع, و انت لا تتكلم التركية, انت تبرطم بالعربية و نحن نترجم ,و حينها سيطمئن هؤلاء الأوباش , و ينصرفون عنا الى قراهم البعيدة ,ستأخذ انت نصيبك كاملا و نحن فى طريقنا الى كندا فى نفس الليلة!!!و أكد لى بأن أحدا لن يشك فى كل هذه الدراما حتى مغادرتك البلاد. حدق ( مهمت ) فى وجهى مباشرة , أختلجت و لم يختلج , ليل الشتاء شديد الظلمة , فى الخارج و الصمت يلوب القهريخاتل العدالة و الأمنيات موات و حجر. الغرفة الدافئة زنزانة ينعدم فيها الهواء و الوفاء ..حننت الى غرفتى الباردة , أغمدجسدى داخل الغطاء أمنح الغرفة دفء كل الشموس الأفريقية..لا أكذب و لا أتجمل فى سعى نحو شمس الحرية, أربع من السنين قضيتها ( و أنا أسافر نحو الشمس فى شروقها و حين تعبر السماء للمغيب) . سرت الرعشة فى مفاصلى و أنا أشهد صورة ( بيلى هيز) داخل السجن التركى , العتيد, و (قلعة الشنق) تلوح على البعد و أنا مبحر على بحر ( مرمرة) ,تخيلتنى مصفد اليدين , يخرجنى السجان بعد عدد من السنين ..منكسر الخاطر , نحو طريق لا رجعة فيه , نمت و لسانى معلق على جدران اللهاث, نوما مضطربا معتكرا , نهضت مع أول نفثات هواء الصباح, قبل أتحاده مع الثلج الذى لا يصدأ ,نهضت فى نصاعة الصبح و الدخان يبدأ رحلة الهبوط رذاذا من سوء القصد, نهضت و يممت وجهى شطر المتمة, فى خضم السيارات المارقة , و الصحيفة تقول أن التلوث يحكم قبضته على أنقرة.
                  

05-02-2007, 02:15 PM

Tagelsir Elmelik
<aTagelsir Elmelik
تاريخ التسجيل: 11-25-2004
مجموع المشاركات: 4028

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الى ..عماد عبد الله..هذه النص هديتى اليك...1985؟؟؟ (Re: Tagelsir Elmelik)

    رسوماتك..قادمة
    الا اذا قمت رسمت الشغلة دى كتها من جديد
                  

05-02-2007, 02:17 PM

bayan
<abayan
تاريخ التسجيل: 06-13-2003
مجموع المشاركات: 15417

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الى ..عماد عبد الله..هذه النص هديتى اليك...1985؟؟؟ (Re: Tagelsir Elmelik)

    شكرا ليك
    هدية جميلة لرجل جميل من رجل جميل...
                  

05-03-2007, 01:33 AM

bayan
<abayan
تاريخ التسجيل: 06-13-2003
مجموع المشاركات: 15417

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الى ..عماد عبد الله..هذه النص هديتى اليك...1985؟؟؟ (Re: bayan)

    على سبيل معاودة التحية
                  

05-03-2007, 02:23 AM

Tagelsir Elmelik
<aTagelsir Elmelik
تاريخ التسجيل: 11-25-2004
مجموع المشاركات: 4028

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الى ..عماد عبد الله..هذه النص هديتى اليك...1985؟؟؟ (Re: bayan)

    , و لك التحية
                  

05-03-2007, 04:56 AM

رقم صفر
<aرقم صفر
تاريخ التسجيل: 05-06-2002
مجموع المشاركات: 3005

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الى ..عماد عبد الله..هذه النص هديتى اليك...1985؟؟؟ (Re: Tagelsir Elmelik)

    شكرن جزيلا ،،، استمتعت بالنص ....
                  

05-03-2007, 08:15 PM

Tagelsir Elmelik
<aTagelsir Elmelik
تاريخ التسجيل: 11-25-2004
مجموع المشاركات: 4028

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الى ..عماد عبد الله..هذه النص هديتى اليك...1985؟؟؟ (Re: رقم صفر)

    Thank you..goes back to you
    for stpping by Mr (sifir) ..and for your time
                  

05-03-2007, 05:42 AM

Khalid Kodi
<aKhalid Kodi
تاريخ التسجيل: 12-04-2004
مجموع المشاركات: 12477

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الى ..عماد عبد الله..هذه النص هديتى اليك...1985؟؟؟ (Re: Tagelsir Elmelik)

    شكرا للفنان تاج السر،
    وتحية للعزيز الفنان عماد عبد الله.
                  

05-03-2007, 12:31 PM

Tagelsir Elmelik
<aTagelsir Elmelik
تاريخ التسجيل: 11-25-2004
مجموع المشاركات: 4028

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الى ..عماد عبد الله..هذه النص هديتى اليك...1985؟؟؟ (Re: Khalid Kodi)

    يا أخى خالد كودى
    التحية لك
    ياخى انت فيرجينيا دى طشيت منها كلو كلو , لا خبر لا أتر!!
    أتمنى ان تكون فى مثابرتك البوسطنية
    و اتمنى ان تشرفنا فى حفل ( عمر أحساس)..تلفونى
    7035333315


    عصام جبر الله لك رد منفرد عن الصقع البجى بالهوا ده
    شايلو النسيم ..يا حليل توتو ماتا
                  

05-03-2007, 06:11 AM

esam gabralla

تاريخ التسجيل: 05-03-2003
مجموع المشاركات: 6116

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الى ..عماد عبد الله..هذه النص هديتى اليك...1985؟؟؟ (Re: Tagelsir Elmelik)

    دى الصباحات يا تاج السر
    تفتح عينك وانت ملاوز من الدنيا تكون جايبة ليك محنة جديدة
    او يكون القبح داك زاد

    او العبط السائد طفح و تمدد ميلين و 7 اطنان

    لكن

    تلقي ملك الخانة لافي تلفيقات في "ورق" حكاوى

    و معاهو "بنقو" خيال للكييف عماد ....

    يا جماعة انحنا بننصقع بالشايلو الهوا ....

    لفو لينا معاكم .....

    سلام على الجمع و ما تشوفو كشة ...

    سلام للاصحاب
                  

05-03-2007, 09:32 PM

Emad Abdulla
<aEmad Abdulla
تاريخ التسجيل: 09-18-2005
مجموع المشاركات: 6751

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الى ..عماد عبد الله..هذه النص هديتى اليك...1985؟؟؟ (Re: esam gabralla)


    زمان التحليق يا صاحب ..
    زمان ليفنغستون النورس .

    رأيت الآن عبارات الفرنجة و سواحتها المطلوقة بين جزر المتوسطي العذراء ..
    تماما كما رأيتها يوم أرانيها هذا النص الفادح ليلتئذٍ في توتي .
    ( يسن ) الله يطراهو بالخير قال لي : ده ترسمه كيف ؟؟ نص فالت زي سيدو .. و سمح لامن يزعل .
    تمثلت عبداللاك ضربٌ من النوارس هو الآخر ..
    لا يرضي إلا بمقعده الأثير في مقدم السفن الماخرات عباب القلق ..
    قلت فعلي و على أعدائي , و كان الزمان حلوا يا صاحب ..
    Quote: عبرت البسفور برفقتها , و الناس يحدقون فينا, حتى أحسست بثقل لونى على جلدى الغض , لم يطاوعنى النطق حتى عدنا الى صخب المدينة , انتقمت لسحنتى أمامهم و الليل صلب العود اشد , حتى انفضوا من حولى , تمنيت عليهم الكارثة , و عندما عادوا , عدت , مدعوما بالجن و الكحول و المردة , و كل شىء حولى رخو , شائه , مهشم , محتسب الى زوال
    أقرأ ثانية , أنتصب واقفا .. أمضي إلى حافة المزيرة هناك .. أعود و حليمة ترقبني متوجسة . أسبّك كثيرا , و أواصل رفد قلقي التام بقراءتك
    Quote: موسيقى ثيوديراكيس فجرت صبابة الرغبة فى النساء و الرجال , و ( ليماسول ) تاخذ ملامحها من تفاصيل جبل ( ترودوس) المهيب , يحنو عليها و يهبها سماته, و كل شىء اخضر , الطرق ثعابين حالكة الخضرة , و السحب جن على صهوة خيول خرافية
    من أين ابتداء الخرافة هنا ؟ ..
    أمن جلود دُنب الجالوا الأفريقانية و رجرجة اللمعات الناهدات ؟ أم في انتهاء مويجات البحر محملة بأدران القديسين البيض عند حوافه الشمال ؟ ..
    إبتداؤها في منسر ليفنغستون و عيناه منارة البحر , يطلق الصفير و النواقيس البحرية عند أول منحنى عنقٍ أو شارة لوَحْمَة , فيركبك الجن الذي لا ينزله إلا إنفجاخك مسربلا بالشهادة تحت قدمي الفكرة .
    لأي فوانيس المدن تنتمي يراعاتك بألوان فوانيس مؤخراتها , تفح فيك يا منعول هذا الشيء الغميس ؟ ..
    ثيوديراكيس رهين الغيثارة ما يزال , و البنات كلطع اللون الفاحش ينتقلن من حالك إلى حال المدن جرباء الدروب , و الحانات الملثمات بالعتمة , و الرجال أطلسيو الملامح .. نحاسيو الحلاقيم .
    Quote: اشكو اليها من خطوط كفى التى تشبه اثار جروح مندملة, و الهواء الذى لا يعبىء رئتى بالسكون.
    مَن يشكو مَن ؟ .. محمد يوسف قال يوما أنك فكي , الفكي البحار ود الملك . بأردوازٌ كبير قبالتك ترسم البسفور فيه و تغسل . ألواحٌ و حكايا , حارس بوابات محنك صديقك النورس ليفنغستون ..
    و البسفور بحرٌ عنين أمهق الزرقة , يتحول محايات إثر محايات ..
    للشاربات من عطش شموس ما وراء جبال الأطلس .
    فكم لبثت راسما ؟ .. ما علمت حينها .
    لكني بعدها كنت قطب الدين .. و مرابي بأنف معقوف في حانة صقلية , قابلةٌ عجوز في آخر بيوت أنطاكية , و حلاقٌ في قبو مقهىً أرمني .
    لازمتني الشوارع مرصوفة بأحجار ناشعات بالبصاق و البول و مياه نجسة من بلل حقاوى بائعات الهوى , و مياهٌ أخرى من دموعٍ عارياتٍ .. و حليبٍ مهروق .

    الزمان يا صاحب .. الزمان .
    Quote: كنت حينها اعوم فى بحر من الفراغ و الزمن المبذول بسخاء ,فى أنتظار المركب ( لارا ديانا)
    أيام مغموس بها الكلام الكتير و الجمال الكتير
    Quote: على متنها أصدقاء الشدة و التعب , و الليالى العاصفة , و على مقدمتها يجلس صديقى النورس ( جوناثان ليفينغستون)
    .
    النورس يا سادة طائرٌ تام الحرية , يحوله المولى جل شأنه و علا إلى بطريق بيد مكنوشة إلى جانبيه و كرش عظيم و مشية عبيطة . و تكون مشيئة الإله نافذة فيه يحوله إلى خلاقة بأن يغيب بحره و تخوم الشواطيء العاليات .. و الريح الصافرة و رائحة السواحل العارية .. و الريشة التي في القلب .

    السر الملك يحمل قلبا من ريش .

                  

05-05-2007, 02:04 PM

Tagelsir Elmelik
<aTagelsir Elmelik
تاريخ التسجيل: 11-25-2004
مجموع المشاركات: 4028

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الى ..عماد عبد الله..هذه النص هديتى اليك...1985؟؟؟ (Re: Emad Abdulla)

    Quote: أيام مغموس بها الكلام الكتير و الجمال الكتير
                  

05-04-2007, 11:40 AM

Tagelsir Elmelik
<aTagelsir Elmelik
تاريخ التسجيل: 11-25-2004
مجموع المشاركات: 4028

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الى ..عماد عبد الله..هذه النص هديتى اليك...1985؟؟؟ (Re: esam gabralla)

    يا صاحبى عصام جبر الله
    الملاوزة دى بتبدا من ما ( تخت) راسك بالليل
    قباحة امبارج دائما ..الذ من قباحة بكرة
    غايتو كان ما البنقو..بوب ديلان ما كان غنى و لا بوب مارلى و لا هندركس
    و لا العود اتجضم
    نلف ليك او نلفا بالف المد ..ليك
    جارنا فى مدنى زمان كان يسميها ( الأصطباحية)
    لك الشكر على الطلة
    الملك
                  

05-05-2007, 04:20 AM

bayan
<abayan
تاريخ التسجيل: 06-13-2003
مجموع المشاركات: 15417

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الى ..عماد عبد الله..هذه النص هديتى اليك...1985؟؟؟ (Re: Tagelsir Elmelik)

    البوست دا سمح عديل كدا خسارة يكون في الصفحة التانية
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de