دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
|
أضغاث السنسميليا ... الجي.بي.أس القومي
|
أضغاث السنسميليا ال ( جي بى أس) القومي
تم و بحمد الله و توفيقه، و بفضل جهود علماء الأتصالات و الشرائح السليكونية، أنتاج أول جهاز ( جي بى أس) سوداني أصيل، يربط طرقات البلاد من أقصاها إلى أدناها، وينقل الوقائع و الأخبار ما وقع منها و ما سيقع، بحذق و فعالية، درب الأربعين و مرتفعات جبل موية ، و جبل رويان و سيتيت و أربعات، و جميع الردميات و حتى الطرقات قيد التشييد، كل المدن طارفها و تليدها ، عدا ( حلايب). يتمتع الجهاز بصفات و مزايا قل أن تتوفر في أي من أجهزة تحديد الموقع الكوني، فهو طيب، متردد، أحمق، و كريم و أخو أخوان، وقد سمى ( التم تم) ، حيث أعيد إليه اسمه الحقيقي بعد أن سطت عليه شركة (Tom Tom) العالمية الشهيرة دون وجه حق فكري. و ( تم تم) جهاز انيق رقيق ، ما أن تدب فيه القوة، حتى تظهر على شاشته لوحة تفصيل المزايا بحسب ذوق السائق، فبإمكانك مثلا اختيار الأرضية و اللوحة الخلفية ، من عدد من الصور و الأشكال التراثية، و في قسم الأصوات المصاحبة، قسم للأصوات الرجالية ، يمكنك اختيارما يروقك من أسماء القائمة، صوت ( عبد الله ود الجنيد)، و ( محمد سالا)، و(آدم سماعين)، و أخيرا و ليس آخرا ( ميانق أدوت). وفي قائمة الأصوات النسوية، اشتهر صوت (آمنة بت المعيلق) و هي ليست من بنات ( المعيلق) بالضرورة و لكنه الاسم الفني على كل حال. وقد قدر لنا تجريب دقة و ضبط الجهاز مؤخرا، وذلك في رحلة داخلية مناسبة، خاصة وأن بعد الشقة بيننا و بين الخرطوم قد اتسع حتى لم نعد نفرق بين غازي و التازي، و أسهم جهلنا في تأكيد الحاجة إلى ( شورت كط) لمواجهة شكل العاصمة المتجدد و المتغير شكلا حتى تبدد (حى باريس ) من الوجود. يبدأ الجهاز بمدحة وأن شئت أغنية، و كان أن اخترت أغنية ( دوس الأبنص و لا تبالي)، ما اكتملت الأغنية إلا و هدر الجهاز صائحا: أطلع فطلعت من وسط المدينة، اتخذت اتجاها شماليا، متابعا للسهم المتعرج على شاشة الجهاز، و عبر السماعة الصغيرة سمعت (اليومين دي الواطة حارة، حالتو شهر اتنين)، تلفت يمينا ويسارا ، فعلمت أن ( ود الجنيد) يحدث نفسه، حتى يتهيأ عقليا لمجابهة هذا الجحيم المستعر، ثم بادرني و لما تكتمل غفلتي بعد كبري الجيش كيف معاك لم أجد بدا من موافقته، مضيت قدما و انحرفت حيث أنحرف السهم، رأيت الأشياء ليست هى الأشياء، برزت إلى الوجود و اختفت عن سطحه معالم، تفتت عقلي نصبا و هو ينقب في مناحي الذاكرة عن أمكنة تطابق ما يحمله ارشيفها العظيم، فامتلأ عقلي بعلامات التعجب الرمادية، حتى شككت في أن هذه الخرطوم هي الخرطوم التي نعرفها، المكان ووجوه السابلة، السودانيون و السودانيون الأجانب، و الأجانب الأجانب، و الجهاز يرقب حيرتي و يبتسم أقرص الزول الشمال ده، كان فاتك لى بكرة ما بنطلع من هنا قرصت السائق فسبني، نظرته ، فرأيت البروميد يطل من عينيه، فعلمت أنه قد أفطر قبل أن ( يدوس الأبنص)، ووجدتني أتلهى بقراءة لافتات و ( بيلبوردات) ، و أسماء لا عهد لي بسماعها، و نساء جلسن يبعن الشاى، و الناس يمورون كما الحشر العظيم عاين قدامك يا زول ، انت قايل رقبتك سايق في ( أسينا)؟؟؟ فادركت أن ( ود الجنيد)، من جيل السبعينات لا محالة كلزيوم شنو؟؟ أنت من زمن كلزيوم؟؟ الكلزيوم ده في روما هناك. مررنا بمبنى كنت أعرفه، فغمزني بعين شاشته ( ده كان مكتب سيد أحمد خليفة زمان)، فعادت إلى عقلي ذكرى العربة التي ( سخنت في فضاء شمبات). واصلنا الرحلة وقد تشابكت الطرقات و الأفق و الناس و الحديد الهادر، و شهدت أمنيات و رغائب يحملها الصهد إلى محرقة اليأس، و أحسست بغربة ثقيلة تهبط على روحي، نظرت وجهي في المرآة وأنا أحدد بخوف غريزي موقع السيارة التي تتبعني حتى حدود الالتصاق، بينما السائق ملتصق بنقاله، رأيت وجها متعبا، قلقا، و رأيت الشعيرات البيضاء تنتشر فيه مثل الفضيحة، و حينما أدركت موقع مدرستي الثانوية، كانت الأرض قد انشقت و ابتلعتها دفعة واحدة، أنت من زمن القديمة؟؟ انت ليك كم اصلو؟؟ اجبته منذ زمن افتتاحية القوات المسلحة (هؤلاء الشباب ليسوا جبهة) و حتى عهد ( من أين جاء هؤلاء). ضحك ال ( جي بي أس) ، حتى برزت بطاريته. هبطنا الجسر و استوينا على أفق كثيف، مررنا على بيوت و عمائر و (الجي بى أس) يهمهم حزنه الطبقي تبنوا تعلو، تموتو تخلو. ثم و كأنه انتبه من دقسة ( شلت الفاتحة مع الجماعه ديل؟؟؟)، و كنا نمر ببيت انتصب سرادق للعزاء أمامه، فأجبته بأنني لا أعرف أهل الميت، فضحك في سخرية وحك على قفاه قائلا: صحي طوّلت!! بدت لي فتنة المدينة مثل فتنة عروس تعاني مغصاً حاداً، تبتسم رغما عنها في وجوه الضيوف و المعازيم، بينما انحصر همها في سرعة انصرافهم حتى تذهب إلى ( بيت الأدب)، لتكتشف هنالك أن المغص كان وهما، و إنها إنما تود الانخراط في البكاء. في خريطة المواقع الهامة، ظهرت المتاجر و المصانع و محلات العماري، سألته عن مكان معين، فأجابني ( يا حليلك انت من زمنو؟؟)، رددت عليه غاضبا ( يا حليلو دي كلمة مكارة، فهى لا تلتزم بمعنى محددا، مرة تقال لإبداء الحب و مرة لإبداء العطف و مرة لإبداء الرثاء و الشفقة و مرة للحنين و مرة لدحض الحنين، يا حليل الأنجليز و يا حليل عبود و يا حليل النميري الم نثر عليهم مرة؟؟؟ و لا استبعد حين ذهاب سعادة المشير أن اسمع يا حليل البشير) التقطت أنفاسي وواصلت ( على العموم أنا عنيت مصنع البيرة التي تسمي ابوجمل ، و ليس أم)، فدلني الجهاز على مصنع الأحذية التي تصنع من جلد ( الكديس) بناءً على نبوءة الفكي البشير. لفت الجهاز انتباهي قائلاً خلي بالك ح نلف يمين بعد ( السهريج) اقتربنا من وجهتنا حثيثاً، أوقفت العربة أمام ( السبيل) الذي لم يغفل الجهاز ذكره، تأكدت من أن كوز (النيدو) مخرم و مربوط بدبارة حفاظا عليه من السرقة، هممت بالخروج من السيارة ففاجئني الجهاز بسؤال مباغت أها ما جبت معاك الحديدة بتاعة الدهب؟؟؟ أجبته بلا طيب ح تشيل معاك تمباك لأمريكا ما ممطر، بوريك محل رخيس اجبته شكرا طيب ما داير تعرس ليك زولة مروقة بس تمرقا من البلد دي؟؟ قلت له ( دعني افكر) اها برجاك تحت الراكوبة ديك أعبي شوية ( شمار) لرحلة العودة. في الحائط المقابل كان رمز المرشح الانتخابي على الملصق، الحديدة التي تكشف عن موقع الذهب، ووعد بمنح كل الناخبين.....حديدة.
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: أضغاث السنسميليا ... الجي.بي.أس القومي (Re: Tagelsir Elmelik)
|
Quote: و لا استبعد حين ذهاب سعادة المشير أن اسمع يا حليل البشير) التقطت أنفاسي وواصلت ( على العموم أنا عنيت مصنع البيرة التي تسمي ابوجمل ، و ليس أم)، فدلني الجهاز على مصنع الأحذية التي تصنع من جلد ( الكديس) بناءً على نبوءة الفكي البشير. |
وجعكـ يوجِع .. _________
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أضغاث السنسميليا ... الجي.بي.أس القومي (Re: حافظ حسن ابراهيم)
|
Quote: بدت لي فتنة المدينة مثل فتنة عروس تعاني مغصاً حاداً، تبتسم رغما عنها في وجوه الضيوف و المعازيم، بينما انحصر همها في سرعة انصرافهم حتى تذهب إلى ( بيت الأدب)، لتكتشف هنالك أن المغص كان وهما، و إنها إنما تود الانخراط في البكاء. |
تحياتي استاذ تاج السر ولا استبعد ان المعازيم انفسهم كانو يعانون مغصا حادأو حالة تسمم جماعي لكنهم قرروا ان لا ينصرفوا حتى تنصرف العروس
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أضغاث السنسميليا ... الجي.بي.أس القومي (Re: Nagi Ahmed)
|
Quote: هممت بالخروج من السيارة ففاجئني الجهاز بسؤال مباغت أها ما جبت معاك الحديدة بتاعة الدهب؟؟؟ أجبته بلا طيب ح تشيل معاك تمباك لأمريكا ما ممطر، بوريك محل رخيس اجبته شكرا طيب ما داير تعرس ليك زولة مروقة بس تمرقا من البلد دي؟؟ قلت له ( دعني افكر) اها برجاك تحت الراكوبة ديك أعبي شوية ( شمار) لرحلة العودة. في الحائط المقابل كان رمز المرشح الانتخابي على الملصق، الحديدة التي تكشف عن موقع الذهب، ووعد بمنح كل الناخبين.....حديدة.
|
كتابة طااااعمة شكرا يا ملك
| |
|
|
|
|
|
|
Re: You Have Just Made My Day, Maybe My Whole Season Ya Malik (Re: الوليد عمر)
|
السر الملك يا جميل اراك تغوض في الحال بمبضع جراح خطير يتقن السخريه قولا وفعلا وفي ذات الحين بتشحدنا بزخم هائل في تراكيبك الصوريه والمشهديه لدرجة انه الواحد بيحس بقومة النفس عندة لحظة قرايتك ودائما ما بحرص على وجود (الفانتلوين - البخاخ ) جنبي خوفا من انقطاع النفس لحظة سكة طويلة وراك . في النهايه بنقبض قولك .. وحينئذ بتكون هديت لحيلنا وصيعتنا وصيعت قولنا وراك .... وتخلينا نجي نشد من ايديك ونقول ليك والله (قطعت مصارينا بالضحك ) علما بان قولك الفعلي لو اتبعناه حقا ح نلقاهو بيقطع مصارينا بالبكاء وبفتح لينا كل مواعين الحرقة .....
يلا داير اسالك واقول الا تتفق معي بان السخريه التي تتبعها خيطا ليوصلنا لمكامن الجاد عندك وعندنا وعند حبوبه الماتت قبل خرتميه سنه بيضعنا وببعدنا عن الهم الاساسي الذي تناولته في نصك ؟؟
اقول ليك شئ ما داير منك رد فقط سحقــــــــــــــــــااااااااااا قدر فعايلك فيني وسحقا لنا ان كنا لا ننتبه الي السم الذي تدسه فى الدسم
| |
|
|
|
|
|
|
Re: You Have Just Made My Day, Maybe My Whole Season Ya Malik (Re: فيصل عباس)
|
Quote: اراك تغوض في الحال بمبضع جراح خطير يتقن السخريه قولا وفعلا وفي ذات الحين بتشحدنا بزخم هائل في تراكيبك الصوريه والمشهديه لدرجة انه الواحد بيحس بقومة النفس عندة لحظة قرايتك ودائما ما بحرص على وجود (الفانتلوين - البخاخ ) جنبي خوفا من انقطاع النفس لحظة سكة طويلة وراك . في النهايه بنقبض قولك .. وحينئذ بتكون هديت لحيلنا وصيعتنا وصيعت قولنا وراك .... وتخلينا نجي نشد من ايديك ونقول ليك والله (قطعت مصارينا بالضحك ) علما بان قولك الفعلي لو اتبعناه حقا ح نلقاهو بيقطع مصارينا بالبكاء وبفتح لينا كل مواعين الحرقة .....
يلا داير اسالك واقول الا تتفق معي بان السخريه التي تتبعها خيطا ليوصلنا لمكامن الجاد عندك وعندنا وعند حبوبه الماتت قبل خرتميه سنه بيضعنا وببعدنا عن الهم الاساسي الذي تناولته في نصك ؟؟ |
فيصل عباس الجميل خالص
امسك معاك الجزء الأخير
السخرية لا تبعد الناس عن همها الأساسي قطعيا فكرة أن تنظر الى واقعك من جانبه المؤسي المضحك لا ينتج عنه ضحك الفكاهة بالضرورة و لكنه ضحك يدفع الأنسان الى تغيير واقعه ‘ وفي اعتقادي أنه و بزوال اثر الضحكة ‘ يترسب في العقل الباطن الأحساس الحقيقي بالمأساة وقد يسهم هذا الأحساس في رفد الرفض للراهن أو على الأقل الأنتباه الي حدوثه المستمر هذا المقال رحلة في الخرطوم ‘ رحلة خيالية مائة بالمائة رحلة لم تحدث في الواقع ‘ فانفصالي عن طرقات الخرطوم حدث قبل عقدين يمكنك محاسبتي على وهم الفيكشن ‘ و ان صادف عصبا فيمكن حسابه في ميزان الثواب هههه لك مودتي اللامحدودة الملك
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أضغاث السنسميليا ... الجي.بي.أس القومي (Re: Tagelsir Elmelik)
|
يا ملك... . . قيل أن لبعض الألم "لذوعة" خاصة و مميزة...تجعل من يتعودون عليها يستلذونها إلى حد الإدمان "أحيانآ"... و لعل هذا هو أحد أسرار "الخندريس" بكل أنواعها (الملموسة و المحسوسة)... . . . إلى متى ستظل مترددآ بين "لذعة" الحنين...و "ألم" الذكريات؟ . . . . .
كسرة: حسع باقي ليك أكان رجعتا لي قش مكيفك الإشتريتو داك...كان حتلقى زي "اللذعة" دي؟ . . . . .
مودتي ودحطب الله
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أضغاث السنسميليا ... الجي.بي.أس القومي (Re: محمد عبدالله حمدنا الله)
|
يا ود حطب الله حمد الله على سلامة العوده مبرورا و مشكورا و حميدا
Quote: إلى متى ستظل مترددآ بين "لذعة" الحنين...و "ألم" الذكريات؟ |
الحنين و الذكري ‘ ليس فيهما طارىء ‘ و لكنهما متأصلان و في حال لاأمل في شمس قريبة البزوغ في افقهما الى حين أشعار آخر.
هههه انت الكلمك بمكيفي و قصة القش؟؟؟
نفرين غايتو عارفين
يا باضاوي يا فرح!!!
تحياتي
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أضغاث السنسميليا ... الجي.بي.أس القومي (Re: Tagelsir Elmelik)
|
يا ملك قصة مكيفك و" قشو" دي ...واحدة من عجائب تصاريف القدر التي لازلت أتأمل فيها... . . ليس لأنها حدثت لك تحديدآ...و لكن لرابط خفي في نفسي بين "عبث الأقدار" و "عبث الأمنيات"... . .
فأنظر يا ملك أين أنت الآن؟...كنت تمني نفسك بالتحايل علي حر صيف قائظ ...و في فاصل زمني وجيز...تحولت هذه الأمنية إلى (..........)... ضع بين القوسين ما شئت .. لكني أجزم بأن ما وضعته ليس أمنية.. أو على الأقل في ذلك الوقت.... . . . . . .
مودتي... ودحطب الله
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أضغاث السنسميليا ... الجي.بي.أس القومي (Re: Ahmed Yousif Abu Harira)
|
يا ملك صباح الخير مره كنت راكب تكسى وجينا جنب بيت الترابى . السواق قال لى بيت الشيخ بى جاى قلت ليه الشيخ منو قال لى بخبث( شيخ حسن) قلت ليه انت فى شيخ حسن ولا الفيلم الهندى حقو ده لمتين؟ ضحك الرجل بهستيريا واضحكنى اكثر حينما قال ( هندى؟ ده والله الهنود زاتهم جو هنا و قالوا نحن ما عملنا زيه) لا ادرى لماذا تذكرت هذه القصه وانا اقرأ فى مقالك الممتع والساخر...تحياتى
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أضغاث السنسميليا ... الجي.بي.أس القومي (Re: محمد عبدالله حمدنا الله)
|
Quote: فأنظر يا ملك أين أنت الآن؟...كنت تمني نفسك بالتحايل علي حر صيف قائظ ...و في فاصل زمني وجيز...تحولت هذه الأمنية إلى (..........)... ضع بين القوسين ما شئت .. لكني أجزم بأن ما وضعته ليس أمنية.. أو على الأقل في ذلك الوقت.... . |
أها يا ود حمد نا الله
ما كان أحسن اشتري حديدة الدهب؟؟؟
بعدين هو القش براهو؟؟ أومصاني و بنطلوناتي و الترابيزة الÃرابيسك بس خليها على الله. تحياتي
| |
|
|
|
|
|
|
|