|
عيسى الحلو يستدرج الدكتور عبد الله علي إبراهيم .... في الغابة والصحراء
|
* مدخل: الدكتور عبدالله علي ابراهيم من كتابنا الكبار المنشغلين بالقضايا الكبيرة.. وهو يتابع الحراك
الفكري السوداني بكثير من الجدية والموضوعية.. وبسبب ما اثير وما يثار الآن حول مدرسة الغابة والصحراء،
وخاصة بعد مقالته التي جاءت في ذات الصدد في كتابه (الديمقراطية في السودان).
* لقد كنت شاهداً على ميلاد (الغابة والصحراء).. ولم تقل فيها رأياً.. إلا الآن، في كتابك (الديمقراطية في
السودان).. لماذا الآن؟
- ربما كانت الدعوة بالنسبة لي تجد قبولاً، فالمعادلة القائمة بين العروبة والافريقية، التي جاءت بها الغابة
والصحراء كانت مناسبة من زاوية ثقافية، وكنت عرضة للتأثر بالمصادر الاولى لنظرية الغابة والصحراء،
المتمثلة في كتابي (ترمنجهام) (الاسلام في السودان) و(ماك ما يكلز) المتمثل في (العرب في السودان). فقد كنت
ابن هذه البيئة الثقافية، قابلاً لفرضياتها، وبالتالي لمنتوجاتها، وخاصة وهي تصدر من زملاء رفاق تدافعنا
بالمناكب لاعلاء حقيقة السودان. حدث تطور هائل، وتطورت المسائل بالزمن واصبح موضوع الهوية اكثر من معادلة
ثقافية رائعة وجميلة. فقد دار حولها صراع سياسي معلوم، وتفرجت بالدم ولم تشفع لنا رايات الغابة
والصحراء كمصالحة اساسية بين العروبة والافريقية، ومن اتهام الشماليين بكل قبيح وذنب وتقصير. فالنظرية التي
لا تغطي صلبها تعرض نفسها للمسائلة والجرح والتعديل. فهي لم تقنع الحركة القومية الجنوبية بسداد انسان
الغابة والصحراء كمنتوج نهائي جميل ومريح للسودان. ومن هنا افترق طريقي مع اهل الغابة والصحراء. وبدأت
انظر في الينابيع الثقافية والنظرية والمعرفية لمدرسة الغابة والصحراء. وبدأت بنقد كتابي (ترمنجهام
وماك مايكل). وقع طلاق البينونة بيني وبين المدرسة (الغابة والصحراء). ولم انكر في يوم من الايام ان شعرها
من اجمل ما تقرأ من الشعر. بل واكاد استشهد به من غير انقطاع. ولكن الشعر شئ. واعذب الشعر اكذبه.
والمعارف حول هوية السودان التي اصبحت موضع حرب وفداء ودم.
* إعادة قراءة ما اعتبرناه مسلمات في بنية الثقافة القومية هو الآن ضرورة حضارية.. كيف؟
- مما نظرت فيه.. مما سلمنا به ان اسلام السودان، هو اسلام صوفي شعبي. وان الاسلام العقدي الاورثوذوكسي سطحي
التأثير على اسلام السودانيين. وهذا الاسلام الشعبي الصوفي هو اسلام مصاب بقدر كبير من الوثنية الافريقية.
فهذا هراء.. وهذا سوء ظن بافريقيا لا حصر له، بمعنى ان الافريقي ليس بوسعه لان يصبح سوى مسلم سطحي جداً..
وان وثنيته تركبه كالبغال. وانا لا ادعوه للتخلص عن وثنيته اذا شاء، ولكن متى قرر الافريقي ان يكون
مسلماً، فليس هناك سقفاً لاسلامه سوى السماء. واذا نظرت الآن في ادب الغابة والصحراء والادب المتصل بهوية
السودان، تجد هذه النظرية (الترمنجهامية) فاشية. قررت ان اراجع هذه المسلمة وعلى ضوء نظريات ناقدة في
موضوع التحول والاسلام وفي مسألة الاسلمة والتنصير في افريقيا، وفي مسائل الهجين الثقافي والمثاقفة. فلم اجد
سبباً للقول بان الاسلام الافريقي هو بالجزم اسلام مشوب بوثنية عالية. فاذا نظرت الى المجادلات العادية في
المجالس تجد من يقول لك ما بال هؤلاء الاسلاميين يتشددون في الدنيا وديننا السمح خال من العقيدة، افريقي
قلق، شعبي. وهذه الفرضية تشدك إلى نظرية (ترمنجهام) وهو بالمناسبة مبشر. فانظر كيف يستولى مبشر على
افئدة وعقول صفوة، هي من المفترض ان تكون سدنة للثقافة. ومن شأن السادن ان يمنع تبخيس الثقافة.. اي
ثقافة الترخيص.
* الغابة والصحراء.. أهي مسعى لإيجاد نظرية في الشعر السوداني.. أم هي بحث سياسي في الهوية.. أم ماذا
تراها انت؟
- هي شاغل ثقافي بمعنى واسع، داخله فيه السياسة. السياسة فيه مشتهى سمح. هي خرجت من جيل مفعم باليسارية
السمحة. من بابلو نيرودا وناظم حكمت وهمنجواي والشرقاوي واليوار. كان ذلك زمان الاشواق العجيبة. فلا يصح
ان ننظر الى شاغله هذا بمنظار اليوم، حيث ترخصت السياسة واصبحت لؤماً خالصاً وعنفاً خالصاً ولعبة ثلاث
ورقات خالصة. لا تصح مثل هذه المحاكمة لجيل الغابة والصحراء بمسطرة السياسة اليوم والثقافة اليوم. كانت
كل هذه الاشياء هي نشاط ذهني وعصبي ورؤى. اختلطت عندهم الممارسة بالتنظير وكانوا محض شوق الى (الوجود
المغاير). هذا من باب محبتي لهم ومن باب عضويتي بناديهم. فالسؤال حول الطبيعة السياسية أو الثقافية
لشاغلي جيل الغابة والصحراء لا مكان لها في اعراب الزمان. هذا جيل كامل الدسم. هؤلاء كانوا ناراً مختلفة،
وكانوا طاقة اخرى.. النور عثمان وصلاح انظر مكي يرثي المجذوب ويتكلم عن انفصال الصندل عن الجمر.
* لا بد من نقد العقل السوداني وتخليصه من الاوهام.. كيف ترى المسألة؟
- هناك محلية سودانية. اعتقد انها ستكون محصلتها الاخيرة الهبل الفكري. ومفاد هذه المحلية اننا سودانيون.. لا
عرباً قطعنا.. ولا افريقياً ابقينا. ونحن سودانيون تقال بفخر فاخر. هذا تبسيط على طريقة (خلوها مستورة).
هذه تبعات وهذه مسئولية. ان تنتسب الى العرب أو إلى أفريقيا ولا تشطب نفسك من هذه التبعات ودوائرها
المستحكمة بجرة قلم. فليس هناك محتوى لهذه السوداناوية لايستمد مادته من هذه الانتسابات. فلنقل نريد ان
نقرر منهجاً للشعر في مدرسة ثانوية. كيف سنسترشد بهذه السوداناوية اذا نجحت هذه السوداناوية في هذا المنهج
اشتبكنا مع حقائق العروبة السودانية.. مثلاً العباسي أو عبدالله عبد الرحمن.. أو الحقائق الافريقية.. محمد
الفتيوري.. أو كل فكرة قومية في الادب السوداني - أو عبد الحي بارثه الغربي العجيب. أو صلاح أحمد إبراهيم
بمنازعه الاشتراكية العريضة. كيف ستخلص الى سوداناوية من هذا الارث. السوداناوية حالة من السأم. هي ارخص
ليالي.
* هناك من يرى ان البذرة الأولى لفكرة الغابة والصحراء.. زرعها الانجليز في اضابير كلية غردون.. فهي جاءت
من هناك؟
- إذا امتد مثل هذا التعليل الى النوايا من كتبوا على نهجها أو اقتنعوا، فإنني اعتقد ان هذا من سوء
الظن. فليست هي دساً ثقافياً، ولكن بالطبع استقى هؤلاء الشعراء معظم اشعارهم الرئيسية لتبويب الغابة
والصحراء من الكتابين المذكورين اعلاه (ترمنجهام وماك مايكل) وادبيات مجلة السودان في رسائل ومدونات. هذا
ما استمدوا منه وحيهم. ولا اقول دساً. اما العاطفة والشعر فحسابهما آخر. فهي قد مازجها ولع غير عادي
بالبلد السودان، وضعت ورضعت لبان اليسار وسعت للتآخي السوداني بطريقتها وهو تأخ قائم على نموذج انسان
سنار، كما سميته في المقالة. معنى ذلك ان العرب والافارقة في السودان سيختلطون وسيتولد منهم الانسان
السناري المرموق الممتاز. وكانت سنار واحدة من ملهمات هؤلاء الشعراء. وكانت سنار السلطنة الزرقاء من
الملهمات اعجبهم فيها افريقيتها واسلامها معاً، وتحالف دنقس وجماع. اريد ان اعقد الصورة. .صورة الغابة
والصحراء حتى لاتندرج في سائر الهجائيات لانها المحاولة الثانية بعد محاولة محمد أحمد المحجوب للحفر في الهوية
السودانية. بالقدر المتاح من المصادر والموجبات والعاطفيات لبناء صور مثقفة لسودان جديد.
* في بحثنا عن الهوية، نتخذ عدة طرق.. نحو الزنوجه أو العروبة.. أو مزجاً بين الاثنين. ما هي الطريقة الاكثر
استقامة؟
- ليست هناك معادلة ذهنية لفض اشكال الهوية. الهوية ليست مسألة حسابية تنتهي الى اجابة صالحة لكل زمان
ومكان. الهوية سهر مستمر وشاغل حي يستنفذ طاقة الابداع فينا باستمرار. لن يأتي يوم وقد بلغنا من امر
الهوية الاصابة النهائية. وهذا شغل مثقفين محض. ان ينشغلوا بأمر الهوية ما ازعجنا الى طلب الجواب الصحيح
للهوية، ان أمرها اختلط بالسياسة وبند التوصيات منها هذا تطفل من السياسة على شأن الهوية، بخاصة في زمن
اصبحت فيه السياسة باباً في الترهات والهرج. فأول امرنا مع الهوية ان نؤمن على انها شاغل بلا اجابة نضع
تحتها خطين اعلاناً بصحة الجواب. الأمر الثاني ان السودان ليس اقليماً لهوية واحدة، بل عرضة لتنافس الهويات.
وان نقبل ذلك بخاطر طائب، على ان نوفر لجدل الهويات هذا مناخاً ديمقراطياً منسجماً يتيح لها ان تعبر عن نفسها
بصورة كاملة. والأمر الثالث، ان نقبل حقيقة ان الهوية امرها غلب. فانظر الى طه حسين في ثلاثينيات القرن
يقول بأن هوية مصر هي هوية اوروبية.. بحر اوسطية.. فهو الذي كتب اعذب ما دون باللغة العربية في
زماننا، فقد انكر صلة مصر بالعرب، ولم ير في الاسلام حائلاً دون ان تكون مصر اوروبية. ولم يقتل احد طه حسين.
ولا ادري ما انتهى إليه طه حسين في هوية مصر في عاقب ايامه.
موضوع الهوية - بشكل عام - جرى نقاشه عندنا بصورة لا أقول سياسية، بل بصورة جاهلة، وهذا مصدر ضيقنا
بها، وطلبنا حلها بطريقة حاسمة نهائية. وهي أمـر مفتوح ومتجدد، وهذا مصدر عذوبته وابداعيته. وهذا جوهر
الثقافة.
http://www.rayaam.net/art/art1.htm
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: الاستعارات الثقافية (Re: osama elkhawad)
|
قيمة بسط هذا الحوار الآن، لا تتأتّي فقط من القيمة المعرفية للحوار، و انما انه يضيئ بعضا من الحوارات الاسفيرية ، التي دارت في الايام السابقة حول : الغابة والصحراء
كما انه يساهم في النظر لما حاول ان يروِّج له شاعرنا الكبير : محمد المكي ابراهيم حول ما طرحه البعض، باعتباره فتحا جديدا، في النظر الى الغابة والصحراء كما يرى شاعرنا الكبير، من خلال الحديث حول الغابة والصحراء باعتبارها: Quote: ناظما جماليا للثقافة السودانية |
.
و ما كنت احسب ان شاعرنا الكبير، سيتورّط في مثل هذا الأمر ، الواضح للعيان .
وسنعود لذلك ، كان الله هوّن المشاء
| |
|
|
|
|
|
|
Re: حوار (Re: mohmmed said ahmed)
|
عزيزي محمد كيفك ، و كيف العيال؟ و أم العيال؟ هل يمكن ان تقدّم لنا تلخيصا له ، لو كان في امكانك ؟ محبتي تحياتي للبنى و العيال ارقدوا عافية المشاء
| |
|
|
|
|
|
|
حوار (Re: حيدر حسن ميرغني)
|
شاهدت اول امس على شاشة الفضائية السودانية حوار ممتع مع د عبد الله تحدث عن مفهوم الصفوة وان لكل جماعة صفوة قال ان فكرة البرج العاجى فكرة هامة للصفوة بمعنى الانقطاع وعدم الانغماس فى اليومى وعبر عن مفهوم الخلوة والجلوة والخلوة ضرورية للمفكر حتى يتامل ويدرس ويبحث وشبه بخلوة الصوفى وانقطاعه للتامل والتفكير والعبادة ثم تاتى الجلوة وهى نتاج الخلوة تظهر فى الحوار وفى نتاج ما يبشر به من افكار سخر من فكرة الشارع فاتح فى الجامعة والجامعة فاتحه فى الشارع وقال ان الجامعة يجب ان تحفظ كمكان للدرس والبحث تحدث عن موضوع الهوية وقال يحق لكل مجموعة لها لغة خاصة وحتى لو تكلم بها عدد بسيط ان تتاح لهم فرصة المحافظة على لغتهم وان تدعمهم الحكومة تحدث بشكل جيد عن موضوع الهوية وقال انها فى حالة سيرورة وتخلى عن عبارته المتهكمة الخلعاء والتى طالما ما استخدمها فى كل حديث له عن الهوية تحدث ايضا عن مفهوم اعادة التفاوض حول الوطن وقال انه عند الاستقلال طالب ايناء الجنوب باعادة التفاوض حول الوطن ولم نستجيب لهم تحدث ايضا عن المثقف العضوى عند غرامشى تحدث د عبد الله فى الحوار بروح المفكر والمثقف الاستراتيجى ووصفه بانه يرمى بعيد خلا الحوار من لواعج د عبد الله السياسية التى يتزلق فيها الى المواجع فتتوه البوصلة ادار الحوار بسلاسة طارق كبلو وكان موفقا د عبد الله كان منشرحا ومتدفقا فى الحديث واختفت عيوب التاتاة والضحكات العصبية تصالح د عبد الله مع نفسه فى الحوار وهو يتحدث كمفكر ومثقف محايد
ملاحظة تناولت الافكار من ال>اكرة ولم التزم بما قاله حرفيا
| |
|
|
|
|
|
|
عن خرافة الغابة و الصحراء باعتبارها "ناظما للثقافة السودانية" (Re: osama elkhawad)
|
نقلا عن الشاعر الكبير: محمد المكي ابراهيم أورد الاستاذ قوي الأتي:
Quote: فى كل الأحوال ثبتت الغابة والصحراء بوجه منتقديها والمشنعين عليها واستطاعت ان تجد أنصارا بين الأجيال اللاحقة وأخص بالذكر نموذجا متفردا هو الأديب الناقد المحقق الأستاذ عبد المنعم عجب الفيا الذى لم يقف عند حدود التأييد والإجترار وإنما مضى قدما ليضيف إلى الصرح لبنات جديدة ، أملى أن تتحول الى طوابق وأروقة فى هيكل هذا البناء وفى وجوده ووجود أمثاله يقوى الامل فى غلبة هذا التيار وإسهامه فى التأسيس لثقافة سودانية مستقلة تتجاوز حدودنا لتتصل بالعالم العربى والعالم الإفريقى ، وما أعجبنى فى هذا الأديب الشاب هو تناوله للآفروعروبية من مدخل صحيح هو المدخل الفنى وحسب تعبيره إعتبرها ناظما جماليا للإنتاج الثقافى فى السودان اليوم وغدا والواقع أن نموذجه الفريد يؤكد على إستمرارية العطاء الثقافى بين الأجيال فحين يقدم كل تلك الإضاءات يكون قد تملك الغابة والصحراء تملكا فعليا وتكون قد آلت اليه كإرث فنى ويصبح من حقه أن يتصرف فيها ويوجهها الوجهة التى يختار. |
شهادة محمد المكى إبراهيم فى حق عجب الفيا ... وسنعود للتعليق على ذلك محبتي وشكرا للاستاذ قوي على ايراده لهذا اللنك ارقدوا عافية المشاء
| |
|
|
|
|
|
|
Re: عن خرافة الغابة و الصحراء باعتبارها "ناظما للثقافة السودانية" (Re: osama elkhawad)
|
ما يثير الاستغراب في كلام شاعرنا الكبير: محمد المكي ابراهيم حين قال: والواقع أن نموذجه الفريد يؤكد على إستمرارية العطاء الثقافى
Quote: فحين يقدم كل تلك الإضاءات يكون قد تملك الغابة والصحراء تملكا فعليا وتكون قد آلت اليه كإرث فنى ويصبح من حقه أن يتصرف فيها ويوجهها الوجهة التى يختار |
.
الغريب في الأمر: أنه -أي شاعرنا الكبير : محمد المكي ابراهيم، يتجاهل وضع الناقد،
كمقارب لظاهرة محددة، وفي هذه الحالة ظاهرة الغابة و الصحراء، كظاهرة شاعرية.
وتلك المقاربة ، مهما كانت ، ليست جواز مرور، كي يتملك المقارب ، أي الناقد, الظاهرة التي يقاربها ، ومن حقه ان يفعل بها ما يشاء.
هذا كلام غريب حقا.
فتملك الغابة والصحراء ، و الاصح : التناص معها مع الاجيال الشعرية الجديدة ، يمتلكه الشعراء والشاعرات الجديدات، ولا نقول يمتلكونها، وانما يتناصون معها. وهذا ليس عمل النقاد، باي حال من الاحوال. وسنعود المشاء
| |
|
|
|
|
|
|
Re: عن خرافة الغابة و الصحراء باعتبارها "ناظما للثقافة السودانية" (Re: osama elkhawad)
|
ملحوظة غير مهمة: بدلا من ان يتحدث المهتمون ب: الغابة و الصحراء عما طرحه: ع.ع. ابراهيم في مواضيع أخرى، تستحق النقاش، لكن اعتقد ان عليهم ان ينقاشوا ما ورد في هذا الحوار المختصر المهم، و اتمنى ان ينضموا الينا، في هذا البوست، حتى ننهل من معين علمهم، ونواصل الحوار حول التعدد الثقافي في السودان، وهذا واحد من اسهامات ع.ع. ابراهيم الجديرة بالذكر و الاحتفاء معاً. محبتي للمتابعات، والمتابعين المشاء
| |
|
|
|
|
|
|
Re: عيسى الحلو يستدرج الدكتور عبد الله علي إبراهيم .... في الغابة والصحراء (Re: حيدر حسن ميرغني)
|
اشكرك مجددا اخي حيدر حسن علي
واضح ان هنالك تراجعا في مواقف الدكتور عبد الله حول ، الغابة والصحراء التي كان قد بسطها في مقالته " تحالف الهاربين " فهو هنا يقول انه كان واحدا منهم وهذا القول يصطدم مع النقد العنيف الذي وجهه لهم في تلك المقالة الشهيرة !! ثم يقول انه تركهم لانه اكتشف ان مفهوم الافروعربية ما هو الا ترديد لافكار المستشرقين وبعض المبشرين !! وهو ما هلل له البعض واعتبره فتحا معرفيا وما هو الا اجترار ، آلي لافكار ادرود سعيد في كتابه "الاستشراق " . فهل القول ان السودان ليس بلدا عربيا صرفا وان اسلام اهل السودان امتزج بثقافة اهل البلد المتوارثة فيما يعرف بالاسلام الشعبي ، مؤامرة كولونيالية استشراقية ؟؟؟
سنحاول الاجابة على هذا السؤال تحت عنوان : خرافة الاستشراق في الغابة والصحراء .
وسيكون لنا محور اخر حول : البوتقة الثقافية منتوج تاريخي وليس مشروع نخبوي مستقبلي .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: عيسى الحلو يستدرج الدكتور عبد الله علي إبراهيم .... في الغابة والصحراء (Re: حيدر حسن ميرغني)
|
وردت الفقرة التي يتحدث فيها الدكتور عن ضرورة وجود اكثر من كيان ثقافي مبتورة على طريقة لا تقربوا الصلاة . وهذه هي الفقرة الكاملة التي اتي بها الدكتور في نهاية ورقته " تحالف الهاربين هي قوله :
Quote: إن أفضل الطرق عندى أن يكف أبناء الشمال العربى المسلم عن خلع بعض حضارتهم بدعوى الهجنة . فأوفى الضمانات للأفريقيين في الوطن هى يوم يرونهم قد وطنوا حرياتهم كعرب ومسلمين في باطن ثقافاتهم . فالاحتجاج بحقوق الأفريقيين المعاصرين أو ممن يزعم الأفروعربيون أن دماءهم ، كأسلاف ، قد استقرت فينا هو خطة سلبية جدا . فأهدى السبل إلى السلام والنهضة الثقافية في السودان هو الاقرار بقوامين ( أو أكثر ) للثقافة السودانية . قد تمتزج هذه القوامات وقد تتبادل التأثير والتأثر ، مع احتفاظ كل منها باستقلال الدينامية من حيث المصادر والترميز والتوق .
|
الفقرة اولا : تنفي الهجنة عن سكان شمال السودان . وثانيا تنفي ان تكون هنالك اية دماء افريقية قد امتزجت من دماء اسلافهم العرب . وتصف من ينادي او يدعي نسبا افريقيا من ابناء الشمال ، بالخلعاء ! وحافظاعلي دم وثقافة سكان شمال السودانية عربية نقية من اي هجنة افريقية عرقيةاو ثقافة يقترح الدكتور ان يقوم هنالك كيانات ثقافية وعرقية متعددة حتى يحافظ سكان الشمال على نقائهم الثقافي والعرقي العربي الاسلامي !! ومن هنا ياتي اتهامه للغابة والصحراء بالتآمير لتحجيم الانتماء الاسلامي والعربي والاتهام بالعلمانية وبالتالي تاتي دعوة الدكتور الى الدستور الاسلامي ونبذ العلمانية ، وهي دعوة لا تختلف عن دعوة ناس الطيب مصطفى في شيء . اذن فكرة البوتقة (التمازج ) غير واردة في طرح الدكتور حتى بالنسبة لسكان الشمال المستعربين !!
| |
|
|
|
|
|
|
Re: عيسى الحلو يستدرج الدكتور عبد الله علي إبراهيم .... في الغابة والصحراء (Re: Agab Alfaya)
|
الأعزاء اسامة الخواض وعجب الفيا
نأسف أولأ للغياب عن البوست الذي وددت إستتدراجكم إليه مثلما فعل الحلو
مع الدكتور
....
الفيا عندي تعقيب بسيط فيما يتعلق بالجزئية المهمة أدناه لاحقا إن ربنا
هون كما يقول الخواض
Quote: ثم يقول انه تركهم لانه اكتشف ان مفهوم الافروعربية ما هو الا ترديد لافكار المستشرقين وبعض المبشرين !!
سنحاول الاجابة على هذا السؤال تحت عنوان : خرافة الاستشراق في الغابة والصحراء .
|
| |
|
|
|
|
|
|
Re: عيسى الحلو يستدرج الدكتور عبد الله علي إبراهيم .... في الغابة والصحراء (Re: حيدر حسن ميرغني)
|
قرأت هذا الحوار وشاهدت اللقاء التلفزيونى فإستحضرت رد خالد الكد علي ورقة عبدالله علي ابراهيم التي قدمها في منتدى الهوية بـمعهد الدراسات الافريقية والآسيوية في عام{1991} إذ تبني عبدالله وقتها طرح الاسلام السياسي للهوية ...وقف خالد الكد وكان قد خرج من الـمعتقل حديثا..فقال:-(..لقد عرفت عبدالله جوالا عندما كان يساريا وعرفته عندما صار ليبراليا..وها أنا اعرفه الآن جوالا عندما اصبح اسلاميا..) ساعود للحوار حول هذا الـموضوع الهوية وذلك لانني من من يؤمنون بعبثية الجدل حول الهوية في بلد كالسودان به اكثر من هوية..فقط نرجو الحوار بكل الحواس بعيدا عن لعب الدافوري
| |
|
|
|
|
|
|
Re: التوق والترميز او الدولة الدينية والدستور الاسلامي !! (Re: حيدر حسن ميرغني)
|
طرح اكثر من كيان ثقافي في "تحالف الهاربين " ،لم يكن موقفا مبدئا من الدكتور عبد الله وانما مجرد مخارجة للاحتفاظ بكيان الشمال العربي المسلم بنقائه العربي المسلم حسب تصور الدكتور طبعا من تلوث المصهر الآفروعربي . اما الموقف الحقيقي فهو فرض الهيمنةالمركزية لهذا الكيان العربي المسلم من خلال الدعوة للدستور الاسلامي وبناء دولة دينية ثيوقراطية تقوم على تطبيق الشريعة ومبدا الحاكمية الله . وهذا هو ،التوق والترميز ، الذي اشار اليه الدكتور في آخر جملة في ورقته تحالف الهاربين بقوله : " قد تمتزج هذه القوامات وقد تتبادل التأثير والتأثر ، مع احتفاظ كل منها باستقلال الدينامية من حيث المصادر والترميز والتوق ." وقد عبر الدكتور عن هذا التوق ، مرات عديدة كما اشار الاخ عبد الله الشيخ - كارلوس ، نقلا عن المرحوم خالد الكد . ولكن جاء التعبير عن هذا التوق ، هذه المرة اعلى صوتا وبصحية ذات دلالة داوية تتعدي مجرد الترميز الى الدعوة الصريحة والجهيرة الى نبذ العلمانية واسس الدولة المدنية وانحيازا الى الدولة الدينية والدستور الاسلامي وتمجيد ما قامت به الانقاذ باعتباره خطوة في تحقيق ذلك التوق . * * * نشر الدكتور عبد الله علي ابراهيم بجريدة الراي العام سلسلة مقالات تحت عنوان – أيام في اثيوبيا – جاءت المقالة الثالثة بعنوان : واسلاماه : الدين والدولة *. افتتحها بقوله :
" الداخل الى مدينة هرر الاسلامية ، التي تبعد نحو 500 كيلومتر بجهة الجنوب الشرقي من اديس ابابا ، سيرى بغير لبس الكنيسة القائمة فوق مسجد المدينة القديم وهو مسجد مقابل لقصر الامير عبدالله ، آخر حاكم لهرر الاسلامية المستقلة حتى 1887 حين اجتاحها الامبراطور منليك في اطار مسعاه الناجح لبناء امبراطورية حبشية موحدة .. وقد بنى الكنيسة الامير ماكونين فارس معركة ادوا 1869 التي غلب فيها الروم الايطاليون شر غلب . وانفق ماكونين على قسيس كنيسته من الاموال المصادرة ممن تصدوا من أهل هرر لغزوة منليك . ."
ويواصل قائلا :
" .. كثيرا ما خالطني شك كبير ان كانت صفوة السودان السياسية قد تعلمت شيئا من خبرة بناء الدولة الامة في اثيوبيا .. ، فلو علمت صفوتنا اليسارية من تاريخ التكوين الاثيوبي شيئا لوقفوا عند منزلة الدين كثقافة في بناء الدولة الوطنية . فقد وجدت هذه الصفوة احتقنت ضد الاسلام من فرط كيد الحركة الاسلامية الطويل لها بحل الحزب الشيوعي في 1965 وقوانين سبتمبر الاسلامية في 1983 وبدولة الانقاذ القائمة ، فحملت عليه بصور شتى بلغت ان خلع بعضهم نفسه عنه جملة وتفصيلا . وهنالك من استنكر على الاسلاميين زج الاسلام في السياسة ودلقوا حبرا كثيرا حول الاسلام السياسي وعن ضرورة ان يبقى الدين حيث ينبغي له . بل انتهزوا تجربة الغرب العلمانية التي تزعم فصل الدين عن الدولة . . لو علمت صفوتنا اليسارية شيئا لائقا من تجربة بناء الامة الدولة الاثيوبية في القرن التاسع عشر لكفت عن الخوض في علم الاديان المقارن الذي اصطنعته وتنطعت فيه وتقعرت . فقد انبنت اثيوبيا المعاصرة على حد الدين المسيحي الارثوذكسي الرسمي . فقد كانت الارثوذكسية الامبراطورية ، هي الثقافة الوحيدة التي بجعبة الصفوة الاقطاعية لتوحيد اثيوبيا صافية حليب يا لبن على نواتها . "
ثم يواصل قائلا :
" لقد تفادت صفوتنا السياسية بصورة جازمة مواجهة سؤال كيف اقتحمت هذه الطاقة الدينية للاسلام عالم السياسة عندنا تريد بناء الدولة الأمة المختلف الوانها والسنتها على صفاء الشرع وحاكمية الله . وقد رفع هذا السؤال استاذنا عبد الخالق محجوب في مقالات شهيرة بجريدة اخبار الاسبوع ، في اعقاب حل الحزب الشيوعي .،وقد كانت الدعوة الى الدستور الاسلامي قائمة بالطبع ولكنها ذاعت بين أقلية الاخوان المسلمين . وتسآءل استاذنا ، ما الذي حدث في تركيب ثقافتنا ومجتمعنا الذي جعل دعوة الاقلية للدستور الاسلامي هي الغالبة وقد اجاب بصورة مبدئية على هذا التساؤل اجابة يجدها القاريء في مقدمتي لكتابه عن فكر الاخوان المسلمين الصادر عن دار عزة . .. ان تفريط الصفوة اليسارية في الرشد السياسي فاضح . فهي قد تراخت مرتين خلال حوالي خمسة عقود دون الاجابة على سؤال لا مهرب منه وهو من أين جاء هؤلاء الناس ؟ وهو السؤال المركزي في بناء الدولة – الأمة فقد خرجت علينا الحركة الاسلامية بالدولة الدينية بعد تهافت علمانية جيل مؤتمر الخريجيين وورثتهم في الحركة الاتحادية ممن نادوا بسقوط السياسة على اعتاب القداسة . و لوقت قصيرا جدا. اتفقنا ام اختلفنا مع الحركة الاسلامية فلا بد انه ما يحسب لها انها باجابة ناجزة ومباشرة وبسيطة لبناء الدولة - الامة على محجة الشريعة .."
____________
* الرأي العام – الأربعاء 13 رجب 1426 – 9أغسطس 2006
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الا اذا قلنا ان الانسان السوداني انسان مستعار ! (Re: حيدر حسن ميرغني)
|
Quote: أن عبد الله علي ابراهيم لم يتحدث بشكل واضح عن الاستعارات الثقافية وهي من انتاج الخطاب الامريكي في ما يتعلق بالتعدد الثقافية.
|
لا ادري كيف يوصف الحديث عن الواقع السوداني بوصفه عربي افريقي او افريقي عربي ، استعارة ثقافية امريكية ؟ بل كيف توصف الغابة والصحراء بانها مجرد استعارات ثقافية ؟ اليست الصحراء واقعا ثقافيا وجغرافيا ؟ اليست الغابة واقعا ثقافيا وجغرافيا ؟ السنا جميعنا نتاج لهذا الواقع الثقافي والجغرافي ؟
ومع عدم التسليم بكون الغابة والصحراء استعارة ثقافية نسال السؤال التالي : ما حكم نظرية "الاستعارات الثقافية " في الاتي :
- الحداثة - البنيوية - التفكيك - العولمة - الديمقراطية ومؤسسات المجتمع المدني - نظرية الهامش والمركز - الخ ..
وهل نظرية الاستعارات الثقافية سوى مقولة "الفكر المستورد " والغزو الثقافي ؟!!
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ما رأيكم في هذه الاستعارة الثقافية ؟ (Re: حيدر حسن ميرغني)
|
هنا يدعونا الدكتور عبد الله لتبني هذه الاستعارة الثقافية ولكنها ليست امريكية تعددية بل ثيوقراطية استبدادية ذات قوام ثقافي وديني واحد فقط :
" .. كثيرا ما خالطني شك كبير ان كانت صفوة السودان السياسية قد تعلمت شيئا من خبرة بناء الدولة الامة في اثيوبيا .. ، فلو علمت صفوتنا اليسارية من تاريخ التكوين الاثيوبي شيئا لوقفوا عند منزلة الدين كثقافة في بناء الدولة الوطنية . فقد وجدت هذه الصفوة احتقنت ضد الاسلام من فرط كيد الحركة الاسلامية الطويل لها بحل الحزب الشيوعي في 1965 وقوانين سبتمبر الاسلامية في 1983 وبدولة الانقاذ القائمة ، فحملت عليه بصور شتى بلغت ان خلع بعضهم نفسه عنه جملة وتفصيلا . وهنالك من استنكر على الاسلاميين زج الاسلام في السياسة ودلقوا حبرا كثيرا حول الاسلام السياسي وعن ضرورة ان يبقى الدين حيث ينبغي له . بل انتهزوا تجربة الغرب العلمانية التي تزعم فصل الدين عن الدولة . . لو علمت صفوتنا اليسارية شيئا لائقا من تجربة بناء الامة الدولة الاثيوبية في القرن التاسع عشر لكفت عن الخوض في علم الاديان المقارن الذي اصطنعته وتنطعت فيه وتقعرت . فقد انبنت اثيوبيا المعاصرة على حد الدين المسيحي الارثوذكسي الرسمي . فقد كانت الارثوذكسية الامبراطورية ، هي الثقافة الوحيدة التي بجعبة الصفوة الاقطاعية لتوحيد اثيوبيا صافية حليب يا لبن على نواتها . "
من مقاله : واسلاماه : الدين والدولة انظر الرابط اعلاه
| |
|
|
|
|
|
|
Re: كناية ثقافية وليس استعارة ثقافية-تصويب مهم (Re: osama elkhawad)
|
الى المتابعات العزيزات، والمتابعين الاعزاء، كما وعدت فقد قمت باجراء التصويبات بالنسبة للاستعارة الثقافية ، والتي أبدلتها ب: الكنايات الثقافية و اذا سهوت عن تعديل، ذلك ان التعديل من الشاشة صعب ومرهق للعين، فأرجو من الآن فصاعدا قراءة "استعارة" باعتبارها "كناية". و شكرا لصبركم علي. محبتي المشاء
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ويعتذر ايضا انابة عن تلاميذه ! (Re: حيدر حسن ميرغني)
|
حينما قال الدكتور عبد الله في حواره مع عيسى الحلو : " اريد ان اعقد الصورة، صورة الغابة والصحراء حتى لاتندرج في سائر الهجائيات " كانه يشير بذلك الى الهجاء المر الذى جرى به قلم ، كل من حسن موسى وعبدالله بولا بتاثير من مقالة " تحالف الهاربين " . فحسن موسى ،في مقالته : " شبهات حول الهوية " يلعن جماعة الغابة والصحراء ويحملهم المسئولية الكاملة في التمهيد لظهور سلطة الجبهة الاسلاموية - على تعبيره ، ويقول: " … لمحمد عبد الحي وشركائه نصيب الأسد في المسئولية الأخلاقية بقدر ما عبدوا الطريق لسلطة الصيارفة الاسلاموية وسوغوا مقولاتهم الغوغائية على مراجع العروبة والإسلام … فهم قوم لم يرعوا حرمة الإبداع ولم يعوا دور المبدع كمعارض وكخارج ، وانساقوا وراء إرضاء الدولة المخدمة بغشامة لا تليق برجال في ذكائهم ، وهم يستحقون اللعنة بقدر ما تتسع الشقة بين رهافة حسهم الجمالي وغلظة تواطئهم الاجتماعي . "
ولا يملك د. بولا ، إلا أن يمطرهم بالمزيد من اللعنات بعد أن يحملهم المسئولية هو الآخر في التمهيد لولادة ما يسميه بالغول ( الاسلاموي ) في مقالته : شجر نسب الغول ، ويقول : " عليهم اللعنة بقدر ما بددوا شاعريتهم العظيمة في مراوغة حقائق الواقع الصادمة ، عندما آثروا المسكنات الغنائية الرقيقة على مراويد ومباضع النقد الكاوية الشافية . " ولكن الدكتور عبد الله ابراهيم يقول لهم هنا : لا يا جماعة انتم ظلمتم هؤلاء الناس :
" لا تصح مثل هذه المحاكمة لجيل الغابة والصحراء بمسطرة السياسة اليوم والثقافة اليوم. كانت كل هذه الاشياء هي نشاط ذهني وعصبي ورؤى. اختلطت عندهم الممارسة بالتنظير وكانوا محض شوق الى (الوجود المغاير). هذا من باب محبتي لهم ومن باب عضويتي بناديهم. فالسؤال حول الطبيعة السياسية أو الثقافية لشاغلي جيل الغابة والصحراء لا مكان لها في اعراب الزمان. هذا جيل كامل الدسم. هؤلاء كانوا ناراً مختلفة، وكانوا طاقة اخرى.. النور عثمان وصلاح انظر مكي يرثي المجذوب ويتكلم عن انفصال الصندل عن الجمر." ثم يضيف : " فهي قد مازجها ولع غير عادي بالبلد السودان، وضعت ورضعت لبان اليسار وسعت للتآخي السوداني بطريقتها وهو تأخ قائم على نموذج انسان سنار، كما سميته في المقالة.. وكانت سنار السلطنة الزرقاء من الملهمات اعجبهم فيها افريقيتها واسلامها معاً، وتحالف دنقس وجماع. اريد ان اعقد الصورة، صورة الغابة والصحراء حتى لاتندرج في سائر الهجائيات لانها المحاولة الثانية بعد محاولة محمد أحمد المحجوب للحفر في الهوية السودانية. بالقدر المتاح من المصادر والموجبات والعاطفيات لبناء مثقفة لسودان جديد."
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الاستاذ/ كمال الجزولي يرد على الدكتور عبدالله (Re: حيدر حسن ميرغني)
|
جاء في اجابة للدكتور عبد الله ردا على اول سؤال في الحوار :
Quote: ربما كانت الدعوة بالنسبة لي تجد قبولاً، فالمعادلة القائمة بين العروبة والافريقية، التي جاءت بها الغابة والصحراء كانت مناسبة من زاوية ثقافية، وكنت عرضة للتأثر بالمصادر الاولى لنظرية الغابة والصحراء، المتمثلة في كتابي (ترمنجهام) (الاسلام في السودان) و(ماك ما يكلز) المتمثل في (العرب في السودان). |
فماذا قال مكمايكل وترمنغهام في كتابيهما عن السودان ؟
يجيب الدكتور على ذلك في مقالته "تحالف الهاربين " : " فهارولد ماكمايكل يصف الخليط من النوبة القارة والعرب ، ممن أقاموا على النيل من القرن التاسع إلى القرن الرابع عشر ، كهجين أفروعربى . وقد تبعتـه فـي ذلك جمهـرة العلمـاء من امـثال ج. ترمنغهـام ( 1949 ) ، ويوسف فضل حسن ( 1967 ) ، وسيد حامد حريز ( 1977 ) ، وليام آدمز (1977 ) ، وحيدر ابراهيم ( 1979 ) ، وغيرهم كثير . " لذلك يقول في الحوار : " ومن هنا افترق طريقي مع اهل الغابة والصحراء. وبدأت انظر في الينابيع الثقافية والنظرية والمعرفية لمدرسة الغابة والصحراء. وبدأت بنقد كتابي (ترمنجهام وماك مايكل). وقع طلاق البينونة بيني وبين المدرسة (الغابة والصحراء). "
اذن سبب الطلاق بينه وبين جماعة الغابة والصحراء هو القول ان سكان شمال السودان هم خلاصة التمازج العربي النوبي .
وهنا نترك المجال للاستاذ كمال الجزولي يرد على الدكتور عبدالله : " مهما يكن من أمر ، فاننا نتفق مع ما ذهب اليه يوسف فضل من ان حقيقة الهجنة واختلاط الدماء العربية والنوبية يبدو ماثلة للعيان بقوة لا تحتمل المغالطة . والى ذلك يجدر التعاطي معها كحقيقة معرفية لا ينتقص منها ان دعواها في أصولها العرقية عند مكامايكل وتجلياتها الثقافية عند ترمنغهام متهومة لدي بعض المفكرين بانها تنطوي لى فرضية انحطاط كما ذهب الى ذلك مثلا د. عبد الله ابراهيم . " ويضيف كمال الجزولي نقلا عن هاملتون : " .. فالعرب الاقحاح لم يكن عددهم كبيرا ، وقد اختلطوا حيث اقاوا وتزاوجوا مع السكان المحليين سواء كانوا من النوبيين او البجة او الزنوج .." الآخر : بعض افادات مستعرب مسلم - كمال الجزولي ص 163،165 منشورات رواق 2006
| |
|
|
|
|
|
|
Re: عيسى الحلو يستدرج الدكتور عبد الله علي إبراهيم .... في الغابة والصحراء (Re: Agab Alfaya)
|
الأساتذة / الخواض والفيا
مشكورين لرفد البوست بإجتهاداتكم المقدرة
...................
ما يميز الحوار مثار النقاش هو طرحه العديد من التساؤلات المشروعة حيال
حالة التعارض الوجداني التي جعلت الدكتور عبد الله معارضا لما يسمى عند
إدوارد سعيد بثقافة (الهجنة) مقابل تأييده لكل ما يؤسس لثقافة (الهوية)
.............
في إعتقادي المتواضع أن هذه النزعة (الفصامية) التي إعترت الدكتور عبدالله تكفي وحدها لإظهار النزعة التسلطية للتأثير على الجانب النفعي في
عملية الممارسة الكتابية
هل أشكلت الغابة والصحراء على الدكتور الى هذه الدرجة?
هذا ما أتمنى أن أجد له إجابة
| |
|
|
|
|
|
|
Re:بيدي عمرو ، لا بيدي ! (Re: osama elkhawad)
|
حفاظا على النسق الرصين لهذا الحوار من الانزلاق الى التهاتر سوف اتقاضى عن التعليق على هذه القدرة العجيبة في الالتفاف حول الحقيقة وتبرير الاخطاء وتحميل وزرها للاخرين واترك ذلك لذكاء القاريء . وسدا للذرائع اقول حتى لو كانت " كنايات ثقافية " وليست "استعارات ثقافية" فليس في هذا مخرجا . فالغابة والصحراء كنايات سودانية مية المئة وليست امريكية. فالغابة كناية عن العنصرالافريقي والصحراء كناية عن العنصر العربي . فالكناية تقابل الرمز في لغة اليوم . والغابة والصحراء بهذا المعنى الرمزي او الكنائي واقع اثني وثقافي موجود من قديم الزمان وسابق على الواقع الثقافي الامريكي . الغابة والصحراء هي توصيف لواقع كائن اصلا ومنفتح على المستقبل . انه واقع تشكل ولا يزال في طور التشكل .
اما اذا كان المقصود هو القول ان جماعة الغابة والصحراء استعارت مفهوم "البوتقة" او المصهر من التجربة الامريكية . فالبوتقة ذاتها تتحمل المعنيين . الكناية والاستعارة . فالبوتقة كناية ثقافية بمعني انها يكني بها او يرمز بها الى انصهار العناصر الثقافية فيما يعرف بالوحدة في التنوع . وهي ايضا استعارة ثقافية بمعني مفهومها مستعار من التجربة الامريكية . ولكن البوتقة السودانية اقدم تاريخيا من البوتقة الامريكية . اذن السياق هو الذي يحدد اي المعنيين نختار لترجمة كلمة Metaphor والكلمة بمفردها لا تحمل اي معني محددا . وهذه من ابجديات الترجمة وعلم اللغة . وحيث انك نزعت الكلمة من سياقها - ولا ادري من اين اتيت بها - فمن الطبيعي ان تخطئء في الترجمة المناسبة او تغيرها على هواك . ومع ذلك تريد ان تحمل الاخرين هذا الخطأ الفادح !!
| |
|
|
|
|
|
|
Re: خطوة الى الامام (Re: حيدر حسن ميرغني)
|
Quote: طبعا مواقفه السياسية ، مواقف مرفوضة .
|
المواقف السياسية لا تنعزل عن الفكر ، فهي تجسيد وترجمة للفكر النظري .خصوصا في حال عبدالله ابراهيم الذي يصنف كمفكر يساري . والفكر عند اليسار ممارسة قبل كل شيء . والقاريء الحصيف يلحظ ان كتابات الدكتور عبدالله منذ الثمانينات وصاعدا كانت تمهيدا وتبريرا لمواقفه السياسية التي تقول الان انها مرفوضة .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: عيسى الحلو يستدرج الدكتور عبد الله علي إبراهيم .... في الغابة والصحراء (Re: حيدر حسن ميرغني)
|
الأحباء هُنا
رؤية تتخفى على خجل :
ربما نتجنى كثيراً على أصحاب الغابة والصحراء إن نظرنا إليهم نظرة من أرادوا وضع قواعد للهوية ، وإن لعبت بذهنهم خطرات حالمة : مثلاً عن سنار الهجين ، ولم يقرءوا الوجه الكالح من التاريخ القديم جيداً ، وسير خُطى العُبودية على أرداف جمال سنار وهي تمشي مشي السحاب .
فالناظر لهؤلاء المُبدعين بمحبة ليس من كلل في نظره ، أو غشاوة تمنع الرؤية الثاقبة . فنثر خفايا أيديولوجية تستتر أحياناً في ثوب رشيق حالم ، ليس كله مكر سوء ، ولا تبسيط مُخِلّ لرؤى ، ولا قصور في وعي هؤلاء المُبدعين في قراءتهم الزمان والمكان .
ربما اعتذر بعضهم عن التسمية ( الغابة والصحراء ) في زمان لاحق ، عن خجل أو عن خوف من أن التشريح لأعمالهم يذهب بنضار الإبداع ، رغم أن التشريح يُطوِّر الكون المُبدع ، وتتبُع الخُطى المُبدعة ، هو خطو رشيق في إبداع آخر .
ربما هو من أثر مجتمعناالرعوي علينا ، إذ لا نتقبل أن نعرض أنفسنا لموازين الأحكام إلا للمدح !.
ثم نواصل ..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: عيسى الحلو يستدرج الدكتور عبد الله علي إبراهيم .... في الغابة والصحراء (Re: عبدالله الشقليني)
|
عزيزي عقيد قلت:
Quote: أما عن الكاتب : دكتور عبدالله علي إبراهيم ، فهو يملك ناصية اللغة ، بل يُخلِّق قاموسه الخاص ، وله الرصيد الذي يمنحه هذا الحق ،
وتحتاج الردود عليه بالفعل الكثير من الحيطة والحذر . |
شكرا على انتباهك العالي الى ضرورة توخي الدقة والحذر في الحديث عن كاتب بحجم عبد الله علي ابراهيم. و استجابة لكلامك الآتي آمل في ايراد نماذج من أعمال أصحاب الغابة والصحراء
نبسط نصا لمحمد المكي ابراهيم:الله يا خلاسيه
يا حانةٌ مفروشةٌ بالرمل
يا مكحولة العينين
يا مجدولة من شعر أغنية
يا وردة باللون مسقيّه
بعض الرحيق أنا
والبرتقالة أنت
يا مملوءة الساقين أطفالا خلاسيين
يا بعض زنجيّه
يا بعض عربيّه
وبعض أقوالى أمام الله
***
من اشتَرَاكِ اشترى فوح القرنفل
من أنفاس أمسيه
أو السواحل من خصر الجزيرة
أو خصر الجزيرة
من موج المحيط
وأحضان الصباحيّه
من اشتراك اشترى
للجرح غمداً
وللأحزان مرثيه
من اشتراك اشترى
منى ومنك
تواريخ البكاء
وأجيال العبوديه
من اشتراك اشترانى يا خلاسيه
فهل أنا بائع وجهى
وأقوالى أمام الله
***
فليسألوا عنك أفواف النخيل رأت
رملاً كرملك
مغسولاً ومسقياً
وليسألوا عنك أحضان الخليج متى
ببعض حسنك
أغرى الحلم حوريه
وليسألوا عنك أفواج الغزاة رأت
نطحاً كنطحك والأيام مهديه
***
ليسألوا
فستروى كلُ قمريه
شيئاً من الشعر
عن نهديك في الأسحار
وليسألوا
فيقول السيفُ والأسفار.
***
يا برتقالة
قالوا يشربونك
حتى لا يعود بأحشاء الدفاق رحيق
ويهتكون الحمى
حتى تقوم لأنواع الفواحش سوق
والآن راجوا
فظلّ الدن والإبريق
ظلت دواليك تعطى
والكؤوس تدار
***
هزّى إليك بجذع النبع
واغتسلى
من حزن ماضيك
في الرؤيا وفي الإصرار
هزّى اليك
فأبراج القلاع تفيق
النحل طاف المراعى
وأهداك السلام الرحيق
الشرق الأحمر
والنعمى عليك إزار
نجرى ويمشون للخلف
حتى نكمل المشوار
***
طاف الكرى بعيون العاشقيك
فعادوا منك بالأحلام
ما للعراجين تطْواح
وليس لأطيار الخليج بغام
النبعُ أغفى وكلّ الكائنات نيام
إلا أنا
والشّذى
ورماح الحارسيك قيام.
***
متى تجاوزتهم
وثباً إليك أجئ
شعرى بليل
وحُضنى بالورود ملئ
فلتتركى الباب مفتوحا
وحظى في الفراش دفئ
ولتلبسى لى غلالات الشذ ى
وغناء النبع والأشجار
فلى حديث طويل
مع نهديك في الأسحار
يا برتقاله
ساعات اللقاء قصار
تأملينى في الصباح أطلْ
البحر ساجٍ
وتحفافُ النخيل غزل
وبركة القصر بالنيلوفر ازدحمت
والنحل أشبع كاسات الزهور قبل
واننى الآن أزهى ما أكون
وأصبى من صباى
ومكسياً من النور الجديد إزار
تأملينى فإن الجزر أوشك
- إنى ذاهب-
ومع المدّ الجديد سآتى
هل عرفتينى؟
في الريح والموج
في النوء القوى
وفي موتى وبعثى سأتى
فقولى قد عرفتينى
وقد نقشت تقاطيعى وتكوينى
في الصخر والرمل ما بين النراجين
وإنى صرت في لوح الهوى تذكار
والآن
***
لا شابعاً من طيب لحمك
أو ريّان منسكب نهديك أمضى
فأوعدينى أن ستدعونى
الى فراشك ليلا آخر
وتطيليه علىّ بشعرك
في زندى
***
ولونك في لوني وتكوينى
فنيتُ فيك فضمينى
الى قبور الزهور الاستوائيه
الى البكاء
واجيال البعوديه
ضُمّى رفاتى
ولفّينى بزندك
ما أحلى عبيرك
ما أقواك
عاريةً وزنجيه
وبعض أقوالى أمام الله.http://www.mafhoum.com/press2/80C33.htm
| |
|
|
|
|
|
|
Re: عيسى الحلو يستدرج الدكتور عبد الله علي إبراهيم .... في الغابة والصحراء (Re: حيدر حسن ميرغني)
|
Quote: و أنا أؤمن على ما قال به : ع.ع. ابراهيم حول ان تلك الكناية، تليق بممثلي الجماعة العربية الاسلامية. ولذلك قال ع.ع. ابراهيم، في ما قال به من كلام سديد، انها لا تليق بالثقافات الجنوبية مثلا. ارجع الى كلام قرنق عن : البوتقة الثقافية وقرنق قد نال قسطا من تعليمه في امريكا. فالبوتقة الثقافية عند قرنق، هي ما ستتشكل, أي في االمستقبل, وليس ما تشكلت ، أي في الماضي في النموذج السناري,
|
عبد الله لم يرفض الغابة والصحراء لانها ، لا مكان فيها لانسان الجنوب - وهذا غير صحيح فالغابة هنا كناية عن الجنوب - ولكن عبد الله يريد وطنا خاصا فقط بالجماعة الشمالية العربية المسلمة . وسنفصل ونورد الشواهد على ذلك . اما قبول قرنق بفكرة البوتقة فهو في حد ذاته رد على ما ذهب اليه عبدالله ابراهيم من ان اهل الجنوب رفضوا معادلة الغابة والصحراء . ثم ان قرنق لم يرفض البوتقة بحجة انها مستعارة من التجربة الامريكية . وهل نرفض الديمقراطية بحجة انها غربية المنشا ؟!
| |
|
|
|
|
|
|
Re: عيسى الحلو يستدرج الدكتور عبد الله علي إبراهيم .... في الغابة والصحراء (Re: حيدر حسن ميرغني)
|
الأحباء هنا
تعقيب على عبارة :
تعجبت من إسراف الدكتور عبد الله علي إبراهيم في وصف الشاعر عبد الحي بالتعبير الآتي نصه وورد في حواره مع الكاتب عيسى الحلو :
( أو عبد الحي بإرثه الغربي العجيب ) !!
إنني أرى أنه يمكن لعبد الحي أن يلتحف ما شاء من لبوس الدُنيا ، لغة وطرائق تعبير أياً كانت أصولها ، فالعقل المُبدع الصافي ذهن مفتوح ، يرجع بالماضي إلى الخلايا الأولى ، وللحاضر من أي نبع ، ومن المستقبل كل الممكن .
لن تكون الهوية بأية حال سقفاً للإبداع ، بل عالم يمكن السباحة فيه للمُبدع ، أو أن ينفلت من مداره لمجرَّاتٍ أخرى .
أختلف مع الدكتور في كلمة ( العجيب ) ، وأراه مُسرِفاً في الوصف .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: عيسى الحلو يستدرج الدكتور عبد الله علي إبراهيم .... في الغابة والصحراء (Re: حيدر حسن ميرغني)
|
الاخ حيدر تقول في اشارة في غاية الذكاء واللامعان
Quote: حالة التعارض الوجداني التي جعلت الدكتور عبد الله معارضا لما يسمى عند إدوارد سعيد بثقافة (الهجنة) مقابل تأييده لكل ما يؤسس لثقافة (الهوية)
|
وهذا يتجلي في قوله في خاتمة مقالته "تحالف الهاربين " " إن أفضل الطرق عندى أن يكف أبناء الشمال العربى المسلم عن خلع بعض حضارتهم بدعوى الهجنة . فأوفى الضمانات للأفريقيين في الوطن هى يوم يرونهم قد وطنوا حرياتهم كعرب ومسلمين في باطن ثقافاتهم . فالاحتجاج بحقوق الأفريقيين المعاصرين أو ممن يزعم الأفروعربيون أن دماءهم ، كأسلاف ، قد استقرت فينا هو خطة سلبية جدا ."
وابان عن ذلك بصورة اكثر جلاء في محاضرته التي القاها بالمجمع الثقافى بابوظبى فى امسية الاربعاء الموافق 11/7/2001 وقال : انه معنى بشان الجماعة العربية المسلمة بشمال السودان وان الشفرة الثقافية لهذه الجماعةهى القومية العربية.وان اس البلاء ومثار النزاع الحالى فى السودان هو ان هذه الجماعة العربية الاسلامية عندما ارادت ان تبنى وطنا بنت وطنااكبر فى رقعته من رقعتها.وان من بعض متاعبنا هو هذا الخليط من الهويات. وقال : ان نظام الانقاذ مستل من هذه الشفرة ،شفرة الثقافة العربية الاسلامية.وهو لذلك يصفه ببرج ايفل ويقول ان هناك كاتبا فرنسيا يكره برج ايفل جداولكنه مع ذلك كانت يذهب اليه لتناول وجباته فيه لما سئل عن السبب ،قال ان اللحظة الوحيدة التى لا يرى فيها البرج هى لحظة دخوله فيه؟؟ وذلك فى دعودة صريحة للناس للانخراط فى نظام الانقاذ ليرواه من الداخل؟؟ "
لذلك تامل الاضطراب في قوله في الحوار عن سبب افتراقه عن الغابة والصحراء هو : " ولم تشفع لنا رايات الغابة والصحراء كمصالحة اساسية بين العروبة والافريقية، ومن اتهام الشماليين بكل قبيح وذنب وتقصير. فالنظرية التي لا تغطي صلبها تعرض نفسها للمسائلة والجرح والتعديل. فهي لم تقنع الحركة القومية الجنوبية بسداد انسان الغابة والصحراء كمنتوج نهائي جميل ومريح للسودان. ومن هنا افترق طريقي مع اهل الغابة والصحراء. وبدأت انظر في الينابيع الثقافية والنظرية والمعرفية لمدرسة الغابة والصحراء. وبدأت بنقد كتابي (ترمنجهام وماك مايكل). وقع طلاق البينونة بيني وبين المدرسة (الغابة والصحراء). " فالسبب الحقيقي ليس لان الغابة والصحراء لم تقنع الحركة الجنوبية القومية وانما لانها لم تقنع التطلعات القومية العروبية للجماعة الشمالية العرية المسلمة التي يقول انه معنى بشانها ،و من خطأ هذه الجماعة انها بنت وطنا اكبر من رقعتها . "اتهام للشماليين بكل قبيح وذنب وتقصير !!
| |
|
|
|
|
|
|
Re: عيسى الحلو يستدرج الدكتور عبد الله علي إبراهيم .... في الغابة والصحراء (Re: Agab Alfaya)
|
ورد في هذا البوست هذا السؤال الموجه الي حول من اين اتيت بمصطلح الكناية الثقافية:
Quote: ولا ادري من اين اتيت بها؟ |
وقد حدث نفس هذا الشيئ ، عندما تمت مهاجمة ع.ع. ابراهيم، لانه استخدم مصطلح الشفرة الثقافية، وذلك ببساطة لان مناقشيه لم يسمعوا، بذلك المصطلح، وهذا ليس ذنب ع.ع. ابراهيم باي حال، وللاسف اشترك في هذا الهجوم الاستنكاري: الراحل المقيم: الاستاذ الخاتم عدلان. وسنعود لذلك كان الله هوّن.
نعود للكنايات الثقافية، والتي هي مجال واسع للدراسات الحديثة.
أدناه هاند اوت في جامعة امريكية ، لعرض بالباور بوينت عن : الكنايات الثقافية http://www.dpo.uab.edu/~danielou/FLL%20120%20Intro%20ha...ltural%20metaphor%22
و أدناه ايضا عرض بالباوربوينت في جامعة امريكية، ولم اتمكن من نقل الباوربوينت،فاتيت بصيغته في لغة html
This is the html version of the file http://www.d.umn.edu/cla/faculty/troufs/anth1095/PowerP...ltural_metaphors.ppt.
To link to or bookmark this page, use the following url: q=cache:RzQkO5sBdbAJ:www.d.umn.edu/cla/faculty/troufs/anth1095/PowerPoint/cu...n&gl=us&ct=clnk&cd=1
These search terms have been highlighted: cultural metaphors These terms only appear in links pointing to this page: powerpoint
Understanding Global Cultures Cultural Metaphors http://www.d.umn.edu/cla/faculty/troufs/anth1095/index.html#text Cultural Metaphors • Unit of analysis = the nation or national culture “national character studies” The Chrysanthemum and the Sword – Ruth Benedict Cultural Metaphors • Other “units of analysis” may include: o one person (e.g., Paul Buffalo) “life histories” http://www.d.umn.edu/cla/faculty/troufs/Buffalo/Intro-Temp2.html Paul Buffalo Meditating Medicine Cultural Metaphors • Other “units of analysis” may include: o one person (e.g., Paul Buffalo) o the family (e.g., Strodtbeck, see later) o the community o a region (“culture area”) Mesoamerica The Northwest Coast (of North America) The Upper Midwest The Mideast “Sub-Saharan Africa” Aran Islands Cultural Metaphors • Other “units of analysis” may include: o one person (e.g., Paul Buffalo) o the family (e.g., Strodtbeck, see later) o the community o a region (“culture area”) o a culture “Irish” “Chinese” “Mexicans” “Bedouins” Cultural Metaphors • but cultural metaphors can be derived for ethnic groups within and across nations o e.g., Anishinabe (Chippewa; Ojibwa) o e.g., Rom (Gypsies) o e.g., Irish “Travellers” sometimes incorrectly called “Gypsies” o e.g., Basques o e.g., Kurds Cultural Metaphors • Unit of analysis = the nation or national culture • applies to a group, but not to every individual within it Cultural Metaphors • Unit of analysis = the nation or national culture o because a good amount of evidence suggests that there are commonalities across regional, racial, and ethnic groups within each of them that can be captured effectively by cultural metaphors Cultural Metaphors • Unit of analysis = the nation or national culture o Understanding Global Cultures contains 28 metaphors o there are approximately 200 nations in the world 193 according to The Times World Atlas (2004) Ken Livingston, mayor of London England, indicated that there were over 300 languages spoken in London. (Following the terrorist attack of July 2005). Communication Culture Counts and it counts quit a bit Constructing Cultural Metaphors • Florence Kluckholn and Fred Strodtbeck • Edward T. Hall • Geert Hofstede • Cultural Metaphors include, in addition, the items on p. 11 . . . Cultural Metaphors include . . . • religion • early socialization and family structure • small group behavior • public behavior • leisure pursuits and interests Cultural Metaphors include . . . • total Lifestyle o work / leisure / home and time allocations to each of them • aural space o the degree to which members of a society react negatively to high noise levels • roles and status of different members of a society Cultural Metaphors include . . . • holidays and ceremonies • greeting behavior • humor Cultural Metaphors include . . . • language o oral and written communication Cultural Metaphors include . . . • nonoral communication o body language kinesics (motion) proxemics (space) Cultural Metaphors include . . . • sports o as a reflection of cultural values • political structure of a society • the educational system of a society Cultural Metaphors include . . . • traditions and the degree to which the established order is emphasized • history of a society o but only as it reflects cultural mind-sets, or the manner in which its members think, feel, and act o not a detailed history Cultural Metaphors include . . . • food and eating behavior Cultural Metaphors include . . . • social class structure • rate of technological and cultural change • organization of and perspective on work o such as a society’s commitment to the work ethic, superior-subordinate relationships, and so on • any other categories that are appropriate A Four-Stage Model of Cross-Cultural Understanding • four-cell typology of process / goal orientation • more specificity • inclusion of other “etic” of culture-general dimensions along which specific cultures have been shown to vary • cultural metaphors are employed for understanding a culture o they build on the “etic” understanding provided by the approaches used in the first three stages Emics / Etics emics o from “phonemics” o viewing a culture from the inside etics o from “phonetics” o viewing a culture from the outside More on the “emics” and “etics” later “Four-Stage Model” One variable of the “Four-Stage Model” is the degree to which process such as effective communication and getting to know one another in depth should precede discussion of specific goals “Four-Stage Model” Another variable of the “Four-Stage Model” is the degree to which a culture fosters and encourages open emotional expression Fig. 1.1. Process, Goals, and Expression of Emotions (p. 12) Mexico, Spain, and Italy China, Japan, and India Higher United States and Germany England, Ireland, and Scotland Lower Higher Lower Degree to Which Process Must Be Emphasized Before Goals Can Be discussed Open Expression of Emotions and Feelings More on the “Four-Stage Model” later Cultural Metaphors “Metaphors are not stereotypes” – Martin J. Gannon Why? Geert Hofstede (1991) • IBM study demonstrated that national culture explained 50% of the differences in attitudes in IBM’s 53 countries “Given such studies, it seems that culture influences between 25% and 50% of our attitudes, whereas other aspects of workforce diversity, such as social class, ethnicity, race, sex, and age, account for the remainder of these attitudinal differences.” “Frequently, when a foreigner violates a key cultural value, he or she is not even aware of the violation, and no one brings the matter to his or her attention.” • once a visitor makes a major mistake it is frequently impossible to rectify it • and it may well take several months to realize that polite rejections really signify isolation and banishment “Even genuinely small cultural mistakes can have enormous consequences.” “. . . Knowing a country’s language, although clearly helpful, is no guarantee of understanding its cultural mindset, and some of the most difficult problems have been created by individuals who have a high level of fluency but a low level of cultural understanding.” “Moreover, members of a culture tend to assume that highly fluent visitors know the customs and rules of behavior, and these visitors are judged severely when violations occur.” Cultural Metaphors • Understanding Global Cultures describes a method for understanding easily and quickly the cultural mind-set of a nation and comparing it to other nations Cultural Metaphors • In essence the cultural metaphor involves identifying some phenomenon, activity, or institution of a nation’s culture that all or most of its members consider to be very important and with which they identify closely o the characteristics of the metaphor then become the basis for describing and understanding the essential features of the society Cultural Metaphors • each metaphor is a guide or map that helps the foreigner understand quickly what members of a society consider very important o but it is only a starting point against which we can compare our own experiences and through which we can start to understand the seeming contradictions pervasive in most, if not all, societies Cultural Metaphors • book describes a dominant, and perhaps the dominant, metaphor for each society o but other metaphors may also be suitable Constructing Cultural Metaphors • Florence Kluckholn and Fred Strodtbeck • Edward T. Hall • Geert Hofstede • Plus items on p. 11 . . . Constructing Cultural Metaphors • Florence Kluckholn and Fred Strodtbeck o note that each society has a dominant cultural orientation that can be described in terms of six dimensions Florence Kluckholn and Fred Strodtbeck • “What do members of a society assume about the nature of people, that is, are people good, bad, or a mixture?” These kinds of beliefs are sometimes called “existential postulates” Florence Kluckholn and Fred Strodtbeck • “What do members of a society assume about the relationship between a person and nature, that is, should we live in harmony with it or subjugate it?” These kinds of beliefs are sometimes called “normative postulates” Florence Kluckholn and Fred Strodtbeck • “What do members of a society assume about the relationship between people, that is, should a person act in an individual manner or consider the group before taking action?” individualism vs. collectivism (groupism) in terms of such issues as making decisions, conformity, and so forth Florence Kluckholn and Fred Strodtbeck • “What is the primary mode of activity in a given society, that is, being, or accepting the status quo, enjoying the current situation, and going with the flow of things; or doing, that is, changing things to make them better, setting specific goals and accomplishing them within specific schedules, and so forth?” Florence Kluckholn and Fred Strodtbeck • “What is the conception of space in a given society, that is, is it considered private, in that meetings are held in private, people do not get too close to one another physically, and so on; or public, that is, having everyone participate in meetings and decision making, allowing emotions to be expressed publicly, and having people stand in close proximity to one another?” Florence Kluckholn and Fred Strodtbeck • “What is the society’s dominant temporal orientation” past present and / or future? Constructing Cultural Metaphors • Kluckholn and Strodtbeck note that each society has a dominant cultural orientation that can be described in terms of these six dimensions • but that other, weaker orientations may also exist simultaneously in its different geographical regions and racial and ethnic groups Constructing Cultural Metaphors • Florence Kluckholn and Fred Strodtbeck • Edward T. Hall o made many discoveries in how people learn language o analyzed the levels of learning Edward T. Hall • “Context, or the amount of information that must be explicitly stated if a message or communication is to be successful” Edward T. Hall • “Space, or the ways of communicating through specific handling of personal space” o e.g., North Americans tend to keep more space between them while communicating than do South Americans Edward T. Hall • Time, which is either monochronic (scheduling and completing one activity at a time) or polychronic (not distinguishing between activities and completing them simultaneously – “multitasking”) Edward T. Hall • “Information flow, which is the structure and speed of messages between individuals and / or organizations” Constructing Cultural Metaphors • Florence Kluckholn and Fred Strodtbeck • Edward T. Hall • Geert Hofstede Geert Hofstede prominent organizational psychologist research is based on a large questionnaire survey of IBM employees and managers working in 53 different countries especially significant because the type of organization is held constant Geert Hofstede • Power distance or the degree to which members of a society automatically accept a hierarchical or unequal distribution of power in organizations and the society Geert Hofstede • Uncertainty avoidance or the degree to which members of a given society deal with the uncertainty and risk of everyday life and prefer to work with long-term acquaintances and friends rather than with strangers Geert Hofstede • Individualism or the degree to which an individual perceives him- or her-self to be separate from a group and free from group pressure to conform Geert Hofstede • Masculinity or the degree to which a society looks favorably on aggressive and materialistic behavior Geert Hofstede • Time horizon (short term to long term) or the degree to which members of a culture are willing to defer present gratification in order to achieve long-term goals The “three-dimensional approaches” developed by Kluckholn and Strodtbeck, Hall, and Hofstende o leave out many features of the cultural mind-sets that are activated in daily cultural activities o neglect the institutions molding these mind-sets o are instructive, but are “somewhat lifeless and narrow” leave out many facets of behavior Constructing Cultural Metaphors • Florence Kluckholn and Fred Strodtbeck • Edward T. Hall • Geert Hofstede • Cultural Metaphors include, in addition, the items on p. 11 . . .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: تسوي بيدك يغلب اجاويدك ! (Re: حيدر حسن ميرغني)
|
بعد ان صحح الخواض ترجمة metaphor حسب قوله ، عاد مرة اخرى واستعمل تعبير استعارات ثقافية وليس كنايات ثقافية :
Quote: والمعروف ان الخطاب المتعلق بالتعدد الثقافي، يتحدث عن امرين: النظرية الثقافية و الاستعارة الثقافة
|
وبرضو الاستعارة الثقافية وليس الكناية الثقافية ؟!!!!!
| |
|
|
|
|
|
|
Re: عيسى الحلو يستدرج الدكتور عبد الله علي إبراهيم .... في الغابة والصحراء (Re: حيدر حسن ميرغني)
|
Quote: اذن السياق هو الذي يحدد اي المعنيين نختار لترجمة كلمة Metaphor والكلمة بمفردها لا تحمل اي معني محددا . وهذه من ابجديات الترجمة وعلم اللغة . وحيث انك نزعت الكلمة من سياقها - ولا ادري من اين اتيت بها - فمن الطبيعي ان تخطئء في الترجمة المناسبة او تغيرها على هواك . |
هذا ما جاء في احد ردودي السؤال كان في اي سياق من حديث عبد الله وردت الكلمة لانها لم ترد في الحوار ولا في "تحالف الهاربين" او اي في اي نص ورد هنا في هذا الخيط . وبدون ورود الكلمة في سياق محدد يكون من العبث الحديث عن الترجمة الصحيحة لها . ويمكن ان تكون الكلمة استعارة ثقافية او كناية ثقافية حسب الاستعمال وقصد المتكلم . فالمصطلح يمكن ان يكون كناية ثقافة ويمكن ان يكون استعارة ثقافية كما سبق لبيان اعلاه . والدليل انك رجعت تاني واستعملت تعبير : استعارة ثقافية !!!! اذن القضية ليست في المصطلح وانما في توظيف المصطلح التوظيف الصحيح . هذا هو المحك . توظيف المعلومة .انت استعملت تعبير استعارة ثقافية ونحن رددنا عليك بالتعبير الذي استخدمته ! مهما يكن من امر ، نحن نتحدث عن الثقافة السودانية وليس الامريكية او الكندية . وكانت الغابة والصحراء في دلالتهما الكنائية او الرمزية اول محاولة للتعدد الثقافي في السودان كما اقر الدكتور . وهذه الكنايات السودانية ليست استعارات ثقافية . ولم ترد على ذلك وتجاهلته تماما .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: عيسى الحلو يستدرج الدكتور عبد الله علي إبراهيم .... في الغابة والصحراء (Re: حيدر حسن ميرغني)
|
Quote: وقد حدث نفس هذا الشيئ ، عندما تمت مهاجمة ع.ع. ابراهيم، لانه استخدم مصطلح الشفرة الثقافية، وذلك ببساطة لان مناقشيه لم يسمعوا، بذلك المصطلح،
|
طبعا هذا غير صحيح . فالدكتور عبد الله لم يهاجم لانه استعمل مصطلح الشفرة الثقافية . وانما لانه وصف هذه الشفرة الثقافية السودانية وصفا محددا . وذلك في المحاضرة التي قدمها في ابوظبي فى امسية الاربعاء الموافق 11/7/2001 حيث قال انه " معنى بشان الجماعة العربية المسلمة بشمال السودان وان الشفرة الثقافية لهذه الجماعةهى القومية العربية.وان اس البلاء ومثار النزاع الحالى فى السودان هو ان هذه الجماعة العربية الاسلامية عندما ارادت ان تبنى وطنا بنت وطنااكبر فى رقعته من رقعتها.وان من بعض متاعبنا هو هذا الخليط من الهويات. وقال ان نظام الانقاذ مستل من هذه الشفرة ،شفرة الثقافة العربية الاسلامية.وهو لذلك يصفه ببرج ايفل ويقول ان هناك كاتبا فرنسيا يكره برج ايفل جداولكنه مع ذلك كانت يذهب اليه لتناول وجباته فيه لما سئل عن السبب ،قال ان اللحظة الوحيدة التى لا يرى فيها البرج هى لحظة دخوله فيه؟؟"
هذا ما اعترض عليه الناس وقتها . اذن القضية مرة اخرى ليست المصطلح والالمام به او عدمه وانما الرسالة التي يراد ايصالها من خلال توظيف المصطلح . والرسالة اهم من المصطلح لانه يمكن الاستغناء عن المصطلح وتوصيل الرسالة بوسائل اخرى . مشكلة الخواض انه مغرم بالمصطلحات وهذا يشغله عن السياقات والرسائل التي تحملها هذه المصطلحات .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: عيسى الحلو يستدرج الدكتور عبد الله علي إبراهيم .... في الغابة والصحراء (Re: Agab Alfaya)
|
قلنا قبل ذلك، ان مشكلة محاوري ع.ع. ابراهيم، تتمثل في الفجوة المعرفية الضخمة بين خطابه، وبين محاوريه، أو قل خصومه السياسين، و الذين يستندون-فقط-، على مواقفه السياسية، وهي مواقف تستوجب الانتقاد، و الاستنكار، لكن لا يمكن ان ينسحب ذلك على مجمل خطابه.
وقد أشرناالى موجة الاستنكار العنيفة التي عّبر عنها نفر من معارضيه السياسيين، ومن ضمنهم الراحل المقيم الخاتم عدلان، والذي استنكر بشدة استخدام ع.ع. ابراهيم لمصطلح:
و قام بالتشكيكك في صحته، مع أنه مصطلح علمي ، اتفقنا معه أو اختلفنا.
و قد ورد ذلك الاستنكار، في الرد على محاضرة ع.ع. ابراهيم، و التي قام الفيا بنشرها، و الترويج لها.
ورد في ذلك الرد على المحاضرة، ان الخاتم قد قال أنه:
Quote: مهتم بالمفهومي في نص عبد الله |
و ضمن ذلك الاهتمام قال الخاتم، مهاجما ع.ع. ابراهيم،
و مشككا في ما طرحه ع.ع. ابراهيم حول الشفرة الثقافية:
Quote: وهل يمكن الحديث عن شفرة ثقافية، كما نتحدث مثلا عن شفرة جينية؟ هل إندغمت الثقافة في مفاهيم عبد الله الحديثة جدا في البيولوجيا؟ |
وواصل هجومه الاستنكاري ، حول أن المصطلح ناتج من خلط معرفي قام به ع.ع. ابراهيم، و انه غير متداول اطلاقا في الخطاب الثقافي المعاصر، قال الخاتم مستنكرا ، و مدينا لاخلاط ع.ع. ابراهيم المعرفية:
Quote: ليس صدفة أن عبد الله يتحدث عن شفرة ثقافية، غير عابئ بالخلط بين العلوم والتخصصات والفلسفات |
Re: رد الخاتم عدلان - علي - عبدالله علي ابراهيم
الوحيد الذي انتبه الى امكانية التداول العلمي لمصطلح : الشفرة الثقافية كان حافظ محمد خير: فردا والذي تطرق الى شفرة من الشفرات الخمس لبارت في كتابه: s\z الا وهي الشفرة الثقافية وكان محقا في ذلك. وسنعود المشاء
| |
|
|
|
|
|
|
Re: سنار الرمز ، وليس سنار الدولة الدينية ، (Re: حيدر حسن ميرغني)
|
الاستاذ الاديب عبد الله الشقليني كتبت
Quote: ربما نتجنى كثيراً على أصحاب الغابة والصحراء إن نظرنا إليهم نظرة من أرادوا وضع قواعد للهوية ، وإن لعبت بذهنهم خطرات حالمة : مثلاً عن سنار الهجين ، ولم يقرءوا الوجه الكالح من التاريخ القديم جيداً ، وسير خُطى العُبودية على أرداف جمال سنار وهي تمشي مشي السحاب .
|
واقول " والحقيقة عندما نادى دعاة الأفروعربية بالعودة إلى ( سنار ) للتعبير كرمز للتعبير عن واقع حال الهوية السودانية لم يقصدوا بذلك العودة إلى نموذج الدولة الدينية الذي كان مطبقا في مملكة سنار كما لم يقصدوا تجاهل الحضارات والممالك السودانية السابقة على سنار . وإنما هدفوا ببساطة إلى تقديم نموذج من تاريخ السودان يرمز ويعبر عن التعايش والتمازج السلمي بين الثقافات السودانية المختلفة . وقد رأوا في سنار الخلاصة التي تلتقي عندها كل حضارات السودان القديمة والمعاصرة . والعودة إليها هي بالضرورة عودة إلى مروي وكرمة النوبية وعلوة والمقرة المسيحية . ففي ديوانه ( العودة إلى سنار ) يستلهم محمد عبد الحي الكثير من الرموز والأساطير من الحضارات النوبية القديمة . وفي ديوانه ( السمندل يغني ) توجد قصيـدة بعنـوان ( مروي ) في إشارة إلى الحضارة المروية القديمة وفي الصفحة المقابلة مباشرة توجد قصيدة أخرى باسم ( سنار ) في إشارة إلى مملكة سنار أكثر من ذلك أن محمد عبد الحي في دراسته القيمة من أسطورة ( الشيخ إسماعيل صاحب الربابة ) وهو أحد متصوفة مملكة سنار يذهب أبعد من ذلك ويحاول إيجاد وشائج بين سيرة الشيخ إسماعيل وبين سائر الثقافات والحضارات القديمة بما في ذلك التأثر بالتراث اليوناني القديم حيث يرى أن الشيخ إسماعيل هو في الحقيقة أورفيوس سوداني . ويخلص إلى أن سيرة الشيخ الصوفي تمثل اللاوعي الجمعي أو الذاكرة التراثية للإنسان السوداني حيث تلتقي عندها الثقافة العربية الإسلامية بالثقافات اليونانية والنوبية والمسيحية . " من مقالنا : الغابة والصحراء كناظم جمالي . " والحقيقة لا توجد قراءة في توصيف الهوية السودانية ، أصدق من قراءة جماعة الغابة والصحراء ذلك لأنها تنطلق من الواقع العياني الملموس وتتطابق معه . وبالتالي يمكننا أن نصف هذه القراءة بأنها قراءة معرفية وليست أيديولوجيـة . لذلك فأن وصفها بأنها ( مشروع ) أو ( خطاب ) يمكن أن يعد وصفا غير دقيق . فالأفروعربية عند جماعة الغابة والصحراء ليست تصورا نظريا لما يجب أن تكون عليه الهوية السودانية بقدر ما هي توصيف لما هو واقع فعلا . وأي توصيف بديل للآفروعربية لا يعدو أن يكون ذو بعد واحد يقوم على نفى الآخر . فإذا قلنا مثلا أن السودان بلد عربي خالص العروبة فلا يستقيم ذلك إلا بنفي العناصر الأفريقية ، وإذا قلنا أنه بلد أفريقي خالص الأفريقانية لا يستقيم ذلك إلا بنفي العناصر العربية الإسلامية . ولا مخرج إلا بالإقرار بالبعدين العربي والأفريقي في بنية الهوية السودانية . ولتقييم مساهمة جماعة ( الغابة والصحراء ) تقييما سليما لابد من النظر إليها في السياق التاريخي الذي ظهرت فيه ، وهي فترة الستينات من القرن العشرين حيث كانت حركات القومية العربية بزعامة جمال عبد الناصر وأحزاب البعث في أوج ازدهارها . وفي أفريقيا وأمريكا اللاتينية كانت هناك حركة الزنوجة بزعامة ايمى سيزار وليوبولد سينغور . في هذه الظروف واجه جماعة الغابة والصحراء سؤال الهوية ففطنوا إلى أن السودان حالة خاصة يجمع بين العروبة والأفريقانية فتفتق تفكيرهم عن صيغة تجمع بين المكونين العربي والأفريقي في الهوية السودانية فكانت صيغة الغابة والصحراء أو الآفروعربية . " من مقالنا : الافروعربية بين الواقع ووهم الايدلوجيا .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: سنار الرمز ، وليس سنار الدولة الدينية ، (Re: Agab Alfaya)
|
في محاولة لاصلاح خطأ ما، عدت الى البوست، و كانت دوما تكتب لي الرسالةالتالية: Only the originator of this post or moderators are allowed to edit this message. Please go back and try again or contact the webmaster if you believe this is a server error شديد اسفي، اذ ان اصلاح ردي قد ساهم في ان تكون القراءة مزعجة. المهم ، سنعود المشاء
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الشفرات الثقافية (Re: osama elkhawad)
|
Quote: أننا في بحبوحة من ترف القراءة .. |
ما أصدقك استاذ شقليني
هكذا هي الغابة والصحراء
تفتح لك مغاليق أبوابها
وجنَها وسحرها واساطيرها
إذا دخلتها بقلباً عاشقاً لها
مثلما دخل شكري وعبدالله الطيب والطيب صالح وغازي القصيبي على المتنبي
نتمنى ان يكون مردود المداخلات ذو منفعة لامثالنا
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الدكتور عبد الله على ابراهيم ، والسودانوية ، (Re: حيدر حسن ميرغني)
|
Quote: «بيان الثقافة» استغل زيارة الدكتور عبدالله لدولة الامارات لاجراء هذا الحوار معه والوقوف عند
مجموعة من النقاط العامة حول تجربته الابداعية الشخصية والسودانية بصورة عامة.
ـ الى اي مدى اثرت انتماءاتك السياسية والتحولات التي طرأت عليها في تجربتك الابداعية وكيف تنظر الى علاقة
المبدع بالسياسة وهل يمكننا اعتبار السياسة وانتماءاتها شرطا ابداعيا؟
ـ قال الدكتور عبدالله ابراهيم: نشأنا على ان السياسة وانتماءاتها الحزبية الضيقة هي من شروط الابداع
وهذا ماكان يعرف بالالتزام ونشأنا على رجال كبار ونساء كبيرات مبدعات في هذا الشرط من امثال بابلونيرودا
وجوركي وفي مصر عبد الرحمن الشرقاوي ويوسف ادريس وان كان كاتب بارع مثل نجيب محفوظ حالة شاذة محيرة فهو لا
منتم ومبدع جيد، لم نجد اية صعوبة ونحن على اعتاب الكتابة الفكرية الى تفعيل ـ بغير تردد ـ شرط الابداع في
شرط الالتزام الحزبي والعقيدي وهكذا اقبلنا على الالتزام في اطار الحركات اليسارية والتنظيمات اليسارية
ولكني شخصيا كنت قد بدأت في وقت باكر ارصد توتر هذه العلاقة ومتاعبها واشكالاتها فقد اتيح لي وانا في نهاية
الثانوية العليا ان اقرأ «لهوارد فاست» كتابه الكاتب والحزب ثم الى جملة الكتب والكتابات الشيوعية
لشيوعيين سابقين ابدوا ضيقهم وخروجهم على الحزب بوصفه بؤرة خانقة للابداع لذلك كنت في غاية الانتباه.
لهذا التوتر وقوى هذا عندي ملكه الكاتب وميله السياسي في آن واحد وتوسعت في أدائي السياسي كما توسعت في
حرصي على استغلال رؤيتي وعزتي بنفسي ككاتب، وادواتي المميزة في المساهمة في العملية السياسية وقد تصادف ان
رزقنا بزعيم سياسي يساري هو عبد الخالق المحجوب الذي كان يفهم كمبدع خفي متاعب الكاتب في الحركة اليسارية
ولذا فقد وفر لنا الكثير من الحماية وحسن الاستماع وبعد تجارب مريره استمع الينا وقرر بشكل نهائي ان لا
ناقداً رسمياً بالحركة اليسارية في السودان ولا عقيدة رسمية كمثل الواقعية الاشتراكية التي كان لها الهيمنة
والقبول وقرر ان هذه العملية عملية عالية ينفذ بها الكاتب الى الجمهور ويتوسل الى ذلك بأرقى الادوات
والوسائل والاساليب في شروط الوعي بالحقائق السياسية العالمية والداخلية وحقائق القوة.
لذلك لا تجد في السودان شكوى اساسية من العنت الذي نسمع عنه بالنسبة للكاتب والحزب وان كان هناك امثال
المرحوم صلاح احمد ابراهيم صاحب غابة الابنوس وغضبة الهباي وتصويره لهذه العلاقة كمثلها في بقية انحاء العالم
وان الحزب له الصولة والجولة ولكن هذه ليست تجربتي على اية حال واذا اسفت على اي شيء من اقتحامي للعملية
السياسية انني ربما هجرت اجناساً ادبية بدأت بها مثل القصة القصيرة وربما احمد لهذه التجربة انها جعلتني كاتبا
مسرحياً في سياق توثيق الحركات الشعبية والجهات الاجتماعية واكسبتني مرونة وسيطرة على اجناس كتابة متعددة
مثل المقال الصحفي والعمود الصحفي والتحليل السياسي والبيان السياسي وهذه اعتقد ثروة ونبهتني الى البحث
عن الحقيقة اكاديميا حتى اصبح عملي الاساسي الذي ارتزق منه.
يداخلني شيء من «حتى» الابداع لهجري كتابة القصة والرواية وآمل ان يمتد العمر الى ان اعود الى شيء من هذا
حاملا الى الكتابة الابداعية كل هذه الخبرات والمهارات التي حصلت عليها من مغامراتي السياسية والاكاديمية حتى
كتاباتي الاكاديمية تجدها مكتوبة من زاوية الدراما بوجود شخوص وافكار حركية، وانا حامد لهذه التجربة
السياسية ومازلت اعتقد انها شاغل لا م%E
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الدكتور عبد الله على ابراهيم ، والسودانوية ، (Re: حيدر حسن ميرغني)
|
شكرا حيدر على ما بسطته، وكنت ارجو ان تبسط لنا الرابط.
أواصل، كمقدمة لما ساقول به من كلام طويل ، و ارجو ان تتسع صدوركم لقبوله. ******************* كما ذكرنا قبل ذلك في هذا المنبر، فان مفهوم الغابة والصحراء مفهوم تبسيطي واختزالي. فهو قد حصر التنوع الثقافي الهائل في السودان في ثنائية الافرقة والعروبة. وكانت بدايات التنظير لهذا التيار –كما عند محمد المكي ابراهيم- ترى الى الافرقة من خلال الجنوب وتنظر اليه بوصفه كيان ثقافيا موحدا ومتجانسا .
وفي اعتقادنا ان هذه الثنائية التبسيطية تم تبنيها لا شعوريا من الخطاب الكولونيالي الاداري الانجليزي.
ولذا وقع رواد التيار الغابة والصحراء ضحية لطغيان الخطاب الاداري الكولونيالي البريطاني الذي كان يقسم السودان الى ثنائية مختزلة هي الشمال والجنوب.
وبطريقة لاشعورية تلقّف رواد الغابة والصحراء تلك الثنائية وحولوها الى الغابة اي الجنوب والصحراء اي الشمال واصبحت تلك الثنائية الكولونيالية مهيمنة على الخطاب السياسي والثقافي السوداني.
ولم تتحول تلك الثنائية الى تعددية الا في خطاب الحركة الشعبية لتحرير السودان من خلال مفهومها حول السودان الجديد والذي ينبني على مفهوم التنمية المتوازنة. فقبل خطاب الحركة كان الاقليم الوحيد الذي يعتبر مهمشا هو الجنوب. اضاف خطاب الحركة الى الجنوب المهمش الشرق وجبال النوبة واجزاء كبيرة مما يسمى بالشمال شمال الخرطوم. وهذا فتح الباب لمقاربة الثقافة السودانية كثقافات متعددة وليس كثقافة مختزلة في بعدين ثقافيين اي الافرقة والعروبة.
للشيوعيين السودانين مساهمة معتبرة،انطلاقا من التجربة السوفيتية،حول مسائل التعدد الثقافي، لكنهم لم ينطلقوا الى الحد الذي يمكن ان يجيز للكيانات الثقافية التي لا تقبل بكناية المصهر، في ان تنفصل.
نرجع للكلام حول البوتقة الثقافية كما تجسدت حسب رصدي لها في سودانيز اون لاين على الاقل. فقد تأسّست في هذا المنبر , فكرتان متعارضتان حول الموقف من تلك الكناية.
الفكرة الاولى: رفض تلك الاستعارة كخيار ثقافي لحل اشكالية التعدد الثقافي السوداني. وقد كنت صاحب ذلك الموقف, حين قلت:
Quote: كما ان تيار الغابة والصحراء تيار غير ديمقراطي من خلال تبنيه لفكرة البوتقة والتي اشار اليها بالمعية مدهشة عبدالله على ابراهيم في مقاله . |
الفكرة الثانية:
الترحيب العالي بتلك الفكرة ومدحها, باعتبارها تمثل حلا ناجزا لاشكالية التعدد الثقافي في المجتمع السوداني. وقالت "العروس" الجميلة، ميسون النجومي ، الآتي في الرد على كلامي حول ديكتاتورية "البوتقة الثقافية":
Quote: آخر نقطة ....كون أن المصهر و بوتقة كلمة دكتاتورية.....لا ادري، لكن فلنقل أنها كلمة العربي الذي يتعايش مع زنوج و ثقافات أخرى.....و كلمة الزنجي الذي يتعايش مع العرب و ثقافات أخرى...أي الذين قبلوا تواجدهم تحت جغرافية واحدة....و لا تعني خلط الثقافات سوية ..."كوكتيل يعني"!!!!! هي ما كلمة دكتاتورية لكنها كلمة السودان...و إلا كل واحد ينفصل في دولته براه و نعمل اتحاد دول |
ويبدو انها لم تفكر في كناية المصهر الروحي، بناء على ما يحدث الآن من صراعات ثقافية ،وحروبات، و انما بما ينبغي ان يكون، لو ان السودان ، أصبح حقيقة بوتقة ثقافية.
وهذا يتوقف على مستقبل العلاقات بين الثقافات السودانية، والتي لم تصل الى الآن ، حسب زعمي الضعيف، الى مرحلة البوتقة، بل ان المشكلة تكمن في رفض ثقافات سودانية كثيرة، لكناية البوتقة الثقافية
وسنعود بشكل أكثر تفصيلا. محبتي المشاء
| |
|
|
|
|
|
|
Re: لا توجد تعددية خارج ثنائية الغابة والصحراء ! (Re: حيدر حسن ميرغني)
|
كتب الخواض
Quote: كما ذكرنا قبل ذلك في هذا المنبر، فان مفهوم الغابة والصحراء مفهوم تبسيطي واختزالي. فهو قد حصر التنوع الثقافي الهائل في السودان في ثنائية الافرقة والعروبة |
وهل توجد هويات سودانية خارج ثنائية الافرقة والعروبة ؟ هذا التنوع الثقافي هو تنوع داخل هذه الثنائية وتدرج في مستوياتها وتنويعاتها ، فالغابة لا تتالف من نوع واحد من الشجر . ومثلما هنالك الصحراء هنالك شبه الصحراء وهنالك السافنا الفقيرة . طبعا هذا تصوير مجازي او كنائي ان شئت .
Quote: ولم تتحول تلك الثنائية الى تعددية الا في خطاب الحركة الشعبية لتحرير السودان من خلال مفهومها حول السودان الجديد والذي ينبني على مفهوم التنمية المتوازنة |
خطاب الحركة الشعبية لم يخرج عن التعددية داخل ثنائية الغابة والصحراء ولكنه يطمح الى ان يستقوي الغابة في مواجهة الصحراء . فهو ضد اختلال المعادلة لصالح طرف دون اخر . ولا تنسى انك ذكرت ان جون قرنق مع فكرة البوتقة في مآلها المستقبلي (طبعا لا يمكن ان يشطب ما هو كائن اصلا ) ومنصور خالد من اشد المتمحسين والمنظرين للافروعربية . اما الغلاة في الحركة الشعبية والسودان الجديد فرؤيتهم احادية اي دون ثنائية الغابة والصحراء فهم يريدونها افريقية صافية لبن .
Quote: فقبل خطاب الحركة كان الاقليم الوحيد الذي يعتبر مهمشا هو الجنوب. اضاف خطاب الحركة الى الجنوب المهمش الشرق وجبال النوبة واجزاء كبيرة مما يسمى بالشمال شمال الخرطوم. وهذا فتح الباب لمقاربة الثقافة السودانية كثقافات متعددة وليس كثقافة مختزلة في بعدين ثقافيين اي الافرقة والعروبة.
|
هذا خلط بين الهويات الثقافية والاثنية وبين التفاوت التنموي . فالتمهيش لا يصلح كاساس للتعدد الثقافي فهو يطال مناطق في الغابة والصحراء على السواء . فاسبابه ادراية متعلق باشكالات التنمية والتخطيط الاقتصادي والعوامل الجغرافية الاخرى . فالجنوب وجبال النوبة والانقسنا والفور كلها ذات هوية افريقية . ووجود اكثر من قبيلة ولغة في الجنوب لا يغير من كونه كيان افريقي . وتقسيمه لوحدات ادراية اصغر لا يغير من هذه الحقيقة .اي ان التعددية الموجودة بالجنوب كلها تقع داخل الغابة .وبالتالى فان كل هذا التعدد والتنوع الجهوي داخل ثنائية الغابة والصحراء .
Quote: للشيوعيين السودانين مساهمة معتبرة،انطلاقا من التجربة السوفيتية،حول مسائل التعدد الثقافي، لكنهم لم ينطلقوا الى الحد الذي يمكن ان يجيز للكيانات الثقافية التي لا تقبل بكناية المصهر، في ان تنفصل.
|
ولكن الدكتور عبد الله ابراهيم يذهب الى هذا الحد ويطالب بانفصال الشمال العربي المسلم الخالي من الافرقة - في رايه - واقامة دولة دينية ذات دستور اسلامي . فهل سكوت البعض عن هذه الافكار تاييد لها ؟
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الاغنية السودانية الحديثة نتاج للبوتقة الثقافية (Re: حيدر حسن ميرغني)
|
الاستاذ عبد الله الشلقيني جزيل الشكر على هذه السياحة المتشعبة المحاور فيما يخص الاغنية اقول ان الاغنية السودانية الحديثة - ولا اقول اغنية الوسط التي جاءت بعد الحقيبة بداية من اسماعيل عبد المعين وحسن عطية الكاشف هي نتاح لانصهار مختلف الايقاعات السودانية من طنبور وجراري وتمتم ومردوم الخ .. وهذا بالطبع لم يلغ احتفاظ هذه الايقاعات بهويتها المحلية . ولهذا السبب يطرب لها كل اهل السودان كما يطرب لهاانسان اسمرا ومقديشو وامجمينا وكانو ومالى .
ولي عودة
| |
|
|
|
|
|
|
في نقد البوتقة ككناية ثقافية: نماذج متعددة أو البوتقة في مقابل التعدد الثقافي (Re: Agab Alfaya)
|
ارتبطت الكناية الثقافية : المصهر أو: البوتقة بالتاريخ الثقافي الامريكي، حينما تم الحديث عن امركة المهاجرين،وكان الكلام يتعلق بهجرة الاوروربيين الى امريكا.لكن بعد موجات الهجرة التالية ،تمت اعادة النظر في مسالة البوتقة الثقافية،باعتبارها كناية تعبر عن الذوبان ، وهذا ما يجعل ثقافة المهشمين ثقافيا تذوب في الثقافة المهيمنة،وبذلك تخسر ثقافتها او معظم مكونات تلك الثقافة المهشمة او المقموعة بعامل من العوامل سواء أن كان اقتصاديا او سياسيا وغيرها من العوامل. وقد قرن دعاة التعدد الثقافي في الخطاب الثقافي امريكا بين البوتقة أو المصهر بالذوبان الثقافي . ولذلك تبنوا كنايات ثقافية تعبر عن التعدد ،وفي نفس الوقت عن الوحدة من خلال ذلك التعدد مثل صحن السلطة وغيرها من الكنايات التي اشرنا الى بعض منها في ما سبق لنا من كلام.
ان كناية المصهر او البوتقة أثارت من جديد الجدل حول ان ما تبناه المهاجرون الاوروبيون أو البيض او القوقازيين ،كما يشار اليهم، من كناية لم يكن موفقا ،اذ ان ذلك ارتكز على مقولة قتل الاب الاوروبي ،ومحاولة ابتكار ثقافة امريكية متجانسة. وقد بدأت الآن محاولات لاعادة الموؤوث الاوربي من جديد للاجيال التي فقدت علاقتها باسلافها الاوروبيين، ولذلك نشهد موجة خجول لابتعاث التراث الاوروبي الابيض الذي تم نسيانه تماما،من خلال اقامة ايام للاحتفالات بذلك التراث المنسي.
ولقد شهدت في الاسابيع الماضية احتفالات تتعلق باحياء الرقص و الطعام والتقاليد الايطالية والاغريقية في داون تاون مونتري.وكان الراقصون من تلك الاجيال التي قتل اسلافها آباءهم،تحاول ان تتعلم الرقص من الاجيال التي ما زالت تحتفظ بموروث ما من الثقافة الاورربية البيضاء التي تم هجرها ,واقصاؤها من المشهد الثقافي الامريكي بدعوى اكتمال الامركة. هنالك ورقة قدمها: محمد المسعود الشابي في مؤتمرلبنان والعرب والعالم بعد 11 ايلول وكانت بعنوان: العملاق الأمريكي و أشار فيها الى فشل كناية : البوتقة الثقافية في نموذجها الامريكي، قائلاً:
Quote: أمريكا أولا وقبل كل شيء "أمة" من المهاجرين، فالهجرة هي الثابت الوحيد في التاريخ الامريكي الدائم التحول، فحتى السكان الاصليين الذين سموا بالهنود الحمر هم أيضاً من المهاجرين الذين عبروا إلى القارة في مضيق بيرننج إلى آسيا السيبيرية في أزمنة ما قبل التاريخ. وحتى سنة 1790 كان عدد سكان امريكا من الاصليين والمهاجرين لا يزيد عن أربع ملايين نسمة. إلا أنها منذ ذلك الحين أصبحت تستقبل ما بين ربع مليون ونصف مليون مهاجر سنوياً. وعلى امتداد القرنين التاسع عشر والعشرين تدفق إلى امريكا أكثر من 75 مليون مهاجر، ومن هؤلاء ومن أحفادهم تألفت ما يمكن أن تسمى "أمة" امريكية بعيدة عن أن تكون أمة اثننيه أو ما سماه بعض الكتاب عالما وليس أمة، فكل الأمريكيين مزيج فكل أمريكي هو امريكي بالاضافة: أمريكي – انجليزي وأما امريكي – ايرلندي، أو طليان أو سود أو لاتين. وأمريكا حتى عشية الحرب العالمية الأولى كان تسعة أعشارها من أصول أوروبية. إلا أن هذه النسبة في نهاية القرن العشرين تدنت إلى سبعة أعشار، ومن المقدر أن تتدنى إلى النصف في منتصف القرن الحادي والعشرين. لأن نسبة اللاتين وخاصة المكسيكيين منهم ترتفع حسب التقديرات من 11%، اليوم إلى 25% عام 2050 وهم سيحلون محل السود كأكبر أقلية اثنية في الولايات المتحدة. وكذلك فإن نسبة الامريكيين الاسيويين سترتفع في المدة نفسها من 3.8% عام 2000 إلى 8.2% عام 2050 وهكذا سيحدث انقلاب ديمغرافي في الولايات المتحدة إذ ستكف غالبية سكانها عن تكون بيضاء لنتقلب إلى غالبية ملونة. فالبيض اليوم يشكلون 175 مليون أبيض من أصل أوروبي والسود يعدون 34 مليون من أصل افريقي و 30 مليـون ينطقون الاسبانية من أصل مكسيكي وأمريكي لاتيني و 9 ملايين أسيوي من أصل صيني وياباني وأرمني وعربي بالاضافة إلى مليونين من أصول اتنية أخرى. وقد أفلحت "البوتقة الامريكية" حتى الآن في صهر جميع عناصر الهجرة فيما سمي أمة إلا أنها في الحقيقة مجتمع متعدد الاثنيات إن لم يكن متعدد الشعوب. وهذا التعدد، كما يشير بعض الباحثين بدأ يطغي في العقود الأخيرة على الانصهار وهذا ما جعل فلسفة البوتقة تخلي مكانها لمقولة ايديولوجية جديدة هي "التعددية الثقافية" امريكا الديمقراطية. |
http://amirhamawi.atnaharnet.com/alshabi.htm
وتحدث الاكاديمي الاسلامي جعفر شيخ ادريس ، في مقال له عن : المواطنة والهوية تحدث عن التجربة الثقافية الامريكية، مشيرا الى الكنايات الثقافية ، لكن دون ان يقول بشكل صريح انها كنايات ثقافية كما في حديثه عن المصهر و صحن السلطة. يقول في ذلك:
Quote: قد يقال: لكن هذه هي الولايات المتحدة تتباهى بأنها أمة واحدة رغم أنها تكونت من مواطنين من أجناس متعددة، وديانات متباينة، ولغات مختلفة، وثقافات متناقضة. نعم! لكنها لم تصر أمة واحدة إلا حين صهرت هذه المكونات كلها في بوتقة، وأخرجت منها شيئاً واحداً متجانساً. يمكن لذلك أن نقول: إن التعدديات نوعان: تعددية صحن السَلَطة الذي يحتفظ كل مكون من مكوناته بلونه وطعمه وملمسه: فهذا طماطم، وهذا جرجير، وهذا عجور، وهكذا. وتعددية القِدر الذي توضع فيه كل المكونات، من لحم، وخضار، وملح، وبهارات لتطبخ إداماً واحداً ذا طعم واحد، وربما لون واحد. هذا الأخير هو الذي يقال: إن الولايات االمتحدة فعلته، إنها كما يحلو لهم أن يقولوا بوتقة melting pot جعلت من مكوناتها أمة أمريكية واحدة. يقول كاتب أمريكي: لقد كانت الأمركة عملية انسجام قسري كانت الولايات المتحدة فيها بمثابة البوتقة لا النسيج ذي الألوان والصور المختلفة. لم يكن ينظر إلى المجتمع الأمريكي على أنه قطعة من روسيا؛ قطعة من إيطاليا، وقطعة من بولندا مزج بعضها ببعض، كلا! بل إن القوميات المختلفة جُعلت أمريكية كما ينقى المعدن الخام ليصير ذهباً خالصاً. الأمركة نقتهم وأزالت خبثهم. إن أصحاب موكب حركة البوتقة لم يكونوا يحتفلون بالتسامح، ولكن بالخضوع لمفهوم ضيق للقومية الأمريكية، بتصوير الأجانب بأناس في أزياء غريبة، ينغمسون في قدر كبير، ويخرجون منه نقيين بهندام جميل، ولهجة أمريكية خالصة، ومنظر أمريكي؛ أي أمريكان إنجليز(1). |
http://www.albayan-magazine.com/bayan-211/bayan-08.htm
وسنعود للحديث عن انماط جديدة من البوتقة الثقافية يتم نقدها، ومن ذلك البوتقة الفرنسية عبر تجاوز قانون 1905، والبوتقة الايرانية ، والبوتقة الاسرائيلية، والبوتقة العولمية.
ارقدوا عافية المشاء
| |
|
|
|
|
|
|
Re: عندما أقر الدكتور بالهجنة الثقافية ! (Re: حيدر حسن ميرغني)
|
كان الاخ الاستاذ حيدر حسن على ،صاحب البوست ، قد ابدي ملاحظة ذكية جدا قائلا ان الدكتور عبدالله يرفض الهجنة كما يطرحها ادوارد سعيد . ونسيت ان اقول في تعليقي على اشارة حيدر انه سبق للدكتور ان اقر بالمحاضرة التي القاها بالنادي العربي بالشارقة في امسية الاربعاء الموافق 29/12/2004 ، بالهجنة حيث قال ان الخلاسية هي الوصفة المطروحة الان عالميا لوصف التمازج بين الشعوب !!! وهو يشير بذلك الى الهجنة عند ادوارد سعيد . لاحظ انه استعمل كلمة خلاسية وهي نفس الكلمة التي وردت في قصيدة محمد المكي . وكانت هذه الهجنة او الخليط بين العرب والنوبة سببا في الهجوم العنيف الذي شنه الدكتور على الافروعروبيين في " تحالف الهاربين " . وعليه ان القول بان ينابيع الغابة والصحراء استشراقية او كولونالية ، قول يصطدم مع صاحب نقد مشروع الاستشراق نفسه وهو ادوارد سعيد ، الذي يقر بالهجنة الثقافية في التواصل والتعايش السلمي بين شعوب العالم . بل يصطدم بما سبق واقر به الدكتور نفسه . وكان الخواض في :" اراء في السياسة والهجنة الثقافية " قد استانس براي سعيد حيث قال :" فادوارد سعيد في مقدمته للترجمة العربية ل"الثقافة والامبريالية" يرى "ان فكرة التعددية الثقافية أو الهجنة-التي تشكل الأساس الحقيقي للهوية اليوم- لا تؤدي بالضرورة دوما الى السيطرة والعداوة,بل تؤدي الى المشاركة وتجاوز الحدود,والى التواريخ المشتركة والمتقاطعة"-ص طبعا لا يمكن الاقرار بالهجنة ورفض كناية البوتقة كلازمة ضرورية للتلاقح الثقافي وهذه سنة الحياة والتاريخ الانساني عبر العصور .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: عيسى الحلو يستدرج الدكتور عبد الله علي إبراهيم .... في الغابة والصحراء (Re: عبدالله الشقليني)
|
مقال استاذ دكتور المعروف"جعفر شيخ ادريس"، مقال مهم،وقد نعود الى الاشارة اليه ، و الاستشهاد به مرات عديدة،
لانه من جانب يعكس بعضا من الخطاب الاسلامي المعاصر. نعود لعلاقة خطابه بالكنايات الثقافية. تحدث عن القدر او الملتينق بت، وصحن السلطة. و قد تم تحوير الكناية الاساسية عن مصهر المعادن،لتكون القدر أو الحلة في خطابنا السوداني العربي ، فاصبحت واحدة مما سمي بالكنايات المطبخية. أعتقد ان شيخ ادريس ،و الله اعلم،قد خلط بين الآحادية ،المتمثلة في القدر،وبين التعددية الثقافية المتمثلة في كنايات مثل:صحن السلطة ،ويتجلى خلطه في كلامه التالي:
Quote: إن التعدديات نوعان: تعددية صحن السَلَطة الذي يحتفظ كل مكون من مكوناته بلونه وطعمه وملمسه: فهذا طماطم، وهذا جرجير، وهذا عجور، وهكذا.
و تعددية القِدر الذي توضع فيه كل المكونات، من لحم، وخضار، وملح، وبهارات لتطبخ إداماً واحداً ذا طعم واحد، وربما لون واحد. هذا الأخير هو الذي يقال: إن الولايات االمتحدة فعلته، إنها كما يحلو لهم أن يقولوا بوتقة melting pot جعلت من مكوناتها أمة أمريكية واحدة. |
وفي نقد البوتقة يوضح ،شيخ ادريس على لسان كاتب امريكي ،ان البوتقة تعتمد في معظمم الاحيان على القسر،ولا تحفل بالتسامح،والسخرية من الآخر الغريب المختلف،واعداد قدر له ،لكي يدخل فيه ويغتسل من ادرانه الثقافية،عبر امركته. يقول:
Quote: يقول كاتب أمريكي: لقد كانت الأمركة عملية انسجام قسري كانت الولايات المتحدة فيها بمثابة البوتقة لا النسيج ذي الألوان والصور المختلفة. لم يكن ينظر إلى المجتمع الأمريكي على أنه قطعة من روسيا؛ قطعة من إيطاليا، وقطعة من بولندا مزج بعضها ببعض، كلا! بل إن القوميات المختلفة جُعلت أمريكية كما ينقى المعدن الخام ليصير ذهباً خالصاً. الأمركة نقتهم وأزالت خبثهم. إن أصحاب موكب حركة البوتقة لم يكونوا يحتفلون بالتسامح، ولكن بالخضوع لمفهوم ضيق للقومية الأمريكية، بتصوير الأجانب بأناس في أزياء غريبة، ينغمسون في قدر كبير، ويخرجون منه نقيين بهندام جميل، ولهجة أمريكية خالصة، ومنظر أمريكي؛ أي أمريكان إنجليز(1 |
ونلاحظ في نقد الكاتب الامريكي ،انه اشار الى الخسارة الكبرى التي نجمت عن قتل الاب،ونسيان الماضي الاوروبي ،وهذا ما جعل البوتقة نفسها ،تخسر التعدد والثراء "الابيض" أو "القوقازي" ،حين قال:
Quote: لم يكن ينظر إلى المجتمع الأمريكي على أنه قطعة من روسيا؛ قطعة من إيطاليا، وقطعة من بولندا مزج بعضها ببعض، كلا! بل إن القوميات المختلفة جُعلت أمريكية كما ينقى المعدن الخام ليصير ذهباً خالصاً. الأمركة نقتهم وأزالت خبثهم. |
أرقدوا عافية المشاء
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ديالتيك ثقافي (Re: حيدر حسن ميرغني)
|
كتب الاستاذ الشقليتي :
Quote: عن أهل الغابة والصحراء فإني لم أزل أنادي بالفصل بين أوزار هيمنة هوية على غيرها من إبداع أهل (الغابة والصحراء ) وهم يزرعون الساحة برياحينهم وقد صنعوا لوحات حالمة ، بقيت شجرة يجتمعون حولها ،ومن وحي الجلوس تحتها قرأنا لهم ما قرأنا.
|
اتفق معك يا عزيزي ان في ان اتهام البعض للغابة والصحراء بتغلب جانب على أخر يتجاهل حقيقة كونها ليست مجرد صيغة اختزالية وانما تمثل ديالتيك الثقافة السودانية ، هي الكل المركب حسب تعريف تايلور وليس هي مجرد صحراء في مواجهة غابة . والدليل على ذلك ان الناقمين عليها ، من اؤلئك الذين يقفون على طرفي نقيض في مقاربتهم لسؤال الهوية ، تتحول اتهامات كل طرف منهم ضدها ، الى دفاع في صفها في مواجهة اتهامات الطرف الاخر . فحسن موسى الذي يصفها بالعرسلامية ، يقول : " أن مشكلة مشروع الهوية في مساهمة الغابة والصحراء هي أنه مشروع يقوم على الرجوع " ، ولكنه " رجوع ملغم بخيار ثقافي مسبق هو خيار الثقافة الإسلامية ". أما دكتور بولا ، فأنه لا يرى غبارا على أطروحة الغابة والصحراء سوى الإبقاء على الثقافة الإسلامية بكامل عدتها وعتادها ، يقول : " أن مشروع جماعة الغابة والصحراء لدى الوهلة الأولى يبدو متماسكا معافى من أدواء المركزية الذاتية للثقافة العربية ، بيد أن النظر الفاحص يكشف رؤى الثقافة العربية بكامل عدتها وعتادها في أجندة هؤلاء الشعراء وفي تعبيرهم . " .
الا ان هذه الاتهامات ضد جماعة الغابة والصحراء تتحول إلى دفاع في مواجهة اتهامات د. عبد الله . الذي يتهمهم بالتآمر ضد الثقافة العربية والإسلامية إلى الحد الذي يقول فيه : " أنهم أرادوا من خلال استردادهم المكون الأفريقي .. أن يدسوا مشروعا خاصا بهم في تفكيك محرمات الحضارة العربية الإسلامية التي سدت على يفاعتهم منافذ الأشباع " فهو لا يرى في رد الاعتبار للمكون الأفريقي في الذات السودانية سوى محاولة يائسة لخلع الانتماء للعروبة والإسلام : " وعندي اجمالا أن خلع وتحجيم الهوية أو الثقافة العربية هو إما غش ثقافي أو يأس " !!! إذن بينما حسن موسى وبولا ينعيان على جماعة الغابة والصحراء تمسكها بخيار الثقافة العربية والإسلامية بكامل عدتها وعتادها ، ويريان فيها تكريسا لهيمنة الثقافة العربية الإسلامية وتمركزها ، يرى د. عبد الله على إبراهيم النقيض من ذلك تماما ويقول أن جماعة الغابة والصحراء تعمل على دس مشروعها العلماني في تفكيك محرمات الحضارة الاسلامية وإنها ما هي إلا محاولة يائسة وغش ثقافي يهدف إلى خلع السودان عن الانتماء لثقافته العربية ومحيطه الإسلامي .
ولكنهما بالرغم من كل لك يتركان عربسلامية الدكتور عبدالله ابراهيم الكاملة الدسم ترقد في آمن بل يصفون ورقته "تحالف الهاربين " بالجلال والفرادة ، ليشيعوا الغابة والصحراء باللعنات ويحملونها مسؤولية ولادة الغول الاسلاموي !! اظن ان بولا قد ادرك الان النسب الحقيقى لشجرة الغول . اما حسن موسى فقد تحول في نقاشه مع ابكر اسماعيل حول - اتحاد الكتاب الشايقية - الى "عربسلامي " هو الآخر حين خاطب ابكر قائلا : اين تهرب من هذا الاسم !!. اضاءة
"هنالك شبه كبير بين غلاة العروبيين وغلاة المتأفرقين فكلاهما ينظر الى السوداني الهجين معتبراً اياه عربياً خالصاً-هذا ليحشره رغم أنفه في الكتلة العروبية وذاك ليتبرأ منه ومن الأصول التي نمته. ومن يتأمل الجنجويد وحديثهم المبالغ فيه عن (لزرقة) يضحك ضحكاً مراً على النزاع ومبرراته فليس اشد زرقة من واحدهم سوى الآخر، وممكن جداً تبادل المواقع بينهم فيكون بعض الجنجويد افحم سوادا من أعدائهم في المعسكر الآخر." محمد المكي ايراهيم التاريخ الشخصي للغابة والصحراء
| |
|
|
|
|
|
|
Re: محمد المكي يرد (Re: حيدر حسن ميرغني)
|
كتب الخواض
Quote: ولذا وقع رواد التيار الغابة والصحراء ضحية لطغيان الخطاب الاداري الكولونيالي البريطاني الذي كان يقسم السودان الى ثنائية مختزلة هي الشمال والجنوب. |
وهو هنا ياخذ بما ورد في حوار الدكتور كون ان ينابيع الغابة والصحراء هي مكامايكل وترمنغهام . واترك المجال لشاعرنا الكبير محمد المكي ليرد : * * " في عام 1962 على خطوة غيرت تاريخ حياتي فقد حولتني من دارس قانون الى مشتغل بالثقافة، ومن قاضٍ او محام الى دبلوماسي يقضي معظم ايام عمره في الغربة والاتصال بالعوالم الأجنبية. ففي ذلك العام صارحت عائلتي برغبتي في قضاء العطلة الصيفية في المانيا..، تميزت ألمانيافي الستينات بروح الندم والتكفير عن خطاياها في الحرب الأخيرة وانسياقها وراء الدعاية العنصرية التي جعلتها تحارب العالم اجمع وجعلتها تتصرف باحتقار نحو كل الاعراق والاجناس.. في ذلك المناخ الودود كان سؤال الهوية مطروحا على الدوام وكان أناس لطيفون خرجوا من تحت أنقاض الحرب يريدون أن يعرفوا اذا كنت زنجيا من أفريقيا او عربيا من الشرق الأوسط واذا كنت تستطيع ان تعلمهم رقصة أفريقية أو اغنية عربية.وحين تقول أنك عربي كان نفس الأشخاص الطيبون يصارحونك ان فكرتهم عن اشكال العرب كانت مغايرة تماما .وبالمقابل لم يكن يسيرا عليهم ان يفهموا ان اشخاصا يتفاهمون بينهم بالعربية يمكن ان يكونوا زنوجا افريقيين او أن أناسا سودا يمكن ان يكونوا عربا تماما مثل عبد الناصر وملك الأردن الشاب المحبوب.وكان كل ذلك جديرا بأن يفتح أذهاننا على غرابتنا وضعف انتماءاتنا العربية والأفريقية بذات الوقت.واقتضانا ذلك كثيرا من الحيرة والتفكير لنهتدي الى حقيقة كوننا سودانيين وكوننا خلطة جميلة ومتفردة من أعراق عربية وأفريقية وأن تلك الخلطة ربما كانت هي المسئولة عن تفرد الشعب السوداني وذكائه وقدرته الفائقة على التعلق بالمثل العليا. إنني مصر على ان ذلك الاكتشاف امر ممعن البساطة ولم يكن بحاجة لعبقرية او تحليل متعمق او قراءات في أدب المستشرقين أو تأثر بهم وبين هلالين أقسم برأس أبي انني لم أقرأ حتى اليوم ترمنجهام وذلك الآخر الذي روجت ألسنة السوء أننا قرأناه وتأثرنا به وأنا أعرف تماما ان تلك الفرية مقحمة اقحاما ليذكرنا مروجها انه متمكن عظيم الباع وأنه ليس أقل من ادوارد سعيد مقدرة على نقد الاستشراق والمستشرقين وإظهار ما هم عليه من التفاهة وحقارة الشأن وكل ذلك إثباتا لعبقرية انا كنت ذات يوم ممن يتوسمونها في مروج تلك الافتراءات. لقد سجلت مرارا وتكرارا ان تسمية الغابة والصحراء من ابتكار الاستاذ النور وكنا قد ادرنا بيننا حوارا حول تلك الشئون وكانت له افكارسباقة عن التكوينة العرقية للسودان ولكننا لم نتطرق الى تكوين مدرسة شعرية او غير شعرية حول تلك المفاهيم ولم يدر ذلك ببالي الا بعد عودتي من المانيا بزمان فقد تركته هنالك وعدت في يوليو 1963لألتحق بالجامعة من جديد والتقي فيها بمحمد عبد الحي ويوسف عيدابي ونؤسس معا لاتجاه في الشعر السوداني ينطلق من تلك الأسس. " التاريخ الشخصي للغابة والصحراء جريدة السوداني "
| |
|
|
|
|
|
|
Re: محمد المكي يرد (Re: Agab Alfaya)
|
الأحباء هنا : الكاتب الفيا والكاتب أسامة . لكما كل الشكر وجزيل التقدير لرفدكما هذا البوست ليكون قبلة لشراب حلو المذاق ، طاعم النكهة . والشكر للكاتب حيدر و جميع الذين ساهموا ولم تزل خميرة كتابتهم تفعل فعلها . ـــــــــــ عزيزنا الكاتب : الفيا لقد أوردت وثيقة ( محمد المكي ) وهي مهمة في دنيا و مسيرة الغابة والصحراء ، تستحق النظر في كيف تندلق كرة الثلج الثقافية من خاطرة ، وتتضخم و تتعملق ، وتتداخل برؤى آخرين ، وأحمال الفلكلور من إضافات و حذف ، وتحوير وتعديل ، وخلاف ، وهي في مرآة الهوية تأخذ شكل أزمة خلقت شعراً عملاقاً . وكيف أن شمعة ذات زمان جمعت الكثير من القُراء لينهلوا .
شكراً للجميع
| |
|
|
|
|
|
|
اختزالية وتبسيطية و خفة ثنائية "الثقافة العربية والافريقية" (Re: عبدالله الشقليني)
|
مرحبا بالصديق : منصور المفتاح و شكرا على كلماتك الطيبات، و رمضان كريم، تصوموا و تفطروا على خير، ايها الجميل. عزيزي الشقليني احب ان اعلق قليلا على ما قلت به عن نسبة المجازر التي حدثت في الصراع الثقافي السوداني،الى دعاوى الغابة والصحراء. كما قال ع.ع. ابراهيم، فان الانجاز الشعري للغابة والصحراء،هو انجاز لا يمكن نكرانه،بل هو من الانجازات الشعرية الضخمة في الخطاب الشعري السوداني الحداثي المعاصر. لكننا ننظر الى الجذور التي شكلتها، و ما شكّل لرؤيتها للعالم. و البحث عن رؤية العالم هو بحث نقدي، ولا غبار عليه، وليس له علاقة بدعاوى الواقعية الاشتراكية ،في صيغها الاكثر ابتذالا، كما في الصيغة الجدانوفية.
بحثنا ،أو على الاقل في حالتي ، ليس هو بحثا في شعرية الغابة والصحراء، وما ينبغي لي. لكنه بحث في مدى جدوى كناية البوتقة او المصهر كمعبر عن العلاقات بين مختلف الثقافات السودانية. و أنا هنا استخدم مصطلح "الثقافات السودانية"، ولا استخدم الصيغة المختزلة اي الثقافة العربية والافريقية، وهي صيغة تحجب الثراء الضخم للثقافات السودانية. فالى الآن لا يمكننا ان نتحدث عن "ثقافة" سودانية، اذ ان الامة السودانية لم تخلق بعد. بل نتحدث عن علاقة الجغرافيا بالثقافات المتعددة تعددا ضخما وثريا. ان ايراد ثقافات متعددة و مختلفة مثل الثقافة البجاوية و الانقسنية وثقافات الجنوب المتعددة كثيرا،وثقافات جبال النوبة، و نوبة الشمال ،تحت لافتة الثقافة الافريقية، فيه قدر كبير من الخفة والاختزال والتبسيط. فتلك اللافتة تشير الى ان كل تلك الثقافات الافريقية،هي متماهية مع بعضها البعض،ولا تفصل بينها سوى فروق لا يؤبه لها. وهذا الاختزال ،يمثل نظرة العروبي المبسطة الذي ينظر الى الآخرين رغم اختلافاتهم الكثيرة جدا،باعتبارهم افارقة فحسب،كمثل الناظر من الخارج،كمستشرق خائب، ينظر الى القارة الافريقية كلها من منظار انهم كلهم افارقة ،والفوراق بينهم هي فوارق ثانوية ليست جديرة بالنظر و الفحص و البحث. مع محبتي المشاء
| |
|
|
|
|
|
|
يتبنى "ود المكي" كناية البوتقة، و يتفق مع نقد الخطاب الثقافي الامريكي لها ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ (Re: osama elkhawad)
|
أحاول بقدر الامكان ان انشر مساهمتي المطوّلة، بحسب تسلسلها، لكن احببت ان اقوم بهذه التخريمة المهمة، لأن لذلك علاقة بما قلنا به عن كناية : المصهر أو البوتقة في علاقتها بالتاريخ الثقافي الامريكي.
ففي الوقت الذي كان يتبنى فيه شاعرنا الكبير محمد المكي ابراهيم، كناية البوتقة،
نراه في مقالاته عن : التاريخ الشخصي للغابة والصحراء
يهاجم تلك الكناية،
ويؤكد فشلها استنادا الى التجربة الثقافية الامريكية.
ولم ينتبه الى انه قد تبنى تلك الكناية.
يقول محمد المكي ابراهيم عن البوتقة الثقافية الامريكية:
Quote: و حاليا تروج في الثقافة الأمريكية المعاصرة فكرة كفكرة المجذوب فلم
تعد امريكا تنظر الى نفسها كبوتقة انصهار،
وانما كخلطة او كباقة من الزهور يظل قرنفلها قرنفلا وسوسنها سوسنا واقاحها اقاحا
ولكنها تأتلف فيما بينها لتتكون منها باقة منسجمةالألوان والاحجام والأشكال. |
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ المشاء
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الغابة والصحراء ليست واحدة: كيف لود المكي ان يتنقد البوتقة الامريكية،وهو احد دعاة البوتقة؟؟ (Re: osama elkhawad)
|
كما قلنا سابقا، فان الغابة والصحراء، ليست متجانسة. و لم يصدر عنها اي مانفستو. وهي قد طرحت نفسها عبر كناية : المصهر أو: البوتقة
فما راي المدافعين عنها، بخصوص الرأي الذي قال به محمد المكي ابراهيم، في نقد البوتقة الامريكية، وهي أم البوتقات الثقافية في العالم كله ، ومن ضمنه السودان؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ما رأيهم بعد نقد محمد المكي ابراهيم لها؟؟؟؟؟؟؟؟؟
و سأقول رايي بصراحة، في انني لم احترم نقده للبوتقة الثقافية الامريكية. فهو يكشف عن جهله بواحدة من البوتقتين: البوتقة التي تبناها كشاعر ،اي : الغابة والصحراء أو البوتقة الامريكية
وهذا ما يجعلنا نشعر بأسى عميق، في غياب: محمد عبد الحي
ارقدوا عافية، ولكن ضمن احساس عميق بالاسى والحزن ، و ال.............فجيعة المشاء
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الغابة والصحراء ليست واحدة: كيف لود المكي ان يتنقد البوتقة الامريكية،وهو احد دعاة البوتقة؟؟ (Re: osama elkhawad)
|
الاستاذ أسامة الخواض
ورد في إحدى إفادات استاذنا ود المكي حول مفهوم الافرو- عروبية ما يشير
بوضوح لمفهوم البوتقة عنده ... أو دو الإثنية في تحديد الانتماء:
Quote: عرب متأفرقة أم أفارقة مستعربون؟
إنني أحاول أن أثبت هنا شعور الانتماء العربي الذي يسود بين
السودانيين. ورغم ما يتعرض له من نقض وانتقاص فانه يظل
قويا في النفوس وكل ما نريده هو أن يسودهم شعور مماثل بكونهم
أناسا سود الاهاب وذلك ما ينسبهم إلى لحمة السواد التي تجمع
سود أفريقيا بسود أمريكا واستراليا وبالجيوب السوداء في
إيران والهند وهي نسبة مرئية مؤكدة لا مهرب منها ولا
مناص.وقد رأينا في الغابة والصحراء طريقة نبيلة لمواجهة
هاتين الحقيقتين: حقيقة العروبة والأفريقية.
ومع ذلك فقد كان هنالك انتقاد للافرو- عروبية يركز على أنها
شأن يخص شمال السودان ويستثني جنوبه ولا بأس من الاعتراف بذلك
فليس في الدنيا بلد متجانس في كل شيء ولا بأس أن يكون
الجنوبيون أفارقة اقحاحا يعايشون أفارقة عربا في وطن واحد
على أساس المواطنة والتساوي في الحقوق والاعتراف المتبادل
بالتمايز الثقافي الذي ينشأ عنه الثراء والتنوع وتعدد
المواهب الوطنية..
|
| |
|
|
|
|
|
|
Re: بين البوتقة والباقة (Re: حيدر حسن ميرغني)
|
Quote: وحاليا تروج في الثقافة الأمريكية المعاصرة فكرة كفكرة المجذوب فلم تعد امريكا تنظر الى نفسها كبوتقة انصهار وانما كخلطة او كباقة من الزهور يظل قرنفلها قرنفلا وسوسنها سوسنا واقاحها اقاحا ولكنها تأتلف فيما بينها لتتكون منها باقة منسجمةالألوان والاحجام والأشكال. |
هنا يتحدث محمد المكي عن التغيير الذي طرأ على منظومة المجتمع الامريكي . اذ لم يعد الاندماج في المجتمع الامريكي كما كان في الماضي وكما اراد له منظرو البوتقة الثقافية . بل صارت جاليات المهاجرين تشكل كيانات ثقافية شبه منغلقة على ذاتها . او كما وصفها محمد المكي بالباقة تحتفظ كل زهرة بخصائصها الفردية . اي مفهوم الاندماج والانصهار تحول من فكرة melting pot الى unity in diversity والعلاقة بين البوتقة والباقة علاقة ديالتيكية ، علاقة بين العام الذي يوحد والخاص الذي يميز وهي علاقة تطرح منتوجها في الزمن والتاريخ والصيرورة .
اضاءة
" ليس لتيار الغابة والصحراء أي فضل في خلق الثقافة السودانية فهي حقيقة وجودية سابقة لذلك التيار بل ان الغابة والصحراء تدين بوجودها للثقافة السودانية بحكم انها مجرد توصيف لما هو كائن في الثقافة وليس فرضا لواقع جديد على تلك الثقافة. "
محمد المكي - التاريخ الشخصي للغابة والصحراء
| |
|
|
|
|
|
|
Re: بين البوتقة والباقة (Re: Agab Alfaya)
|
الرمز ابدا بطبيعته اختزالي تقريبي ، فهو يضمر ويشير ولا يصرح ، ويجمل لا يفصل . وفي هذا يكمن سر جمال اللغة واعجازها . ومن ابجديات المنطق ان الكل يتضمن الجزء بالضرورة . فكلمة انسان هي اختزال لجنس المراة والرجل في هذه المفردة . وذكر اسم السودان الدولة يكفي للدلالة على ناسه واجناسه وثقافته المتعددة . وانت لا تحتاج ان تذكر جميع اجناس العرب واقطارهم حتى يفهم المتحدث انك تعني جنس العرب مطلقا ،اذا يكفي ان تقول: العرب . وقياسا على ذلك اقول الغابة والصحراء رموز تضمر وتشير وتجمل ولا تفصل . فالغابة اشارة للمجموعات الافريقية بهذا الرمز .سواء كانت هذه المجموعات في الشمال او الشرق او الغرب او الاواسط . .والصحراء اشارة للمجموعات العربية والمستعربة بهذا الرمز . وعلينا ان نتذكر ان "الغابة والصحراء " ، صيغة شعرية في الأصل . والشعر بطبيعته تركيبي وليس تحليلي .التحليل والتفصيل مكانه التنظير والدراسات والبحوث ..
الخلاصة ان الثقافة العربية والثقافة الافريقية عناوين كبيرة رمز اليهما بالغابة والصحراء . واي عناوين ثقافية صغيرة تندرج داخل هذين العنوانيين الكبيرين ؟
كل الذى سطره الفيا آنفا ذا علاقة وثيقة بالفلسفه نعم الفلسفه فتضمين الكليات للجزئيات بالصيغه التى مثل بها قضيه منطقيه كليه صادقه ثم ذهب أكثر ووصف الشعر بالتركيبى لا التحليل وأشترط التحليل للتنظير غير أن التنظير ربما يسمو إلى الفكر والفلسفه ويصير معياريا تقديرى كالفنون والفلسفه والشعر...ولكن العلم فى المستوى التقريرى الوصفى يبقى موضوعا للبحث والدراسه بإستخدام وسائل البحث المعروفه كالإستقراء والإستنباط والتحليل والقياس وما إلى ذلك...فدخول الفيه فى حظيرة الفلسفه يخرج النقد من علميته فى وصف وشرح وإستنباط المعانى والمداليل من دلالات النصوص أو الصور الجماليه...السؤال الذى أبحث عن إجابته هل النقد علم إنفصل من شجرة الفلسفه كعلم النفس والإجتماع أم أنه مازال من متسلقات شجرة الفلسفه............................................................
منصور
| |
|
|
|
|
|
|
Re: بين البوتقة والباقة (Re: munswor almophtah)
|
عزيزي الاستاذ الاديب والكاتب السودانوي /منصور المفتاح كتبت متسائلا :
Quote: ...السؤال الذى أبحث عن إجابته هل النقد علم إنفصل من شجرة الفلسفه كعلم النفس والإجتماع أم أنه مازال من متسلقات شجرة الفلسفه
|
يقولون ان كل العلوم خرجت من الفلسفة وهذا صحيح طالما ان المنطق هو اساس العقل والعقل اساس كل علم . وعلم اللغة له علاقة وثيقة بعلم المنطق . فعلماء النحو العربي مثلا طبقوا اسس المنطق الارسطي في اسنباط الاحكام والقواعد النحوية . وحيث النقد الادبي متعلق باللغة فهو ذو صلة وثيقة بالمنطق رغم انه يشتغل على جماليات اللغة المتعقلة بالذوق اكثر من المنطق . ارجو ان اكون القيت بعض الضوء على اجابة السؤال
عميق شكري وتقديري
| |
|
|
|
|
|
|
| |