دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
|
Re: " النهلة توصد أزرقها " (Re: مأمون التلب)
|
الف مبروك ، لكم يانهال الف مبروك للكاتب الجميل محمد الصادق الحاج مليون مبروك للصادق الرضي على هذا الابداع المتواصل -------- مأمون التلب لك تحياتـي قرأت لك العديد من الاشعار والعديد من نصوصك الادبية الجميلة ولازلت أنتظر يوم الثلاثاء بفارق الصبر حتى اتابع " تنقيب الظلام " بصحيفة الاحداث ، وقبل عام تقريباً قرأت لك نصاً في الملف الثقافي " تخوم " بعنوان : العنكبوتُ يخرجُ من كوابيس اليد وقد أعجبني هذا النص حتى الثمالة وأحسست بمتعة ذهنية خارقة خاصةً حديثك فيه عن" اليوتوبيا" فأعدت قرائته أكثر من 6 مرات حتى تمزقت صفحات الجريدة .. أتمنى أن تصدر كتابك في اسرع وقت ، فهو بلاشك سيكون جميلاً كما عهدتك عبر نافذتك " تنقيب الظلام" لكـ تحياتي ايها الكاتب الجميل .. :)
| |
|
|
|
|
|
|
Re: " النهلة توصد أزرقها " (Re: نهال كرار)
|
إصدارات عن الدار العالمية للنشر تصل في فبراير وصلت النسخ الأولية لاصدارت جديدة عن الدار العالمية للنشر صاحبها الشيخ عووضة، ومن المتوقّع أن تصل الكتب إلى المكتبات خلال شهر فبراير المقبل. الكتاب الأول للشاعر والمحرر الثقافي الصادق الرضي بعنوان (أقاصي) ضم ثلاثة كتب من كتبه المنشورة (غناء العزلة، متاهة السلطان، أقاصي شاشة الإصغاء)، حيث ذكر لـ(تخوم) أنه يعتبر الكتاب كتابه الأول، لأنه لم يكن راضياً عن أخطاءٍ صاحبت الثلاثة كتب بطبعاتها المختلفة. صمم غلاف الكتاب محمد الأمين عمر، وداخلياً صممه محمد الصادق. أصدرت الدار العالمية أيضاً الكتاب الثاني للكاتب محمد الصادق الحاج بعنوان (أخوات ميم.. النهلة توصد أزرقها)، بعد أن أصدر الكتاب الأول (جناين الهندسة) عن مبادرة (برانا) الثقافية، جاء الكتاب في 127صفحة من القطع المتوسط، صمم الكتاب داخلياً مازن مصطفى، بينما صمم محمد غلاف كتابه بنفسه. الكتاب ضمّ نصاً واحداً طويلاً مقسماً لعدة أقسام.
من كتاب أقاصي نقرأ: (بِصَبْرِ الدُّودَةِ تُحْكِمُ الإِصْغَاءَ للصُّوَرِ التي تُرعِبُ، وتغنِّي مثلَ ذئبٍ جريحٍ للأعالي؛ للولائمِ المسمومةِ والنُّورِ الشَّحيحْ. أين كانت كُلُّ هذه الدَّمَامِلُ؛ كيف صاَر لها لَذْعُ الخَمْرِ في الجَّوفِ الملتهب، ومن أين تأتي صُّورُ الطُّفولةِ، كيف كُلُّ هذي القُرَى تَسْكُنُ رائحةَ البَولِ التي تأتي عميقاً مُشَرَّبةٌ بها رُوَثُ البَهائِمِ، كيف تبدو دفعةً واحدةً تتكشَّفُ مخلوطةً بِلُهاثِ المرأةِ الأولى: على حائطِ الحمَّامِ تُسْنِدُهَا، تَشُمُّ لُزُوجَةَ العَرَقِ وتُدْنِيكَ، لماذا كُلُّ هذا الشَّوكِ يطلُبُ خُطْوَةً موسومةً بالتِّيهِ، كيف تُوْلِجُ، كيف تُنْضِجُهَا، لأيِّ قِطَافْ؟، هِيَ الحَرْقُ الذي حَدَثَ أين الثُّقْب؟).
من كتاب (أخوات ميم) لمحمد الضادق الحاج نقرأ: (إنَّها الفراشةُ. تدويمُها وسطَ أحزابِ الضوءِ، تدويمُ عقلٍ تَعَرَّى من طينِهِ واْرتدَى الشَّظايا. ترتيبُها الخجولُ لنزعاتِ الهواءِ المهروِلِ أمامَ القادِمِ، عاصفةٌ تحت خطواتِه. فَطْمُها الهادئُ لأفواهِ مواليدِ النَّارِ، غسيلٌ يترنَّحُ من حبلِ هذيانها اللاحق. تَوَتُّرُها، تطريزٌ خافتٌ على حوافِّ الغاباتِ والأنهار. إنتحارُها، إحتِكَامٌ أخيرٌ لإلهٍ غامضٍ، يُوْغِلُ كأفْعَى بَرْقِيَّةٍ في ثنايا السَّريرةِ البرونز. إنَّها الخالدة).
| |
|
|
|
|
|
|
Re: " النهلة توصد أزرقها " (Re: نهال كرار)
|
مبروك الكتب يا شباب، مبروك يا الصادق الرضي، ومبروك يا محمّد الصادق، وهكذا، كتابَ فنٍّ إثر كتاب، إلى أن تُحَرَّرَ الحياةُ من العدم.
--------------- a lot of thanks ya Nihal Karrar
| |
|
|
|
|
|
|
Re: " النهلة توصد أزرقها " (Re: محسن خالد)
|
Quote: وقبل أنْ تزولَ غِشاوةُ الهديلِ عن عينَي الرَّقيبِ فيراني، أنْبَتُّ جناحَيَّ الهائلين تسلَّقتُ الرِّيحَ رُخَّاً مريداً يبصُمُ بصرخته على مهبل الفراغِ البَانِي. |
Quote: لَكُنْتُ لَـحِقْتُ بكلِّ حَرَكَةٍ بعدَ حُدُوثِها وعرفتُ إلى أين تذهب!، لَكُنْتُ رأيتُ صورةَ النَّومِ ولمستُ صندوقَها النَّفْسِيَّ حينما تَنْدَسّ فيه عقبَ اْستيقاظي!، لَكُنْتُ أدركْتُ وِجْهَةَ الصَّوتِ تلوَ اْنقضائه وآنَسْتُ له بدناً!
|
Quote: حامِي وُجُوهِ الفَرَاشَاتِ من يومِها التَّالي!، حاصِـرُ المكانِ في دمعة! |
Quote: (إنَّها الفراشةُ. تدويمُها وسطَ أحزابِ الضوءِ، تدويمُ عقلٍ تَعَرَّى من طينِهِ وارتدَى الشَّظايا. ترتيبُها الخجولُ لنزعاتِ الهواءِ المهروِلِ أمامَ القادِمِ، عاصفةٌ تحت خطواتِه. فَطْمُها الهادئُ لأفواهِ مواليدِ النَّارِ، غسيلٌ يترنَّحُ من حبلِ هذيانها اللاحق. تَوَتُّرُها، تطريزٌ خافتٌ على حوافِّ الغاباتِ والأنهار. انتحارُها، احتِكَامٌ أخيرٌ لإلهٍ غامضٍ، يُوْغِلُ كأفْعَى بَرْقِيَّةٍ في ثنايا السَّريرةِ البرونز.إنَّها الخالدة). |
هذا شعرٌ يقرئ هديله دون أن يحطَّ على غصن، وتفنى ذاتُ شهيده صفصافاً يحاذي نهره في صمتٍ أخضر. الآيب بلُقىً منه ليس تاجراً خرج في قافلة البلاغة. إذ هو حِرْزٌ من بضائع اللغة المُسْتَطْعَمَة كل يوم، وكذلك من بضائع الدماغ التي هي في مستطاع حَمَّالٍ كسول. هذه كتابة لا أصدقاء لها عَمَّا قريب، وإن هي كائنة في اكتمال ومدىً وزهوٍ لا بُدَّ أن يلبس مُريديه ذات يوم. هذا نداءُ القيامة إن كان لا بُدَّ من صُوُر مؤجَّل.
----------- أعجبتني تسمية الكتاب يا مُحمّد: النهلة تُوصد أزرقها.. فهذه النهلة التي في مقام النبع، الذي في مقام الرؤية، تُوصد أزرقها، لتحل الظلمة، والعطش معاً، ما يعادل محو الوجود كله لا الإبصار فحسب، وما يوازي الهَلَكَة إذ ينتجها العدم بتمامه وليس انعدام أحد شروط الحياة "الأساسية" كالهواء، أو الماء.. أو هكذا وجدت روحي مما قرأت. هنالك ما لم أستطع النفاذ إلى لُبّه، سأحاول معه مراتٍ ثانية. حديثي بصدد ما اقتبستُه. مبروك يا شاب
| |
|
|
|
|
|
|
Re: " النهلة توصد أزرقها " (Re: محسن خالد)
|
قال اخونا محسن
Quote: مبروك الكتب يا شباب، مبروك يا الصادق الرضي، ومبروك يا محمّد الصادق، وهكذا، كتابَ فنٍّ إثر كتاب، إلى أن تُحَرَّرَ الحياةُ من العدم. |
ثم قال فشرح معنى اسم الكتاب وكان خايفا علىّ ولم يدركه وعيي- قال:
Quote: فهذه النهلة التي في مقام النبع، الذي في مقام الرؤية، تُوصد أزرقها، لتحل الظلمة، والعطش معاً، ما يعادل محو الوجود كله لا الإبصار فحسب، وما يوازي الهَلَكَة إذ ينتجها العدم بتمامه وليس انعدام أحد شروط الحياة "الأساسية" كالهواء، أو الماء |
.. ثم تحاشيا للغلاط مع سيد الرايحة حول المبهم الفوق دي قال:
Quote: أو هكذا وجدت روحي مما قرأت. |
يامحسن انتا ما مجبور على الطلب ده..بس ياخي رجاءا حاول وريني اين روحك من القراءة التالية:
Quote: Quote: حامِي وُجُوهِ الفَرَاشَاتِ من يومِها التَّالي!، حاصِـرُ المكانِ في دمعة! |
والقراءة هذه:
Quote: تدويمُها وسطَ أحزابِ الضوءِ، تدويمُ عقلٍ تَعَرَّى من طينِهِ وارتدَى الشَّظايا. ترتيبُها الخجولُ لنزعاتِ الهواءِ المهروِلِ أمامَ القادِمِ، عاصفةٌ تحت خطواتِه. فَطْمُها الهادئُ لأفواهِ مواليدِ النَّارِ، غسيلٌ يترنَّحُ من حبلِ هذيانها اللاحق. تَوَتُّرُها، تطريزٌ خافتٌ على حوافِّ الغاباتِ والأنهار. انتحارُها، احتِكَامٌ أخيرٌ لإلهٍ غامضٍ، يُوْغِلُ كأفْعَى بَرْقِيَّةٍ في ثنايا السَّريرةِ البرونز.إنَّها الخالدة). |
وماذا عنيت بهذا
Quote: هذا شعرٌ يقرئ هديله دون أن يحطَّ على غصن، وتفنى ذاتُ شهيده صفصافاً يحاذي نهره في صمتٍ أخضر. الآيب بلُقىً منه ليس تاجراً خرج في قافلة البلاغة. إذ هو حِرْزٌ من بضائع اللغة المُسْتَطْعَمَة كل يوم، وكذلك من بضائع الدماغ التي هي في مستطاع حَمَّالٍ كسول. هذه كتابة لا أصدقاء لها عَمَّا قريب، وإن هي كائنة في اكتمال ومدىً وزهوٍ لا بُدَّ أن يلبس مُريديه ذات يوم. هذا نداءُ القيامة إن كان لا بُدَّ من صُوُر مؤجَّل. |
انا جنس النضم ده لطالما بلبل افكاري وهي سلفا مسحوب من تحتها بساط الفهم.. اذا انت شرحت ماكان بالاعلى فمن سيشرح لنا ماشرحته.. وهل ده شرح ولا نص تاني زيو..
مع تمنياتي للمؤلفين هؤلاء بالتوفيق في مقاصدهم ..
| |
|
|
|
|
|
|
كل نهلة حرّة في أزرقها (Re: نهال كرار)
|
. تحيّاتي يا دكين
أنت رجل مبروك و الله، و أنا سعيد باتفاقي و اختلافي معك، فكلّه خير يا رجل و ربّنا يجمعك بضالتك إياها، و يعجِّل بالفرج.. سمعت أنّك رحلت الدوحة، كلّنا لها، و الله السعودية ما كانت خايلة فيك
لنا عودة، خصوصا عشان كلام سي محسن عن الشعر، إن كان كلامه عن الفن ذلك المجهول لما أمكننا مقاطعته، فللرجل تنظير فنون مجنون، لكن الشعر دا صنعتنا و أكل وليداتنا..
مشاركاتي هنا ستتعلّق بالشعر.
-
يا مأمون، ياخي مشتاقين، و والله اتصلت بيك في تلفونك القديم الـ 127 ما كان شغال، دا أيام العيد الفات أنا كنت في السودان .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: كل نهلة حرّة في أزرقها (Re: محمد حسبو)
|
Quote: سمعت أنّك رحلت الدوحة، كلّنا لها، و الله السعودية ما كانت خايلة فيك |
انا فعلا جيت طالبا الرزق بالدوحة وهي بلد كرام ولاتقل عن المملكة السعودية..وسبع سنين السعودية كانت خيرا ولله الحمد.. لاقينا فيها اخوان كرام وكانت ايام- على مافيها من ضنك- طيبة ومباركة.. عملنا فيها بنصيحة اود الماحي ومتعنا شبابنا بي العمرة والحج وزيارة خير خلق الله.. كلنا لها القتها فوق دي احسبها احتمالات منك لجية للدوحة..وامل ان اكون محقا في حسابي..
دعوتك لي بتعجيل الفرج مقبولة وآآمل ان تشملنا نحن الجوز ومحسن معانا.. وربنا يعجل بالفرج للجميع بفرز..
منتظر مشاركتك بخصوص الشعر وآمل انو تكون في شعر واحد او واحدي من (اخوان الحيطة) هذه.. ففيها من النماذج التي تستحق النبش والتعليق والاشادة مافيها..
ـــــــــــــــــــــــ للدعك الشديد في الدوحة اتوقع الصبر في انزال المشاركات
| |
|
|
|
|
|
|
Re: " النهلة توصد أزرقها " (Re: DKEEN)
|
محمد حسبو سلامات وازيك مع الامارات.. اتابع ما تكتبه باعجاب انتا وسي محسن.. ولا اجدني مختلفا في كثير منه.. والبختلف فيهو معاكم مستعد ما بالحيل فيهو شديد..
سي محسن صحبك اظنو بلغ من الفهم عتياً..ومابعيد لو استمر كده حيجي يشرح لينا طقوش التبوسا..
لا ريب سأسْقيهِ محلَباً وسجاجيدَ منسوجةً من سَهَرٍ وأيَّاماً وياقاتٍ مُنَشَّاةً بالزَّمنِ والقيامة. وَلَّا قَمْحُ السُّكون!، ذلك الوغدُ الـجَّميلُ الـجَّائر!، حامِي وُجُوهِ الفَرَاشَاتِ من يومِها التَّالي!، حاصِـرُ المكانِ في دمعة!. ذلك الـ...قَمْح!. كنتُ كَمْ سَأُسَهِّدُهُ في السَّارَّةِ الخاوِيَةِ بأعماقي، وأنتظرُ في شغفِ الطِّفلِ معجزاته، راقصاً يُخَاصِرُنِي حُسْنُهُ الشَّديدُ، ولو ستأتي نهايةُ الرَّقْصَةِ حاملةً رماحاً علينا، اخوي يامحسن اشرح ما تحته خط ..انتا ونهال صاحبة البوست..لو تكرمتم.. على ان يكون كل شرح في ورقة مختلفة ولياتي محمد الصادق فيشرح ولنرى ماخرجنا به من هذه الاوراق الثلاثة..
سنعرف حينها ان اللغة لم تعد وسيلة للتفاهم وانما مرسم زيو وزي لوحة للصلحي.. وانو عما قريب سيرسل ملك رسالة ملك اخر مع شخص مكتوب فيها بنفس طريقة محمد الصادق دي "اقطعو راس حامل هذه الرسالة" فيصل المرسال ويقوم الملك بتزويجه الى ابنته في احتفالات بهيجة..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: " النهلة توصد أزرقها " (Re: DKEEN)
|
Quote: وهي بالمناسبة ماحيطة زي ماقتا ..هو جدول وحوض تنك تصريف للجدول.. واخشى انك تكون فهمتا كلام الكاتب كفهمك للحيطة .. |
كلامك صاح، فعلاً دا جدول بتاع مَتَرَه، صدّقني ما كنت شايفها كويس لولا كلامك دا. كان كدا يا زول معناها الحداثة للباطوظ، ويحلّك مني الله. ومعناها الصورة دي أجمل مما كنت شايف، وهي بعد تنبيهك لي هذا أوحى مما كان جبريلها بالأمس. ياخي شكراً، نعمن أخوك أعمى. يادوب شفت ماسورة اللستر في ضهر أحمد النشادر. بعدين وارد جداً إنو فهمي للعنوان يكون زي شوفي للحيطة، بتكلم جد، لأنَّ الشعر لا ينبع مما له هيئة، وإنما يستغله. دي فهمتها وألا أشرحها ليك!؟ شايفك متزبببط ومتشييك في دور زول لا يجيد الفهم. باقيلك لو كنت كما تقول كان بناقشك، تاني توبة من حديث مع أغبياء وغبيات إلى يوم الدين. يا دكين ياخي أخوك ما شاعر محترف، والشباب ديل شعراء محترفين ومارقين للحكاية دي، فخليني أبدأ من نضم أهل الحق، والكلام بجيك. عشان كدا قلت إني شايف إنو تنظيرن لجنس هذا الشعر برضو كان الكثير منه "شعر" ومش "تنظير"، ودا بكتّر من جنس معاتلات حسبو ومعاتلاتك دي معاهم. الناس من زمان فرزت إنو الشعر دا منطقو براااهو، لكن هو منطق يعرفه الإنسان ويفهمه كي يستفيد منه في إنتاج شعر جديد. وبنتلاقى
| |
|
|
|
|
|
|
Re: " النهلة توصد أزرقها " (Re: نهال كرار)
|
تخيلت للحظة وأنا أقرأ مداخلات دكين , كيف إذا فرض على الشاعر/التشكيلي/السينمائي /الفنان بشكل عام أن يقدم قاموس يعني بشرح عمله للجمهور؟. فيكتب الشاعر شرحا لنصوصه في كتيب صغير يرفقها مع نسخة كتابه, ويكتب التشكيلي ورقة بجانب كل لوحة يفسر فيها الألوان والخطوط والرموز التي تتضمنها اللوحة. أما السينمائي فيمكنه أن يقوم بإرفاق كتيب مع الفيلم ليشرح معان الفيلم ورؤيته الخاصة والرسالة التي يوجهها للجمهور !! أو يمكنه تقديم الكتيب للمشاهدين في دور السينما. هذه ليست سخرية يا دكين, ولكن هو رد على طلبك الذي لم تكن تملك أن تطالبني به لا أنا ولا محسن ولا محمد الصادق ولامأمون ولا أي أحد وهو أن نقوم بتقديم ورقة نشرح فيها ما فهمناه !! ثم يتقدم الاستاذ محمد الصادق ليجمع أوراق الإجابة , ليحدد أي الإجابات أقرب لمخيلته الشعرية !
سيلفادور دالي رائد السريالية, لم يرفق لوحاته بقاموس للشرح, ذاك الطائر أعني به كذا وتلك الساعة المعلقة في الهواء أعني بها كذا !. وان تعجب الناس وقتها من غرابة لوحاته ولم يجدوا فيها ما يستحق الإعجاب, فوصموا لوحاته بالغرابة والجنون. وسيلفادور دالي اليوم وبعد موته يعد واحد من أشهر التشكليين على مر العصور, واليوم فقط تجد لوحاته القبول والإعجاب. وإن انتقلنا لمدارس الفن الحديثة لما اختلفت الصورة , فقلة من الناس – على الأقل في دول العالم الثالث – قلة منهم تهتم بمدارس الفن الحديثة وتعجب بها, والأغلبية تراه ضربا من الخبل والجنون فتهرب منه الى الكلاسيكية القديمة, ولا عجب فالمرأة هناك هي المرأة والطائر هو الطائر , والإبهار كله متعلق بمدى دقة اللوحة ومشابهتها للواقع , فلا مكان لأي أفكار متجددة ولا داع لمحاولة الفهم أو التفكير. والإعتراض على هذا النوع من الكتابة هنا ليس الأول ولن يكون الأخير, فهذا تيار بكامله في الفن. ففي السينما أيضا تجد أفلام الراحل يوسف شاهين واليوناني ثيوأنجلوبولوس الرفض وعدم القبول جماهيريا. فلو قمنا بإستفتاء رأي الجمهور حول أفلام يوسف شاهين مثلا , لأتفقت آراء الأغلبية حول عدم فهمهم لما يقدمه يوسف شاهين في أفلامه بينما تحصد أفلامه وأفلام ثيوأنجلو الجوائز في المهرجانات العالمية. في الوقت ذاته تجد الأفلام التجارية الأشبه بالإعلانات التجارية الإرشادية ذات الرسالة المباشرة والمعالجة السطحية , تجد هذه الأفلام قبولا وسط الجمهور , بل وتحصد أعلى الإرادات في دور العرض. وهذا لا يعني بأن على الكاتب/التشكيلي /السينمائي أن يوجه عمله لما يرضي ذائقة الجمهور, فالفن والشعر قبل كل شي يعبر عن صاحبه ورسالته الخاصة. وهو غير معني بالشرح والتفسير لإرضاء ذائقه القراء والجمهور
هل يرسم الفنان ما يراه , أم ما يرغب في إيصاله للجمهور ؟ وهل يشترط على الجمهور أن يروا رؤيته الخاصة ؟ وبنفس القياس, هل يكتب الشاعر ما يعبر عن خياله وإحساسه بالأشياء أم ما يرغب في إيصاله للقراء ؟ وهل يشترط أن يرى القراء رؤية الشاعر الخاصة في النص ؟ إن كان الشاعر/ الفنان يشترط على جمهوره رؤية محددة لقاموا بإرفاق قاموس لشرح أعمالهم, فالفن والشعر ليسا بكيمياء أو فيزياء , يحمل النص أو اللوحة معادلة لا بد من إجاد إجابة محدده وسليمة ولا وجود لشروحات أخرى أو تحليلات , فإما هذا أو ذاك.
وشرح محسن لما فهمه وأحس به , لا يعني وجوب اتفاقه مع الكاتب ولا يعني بأن فهمه قد يقبل الخطأ أو الصواب. فلا أحد يملك أن يحدد مخيلة القارئ أيضا , كما لا نملك أن نحدد مخيلة الشاعر أو التشكيلي
اللهم إلا من تبرع منهم مشكورا لتقديم ورقه شرح ( لقواعد البلاغة في هذه اللغة ) أو نقد أدبي
____
التعديل لحذف حرف
(عدل بواسطة نهال كرار on 01-30-2009, 10:33 PM)
| |
|
|
|
|
|
|
Re: " النهلة توصد أزرقها " (Re: نهال كرار)
|
ردود سريعه الى حين عودة
سلامات يا محسن فعلا هذه الكتابة لا أصدقاء لها عما قريب
سلامات يا حسبو منتظرة مشاركتك, رغم اني عارفه رايك مسبقا
سلامات يا عزالدين عثمان منتظرة معاك مشاركة حسبو
شكرا يا عصام على لنك المدونة
يا دكين أنا بقول ليك دا تيار بأكمله , وانت بتقول لي انتي بتتكلمي عن الفن والسينما!! , إذا شايف انه لوحات دالي لا فرق بينها وبين رسم بت أختك الصغيره, فيبقى أنا كلامي كان في محله.
سلامات يا د. نجاة وعشمانيين في رأيك :)
عبدالقادر دنقس سلامات , وعودا حميدا وعاش من شافك يا راجل :)
| |
|
|
|
|
|
|
Re: " النهلة توصد أزرقها " (Re: نهال كرار)
|
سلامات يا نهال
سعداتي ان هناك كاتب نشر كتاب اي كتاب هذا ينشط الثقافة المكتوبة في بلد شفاهي جدا.. قرأت النص لمست فيه غرائبية في الاسلوب ربما فيها كثير من الصنعة..
ونص لا ادري هل هو نص جمالي بحت ام ان له رسالة محددة اخلاقية(اخلاقية ما بالمعنى بتاع اخلاق داك) على العمم بدت لي كمناجاة دي انا المتلقية دي.... انا من جيل قرأ لمحمود درويش واحمد عبدالمعطي حجازي وصلاح عبدالصبور ويتفهم جدا ان قبول الجديد مشكلة للجيل الذي سبقه. مثلا جيل الاباء يرفضون رفض كامل شعر التفعيلة ويعتقدون ان الشعر ابو ضلفتين دا ياهو الشعر وما عداه كلام ساكت..
ونحن نخطو نحو العشرينات بدأت القصيدة النثرية تطل برأسها وتصرخ وبدا شعر التجريب. بدا محمد عبدالحي في التجريب في كتابة القصيدة النثرية ودا كان سبب كافي يضضعه في مكانة الزول الصفوي ولذلك كان اثر شعره محدود في عالم الاكاديميا.. طيلة حوامتنا في الندوات الشعرية لم ار محمد عبدالحي يلغي قصائده كغيره من الشعراء.. والذين كانوا يكتبون الشعر النثري كانو يضعونهم بين لافتتين حتى لا يذهب الرواد مثلا الشاعر علان كاتب القصيدة النثرية والقدال وحميد وعالم عباس ما ممكن يجيبوه الاول ولا الاخير. خاصة في المهرجانت الثقافية بختوه في النص في الوقت حق الناس عايزة بريك(هاهاها) اذا كان الكاتب المحتفى به هنا هو كاتب من جيلكم قد تناغم اسلوبه معكم واحتفيتم به وجانا محسن نفسو عمدو الوغد دكين دا جيلكم ما قدر يبلع المكتوب بحجة قوية جدا وهي ان النص اعلاه غير مفهوم لغويا ,, محسن بمداخلته جعل النص مغتوح للتأويل. اي متلقي يفهم منها شي المشكلة والمحك هذه كتابة( شعر نثر) اللغة هي الوسيط عندما يعجز متلقي عن فهم المقصود لا لفروق فردية يكون هذا النص به اشكالية.. التأويل يركب حصان مجنح في الفن التشكيلي... وويتقاصر الجناح في الادب المكتوب. حيث يجب ان يكون التاويل مربوط بعلامات ومعاني النص يعني ما بتقدر كناقد تشطح شديد فيه.. ولذلك المسالة هنا ما مسالة صراع اجيال حيث انكم جيل واحد وتختلفون في رؤية ماهية النص الذي فهمت انه شعر.. ولي عودة واتمنى الا يفهم هذاالحديث كتتفيه للنص.. واكرر سعادتي بتشر اعمال ادبية.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: " النهلة توصد أزرقها " (Re: د.نجاة محمود)
|
فكرة التسمية عجبتني يوما ما حيجي باحث يبحث عن هذه المجموعة وربما يكتب بحثا بعنوان اللغة الشاعرية عند كتاب الحيطة
اهم حاجة يستمر الحوار فقط بالحوار تطور الاطروحات.. ليكم فائق الاعجاب والمحبة..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: " النهلة توصد أزرقها " (Re: د.نجاة محمود)
|
Quote: أنا بقول ليك دا تيار بأكمله , وانت بتقول لي انتي بتتكلمي عن الفن والسينما!! , إذا شايف انه لوحات دالي لا فرق بينها وبين رسم بت أختك الصغيره, فيبقى أنا كلامي كان في محله. |
سلام يانهال ياستي انا ما بتكلم عن التيار العريض الانتي قتيهو ده ..انا لامن جيت هنا علقتا على ما جبتيهو من كتابة في "النهلة" وطالما انتي شايفة انو ده تيار عريض انا اديني جزئية من هذا التيار عشان افهمها وبعد داك نمشي نقبل على السينما والباقي.. ومن هسي بقول ليك انو تيار الفن التشكيلي ده ما داخل معانا لانو ليس المعني باستفهاماتي وهو على اي حال تيارا ماعندي ليهو مقداف..
Quote: اشرح ما تحته خط ..انتا ونهال صاحبة البوست..لو تكرمتم.. على ان يكون كل شرح في ورقة مختلفة ولياتي محمد الصادق فيشرح ولنرى ماخرجنا به من هذه الاوراق الثلاثة.. |
الاخ محمد الصادق كاتب عربي فصيح ، ماراسم لوحة .. لذا بالضرورة تكون المعاني فيها دالة على جوهر معانيها او على اكثر فروض الغموض تكون دالة الى مجازات لغوية واستعارات يقبلها اللغة التي يتحدث بها.
التشكيل ده سر تاني الرسام قد يرفق شرحا مختصرا في شكل اسم للوحة او قد لا يرفق فهو امر متروك لي شبكية الزول المشاهد زي ماقالو.. النهلة دي يانهال عربي ..العربي بتاع الله اكبر البكتب بيهو هسي معاكي تصوري لو انا هسي عايز ارد عليكي في اي مداخلة ماهي الوسلية الامثل للتفاهم بيينا هل هي: 1- لوحة تشكيلية 2- شعر زي جنس شعركم ده 3- فلم سينمائي طبعا لو ردينا على بعض بي لوحات لي يوم يحزن الناس اجمعين ما حنفهم نحنا بنقول في شنو.. وكذلك التفاهم والرد بالوسائل اتنين وتلاتة غير عملية وغير مفهومة برضو.. لذلك وضع الاقدمون "شي" وقامو سموه "اللغة" وجعلو لكل شي اسماً.. وثم الحقو بكل اسم موصوف، وقواعد للاسم والواصف والموصوف وغيرها من الدلالات الصوتية التي استعاضو بها عن رهق الاشارة.. تطورت هذه اللغة واتفق الناس عليها وعلى ماتطورت إليه.. ولانها متفق عليها بقت وسيلة تفاهم مشتركة لغالب الناس.. اها لامن تجي زي الكتابة الفي النهلة دي خارجة عن مالوف اللغة ..فيجب ان نقف لنفهم تجديدات استخدام اللغة التي اتو بها اخوان الحيطة .. انا لا انكر تطور الاستخدام الجمالي للحرف والمفردة اللغوية ..بس التطور ده لايمكن ان ياتي مبتورا عن واقع اللغة المتعارف عليها.. يجب ان يتطور وفق حركة اللسان والتفاهم والمتغيرات الخاصة بي معاني ومدلولات اللغة .. موش طاخ كده اجي اقول:
Quote: كنتُ كَمْ سَأُسَهِّدُهُ في السَّارَّةِ الخاوِيَةِ بأعماقي، وأنتظرُ في شغفِ الطِّفلِ معجزاته، راقصاً يُخَاصِرُنِي حُسْنُهُ الشَّديدُ، ولو ستأتي نهايةُ الرَّقْصَةِ حاملةً رماحاً علينا، |
الغة تكتبونها يانهلة ام رمحا تحملونه علينا؟؟
| |
|
|
|
|
|
|
Re: " النهلة توصد أزرقها " (Re: DKEEN)
|
Quote: اللغة التي اتو بها اخوان الحيطة .. دكين |
Quote: اللغة الشاعرية عند كتاب الحيطة نجاة |
يا دكين إنت ما صَحَّحتني فوق في "شوفي"، وجيتك راجع وأمّنت علي التصحيح وقبلتو. تاني دا شنو البتسوي فيهو دا؟ مش شرحت لي "ما معناهو" إنو دا (تَقْنَت) بتاع جدول موية ومش حيطة، ومن محلو دا طبعاً بكون ماشي لـ(فسقية) ومنها ويسقي الزراعة والخضار، تاني شنو حكاية "حيطة" دي!؟ ويا نجاة إنت ما قريت فوق تصحيح دكين دا لي، وردي عليه!؟ مش إنتو دحين مجتهدين في إنو شارع الهيئة يرتبط بما يفصح عنه شارع التعبير. طيّب ألم يثبت إنو الشباب ديل قاعدين فوق جدول؟ الحيطة دي جبتوها من وين بعد ما صححني فيها دكين وسحبتها؟ بقيتوا شعراء بتاعين (بريك، كما قالت نجاة) وألا كيف؟ لو لا بُد من تسمية سموهم بطريقة فهمكم للّغة ومش بطريقة (تقييمي الخاطئ للشوف واللغة) يلا نسميهم... (أخوان وأختا النبع) لأنو معاهم بتين "بس". (أخوان وأختا الجدول) (أخوان وأختا الوشل). جيب (الجدول) الصححتني فيهو فوق دا يا دكين، وعدّ البنات كم في الصورة، وبعداك "جاوب" في "ورقة منفصلة، أو كما قلت"، مش دا ياهو الدايرو من الشعر؟ نهال كرار حشرها للتشكيل غير مستحق أو (قراءة خاطئة) لما كتبته أنت. لأنك استثنيت التشكيل وكنت تضرب به المثل من الجهة المعاكسة. طيب يا دكين (الفنون الأدبية) ذاتها زي الشعر وغيرو برضها مستثنية من جنس الإبلاغات القواعدية للغة إلى "مدى كبير"، ودي الحتة الكنت داير أجي أنضم في (مداها) دا، واسمو شنو؟ وتعييناته معرفيا؟ لكن إنت ونجاة شايف نقاشكم دا كوار ساكت وحكي ساخر ومغالته، ودا لا بودي ولا بجيب، ونسة ساكت يعني. بالإضافة لقراءة خاطئة لنجاة تقول فيها (بتعميدي) لهم... علماً بأن جملتي حددت بالضبط مدى الاقتباسات التي أخذتها، أنت يا دكين قرأتها كما يجب، أما الدكتورة فجات مَطَّت الكلام فيها، راجعي حديثي في موضعه يا دكتورة. أرجو أن نهتم جميعاً بالقراءة الدقيقة لما كُتِب. وأن نكف عن استخدام جُمَل مثل (أخوان الحيطة) وغيرها، شان كلو زول يفهم التاني داير يقول شنو، ونمرق بفايدة أقلاها نفهم وجهة نظر بعض!؟ يعني ما شرط نتفق. أها، تعدلوا مشهادكم وألا نجي برضو نحن بجبنتنا وسخريتنا للونسة!؟
| |
|
|
|
|
|
|
Re: " النهلة توصد أزرقها " (Re: محسن خالد)
|
سلامات يا محسن
مافي اي سخرية مني على الاطلاق اتعامل مع كل الاجناس الادبية بكل جدية.. وانت كتبت انطباعك نص من الكتاب واعجبت بالعنوان وكان انطباعا ايجابيا..
موضوع الجدول ولا الحيطة برض و مافي اي مشكلة ما عارفة ليه ما قريت ونستي دي بصورة صحيحة وطلعتها سخرية وشنو ونسة وجبنة,, انا كتبت وجهة نظر في بوست فيه مداخلات لم اسخر من اي شخص انت عايز تزعلني ليه؟
| |
|
|
|
|
|
|
Re: " النهلة توصد أزرقها " (Re: محسن خالد)
|
"الكوار" حقي الفوق ده اجتهادي فيما املك .. ومع ذلك خليك من كلامي الفوق ده كلو.. انتا اشدتا بهذه "النهلة" وانا حريت فيك فهمها..ورينا اجتهادك فيما تملك..
فياخي انتا لو فهمتها اشرح لنا ماتيسر ونحنا على ضو شرحك حتم الباقي ونستكشف جمال النصوص.. ولو ما بتتشرح ورايك زي راي نهال في انو النص زي اللوحة التشكيلية كل زول بقراهو بي طريقتو .ورينا فهمتها بي ياتو فهم .. عايزين تشايل المعضلة اللغوية معاك كونك افصحت عن بعضها..
ولو غلبك قول غلبني.. عشان نشوف باص ويرد النهلة العند نهال..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ اخوان الحيطة دي انا وصلت فيها تيمنا بي انطباعك الاول..بعدين اصلا الصورة دي ما كانت ضمن التساؤل الاول ، انتا براك جبتها.. وانا ماعارف علاقتا شنو بي النهلة اصلا.. لذلك كلامي عنها او فيها ما تبقى عليهو شديد..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: " النهلة توصد أزرقها " (Re: Abuzar Omer)
|
سلامات يا ابو ذكر كون الكاتب بهتم كثيرا بعلامات الاعراب التي تضبط المعاني كان حريا به ان يهتم ليس بوحدةالموضوع بل بنسق المعاني بدي ننصه بالنسبة لي كشفرة كاملة وفي بؤرتها يكمن السر هذه الشفرة لها مفاتيح عند اصحاب الجدول.
النص يمكن ان يقرا افقيا وراسيا جملة بجملة لا يتغير المونولوق. اللغة والاهتمام بها وضبطها يتنافى مع عدم التقيد بها مثلا في العنوان اضافة الالف واللام على علم ليس من اصله يعد خطا لغويا.. ولكن العنوان على يعضه عنوان شاعري وساحري حدا. اود حل شفرة الضبط بالتشكيل حتى بدى النص وكأنه منزوع من الانجيل. ثم عدم الاكتراث باساسيات اللغة الاخرى..
بعدين حدد لنا لو سمحت الجنس الادبي الذي ينتمي له هذا النص..
كما اتمنى شرح معنى النهلة..هل من نهل ينهل ام انه اسم والاسماء لا تعلل
مع المودة لكم جميعا وانا فخورة بجيلكم الذي يجرب ويحاول احداث ثورة
| |
|
|
|
|
|
|
Re: " النهلة توصد أزرقها " (Re: د.نجاة محمود)
|
يؤسفنى جدا ان اوافق دكين ..
والعاقبة عندكم فى المسرات .. بجيكم بعدين .. لو دخلت معاكم هسه برفدونى ..
محسن والله الحاجة الدايرة اتعلمها منك عدم الغلات دا . لا بتغالت ياقول اهلك لا بتغلت .. هسه انا لما اقرا اى نص لى محسن والله بفهم فهم .. ولو استعصت على حاجة بكون فاااهمة انو دا منى انا ما منو . لكن يستعصى عليك كل النص وتفهم حاجة واحدة .. دى لازم يكلمو صاحبهاوهو منو وفينا و ما منو مدسه ..
Quote: تخيلت للحظة وأنا أقرأ مداخلات دكين , كيف إذا فرض على الشاعر/التشكيلي/السينمائي /الفنان بشكل عام أن يقدم قاموس يعني بشرح عمله للجمهور؟. |
الحبيبة نهال ،، وقاموس فى شان شنو يا قول الشايقيي ! ديل كلللللهم مطالبين من البداية بتقديم عمل مفهوم للجمهور .. ولا يحتاج لقواميس واذا احتاج غلطانين هم وليس الجمهور .. هو الجمهور دا هين بالنسبة للفئات الذكرتيها دى .. دا دمهم وعصبهم .. والبقول الجمهور عنو ما فهم دا .. ما بتقوم ليه قايمة .
د. نجاة سعيدة انا بالقراءة لك ..
ـــــــــــــــــ نهال ؟؟ يعنى كان لازم تنزلى البوست دا انتى ؟؟ اهو كدا جبتى للراجل الهوا..(وش)
| |
|
|
|
|
|
|
Re: " النهلة توصد أزرقها " (Re: دينا خالد)
|
سلام يا نهال و شكراً، و تحية للشعر و لشباب المنهل... و يا أدباء و يا نقّاد .. لو سمحتم لقارئ أن يدلي بدلو ضحل في هذا الينبوع النقدي العميق...فشكراً.
كاتب هذا النص (الأستاذ محمد الصادق الحاج ) يتوفر على قاموس شديد الغنى يكاد أن يكون المحيط..ـ و لا ضير في المبالغة، إن هي إلا إقرار مني بالِغ ـ.. و ينهل من منهل لغوي ثر و لا جدال في ذلك، و معرفتة باللغة واضحة الثقة بنحوها و تشكيلها و بعض بلاغتها! أقول بعض بلاغتها و ذلك لأن البعض الآخر المتعلق بتوفير المعنى قد أضاعته عني عقبات في لغة ( اللغة كما في تداولها الفني) النص و من كيفية توظيف الكاتب للّغة في (علاقات الجمل بعضها البعض و علاقاتها بالنص) أو عدم توظيفها بتاتاً لأنه إنما أراد تنصيب اللغة كملكة متوجة متحررّة عن قيود الدلالة و لا شريك لها على عرش نصه دونما مراعاة لمنطق ترابطها ألفاظاً و جملاً بما يفضي إلى وصل و لو معنوي، هذا إن كان لابد من قطع فيها هو الآخر يجب أن يفيد عن معنىً له ما.
بعض الكتابة يحتفي باللغة دون معانيها، حيث اللغة هنا لذاتها والهة بنفسها حد النرجس و مكتفية عن السوى بالفرادة و ذلك لأنها عند الكاتب، و بالضرورة عند المتلقي، كائن ملتبس بالحياة منفوح بأرواح الكاتب و القارئين معاً. هكذا لغة، لتكون مجدية لأي منهما، فإنها ستخلّق أنشوطتها من التكثيف أو التناقض أو الموسيقى، أو تصنع فخاخ غموضها و تجليها بالمفارقة أو بتفجير العلاقات البلاغية التقليدية أو بتوترات نسقها الداخلية، أو كل ذلك أو أكثر منه و لكن دونما إهدار جائر و نسف متعمد لكل الحقل الدلالي المعهود و للدلالات التي تنتقل عبره للمتلقي بوساطة من الألفاظ و الجمل. هذه اللغة في حفاوتها المدِّلة بنفسها، و على عجب غنجها، تظل واعية لمقتضى وساطتها و مدركة دوماً لأهمية إنها مكرسة بالفتنة لتوصل معنى ما، و ليس مهماً هنا أي معنى هو. إذاً اللغة هنا هي الحقيقة الوحيدة، يقين السحر و عين الساحرة في آن واحد، و هكذا ستبقى، عالقة بالروح على هذا النحو الساحر ليس بأي أحبولة غير سحرها و هي بعد، في نوايا كاتبها، قد لا ترغب إلا أن يكون ما في الجبة غيرها و هيهات، إذ لا بد من المعنى و لو تضاءل.
و بعض الكتابة يحتفي بالمعاني فهي محفل عناية الكاتب الأولى دونما كبير اكتراث بغواية اللغة، بل يعتبرها مجرد وسيلة للتفاهم و التوصيل وفق القواعد الدلالية السائدة التي غالباً ما تتقيد بها في أشد حالاتها بساطة. في هذه الحالة هنا لم تعدُ اللغة إلا أن تكون كمثل قافلة من الألفاظ و الجمل يركبها المعنى إلى حيث يحدوه الكاتب قد تجود له المعاني أو لا تجود و لكن السحر، أي سحر سينتفي عنها.
و بعض الكتابة يهتم باللغة من حيث هي علاقات من داخلها كما النوع الأول، و كذا في علاقاتها بالخارج أي كالنوع كالثاني من حيث ارتباطه بالمعني. فهذه إذن كتابة تكترث للغة و تعشق سحرها كما و تهتم بوصول المعنى على أدق فهم ممكن. و كقارئ، فتلك عندي، تربت الأقلام، هي الكتابة الكتابة التي تجب أن تسيل لها المحابر، تنشدها الروح و تستطعمها العقول. و كتّابها الأشاوس الأفذاذ هم عندي الكتّاب الكتّاب لا قبل و لا بعد.
لا يمكن لذي قلم أن يدّعي الكتابة و هو يهمل اللغة، كما لا شرف إبداعي لكتابة تكتفي من اللغة بخدمتها في إيصال المعاني للمتلقي. و لا يمكن لمعنى أن يصل دونما دوال من حقل دلالي متفق عليه تشكله اللغة لفظاً و جملاً و بلاغة ثم قابلية للتلقي يسيِّجها ذات سياج الحقل الدلالي. أما الذي لا يمكن لأي مرسل ناهيك عن كاتب أن يفعله فهو أن يهمل اللغة و المعنى كليهما فلا يصل منهما للمتلقي شيء فلا حياة للنص إلا حيثما قد يفتح الكاتب عن مغاليقه. و من صور الإهمال قد يصيب أحدهما أو الآخر كانتخاب اللفظ دونما عناية بتركيبه في جملة بعد الجملة بعد الجملة، فلا ينتج نصاً إبداعياً يجوز فيه التأويل أو حتى قراءة واحدة منتجة واحدة ناهيك عن تعدد فيها. كهذا النص قد يجوز أن يكون سرنمة لا يحوز مفاتيحها إلا أهل الباطن أو تجريب في الحروفية التجريدية سيما لو أضفى عليه كاتبه من الرسم و الشكل إتقاناً.
صحيح أن المبدعين هم من يدفع بالمقترحات الدلالية الجديدة تؤدي لانزياحات مقدّرة في حدود السياج الدلالي، فينفسح لها و لاستيعاب دوال أخر في الحقل. كل المبدعين فعلوا ذلك في خطىً تتسع بهم و بنا قليلاً فقليلاً و شيئاً فشيئاً دونما أن يصبح الغموض مثلاً مثار انقطاع دلالي ناتج عن هتك جسيم في عرى تركيبة الجمل التي تصنع النص لأن كل جملة فيهن لا تقود إلا إلى ذاتها و فقط. هذه الجمل كأمثلة من النص، و بحسبي فقط، (محمولاً على مساماتِ سريرٍ نُسِجَ لي من وَيْلٍ بدين) (لَكُنْتُ أدركْتُ وِجْهَةَ الصَّوتِ تلوَ اْنقضائه وآنَسْتُ له بدناً!) (لا ريب سأسْقيهِ محلَباً وسجاجيدَ منسوجةً من سَهَرٍ) (ولأَمُتْ، مثلما للمستحيلِ أن يفعَلَ، صَمَدَاً في غابة الغياب) فيها من الطاقة الشعرية و من الشاعرية ما فيها، طاقة تنطلق أساساً من مفارقات مجازية جريئة للحيز البلاغي المعهود، و لكنها أيضاً مباحة للذائقة أن تعهدها برعاية ما و من ثم تستوعبها داخل الحقل الدلالي المنزاح سياجه دوما بمثل هذا الجدل اللغوي و الفني متى ما احتملته نصوص منفتحة على القارئ واصلة إلى ذائقته بما تيسر و متفاعلة ايجاباً مع دهشته بها.. و لكن، هذه الجمل لو نظرنا إليها في سياقها من هذا النص ذي الفقرة الوحيدة، لوجدناها مقطوعة عن أي سياق كلي قد تفيد عنه الجمل التي تتضمنها و التي سبقتها و التي تتلوها. و لوجدناها أيضاً متشرنقة في حويصلات ذاتها دونما أي إرهاص بانفتاح أسلوبي أو سردي من بنيتها يرفد المعنى الكلي للنص أو حتى يرد بنا قريباً من حيث النهلة ظمآنة إلى (الرسولة بشعرها الطويل) تستقي من ينابيعها فترتوي فهماً أو متعة أو كليهما.
هذا النص الذي أمامنا، مع تقديري الشديد لكاتبه و مع إعجابي بشاعرية بعض جملته، و مع بالغ محبتي للكتّاب من جيله الذين طالما أمتعتني نصوص لهم سبيكة، إلا إنه نص قد اكتفت بعض جمله بنفسها فانغلق عنّا منه ما عداها، إذ أصبحت الجُمَل منه منفلتة عن الاستفادة بما سبقها أو الإفادة عمّا يليها، فهي مطلقة إلى ما لا تحيط به كوابح و محاسن و مجازفات الألفاظ المنثورة فيها فتجمعهن فرادى و تبعثرهن في السياق و المفهوم. فلئن كان الأستاذ الكاتب يقصدنا بالمعنى من نصه فلقد أضاع علينا إذن عقال اللغة، و أما إن كان يبتغي أن يسحرنا باللغة فلقد غمت علينا منه بين الجُمَل المعاني. في هذ النص المتاح هنا، كتابة قاسية القلب لا مَحنّة فيها و شديدة الامتناع علينا من فرط الإفراط في إطلاق لغتها إلى هذا العدم الدلالي. و هذا مجرد رأي لقارئ راودها عن ذات جُمَلِها لثلاث ثم سئم، فما على بالغيها بفضل و إحسان منهم، مني شيء.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: " النهلة توصد أزرقها " (Re: نهال كرار)
|
سلامات يا أبوذر وهاشم الحسن
الكتاب لم يصل المكتبات بعد, مما يحيل إمكانية الحصول عليه وقراءته, ولكن كتابات محمد الصادق ومأمون التلب وأحمد النشادر, ورندة محجوب وغيرهم متوفرة في الأسافير, سودان فور أول مثالا. والآراء المختلفة حول هذه الكتابة تثري النقاش وتدفعه الى الإمام
واعتقد أن من المهم فعلا أن نسمع منهم, فهم فلسفتهم هو مفتاح لفهم كتاباتهم
_________________
ما بعد المادّة مراجعات لدراسات حول الكتابة الحالية في السودان مأمون التّلب
مُقدّمة: مالذي أعنيه بـ(ما بعد المادّة) في هذه الكتابة القاصرة؟، هل أعني (ميتافيزيكس) والخرافي واللامرئيّ؟ بالتأكيد لا، ولكنه اشتقاقٌ للمعنى من كل ما ذكرت، كما تُشتقُّ أفعالٌ من كلماتٍ بغرضٍ خبيثٍ هو تحوير معناها بوضعها بجانب مشتقاتٍ أخرى ربما تنسف قيمة المعنى في الكلمة المُستَغلّة، هذا هو، باختصار، الوجه العام للكتابة الحالية في السودان. أجد نفسي مبتعداً عن مصطلحات (جيل، جديد، شباب...إلخ) للعداء الذي أُكنّه لهذه الكلمات الزمانية، _رغماً عن التناقض الواضح لوجودي هنا في هذه الندوة، واستخدامي لكلمة "الحالي"_ العداء الذي طرحته في العديد من الكتابات المنشورة في الصحف، وفي أماكن أخرى بالطبع، كاللسان!. وهذه الكتابة هي تجميعات من بعض ما كتبت في الفترة السابقة حول هذه الكتابات، والذي أجده قاصراً حتّى بعد فزلكته هنا في هذه الورقة، وربما تخلّيت عن بعض الآراء السابقة نسبةً للتطورات التي تحدث، يومياً، في ما أقرأ من كتابات، لم ولن تُنشر في الصحف والملاحق الثقافية، هذه التطورات اليومية هي التي تنسف (اليوم)، أي الزمان، وتخرج هؤلاء الكتاب من عباءة الشباب والجدّة؛ وحتى التجديد. وبمناسبة التجديد، دعوني أفتتح هذه الورقة بمقطعٍ محببٍّ إلى نفسي من كتاب (الجرح السرّي) للكاتب الفرنسي جان جنيه، يقول: (لا أفهم جيداً ما يدعى، في الفن، بِمُجَدِّد. هل يعني ذلك أن عملاً فنياً يتحتم أن تفهمه الأجيال المقبلة؟ لكن لماذا؟ وعلام سيدلُّ ذلك؟ هل يعني أن تلك الأجيال ستستطيع أن تستعمله؟ في أيّ شيء؟، لا أتبين من ذلك.. إلا أنني أتبين بوضوح أفضل _وإن كان ما يزال جد غامض_ أن كل عمل فني، إذا أراد أن يدرك التناسب الأكثر فخامة، فإن عليه، من خلال صبر ومثابرة لا محدودين ومنذ لحظات تشييده، أن ينزل إلى آلاف السنين، وأن يلتحق، إذا كان ممكناً، بالليلة العريقة في القدم الممتلئة بالموتى الذين سيتعرَّفون على أنفسهم في هذا العمل الفنيّ).
غامض أن (ينزل!) إلى آلاف السنين، يعني أن لا يكون شاباً، جيلاً، أن لا يمثّل "نحنٌ" ما، يعني أن يصغر بسنّه ويتجاوز ولادته ويسقط في كهولةٍ ما ليصغر منها ويكون شابّاً ويعود طفلاً ويسقط من رحمٍ وهكذا دواليك. كل هذه المراحل ليست إلا لحظات؛ لحظات تأملٍ يوميٍّ مثابرٍ وصابرٍ، قراءةٍ ومراقبة ما يتفوّه به الأصدقاء والانتباه للشعرية الكامنة في عناوين الأخبار الفجّة واستخلاصها بعملياتٍ جراحيّةٍ لا محدودة لأجل المتعة فقط. المتعة هي خلاص الكاتب من مضايقات الواقع، المعروف باسم الحياة، ستمنحه القدرة على تجاهل التجريح المتعمّد من قبل البشر وغير المتعمّد؛ ظروف نشر، نهب حقوق، سخرية سياسيين أو شلّة شبابٍ يجلسون القرفصاء في "الجنّة"، أعني جنة النيل القريبة من أسوار جامعة الخرطوم بالتأكيد. وقال جينيه: (أن يلتحق)، إنه يلتحق بالماضي وليس بالمستقبل. وكلمة "غامض"، التي تخفّت داخل مقطع جان جنيه كجملة اعتراضية، هي الكلمة المحورية في ما قاله، على حسب اعتقادي، وللأسف هي ذات الكلمة التي يعتقد بعض النقاد، هنا في السودان، أنها الأمثل للتمثيل بأجساد الشعر (المنشور) في الصحف والكتب، ولا أزيد. لأنني أودّ أن أتحدث عن قضايا حول الشعر الحالي الذي لا أعتقد أنه، باستطاعتي، أن أتحدث عن محتواه بشكلٍ عام، لأنهم يتفلّتون من يدي كلما فكرت في كتابةِ أحدهم وتناقضها صراعها وتجريحها لكتابة الآخر؛ رفضها بالأحرى لما يُكوّن كتابة أي آخر، لأنهم انتبهو لبعض النقاط الجوهرية، ومنها زيف القاموس اللغوي السياسي المطروح على الساحة كسفينةٍ على يابسة، لقد لاحظوا، تحديداً، أن لا بحر أسفل هذه السفينة!، ما دفعهم إلى الضحك والسخرية من هذا القاموس الذي يُصاب رُكاب سفينته بدوار البحر، على اليابسة.
سياسة سخر العديد من الأشخاص عندما أوضحت سبب استقالتي من تنظيمٍ سياسيٍّ في الماضي، إذ كتبت أنني (أريد أن أكون كاتباً)؛ البعض الآخر وجد في الأمر لامنطقيةً مهولةً إذ، وببداهة: يمكنك أن تكون كاتباً، ومنظّماً في ذات الوقت!. أعتقد أن في هذه الجملة بالذات تكمن الدونية البديهية، للأسف، التي ينظر بها السياسي للكاتب، والتي يخضع لها الكتاب أيضاً دون تدقيقٍ في محتوياتها، فالسياسي هنا يُحس بمركزيته التي تستطيع أن تستوعب الكل كفكرٍ يُمكن أن ينتمي إليه الفرد، وليس بإمكانه أن يفكّر بأن (الكتابة) بإمكانها أن تكون انتماءاً كافياً وحياتياً للفرد. إنها ازدواجية، في رأيي، أن يكون أن ينتمي فردٌ ما إلى منظومتين تختلفان في أساسهما عن بعضهما البعض، الكتابة تحوّلات واختلافات متواصلة مع الذات والعالم والآخرين والأفكار الأخرى، بينما الانتماء السياسي.. أظنكم تعرفونه، بشهرته. كان ذلك في الماضي، الآن تغيّر كل شيء، العديد من كتاب اليوم كانوا محظوظين بوجود بعض الكتاب النشيطين في مجالات العمل الثقافي، والذين لم يكونوا منتمين سوى للكتابة كليّةً، فأخذت المشاريع الفاشلة تتوالى، وبالتأكيد، تنجح في لملمة شتات الكتاب. وأقول أنهم فشلوا في أن يصنعوا كياناً ما، بصورةٍ (طبيعية) لما ذكرته من اختلافاتٍ جذريةٍ بين كلّ فردٍ وآخر منهم، ولكنهم نجحوا في التخلّص، بتجمّعهم، من كوابيسٍ عديدةٍ وواهيةٍ وفجّة، منها القاموس السياسيّ الذي يهاجمهم بأشكالٍ عديدة، منذ (النكتة) والسخرية السطحية، مروراً بالونسة النقاشات والحوارات، وصولاً للمقالات المنشورة، والتي تدور حول محورين، أو وصمتي عارٍ، أساسيَّتين: الأولى هي ابتعاد الكتابة عن الواقع وقضايا السياسة والمجتمع، والثانية هي الغموض. ولن أناقش كل نقطةٍ ولكن أشيرُ إلى تجاوز هؤلاء الكتاب لهذه القضايا الهامشيّة، وانشغالهم التّام بالانتاج والكتابة المستمرة والتفكير الخالص في الكتابة وقضاياها الداخلية، والتي لا شأن لها بأحد سوى بالكاتب نفسه. بهذا انتبه الكتاب، أخيراً، إلى "خفّة" الرصيد الرمزي الممنوح لهم مقابل أن يضعوا أنفسهم كمعبّرين عن مجتمعٍ بأكلمه، أو تنظيمٍ سياسيّ، أو فكر؛ ناطقين باسمه، ومستعدّين أن يصمدوا (بالأصح يتجمّدوا) داخل منظوماته الأخلاقيّة والقيميّة التي تشبه، لحدٍّ بعيد، منظومات المجتمع بصورةٍ كبيرة. فالآن، نشهد (نشمت؟) في ساحة النقاش السيوف الموضوعة على أعناق شعراء كبار، رموز، لأنهم تراجعوا وتنازلوا عن مواقفهم السياسية والأخلاقية، حتّى وإن كانوا غير منظّمين سياسياً، لأن المنظومات وُضعت بتحالفٍ سريٍّ (لن أتحدث عنه الآن) بين كافة تنظيمات المجتمع فيما بينها _وإن اختلفت وتناحرت_ والمجتمع نفسه.
غير صالح للنشر لتوضيح الأمر، فإن جملة (غير صالح للنشر) التي يعاني منها الكتاب الحاليين، والتي عايشتها في كل الصحف التي عملت من خلالها، لا تشابه الأسباب التي تُحجب بها الأعمدة السياسية. على الأقل، لكتاب الأعمدة والصحفيين عزاءٌ في وجود يدِ آخرٍ تمتدّ لتقتلع المواد في الليل، آخرٍ ينتمي لحكومة، ففي اليوم التالي يمكنك أن ترى الزهو وفرح القلب في وجه الكاتب، فهو في تلك اللحظة يعرف تماماً موقعه من الوجود، دوره وقيمته. ولكن الكتاب الذين أتحدث عنهم، تُرفض أعمالهم من قبل الصحفيين أنفسهم، حتّى المتحررين منهم، من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار، وأحياناً لا تُقدّم للنشر من قبلي أنا شخصياً، لقد أصبحتُ أداةً أخرى من أدوات كبتهم كما ترون. فيكون تبريري لذلك هو محاولتي لاستغلال أكبر حدٍّ من الحريّة ليصل القليل جداً من هذه الأعمال للقارئ. يمكنكم أن تسألوا: (ولكن النشر في الصحف يختلف عن النشر في الوسائط الأدبية المتخصصة)، نتفق على ذلك، ولكن، أليس هذا هو لبّ الموضوع؟، فالتحديد الأخلاقي والقيمي لا يخص الصحف السودانية وحدها، إنه أثرٌ عالميٌّ ومعمَّم، إمعاناً في (حماية المجتمعات). كنت أتأمل في هذا المثال من قبل: الأفلام السينمائية المعروضة في القنوات الفضائية المتاحة لكل من هبّ ونَظَر، لابدّ أن يشوبها التشذيب والتقطيع، فهي ليست اختياريّة، هي موجودة داخل كل بيت، أمام كل طفلٍ وامرأةٍ وشيخٍ وشابٍّ وشابَّة، وهم ليسوا ملزمين، جميعهم، برؤيتك للعالم كاملةً أيها المخرج العزيز، ولكن، في حال عُرض الفيلم في صالةٍ سينمائية، فأنت تتحمل نتيجة قرارك بالذهاب إلى السينما. طيِّب، على الكتاب الحاليين أن يصنعوا سينما اختياريّة للقراء، وكيف هذا؟ بالنشر في الكتب. أجد أن النظر لعملية (تراكمات النصوص غير الصالحة للنشر) في صدر الكاتب وأوراقه تشوبها نوع من الاستهتار بقسوة تأثيرها عليه وعلى مشروعه وتقييمه لذاته، إنه يتخلّى، كعامل في حقل الكتابة، عن الكثير من الأمور الطبيعية والأساسية في حياة البشر، (لن أذكرها لشهرتها) فضلاً عن كونه يعمل (مجّاناً) ويُطالب، فوق ذلك، بعملٍ آخرٍ مدرٍّ للمال، ليس ذلك فحسب، بل أن اعتكافه وتفرّغه لكتابة عملٍ ما، كتاب مثلاً، يُصنّف في خانة العطالة والاستهتار واللامسؤولية. حقيقةً، لن يستطيع أحد تصور الكم الهائل من الكتب المتراكمة في هذه اللحظة، النصوص غير الصالحة للنشر.
شباب أعتقد أن التخلّص من مصطلح (الشعراء الشباب) أو (الكتاب الشباب) جديرٌ بالمناقشة، فكما هو بديهي، من المحتمل أن تكون اللحظة التي نتحدث فيها الآن عن الكتاب الشباب، هي لحظة تحوّل أحدهم من كونه شابّاً إلى مرحلةٍ أخرى، أو من كونه طفلاً إلى شاب، أو من كونه حيَّاً إلى ميّت!. هذا إن سلمنا أن التصنيف أصلاً من الممكن أن يُعتبر تصنيفاً. من ناحيةٍ أخرى، أجد أن هنالك ظاهرة أخرى وهي الأخذ بآراء بعض الكتاب المعروفين كمدافعين أو مناصرين للكتابة الحالية، على أنه معبّرٌ عن المجموع، أعتقد أن هذه القضية أيضاً هي محورية في الحديث زمانياً عن مجموعة من الكتاب. وأقول مجموعة من الكتاب، لأنني لا أتحدث، بالتأكيد، عن هذه الشريحة المسماة في هذه الندوة (الشعراء الشباب) جميعهم، أنا أتحدث تحديداً عن مجموعة من التجارب التي توفّر لي الاطلاع عليها، واكتشاف حيواتها وتجارب منتجيها الشخصيّة، حتى هؤلاء لا يمكن الحديث عنهم كجماعة. إذاً، نزعة فردية هي ما يُمكن أن يقال، إن خضعنا للاسم، وهي محاولة قويّة، وناجحة، لتدمير السمعة السيئة المُلحقة للفردية من قِبَل القاموس السياسي الذي تحدّثت عنه، فيصنّف في العقل الجمعيّ أن العمل الفردي هو بالتأكيد سلبيّ، فبالقليل من الجمل المُفبركة يمكنك أن تقهر النّازع الفردي بـ(جريمته هذه)، كالسؤال مثلاً عن علاقة الفردية بالحداثة وما بعد الحداثة!. فكل محاولات العزل التي مارسها المجتمع الثقافي والسياسي على الكتاب (بالسؤال المستمر مثلاً عن سبب عزلة كتابتهم عن الجمهور!) واصل الكتاب انتاجهم بنشاط واختلاف ومراجعات مستمرة ونقد، ودفعوا به، بشجاعة، إلى ساحات النشر، واستطاعوا أن يخلقوا مبادراتهم ومحاولاتهم لتثبيت الوجود دون الالتفات لردّ الفعل السلبي والإيجابي، ودون انتظار شهرةٍ، دون الخضوع لمتطلبات سوق الجمال العام، أو سوق البطولة العام؛ هذه الأسواق المفتوحة للجميع،ذات الكسب السهل والسريع.
مراجعات: أريد أن ألخّص بعض الأفكار السابقة حول مجموعة التجارب التي توفرت لي من هذه الكتابات: 1- القضايا الإنسانية، في هذه التجارب، لا تُصنَّف على أُسس العدل والحرية والمساواة (الخير باختصار)، بالعكس؛ فهي في حالة فحص دائم لهذه الكلمات، وهي خيانة هذه الكلمات عن طريق الحياة في الطَّرف الآخر (الشرّ) والمُخاطبة من موقفه، من داخله، من انفعاله، ومهاجمة الخير ودك حصونه ومعاقله الجَّبارة التي سوَّغت لكل أفعال القهر والظلم والامتهان أن تدوم وتستمر مادام الخير موجوداً ككلمات ومعانٍ ومصطلحات. ولكن الأمر لا يتعلق بالكلمات فقط وصياغة الكتابة باللغة المغايرة والمختلفة، والداخلة ضمن تحالفات قوى الظلام وبواطن النفوس، فالأمر يتعلَّق في الأصل بخوض التجربة حياتياً، وتماماً مثلما كتب محمد الصادق الحاج: (الْهُرُوبُ من كُلِّ ما يَجِب. مُغَادَرَةُ كُلَّ ما هو واقعٌ أو مُتَوَقَّع. إهْمَالُ كُلَّ ما يُحَاصِرُ بالحتميَّة. خِيانةُ المجتمع. استكمال الصِّفْر. الدُّخُولُ في السَّالِب. ... يَسُرُّنِي أَفْعَل) .
وكما قال أحمد النشادر أيضاً: (كَمْ هُوَ مُؤْذٍ أَنْ نَتَجَرَّدَ مِنَ الأَحْقَادِ والأَطْمَاعِ والشَّهَوَاتِ الذَّاتِيَّةِ لأَجْلِ أَنْ نُتَابِعَ تَفْكيرَنَا أو نَتَخَلَّصَ من تَفْكيرِنَا في أمْرٍ ما بِنَزَاهَة) .
فإن تجردنا من (الأحقاد والأطماع والشهوات الذاتية) في تفكيرنا، مالذي يتبقى إذاً من إنسانيتنا؟ مالذي يتبقى من الذات المفكرة؟ سوى ذاتٍ منساقةٍ إلى نهرِ التعميمات الخيِّرة، والكلمات الرنَّانة العادلة والأخلاقية التي ساقت العالم إلى هذا المستنقع النتن الذي نعيش فيه؟ ذاتٍ لا ترى من أمر نفسها سوى غواية الآخر بمنحها مجداً أو بطولة؟. (العَمَلِيَّةُ الَّتِي افرَزَتْنِي: امْنَحِ الشَّحَاذ صَفْعَتَكَ كَي يَتَمَجَّد) رندا محجوب
2- التعبير بجزيئات العالم، هو من أهم الخصائص الملاحظة في هذه الكتابات (...) أو (الحركة الفردية لجزيئات العالم) (...) إذ يتم في بداية الأمر تجريد الشيء، وفحص كل عاداته ودلالاته، ومن ثم ربطه مع موادٍ أخرى ليست بقريبةٍ منه في الواقع، ولن تجد فرصة بأن تلتقيها إلا عبر الكلمات، مواد لم تخضع من قبل لسلطة عاداته وأفعاله (الشيء المُعبَّر به). ومحاولة (تجريبه) مع تلك الأشياء البعيدة عنه هي التي تُنبتُ المعنى وتجعله غريباً عن أرض الخيال الإنساني والإدراك، ولكن بمجرد التعود ومتابعة مسيرة المجرب (الكاتب) نستطيع أن ندرك عالمه، ولن يحدث هذا ما لم نتخلص من صراعات الاشكال، وإن كان هذا شعراً أم لا، وأنا أحبذ بالطبع أن لا يكون شعراً، وأن لا يرتبط بأي تصنيف سابق. وما هي ميزة أن يكون هذا شعر أم لا؟ وما الذي تضيفه التسمية والتصنيف للنص سوى التزلُّف للنَّمط والقراءات القديمة؟. نعود ونقول أن أهم جزء من أجزاء التعبير بجزيئات العالم، والذي يميز هذه الكتابات أيضاً، أنها تحتقر المجاز من خلال تعبيرها، وتحوِّله لنوعٍ من الأشباح غير المرئية، وتُبطِل دوره. وبذات الصورة تحتقر التشبيه، ولهذا تبدو بعيدة عن الشعر نوعاً ما، إذ تبدو العوالم والكائنات والأشياء موجودةً بصورةٍ مطلقة، أي أنها لا تدخل ضمن خطاب الخيال كخيال، إنها لا تلتمس لوجودها شرعية من الواقع، كالحمار ذو الأجنحة عند محمد الصادق أو ثيران أمير شمعون الأسطورية، أو أعضاء أحمد النشادر التناسلية التي ترتفع لمستوىً تصبحُ معه كائنات مستقلة عن البشر، مكتفيَّةً بذاتها، تعبِّرُ عن أحلامها وأشواقها وحروبها مع العالم بصورةٍ مستقلّة تماماً. لا نجد التشبيه كثيراً، أي جملة (مادة "ك" مادة) _هذه المعادلة التي تميِّز الشعر_ لا نجد المجاز إلا خفياً. يقول أمير شمعون: (المجاز نكران التّجريد والأفقُ؛ الأفقُ هذا دجّالٌ مغبونٌ من كُفْرِ الْهَول والكيانُ-هذا البَغْل- يتَسَوَّلُ ملائكتي قشورَ الخيال حتّى الخيال سَرَقته الأراملُ، لبّسْنَه الفساتين ودَهْنَّهُ بلعابِ الأولياء فساقَهنُّ عارياتٍ لزرائبي والحبُّ- يا لِلْحمار- مُرْخياً كرشه يتسّول في دكاكينِ اللحم حريمَ الرُّسُل وشِعْرَ المحايات. والموت-يا للكذبة- جمالٌ يتلوّى مصروعاً فوق كفِّ الوحدة وسط تهليلِ الرّسامين، وجمالٌ في الحانات يتلوّى ساخراً من الموت وهو يأكلُ أصابعه نَدَماً بعد الجّماع. والحرامُ عيونٌ مُخيّطةٌ في المعاجم؛ المعاجم الغريقة في طمث اللامعنى القيامةُ-يا للموسيقى- أمومةٌ فارّةٌ من سيطانِ المعنى وأنا يا مُلحدين مُذ تقاسمتُ والزّمان ألمَ التّجريد وفررتُ بإتجاه الحنان وباعني النّورُ في أسواق الكِتمان، ومذ سلبتني الأبديّةُ أسبابي، ومذ السّمار يا مُلحدين وأنا أُهشُّ بناتي العمياوات؛الأيام وهنّ يتزاحمْنَ فوق ضروعي المليئة بالموتى،أنا تجريدُكم المُحْتَضر فوق عناقريب اللامعنى) .
ومن أمثلة احتقار المجاز والتشبيه وخلق العوالم التي لا تتوسَّل الواقع لتكون حيَّةً، لا تطلب قوانينه؛ هذا المقطع من نص (في وصف العدم كاملاً) لرندا محجوب: (الحَاضِنَاتُ في الخَزَفِ البَارِّ يَتَشَقَّق: هَمْهَمَةٌ مرتدَّةٌ مِن دَلالٍ سَالَ على خَدٍّ بطيءٍ سائبٍ ولم تُلْحَظ حِزَامٌ في الْمَدَارِ الْمَصْدُومِ على يَسَار الهَوْل أمْشِي وأمْشِي وأمْشِي ويصحو الْمَشْيُ على الهُوَّةِ تَتَكَسَّر أما بيننا: كُلُّ الجينْز العَاجِز عن نَارِهِ الأمْعَاءُ الغليظةُ التي تَتَفَمَّمُ بقُنَيَّاتٍ دَقِيْقَةٍ قَذِرة (وهذا رَخِيصٌ لأنه يَتَقَوْلَب) العَدَمُ الرِّجْسُ الذي يَمْرَض في عُرْفِ إجْمَاليِّ الشَّكِّ الخَانةِ الدُّميَةِ اليَكْ المجنانينُ يُكتِّفُونَ أياديهم، يُنصِتون في عَنْبَر تشيخُوف القَاضِي الْمَاءُ الزُّلالُ المُتهشِّمُ من شدَّةِ ما لامَسَ القِيْلَ والقَال، السَّيْلُ احْتَمَل الإسْفَنجَ كُلَّه الإسفنج نوعٌ من البَشَر تَوَاجُدُهم واجِبٌ ولو على سَبِيْلِ الحِبْر الصَوْتُ السريُّ وراءَ البَاب، رِهَانٌ يَخْسَرُ، نَصْلٌ يَثْمَلُ.. مُكَرَّر ـ ـ مُكرَّر الفَرَاغُ البَدِيْنُ.. الهُرَاوَات.. عِقَابٌ نَاجِزٌ.. كقولهم: وصَلَتْ. ما دُمْنَا لم نَنْتَحِر) .
السيرة النَّاجزة عند كلٍّ منهم عن عالمه، والذي يشابه العالم الواقعي في بعض الأسس، (كالبحث عن بدايةٍ ونهايةٍ، كتفسير الخير والشرّ، مثلاً) ولكن الأمر يكون قاطعاً ومحسوماً بالنسبةِ لكل منهم، فلا تجد تردداً وشكاً في رؤيته لبداية العالم ونهايته، لا يشبه هذا عالم الواقع، والذي يتجادل فيه البشر عن من هو نبيّ الحقيقة، وأي دينٍ هو الحق، وأي فكرٍ هو الأكثر انسانيةً والأصلح لواقع ما. فتنمحي ثنائيات (ذكر/أنثى) (خير/ شر) (عدالة/ظلم) وغيرها، لينشأ عالمٌ هو _بما أنه كُتب_ موجودٌ داخل الذات البشرية لا ريب، وهو ما يجعله مربكاً وخارج سيطرة النقاد والأكاديميين الآن، حتَّى القراء، وهو لا يرجو كذلك أن يقبضوا عليه يوماً (وياريت يوم شكرو ما يجي ونحنا حيين نرزق).
3- يسرني أن أقول، بعد هذا الشرح، وإيراد بعض النماذج، أنني لا أرى أن هذه الملاحظات حول بعض مشاريع بعض الكتاب هي شاملة، ولذلك لم أخض في تفاصيلٍ أكثر، فرؤيتي لا تتعدَّى ملاحظة مسحةٍ عامَّةٍ، ولكنها _وهو الأهم_ لا تتعلق بالأسلوب المختلف لكلٍّ من هؤلاء الكتاب، بل هي تؤكد أيضاً أن لكلٍّ منهم نظرة خاصة ومتفردة لهذه الموضوعات والأفكار، وهو ما لن يبرر وضعهم كلهم في صورةٍ جماعيةٍ (الكتاب الجدد)، أو (كتاب الحداثة) (كتاب قصيدة النثر) إلخ.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: " النهلة توصد أزرقها " (Re: نهال كرار)
|
سلامات يا دينا خالد
مافاهمه الفرق وين في إنزالي للبوست أو إنزال غيري له ؟! عموما محمد الصادق ومن معه لا يغضبهم النقد بل يسعدهم الإختلاف والنقاش والتفاكر حول كتاباتهم :)
بختلف معاك في أنه الكاتب لازم يكتب ما يفهمه الجمهور, أو لازم يوجه كتابته للجمهور , هو كاتب لشنو؟ في رأيي لو الكاتب عايز يكتب علشان الجمهور يفهمه ويحبه ويقرا ليه, أخير يكوس ليه شغله تانية بس ما يكتب. الكتابه تجرد من كل شيئ إلا جنون الكاتب ورغباته وفلسفته ,وإن كان يطمع بغير الكتابة فهو لا يستحق أن يكون كاتب
يا دكين أنا لم أقولك ما لم تقله, أنا كتبت في بداية مداخلتي ( تخيلت) وما تبع هذه الكلمة عائد لمخيلتي ولم يكن تقويلا لك. وياسيدي لو فهم كلامي تقويلا لك فأنا بعتذر وبوضح حاليا بأن السطور الأولى لم تكن كذلك
تحياتي للجميع, حتى أعود
| |
|
|
|
|
|
|
Re: " النهلة توصد أزرقها " (Re: نهال كرار)
|
Quote: بختلف معاك في أنه الكاتب لازم يكتب ما يفهمه الجمهور, أو لازم يوجه كتابته للجمهور , هو كاتب لشنو؟ في رأيي لو الكاتب عايز يكتب علشان الجمهور يفهمه ويحبه ويقرا ليه, أخير يكوس ليه شغله تانية بس ما يكتب. الكتابه تجرد من كل شيئ إلا جنون الكاتب ورغباته وفلسفته ,وإن كان يطمع بغير الكتابة فهو لا يستحق أن يكون كاتب |
سلام يا نهال و ضيوفا .. و مبروك صدور الكتابين .. ننتظر النهلة بشغف
تعرفي يا نهال يتخيل لي انك خلطتي في موضوع الكتابة في اقتباسك الفوق ده بين اكتر من شي الكتابة في حد ذاته كعملية ابداعية يمكن انها تكون بشرطك ده .. و ممكن تكون من غيرو .. ما يشترط في الكاتب انو يكون معبر عن جنونو و رغبتو و ما شابه .. ممكن يكتب من اجل كده و ممكن لأ.. الزامك بانو العملية الابداعية لازم تبني على الشروط او يسيبا فيو تجني عديل كده ماركيز لمن أجل كتابة " سرد تفاصيل موت معلن " عشان الابطال لسه احياء و انتظر فوق للتلتين سنة .. هل كان منافق ابداعي ؟ ليه ما قال انا بكتب عشان اعبر عن نفسي و اتجرد من كل شئ الا جنون الكاتب ؟ مش لأنو عملية الكتابة هنا هي عملية تفاعل مع المجتمع الحولو ؟ مش لأنو قدر ردة فعل المجتمع ففضل انو ما يكتب ؟ هل تأخيرو ده غير منو ؟ هل خلاهو ما ماركيز ؟ ممكن اديك امثلة كتيرة جدا لكتاب كتبو و ابدعوا بعيدا عن الجنون و الرغبة و الفلسفة او التعبير عن الذات لكن ده ما يمنع انو دي واحدة من اساليب و اسباب الكتابة .. ان يعبر الكاتب عن نفسه
اما الشي التاني الانتي زي الخلطتيو هنا فهو الكتابة كعملية ابداعية مخاطبة للاخر .. ده بيجي في النشر و الاصدارات .. فاذا كان الكاتب بيكتب لنفسو و من اجل اخراج ذاتو و لا يهتم انو الناس تفهمو - و ده طبعا من حقو - بيجي السؤال انو لماذا النشر ؟
الاصدار عملية تسويقية لازم الكاتب يطلب فيها اعجاب الجمهور ..و بالتالي فهمهم.. الكاتب الذي يكتب ليعبر عن جنونه و فلسفته و ينفث ما بصدره بغض النظر عن انو الناس تفهمو او لأ ما بيشيل اوراقو و يمشي لدار نشر و يمضي اتفاقيات و يختار غلاف و يلف على مكتبات عشان يشوف كتابو اتباع او لأ .. الكاتب ده بيكتب و يخت في درجو و يوزع على اصحابو بالكتير ده كاتب يكتب همساته الشخصية حتى لا ينفجر .. فقط ممكن نسمية كاتب القارئ الواحد
اما الكاتب البينشر و يصدر فبفترض فيو انو هو كاتب صاحب رؤية يريد ايصالها الى الناس .. عن طريق الشعر .. القصة .. المقال ..السناريو الدرامي .. يبقى طالما بخاطب الناس فانا ما بخاطبم بما افهمه انا فقط او اقول عنهم ما فهموني لأنو انا ما كاتب عشانم .. اذا ما كاتب عشانم طيب ناشر عشان منو ؟ هل نشرت عشان لذة ان يقال نشر ؟ اكيد لأ و الا يبقى عبث.
هنا ممكن يكون الكاتب غير مقبول في بدايتو .. لكنو بيستصحب معاو في جزو من مشروعو انو كيف يخلي الناس تقبل ما يكتبه
عندك نجيب محفوظ كمثال .. لما بدا نجيب محفوظ الكتابة اعترض عليو كثيرين لأنو بيكتب الحوار بالفصحى و طالبوا انو يكتب بالدارجي .. و ده الشي الكان بيعملو كتير من الكتاب المصريين .. محفوظ رفض و اصر .. ما لأنو ما هاميهو الناس تقراو .. لكن لأنو كان صاحب مشروع طويل .. عارف انو التراكم حيجيب نتيجتو .. و جاب. الكتبو قبل محفوظ بالدارجية انحصروا في محلهم و طلع محفوظ للوطن العربي ثم العالمية بعده و رؤيتو اثبتت نجاحا هنا الكاتب بيحتاج يكون زي التاجر الشاطر .. يفهم ذوق المتلقي و انو ممكن يقبل شنو و كيف ..
من اشهر قصص نجيب محفوظ قصة فيها ضابط اسمو عثمان الجلالي يقضي على الفتوة و يصبح هو نفسو فتوة .. قصة جميلة جدا .. كنى فيها نجيب محفوظ عن شخصية جمال عبد الناصر و ما فعله في مصر .. تفتكري القصة دي لو محفوظ كاتبا لنفسو و ما مهم الناس يعجبو بيها او لأ مش كان سمى البطل عبد الناصر ؟ بدل الرمزية الهو عملا دي ؟
هل حصل قريتي لماركيز حكاتو البيقولا عن ظروف تأليف "مائة عام من العزلة " ؟ كيف كان غارق في الديون و مؤمل على الرواية لما تتباع تسدد ديونو ؟ كيف كان اصحابو بيتلمو عشان يحكي ليهم التفاصيل اللسه ما كتبا ؟ كيف ماركيز يأجل ديونو على امل بيع الرواية ؟ ليه كان بيضغط نفسو عشان يخلص منها في المواعيد المناسبة للمهلة الاداهم ليها سيد البيت ؟ لو كان ماركيز بيكتب عشان جنونو ما عشان الناس ما كان اعتمد على انو الرواية تعجب الناشر من اساسو ما مهم تعجب الناشر .. المهم تعبر عنو هو اتخيلي بس معاي حاجه زي دي ..
انيس منصور بيقول " و حين اجمع هذه الصور اقدمها للقارئ في كتبي .. فأنا اتعرى امامه .. و اقول له احكم عليّ " هل غلطان انو ينتظر تقييم القارئ ؟ و لو كان التقييم ما مهم فليه ينتظرو ؟
يا صديقتي نهال الكاتب حين ينشر يخاطب الناس عشان كده لازم ينتظر الاعجاب و الفهم اقلبي اي رواية لصنع الله ابراهيم و عايني في صفحتا الاخيرة شوفي الشكر للناس الراجعوها معاو و ادوهو نصايح .. ليه يقبل النصايح مش هو بيكتب بجنونو و معبرا عن ذاتو ؟ كلامك يا نهال صاح اذا كنت بكتب خواطري في دفتر برتقالي مرسوم على غلافو فراشه .. لكن طالما بكتب في قصيدة/قصة/رواية/مسرحية/مسلسل (للنشر)فانا بكتب للناس .. و طالما بكتب للناس فلازم اتوقع الفهم و انتظر الاعجاب و الا فلاكسر قلمي و استبدله بوسادة انام عليها في سطوح بيتنا و اغرق في خواطري بلا زحمة ورق بلا طباعة بلا صداع
| |
|
|
|
|
|
|
Re: " النهلة توصد أزرقها " (Re: حمور زيادة)
|
و انا بكتب ليك في الرد ده يا نهال كنت بحاول اتذكر زول من الادباء المشهورين يكون عندو رواية ما لاقت رواج او اعجاب و يكون سألوهو منها فقال ما ضروري تعجب زول انا اساسا ما كتبتها للناس. ما لقيت. اي كاتب بستحضرو بلقاهو بيبرر و يقول رواية سيئة الحظ .. لم تقرأ بطريقة سليمة .. فشلت لأن ما تعرف شنو داك .. يعني بيكوس اعذار لاعادة تسويق الرواية .. لكن الله خلقني ما مر بي كاتب قال ما مهم الناس يفهموها او يحبوها لأني كاتبا عشان روحي ..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: " النهلة توصد أزرقها " (Re: حمور زيادة)
|
سلام يا نهال وشكرا على الكتابة.
تابعت النقاش قدر ماأستطيع... ولاحظت تكرار ثيمة "الكتابة للجمهور" في مقابل كتابات أخرى... ربما منها الكتابة لأجلها. وتبلورت في رأسي بعض الأسئلة، فاسمحي لي اقتبس حديثك لدينا خالد فيما يلي:
"بختلف معاك في أنه الكاتب لازم يكتب ما يفهمه الجمهور, أو لازم يوجه كتابته للجمهور , هو كاتب لشنو؟ في رأيي لو الكاتب عايز يكتب علشان الجمهور يفهمه ويحبه ويقرا ليه, أخير يكوس ليه شغله تانية بس ما يكتب. الكتابه تجرد من كل شيئ إلا جنون الكاتب ورغباته وفلسفته ,وإن كان يطمع بغير الكتابة فهو لا يستحق أن يكون كاتب"
وأقول: من هو الجمهور بأية حال؟
.. تحياتي لمحمد الصادق وتهنئتي على صدور كتابه. (هل يمكننا أن نجده بالقاهرة؟)
مع تقديري واحترامي
إيمان
| |
|
|
|
|
|
|
Re: " النهلة توصد أزرقها " (Re: إيمان أحمد)
|
يا دكين ربنا يفرجها عليك ونداءك الاخير يجيب نتيجه وكلامك واضح جدا ومفهوم في النداء الاخير والنهلة توصد ازرقها ومسالة اللغه المعاصره البسيطة والسهلة والفي متناول اكبر عدد من المتلقين مهمة وهنا بتحضرني مقولة للاستاذ الطيب صالح الذي يتكلم علي حقيقة الادب (الفنون ) النابعة من البيئة فلابد للكاتب (الرواية والشعر والنثر ) ان يضع في حسابته البيئة النابع منها وكيف يخاطبها ويؤثر فيها ويختار الطريق الافرب والاسرع . النص المرفق صعب جدا وعايز مترجم انا شخصيا احتاج لمترجم وما فاضي عشان افتش في كتب التراجم حا تقولي لي ما فاضي ما حا تتعلم !!! حا اقول ليكم البعلم بفهمي موجود !!! انا بقترح عليكم تشيلوا النص وتختوا في بوست منفصل وتطلبوا من الجميع الدخول والتعليق علي النص وماذا فهموا منه ورايهم فيه من ناحية اللغة المستخدمة بالتالي بتطلعوا بنتيجة من استبيان لوسط فيه كل الشرائح واهم شريحة واكبرها ( الرهطين ) اللهم المتلقين الاكثر امثال دكين وشخصي واسف يا دكين وضعة نفس معاك . يا استاذه نهال كرار القران جاء باللغة العربية السهله المفهومة للوليد بن المغيرة ولمحمد المعتصم . يعني انا بحب الكاتب البكتب لي العسل ولا يكتب الشهد الاسد ولا يكتب الهزبر كمان في حاجات في الموقع بعض الجماعه هداهم الله معجبين بيها واخرها ..... لوجيا ... تيما .. وكده دي انا طوالي بفطها ولا البجيب ليك 30 كاتب في مقال وكلهم اعاجم ديل بفطهم وبمشي لي كتبوا شنو يعني قول لينا الكاتب قال البهمنا نحنا القالوا . لمن يسال زول مهتم عن الاسم ممكن تورهو . انا قرأت الكثير بالموقع واخرها (حوش بنات العمده ) ما حسيت اني في لحظة بعيد من المكتوب لكن زولكم دا ضغط علينا بالحيل .... وعصرنا لمن تفتنا نقطة زيت .... وما مرقنا بحاجه ..... مبالغة عديل .... دا الا يصحولوا اهل الكهف .
يا محسن اخيرا بقيت معاكم من الداخل وحاجزك في الربع التاني شايفك قلتي تاني ما بتناقش زول غبي اسع جملتك الكاتبه دي وكوتها ليك دكين ما ممكن تجيب ليك الهوا ويلفحها صقر من الانقاذ (مشكله وكده )
وتحياتي لجميع الادباء والكتاب والنقاد والشعراء وفي حضرة وجودكم يطيب الجلوس في هذا البوست وارجو ان تقبلوني قارئ لما تكتبوا وصديق بس بلغة العصر دا شرطي معاكم رجاءً رجاءً
| |
|
|
|
|
|
|
Re: " النهلة توصد أزرقها " (Re: محمد المعتصم ابراهيم)
|
سلامات يا شباب...
في اي عملية ابداعية يتربع المتلقي في اكبر مقعد
ودي ماياها فكرة الجمهور عايز كدا بل فكرة احصف بكثير تجد كثير من الاعمال الادبية ناجحة جدا بمقايس النقاد وفاشلة بمقايس الشباك والعكس بالعكس..
والنص المكتوب اعلاه فهو نص غير متعالي ولا صعب فهمه من ناحية معاني يعني ما هو نص صفوي.. لكنه نص مشفر وغير مفهوم. يعني مافي زول يمكن يجي يقول لزول ما فهمتو معنها قدراتك العقلية متدنية.. المسالة مسألة تذوق وقبول لغرائب النصوص. البعض يفضل اللغة العادية جدا الفيها معنى اخلاقي والبعض يستمتع بالزخرف اللغوي والكلام الغريب..
تحية لكم جميعا..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: " النهلة توصد أزرقها " (Re: د.نجاة محمود)
|
Quote: سلامات يا شباب...
في اي عملية ابداعية يتربع المتلقي في اكبر مقعد
ودي ماياها فكرة الجمهور عايز كدا بل فكرة احصف بكثير تجد كثير من الاعمال الادبية ناجحة جدا بمقايس النقاد وفاشلة بمقايس الشباك والعكس بالعكس..
والنص المكتوب اعلاه فهو نص غير متعالي ولا صعب فهمه من ناحية معاني يعني ما هو نص صفوي.. لكنه نص مشفر وغير مفهوم. يعني مافي زول يمكن يجي يقول لزول ما فهمتو معنها قدراتك العقلية متدنية.. المسالة مسألة تذوق وقبول لغرائب النصوص. البعض يفضل اللغة العادية جدا الفيها معنى اخلاقي والبعض يستمتع بالزخرف اللغوي والكلام الغريب..
تحية لكم جميعا.. |
بيان البنيان العالي تحياتي الكلام دا صعب شديد وجاف وناشف وقطع عديل ذكرني الفيزياء بتاعت التمانينات يقولوا ليك الزول دا وقف من الامتحانات عشان الفيزياء ما اشتغل فيها بعدين دي فرقها شنو من كلام استاذنا الجميل محمد الحسن سليمان لمن يفتح نار وجلاغيم وعيييك انتي يا بيان ما كنتي علمية يقولوا ليك ضفدعه مرت بماسوره طولها كم ورجعت بعد 30 ثانيه اوجد سرعه الضوء الماري من الفتحه
الزول صاحب الرواية عملاق ومتمكن وحا يجنن ليه زول بالطريقه دي ....
| |
|
|
|
|
|
|
Re: " النهلة توصد أزرقها " (Re: محمد المعتصم ابراهيم)
|
Quote: يقولوا ليك ضفدعه مرت بماسوره طولها كم ورجعت بعد 30 ثانيه اوجد سرعه الضوء الماري من الفتحه |
اها جييتنى يا أمحمد أخوى, فى يوم قالوا ليك الضقدع ده ما ليقا ليه طلبه يدرسوه و لا أساتذة يدرسو؟؟؟؟؟ بالله علينا نخلى الشغلة دى لا ناسا البعرفوها و بفهموها...
| |
|
|
|
|
|
|
Re: " النهلة توصد أزرقها " (Re: Abuzar Omer)
|
Quote: اها جييتنى يا أمحمد أخوى, فى يوم قالوا ليك الضقدع ده ما ليقا ليه طلبه يدرسوه و لا أساتذة يدرسو؟؟؟؟؟ بالله علينا نخلى الشغلة دى لا ناسا البعرفوها و بفهموها... |
سلامات ياابوذر ممكن تشرح اكثر معنى كلامك دا؟
| |
|
|
|
|
|
|
Re: " النهلة توصد أزرقها " (Re: د.نجاة محمود)
|
Quote: اها جييتنى يا أمحمد أخوى, فى يوم قالوا ليك الضفدع ده ما ليقا ليه طلبة يدرسوه و لا أساتذة يدرسو؟؟؟؟؟ بالله علينا نخلى الشغلة دى لا ناسا البعرفوها و بفهموها...
سلامات ياابوذر ممكن تشرح اكثر معنى كلامك دا؟
د. نجاة إزيك
و دى فرصة نرحب بالعزيز محمد المعتصم.
و بقول ليه الكتاب لمن ينشروه معناها الناشر متأكد من وجود طلب و القصة ما ضياع قروش . نخلى الكتاب لأأ ناسوه البفهموه.
لكن بالمناسبة ردى ما عشان كتاب محمد الصادق لأنو محمد عضو هتا و فى محسن و نهال و مأمون و عصام ... كلهم فى صف الكتابة دى و ديل ممكن يقنعوا الديك المعذب الناس داك.
الزعلنى الحقارة بالفيزياء و الضفدع ((الرياضيات و الفيزياء ديل فوق العلوم كلها)) و ده رأى العبد الضعيف..
تحياتى للجميع و أن شاء الله مافى زعل..
و الله يكفينا شر فتل البوسطات أو كما قيل ...
| |
|
|
|
|
|
|
Re: " النهلة توصد أزرقها " (Re: محمد المعتصم ابراهيم)
|
Quote: الزول صاحب الرواية عملاق ومتمكن وحا يجنن ليه زول بالطريقه دي .... |
سلامات لا ما كنت علمية ادبية على السكين...
الان انت حددت جنس المكتوب انه رواية افتكر قبيل زول قال شعر.. يعني حاجة ما محددة ذاتها هي شنو حتبقى كيف مفهومة؟ ممكن اقول عن ماركيز عملاق ومتمكن ودي تحسب على كل اساطين الرواية من سيرفانتيس الى ىخر كاتب عملاق ومتمكن ولكن هل يمكن ان نقول عن كاتب قصة النهلة عملاق ومتمكن؟
كما قلت احتفائي به على ان هناك شاب كتب شيئا مفتوح للتأويل عن ماهيته ونشره . والان جلب عدد من الكتابات حوله ودي محمدة كبيرة جدا.. مبروك له نشر كتابه وانا هنا اتحدث كمتلقية تهوى قراءة الروايات..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: " النهلة توصد أزرقها " (Re: د.نجاة محمود)
|
دكتورة بيان كيفنك .. النص المذكور اعلاه ممكن فعلا يكون ما مفهوم ( اتمنى انو ما يكون مكتوب بنظرة نهال ) لكن ما بقدر احكم عليو لو ما قريتو كامل في اطارو عشان كده انا استغربت لمن لقيت الاستاذ محسن خالد بيتكلم عنو بصيغة من فهمه جيدا و فهمت تماما موقف دكين .. اعتقد انو اي نص مهما كانت لغتو جميلة لمن ينتزع من سياقو ممكن يكون عسير على الفهم و يبدو جنونيا.. النص اعلاه بالنسبة لي جميل اللغة نعم هو مستغلق المعاني لكن بقول انو احتمال يكون الكلام ده لأنو جزو من نص ( على فكرة نهال ما حددت لينا هل الكتاب عمل قصصي او غيره) بعد قراية النص كامل ممكن الواحد يحكم .
تتوالى عليه الصور، تبدو ملامح موسيقى القرب الشجية ، تذكره بأعياد بعيدة ، طفولة نائية تبدو الان حصنا مباركاً آمنا أوصدت أبوابه. علقت عليه طلاسم أعتى و أقوى مفعولا، طلاسم مانعة للاكدار ، تنفي الرعب ، الفقر ، للاسف يبلى مفعولها مع مضي السنين. تعلو موسيقى القرب حادة ، عازفوها يحاذون الشرفة الان يتبعهم حملة الاعلام متعددة الالوان تخفق امامه الان ، صراعه الدموي من اجل هذه البيارق على حصون الاعداء ، اعلام القواد الذين استدعاهم من بطون السنين لقيادة جبهاته ، نيبال، جنكيز خان، يوليوس قيصر ، لوكولوس، كراسيوس ، فون مولتكه ، سيدي احمد البدوي ، دوق ولنجتون ، خالد بن الوليد ، كوزوتوف ، بسمارك ، فريدريك الاكبر ، روميل ، جورنج ، عنترة بن شداد و سف بن ذي يزن ، ابوزيد الهلالي ، عباقرة النزال
النص أعلاه براهو كده مجنون بل يمكن أن نقول أنه نص مسطول .. ما عندو معنى .. لكن لما اقراهو ضمن رواية "وقائع حارة الزعفراني " لجمال الغيطاني بيبقى واضح و مفهوم مش ؟
| |
|
|
|
|
|
|
Re: " النهلة توصد أزرقها " (Re: نهال كرار)
|
سلامات يا حمور
انت ما مضطر تديني أمثلة لكتاب كتبوا لجمهورهم علشان يكون كلامي هو الخطأ. أساسا ما في خطأ وصاح , في حاجة اسمها رأيي , ونظرة وتصور الكاتب بعدين يا حمور , انت افترضت بأن الكتابة ما مفهومة للناس أجمعين!!, ومن خلال هذا الحكم أتت بقية مداخلتك بما إنك كاتب وقارئ قبل كل شيء لازم يكون مر عليك هذا الأسلوب الذي لم يهبط من السماء فجأة. ولا بدأ أن تكون قد قرأت يوما لبورخيس أو أدونيس, سعدي يوسف وغيرهم كثر وإن لم تعجبك كتاباتهم فعلى أي أساس حكمت بأن الكاتب هو كاتب القارئ الواحد؟ أرى بأنك أخرجت حديثي خارج السياق تماما, وكتبت رأيك الشخصي الذي لم تكن بحاجة لأن تكتبه ردا على رأيي .
رأيي ببساطة وأكرره بتوضيح أكبر, أنا لا أرى بأن على الكاتب أن يكتب لإرضاء جمهوره وبذلك يبحث عن ما يثير إعجابهم ويطربهم , على الكاتب في نظري أن يبحث عن أسلوبه الذي يستطيع فيه أن يعبر عن نفسه دون أن يفكر في النشر ومدى الإقبال على الكتاب والإعجاب به. وأظنك تدرك تماما بأن الكثير من الكتاب والشعراء المهمين اليوم لم تنشر وتشتهر كتاباتهم في وقتها, وحديثك في المداخلة الثانية أختلف معه تماما لأنه برضو قائم من أساس انه الرواج والإعجاب لا تلقاه مثل هذه الكتابة. كما أن الإقبال والرواج نفسه لا يحكم بأن الكتاب جيد.
أما حديثك عن النشر , فرأي هؤلاء الكتاب موجود أعلاه.
تحياتي لك
Quote: غير صالح للنشر لتوضيح الأمر، فإن جملة (غير صالح للنشر) التي يعاني منها الكتاب الحاليين، والتي عايشتها في كل الصحف التي عملت من خلالها، لا تشابه الأسباب التي تُحجب بها الأعمدة السياسية. على الأقل، لكتاب الأعمدة والصحفيين عزاءٌ في وجود يدِ آخرٍ تمتدّ لتقتلع المواد في الليل، آخرٍ ينتمي لحكومة، ففي اليوم التالي يمكنك أن ترى الزهو وفرح القلب في وجه الكاتب، فهو في تلك اللحظة يعرف تماماً موقعه من الوجود، دوره وقيمته. ولكن الكتاب الذين أتحدث عنهم، تُرفض أعمالهم من قبل الصحفيين أنفسهم، حتّى المتحررين منهم، من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار، وأحياناً لا تُقدّم للنشر من قبلي أنا شخصياً، لقد أصبحتُ أداةً أخرى من أدوات كبتهم كما ترون. فيكون تبريري لذلك هو محاولتي لاستغلال أكبر حدٍّ من الحريّة ليصل القليل جداً من هذه الأعمال للقارئ. يمكنكم أن تسألوا: (ولكن النشر في الصحف يختلف عن النشر في الوسائط الأدبية المتخصصة)، نتفق على ذلك، ولكن، أليس هذا هو لبّ الموضوع؟، فالتحديد الأخلاقي والقيمي لا يخص الصحف السودانية وحدها، إنه أثرٌ عالميٌّ ومعمَّم، إمعاناً في (حماية المجتمعات). كنت أتأمل في هذا المثال من قبل: الأفلام السينمائية المعروضة في القنوات الفضائية المتاحة لكل من هبّ ونَظَر، لابدّ أن يشوبها التشذيب والتقطيع، فهي ليست اختياريّة، هي موجودة داخل كل بيت، أمام كل طفلٍ وامرأةٍ وشيخٍ وشابٍّ وشابَّة، وهم ليسوا ملزمين، جميعهم، برؤيتك للعالم كاملةً أيها المخرج العزيز، ولكن، في حال عُرض الفيلم في صالةٍ سينمائية، فأنت تتحمل نتيجة قرارك بالذهاب إلى السينما. طيِّب، على الكتاب الحاليين أن يصنعوا سينما اختياريّة للقراء، وكيف هذا؟ بالنشر في الكتب. أجد أن النظر لعملية (تراكمات النصوص غير الصالحة للنشر) في صدر الكاتب وأوراقه تشوبها نوع من الاستهتار بقسوة تأثيرها عليه وعلى مشروعه وتقييمه لذاته، إنه يتخلّى، كعامل في حقل الكتابة، عن الكثير من الأمور الطبيعية والأساسية في حياة البشر، (لن أذكرها لشهرتها) فضلاً عن كونه يعمل (مجّاناً) ويُطالب، فوق ذلك، بعملٍ آخرٍ مدرٍّ للمال، ليس ذلك فحسب، بل أن اعتكافه وتفرّغه لكتابة عملٍ ما، كتاب مثلاً، يُصنّف في خانة العطالة والاستهتار واللامسؤولية. حقيقةً، لن يستطيع أحد تصور الكم الهائل من الكتب المتراكمة في هذه اللحظة، النصوص غير الصالحة للنشر.
شباب أعتقد أن التخلّص من مصطلح (الشعراء الشباب) أو (الكتاب الشباب) جديرٌ بالمناقشة، فكما هو بديهي، من المحتمل أن تكون اللحظة التي نتحدث فيها الآن عن الكتاب الشباب، هي لحظة تحوّل أحدهم من كونه شابّاً إلى مرحلةٍ أخرى، أو من كونه طفلاً إلى شاب، أو من كونه حيَّاً إلى ميّت!. هذا إن سلمنا أن التصنيف أصلاً من الممكن أن يُعتبر تصنيفاً. من ناحيةٍ أخرى، أجد أن هنالك ظاهرة أخرى وهي الأخذ بآراء بعض الكتاب المعروفين كمدافعين أو مناصرين للكتابة الحالية، على أنه معبّرٌ عن المجموع، أعتقد أن هذه القضية أيضاً هي محورية في الحديث زمانياً عن مجموعة من الكتاب. وأقول مجموعة من الكتاب، لأنني لا أتحدث، بالتأكيد، عن هذه الشريحة المسماة في هذه الندوة (الشعراء الشباب) جميعهم، أنا أتحدث تحديداً عن مجموعة من التجارب التي توفّر لي الاطلاع عليها، واكتشاف حيواتها وتجارب منتجيها الشخصيّة، حتى هؤلاء لا يمكن الحديث عنهم كجماعة. إذاً، نزعة فردية هي ما يُمكن أن يقال، إن خضعنا للاسم، وهي محاولة قويّة، وناجحة، لتدمير السمعة السيئة المُلحقة للفردية من قِبَل القاموس السياسي الذي تحدّثت عنه، فيصنّف في العقل الجمعيّ أن العمل الفردي هو بالتأكيد سلبيّ، فبالقليل من الجمل المُفبركة يمكنك أن تقهر النّازع الفردي بـ(جريمته هذه)، كالسؤال مثلاً عن علاقة الفردية بالحداثة وما بعد الحداثة!. فكل محاولات العزل التي مارسها المجتمع الثقافي والسياسي على الكتاب (بالسؤال المستمر مثلاً عن سبب عزلة كتابتهم عن الجمهور!) واصل الكتاب انتاجهم بنشاط واختلاف ومراجعات مستمرة ونقد، ودفعوا به، بشجاعة، إلى ساحات النشر، واستطاعوا أن يخلقوا مبادراتهم ومحاولاتهم لتثبيت الوجود دون الالتفات لردّ الفعل السلبي والإيجابي، ودون انتظار شهرةٍ، دون الخضوع لمتطلبات سوق الجمال العام، أو سوق البطولة العام؛ هذه الأسواق المفتوحة للجميع،ذات الكسب السهل والسريع. |
(عدل بواسطة نهال كرار on 02-04-2009, 07:58 PM)
| |
|
|
|
|
|
|
Re: " النهلة توصد أزرقها " (Re: نهال كرار)
|
نهال يا صديقة .. لما يكون رأيك هو :
Quote: في رأيي لو الكاتب عايز يكتب علشان الجمهور يفهمه ويحبه ويقرا ليه, أخير يكوس ليه شغله تانية بس ما يكتب. الكتابه تجرد من كل شيئ إلا جنون الكاتب ورغباته وفلسفته ,وإن كان يطمع بغير الكتابة فهو لا يستحق أن يكون كاتب |
بكون مضطر اديك أمثلة لكتاب كتبو لجمهورم .. لأنو كلامك ده صعب و قاسي عديل. الكاتب البيكتب عشان الجمهور يفهمو و يحبو ما يستحق يكون كاتب و اخير ليو يكوس شغله تانية غير الكتابة ؟ ماركيز لما اتلكم عن خريف البطريرك و كيف كتبا قال انو اتردد في الاسلوب و فتش لاسلوب يحبو القارئ و كان سعيد انو الرواية وجدت من يضعها في مكانها الصحيح و يحبها .. اها حسب رأيك جابرييل جارسيا ماركيز لا يستحق انو يكون كاتب و يفتش ليو شغله تانية. انا ردي يا نهال ما كان من باب الخطا و الصواب عشان كده قلت ليك :
Quote: الكتابة في حد ذاته كعملية ابداعية يمكن انها تكون بشرطك ده .. و ممكن تكون من غيرو .. ما يشترط في الكاتب انو يكون معبر عن جنونو و رغبتو و ما شابه .. ممكن يكتب من اجل كده و ممكن لأ.. |
يعني رأيك انا قبلتو لكن وجعتني فيو حتة طرد الكاتب البيكتب بغير الشرط ده من جنة الكتابة الابداعية .. كده حتطردي لي ماركيز و محفوظ و صنع الله و يوسف ادريس و ديستوفيسكي و ابراهيم عبد الحميد و غيرم من الكتابة لأنهم بيكتبو للجمهور و بيفتشو لفهمو و لحبو لكتابتم. ده الخلعني و خلاني اقول ليك امثلتي و كلامي الكتير داك. من حقك تفضلي نوعية كتابة على نوعية تانية .. لكن ما من حقك تعتبري انو النوعية البيكتبو ليها العظماء ديل ما بتديهم شرف انو الواحد فيهم يكون كاتب و اخير يفتش ليو شغله تانية .. كتيرة يا نهال .. كتيرة شديد.
اما تسمية كاتب القارئ الواحد فجبتها بخصوص الكاتب الما بيهتم بانو الجمهور يفهمو او لأ .. انا ما حكمت على نوعية كتابة محمدصاق الحاج او غيرو .. انا بتكلم على نوعية كتابة الكاتب الما مهم بالنسبة ليو الجمهور .. مهمة بالنسبة ليو نفسو .. هو بيعبر عن روحو و فاهم تعبيرو .. ده زول بيكتب لنفسو .. عشان كده هو كاتب القارئ الواحد .. لو لقى قارئ تاني مكسب .. لو ما لقى ما مهم .. المهم انو هو عبر عن نفسو. فحتى لو كتابتو لاقت رواج فهي برضو كتابة لقارئ واحد .. زي الخطابات الخاصة لمن تنشر ممكن تعجب ناس كتار لكنها ما اتكتبت ليهم .. اتكتبت لقارئ واحد بس .. و الباقين ما مهمين.
ما عارف في ياتو مداخلة فهمتي اني بقول انو النوعية دي ماعندها رواج ؟؟ لو قريتي ردي لدكتورة بيان بتلقيني بقول انو الكتابة المعنية في البوست ده ما بقدر احددا .. النص الجبتيو مبهم و مغلق بالنسبة لي انا .. و ده رأي كم زول هنا .. لكني بعتقد انو اذا قريتو كامل في سياقو في كتابو قد اقدر افهمو فمافي داعي استعجل و احكم عليو انا لغاية هسه ما فاهم النص الفوق ده عن شنو او في شنو .. لغة جميل .. بيتكلم عن شنو ؟ ما فهمت .. مزلاج الصدر و حمام كلام غريب ربما لأنو ناقص. لما امسك الكتاب في يدي و اقلبو ورقة ورقة قد افهمو .
Quote: أنا لا أرى بأن على الكاتب أن يكتب لإرضاء جمهوره وبذلك يبحث عن ما يثير إعجابهم ويطربهم , على الكاتب في نظري أن يبحث عن أسلوبه الذي يستطيع فيه أن يعبر عن نفسه دون أن يفكر في النشر ومدى الإقبال على الكتاب والإعجاب به. |
كلامك ده سليم تماما .. لكنو مختلف قليلا عن الكلام الانا رديت ليو لو ده هو قصدك يبقى انا ردي فعلا خارج السياق في فرق بين الكتابة عشان الجمهور يفهمك الانتي قلتيها في الاول و بين الكتابة لارضاء الجمهور و البحث عن ما يثير اعجابهم و يطربهم و لابد له ان يبحث عن اسلوبه الذي يستطيع ان يعبر به عن نفسه. كلامك الاول بقول ليك فيو ردي الاول كلامك التاني ده سليم و اتفق معاك و ده بيبقى ما كاتب مبدع بيبقى عرضحالجي بيكتب للناس عشان تصفق ما عشان يقول فكرتو.
سؤال : هل في فرق بين الفكرة و الاسلوب ؟ اظن ده مناط الخلاف الاساسي العامل ربكة
| |
|
|
|
|
|
|
Re: " النهلة توصد أزرقها " (Re: حمور زيادة)
|
نهلة والمتداخلين والمتداخلات كيفكم ؟
ياخى دا بوست الغرائب شكلو ،، لانو كلامى العايزه اقولو او جوهره قالو حمور زيادة !!! ... يعنى ياستى وبدون ما اجيب ليك الكوت ال اتكوت ستين مرة دا .. الكاتب اليمرق جنونو بدون تفكير فى المتلقين لى ابداعه دا المقصود فى الابيات بى ( دق الرقم جلى ) . ذى ما قال ليك محك الكاتب لو (الجمهور) دى مزعجة انا بقول ليك (القراء) ولو القراء دى ذاتها واسعة خليههم القراء الذين يتوجهه بكتابتو ليهم .. يعنى لو انت قاصدة انو الكتابة دى اتكتبت ليك ولى مامون والنشادر .. لانكم فاههمينها واطربتكم واعجبتكم الاسهل كان تتبادلوهها فى ميلينق ليست ... ذى ما قلت ليك محك الكتابة للقراء هو النشر يعنى الجنون ذاتو علماء الشريعة قسمو لى انواع .. فى جن كلكى ودا الكاتب بكون بكتب لى نفسو وبس .. فى جن يفيق صاحبه ودا الكاتب البكتب لى ناس محددين يفهموه ويفهمهم وفى جن شائع ودا فى الغالب البكتب للجمهور ! طالما الكاتب نشر فههو بالتالى بيتوجه للقراء بدعمه المادى والمعنوى والادبى ودا ما عيب اولا المادى لانها دى صتعتو وحرفتو المتفرغ ليها، الجانب المعنوى والادبى البتحققو مبيعاتو وتسويقها مهمات شديد حتى لانتاجو القادم فى الكم والنوع .. ودا بدون شرح كتير كرير كرييييير بكل ما تحمل الكلمة من معنى ..
اما قصة انو ما مسئول من انو يثير اعجابهم ويطربهم دى بقول ليك الحاجتين ديل نحن لسسسه بعيدين منهم اها كان صبرتو بنجيهن .. نحن يا نهال لسه يادوووب فى مرحلة الفهم(( طبعا ايمان الحقارة ح تجى تكوت لى الحتة دى وتقول لى انتو منو؟؟؟ ) انت معاى انو الاعجاب والتطريب ديل بيجن بعد الفهم؟ .. النفههم اوول شىء ... نفهم ونجى نوريك كيف هو مسئول مسئولية مباشرة (الكاتب ) بى ( جنو دا) من اثارة اعجابنا !!
ــــــــــــ يا ايمان .. (الجمهور ) و ( نحن ) الواردات اعلاه مقصود بيهم القراء البشترو الكتاب من المكتبات وعويناتهم يتقددو بالقراية فى ذى الظروف الصعبة ال نحن فيها دى ... لاسيما وانو سبب الشراء عند الكتيرين للكتاب هو عنوانو المحير املين فى ما يفك حيرتهم وطلاسمه بالداخل .
| |
|
|
|
|
|
|
انتو منو؟؟؟ (Re: نهال كرار)
|
بالله الكتاب كلهم بيقعدوا يكتبو عشان انتو-انحنا-هم نفهمهم؟
عجيب ان يدور اصلا حوار زى ده في زمننا ده , لكن الدنيا كده
امشوا اقروا بن عربي و النفرى و غيرهم الكتبو قبل الف سنة كلام ما بتفهم بى اخوى و اخوك ده لو اتفهم يعنى يا دينا و دكين تانى الكاتب او الكاتبة يصدر ملحق شروحات لما كتبه! مثلا النهلة for dummies
كسل و لواييق
| |
|
|
|
|
|
|
Re: انتو منو؟؟؟ (Re: esam gabralla)
|
Quote: امشوا اقروا بن عربي و النفرى و غيرهم الكتبو قبل الف سنة كلام ما بتفهم بى اخوى و اخوك ده لو اتفهم يعنى يا دينا و دكين تانى الكاتب او الكاتبة يصدر ملحق شروحات لما كتبه! مثلا النهلة for dummies |
سلام يا عصام ويا شباب
النفري وابن عربي كتبوا كتابات فاتحة للتأويل ومرتبطة بمعارف المتلقي الذي يجب ان يكون ملم ببعض العلوم.. يعني صعوبتها في افكارها موش لغتها وتركيباتها.. مثلا في ناس بقولو ليك والله نحنا محمد عبدالحي دا ما قاعدين نفهم شعرو انا بفتكر ما لان لغته غربية لان شعرو شعر صفوي عشان تفهم الاشارات الواردة فيه بلزمك تكون مبحر في الاداب العالمية بتعرف فلسفة وبتعرف تاريخ وبتعرف دين وقصص شعبية لانه كان شاعر موسوعي المعرفة.. واي كاتب يقول ما بهمو القارئ يكتب كتابتو في مفكرة ويقفلها بطبلة.. المشاركة بين القارئ والكاتب في النص المنشور النص بالنص.. راجع معنى ان ينجح كتاب نقديا ويفشل جماهيريا والعكس بالعكس تعرف الجمهور قاعد وين.. والى الان بقول انه النص لغته بديعة للغاية اضفى عليها التشكيل بعدا" منظوريا" بديعا.
حمور وجهة نظرك وجهة نظر ممتازة ان شاء الله من القى لحظة تفرغ بتركيز بجيك الايام دي في قمة الانشغال..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: انتو منو؟؟؟ (Re: د.نجاة محمود)
|
Quote: و بقول ليه الكتاب لمن ينشروه معناها الناشر متأكد من وجود طلب و القصة ما ضياع قروش . نخلى الكتاب لأأ ناسوه البفهموه. |
سلامات يا شباب بخصوص صالح للنشر
في نوعين من النشر ان تدفع كل مصاريف النشر ودي الناشر ما بخسر ولا قرش ان تقوم جهة بنشر الكتاب جهة غالبا محكمة ودي بييملوا ليها ناس الاكاديمية لانه ممكن يترقوا بنشر كتاب محكم او مقالة محكمة..
صالح للنشر عادة في السودان ذيو وذي اي دولة بوليسية بيكون لرجال الامن قول كبير لانه الكتاب لازم يمر بيهم يعني كتاب تمام ممكن ما ينشر لانه ناس الامن قالو لا.. مرات بتمنع تذويع كتب في السودان لانه برضو الناشر لرتتكب اخطاء اجرائية في ادخال الكتاب ذي ما دفع الجمارك ولا ما حدد عدد الكتب بصورة دقيقة يقومو ناس المطار يمسكوه الى ان تحل المشكلة الاجرائية دي..
ولذلك ان ينشر كتاب دا ما دليل على جودته وعدم نشره برضو ما دليل على كعوبيته.. ولكم الشكر جميعا
| |
|
|
|
|
|
|
Re: انتو منو؟؟؟ (Re: دينا خالد)
|
Quote: والغبار؛ الغبارُ الرَّهيفُ الذي لوْ لم يكن لي قلبُ عنكبوتٍ لكان الآن يُنَزِّهُ قُرُودَهُ الجَّابرسيَّةَ في أفلاكِ ذاكرتي! |
Quote: وقبل أنْ تزولَ غِشاوةُ الهديلِ عن عينَي الرَّقيبِ فيراني، أنْبَتُّ جناحَيَّ الهائلين تسلَّقتُ الرِّيحَ رُخَّاً مريداً يبصُمُ بصرخته على مهبل الفراغِ البَانِي. «...». ذهَبَتْ نفسي، كما هو دارجٌ هناك، في المَلأِ الجَّانبيَّ من الصَّيف ـ |
بصراحة هنا حسيت بى كلام سمح ... بس هو شنو؟ برضو ما فهمتو ، تقولو غبية تقولو ما بتعرف ادب ... دا الحصل بدون اى تلتيق ..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: انتو منو؟؟؟ (Re: دينا خالد)
|
سلام نهال والجميع
:I want to say it loud and clear
.First, I am here for the right to write
والباقي يأتي لاحقاً.
دينا وعصام سلامات. كلامكم وقع لي وحأجي تاني. يا دينا بلونة الحقارة بتاعتك دي حأفرقعها ليك ;) . Just let me have time to quote you :D cuz Bakri's site is not quote-friendly
Iman
| |
|
|
|
|
|
|
Re: انتو منو؟؟؟ (Re: محمد المعتصم ابراهيم)
|
Quote: يا دكتوره بيان عملاق بمعني متمكن وفهمان وكمان نحنا المتلقين بنقول مقدده لكن بالنسبة ليكم انتم معشر الاكاديمين أصحاب الشيء زاتو مازال الطريق امامه طويل وهذا الاصدار الثاني له فماعيرنا غير معاييركم وتحديدا انا اقصد النص في ناس في الموقع نحنا شايفنهم عمالقه في نظرنا ولكن من يختلفون معهم شايفنهم عمبلوكيون في نظركم (عملاق عمبلوك ) |
سلامات يا معتصم عداك العيب يا ولدنا مافي حاجة اسمها اصحاب الشي ذاتها انا متلقية مثلك ..لدي محبة كبيرة لكل ما هو مكتوب ودا السبب الاخترت بيه دراستي بس اكون متلقية حريفة وما وصية على احد ليك المودة..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: انتو منو؟؟؟ (Re: د.نجاة محمود)
|
Quote:
سلامات يا معتصم عداك العيب يا ولدنا مافي حاجة اسمها اصحاب الشي ذاتها انا متلقية مثلك ..لدي محبة كبيرة لكل ما هو مكتوب ودا السبب الاخترت بيه دراستي بس اكون متلقية حريفة وما وصية على احد ليك المودة..
· ·
|
سلمكم الله جميعا من كل شر وانتي متواضعه لذلك الله رافعك ونحنا نتعلم منكم جميعا ونستفيد وهذا سبب تواجدنا معكم وبحضرة وجودكم يطيب الجلوس مهذب امامكم يكون الكلام
تحياتي ليك ولاسرتك فردا فردا وابو الوليدات احتمال 99% نتقابل في ماليزيا خلال 2009 باذن الله
| |
|
|
|
|
|
|
Re: انتو منو؟؟؟ (Re: محمد المعتصم ابراهيم)
|
Quote: 2- التعبير بجزيئات العالم، هو من أهم الخصائص الملاحظة في هذه الكتابات (...) أو (الحركة الفردية لجزيئات العالم) (...) إذ يتم في بداية الأمر تجريد الشيء، وفحص كل عاداته ودلالاته، ومن ثم ربطه مع موادٍ أخرى ليست بقريبةٍ منه في الواقع، ولن تجد فرصة بأن تلتقيها إلا عبر الكلمات، مواد لم تخضع من قبل لسلطة عاداته وأفعاله (الشيء المُعبَّر به). ومحاولة (تجريبه) مع تلك الأشياء البعيدة عنه هي التي تُنبتُ المعنى وتجعله غريباً عن أرض الخيال الإنساني والإدراك، ولكن بمجرد التعود ومتابعة مسيرة المجرب (الكاتب) نستطيع أن ندرك عالمه، ولن يحدث هذا ما لم نتخلص من صراعات الاشكال، وإن كان هذا شعراً أم لا، وأنا أحبذ بالطبع أن لا يكون شعراً، وأن لا يرتبط بأي تصنيف سابق. وما هي ميزة أن يكون هذا شعر أم لا؟ وما الذي تضيفه التسمية والتصنيف للنص سوى التزلُّف للنَّمط والقراءات القديمة؟. نعود ونقول أن أهم جزء من أجزاء التعبير بجزيئات العالم، والذي يميز هذه الكتابات أيضاً، أنها تحتقر المجاز من خلال تعبيرها، وتحوِّله لنوعٍ من الأشباح غير المرئية، وتُبطِل دوره. وبذات الصورة تحتقر التشبيه، ولهذا تبدو بعيدة عن الشعر نوعاً ما، إذ تبدو العوالم والكائنات والأشياء موجودةً بصورةٍ مطلقة، أي أنها لا تدخل ضمن خطاب الخيال كخيال، إنها لا تلتمس لوجودها شرعية من الواقع، كالحمار ذو الأجنحة عند محمد الصادق أو ثيران أمير شمعون الأسطورية، أو أعضاء أحمد النشادر التناسلية التي ترتفع لمستوىً تصبحُ معه كائنات مستقلة عن البشر، مكتفيَّةً بذاتها، تعبِّرُ عن أحلامها وأشواقها وحروبها مع العالم بصورةٍ مستقلّة تماماً. لا نجد التشبيه كثيراً، أي جملة (مادة "ك" مادة) _هذه المعادلة التي تميِّز الشعر_ لا نجد المجاز إلا خفياً. يقول أمير شمعون: (المجاز نكران التّجريد والأفقُ؛ الأفقُ هذا دجّالٌ مغبونٌ من كُفْرِ الْهَول والكيانُ-هذا البَغْل- يتَسَوَّلُ ملائكتي قشورَ الخيال حتّى الخيال سَرَقته الأراملُ، لبّسْنَه الفساتين ودَهْنَّهُ بلعابِ الأولياء فساقَهنُّ عارياتٍ لزرائبي والحبُّ- يا لِلْحمار- مُرْخياً كرشه يتسّول في دكاكينِ اللحم حريمَ الرُّسُل وشِعْرَ المحايات. والموت-يا للكذبة- جمالٌ يتلوّى مصروعاً فوق كفِّ الوحدة وسط تهليلِ الرّسامين، وجمالٌ في الحانات يتلوّى ساخراً من الموت وهو يأكلُ أصابعه نَدَماً بعد الجّماع. والحرامُ عيونٌ مُخيّطةٌ في المعاجم؛ المعاجم الغريقة في طمث اللامعنى القيامةُ-يا للموسيقى- أمومةٌ فارّةٌ من سيطانِ المعنى وأنا يا مُلحدين مُذ تقاسمتُ والزّمان ألمَ التّجريد وفررتُ بإتجاه الحنان وباعني النّورُ في أسواق الكِتمان، ومذ سلبتني الأبديّةُ أسبابي، ومذ السّمار يا مُلحدين وأنا أُهشُّ بناتي العمياوات؛الأيام وهنّ يتزاحمْنَ فوق ضروعي المليئة بالموتى،أنا تجريدُكم المُحْتَضر فوق عناقريب اللامعنى) .
ومن أمثلة احتقار المجاز والتشبيه وخلق العوالم التي لا تتوسَّل الواقع لتكون حيَّةً، لا تطلب قوانينه؛ هذا المقطع من نص (في وصف العدم كاملاً) لرندا محجوب: (الحَاضِنَاتُ في الخَزَفِ البَارِّ يَتَشَقَّق: هَمْهَمَةٌ مرتدَّةٌ مِن دَلالٍ سَالَ على خَدٍّ بطيءٍ سائبٍ ولم تُلْحَظ حِزَامٌ في الْمَدَارِ الْمَصْدُومِ على يَسَار الهَوْل أمْشِي وأمْشِي وأمْشِي ويصحو الْمَشْيُ على الهُوَّةِ تَتَكَسَّر أما بيننا: كُلُّ الجينْز العَاجِز عن نَارِهِ الأمْعَاءُ الغليظةُ التي تَتَفَمَّمُ بقُنَيَّاتٍ دَقِيْقَةٍ قَذِرة (وهذا رَخِيصٌ لأنه يَتَقَوْلَب) العَدَمُ الرِّجْسُ الذي يَمْرَض في عُرْفِ إجْمَاليِّ الشَّكِّ الخَانةِ الدُّميَةِ اليَكْ المجنانينُ يُكتِّفُونَ أياديهم، يُنصِتون في عَنْبَر تشيخُوف القَاضِي الْمَاءُ الزُّلالُ المُتهشِّمُ من شدَّةِ ما لامَسَ القِيْلَ والقَال، السَّيْلُ احْتَمَل الإسْفَنجَ كُلَّه الإسفنج نوعٌ من البَشَر تَوَاجُدُهم واجِبٌ ولو على سَبِيْلِ الحِبْر الصَوْتُ السريُّ وراءَ البَاب، رِهَانٌ يَخْسَرُ، نَصْلٌ يَثْمَلُ.. مُكَرَّر ـ ـ مُكرَّر الفَرَاغُ البَدِيْنُ.. الهُرَاوَات.. عِقَابٌ نَاجِزٌ.. كقولهم: وصَلَتْ. ما دُمْنَا لم نَنْتَحِر) . |
شكراً جزيلاً يا نهال، أهو دا الكلام الكنت كايسو. يا ريت تساعديني إنت وألا مأمون في العثور على حوارات نشرت مع النشادر وغيره من الشباب. برضها مشيت سودان فور أول وغلبني ألقاها.
------ بدءاً يا مأمون، لا أدري وأنت شاعر كيف طاوعتك شاعريتك واستخدمت تعبيراً قاسياً مثل "تحتقر المجاز"، ألا يضرس هذا القول!؟ لنفترض جدلاً أنّ هنالك من تجاوز هذا المجاز فعلاً، أليس من الطبيعي أنَّ هذا الشخص المتجاوز قد تعلّم من هذا المجاز الذي أضحى موضة قديمة، ومن كل الإرث الإنساني الذي أُنتج في هذه الناحية؟ فلِم هذه القسوة يا صديقي الشاعر، وماله تعبير "يتجاوز المجاز" على سبيل المثال!؟ أمَّا المؤسف حقاً فهو أنّ المجاز لا يمكن لأي أحدٍ كان أن يتجاوزه إذا فهم بالفعل ما هو "المجاز". بأي حال سآتي لتفكيك حديثك بالسطر الواحد، بعد "تصويب" مفاهيمك عن المجاز. استخدمتُ مفردة "تصويب" وأعنيها بدقة، فأنت وبعض الرفاق، تعاملتم مع موضوعات معرفية بشكل خاطئ تماماً. وهي موضوعات تقع في باب المعرفة، وليس الشعر أو الآراء، لكي يصبح بوسعي استخدام أية مفردة عدا "تصويب" هذه. فقد لاحظتُ ومنذ وقت مبكر، هجوم مثقفين عرب، وسودانيين، خصوصاً الشعراء منهم على مفردة المجاز، دون أن يعوا ما المقصود منها بالضبط، ومعتقدين بأنَّ "التشبيهات" هي المجاز ذاته. بينما المجاز هو عالم اللاحقيقة، بالتالي هو كلّ الفسحة المتروكة للخيال ولأعمال الابتداع. فوجود مفردة "المجاز" في حقل الفنون كان أوَّلَ تجاوزٍ لمفاهيم "المحاكاة" التي ثَبَّتها أرسطو. إذن الخلخلة لكون عمل المُبْتَدِع تُقاس جودته بقدرة هذا الصانع على إتقان محاكاة "الصورة"، هي خلخلة تهدف إلى رَكْن عالم الحقيقة جانباً. فنظرية المحاكاة تقوم وتنطلق من تجويد الصورة، التي هي ابنة عالم الحقيقة، بينما نظرية المجاز تقوم في الجهة المُضادة تماماً، جهة عالم اللاحقيقة. والمؤسف أنَّ النقاد ما زالوا يستخدمون مفردة "الصورة" لتوصيف منتوجات ما بعد نظرية المحاكاة! ما أملى عليَّ تصميم مفردة "الأُخيولة" لتصف كلّ مادة جمالية لم يتم صنعها ولا إيجادها كمحاكاة للواقع. فما هي إذن المقترحات الوجوديّة، بمعنى المُصمَّمة في الوجود ذاته، المتوفرة أمام الفنّانين من عوالم تتم فيها حركتهم الفنيّة؟ هما مقترحان فقط، ولا ثالث لهما، مقترح عالم الحقيقة، ومقترح عالم اللاحقيقة. وما يمكن أن يجري من مزج بين هذين العالمين، هو فسحة أخرى، ولكنها بأي حال لا تخرج عن كونها فسحة لأخلاط بالمنتهى تحدّها الحقيقة من جهة، واللاحقيقة من الجهة الثانية. فالمدارس الفنيّة إثر ذلك بدأت بالنقطة صفر في عملها، وهي محاكاة الواقع بحذافيره، ثم أخذت تنحو باتجاه التجريد رويداً رويداً، بما يجعل التجريد شيئاً لا يخرج عن حدود المجاز، بل هو يقلُّ عنه، لأنَّه "فعل" بينما المجاز عالم. التجريد فعل يشتغل على مادة من عالم الحقيقة تأهيلاً وإلحاقاً لها بعالم اللاحقيقة. وهو فعل غير بدئي، بمعنى أنَّه فعل لاحق ومتأخر، لا يكون ولا يتم إن لم تسبقه مادة من عالم الحقيقة يقع عليها اشتغاله. ولنعد للموضوع في جذره، من ما قبل التجريدية الأوربية، ومنذ كتاب ابن أبي عون "التشبيهات" في الشعر. هذه التشبيهات التي نعرف أنّها قد طُوعِن بها كأدواتٍ لُصنع المجاز حتى لم يتبقَّ إلا الزحف من ساحتها، ولكن إلى أين هذا الزحف، وكيف يكون؟ فقولي (الرجل يشبه الأسد)، أو استخدامي لأي طريقة أخرى من طرائق التشبيه المعروفة أو المبتكرة من قبل الكاتب! هذا الكلام لدى أبواب المنطق، ليس مجازاً في حَدِّ ذاته، وإنما هو حقيقة. لأنَّ الأسد مخلوق حقيقي وكذلك الرجل، وبالوسع إيجاد روابط كثيرة تتقاطع بينهما. فلماذا نُسمِّي إذن هذا التشبيه هنا بالمجاز؟ نسميه بذلك لأننا "نفترض" من عندنا أنَّ الرجل مهما بلغت شجاعته وقوته فهو لن "يماثل" الأسد في هذه الناحية. إذن تصورنا للمسألة وحده هو المجازي، أما تشبيه الرجل بالأسد، فموضوعة حقيقية. وقولي (الهامُ يشبه الصَّفَر) أو (العنقاء تشبه الرخ أو التنين) أو (الغول يشبه الدّمبعلو) هذا الكلام لدى أبواب المنطق هو المجاز. لكونه يُشَبِّه الأسطورة، اللاواقع، واللاحقيقة، بذاتها، أو بجنسها من أساطير أخرى. وقولي (الرجل في قتاله للأعداء كان يشبه الغول) هذا أيضاً في أبواب المنطق هو المجاز. إذ يُشَبِّه موجوداً حقيقياً بصفات قوة لمخلوق وهمي هو الغول. إذن المجاز ليس هو "التشبيهات" كما يفهم إخوان وأخوات الوشل، وإنّما التشبيهات أداةٌ مما يؤمَّل فيه خدمة المجاز. فالمجاز هو المدى النهائي المتاح للفنون كي تتحرك فيه، وكل الأدوات الأخرى مثل تشبيهات التطابق أو تشبيهات التجريد، والرمز.. إلخ في مجال الآداب، وكذلك، النحت والتصوير غير المطابقين للـObjects أو المُجَرَّدين عن الـObjects أو الانطباعيين عن الـObjects هما أداتان، أعني النحت والتصوير غير المطابقين للواقع، تشتغلان باتجاه إنجاز المجاز وتحصيله، وترحيل العمل من حارة الواقع، والمحاكاة الأرسطوية، إلى حارة المجاز. بإلقاء نظرة هنا، على تاريخ بزوغ بعض المدارس الفنيّة، وسآخذ المدارس التي ستعينني في شرح الموضوع أكثر فحسب. وبالتحديد المدارس النابعة من العمل ضد الواقع، كما هو قائم. لنرى أين هو موقع التجريد، ويمكن مراجعة الهامش المُرفق للمزيد من الإضافة*: - المدرسة الانطباعية مما بعد 1874م - المدرسة التجريدية 1910م. - المدرسة السورياليّة 1924م. - الواقعيّة الجديدة 1960م. - التشخيصيّة الجديدة 1963م. فمما قبل الانطباعية بالنسبة للثقافة الأوربية –وحدها- كانت تنتشر مدارس الواقع بجميع أشكالها كابنة نظرية لمحاكاة أرسطو. وبتقديم مونيه للـObject شروق الشمس من خلال انطباعه هو بدأت التغيرات الكبيرة والفعلية تحدث في عالمي الفنون والآداب معاً، من هنا بدأت الرؤى المُبَكِّرة للحداثة. وتم الانتقال بالنسبة للفنون والآداب الأوربية من موقع أن تكون "مرآة تقديم العالم" إلى موقع "استيعاب البشري للعالم" أو أن يكون العالم، ينتسب إليه، يتبنَّاه ويندغم فيه. وحصرتُ هذه النتيجة هنا على أوربا وحدها عمداً. لأنَّ لي رؤية أخرى، لن أزحم بها هذه الموضوعة، عن كون جميع هذه المدارس بالنسبة للثقافة العربسلامية هي من التاريخ. السوريالية مثلاً هي عندي موجودة منذ ابتكار نظرية البيان في الثقافة العربسلامية لمصطلح تشبيه "التمثيل" وهو "التشبيه المنتزع من صور متعددة". دون أن نسأل أنفسنا يوماً واحداً وما هو هذا التشبيه المنتزع من صور متعددة؟ هو باختصار السوريالية. وبعد مرور أزمان وظهور مدارس أخرى، ظهرت التجريدية. التي تشتغل على العالم به هو ذاته، وبتفكيكه، وتراه في ذاته وعبر أجزائه أكثر مما تراه طافحاً بأجزائنا نحن. وهي عودة إلى نفي الواقع من جديد، وإن ببواعث وعلى طرائق أخرى غير التي يراها أرسطو. والعمل فيها عندي أشبه بعمل نظرية الكم على الأجزاء الدقيقة جداً من الكون. لكي تمر بعدها أزمان جديدة ومدارس، ثم تظهر السوريالية، وهي كما أسلفت "تمثيل" للعالم، أو الواقع، من خلال الدمج بين رؤى عديدة مُستلَّة عن سياقات لا روابط بينها ولـObjects متنافرة لا يجمعها في سياق واحد إلا ما هو سوريالي. ثم تمر أزمان لاحقة بمدارسها ويبدأ الاشتغال على الواقع يعود مرّة ثانية. بالطبع، بعد استيعاب كل ما تم من إنجازات من خلال هذه المدارس والاستفادة من فكرها وخبراتها. لكي نلاحظ بعدها العودة بوضوح إلى الواقعية تحت مُسمَّى "الواقعية الجديدة" بل وحتى درجة ابتعاث التشخيصية ذاتها، أي النظرية الأرسطوية، ولكن من منظور كل المعرفة والخبرة الإنسانية التي تَحَقَّقت ليصبح عنوانها "التشخيصية الجديدة". إذن لماذا حَدَثَ كلُّ ذلك الزحف؟ لأجل استيلاد رؤى وأدوات جديدة فحسب، للتعامل مع ثنائية "الواقع" و"المجاز" الأزليّة والأبديّة. ولأجل البحث عن مساحة بكر يقع عليها اشتغال الفنّان. مع ثابت أنَّ الأعمال الفنيّة والأدبية عموماً لن تخرج –ذات يوم- عن وصفتي الواقع والمجاز مهما فعلت. ومهما تبَدَّلت أسماء المدارس، من محاكاة متقنة، لواقعية فجّة، لواقعية عبر انطباع ما، لواقعية مجرّدة، سوريالية، لواقعية اشتراكية، لواقعية نقدية، أو سحرية. فالفنّان بشري مقيم على الواقع، من هنا ينطلق عمله، ومهما اجتهد فهو سيبلغ في النهاية "المجاز" فحسب.
--------------------------------
فتركيز هؤلاء الشعراء على حكاية المجاز هذه، وأقصد بالتحديد مأمون وأمير شمعون، مما سبق إليه عاطف خيري. فالتناول للمجاز في حدّ ذاته كمفردة بداخل الشعر في محيط "السودانيين"، السابق إليه هو الشاعر عاطف ولكن من دون أن يدخل نفسه في إشكالات معرفية يمكن أن تلاحق, فهو يقول في موضع: {خارب طبع هذا المجاز}. ويقول لدى آخر: {لكن كلمة تكتبها فتنقطع أخبارك لكن المجاز الذي ينقُّ في بركة الغرف متعتقاً في ما لا تود}. والانتباه للموضوع في إجماله، جاء لأجل صُنع "توسعة" في مدى وأدوات الفنّان، كي ينتقل بمنتجه من عالم "الصورة" إلى عالم "الأُخيولة". فقطعة عاطف خيري على سبيل المثال: {والغباش في دمّي منك لو كسر ضلعين عذرتو}. هي "أُخيولة" ناضجة، لِمَا وقع على جذرها من تجريد. فما هو غائم وغباش من أمرٍ بينه وبين تلك الفتاة، قد استودع ذاته مجرى الدم. حتى لَيُتمَنَّى لو أنَّه كسر ضلعين وانصرف، إثر عناقٍ مُحبٍّ يجري بالداخل. وليس من الخارج كما حَدَثَ فيما أعتبره جذراً من "صورة" لهذه "الأُخيولة" من قول محمود درويش: {والعائدون من الجنازة عانقوني كَسَّروا ضلعين وانصرفوا}. وعاطف تحديداً، من أكثر الشعراء الذين أُعجبت بمنجزاتهم الأولى وقليلاً من الأخيرة، فقد أصبحت تضجرني بالفعل المساحة الضيّقة التي حشر فيها عاطف شعره وملكاته العظيمة، وأعني مسألة الإبدالات اللغوية على أبنية تعبير موجودة سلفاً كمنجز اجتماعي. لقد أكثر عاطف من هذه اللعبة الصغيرة لدرجة خشيتُ معها على إضافاته الأصيلة لحقل الشعر الحديث في السودان. خصوصاً في كتابه (تشجيع القرويات)، الذي لم يعجبني منه إلا قليلٌ فحسب جاء كشعر صافٍ وعظيم مما عودنا على إنتاجه. وقد عانى أيضاً هذا الكتاب من الطريقة الواحدة في معمار الشعر، التي ظهرت أيضاً في كتبه الأولى، وهي طريقة (الكذا هو الكذا) {الليل خمار القمره}، {الهدهد تميمة الموت}..إلخ. مجمل العمل في ديوان القرويات ينبني تحت ظلال هذه الطريقة المحدودة والمستهلكة من قبل غيره من الكُتّاب، ومن قبله هو أيضاً في أعماله السابقة. وهذا موضوع سأفرد له باباً إن أمكنتني الظروف من ذلك، وحسبي هنا أن أُثبِّت بعض النماذج مما أعنيه. قبل عودتي لأخذ نماذج من شعر هؤلاء الشباب. هنا نماذج لما عنيتُه بالإبدالات اللغوية على أبنية تعبير موجودة سلفاً كمنجز اجتماعي، من شعر عاطف خيري، ومنذ: شكراً جزيلاً. إلى إكثار وتكرار فادح في (تشجيع القرويات):
لحسن حظ كذا لسوء حظ كذا
Quote: وما ارتُكِب من خيام |
وما أُرتكب من آثام الملك أغدق العطاء
Quote: ويذعن في أولِ العقل |
ويذعن في أوَّل الأمر
Quote: كلهم في عجلةٍ من حزنهم |
كلهم في عجلة من أمرهم
Quote: يتضور أحذيةً وتخاريم غلال. |
يتضوّر جوعاً
Quote: أحدهم بدأ زورقاً ولاذ بالتراب. |
أحدهم ارتكب جرماً، ولاذ بالفرار حالي على ما يرام
Quote: الحجارةُ أيضاً عرضةٌ للتصوّف |
Quote: نظل طيلة المرأة عرضة للتبغ والأجنجة |
نظل طيلة السنة، عرضة للبكتريا
Quote: هنالك من تضمّد البيت |
تضمّد الجرح
Quote: وتعفو عن نباتٍ ونبات |
وتعفو عن كثير
Quote: هنالك أرضٌ لم نعد نتجاذبها |
أحاديث لم نعد نتجاذبها
Quote: إلى هذه الدرجة تعوزنا سلالم |
إلى هذه الدرجة تعوزنا كذا وكذا
Quote: القمرُ هوايتُه الريف |
الولد هوايته الكرة
Quote: الرعيل الأول من الوسوسة |
الرعيل الأول من ناس تاج السر الحسن والصلحي وعمر خيري
Quote: والربيع يستأنف جسداً نائماً |
وإيه يستأنف إيه من كلام الناس من وطأة اللذة
Quote: هنا الأوز يبطش بالجمال |
بوش يبطش بأطفال العراق
Quote: وكدت أهب وأذرف وقفتي كلّها في المفترق |
Quote: وجئ بالأمل، مصفداً يذرف الحصى في الحديقة |
أذرف دمعتي
Quote: لكن الفضاء يطلبك بالاسم، يتلفظُ أشجاراً نابية |
طلبته الشرطة بالاسم لتلفظه بألفاظ نابية
Quote: المرضى أكثر مما يسر |
الهم على القلب أكثر من أن يحصى
Quote: أسرف السيدُ في الطائر |
الرجل أسرف في الشراب Quote: الكهوف اغرورقت بالبسيطة |
والعيون اغرورقت بالدموع
Quote: أغصان بلا جدوى وعطلة خالق |
أحزان بلا جدوى ودمعةٌ سدىً (أمل دنقل)
Quote: وغذّت السيرَ في أسماء فتيات |
وغذّت القافلةُ السيرَ في الصحراء
Quote: لكن قمرية تنشب بينك والليل |
ومشاجرة تنشبُ بينك وجارك
Quote: لو كانوا أشداء على السهر |
أشداء على الكفار
Quote: والحانة ليست في متناول توبتهم |
والكذا.. ليست في متناول أيديهم
Quote: وبابُ السفارة مغلق لو إلى هذه اللوحة |
أو هو مغلق إلى الخميس القادم أو في مسقط الرأس
Quote: كخاتمٍ يشيع الخطوبةَ في جسدٍ حُر |
مدفأة تشيع الدفء
Quote: لابدّ الغياب يسفر عن جيران |
والحوادث في نشرة البي بي سي، انفجار قنبلة يسفر عن قتلى
Quote: لابد النسيان يدسُّ مبلغاً من الناس في يدي. |
كما يدس الرجل مبلغاً من المال في جيبه
Quote: الفارسُ طاعنٌ في السرد |
Quote: أنتِ الطاعنةُ الوشاح |
رجلٌ طاعنٌ في السن
لقد شعرتُ بالذعر فعلاً من كميات (قلبنة الكلام) هذه، كثرتها، وفداحتها بداخل (تشجيع القرويات)! لو جرت هذه الاستخدامات كلّها ببطن الرواية، أي ما هو اجتماعي، لأصبحت شيئاً مزعجاً، فما بال الشعر المعاصر!؟ بل ما بالُ أشعار عاطف الأخرى ذاتها؟ التي تقوم على صعيد آخر تماماً، على صعيد الشعر الحق. ومثل هذه الألاعيب اللغوية الصغيرة على كلام الناس، لن نجد لها مقاماً حالياً إلا في تقسيمات ابن أبي عون الثلاثة للشعر، وأولها هو "المثل السائر". فما هي الخلاصة إذاً؟ الخلاصة هي أنَّ هؤلاء الشباب يهربون بكتابتهم من كل ما يربط الشعر بصياغات اجتماعية للّغة، أو بأبنية متوفّرة من قَبْلهم تعين القارئ على الحدس، الإدراك، أو "الفهم" الذي يُطالب به الأصدقاء هنا. وتقول صديقتي العزيزة دينا خالد:
Quote: {بصراحة هنا حسيت بى كلام سمح ... بس هو شنو؟ برضو ما فهمتو}. |
هو الشعر، الشعر، ما حدستيه من "سماحة" هو الشعر بالضبط، فخذيه وافرحي به فوراً، ولا تنتظري حتّى تُجفّفه لك هبوبُ أسئلة الفهم. فنحن هنا كلّنا، وفي هذا الوجود كله (دون أن نفهم). نفرح بنشوات غامضة مثل هذا الشعر بالضبط. ادّخري إلحاح "الفهم" هذا إلى الفيزياء والرياضيات فهي مما يفهم "فقط". أمَّا الشعر فيحدس أولاً، ويدرك ويشعر ثانياً، وأيضاً يفهم. فهل نجح إذن هؤلاء الشباب والشابّات فعلاً في إعطائنا هذه "السماحة" الغامضة التي تحقّقت لدينا خالد وأفسدتها بانتظارها للفهم!؟ سأعود لإكمال تفكيك مداخلة مأمون أولاً، لأهميتها، ولجلب نماذج من عطاياهم الشعرية بهدف نقاشها. إن لقيت وكت، وكت، وكت، حتى قلنا ليته مات.
--------------هامش------------- * 1- المدرسة الوحشيّة عام 1905م. 2 – المدرسة التكعيبية 1908م. 3- المدرسة التجريدية 1910م. 4- المدرسة الدادائية 1918م. 5- المدرسة السورياليّة 1924م. 6- مدرسة الكوبرا 1948م. 7- الواقعيّة الجديدة 1960م. 8- التشخيصيّة الجديدة 1963م. 9- ثم ظهور ما عُرِف بـ"الفن الفقير" بدايةً بالعام 1967م.
* جَمْعُ هؤلاء الشباب في حديثي أرجو أن يغتفر لكونه من الصعب ذكر الأسماء كلها، في كل مرة. مع إثبات أنهم مختلفون وكل واحد هو "كائن" منفصل عن الآخر، ومقوماته وإنتاجه يختلف عن الآخر ورؤيته كذلك. (لمن يحتاج توضيحاً بدهياً كهذا).
| |
|
|
|
|
|
|
Re: انتو منو؟؟؟ (Re: محمد المعتصم ابراهيم)
|
Quote: Quote: اها جييتنى يا أمحمد أخوى, فى يوم قالوا ليك الضفدع ده ما ليقا ليه طلبة يدرسوه و لا أساتذة يدرسو؟؟؟؟؟ بالله علينا نخلى الشغلة دى لا ناسا البعرفوها و بفهموها...
سلامات ياابوذر ممكن تشرح اكثر معنى كلامك دا؟
Quote: د. نجاة إزيك
و دى فرصة نرحب بالعزيز محمد المعتصم. و بقول ليه الكتاب لمن ينشروه معناها الناشر متأكد من وجود طلب و القصة ما ضياع قروش . نخلى الكتاب لأأ ناسوه البفهموه.
لكن بالمناسبة ردى ما عشان كتاب محمد الصادق لأنو محمد عضو هنا و فى محسن و نهال و مأمون و عصام ... كلهم فى صف الكتابة دى و ديل ممكن يقنعوا الديك المعذب الناس داك.
الزعلنى الحقارة بالفيزياء و الضفدع ((الرياضيات و الفيزياء ديل فوق العلوم كلها)) و ده رأى العبد الضعيف..
تحياتى للجميع و أن شاء الله مافى زعل..
و الله يكفينا شر فتل البوسطات أو كما قيل ... |
الأخ الحبيب محمد المعتصم سلام. فى البدء أود أن أعتذر عن أى كلمة يمكن تكون أصابتك برزاز. و يا أخى الكريم و الله هو سوء فهم و سوء تفاهم و أنا المخطئ و أطلب السماح و يا سيدى ( العفو و العافية)..
و التوضيح أدناه لا بد منه. الحياة ما فيها متسع للخصومة (We are fighting against all odds day and night).. و إحترام الغير من إحترام النفس. و أنا يا أخى يسوءنى أنو يكون فى زول ماخد منى و خصوصاً بسوء فهم. و ده من عجز اللغة الدائم (و البوسط ده أكبر دليل) و لذلك مرات كتيرة نحتاج إلى لغة الجسد لزيادة التوضيح و عبرك إلى بكرى نحتاج الوشوش الضاحكة( لغة جسد الحوار ) هنا.
بالرجوع للمداخلة سيدى الكريم:
أنا كنت حريص على التحدث بصيغة الجمع(بالله علينا نخلى الشغلة دى لا ناسا البعرفوها و بفهموها...) حتى يسرى على مايسرى على غيرى و أنا جزء منهم. كذلك وضعت الجملة دى (تحياتى للجميع و أن شاء الله مافى زعل..) تحسباً لأى سوء فهم يمكن أن يحدث. على العموم هذه هى الحياة يحدث سوء التفاهم حتى يحدث التفاهم و فى مد و جزر الحوار تبين معادن الرجال\ النساء.
++ و قصدى أنو فى ناس بتقرأ و تُدرس الفيزياء الما مفهومة دى و كذلك برضو فى ناس بتفهم أى كلام حتى لو نحن قررنا أنو ما مفهوم..
و الشخص القدامك زول بسيط و ما عندى شدايد و جديد فى المنبر زيك ( تقريباً نفس عدد البوسطات). لو رجعت بهدوء إلى ما كُتب بتلقى الموضوع كله عبارة عن سخرية و تهكم فى مسألة المفهوم و الغير مفهوم. و عملات القائل هو شنو المفهوم فى اليومين ديل؟؟
و صدقنى حتى لو زول أساء لى ما حأرد عليه إلا بالخير. فما بالك بزول بقول زعلتنى الحقارة بالضفدع و الفيزياء (ًWho cares) يا خى دى فقط للتندر بالموضوع و الله لم أعنيك بها. قال تعالى: وَلا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ * وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ [فصلت:34-35]..
و ليك النكتة دى:
قالوا فى زول ضخم لما ليك فى واحد زعلان منو قدام الناس و كايس معاهو مشكلة.. أساء ليه أساءة مبالغ فيها.. و طبعاً داك عارف لو رده البحصل شنو .. لما لقى الناس كلها بتعاين ليهو .. قال للراجل (و الله لو ما فتران كان رديت عليك بزى نبزك ده))..
و حقيقة الكلام كله ماجادى إلا صدق الإعتذار و صدق الترحيب. أنت و أى زول تانى بتستحقوا الترحيب لكن مرات كتيرة لما الزول يرحل مثلاً لحلة جديدة جزء من الناس بستقبلو و برحب بيه و الجزء الباقى الماموجودين بيلاقوه لاحقاً فى المسجد و البقالة و بيرحبوا بيه و هذا ما حدث ياسيدى و أجدد الترحيب الصادق..
و مسألة البروفيل: فاضى لأنو مافى حاجة تتكتب كحال العوام فى كل الأصقاع.. لكن بالمناسبة أنا ما عازب بل متزوج إليها فى عيدنا الأول ..
Quote: هسع عليك الله يا ابوذر عمر منو الفينا الفتل البوست اظنك معجب بالجمله دي
|
أما جملة فتل البوسطات دى فأنا معجب بيها بالحيل. دى فيها بلاغة الدنيا ( مجاز و إستعارة و فيها كناية عن الشتارة برضو) و المفردات الخلاقة الزى دى هى البجيبنى بوسط زى ده ما أى حتة تانية.. و تحياتى لمحسن و الآخرين و ليس بالإمكان أن لا نكون هنا و معذرة لفتل البوسط و يا أخى الكريم و الله هنا و فى الحتة التانية أنا قاصد بيها نفسى لأنو أنا من فتل البوسط ...
| |
|
|
|
|
|
|
Re: انتو منو؟؟؟ (Re: Abuzar Omer)
|
Quote: Quote: Quote: اها جييتنى يا أمحمد أخوى, فى يوم قالوا ليك الضفدع ده ما ليقا ليه طلبة يدرسوه و لا أساتذة يدرسو؟؟؟؟؟ بالله علينا نخلى الشغلة دى لا ناسا البعرفوها و بفهموها...
سلامات ياابوذر ممكن تشرح اكثر معنى كلامك دا؟
Quote: د. نجاة إزيك
و دى فرصة نرحب بالعزيز محمد المعتصم. و بقول ليه الكتاب لمن ينشروه معناها الناشر متأكد من وجود طلب و القصة ما ضياع قروش . نخلى الكتاب لأأ ناسوه البفهموه.
لكن بالمناسبة ردى ما عشان كتاب محمد الصادق لأنو محمد عضو هنا و فى محسن و نهال و مأمون و عصام ... كلهم فى صف الكتابة دى و ديل ممكن يقنعوا الديك المعذب الناس داك.
الزعلنى الحقارة بالفيزياء و الضفدع ((الرياضيات و الفيزياء ديل فوق العلوم كلها)) و ده رأى العبد الضعيف..
تحياتى للجميع و أن شاء الله مافى زعل..
و الله يكفينا شر فتل البوسطات أو كما قيل ...
الأخ الحبيب محمد المعتصم سلام. فى البدء أود أن أعتذر عن أى كلمة يمكن تكون أصابتك برزاز. و يا أخى الكريم و الله هو سوء فهم و سوء تفاهم و أنا المخطئ و أطلب السماح و يا سيدى ( العفو و العافية)..
و التوضيح أدناه لا بد منه. الحياة ما فيها متسع للخصومة (We are fighting against all odds day and night).. و إحترام الغير من إحترام النفس. و أنا يا أخى يسوءنى أنو يكون فى زول ماخد منى و خصوصاً بسوء فهم. و ده من عجز اللغة الدائم (و البوسط ده أكبر دليل) و لذلك مرات كتيرة نحتاج إلى لغة الجسد لزيادة التوضيح و عبرك إلى بكرى نحتاج الوشوش الضاحكة( لغة جسد الحوار ) هنا.
بالرجوع للمداخلة سيدى الكريم:
أنا كنت حريص على التحدث بصيغة الجمع(بالله علينا نخلى الشغلة دى لا ناسا البعرفوها و بفهموها...) حتى يسرى على مايسرى على غيرى و أنا جزء منهم. كذلك وضعت الجملة دى (تحياتى للجميع و أن شاء الله مافى زعل..) تحسباً لأى سوء فهم يمكن أن يحدث. على العموم هذه هى الحياة يحدث سوء التفاهم حتى يحدث التفاهم و فى مد و جزر الحوار تبين معادن الرجال\ النساء.
++ و قصدى أنو فى ناس بتقرأ و تُدرس الفيزياء الما مفهومة دى و كذلك برضو فى ناس بتفهم أى كلام حتى لو نحن قررنا أنو ما مفهوم..
و الشخص القدامك زول بسيط و ما عندى شدايد و جديد فى المنبر زيك ( تقريباً نفس عدد البوسطات). لو رجعت بهدوء إلى ما كُتب بتلقى الموضوع كله عبارة عن سخرية و تهكم فى مسألة المفهوم و الغير مفهوم. و عملات القائل هو شنو المفهوم فى اليومين ديل؟؟
و صدقنى حتى لو زول أساء لى ما حأرد عليه إلا بالخير. فما بالك بزول بقول زعلتنى الحقارة بالضفدع و الفيزياء (ًWho cares) يا خى دى فقط للتندر بالموضوع و الله لم أعنيك بها. قال تعالى: وَلا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ * وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ [فصلت:34-35]..
و ليك النكتة دى:
قالوا فى زول ضخم لما ليك فى واحد زعلان منو قدام الناس و كايس معاهو مشكلة.. أساء ليه أساءة مبالغ فيها.. و طبعاً داك عارف لو رده البحصل شنو .. لما لقى الناس كلها بتعاين ليهو .. قال للراجل (و الله لو ما فتران كان رديت عليك بزى نبزك ده))..
و حقيقة الكلام كله ماجادى إلا صدق الإعتذار و صدق الترحيب. أنت و أى زول تانى بتستحقوا الترحيب لكن مرات كتيرة لما الزول يرحل مثلاً لحلة جديدة جزء من الناس بستقبلو و برحب بيه و الجزء الباقى الماموجودين بيلاقوه لاحقاً فى المسجد و البقالة و بيرحبوا بيه و هذا ما حدث ياسيدى و أجدد الترحيب الصادق..
و مسألة البروفيل: فاضى لأنو مافى حاجة تتكتب كحال العوام فى كل الأصقاع.. لكن بالمناسبة أنا ما عازب بل متزوج إليها فى عيدنا الأول ..
Quote: هسع عليك الله يا ابوذر عمر منو الفينا الفتل البوست اظنك معجب بالجمله دي
أما جملة فتل البوسطات دى فأنا معجب بيها بالحيل. دى فيها بلاغة الدنيا ( مجاز و إستعارة و فيها كناية عن الشتارة برضو) و المفردات الخلاقة الزى دى هى البجيبنى بوسط زى ده ما أى حتة تانية.. و تحياتى لمحسن و الآخرين و ليس بالإمكان أن لا نكون هنا و معذرة لفتل البوسط و يا أخى الكريم و الله هنا و فى الحتة التانية أنا قاصد بيها نفسى لأنو أنا من فتل البوسط ... |
شكرا جزيلا اخي وصديقي ابوذر وانا اعتذر قبلك علي الحده الشديده والعفو في العافيه
وتحياتي ليك ولجميع من مر من هنا وفي حضرة وجودكم يطيب الجلوس
| |
|
|
|
|
|
|
Re: " النهلة توصد أزرقها " (Re: نهال كرار)
|
تحياتي للجميع
من حق الجميع الكتابة وإبداء الرأي هنا أو في أي بوست, أعتذر مسبقا عن عدم التسلسل في الرد حقيقة لا أحبذ الردود المكررة , من نوعية شكرا لحضورك وأحترم رأيك وغيرها .. والبوست لا يملكه أحد بل هو ملك للجميع
تحياتي لعماد عبدالله وإيمان أحمد ومحمد المعتصم
التوضيح أعلاه يا إيمان لمحو أي شك لديك بأن عدم الرد يعني أمر آخر غير ماهو أعلاه
لم أفهم سؤالك ( من هو الجمهور ) فالجمهور هو الجمهور.(المتلقي) جمهور القراء أو المستمعين أو المشاهدين وغيرهم
هنا الجمهور هو جمهور القراء , وأنا منهم.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: " النهلة توصد أزرقها " (Re: نهال كرار)
|
Quote: " ان الشعر الذي شغفني هو الذي لم أفهمه من أول قراءة, وبعضه لا أحسبني أفهمه الي اليوم"
الشاعر والناقد ت اس إليوت |
لهذا استحق اليوت ان يقال عنه انه الرجل الذي اخذ الشعر من حياة الناس و وضعه في اعلى رف من المكتبة.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: " النهلة توصد أزرقها " (Re: نهال كرار)
|
Quote: ياربي ( يقال عنه ) دي عائدة لحمور زيادة ؟ |
للاسف لأ لا تعود الى حمور زيادة لأنه لم يقرأ اليوت الا في ارضه اليباب التي اعتبرها كثير من النقاد مزحه لو لم تكوني تعرفين ان اليوت هو من اهم الذين بشروا بالشعر الميتافيزيقي و احتفوا به فعليك بمراجعة ذلك بدون سخرية يا نهال. اليوت كان يعتقد ان من اهم خصائص الشعر الحديث هو ان يكون صعبا. اما العبارة التي يبدو انها اول مره تمر عليك فهي عبارة قديمة قالها محمود تيمور في مجلة القصة المصرية.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: " النهلة توصد أزرقها " (Re: حمور زيادة)
|
رغم أن الكلام ليس عن اليوت و رغم انه جاء عرضا لكن الاستشهاد بعبارتها و اعتراضي عليها و كلامك يا نهال و ما اضفته بعد ذلك يجعلني استأذنك في وضع جزء من قصيدته " الارض اليباب " حتى يحكم من لا يعرفون اليوت لماذا قال مثل هذه العبارة التي نقلتيها عنه.. يقول اليوت :
ثم واصلنا المسير اذ طلعت الشمس فبلغنا الهوفكارتن وشربنا القهوة ثم تحدّثنا لساعة ما أنا بالروسية بل من ليتوانيا المانية اصيلة ويوم كنا اطفالا نقيم عند الارشيدوق ابن عمي اخذني على زلأّقة فاصابني الخوف قال: ماري تمسكي باحكام وانحدرنا نزولا في الجبال يشعر المرء بالحرية اقرأ معظم الليل وانزل الجنوب في الشتاء ما هذه الجذور المتشّبتة اية غصون تنمو من هذه النفايات المتّحجرة يا ابن ادم انت لا تقدر ان تقول او تحزر لأنك لا تعرف غير كومة من مكسّر الاصنام حيث الشمس تضرب والشجرة الميتة لا تعطي حماية ولا الجندب راحة ولا الحجر اليابس صوت ماء ليس غير الظل تحت هذه الصخرة الحمراء تعال الى ظل هذه الصخرة الحمراء فأريك شيئا يختلف عن ظلّك في الصباح يخبّ وراءك او ظلّك في المساء ينهض كي يلاقيك لسوف اريك الخوف في حفنة تراب
| |
|
|
|
|
|
|
Re: " النهلة توصد أزرقها " (Re: حمور زيادة)
|
للأسف ما قريت مجلة ( القصة المصرية )
يا حمور كان ممكن تقول انه محمد تيمور قال كدا ( يقال عنه ) دي محاولة لتأكيد بأنه الرأي دا هو بالإجماع قطعا صحيح, ودا بعيدنا لكلامي الأول ليك الموضوع مافيه سخرية ولا حاجة, أن بس عايزاك تكتب رأيك ببساطةإذا عاوز تكتبه, لأنه شايفاك بتلف لفة طويلة علشان توصله.
برجع بكرر ليك بأنه الموضوع كله لا يخرج عن كونه آراء مختلفه ومتعدده, والتغير في أسس الرواية والشعر وغيرها من الفنون عن عالم نجيب محفوظ وأنيس منصور والمتنبي لا يعني بأن التحديث أو التغير هذا أقل قيمة ولا يلغي موهبه الشاعر أو الأديب
| |
|
|
|
|
|
|
Re: " النهلة توصد أزرقها " (Re: نهال كرار)
|
ردي أعلاه كان قبل رؤية ردك الأخير وإنزالك للقصيدة !
أنت برضو ماخد الموضوع منو الصح ومنو الغلط !؟
يا حمور نقاش زي دا مابمشي فيه , لأنه في رأي ما في شيئ اسمه دا الصح ودا الخطأ وعموما النقاش كان حكون أفضل لو تمركز حول طبيعه الكتابة ونقدها كأسلوب ومنهج.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: " النهلة توصد أزرقها " (Re: نهال كرار)
|
Quote: ردي أعلاه كان قبل رؤية ردك الأخير وإنزالك للقصيدة !
أنت برضو ماخد الموضوع منو الصح ومنو الغلط !؟
يا حمور نقاش زي دا مابمشي فيه , لأنه في رأي ما في شيئ اسمه دا الصح ودا الخطأ وعموما النقاش كان حكون أفضل لو تمركز حول طبيعه الكتابة ونقدها كأسلوب ومنهج. |
لا حول و لا قوة الا بالله يعني يا نهال الزول ما يمشي يشتري كهربا يجي يلقاك زعلتي و قررتي تقفلي باب النقاش ؟
يا صديقتي انا ما اخدت الموضوع منو الصح و منو الغلط احتمال انتي العملتي كده لما حكمتي انو نوعية معينة من الكتابة صاحبا ما بيستحق انو يكون كاتب و مفروض يشوف شغله تانية .. و النوعية دي هو نوعية ماركيز تحديدا لكن انا ابدا ما اخدت الموضوع انو صاح او غلط دي اذواق لو انتي ذوقك بيتقبل و بتفهمي الارض اليباب فوين المشكلة ؟ انا الما بفهما و ما بتذوقا بتكون مشكلتي لما تقولي لي ده هو الشعر او بلاش بتكون مشكلتي لما اليوت يخت حكم انو الشعر مفروض يكون صعب و ميتافيزيقي هنا انا كقارئ بتململ و ما بقبل
يا صديقتي انا ناقشت اسلوب الكاتب اعلاه لكن انتي ما رجعتي لي ما وضحتي لي هل اخد كلمتك الاولى الصعبة وله التانية الانا متفق معاك فيها انتي في منهجية الكتابة قلتي حاجتين مختلفات
عموما يا ستي طالما نحن على موجتين مختلفات و ما قادرين نفهم بعض فانا البعتذر عن النقاش و البوست بدون زعل بس عشان ما اشوش ليك و يكون في كلام كتير ما ليو علاقة ببعض قنبي عافية يا ستي و واصلي
| |
|
|
|
|
|
|
Re: " النهلة توصد أزرقها " (Re: نهال كرار)
|
مراجعات: -------------------------------------
Quote: فالتناول للمجاز في حدّ ذاته كمفردة بداخل الشعر في محيط "السودانيين"، السابق إليه هو الشاعر عاطف ولكن من دون أن يدخل نفسه في إشكالات معرفية يمكن أن تلاحق, محسن خالد |
*** غير صحيح يا محسن خالد وضع هذه الجملة بهذا الإطلاق، إن لم تضف إليها دالَّة أخرى على نوعية الاستخدام لمفردة "المجاز" هذه. أي من خلال تصوّرات حديثة تطمح إلى استقطار بعض الرؤى والإلهام من هذه "اللفظة-المصطلح" في حدِّ ذاتها. فالأسبق لاستخدامها وبهذا الإطلاق موضوع المُراجعة، هو الشاعر محجوب شريف في عمله المغنّى والشهير:
Quote: أحبّك حقيقة وأحبَّك مجاز |
وهو هنا يستخدمها بصورتها المُثلى والمعرفية الصحيحة، التي تضع "المجاز" في موقع العالم المناظِر لعالم "الحقيقة". هذه فتوى متسرعة، فربما أحد شعراء الحقيبة أو من سبقهم قد استخدمها على نحو متطور مما تقصده يا محسن، فما أدراك!؟ عارف شعر السودانيين كله إنت؟
***
Quote: وبعد مرور أزمان وظهور مدارس أخرى، ظهرت التجريدية. التي تشتغل على العالم به هو ذاته، وبتفكيكه، وتراه في ذاته وعبر أجزائه أكثر مما تراه طافحاً بأجزائنا نحن. وهي عودة إلى نفي الواقع من جديد، وإن ببواعث وعلى طرائق أخرى غير التي يراها أرسطو. محسن خالد |
هذه الفقرة تفترض في أنَّ المتلقيين جميعاً قد قرؤوا نظرية المحاكاة لدى أرسطو ومجمل كتاباته في هذه الناحية، ويعرفونها حق المعرفة. ولذلك إن صادفها شخصٌ لا يُحَقِّق لها هذه التأمُّلات فهي ستفيده بالمعنى المعاكس تماماً للمُراد منها. سيفهم أنَّ نظرية المحاكاة هي أيضاً تنفي الواقع، وهذا غير صحيح. إذن صياغة هذه الجملة المعرفية خاطئة "بقدر ما"، فما هو محكم من كتابة يجب أن يكون كذلك بالنسبة لأي قارئ، وليس بالنسبة للعارفين فقط. إذن لا بُدَّ من إلحاقة ضرورية تضع هذه الجملة في اتجاهها الصحيح بالنسبة للقراء أجمعين. والمُراد هو أنّ أرسطو لكي يُثبّت أو يؤسِّس نظرية المحاكاة قد قَدَّم (دفوعات وحجج وأسانيد معرفية وفلسفية) كثيرة، في تبرير "لماذا يجب تبني الواقع، أو عدم نفيه، وإحيائه مرة ثانية، عبر محاكاته المتقنة في الفنون والآداب". وهذا تَبَنٍّ للعالم مع وضع مسافة بينه وبين الذات، لأنَّ أرسطو من مطاردي "الحقيقة" وفهمه أنَّ الحقيقة تُوجد في العالم وتُنظر حين "تخليصه من نظرتنا". الانطباعية هدمت هذا الاتجاه، وقامت بإضافة "نظرتنا المنفيّة على يديّ أرسطو" للعالم مرة ثانية. التجريدية أرادت أن تلعب على الحبلين، في وقت واحد، باعتمادنا كأداة لفحص الكون، ولكن من خلال (التركيز) و(تفكيك) كل وحدة منه، ليكون الكون هو فعلاً مصدر المعرفة كما يفترض أرسطو. وهكذا تصبح جملتي عن التجريدية هي صحيحة من كونها:
Quote: عودة إلى نفي الواقع من جديد، وإن ببواعث وعلى طرائق أخرى غير التي يراها أرسطو. |
أي أنَّ الدفوعات التي قدَّمها التجريديون لـ(تبرير نفي الواقع كما هو قائم) تنطلق من (منصّة ووجهة) غير التي قدّمها أرسطو في تبرير (عدم نفي الواقع). لوووول دا كدا بقى درب حمام، الجمهور ح يطش، أو كما قال برنامج "سهرتنا اليوم".
**** بالمناسبة المعارف الإنسانية تُنْهِضُ بعضها بعضاً ومن الأخطاء المعرفية الشائعة قولهم (المعرفة الإنسانية تتأثر ببعضها بعضاً) تتأثر شنو يا ناس؟ تُنْهِضُ بعضها بعضاً عديل، وأذكر لي كتابة قبل سنين في هذا المكان حول كيف استولدت نظرية (الجيشتالت) مدارس فنيّة كاملة، وامتدّت للبصريات وعلوم التربية والتشكيل لتُنهض رؤى ونظريات بأكملها. أرجو ملاحظة أنَّ النسبية ظهرت في العام 1905م وكذلك بدايات البحوث باتجاه النظريات (الكمومية) عموماً، وهذا كلّه أنهض رؤى واتجاهات بتمامها داخل حقلي الفنون والآداب. ويمكن ملاحظة أيضاً ما جرى من إنهاض من خلال نظرية (أصل الأنواع) للآداب والفنون داخل روسيا وبالتحديد منتوجات ما بعد 1850م.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: " النهلة توصد أزرقها " (Re: محسن خالد)
|
ما كنا بررررراحة بنضغط على تعديل لا من شاف ولا من درى .... وبى جبن شديد نراجع روحنا
داير تفتح لينا باب ( مراجعات)؟ .. وياقول الشيوعين نقد ذاتى
قدر دا ؟؟ غايتو يا محسن الله يدينا خيرك ..
متعتنا ... اكتر ما بعجبنى فيك شجاعتك دى !!
ـــــــــــ
ما سمعت قالو الراجل فى سودانير اوول ما الطيارة قامت قال للمضيفة ادينى موية ....... قالت لى اهااااااااااا داير تفتح لينا دور موية كمان ؟؟
| |
|
|
|
|
|
|
Re: " النهلة توصد أزرقها " (Re: نهال كرار)
|
سلام يا إيمان
وردك مريح جدا, حقيقة خشيت أن تكوني قد فسرت عدم الرد تجاهل مني أو انتزاعا لحقك في الكتابة , وهو الحمدلله ما طلع كدا :)
رأيك في مجمله , أو كله كدا بتفق معاك فيه
تقريبا ما يحدث في كل مجالات الفنون والأدب, والتمسك بكل ما هو مباشر وواضح ومفهوم في هذه المجالات في مقابل الهجوم على أي محاولة للتغير أو تقديم ما هو أكثر عمقا وإختلافا. هو فعلا يشابه مقولة ( الجمهور عايز كدا ) .
لكل كتابة ولكل فن جمهوره, وكما قلت محاولة إصدار أحكام مطلقة بأن هذا لا يفهمه الناس وذاك لا يقبله وغيره غير صحيحة
_________________
يا حمور, دكين رديت عليه وكتبت أعلاه بأني غير مطالبة بالشرح وأنا أبدا ما قلت يا ده الشعر أو بلاش انت حملت رأيي حمولات أخرى لم أقلها. ولا مقولة إليوت كانت بأنه الشعر لازم يكون صعب ( الشعر الذي شغفني ) يعني رايه هو لا قال يا كدا يامافي شعر!
| |
|
|
|
|
|
|
Re: " النهلة توصد أزرقها " (Re: نهال كرار)
|
Quote: يا حمور, دكين رديت عليه وكتبت أعلاه بأني غير مطالبة بالشرح وأنا أبدا ما قلت يا ده الشعر أو بلاش انت حملت رأيي حمولات أخرى لم أقلها. ولا مقولة إليوت كانت بأنه الشعر لازم يكون صعب ( الشعر الذي شغفني ) يعني رايه هو لا قال يا كدا يامافي شعر! |
اسف للعودة يا نهال انتي ما مطالبة قط بالشرح .. لأنو ما الزام ليك لكن زول جا قال ليك الكلام الجبتيو ما فاهمو .. تقولي ما مطالبة بالشرح ؟ عموما ده موقفك و انتي حره فيو
انتي قلتي :Quote: في رأيي لو الكاتب عايز يكتب علشان الجمهور يفهمه ويحبه ويقرا ليه, أخير يكوس ليه شغله تانية بس ما يكتب. الكتابه تجرد من كل شيئ إلا جنون الكاتب ورغباته وفلسفته ,وإن كان يطمع بغير الكتابة فهو لا يستحق أن يكون كاتب |
حددتي انو الكاتب الذي يكتب بغير التجرد من كل شئ الا جنون الكاتب و رغباته و فلسفته لا يستحق ان يكون كاتب انا ما حددت اي شي
مقولة اليوت لازم تتفهم في اطار باقي حاجاتو ( هو زاتو بيقول كده .. بيقول النص ما بيتقري براو بل لازم يتفهم مع باقي اعمال الكاتب)عشان كده انا جبت ليك القصيدة حقتو و جبت ليك الاشارة لكلمتو التانية انو الشعراء في الحاضر ينبغي ان يكونو صعبين و قلت ليك انو بشر بالشعر الميتافيزيقي عشان مافي زول يفهم انو اليوت ناقد محايد .. اليوت شاعر صاحب موقف .. و ده رايو الكامل .. عشان كده لازم يقول كلمتك الانتي نقلتيها دي الانا نا عندي عليها اعتراض لانو كل كتابة ليها جمهورا
لسه يا نهال بتختيني كاني منكر لشكل من اشكال الكتابة و انا لم افعل انا منكر عليك اقصائك للاشكال الاخرى مقابل كتابة معينه
| |
|
|
|
|
|
|
Re: " النهلة توصد أزرقها " (Re: حمور زيادة)
|
يا حمور ماتقولني كلام ماقلته وتفسره براك
أولا لا أنا صاحبة الكتاب ولا ناقدة أدبية علشان أشرح وأقدم توضيح أو قراءة مختصة أنا قارئة زيي زي دكين وغيره.
ثانيا أنا ما كتبت أي رأي إقصائي لكتابة بعينها, جملة (الكاتب إذا بكتب علشان يرضي جمهوره أو يكتب ما يعجبهم أفضل انه ما يكتب أساسا ) أنا متمسكه بيها. لأن الكتابة والفن مابخضعوا لرغبة الجمهور دا رأيي ولن أتخلى عنه وهو ما إقصاء لأي نوع من الكتابة. ووضحتها قبل كدا فوق برضو !
لو رأيي دا ماعاجبك أو مضايقك فإنت أبنت إختلافك . المشكلة وين؟
المشكلة في البتعمل فيه دا؟ فكيت جملتي مسكت في المقولة الكتبتها عن اليوت فكيت المقولة جيت قلت ليه ما رديتي لدكين!! انت يا حمور بالجد بتتناقش ولا عندك سبب تاني لدخول البوست
_____
بعد دا والله فترته
| |
|
|
|
|
|
|
النهلة توصد أزرقها (Re: نهال كرار)
|
و لا تزال النهلة توصد أزرقها.... ربماإلى حين إشعار آخر... سنحاوله هنا! ـــــــــــ يا سيد الكتابة الهميم محسن ود البتولا... سلام عليك في علياء المجوِّدين بإحسان. يا خي و الله الذي حدث لي معك في هذا الضحى الأنور، لأمر غريب جداً ! و هاك شوف...! كنت في العمل أقتنص الفسحات لمطالعة جديد المنبر و خاصة بوست النهلة دا و بوست حاتم الياس بتاع منقوع الشعير و منقوص الطبقة داك. كنت أتابعهما منذ أيام، بانتظام شديد و في متعة بالغة بهما، و بالخصوص من فيض مداخلاتك الأخيرات المكتنزات أدباً و نقداً و منطقاً و تأويلاً و حجا و حججاً و بالمعارف من جم. لكنني اليوم، و بزيادة و تيرة التداخل من حمور ونهال هنا، فقد أضطررت لرفرشة صفحة البوست و لأكثر من مرة كلما سنحت سانحة، فإما قرأت فيها من الجديد أو أعدت قراءة مداخلاتك. و قد ضحكت ملء قلبي من (مراجعاتك) التي تصطاد و بسفروق واحد أكثر من مهاة و أكباش معها ما كان حرمها أصلاً سيتاح إلا لذي العزم الهميم. أظن دينا خالد قد نفذت إلى كنه (المراجعات) فما تركت فائدة للمراجع بعدها ولا لمزايد أن يزيد. إذن كنت أتابعك هنا و هناك مستغرقاً في المتعة بك و عامراً بالفوائد تترى منك و عازماًُ على التعبير عن غبطتي بك و تقديري لك، و كذا مؤتمراً مع نفسي على الدفع بسؤالين لك أنت بالتحديد، واحد هنا وآخر هناك، و عارفك تب ماك بالخاذلني فيهن عن إجابة اتيقن بها من حالي. كانت تلك هي الخطة الأساس، ثم على حين رفرشة أخرى في الصفحة الأولى للمنبر إذ بي أفاجأ بك قد أضفت مداخلة في بوست المأزوميات إياه قرأتها فسرّني منك ملياً ما قد سرّني و تعرفه، و أحرجني بعدهاأن قد يبدو تقريظي و جزيل شكري الواجب و المستحق لك في بحر هذين البوستين الراهنين، و بسبب من إثرائك لهما و لي بالمعرفة، كما لو يكون انفعالاً بمداخلتك هناك و ليس أصلاً من خطتي في جزاء معروف بما هو أهله كما كان قد استقر عزمي عليه قبل يومين و لم تطاوعني على تسطيره الظروف. الشاهد؛ إنتا ما قصّرت و المحرج عذرو معاه و القلوب شواهد!!! ــــــــــــــ لقد أصبحت أخشى أن مداخلاتنا نحن الذين قلنا بان النهلة في هذا النص قد أوفت بوعد عنوانه تماماً، إذ أوصدت أزرق معناها النهائي عنّا معاشر المتلقين بصبر عن المبدعين بتجويد. أخشى أن مداخلاتنا قد تم فهمها من البعض على أساس غير متين، كالناشئة عن جفوة مفترضة بيننا و بين هذا النوع الكتابي الجديد. أو هو قائم على زعم مضمر يزعم رفضنا لهذا الشكل أو عدم تصالحنا مع بلاغته الجديدة أو لمحض رغبتنا أن نقسر الكاتب على النزول من عليائه الإبداعية و كتابة ما نفهمه و يناسبنا و فقط. و ليس الأمر هكذا أبداً و بتاتاً! ربما العكس ربما يكون أقرب، أن يكتب لنا الكاتب بما يحملنا معه إلى سماء لغة بكر و فضاءات معنى متجددة... سيكون أشهى و أمتع و بشرى لنا. و جمهورنا كمان عايز كدا...! إنظر معي لنص أمير شمعون: المجاز نكران التّجريد والأفقُ؛ الأفقُ هذا دجّالٌ مغبونٌ من كُفْرِ الْهَول والكيانُ-هذا البَغْل- يتَسَوَّلُ ملائكتي قشورَ الخيال حتّى الخيال سَرَقته الأراملُ، لبّسْنَه الفساتين ودَهْنَّهُ بلعابِ الأولياء فساقَهنُّ عارياتٍ لزرائبي والحبُّ- يا لِلْحمار- مُرْخياً كرشه يتسّول في دكاكينِ اللحم حريمَ الرُّسُل وشِعْرَ المحايات. والموت-يا للكذبة- جمالٌ يتلوّى مصروعاً فوق كفِّ الوحدة وسط تهليلِ الرّسامين، وجمالٌ في الحانات يتلوّى ساخراً من الموت وهو يأكلُ أصابعه نَدَماً بعد الجّماع. والحرامُ عيونٌ مُخيّطةٌ في المعاجم؛ المعاجم الغريقة في طمث اللامعنى القيامةُ-يا للموسيقى- أمومةٌ فارّةٌ من سيطانِ المعنى وأنا يا مُلحدين مُذ تقاسمتُ والزّمان ألمَ التّجريد وفررتُ بإتجاه الحنان وباعني النّورُ في أسواق الكِتمان، ومذ سلبتني الأبديّةُ أسبابي، ومذ السّمار يا مُلحدين وأنا أُهشُّ بناتي العمياوات؛الأيام وهنّ يتزاحمْنَ فوق ضروعي المليئة بالموتى،أنا تجريدُكم المُحْتَضر فوق عناقريب اللامعنى . إنه يعيد ترتيب العالم على مستوى جمالي و معرفي و معنوي جديد كل الجدة و باستغناء كلي مهول عن كل مواضعات المجاز التقليدي و السائد الذي أسماه التلب بـ(الحقير) ثم أعاده محسن في منافحة محكرة في المعرفة، أعاده إلهاً على مقعد الصدر من حضرة القيامة بمملكة الشعر ــ صدق محسن ـ و دام بهاء المجاز ـ و هل من شعر بلا مجاز؟ــ هذا النص الأخير بلغته التي تشرئب إلى سدرة اللامعنى و مقصلته الظامئة لقطم عنق المجاز القديم و سفح نسغه و هدر نسقه و بموقفه الوجودي و المعرفي و الفلسفي، هو عندي من تمام تمام الشعر و يزيد حسنه عندي ما ينهض عليه من من إنفجارات اللغة الجديدة في (مجاز) شديد الجرأة على الراهن و المعتاد و السائد. نعم هو كل هذا و أكثر توتراً لعارف أوكد مني و لكنه أيضاً نص لا ينغلق كثقب أسود بفعل ترهل معنوي يودي به إلى إنهيار نحو الداخل بما تقف فيه الجملة موقف العدوة لأختها منفصلة عن السياق الكلي للنص انفصالاً سردياً و معنوياً مفضٍ إلى مثل تلك الفجوات الضوئية التي تبتلع المعنى و تغيض به. هل يعاني نص أمير شمعون من ضمور في المجاز أو من البداهة أو من تكرار اليومي أو حتى من سهولة المعنى؟ لا... و لكنه شعر... نص رائع محكم البناء و مفتوح في الآن ذاته، المعاني فيه تسيل بأودية لا أول لها و لا آخر! ههنا، في نص شمعون، يمكننا البحث عن شفرات و عن تآويل و عن قراءة و عن و عن و عن... الحقيقة هي إنني قدأشرت إلى ما أحسبه خللاً بذاته في نص (محمد صادق الحاج) المثبت بأول البوست تحديداً. خلل في النص ككل و لكن لا يعدم معه الناظر أن يلتقط جملاً مترعة بالشعر والشاعرية كما قد فعلنا. و قد قلت عن هذا الخلل، كما أراه، قولاً لربما لم يشخصه دقيقاً ( لقلة الحيلة ربما أو من عدم التخصص ) و لكنني أيضاً لم أكن الوحيد الذي قال بذلك... أذكر أن عماد عبدالله قبل أن يعدل مداخلته (تعديل محو تام) قال ما معناه (هذا نص مغلق) ـ و لا أظن أن غابة من المجازات و لو تكاثفت ما تكاثفت، بقادرة أن تغلق هذا النص أو أي نص غيره على كاتب كمثل عماد ـ و كذا كتب الأخ أبو ذر عمرQuote: لا أقول أن الكتابة غير واضحة. بيد أنها حقيقة معقدة و بها فراغات (مسافات بين الأفكار) تجعل القارئ العادى - مثلى - يفقد خط سير القراءة و بالتالى التفاعل معها. |
و كتبت أنا، بعدما تهت في تلك (الفراغات) البيانية و (المسافات بين الأفكار)، كتبت محاولاً التكهن بسبب تلك الفجوات المعنوية و متقصياً لأثرها في السردي و البياني الذي هو في و من التركيب الداخلي كما البيني للجملQuote: إنه نص قد اكتفت بعض جمله بنفسها فانغلق عنّا منه ما عداها، إذ أصبحت الجُمَل منه منفلتة عن الاستفادة بما سبقها أو الإفادة عمّا يليها، فهي مطلقة إلى ما لا تحيط به كوابح و محاسن و مجازفات الألفاظ المنثورة فيها فتجمعهن فرادى و تبعثرهن في السياق و المفهوم. فلئن كان الأستاذ الكاتب يقصدنا بالمعنى من نصه فلقد أضاع علينا إذن عقال اللغة، و أماإن كان يبتغي أن يسحرنا باللغة فلقد غمت علينا منه بين الجُمَل المعاني. |
عندي، و حتى إشعار آخر، فإن هذا النص بالذات يظل نصاً مغلقاً ليس لعسر في مجازه الجديد أو وحشة تخص لفظه بل تحديداً لتعثر في بناء علاقات جملته بما بفضي إلى معنى كلي. ـــــــــــــــ سؤالي يا عزيزي محسن خالد دام فضلك، سؤال أخصك به دون نهال مبتدرة البوست لأنه؛ أولاً نهال قالتQuote: لا أنا صاحبة الكتاب ولا ناقدة أدبية علشان أشرح وأقدم توضيح أو قراءة مختصة ...أنا قارئة زيي زي دكين وغيره. |
و ثانياً لأنني قد لاحظت إنك في مداخلتك الأولى هنا و على شدة حفاوتك بالنص، إلا إنك لم تتعامل معه كنص كامل بل اكتفيت بأن فسرت عنوانه تفسيراً يفضي مباشرة إلى الجمالي و البلاغي و الشاعري فيه، أي العنوان و هو بلا شك مفعم فاغم بالجمال، ثم اقتبست منه جملاً مضيئة لا جدال في علو كعب شعريتها، و هذه الأخيرة رغم إنها و بالضبط مما وقع لي و لغيري في عدد من جمل مثل التي اخترتها أنت أو من غيرها، إلا أنني و كما ترى، قد أدليت بدلو ضحل في سيرة النص الكلية فاعترضني ما اعترضني من فجوات و انقطاعات كما في مقتبسي من مداخلاتي الأولى بأعلاه، فقد أرجو أن تردمها لي بمعرفة و بيان فيها وعنها و خاصة عمّا يتعلق بالبنية السردية/البيانية/الأسلوبية للجمل و عمّا يتعلق بعلاقاتهاالبينية في النص (أرجو المعذرة في المصطلح)، أو توصل لي ما بينها من قطع لا يزال يغلق النص في كليته عن وعيي و حسي و حدسي من مجاميعو. أرجوك أن تفيدنا نقداً خصباً في هذا الاتجاه و خاصة إنني أحس بسخاء الناقد المعرفي المفكر فيك بأيامنا دي كما تجلى جلياً في تفكيكك التأويلي القاصد بجهات (الفولكلور) هناك، و في (رسالة المجاز) ثم الدرس العملي في تحليلك البديع للمجاز عند عاطف خيري هنا و أخيراً و ليس آخراً في (المراجعات).
| |
|
|
|
|
|
|
Re: النهلة توصد أزرقها (Re: هاشم الحسن)
|
أخوي.. ود الصادق.. يالله، ياخي ما كنت تقول انو الكتاب صدر، حين التقيتك بالمجلة، والعزاء..
الصديقة نهال الشكر للفت النظر..
ود الصادق يكتب بحس وصدق ومعاناة حقيقية... ومنجض عوالمه، وله غد عظيم مع نفسه (قلبه وعقله، روحه)..
طوبى لنا....
| |
|
|
|
|
|
|
Re: " النهلة توصد أزرقها " (Re: نهال كرار)
|
ازيك يا هاشم حقيقة لم أفهم إختلافك هنا كما ظننت أنت :),لا بد من فرز الإختلاف إذا – مع احترامي لجميع الآراء – بين الإختلاف حول اللغة والشعر , وبين عدم تقبل التجديد في الكتابة. وأسمح لي بأن أشيد بمشاركاتك ومحسن التي أعادت للبوست توازنه كنت أنوي نشر نصوص لمحمد الصادق , مأمون التلب, نجلاء التوم, أحمد النشادر , ورندة محجوب في هذا البوست . وذلك لأنني أرى بأن البعض لم يقرأ لهم والحكم على كتابة لم تقرأ بعد, من خلال (خبر) صدور الكتاب والجزء المقدم منه يعد إجحافا بحق نصوص محمد الصادق .
في مُصْحَفِ النظرة
محمد الصادق الحاج
(1) تقولُ السَّاقُ الحديد:
أكلتُ في الجحيمِ كتاباً بحالِهِ وتركتُ الكتابةَ للحياةِ التي؛ كَمَنَتْ هناك مَلُولَةً داخل عيني تتذمَّرُ من أمرِ منزلٍ بها يوجعها فيه بابٌ نائمٌ بِوَضْعِيَّةِ القبرِ تحت جناحِ الحمارِ ترنو إليه مغتاظةً وتحكُّ الجَّمالَ الذي في ظهرها بغصنٍ يابس؛ تظنُّ أنَّ الذي يأكلها في ظهرها جناحاً تَرَكَتْهُ في القبرِ أو في المنزل.
أكلْتُ في الجحيمِ جمالاً بحالِهِ وتركتُ الحياةَ تظُنُّ أنَّ الذي يوجعها في جسدي كتاباً أكلْتُه في الباب أو في الجناح.
(2) يقولُ المَسَاق:
قرونُ المغبَّات؛ ألطويلةُ هذه، ناميةٌ تحت جلدٍ مبتسم.
رأيتُ وجهي كأنَّه الحلوى في غلافِهِ يزهو ويُلاكُ بالداخل.
رأيتُ مطلوبي ليس عند أحد.
رأيتُ مِشْيَةَ الكونِ في الحبِّ أجمل في يدي إذا ما اْبْتَسَمَتْ وهو يطبعُ بالعينِ خطوةً محروقةً عليَّ تُبْصِرُني أطيرُ يحملها إلى الطيرِ ماءٌ يُبْصِرُها له جناحٌ أبيضٌ تُبْصِرُهُ جناحٌ واحدٌ أُبْصِرُهُ يمشي، تشمُّها عيني.
(3) جَهْرُ الطبيعةِ... كتمانها:
المكانُ لو ينطوي على مكانين. في مدينةٍ يعثرُ الحكماءُ على الأرضِ مخمورةً والليلُ يؤنِّبُها وبينهما تتدخَّلُ الزِّيادة.
رفعُ الجبيرةٍ عن كسرٍ في ساعدِ المقدارِ أشدّ وطأةً على الحقيقةِ منت عاقلٍ يراها.
غيرَ حِمْضٍ متكاملٍ مشرقٍ من أصولِ بُصَيْلاتِهِ القلبيَّةِ على باطنِ اللُّطفِ لم يمكن الإرتيابُ في هدفِ العناية.
أن يخجَلَ أحدٌ من مثالِه.
(4) ساعةُ نَرْدْيَار:
الأرضيُّ مطروحٌ على عدمِ الزَّيادة.
لذلك الأرضُ حَاضَت نقاطاً جوفاءَ في الأفقِ الأعلى.
لذلك أَعْدَمَ اللَّوحِيُّونَ على رأسِ كلِّ دقيقةٍ واقفةٍ على لسانِ الجغرافيا واقفةٍ على لسانِ الوجودِ شيئاً من صفةِ الحاملِ ليس له سِوَاء.
لذلك النُّجُومَ نَحَرْنَا.
(5) يقولُ الآسِف:
حضوري كان مُسِيئاً لِيَدِي أمامَ ضيوفها. غيابي كان مَفْخَرَةَ عيني.
أنُوبُ عن الأشياءِ في موضوعها.
(6) الكلب:
كلبٌ حيٌّ. كلبٌ حيٌّ في المراسلاتِ الدائمةِ بين عقلي ولحمي، يجري مع دمي وأنفاسي وينبش في ترابِ خيالي. ومنذ ولادتي لم يتوقَّف نباحُهُ الذي تسمعه حواسِّي ويسمعه جِلْدِي وتسمعه كبدي وتموتُ فيه عيني ويموتُ لساني والكلبُ يبقَى.
ما يَطْفُرُ من عيني حين أرى أو أبكي هو الكلبُ لا النَّظْرَةُ لا الدَّمْعَة.
وحين أقولُ شيئاً يطيرُ الكلبُ من لساني كأنَّهُ الكلماتُ تَسْتَمْنِي.
ولا أتنفَّسُ ولا أُفكِّرُ ولا أحسّ. ألكلبُ يَفْعَل. ولا أحيا.
حياتي الكلب. والكلبُ يَبْقَى.
(7) هذه نظرةٌ حُمِّضَتْ في بئر:
الكعبةُ أقْلَعَتْ طائرةً والحجرُ الأسودُ في مُسْتَقَرِّهِ يدور.
البئرُ طارت وجوفُها في مستقرِّ القاعِ يدور.
الصَّبِيَّةُ طارت والحليبُ من تحت الحجابِ طَمَحْ أطفأَ الأختامَ الموْقَدةَ تحتْ والقدورُ به تدور.
الكعبةُ طارت والبئرُ طارت والصبيَّةُ طارت والدَّهْرُ مكتوفاً في مستقرِّ صورتِهِ يدور. هذه نظرةٌ حُمِّضَتْ في بئر.
(8) يقولُ الآسِف: .... لأنَّكَ قُلْتَ إنَّهُ يتوجَّبُ علينا الرجوعُ...، لكن هل تستطيع؟.
لَمَا جادلْتُكَ في حقٍّ أنتَ أهلُهُ لو لم تَبِضِ القوَّةُ بينَ أيدينا كلَّ هذه الشَّفاعةِ لأهلِ الحقِّ في أن يَنْقُضُوا أساساتِ عمرانهم العضويِّ القديمِ تقرُّباً لحقيقةٍ بابُها الإنكارُ، بابُها الأوحد!.
أَتَرَى؟، ليس هذا بالخَطْبِ الجَّلَل!, وما يكلِّفُ من دموعٍ إلاَّ بسببِ الجَّمَالِ وبطءِ القارب، وربَّما، إلى حدٍّ ما، بسببِ اْختيارنا أنْ لا نتقبَّل في واردِ الإمكانِ واقعَ أنَّنا لسنا أهلَ تلك الشَّفاعةِ، وإن أشرَقَتْ مِلْءَ أعضائنا وأعَاقَتْ بصيرةَ الماءِ في لحمنا عن أن تدُلَّنا، ولو بأضعفِ الأيمانِ، على إحداثياتِ أيَّة نقطةٍ خارجَ الحقيقة، خارجَ بئرها!.
كُتِبَتْ علينا الضَّفائرُ... فالأمرُ كلُّهُ إذاً وَقْفٌ على جَوابِكَ...، هل تستطيع؟؟.
(9) شُهُودُ الحِيلةِ أنْكَرُوا:
شُهودَ الحيلةِ أنكَروا: "-كلاَّ...، لم يُحاوِل!". هَتَفُوا ثمّ اْنصرفوا ناعِمينَ وهم يطحنون النَّدى كما حَضَروا.
(10) الواحدُ، عندما يكونُ علامةَ الطرح:
مبطوحاً بمفردِهِ على السطرِ كتمساحٍ مخدَّر، هل ضروريٌّ أن ينحسرَ طولُهُ خجلاً لكي تصدِّقَ التِّكراراتُ الطِّبَاعيَّةُ الموجبةُ أنَّه مقدار؟.
طريحَ البساطةِ الرهيبة ولا يكونُ قادراً على فهمِ الدموع إذ تصيرُ الدموعُ شباكاً حرَّةً زاخرةً بالحدودِ والقِيَمِ والأعدادِ من كلِّ جنسٍ تموجُ حولَه ولا تقبَلُ اْستِخدامَه!.
"بئرٌ معطَّلةٌ وقصرٌ مَشِيد".
لديه ألف وجهٍ للفقدان ألفُ سببٍ للأجنحة ليلةٌ واحدةٌ للخلود أُخرى لتأديبِ الصِّفْرِ وثالثةٌ للبكاءِ وللرضا معاً، كم أمساً سيقطَعْ بِمِنْجَلِهِ الجَّاذبِيَّة؟.
وكلُّهُ حسرةٌ على أصابع حُفَّتْ في القسمةِ بلا ضمير. تعودُ العنايةُ باوردِ مضروبةً وساعدُها من الخِزْيِ تحجبُ عينيها.
الترحابُ!، وعافَ جوارَه!!. ليس إلاَّ فضلُ الحَرَج.
مع ذلك ما الذي يُبْقِيهِ بَشَرِيَّاً قابلاً للشرح؟.
(11) تقولُ النُّجوم:
ساعتُنا انكَسَرَت لأنَّ الأسَدْ.
الأسَدُ في قعرِ بئرِهِ سهرانٌ يحدِّقُ بالأعالي وبالسافلة. تتجرَّعُ عيناه رؤى السَّبْعَتَينِ عبرَ دائرةٍ ثابتةٍ يتجدَّدُ الكون خلالها، حياةً لا نهائيَّةً يستعرضها خالدٌ على شاشةِ طَشْتِهِ السَّماويِّ وليس يبالي.
الأسَدُ في قعرِ نارِهِ سهرانٌ يُطْهَى قلبُهُ في جهنَّم وطليقةً تطيرُ يَدُهُ في الجَّنَّة. إبادةٌ خُلْدٌ إبادةٌ إعدام. عينٌ في العينِ وعينٌ في اللام. قبضةٌ في المِسْكِ وقبضةٌ في الدَّم.
الأسَدُ في قعرِ صِفْرِهِ سهرانٌ وخطوطُ الجَّوزاءِ تمرُقُ خاطفةً أمامَ عينيهِ ولكن وحدها... وحدها... دُونَاً عن كلِّ ما يقدِّمُهُ له الكونُ من كنوزٍ كالصُّوَرِ تجري على الشَّاشة؛ دوناً عن سائرِ أوْفَاقِ الزمانِ والمكان؛ دوناً عن مناسباتِ الطبيعةِ المرحة؛ دوناً عن الممكنِ والمستحيل؛ دوناً عن الجنَّةِ والنَّار؛ دوناً عن قوانينِ الأبدِ الكُبرى؛ دوناً عن الحقِّ والباطل؛ دوناً عن الطَّيفِ والمِثْقَال، هي مَنْ تُعَاوِدْ وحدَها... ودائماً خاطفةً وخضراء تجُرُّ ضفيرَتَها على قمرِ العينِ وتجرَحُ الدَّمعة.
(12) مواليدٌ لا نراهم:
بِهِم يخضَرُّ الجَّانبُ الآخَرُ خلفَ صُلْبِ الوجود. تُزهِرُ في عيونهم كتبٌ إلاَّ نكتبها!... تنقَصُّ رقابنا توقاً على المساقِطِ إلاَّ نكتبها!... تَنْتَاقُ عيوننا إلاَّ نكتبها!... ونسيرُ ونبكي ونغنِّي ونطيرُ ونكتبها، فَيَنْسَلُّونَ في حذرِ الفئرانِ إلى الخارجِ_داخلنا إلى الدَّاخلِ_خارجهم، هنا وهناك من خلف النقاطِ والأشكالِ المتلوِّية تُطِلُّ رؤوسٌ وأعيُنٌ صغيرةٌ تتألَّق. هل نراهُم؟.
مواليدُ الطَّمْثِ والخيالِ والنَّظَرِ والإستمناءاتِ والنكاحاتِ المِثْلِيَّةِ هل نراهم؟؟.
(13) يقولُ الآسِف:
حَجَرُ الذَّنبِ يزهرُ في بطني. الشِّقاقُ الذي في خَرْدَلَةِ الكونِ اشتَعَل. المحاولة. الكَسْرُ الطويلُ لَمَّا القِطار. العددُ المضاعَفُ للممكن. النَّجوَى من حضيضِ المفرَد. الحجُّ إلى مصرعِ السَّماحة. السِّدْرَةُ المجوَّفة. ...... ...... حَجَرُ الذّنْبِ بابٌ إلى التراب. حجرُ الذنبِ فاكهةٌ من نهاية. حجَرُ الذنبِ تحميلُ الحياةِ منجَّمَةً على الرِّحلةِ التَّالية. حجرُ الذنبِ... كنتُ سأبْقَى.
(14) اليَد الأرضُ رائعةٌ هذا الصباح! كأنها لا تدري.
أكادُ أشعرُ بكلِّ اْنفعالٍ يعتريها شعوري بفرحةِ كفِّي لمصافحةِ الحبيب.
بل هي إنْ تَحَرَّيْتُ صَوَابي لا شكَّ جزءٌ من جسدي متَّصلةٌ به اْتِّصالاً عضويَّاً محكَماً وإلاَّ ما وجَدْتُنِي الآنَ في عُمْقِ حِسِّها وعاطفتها أتَلَقَّى ما تتلَقَّاه وأستجيبُ اْستجاباتِها للحياةِ وللشمسِ وللقمرِ وللزمانِ وللمواسمِ والأطوارِ الدُّنيا وللرُّجومِ وللحبِّ وللهَوان.
أُحِبُّ الأرضَ لأنِّي مثلها صدَّقتُ الأشجار.
أُحِبُّ الأرضَ لأنِّي مثلها جرَحَتني المصافَحات.
أحبّ الأرضَ لأنِّي مثلها حِمارٌ طائرٌ داخلَ بئرٍ مُسَلْسَلَة.
أحبّ الأرضَ لأنِّي مثلها كُلِّي غُرْبَة.
أحبّ الأرضَ لأنِّي مثلها عُضْوٌ في جسدٍ يضحكُ عنِّي ويدمعُ عنِّي ويسبِلُ عينيهِ عنِّي فلا أرى فيُبْصِرُ عنّي ويسيرُ عنِّي ويطيرُ وحين ينامُ أبقَى ساهرةً بالبابِ أحرسه من الغيرِ فلا يَشْهَد أحلامنا سواه.
أحبّ الأرضَ لأنِّي مثلها يَدُكَ الحزينةُ يا محمد.
محمد الصادق الحاج سبتمبر2005
| |
|
|
|
|
|
|
Re: " النهلة توصد أزرقها " (Re: نهال كرار)
|
حوار محمد الصادق الحاج أجراه معه القاص عيسى الحلو. الملف الثقافي - صحيفة الرأي العام
• الكتابة الجديدة في السودان؟.
عطفاً على محاذير النظر إلى الفنون التعبيرية في حدود سياقاتها الجغرافية حصراً، فمما لا تنكره السلامة أن الكتابة، بأي اعتبار قيست، أجغرافياً أو وجودياً؛ زمنياً أو غيبياً، لم تكن، يوماً وأينما، بمعزل عن سلسلة التراكم الطويلة من المحاولات البشرية والملاحظات والمعلومات والبيانات وأعمال المشاركة والاتصال والتعبير التي أنجزها البشريُّون بعمر وجودهم، فلا هي محض (الكتابة الجديدة) ولا هي محض (جديدة) ولا هي (في السودان) بهذه البساطة. فإن احتكمت في لحظة إلى جِدَّتِها، فما ذلك إلا عملاً بواقع مفارقتها واختلافها، وحتى ذلك يتم من خلال اتصالها بمنجزات المعرفة الإنسانية ولجوئها إلى استخدام وسائط المشاركة التي تكمن جذورُ نشأتِها في القِدَم. وإن احتكمت إلى (في السودان) فَطَائِفٌ من العرفان بجميل يسهل التنكر له، وعلى السودان أن يفخر بأن أتيح له هذا الشرف. ليست (تجارب الكتابة الجديدة في السودان) لهواً يُزْجَرُ عنه؛ وليست مذهباً يذاد عنه بآلات منهجية. هي شيء مِنْ صُلْبِ الوجود البشري على هذا الكوكب بما هو طبيعي وفريد بذات المقدار. كتابةٌ، هي احتفاء بالشغفِ الأرضيِّ ورعشةِ الحياةِ ورعشةِ الموتِ وبغتةِ اللطمةِ والزمجرةِ الطَّرُوبِ والقَرْعِ الساخط المستنـزَف المستعِرِ العاوي على كل باب مفتوح لا يؤدي ولا يَستحقّ. كتابةٌ منحازة لحرية المحاولة والاختيار والاختلاف وقوة الممكن. كتابةٌ منحازة للبشري ضالاً في ظلمات غريزته وفي ظلمات عقله، سائراً على الأرض تحت أعراس الخيال والفيزياء، تهديه مساقط الممكن تحت جلده إلى بشريته، لا يَعِدُ بأقلِّ منها ولا يقبل أقَلَّ منها؛ تهديه إلى جذوته وحشيةً ومستأنسة. كتابة خاضعة لكل ضلال يريها طرفاً من المجهول؛ متطرِّفةٌ لكل شرارة حية وضارية ورائية. كتابةٌ، هي الجائحة الأرْضية؛ مفاتيحها وأقفالها، أبوابها وسكانها، داخلها والخارج. وليمة الضِّرَام، لا أحد يأكل من ما يليه، كلٌّ يُوَلِّي وجهه أين يريد، ولا ولاية. كتابةٌ في سرعة الخطف، لوثة بانيةٌ مهتاجةٌ تصطكُّ بكلِّ (هيهات) وكلِّ (مرحباً) ولا تقبل أيَّاً منهما. كتابة منحازةٌ للبشريِّ قادراً على التعدين في كلِّ أرضٍ وفي كلِّ سماء؛ في كلِّ واقعٍ وفي كل خيال، في كل شيء وفي كل لا شيءٍ... إلى غير نهاية، لا باحثاً عن غاية ولا عن مفقود؛ ولكنه يفرح ويحتفل وينتصر لكل عِرْقٍ نادر تناله يده الداخلية المفعمة في مِنْجَم الوجود. هي تنجيم في الصخر وفي الفضاء، وهي أمر جِدِّيٌّ وحقيقي ويُعَاشُ بكل خلية حيَّة، فيه جاذبية الخيال ونوره وظلامه، ودمه ولحمه، وابتعاده واقترابه؛ فيه جاذبية الفن والتلقائية، فيه جاذبية القوة والضعف، فيه جاذبية الحب والغيرة، فيه جاذبية الحكمة والاندفاع. وعن ما يشبه ذلك حدَّثنا (أورهان باموق) في روايته (اسمي أحمر) عن حكيمين اسْتَبَقَا على مَنْ منهما سيُمِيتُ الآخرَ أولاً وبطريقة رشيقة وسريعة. الأول منهما أتى بالسم أمام أخيه فمزجه له في كوب الشراب وقدمه له فما تردد هذا في تناوله منه بكل وقار ثم شربه، وأثناء سريان السم في بدنه اتجه إلى زهرة في الحديقة وهمس لها بـ(شِعْرٍ مُظْلِم) ثم قطفها فمدها للأول الذي سقط ميتاً من الخوف قبل أن يتناول الزهرة من يد أخيه. أمثولةٌ (مُظْلِمَة) تضع الفنان في فم الرعشة. هل شِعْرٌ مطلقاً استطاع أن ينفِّذ فاعليةً كهذه؟، وإذا لم يستطع فكيف لا زال الشعراء يكتبون ما لا يستطيع؟. بطريقة ليس منها مناص؛ (رشيقة وسريعة)، بحيث الشراسة كلها تتفرَّج، على الشعر أن يعمل. ليس الشعر الظريف؛ أنيس الْمُتَّكَآت المستأنسة، عروس المجالس، بل (الشِّعْر المظْلِم)؛ الشعر الذي يصعق، يميت ويفعل بالبشر وبالأشياء الأهاويل، وهو ما ليس أقل منه مطلوباً من شاعر، فهل؟. أرى أن ما يشهده (السودان) الآن من تجارب مفارِقة في الكتابة، وأعني "الكِتَابَة"، هو انتصابةٌ لم يسبق له أن شهدها بهذه القوة وهذه الحيوية الدافقة والتي هي في ذروة انعقادها على جسد اللحظة والمكان تقترب من تلك (الزهرة المظلمة)، ويبقى أن تُحْدِث رعشتها الفاعلة وهو ما يُلزِمُها باستخدام الأدوات الممكنة كلها لتحصيل احتمالاتِ جِمَاحِها. ومن هذا الهمّ نشأت (مبادرة برانا الثقافية) بمشاركة مجموعة من الأصدقاء في سانحة إيجابية أحسبها قادرة على إحداث فرق جوهري في الفضاء الأدبي في السودان، فالذهاب بها أبعد، وكان أن وضعتنا المبادرة يداً ليدٍ في مواجهة أعباء الممكن بدلاً من أعباء المتعذر التي اكتوى بها من الفنانين ما لا استثناء في ظني؛ فكانت أحد أقوى الدوافع التي حثتنا على المبادرة ببذل أيدينا ووقتنا لنحمل أعباء الممكن التي وإن بدت للوهلة الأولى أقسى من أعباء المتعذر إلا أن الضرورة الماسة للقيام بهذا الجهد تجعله في حكم القضية المصيرية. بالإضافة إلى ما بأيدينا من قدرات عملية تعيننا على تنفيذ الكتب تقنياً من جمع وتدقيق لغوي وتصميم داخلي وتصميم أغلفة؛ إلى كافة شروط السلامة الفنية الأخرى التي يجب أن تتوفر لكتاب جيد، وهي ما عانينا من غيابها مطولاً في السودان؛ حيث يا ما تسبب استهتار الناشرين وموظفيهم في قتل كتاب جيد برداءة الإعداد الفني، وذلك هدف جزئي والاقتصار عليه ليس إلا عملية مؤقتة، إذ نطمح بعدها في أن نمضي بذلك إلى غاية المؤسسة الثقافية المتكاملة والتي تضم في هيكلها دار الطباعة والنشر معطوفة بالتأكيد على ظنون طيبة تراودنا في القيام ضمن خطتنا بنشاط مفيد في مجالات السينما والتصوير وكافة فنون التشكيل البصرية. بقي أمر تتوجب الإشارة إليه وهو أن (مبادرة برانا الثقافية) لا تشكل أي نوع من المذهب الفني أو المدرسة الأدبية كما فهم البعض خطأً، وليست التسمية (برانا) إلا حقلاً دلالياً حاشداً بِكَمٍّ من الإحالات ما إن استعرضت كلها لإدراك الصورة الأشمل لما ذهب الظن بأحد مذهب اتهامها بأنها تقصي وتنعزل وتنحصر وووو، وإذا كانت ثمة تلاقيات عامة يشار إليها من الخارج بصفة (التيار) تنتاب الضالعين في تكوين ما سُمِّيَ بـ(الكتابة الجديدة في السودان)، فإن عضوية المبادرة لا تلزم نفسها بغير كونها مجموعة تهدف إلى القيام بإنجازات عملية على صعيد العمل الثقافي العام مع انحيازها النوعي إلى التجارب التي وصفتها آنفاً.
ماذا عن النقد ومعرفته بهذه التيارات الجديدة في الكتابة؟.
مما آسَفُ له أنَّ مَن عُمِّدُوا رُوَّاداً لهذه الأحوال الحرة في الكتابة باللغة العربية كانوا هم الذين اقترحوا التسمية القاصرة (قصيدة النثر) اعتماداً على ما يناظرها باللغة الفرنسية؛ على سبيل التصنيف الأدبي ظاهرياً، وبمثابة الحماية الاعتبارية لوليدهم من بطش أبطال التفعيلية والخليلية الذين هلَّلوا في أعماقهم طرباً، فهذا شيءٌ يُسمَّى بِدِقَّة وتمكن منهجته وتحديده والإحاطة بحدوده وإنتاجه بمواصفاتٍ حسبما تملي قوالبه، وهو إذاً يحتوي ثقباً لإحكام اللِّجَام. فغدت السجالات حول تسمية (قصيدة النثر) تشغل قسماً قائماً بذاته ضمن مجموع الملاحظات النقدية التي كُتبت حولها بُذلت فيه مجهودات كان أحرى أن تُبذل في تأمل جوهرها، كما أن قصور التسمية غدا طرفاً من عملية الإيقاع بالمحاولة الوليدة في قبضة احتياطات عمومية أقل فاعلية في إدراك طبيعتها قياساً بالاحتياطات والإعدادات الداخلية التي تشتغل على أساساتها وتجعلها (هذا) لا (ذاك). لذلك حين تبدر مني على هذا الجانب تسمية (قصيدة النثر) فإن (الأحوال الحرَّة في الكتابة) هي التي ترنُّ من أجلي على الجانب الآخر منِّي الذي أستقبله ويستقبلني. ذلك لأننا حين نتحدث عن (قصيدة النثر) دالِّين بذلك على كون هائل من الأحوال والتجارب والرؤى والتعقيدات وطرائق التفكير المختلفة عن بعضها، فإننا بذلك نرضى بحرمان أنفسنا من إمكانات نظرية ومعرفية وتحليلية مهمة ومفيدة نُضْرِبُ عنها بقبولنا لهذه التسمية المحزنة التي تجعلنا كمن يحشر موسم الزراعة كله في بطن دودة الحقل بقرينة الخضرة في كليهما. هذا الحادث الذي لنا أن نسميه إخفاقاً في إدارة القابلية أودى بالبعض إلى تنكُّب السبل والمقايسات والمعاظلات النظرية التي هي من أساسها قائمة في موضع آخر غير الموضع الذي تبزغ فيه الزهور المظلمة لـ(قصيدة النثر)، فكانوا ما أشبههم برجل على حمار يَخُبُّ به في الطريق وهو يمدّ يده البعيدة عن أشجار البستان يريد قطفاً، فكيف؟، بينما ذهب البعض الآخر إلى الأخذ بتلابيب (قصيدة النثر) مقرِّعين بحجَّة أنها تنام في بستانها المعلَّق منصرفة عن الحاصدين خاطبي وُدِّها، وإن هم إلا متبطِّلون يتخبطون في عجز أدواتهم عن نوالها. وإلى هذا الإخفاق في إدارة الممكن أعزو عدم نشوء حركة نقدية ناجحة موازية لهذه الكتابة وقادرة على الانتصاب في الموضع الصائب، سواء أكان ذلك في السودان أو البلدان الكاتبة باللغة العربية بعامة.
قصيدة النثر، لماذا تُحَارَب؟.
أصحيح هذا؟. أرى أن ما يتراءى لنا في ثياب الحرب، هو في الحقيقة شاكلة مِن تَقَرُّبٍ حميم يبذله مَن يخالون الأرض راغت بصُلبها وتخلَّت لمجرَّد أنهم عجزوا عن الامساك باللجام وإيقافها عن الاندفاع إلى ما يقودها إليه الجِّماحُ من احتمالات غير مشروطة. هنالك ميثاق بشرِيٌّ غير مكتوب تم التراضي عليه تلقائياً لحماية قدسية المشاركة والمعنى والتواصل بين البشر، وهو ميثاق يتنامى كل يوم ويتجدد منذ أولى شرارات الاضطرار إلى الجيران؛ يُنقَّح ويُزاد، وكل ما يبدو حرباً هو تفصيل ضئيل من نسيج الخلافات الناجمة عن صعوبة الإتفاق كلياً بين المتجاورين الطبيعيين على عمليات التنقيح والزيادة. البعض يصلون إلى حد يظنون معه أن بنود ميثاق التراضي هذا قد بلغت أوجاً من الصلاحية لا ينبغي بعده أن يخضع الميثاق إلى أية إضافة أو أي نقص. بعض آخر، يصعب إرضاؤه، لا يكتفي ولا تبرد يده، يريد ويستطيع، لا يغريه الأمان ولا الخطر، ولا يرضى بأقل من الكون لإنفاقه الخاصّ؛ بإسراف مَن يعرف أن لا زمن أطول من النبضة، ولا سماء أعلى مِن جِلْدِه. حُمَاةُ الميثاق القدامى؛ العارفون أن لا أحد يَنتظر، أعاجزاً كان أم ذا شِدَّة، يريدون إذاً الإلتحاقَ بما فاتهم؛ يريدون البقاء بالقرب، يا لحزنهم، بما أنهم فقدوا امتياز التوجيه لعلهم على الأقل يستطيعون التحكم ولو جزئياً في نوعية الحركة. محاولتهم هذه للالتحاق، فيما يتعلق بما يسمَّى بـ(قصيدة النثر) ليست أكثر من محاولة لاستجلاب الرأفة لأنفسهم والأمان للحدود التي بها يَحْتَمون، يقعون على (ما يَحْدُث) بصدورهم كالمهاجمين، ولكن هي طريقة في العناق، وإن اشتدَّت، لا لإزالة عمليات الزيادة والتنقيح التي نُفِّذَت بغير مصادقتهم، بل لتحديدها واستيعابها في زمرة الوصفات الكلاسيكية وإدراجها في نظام المعنى ثم رفعها بعد ذلك على أرفف المطبخ الثقافي المكتظَّة بالغالي والرخيص؛ بالفاعل والباطل من منتجات التراكم المجازية التي سوف تلتحق بها (قصيدة النثر) يوماً لا محالة، طالت انتصابتها على رحم الأرض أو قَصُرَت. على أن هذه الأحوال الحرة في الكتابة طلقةٌ وتريد أن تطيش؛ إلى غير نهاية، و(غير نهاية) هذه هي أن تصيب، فإن أصابت أدرَكت سقفاً وما كان نموُّها بعد ذلك إلا أفقياً قاصراً ومكبلاً بالحدود ومنغمساً في عطن الدمن الذي هو ذاته واحد من معاقل الممكن، إذ مثلما تولَد فيه الخضراء الباطلة الكسيحة يولَد فيه أيضاً ما يَهِيجُ وما يهتزُّ وما يربو، وما تَطْفُرُ منه كل الجِّماحات اللاحقة التي تخرق السقف واللاسقف بانتصابات شديدة، وعلى هذا تعتمد أية محاولة. ولكن إن صَحَّ مطلقاً أنَّ هنالك حرباً تتعلق بالكتابة، فهي الحرب التي هي الكتابة نفسها؛ داخلها، في صميمها المتوحش. الحرب في أحشاء كل رعشة تخليقية نفاذة حيث الطواحين تعوي والبهائم تلمع. الحرب في الطرب البدائي القوي للرعب يستعر على تراب كل عمل فني فعَّال. الحرب في سهر الحيوان العجيب الذي يقال له (الروح)، داخل كل حقلٍ، هائجٍ هو نفسه من اغتلام فروع الخيال الحيَّة آكلة نظرات البشر وهي تمطر. ومع هذا كله، إن صَحَّ أنَّ هذه الأحوال الحرَّة عرضة للحرب من الخارج، فما ذلك إلا لكي تنتصر.
ما هي العوامل التي أدت لهذه التحولات في الكتابة من (قصيدة التفعيلة) إلى (قصيدة النثر)؟.
إن العوامل التي أودت بالكتابة باللغة العربية إلى هذا النـزاع الواهي بين مناصري التفعيلية والخليلية ومناصري قصيدة النثر ليست في ظني ذات صلة شرطية بالتعاقب ولا بالتطور ولا بالأفضلية حتى، ذلك لأن اشتراط الحديث عنهما معاً مرتبطتين كمرحلتين تولدت إحداهما عن الأخرى أو تطورت عنها قد قعد بالسجال المعرفي حولهما دون المساس بالمعدن الباقي لكل منهما؛ وذهب به مذاهب لم تُفْضِ إلا إلى مزيد من الوهن في التعدين، الأمر الذي يقتضي تَرَوِّيَاً في النظر إليهما وانتباهاً إلى وضعية التجاور التي وَسَمَت وجودهما باعتبارهما ساكنين مختلفي المشارب والطباع ارتضى أحدهما أن يستضيف الآخر في أرضه. (قصيدة التفعيلة) تشبه هبوطاً اضطرارياً على كوكب لا يلائم احتياجات منفِّذي الهبوط، فكانت إقامتهم على الكوكب قصيرة شحيحة القدرة على الاستكشاف، فاقتصر إنجازها على وصف منطقة الهبوط، ولا زال الماكثون منهم ومن نسلهم يعيدون وصف ذات المنطقة باختلافات طفيفة وتنويعات ذات ظُرْفٍ محمود. أما (قصيدة النثر) فتبدو لي جذرية الوجود في الكوكب وآخذة عميقاً في مناطق مظلمة من الزمان والفضاء والمادة؛ إنها تبدو لي شيئاً قريباً من النظام البيئي بطبائعه الشَّتَّى. فإذا كانت (قصيدة التفعيلة) قد أخفقت في أن تجذِّرَ وجودها في كوكب الشعر وماتت تحت سمائه المكهربة، فإن (قصيدة النثر) هي الشعر ذاته، عاشت مع البشرِيِّ أول لحظة تأمُّلٍ نَفَّاذةٍ يختبرها، حملت معه إحراجات الوجود المؤلمة، في كنفها أودع البشريُّ ملاحظاته القيمة حول الطبيعة والمجهول والطاقة، ومعها امتلك خيال الفرد يداً رهيبة تتجوَّل في عواطف وحواسّ الآخرين وتأسرها، فاستوعبت نماذج قصيدة النثر الأولى رسائل الآلهة والكهنة وتصوفات الفلاسفة والأنبياء وصلوات الخائفين والمتوحِّدين والمتوعِّدين، وكان عليها أن تعاني كثيراً لتخرج من كنف الخطاب القدسي الذي احتكر بسائق الوحى والاختصاص حق استخدامها كمعطى ومكافأة من أجل المميَّزين الأذكياء القادرين على غزو حواس الناس بتصوراتهم وإقناعهم بأنهم مختارون من قَبِيلٍ أعلى لنشر الكلمة، هذا إلى أن انقطع إرساله، وما عاد أحدٌ بعدها يدري إن كان يستطيع تناولها لاستخدامات بشرية أم لا، فكانت التجارب العرفانية، المتَّصِلة تبادلياً ببؤرة النظام الكلي المزعومة، هي تربة الخيال الخصبة التي استعيدت فيها الأحوال الحرَّة في الكتابة على نحو بشري فعَّال وقادر، إلى أن حَلَّت هذه التجارب البشرية ذاتها في منزلة المحتكر الأولى ولفترة طويلة بذريعة أنها سُلْطَةٌ مهداةٌ حاملةُ أسرار تُحْجَبُ عن نوع من الناس سُمِّيَ بـ(العَوَام)، ويُعطى جزء منها إلى نوع آخر سُمِّي بـ(الْخَاصَّة)، واحتفظ (العارفون!) لأنفسهم بامتياز اعتباري غريب جلسوا بموجبه على عرش ما سموه بـ(خاصَّة الخاصَّة) مُدَّعِين أنهم يكتبون عن ألْسِنَةِ الحقّ يخصّهم بعلوم وجودية دون غيرهم لاعتبارات فَصَّلوها وقَدَّروا أنَّ عامَّة الناس لا يستحقّون أن ينالوا هذه المعارف الغِرَائِيَّة التي لم تكن في واقع الأمر غير تجارب تعدينية قاسية في مناجم الخيال والتفكير البشريِّ انتظمت راضية في سلك المتعالي وانتسبت إليه واستخدمت مكاسب خضوعها له في فرض هيبة ما كان أغناها عنها، وهو امتياز استغنت عنه بالفعل التجارب اللاحقة التي سُمِّيَت بـ(قصيدة النثر) بعد أن استرَدَّت للبشرِيِّ حرية الكتابة وطلاقة الخيال إلى غير حدّ ودون اللجوء إلى اسْتِمَاحَات اعتذارية بالمطلق من شاكلة (الفتوح) و(التجلِّي) و(الكشف) و(الحقيقة) و(السر) و...!. هي أحوال بشرية صِرْفَة، يكابدها بَشَرِيُّون خاضعون لكل الاضطرارات اليومية التي يخضع لها غيرهم من ناس الأرض.
محمد الصادق الحاج
| |
|
|
|
|
|
|
Re: " النهلة توصد أزرقها " (Re: نهال كرار)
|
الأخت نهال تحياتى
شكراً على الجهد المقدر و إثراء الحوار بالكتابات مسار النقاش , بالإضافة سعة الصدر.
عُرِفت بمحمد الصادق من أخ و صديق مهتم بالكتابة و القراءة. و منذها قراءت له عدد من النماذج فى أماكن متفرقة.
و كذلك لبقية المجموعة Quote: نشر نصوص لمحمد الصادق , مأمون التلب, نجلاء التوم, أحمد النشادر , ورندة محجوب |
و فى وجهة نظرى هولاء الشباب
ليسو Category واحد بأى حال بل 5 Differnt Categories فى كل متعلقات الكتابة (اللغة و أسرارها, المواضيع , تسلسل الأفكار , ... و غيرها من الجوانب المرتبطة)
كل له ما يميزه عن البقية. و لا أبخل بالإشادة بهم جميعاً. - بس نجلاء حاجة تانية خالص - و يمكن أن نوزع الحكمة, الغموض, الحدة الصادمة, و الخيال الجرئ على البقية
و أحتفظ بتصنيفى لنفسى على الأقل الآن.
مع إحترامى للجميع, هذا الإتجاه من الكتابة جد خطير إذ يفتح الباب على مصراعيه لجحيم كامل من الكتابات الفارغة التى لا تمت لأى شئ بصلة (مفردات جذابة و تراكيب بلاغية
بلا قيمة).
يمكن أن تكتب آلاف الكتب فى المستقبل, بديعة المفردات و لكنها توهمات و ضياع بلا ساحل (خارم بارم)...
لذلك من الواجب (فرض عين) أن تتم حصحصت هذه الكتابات و تفكيكها و تحليل بنياتها و معانيها و إلا هجم جيش جرار من الغزاة لهذه الصنعة - و الجميع يرى حجم التطبيل و سهولة
النشر - و بذلك يضيع الجيد فى خضم المفردات المتنافرة.
+ لا بد من النقد الجاد و لو بالإمكان إدراج بعض الدراسات النقدية لنقاد متمكنين.
بلا شك أنا مع هذه الكتابات و إحترامى لمحمد و البقية بلا حدود.
بس با صراحة قرأت (مصحف النظرة) و المقطع الأول بالذات:
Quote: في مُصْحَفِ النظرة
محمد الصادق الحاج
(1) تقولُ السَّاقُ الحديد:
أكلتُ في الجحيمِ كتاباً بحالِهِ وتركتُ الكتابةَ للحياةِ التي؛ كَمَنَتْ هناك مَلُولَةً داخل عيني تتذمَّرُ من أمرِ منزلٍ بها يوجعها فيه بابٌ نائمٌ بِوَضْعِيَّةِ القبرِ تحت جناحِ الحمارِ ترنو إليه مغتاظةً وتحكُّ الجَّمالَ الذي في ظهرها بغصنٍ يابس؛ تظنُّ أنَّ الذي يأكلها في ظهرها جناحاً تَرَكَتْهُ في القبرِ أو في المنزل.
أكلْتُ في الجحيمِ جمالاً بحالِهِ وتركتُ الحياةَ تظُنُّ أنَّ الذي يوجعها في جسدي كتاباً أكلْتُه في الباب أو في الجناح. |
تتبع الضمائر و إرجاعها إلى أصولها أرهقنى جداً...
(عدل بواسطة Abuzar Omer on 02-12-2009, 10:41 PM)
| |
|
|
|
|
|
|
Re: " النهلة توصد أزرقها " (Re: Abuzar Omer)
|
لماذا اختقار المجاز؟ صديقي محسن هنا رد كنت كتبته على ذات السؤال
"لم أقل بـ(انعدام المجاز)، بل قلت بـ(احتقاره)، واحتقار الشيء لا يعني إعدامه بأية حال، وأعتقد كذلك أنني كتبت (أنها تحتقر المجاز من خلال تعبيرها، وتحوِّله لنوعٍ من الأشباح غير المرئية، وتُبطِل دوره)، وهذا في حدّ ذاته استفادة من وجود المجاز، تحويله واخفائه، وفي نهاية المقطع أقول أنه لا يوجد إلا خفيَّاً. وعندما تحدثت في جملةٍ اعتراضيَّةٍ عن المعادلة التي تميّز الشعر!، فإنني أتحدث عن التمييز العام، والرؤية التقليدية للشعر. ببساطة، أنا أتحدث عن صورة أخرى من صور المجاز، وهي تستند في أساسها على فكرة (خلق العوالم) هذه. فالمجاز الواقعي الذي يريد النقاد أن يحاكموا به هذه الكتابات، هو المجاز المحطَّم، أي ذلك الذي يستمد مشروعيته ودلالاته من الواقع الحيّ، ومن الإشارات المبذولة لكل عينٍ، مثل (الشَعْر الأسود كالليل) أو (هي البدرُ حسناً و النساءُ كواكب)، فتجد دلالات الواقع الحيّ متمثلةً بتمكينٍ من (التربية، والتعليم، والتديين، والتاريخ البشري العريض، والأساطير الإغريقية والروايات والأحاجي والديانات الأرضية) المتمثلة في قيم (علوّ) البدر، وضيائه، وعلوّ الكواكب وضيائها. المهم، المجاز الذي تحدثت عنه هو مجازُ ذلك العالم (المخلوق) حَديثاً بوساطة الكاتب وأدواته، العالم الذي انوجدت دلالاته وقيمه و(واقعه) بوجود الشاعر (فلان) وحواسه، ودخوله لهذا العالم المريب، عالم البشر وعالم الفن. لذلك (يمَّحي) المجاز الذي يحاكِمُون به، ليحل مكانه مجاز آخر، جديد، ويحتاجُ _لأدراكه_ أن تعيش في عالمه، ويصلح هنا أن نتحدث بلسان هذا المجاز الجديد، بذات اللسان الذي تتحدَّث عنه، أو من موقع السياسيّ: (خليك في الواقع يا فردة). لهذا، أجد أن مشكلة النشر هي المشكلة الأولى التي يجب أن توضع في أعلى أجندة الكتاب. وآلية النشر، تكون، بصورةٍ غريبة، آليةٌ لنشر العوالم"(2).
تحياتي يا محسن
| |
|
|
|
|
|
|
Re: " النهلة توصد أزرقها " (Re: مأمون التلب)
|
نهال مشكورة يا صديقتي العزيزة، على توفير هذه المواد، وتوفير هذه المناسبة (كتاب النهلة) في أساسها، شكراً
--------------------------------- تحياتي يا عزيزي مأمون أوَّلاً، أنا لم أوجِّه لك أسئلة لتكون لك إجابة منشورة من قبل اسمها (رد على ذات السؤال)، بل وجّهتُ إليك تصويبات "عدييل". عليه فلا أدري أسباب نشرك لرد على سؤال ليس لي، لأنني لم أقل بأنك قلت –شايف الكلام بدأ يتلولو كيف بعملتك؟- بـ(انعدام المجاز). وهذا هو الوجه الأوَّل الذي لا يصلح به نشرك لهذا الكلام كرد يُوجَّه لي بصدد ما تناولتُه في مداخلتي أعلاه من كتابتك عن الشعر. ثانياً، أنت لم تقل بمجاز آخر إطلاقاً في كلامك السابق، الذي تناولتُه أنا. وبالأصل لا يُوجد مجاز آخر، بل هو مجاز واحد فقط، أنت قلت باحتقاره. وكتابتك في سياقها العمومي تفيد خلاصتها بأنَّ نوع تلك الكتابات التي تقدِّم لها قد تجاوزه. والتجاوز هنا أيضاً يتضمَّن مفهوم طرحك لعوالم جديدة هي ليست "المجاز". إذن فخِطْؤكَ هو خِطْئٌ (مفاهيمي) لا يمكن تداركه بإضافة تصحيحات جديدة وزوائد لا تغني عن عظم الموضوع شيئاً، وإنما التصحيح يكون بسحب ذلك الرأي "الخاطئ" في جوهره و"نبذه". لأنّه بالمختصر كان مفهوم (المجاز) في معرفتك خاطئاً، وهو أنَّه (الأدوات والوسائل) المؤدّية إليه، بالتالي كلامك كلّه، ورؤيتك للأمر انطلقت وهي حاوية لهذا الخطأ والخلل (المفاهيمي) الفادح، أي ليس بوسعك بعدها مطلقاً تغطية هذا الكلام عبر ردمه بآخر، ولا طريق أمامك سوى سحبه كما أسلفت. فهو مُجندل فيما وراء البرزخ، إبر شنو وياتو بنسلين تاني يا صديقي العزيز!؟
--------------- بالسوداني، نوع غلتك دا ما بصلّح كلو كلو، ولا بترقع. وكمان شنو؟ لو إنت قريت كلامي الفوق دا تمام التمام ما كان بتنشر إضافتك الهسع دي لأنها مغالتة سااكت. بل وبتلكّك في غلطك المفاهيمي دا أزرط مما فات. بالدارجي كدا يا مأمون إنت كنت بتتكلم عن شيء تاني باعتبار إنو ياهو دا هو المجاز. فالغلاط فوق كم؟ دينا خالد دي قالت فوق ود البتولا دا ما بدور الغلاط، وزي ما قال هاشم عثرت دينا علي رايحة عندي وبارك الله فيها. فتاني شنو تجي تقول عوالم وما عوالم!؟ العوالم دي لو انصنع منها مائة واحد برضو تجيبوها وتجوا عازمنكم المجاز المن سنة (دُوُ) دا ذاتو. ما عندك حل بتاتاً، حتى لو السطر الواحد بتعمل فيهو طلطاشر عالم غرائبي، برضو ياهو المجاز المشروح فوق دا، والذي يعني (اللاحقيقة بإطلاقها) ولا يعني الأدوات أو الطرق أو أي منجورات لم تُولد بعد من أجل (إعداد المجاز)، ياخي شعر شنو وتشبيهات شنو، إنت ناسي النحاتين والمصورين والموسيقيين.. إلخ الموسيقيون ذاتهم عندهم مجاز، ودي بالنسبة لي أصعب واحدة يمكن جرها لحيز أن يُكتب عنها، كيف؟ ألقى وكت بس وأجي أكتب كلام لـ(لا جمهور) يا دينا خالد. أها يا مأمون عشان نمشي لاقدام وما نتعطّل ساكت بغلاطات (تخفيف ما هو خطأ بيِّن) الغلط نرميهو طوالي ونشوف الصاح وين، ولو ما قريت كلامي الفوق داك كويس، أقراهو تاني وتالت. ولو قريتو كويس بَطِّل الغلاط. وأرجاني لامن أتم كلامي كلو. وأثبت ليك إنو (الإنسان) ليس بوسعه (خلق عالم جديد) كما تقول، وكل ما بوسعه هو (تركيب عالم ثانٍ) من خلال عالمنا الهسّع دا. نخش ليك بهنا إنو (المادة لا تفنى ولا تُستحدث)؟ جادي والله أنا في الكلام دا. ودا قولك:
Quote: ببساطة، أنا أتحدث عن صورة أخرى من صور المجاز، وهي تستند في أساسها على فكرة (خلق العوالم) هذه. |
أبداً، دا ما كان كلامك زمان، ولاهسع هو كلام. فأي شيء تطرحو بديل للواقع ياهو دا ذاااتو المجاز القديم، إنت قائل القدماء ديل ساهلين؟ وعشان الكلام دا كلللو البقول فيهو هسع دا أخوك دورو في رأسو من زمااان، وجربو علي الورق ألف مرة، يمسح ويكتب، يوزن من هنا تفرق هناك. وهاك دخول الفيلم في كوستي، من قولي الفووق داك، للغلاف:
Quote: الشعر بُراقٌ لا يحالقه طائر، وهو حضارةُ الشاعر وحده، التي ينشئها ويضيفها إلى بقيّة الحضارات. |
أوَّلاً تأمَّل في كلامي عن (إنشاء حضارة تخص الشاعر) مش (خلق عوالم جديدة). أها الداير يخلق عوالم جديدة دا، إلا يبقى الله، لدى هذه المنعرجات تجدني دائماً أستخدم مفردة (الفكرة) الجديدة، لأنها ما بتنحاش بتاتاً. ألم تتأمَّل في تعويل الجمهوريين على هذه المفردة! دا من عطايا الصوفية. وثانياً في استخدامي لمفردة (البراق) توصيفاً للشعر وترك مفردة الطائر للّيركس (الشعر الغنائي)، دقّق دقّق يا مأمون في القراءة، لأنو:
Quote: يخَضّر يراعك يا شيخنا . ( ما الشعر إلا غناء ) .. ما الشعر إلا الغناء . |
والشيخ، الذي يخاطبه عماد عبد الله في مقتبسي منه أعلاه، هو (بشرى الفاضل). وبشرى لكي ينشر "قصيدته"!؟ أم ينفخ مكرفونها!؟ في دار أم سودانيز الهاملة دي كلها، والبنشر فيها من هو ليس بشرى الفاضل هيمسيلف، كان لافي بهنا، عاين يا مأمون، تحت هنا، محل الاقتباس الجاي دا، لأنو برضو الشيخ ما عاجبو فرزي بين الشعر الشعر، والشعر الليركس، ساكت كدا، وبجنس الكلام المدمدم دا، أتقول ح أوديهو البوليص لو جاء نضم عديل:
Quote: أوردت القصيدة هنا أيضاً باعتبارها نوعًاً من الليريك لكسر حدة الإحتقانات. بشرى الفاضل* |
أجمل ما في الحياة إنو المعني بالكلام دا هو أنا، حقيقي أجمل ما في الحياة، لأني بقدر أثبت بالفعل أنّ مقولات عماد وشيخو اللتنين، هي مقولات زي حقتك في (احتقار المجاز). المهم، تااني نرجع للبراق ونقول يا مأمون إنو ياهو (الحمار ذو الأجنحة) بتاع ود الصادق!؟ ثيران شمعون الأسطورية!؟ أها نقوم نفتح ليك باب المخلوقات الأسطورية في حضارات بقيت فينا منذ آلاف السنين!؟ العلمانية دي يا مأمون هي أصلا حسب ظنها دايره تنتشلنا مما تعتبره أنت (خلوقات) معاصرة دا. وهو البراق ذاتو ما ياهو الحمار المعتاد دا + الطائر المعتاد برضو. دا نجيهو في وكتو. لأني قبل أكتر من طاشر سنة قلت في واحدة من رواياتي (الخيال ذاته كالرؤى موضوعة دنيوية)، وقبل أكثر من ثلاث سنوات قلت في تموليلت:
Quote: سرحت لزمن طويل، حتّى تكَرْفَست البيجاما على جسد تموليلت، لعامل اللدونة، ولعامل أن تزيد النتوءات منها وفي قلبي. قلت لا بد أن أفسد هذه الأسطورة لكي أعيش. إنّها فاتنة من الدنيا بأي حال، وحتّى لو كانت من الخيال، فالخيال ذاته كالرؤى، موضوعة دنيوية. ما الذي يمكنك أن تأتي به في خيالك وأساسه ليس من الدنيا!؟ البنت الخيالية جداً مثلاً، أو بنت الخيال، هي ليست فتاة مبتكرة في أساسها، وإنما فتاة سوبر بمقارنتها مع فتيات من فَريق حِلّة فوق وطبيعيات. فاطمة بنت الجيران.. في طريقها إلى المدرسة، حلوة، لولا آفة القِصر. سميرة تمدّ يديها فوق طاولة دكّان منصور لتتناول الدقيق، فارعة ونضرة، إن لم يكن صدرها يكاد يسقي منصور بطول تبهُّله. سلمى.. يا الله، "أتجمّع أنا لها من كل ناحية منِّي ومعي أولاد المدرسة"، مُكَمَّلة، لو ما كانت فيها حبّة عوارة "خفيفة العقل"، وتُكثر في استخدامها لكلمة "هناي". وما بنتُ الخيال؟ الطول الغائب عن حال فاطمة + التكوّر الغائب عن حال سميرة + سلمى + رأس لسلمى. ونحن لا نخوض في معيارية الجمال، وكذا باقي الحال. أنا نبي جاهز، فافهموني، افهموني، واملؤوا قِرَاب الماء والسيف، وكونوا جاهزين. فما خلعنا خصيتيّ ذلك المغني السخيف، إلا لإخصاء الجهل والتكرار. |
ولا أدري ما رأي صديقي حاتم إلياس في جنس دا!؟ أيراه {قول} الشوية دي، في الجمالي؟ أم هو فكري وفلسفي مكتمل؟ يعني جنس دا داير ليهو سياق معرفي يوديهو وين أكتر من كدا يا حاتم!؟ أها يا مأمون أتمهل لي أتم كلامي، ويا أصحابو المتابعين، وأعني ود الصادق والنشادر لأنهم أهل كلام منشور هنا كـ(نَظَر) في الشعر، خدمتكم السمحة جد جد والعظيمة ما هنا يا رفاق، وكلامكم إجمالاً عن الشعر هو ذاتو (شعر كارب)، بس الشعر ما فيهو فسحة الرواية "مثلاً" عشان يخدم في مُشهاد زي دا. وتفاكيركم دي ليست شاغلي إطلاقاً الآن بقدر ما هو شاغلي الفرح بما (يلائمني) من هذه الكتابة ذاتها و(رمي مفاتيح تخصّني على مغاليق تخصّها). في شوفي دا ياهو الأهم للكتابة المهمة دي –حالياً- لأنها مُهْمَلَة بينما هي فارقة، في الوقت الذي فيه باب التناول مفتوح لما هو بوحل الحبر يتعشَّم سماء النصوص. فيا مأمون طوِّل لي بالك أتم كلامي، ومن هسّع الغلاط ما فينا. ما تقطع لي مروّتي، وتكسر لي سَلَّوكتي بَرّه الجُروف ياخ. هسّع أعاين دي الساعة واحدة ونص صباحاً، بكرة بتدّيني إجازة؟ وألا كان غبت من الشغل بعد بكرة ح تدفع الفواتير؟ تفرفر إن شاء الله تحت حبيبتك، قول يامين. وكن بألف خير
--------------- * الاحتقانات التي لا وجود لها بداخل روحي هذه، يا بشرى، ما رسلت ليك بصددها إيميل، رديت عليهو بشنو؟ يا صديقي العزيز، ما دمتُ حيَّاً بينكم فلن أكف عن محبة كل من اختلفت معه واختلف معي من على البعد، سأظل محباً للناس على الدوام. لأنَّ مشروعي هو المعرفة وحدها ولا شريك لها. وسأوجّه آرائي التي أتحرى لها الصدق والضبط والمعرفة، بكل طاقة أمتلكها، إلى كل شيء أرى فيه رؤية أيَّاً يكن صاحبها. وهذا عندي هو استمرار محبتي للكون بعد أن أغيب. وهذا عهدي مع نبوءاتي والحياة. لا أحملُ احتقاناتٍ تجاه أحدٍ، والقلب شاهد. لا أخشى أحداً، ومسيرتي ستشهد. وأعد، بأنني لن أخون ولائي للمعرفة وحدها، ولن أستبدله ذات يوم بعلاقاتٍ أبدأ فيها بخيانة المعرفة، فأخون ذاتي، ولأنتهي بخيانة كل شيء. ?As Bob Marley said: I'm what I'm, you know
| |
|
|
|
|
|
|
Re: " النهلة توصد أزرقها " (Re: نهال كرار)
|
سلاام يا أبوذر
أتفق معك , كل شاعر/ة من هؤلاء الشباب والشابات له/ا أسلوب ولغة مختلفة عن الآخر سأقوم بنقل نص لنجلاء التوم, أنا برضو شايفاها حاجة تانية خالص :)
يَدْعُونَنِي جَمْهَرَة
أحمد النشادر
تَفَشِّيَاً في الكتابة في عَدَمِ رغبتي العارمةِ في أن أكتب كَتَبْت... أحمد
الهدوء
( ما قَصَدْتُ، ولكن الجسد تحت رحمةِ الشفرات يتكلَّم بسوائله لغةً أزلية واْفتحْ معي نفقاً ترى: كيف أن أشجاراً تستعر كيما تخلقَ مقابلاً للجنَّة والصحراء تفضُّ كُنْهَ ساكِنِها فيتلثَّم). رندا محجوب "مقتطع _بتصرف_ من نَصِّها: طهارة"
الذي
( أتَعْلَمْ؟، تقودُ دروبُ الجسد كلها لمكانٍ يسمونه القلب). مأمون التلب "من نَصّهِ: نزهة"
العاصفة
( أتأبَّد في العتمة كلما أضاءوا ). نجلاء عثمان التوم "من أغاني الجسد "
الهدوء الذي العاصفة
(والجميع تلصقهم ببعضهم واحداً تلو آخر ليسوا إجابة). هاشم يوسف "من: مذكرات الأغبر "
يَدْعُونَنَي جَمْهَــــرَة:
النص : للفسادِ طعمُهُ البؤريّ حين تُيْنِع الضفادعُ بلمعانِ جلودِها الدائرة؛ الأخضرِ النظيفِ القذارة حين التجأتُ إليكِ تصنعينَ فضيحتي بمعطفٍ من أجنحةِ الجراد أُرْزَقُ بها كُلَّ يومٍ وأعودُ كأسرابٍ مِنِّي في المكانِ الذي اتَّفقنا على أنه القصيدة، فَفَقَأَ أعينَنَا النبيلةَ المشتركةَ بِعَفَنِهِ المستعر وأنتِ طريحةُ الفَرَاش معروشةٌ بالغَزَلِ النَّيِّءِ كأمعاء ضالَّة لكلبِ المدينة أو كمدينةٍ ضالَّة في أمعاءِ الكلب كمسمارٍ مكتئبٍ كلّما غرزوه في حائطٍ قتلوه أنْفَقْنَا لعابَ ثلاثِ ساعاتٍ؛ وذبابةً أسقَطَهَا الطعامُ المشتاقُ؛ روائحَ أسناننا في الصباح؛ والذين لامونا على الجلوسِ مُفْرَدَيْن كالتَّكَتُّلِ الدَّمْعِيّ. شحيحُ البُهَاراتِ في إبْطِ الجَّارَةِ، ماذا دَهَاها لتلعَقَنِي وتَتَنَسَّكَ في أصابعي؟، ماذا دَهَاهَا أعَدَّتْ طَلْحَ الموسمِ، شَافَ العورة، وأعَدَّتني قَسَّمتني مع الحَطَبِ سريحةً سريحة ثم اشْتَعَلَتْ كالمباغتة رَكَضْتُ والقصيدةُ من خلفي تقضمُ الهواءَ وتنتفخ؛ تقضمُ الهواء وتنتفخ وتركضُ من خلفي ( أزَاحَنِي اللهُ لِيَرَانِي أزَحْتُنَي لأرَاهْ لَمْ نَرَ شيئاً).
وجِئْتِ بالشايِ قبل أن يبردَ المقعدُ في انتظارِكْ تَتَأَلَّمِينَ المِلْحَ وتبتسمينَ الفَوَاكِهَ ولِشِدَّةِ وَلَعِي بِكِ أنْجَبْتُكِ؛ أنْجَبْتُكِ في ألَمِي كَبِضْعِ طنين شَيَّدْتُكِ في سَقْفِي بالكهرباءِ والليزرِ والجالوصِ وطينِ اللَّبَنِ ثم أعلنتُ صدري وثيقةً لعناقِ الفارغةِ والْمَقْدُودَة كُنْتُ كَزَّازَ المواعيد / أتَشَنَّجُها بالرّغوةِ جانبَ الفم أنتفخُ، أسيلُ، أتحرَّقُ، أبْرُدُ الذين رأوا الكونَ يبدأ رأوا النهاية؛ نهايتي الغَضَّةَ الداعرة (بِسْمِ الذينَ صَنَعُونِي كسنارةٍ اصطادوني بها فجأة وجدوني البحرَ الأخَّاذَ أتَجَشَّأُ نجوماً من فَرْطِ ضوئها: ماء) نَبَعْتُ السَّائلَ الشَّحْمَ أصبحتُ لقمةً سائغةً تأكلُ الفَمَ في شهوتِها له أصبحتُ يرقةً كحيلةً، زمرُّدةً توقَّعوا لي دودةً باهرةً شَرَعْتُ في أنْ أكُوْنَهَا وفجأةً كُنْتُهَا الدودةَ الباهرة هذا الجزءُ مِنِّي يَتَضَرَّعُ لهذا الجزءِ منِّي كلما شُفِيْتُ من جزءٍ مِنِّي أُصِبْتُ بجزءٍ آخر.
كلُّهُ :
تتأمَّل ثَدْيَ بَقَرَة لَشَدَّ مَا ستكونُ حَلُوبَاً ورَؤُومَاً حتَّى تلفتُ انتباهَ القحط. الزنزانةُ أسفلَ الجِّلْدِ فترانةٌ من مَدَى امْتِثَالِنَا فترانةٌ من وقوفي في المحطةِ واْلْتِبَاسِي عليها كأنني البقية. العَرْشُ والملكوت نقطتان في جبهةِ هنديَّةٍ تَدْعَكُ الآنَ بالماضي لِمُجَرَّدِ المستقبل العرشُ والملكوت طحلبان في طموحاتِ التَّتَمْسُح بيضتان دافئتان تحت دجاجةٍ وَفِيَّةٍ وفاءَ السُّمِّ للبدن. تحت هذا البَنْدِ ولهذا فقط: أُشْبِهُك. أجداث / خُصل / كلّ ما حَمَلَهُ النَّايُ إلى الله كل ما... كُلّه...
أغنية:
الجماعةُ أَبْلَه الجماعةُ كَنَـزْوَةِ الجِّلْدِ لأنْ يكونَ سُوراً تتجرَّعُهُ الخلايا الخيطُ الجمرةُ كسريحةٍ من لسانِ مناضلٍ مُشَوَّشٍ برغبةٍ في برتقالةٍ مُرَّة الخيطُ فَتَلَهُ القتلةُ ليشنقوا الهواءَ مُكْرَهِينَ وأبطالاً عَلَّهُمْ يختنقون
خلاصٌ وجُثَّة:
(قِصَّة قُبْلَة) الحشراتُ بأشكالِها قامَتْ في مظاهرةٍ لِتَرْضَع كلُّ النَّاسِ مطلبُهَا القائدُ الحشرة (والذي هو كُلّهم) قال: لقد وَقَعْنَا في البَشَرْ وكان يقصد لقد وَقَعْنَا في الخطأ أجْهَشَت الأرضُ من الفرحِ الذي يَدُبُّ على ظَهْرِهَا البَطْنِ، الحشراتُ الأنيقةُ تقومُ بالغَزْو سَيُزَوِّدُها اللهُ المدفونُ في القريحةِ بسُمُومٍ تذيبُ الأحذية إستعمَلَت الغيومُ وسائلَ الإتصالِ الإنسان رخيصة لتهطلَ على هذا الجيشِ العظيمِ، وعندما خَابَتْ إنْقَذَفَتِ الشَّمْسُ في أقْصَى شعاعيَّتِها لِتُلْهِبَ ظَهْرَ الجيشِ فَبَرَدَت من شِدَّةِ الوَجَع والحشراتُ في زحفِهَا المقدَّس كُلّ الجيشِ قُبْلَةٌ واحدةٌ للأُمِّ المثابرةِ: الأرض.
هذا شَرَابُ الآخِرَة لا تَشْرَبُهُ الدُّنْيَا إلاَّ لِتَثْمَلَ بالعَدَم:
قَامَ فِيَّ النُّكْرَانُ مَقَامِيَ فِيَّ، لاهثٌ كَمُضَارِع شَحِيحٌ كالرِّضَا آمَنْتُ بِك حتَّى اْلْتَوَتْ أسناني لتقولَك آمنتُ بك كدَّستُ الجدرانَ في سَمْتِي وشَرَعْتُ أشتهي وَصْلَك جَلَبْتُ سجَّادةَ الخوفِ وأعضاءَ الحُبِّ وجبهةَ الطَّمَع وسَجَدْتُ لَك ذَوَّبْتُ كُلِّي في مركزِ جبهتي وتَنَقَّطْتُ كَسَائِلٍ "حُبِّي، خوفي، طمعي" في كأسٍ من الحُمَّى آمنتُ بك فمَنْ وَشَى بِكَ لِي آمنتُ بك عَبَدْتُكَ لتكونَ صادقاً شَيَّدْتُ جسدي منك، عَجُولاً إليكَ كُنْتُ فنسيتُ أعضاءَ كثيرةً وجئتُكَ بقلبٍ وجناحينِ فقط سَمَّدَتْنِي آياتُك ونَمَوْتَ فِيَّ كَدَوَاءٍ هو الدَّاء النَّبْتَةُ المريضة، المرثيةُ المنقوعةُ بالعبدِ الخالصِ لسيادتِك المنقوعةُ في نَارِكَ الأُمّ كثافةُ الدمعةِ الضريرةِ في الْمُقْلَةِ المبصرة بيتُكَ الأبْيَضُ في رِئَتَيَّ آمنتُ بك مهما كُنْتَ؟؟ فأنت خالقُ الحُرُوف مهما كنت؟؟ فأنت الْمُتَّهَم بفكرةِ البَنَاتِ والموسيقى.
أسْدَيْتَ عقاربَ النُّصْحِ لعقاربِ السَّاعَة كان الوقتُ سُمَّا ولَمَّا يَزَل إبنُ الكلبِ مسؤوليَّةَ العقارب وكأنَّ النَّبْضَ: عَدَم وكأنَّنا السُّلالةَ الخطأ: جاءت لتتبخَّر ولكننا ثعالبٌ لنا جحورُنا سنهرُبُ مِنْكَ / لا إليكَ ولكن إلينا فيك سنهربُ مِنْكَ فِيكَ يا قَارِس
آمنتُ بك يا شمعدانَ التُّخْمَة التي تَكْـتُمُ أنفاسَ الرُّوحِ كَرِئَةِ الهالِكِ أشْرَقْتُ من أجلِكَ في سوائلي في مَنِيَّ الذي يُسْرَى في الدَّمْعِ وفي عَرَقِي ولعابي وكونَكَ أتْقَنْتَ مثانتي حتى أدهشتَ قلبي فقد أتقنتُ هذه العبادة (مسؤولية المثانة) وكنتُ رَهْنَ النِّدَاءِ العميقِ فاْحْبِسْنِي بِاسْمِكَ في اْسْمِكَ شَرَّدْنِي فيك عَلَّقْني بحيثُ أرَانِي فَأَعْتَبِر واعتَبِروا يا أُوْلِي الأشْعَار
آمنتُ بك يا إكْلِيلاً من الصَّدَأ يُزَيِّنُ الكائنَ الزَّيْتَ بالإختلاف
آمنتُ بك أنتَ الوحيدُ الوحيدُ رغمَ كلّ الكونِ الذي فَعَلْتَ يا فَاعِلُ يابْنَ فِعْلِكْ (وكُلّ الغباءِ الذي صُغْتَهُ جَمْعَاً يُوْجِعُنِي في الكتابة ولهذا عَبَدْتُك).
آمنتُ بك لِخُبْثِكَ الدَّمِثَ الْجَمَّ؛ لِفَرْطِكَ في ما يغيظ أصَبْتَنَا بالتُّخْمَةِ من الحُرِّيَّة حتى انفجَرْنَا في أوْجُهِ بعضِنَا نَلْثُمًكَ في جزيئاتِنَا بِمَغَصٍ هو الرُّوح
آمنتُ بك وأرْشَدْتَنِي لأكونَكَ فلمَّا اقتربتُ فاجَأْتَنِي بــ "تعال / اقترب" وقلتَ: بالقسوةِ آلَمْتُ الصلصالَ حتى أنْجَبَكُم القسوةَ الصلصالَ فكنتم أبناءَهُ بالتَّوَجُّع قلتُ : يالَعقابِكَ عاقَبْتَنَا بوجودِنَا وسقوطِنَا الآبِقِ في حُبِّكَ فَاْبْقَ حَيَّاً ولتَشْقَى بأبديَّتِك الجائعة واحتمِلْ ما أنتَ عليه احتملْ ضياءَكَ إن استطَعْتَ
آمنتُ بك يا شَهْمْ يا مُوْجِدَنَا لِنَهَمِكَ الخَاصّ كأنَّك كنتَ تضبُطُ دَمْعَتَكَ الأخيرةَ في فراقِكَ لوُحْدَتِكَ ولكن هل فَارَقْتَهَا؟ أنْتَ: وُحْدَتُكَ والجماعةُ الخلقُ: وُحْدَتُك يا غَنِيَّاً بِوَحْدِكَ يا مُحْتَاجَاً لتُخْفِيكَ عنكَ لتطردَ بعضاً من وُحْدَتِك فينا. يناير 2006 الخرطوم
| |
|
|
|
|
|
|
|