عدد الجمعة الموافق 8 يونيو 2007م صحيفة الرأى العام موقع الكاتب www.alfatihgabra.com
الأستاذ (عباس ) كان يعمل نائباً لمدير إحدى المصالح الحكومية وقد كان مثالاً لطهارة اليد حتى إذا ما بلغ السن القانونية للمعاش تمت إحالته ليجد نفسه وجها لوجه أمام (إقتصاد السوق الحر) مما جعلة يفكر فى (إستبدال) جزء من معاشه لإقامة مشروع صغير يدر علية بعض المال يساعده فى الإنفاق على أسرته الصغيرة . بعد تحانيس تم الإستبدال و(قبض) عباس حفنة من الملايين بدأن تتقلص شيئاً فشئاً من أثر الصرف منها على مستلزمات الحياة لا سيما وانه لم يستطع إقامة أى مشروع كان بسبب تخوفه مما يجلبه عليه من أتاوات وجبايات وضرائب ونفايات وغيرة إلا أنه أخيراً وبعد أن لاحظ أن ما تبقى معه قد قارب على النفاذ بدأ فى التفكير فى مشروع قبا أن يصبح (أباطو والنجم) !! - طيب لوقلنا (عشرين) وإلا أقول ليك (عشرة بس) ستات شاى .. الواحده بتبيع ليها فى اليوم ستين وإلا قول خمسين (كباية شاى بى لبن) وميت كباية شاى (ساده) وستين (فنجان قهوة) طيب خمسين فى ألف بى خمسين ألف زائد ميه فى تلتنيت جنية بى تلتين ألف زائد ستين فى خمسمية بى تلاتين ألف ... نجى نجمع خمسين وتلاتين وتلاتين يساووا ميه وعشرة ألف ... يبقى الدخل اليومى ميه وعشرة ألف نجى نطرح منهم المنصرفات ... قول فحم بى خمسة ألف وشاى بى .... - سجمى يا راجل قاعد تتكلم براك وتأشر فى الهواء مالك ؟ جنيت !! - جنيت شنو يا ولية ؟ والله أنا عندى ليكى مشروع .. مش يطلعنا من الفقر الأنحنا فيهو ده .. يخلينا طالعين فى الكفر !! - كفر شنو ووتر شنو تلاقيهو مشروع مهبب عاوز تكمل بيهو باقى قروش (الإستبدال) دى !! - لا لا ده مشروع إبن ستين كلب .. مشروع غير (العبد لله) مافيش زول فكر فيهو وجلس (عباس) يشرح لزوجته الخطوط العامة للمشروع والتى تنبنى على توفير رأس المال وتجهيز (العدة) لعشر (بنات) تقوم بإختيارهم له (عوضية) التى كانت تبيع لهم الشاى فى المصلحة وذلك للعمل كستات شاى على أن يقمن نظير تلك التجهيزات بإعطائة (نصف الربح) بعد إستقطاع (المنصرفات) من فحم وشاى ولبن وبن وخلافه !! - عليك الله ليك ساعة ترفع فى إيدينك وتأشر فى الهواء وتجمع وتتطرح وتتكلم براك عشان تقول ليا (ستات شاى) – مواصلة – أنا هسع قايلاك عاوز تفتح ليك (محل إتصالات) وإلا (سوبرماركت) - يا وليه إنتى جنيتى .. محل إتصالات شنو ؟ وسوبرماركت شنو؟ هو القروش الفضلت من (الإستبدال) دى بتفتح ليها حاجات ذى دى ؟ ما أكلناها كلها !! - لكن بس معقوله موظف ذيك قدر الدنيا تعمل ليك (شركة ستات شاى) ؟ هسع لو ولدك ده الأستاذ سألو قال ليهو أبوك شغال شنو يقول ليهو شنو؟ - اليقول ليهو (مستثمر) يعنى القاعدين يستثمرو فى (الشاورمة) والطعمية وراكبين عربات (إستثمار) ديل شنو؟ ثم يعنى إنتى عاوزانى أعمل شنو ؟؟ - خلاص وكت بقيت للحاجات الزى دى إشترى ليك ركشة؟ - ركشة شنو يا وليه؟ إنتى ما شايفا ناس الركشات قاعدين (يزازو) فى الشوارع كيف ؟ والحكومة ساكاهم؟ وتقطع فيهم فى الإيصالات ؟ - (فى سخرية) : هى يعنى الحكومة دى ما قاعده تسك (ستات الشاى) !؟ - لا بتسكهم لكن قاعدات يخارجن روحن !! – مواصلا- وبعدين إنتى ما عارفه ( الجدوى الإقتصادية) للمشروع ده ... ما تتكلمى ساكت!! - (فى تهكم) : خلاص يعنى (مشروع النفرة الكبرى) !! - شوفى (مشروع النفرة الكبرى) ده ما عملو ليهو دراسة جدوى (إقتصادية) ذى (مشروعى) ده !! وكمان ما تنسى أنا ح أوفر (عشرة فرص وظيفية) !! - عليك الله خلينا من كلامك المقدد ده هى الحكومة الإسمها حكومة ما قادرة توفر ليها (عشرة فرص وظيفية) تقوم توفرها إنت بى مشروعك ده !! - (فى إستنكار) : ليه (البنات) الأنا ح أجيبهم يعملو الشاى ديل ما ح أكون وفرت ليهم وظائف !! - (فى سخرية) : خلاااص يا لجنه الإختيار للخدمة العامة !! - (وهى تشير إليه محذرة) : هوووى هوووى يا عباس والله تلحق تعمل مشروعك المهبب ده إلا تستعوض اله فى قريشاتك ديل
لم يهتم (عباس) بحديث حرمه المصون والذى وصفه بأنه (مثبط للهمة) فهو يعتقد جازماً بأن المشروع ناجح تماما وأن أحداً من قبله لم يفكر فيه وأنه سوف يكون ذو عائد مجز فلو أن كل (ست شاى) أعطته فقط (عشرة ألف يومياً) - وذلك أقل بكثير مما توصلت إليه دراسة الجدوى الإقتصادية - لتحصل على دخل يومى يقدر بمية ألف جنيه وهو دخل من شأنه أن يوفر له حياة كريمة !!
خطوط عامة : عكف عباس على وضع الخطوط العامة للمشروع والتى تمثلت فى الآتى : 1- تحديد الأماكن الإستراتيجية للبيع : من أجل تحديد الأماكن ذات المبيعات العالية فقد قام (عباس) بعمل جولات (ماكوكية) شملت كل العاصمة كانت حصيلتها أن تيقن تماما بأن الأماكن ذات المبيعات العاليه تنحصر فى الآنى : - أمام المستشفيات والمستوصفات الخاصة - المناطق الصناعية - برندات السوق - أقسام الشرطة والجوازات والبطاقة - الجامعات وأماكن الدراسة - الكافتيريات 2- العنصر البشرى (العمالة) : لم يتحير (عباس) فى مسألة إيجاد (العنصر البشرى) أى (الفتيات) اللواتى سوف يقمن بعمل الشاى فقد هداه تفكيره أن يقوم بالإستعانه بعوضية والتى هى (زبونته) الدائمة أمام المصلحة التى كان يعمل فيها ا فهى علاوة على أنه كان زبونا دائما لها فهو قد كان يحاسبها (أول بأول) ويحرص على تسديد (حسابها) دون تأخير ليس كما كان يفعل بقية الموظفين الذين كانو قد برعو فى مماطلتها . 3- مستلزمات المشروع : قام عباس بتقسيم مستلزمات المشروع إلى قسمين أولهما (الأدوات) من (بنابر) و(كوانين) و(كبايات) وكفتيرات وخلافه والقسم الآخر هو (مدخلات الإنتاج) من سكر وشاى وبن ولبن وهبهان ومستكة وفحم وخلافه !! ولم يعر عباس مسألة (مدخلات الإنتاج) هذه أى إهتمام إذ أنه يعلم أن صديقه وزميل دراسته (بله) والذى يمتلك (دكانا) بسوق الإجمالى يمكنه أن يتعامل معه بالآجل !!
(الخبيرة) عوضية : فوجئت (عوضية) بعباس وهو يجر أحد البنابر ويجلس قبالتها فى ذلك الصباح بينما كانت تقوم بتعبئة (كبابى) الشاى لزبائنها : - ويييينك إنت يا (عباس) ؟ خلاص نسيتونا وبقيتو ناس (راحات) - راحات وين يا (عوضية) هو فى زول يخلى (الشغل) وينزل (المعاش) فى البلد دى يرتاح !! - إن شاء الله تكون لفيت ليك شغل تانى؟ - وييين يا (عوضيه) الناس الشايفاها لافه دى كلها ما لاقيا ليها شغل !! - (وهى تسوط كباية القهوة وتقدمها له) :طيب ما تشغل قروش (المكافأة) الأدوكم ليها دى وتعمل ليك مشروع بيهم !! - هم إنتى قايلاهم كم يا عوضية ؟ ما شويت ملاليم قعدنا ناكل فيهم لحدت ما قربو يكملو!! - (فى إندهاش) : كملتهم يا عباس يا خوى ؟ - (وهو يرتشف من كباية القهوة ) : يعنى فضلت فيهم حاجه بسيطة !! - خلاص أعمل ليك بيهم حاجه تجيب ليك قروش قبل ما تقرضهم !! - (فى تردد) : والله أنا هسع جاييك فى الموضوع ده !! وقام عباس بشرح الموضوع لعوضية والتى أبدت تجاوباً مع فكرته وإلتزمت له بتوفير عدد من (الفتيات) للعمل بالمشروع بعد أن قامت بإبداء وجهه نظرها (كخبيرة) فى بعض النقاط الهامة كالمواقع ونوع الخدمات وفى هذه الأخيرة فقد أوصته بأن يقوم بإضافة (خط إنتاج) آخر (للقيمات) حيث أنة مرغوب مع (شاى الصباح) علاوة على أن فيه (مكسب كبير) وقد تركها عباس بعد أن أخبرته بأنها سوف تقوم فور عودتها (للحلة) بتجنيد عدد من (الفتيات) وتجهيزهن للعمل تحت (إدارته) !!
بداية التنفيذ : فى طريق عودته للمنزل قام عباس بالمرور على (عرقله) الحداد والذى يمتلك و(رشة حداده) فى الحى لصناعة كراسى الحديد والأبواب والشبابيك وخلافه : - شنو يعنى يا استاذ (عباس) لا يوم جيتنا قلت عاوز ليك شباك ولا باب ولا دولاب وإلا إن شاء الله (كرسى) ساكت؟ - يا (عرقلة) شبابيك شنو وأبواب شنو ودواليب شنو؟ أمورنا كلها (معرقله) !! - ودى يعنى زيارة للتحية والمجاملة يعنى؟ - والله قلنا تسلم عليك وبعدين عندى حاجات عاوز أسويها عندك !! - سرائر؟ - لا لا ما سراير - دواليب - لا ما دواليب - أصلو الموضوع إنى عاوز ليا - (مقاطعا) : لا خلاص عرفت .. تكون عجبتك الشبابيك الخاتينها برة دى !! - بالله يا (عرقلة) كدى أقيف دقيقه أشرح ليك – مواصلا- أنا عاوز ليا 100 بنبر - (فى إندهاش) : ميت شنو؟ - ميت بنبر يا (عرقله) - وتسوى بيهم شنو الميت بنبر ديل !! - (وهو يفكر هنيهه ثم يجيب) : لا لا أصلو المدام عاوزة تعمل ليها (روضه) !! - لكن (البنابر) دى (قعدتا) ما حارة على (الشفع) ديل ؟ - (فى إمتعاض) : يا عرقلة إنت (وزير التربية) ؟ حارة حارة مالك؟ كدى ورينى بتعملا بي كم - إنت عاوزهم شكلهم كيف طيب؟ - (فى زهج) : ياخى هى (كيمياء) ما أى شكل يا عرقله!! - لا يعنى عاوزهم كلهم يكونو شكل (قلب) وإلا (مربعات) وإلا (مدورات) !! - ياخى أى حاجه الله يخليك إن شاء الله (متوازى أضلاع)!! - أها حجمهم كيف .. طبعا كلهم (صغار) مش كده ؟ - لا ماكده خليهم (كبار) وكمان متينين –مواصلا- يعنى ممكن الزول الكبير يقعد فيهم !! - ليه الخسارة دى ؟ ح يكلفوك كده يا أستاذ أكتر؟ - مواصلا- هم مش لى شفع روضه؟ - يا خى هم لى شفع روضة لكن إحتمال نقوم نقلبا بعد شوية (جامعة) !!
مع (بله) فى دكان (الجمله) : دخل (عباس) دكان (بله) الممتلئ بالبضائع عن آخرة إلا مساحة صغيرة وضع عليها بلة مكتباً خشبياً صغيرا تلتصق بينه وبين الحائط (خزنه) حديدية ضخمة .. كان (بله) قد درس (الأولية) مع (عباس) إلا أنه قد فضل دخول السوق بينما واصل (عباس) دراسته ووصل إلى ما هو عليه . - يا ولد جيب ليك (جبنه) لى عمك (عباس) ده بعد أن إرتشف عباس (القهوة) ودردش قليلا مع (بله) وتذكرو عددا غير قليل من (أولاد الدفعة) تنحنح (عباس) وهو يحاول فتح الموضوع : - تعرف يا بله أنا جاييك فى موضوع كده - إن شاء الله خير - لا خير .. أصلو ياخى إنت عارف الزمن العلينا ده الناس بقت (مفلسه) وعدمانه المليم والواحد لامن يموت ليهو زول راسو بينفتح وما يغرف يسوى شنو لأنو البكاء بقى عاوز ليهو (ملايين) عشان كده يا (بله) ياخوى ناس الحى عملو ليهم (جمعية) وعملونى الرئيس بتاعا .. يعنى يشيلو إشتراكات من (الأعضاء) ويشترو بيها (بنابر) أقصد (كراسى) وترابيز و(صيوانات) عشان المناسبات وخاصة (البكيات) - لا والله كويس بالحيل - أها فى البكيات البتجى بالغفلة دى الناس بتحتاج للشاى وللسكر وللبن و - (بله متداخلاً) : والزيت والجبنه .. - (فى غفلة وهو يواصل) : لا الزيت والجبنه ديل ما بحتاج ليهم - كيف يا عباس ديل أهم حاجه فى (المناسبات) ؟ - (مستدركا) : لا أنا بقول إنو السكر والشاى واللبن والهبهان والجنزبيل والحاجات دى أهم !! – مواصلا- وكان إحتجنا للجبنة والزيت – (يتذكر عوضية وإقتراح اللقيمات) لا لا الزيت كمان مهم شديد يا بله !! إنتهى لقاء عباس مع (بله) بتوقيع الأحرف الأولى من إتفاقية تموين مشروع (عباس) والتى نصت على أخذ كل ما تحتاجه (الجمعية) ممثلة فى (عباس) على أن يتم الدفع بعد إستلام قروش (الكشف) و إنتهاء (المناسبة) بأسبوع !!
عاد (عباس) منهكاً خائر القوى بعد تلك المشاوير المكوكية (عوضية – عرقلة – بله – سوق العدة) لكنه كان سعيدا بما حققه من خطوات عملية فى سبيل نجاح مشروعه الوليد .. بعد أن قام عباس بإنزال (الكوانين) والكفتيرات والملاعق وكراتين الكبابى وبقية (العدة) إلى داخل المنزل ومحاسبة (صاحب البوكس) إتجه داخلا حيث قابلته زوجته : - شنو الكراتين الجايبا لينا دى ؟ - دى ما حاجات المشروع؟ - ومالك جاى مهدود كده التقول مشيت تتطلع ليك باسبورت !! - والله مشيت الليلة عملت (إتصالاتى) كلها وظبطت ليك أى حاجه - إتصالات شنوكمان ؟ بتعمل أصلك فى (مفاوضات)؟ - لا أنا بقصد ليكى الإتصالات الخاصة بالمشروع بتاع (الشاى) - وستات الشاى ديل عاوزين ليهم إتصالات؟ - لا ما مشيت لى عوضية ست الشاى على اساس إنها (خبيرة) وكده - (فى تهكم) : يعنى خبيرة فى (اليونسكو) ما الحاجه العارفاها دى أى زول بيكون عارفا - ومشيت كمان لى (عرقلة الحداد) عشان يعمل لينا (البنابر) .. وبالمناسبة لو فى زول شاف (البنابر) دى وسألك قولى ليهو إنك عاوزه تعملى ليكى (روضه أطفال) !! - والله إنت مسكين إنت من زمن الروضات بتاعت البنابر ؟ هسه الروضات كل شافع خاتين ليهو (الكمبيوتر) قدامو !! - وكمان مشيت لى (بله) بتاع الجمله عشان مسألة الشاى و... - (مقاطعة) أها بى مناسبة الشاى (أنبوبة الغاز) دى قطعت قوم أملاها لينا !!!
وبدأ المشروع :
بعد أن إكتملت كل عناصر ومعينات المشروع وتم تجهيزها قام (عباس) بالإتصال بموبايل (عوضية) حيث أوضح لها بأن كل شئ جاهز وما عليها إلا أن تقوم بتحديد (نقاط البيع) وتعيين (البائعات) وتحديد مكان كل واحده وقد تم الإتفاق على أن يقوم أن تقوم عوضية بإحضار (البنات) إلى مكان عملها فى اليوم التالى على أن يقوم عباس بإحضار كل المستلزمات فى (دفار) حتى يتم توزيعهن على نقاط البيع . وبالفعل فقد قام (عباس) فى اليوم التالى وقبل أن شروق الشمس بإحضار (دفار) وضع عليه كل الأشياء من (بنابر) و(مناقد) وكراتين عده وكراتين شاى وأكياس سكر وأكياس بن وعلب هبهان وجنزبيل ونعناع وتوجه إلى حيث كانت عوضية بإنتظارة ومعها (الفتيات) اللواتى تم توزيعهن على نقاط البيع التى تم تحديدها بدقة بواسطة (الخبيرة) عوضية. ولم تنس عوضية وهى فى طريق عودتها مع عباس والمشروع فى بدايته أن توضح له وأن تثبت النقاط المهمة فى العقد الشفاهى المبرم مع (العمالة) التى قامت بإستقدامها : - شوف يا أستاذ أنا البنات ديل إتفقت معاهن إنو يشتغلو ويطلعوا المنصرفات وبعدين يقسموا معاك بالنص والخاين الله يخونو - ما بطال يا عوضية أنا ذاتى ما عاوز أكتر من كده - وبعدين فى حاجة - اللهيا شنو يا عوضية؟ - طبعا إنت موظف كبير وفى حقك ما كويس إنو تمشى تشيل منهم القروش هناك أو يجوك فى البيت يدوك ليها عشان ناس الحلة وكده !! - كلامك صاح الناس تقول شنو؟ - عشان كده كلمتهن كل يوم خميس كل واحده تجيب ليا القروش بتاعتك هنا وأنا أديك ليها إنت بس تعمل ليكا كراس لى كل واحده فيهم وتسجل الحساب بتاعا -والله ما قصرتى يا عوضية .. والله أبدا ما نسيتى العشرة !! - البنسى العشرة ده عاد ما (ما ود حلال) !!
سعدية جكس :
كان المشروع ناجحا بكل المقاييس .. يذهب (عباس) نهاية كل أسبوع إلى (عوضية) .. وبعد أن (يشرب قهوتو) تقوم عوضية بتسليمة ما أحضرته كل (بت) من (العشرة (بنات) .. يخرج الكراسة من جيبه .. يقوم بتسجيل المبلغ الذى قامت بتوريده كل (بنت) أمام إسمها ثم يودع (عوضية) عائدأ إلى منزله ولا ينسى أن يقوم بالدخول إلى السوق لملئ بعض الأكياس الخاصة بإحتياجات المنزل . مرت عده أسابيع كانت فيهم (التوريده) ثابته تقريبا لكل (نقاط البيع) ما عدا تلك (النقاط) التى تتعرض للقفل لمدة يوم يومين بسبب الخوف من (الكشات) أو وقوعها فعلياً ثم تعود (التوريده) إلى سابق عهدها ، غير أن (عباس) قد لاحظ بأن أحدى نقاط البيع والتى تتولاها (سعديه جكس) تسجل إنخفاضا كبيرا فى المبيعات أسبوعا بعد آخر على الرغم من أن موقعها كما يتذكر حينما قام بعملية التوزيع يعد موقعا متفردا إذ أنه يقع بجانب (المستشفى) و(قسم الشرطه) - يا عوضية تكونى لاحظتى البت (سعدية جكس) دى التوريده بتاعتا ليها كم أسبوع ماشة ناقصة - والله يا عباس أنا القاعدين يدونى ليهو بجى بسلمو ليك فى إيدك - أها يعنى فى الحاله دى أنا أعمل ليها شنو؟ - أمشى شوفا شغاله وإلا ما شغاله .. هى أنا سألتها قالت ليا اليومين دى الشغل كعب!!
من فوره ركب عباس إحدى (الركشات) وقام بالذهاب إلى الموقع حيث كانت (سعدية جكس) تجلس وأمامها عدة الشاى .. وقف بعيدا لمراقبة الموقف .. وبعد أكثر من ساعة مراقبة تأكد له تماما ان المشكلة تكمن فى ذلك (الشاب) مفتول العضلات الى يجلس منذ ساعة فى مواجهتها تماما دون أن يطلب طلبا واحداً ... - ده شنو المقعداهو قدامك ده ؟ (وهو يشير للشخص الذى ما سمع ذلك حتى هب واقفا) - مالك يا (هاج) ده يأنى (نزام) بتاأ (هركات) وإلا شنو - هركات وإلا ما هركات شنو قاعد (متفن) قدام البت حاميها الشغل ؟ - وإنت مالك؟ مهلية ولا يأنى مباهث - شوف بلا محلية بلا مباحث بلا قلت أدب قوم فج من هنا
كسرة : يرقد الآن عباس بالحجرة رقم 212 بالمستشفى الإسلامى بالأردن الخاصة بإصابات الدماغ وقد كتب عليها : ممنوع الزيارة !![b/]
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة