دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
|
هل استوعبت اللغة العربية تطور المجتمع السودانى ونمو الوعى فيه ام انها كانت ادة لعزل الوعى
|
اللغة هى اداة تعبيرية عن الوعى الأجتماعى فى بيئة اجتماعية معينة، هكذا يتم تعريفها العلمى لدى اغلب العلماء ، فهل اللغة العربية هى الأداة المثلة للتعبير عن الوعى الأجتماعى فى البيئة السودانية و المجتمع السودانى!!
هذا التعريف يعرف اللغة على اساس انها اداة إجتماعية تنمو و تتطور بقوانيها الخاصة بحيث تعكس محتوى الفكر الذى تحمله و تعبر عنه. ولا يمكن للغة ان تنمو وتتطور بمعزل عن حركة المجتمع وفكره . و الصحيح هو ان اللغة تنمو وتتطور مع تتطور ونمو الوعى الأجتماعى المحدد. فبقدر ما كان الوعى الأجتماعى لدى المستخدم لهذه اللغة يستوعب التحولات الأجتماعية و الديموغرافية كانت اللغة محكومة بالضرورة ان تستوعب فى قاموسها تلك التحولات بطريقتها الداخلية التى هى ايضا لها تاريخها.
فهل استوعبت اللغة العربية تطور المجتمع السودانى ونمو الوعى فيه ام انها كانت ادة لعزل الوعى !. المتتبع للتلفزيون و الاذاعة السودانية يمكنه تلمس الفرق فى صوت المذيع حين يتحدث باللغة العربية الفصحة ويكون الحديث مرتجلا وحين يتحدث بالأسلوب السودانى البسيط " السهل بالنسبة لنا " ويمكن تلمسها هنا ايضا!! وفى حديث اى منا.
دخلت اللغة العربية السودان مع الفتح الأسلامى من الشمال و الشرق (كما تقول كتب التاريخ التى اشك فى صحتها حيث هناك مؤرخين يقولون بان الأسلام دخل السودان من الغرب، وهذا ليس بيت القصيد فى مداخلتنا هذه) بالرغم من احتفاظ هاتين المنطقتين بلغتهم الأصلية الى يومنا هذا وانتشرت فى وسط السودان، وتمسك بها اهل الوسط حتى اصبحت اللغة الأساسية والتاريخية لهم وينتهى تاريخهم بانتهاء تاريخ هذه اللغة. بل ساعدوا فى نشر هذه اللغة فى كل ارجاء السودان حتى اثرت على كل اللغات التى تواجدت فى تلك المنطقة الجغرافية المعروفة باسم السودان الأن. هناك عامل اخر ساعد على نشر هذه اللغة وهو الدين الأسلامى فالأرتباط التاريخى بين اللغة العربية و الدين الأسلامى ساهم فى نشر اللغة مساهمة غير محدودة. وهنا يبرز السؤال التالى : كيف تمسك اهل الشمال واعنى اهلنا النوبة والبجا بالشرق بكل طوائفهم بلغتهم الأصلية بالرغم من ادعاء معظم المؤرخين الاسلامين بدخول الأسلام و اللغة العربية من الشمال والشرق؟. هذا السؤال يكون بصورة اكثر شمولا فى الشرق حيث نجد بان الجارة ارتيريا لم تتاثر باللغة العربية بمثل ما تاثر به السودان وإحتفاظ السكان المحليين بلغتهم الأم الى الآن على الرغم من اعتناق معظمهم للدين الأسلامى، كذلك جيبوتى و الصومال.
هذا التسلسل يقودنا الى سبب اساسى يُذكر عرضا فى كتب التاريخ وهو الهدف من سعى محمد على باشا الى فتح السودان وضمه للأراضى المصرية بحثا عن الذهب و الرقيق. ان البحث عن الذهب و الرقيق حقيقة تواجدت قبل وجود محمد على باشا بمئات السنين و حقيقة متجذرة فى المجتمع العربى فى الجزيرة العربية قبل ظهورالأسلام. والأسلام لم يحارب هذا الواقع بل خلق له معلاجات بسيطة تتوافق مع الواقع الأجتماعى فى تلك الفترة الزمنية. و الواقع التاريخى يؤكد انتعاش تجارة الرقيق بعد فتح السودان (المراجع كثيرة وحتى كتب التاريخ المدرسى, كمثال إتفاقية البقط). بل يزيدنا تاريخ المجتمع العربى بحقيقة تاريخية هى : ان العرب لم يعرفوا تجارة الرقيق فيما بينهم اى فيما بين القبائل الناطقة باللغة العربية فكل الأرقاء ممن ينطقون بالعربية هم اسرى حرب بين هذه القبائل تفديهم قبائلهم باسرع وقت ولذلك هم قلة بالنسبة للأرقاء الأجانب. هذا الواقع العربى ونقله الى المجتمعات السودانية المتفرقة حين ذاك ادى الى نشوء فوارق اجتماعية طبقية كبيرة فى المجتمع السودانى الذى لم يكن متطورا لأستقبال مثل هذه النقلة النوعية المتطورة فى العلاقات الأحتماعية والأقتصادية بمنظور ذلك التاريخ. وبالرغم من هذه النقلة استطاع المجتمع السودانى إضافة الكثير من المفاهيم و العادات و التقاليد الى هذة الثقافة الواردة اليه مما ادى الى خلق نوع جديد من الثقافة التى لا يمكن ان نطلق عليها ثقافة عربية خالصة ولا هى ثقافة سودانية خالصة (كما حدث فى شمال افريقيا وذوبان الهوية الأصلية فى الثقافة الفرنسية). هذا بالتاكيد انعكس على اللغة المستخدمة فى عكس هذه الثقافة. وهكذا تطورت اللغة العربية فدخلت بها الكثير من المفردات من اللغات الأخرى التى كانت سائدة فى تلك الفترة, هذا شىء طبيعى ولكن ما اود الأشارة اليه هو لماذا تنصل السكان المحليين عن لغتهم وعاداتهم الأصلية ( وما استمر من هذه العادات نسب الى الأسلام). وتحول الواقع السودانى القديم الى نسخة مشوهه عن المجتمع العربى فى تلك الفترة.
كما ذكرنا من قبل ان التداخل و التصارع بين الثقافة الوافدة و الثقافة المحلية ادى الى اكتساب اللغة و التقافة العربية لبعض البذور التى كانت متواجدة فى المجتمعات الجديدة (السودان مثالا) كذلك هذه المجتمعات اكتسبت بعض المفاهيم و الأسس الجديدة التى كانت متطورة فى حينها بالنسبة لهم. هذا الصراع هو الذى خلق مفاهيم وثقافة المجتمع السودانى وهو ما اشرنا اليه اعلاه بانه نسخة مشوهة عن المجتمع العربى، فهو من ناحية يحمل كل المفاهيم العربية، التقافة العربية، ويدين بالدين الأسلامى هذا بالأضافة لإحتفاظ هذه المجتمعات لمفاهيمها الأقتصادية التى كانت متطورة اكثر من المفاهيم الأقتصادية فى الثقافة الجديدة القادمة. وهنا يجب استثناء تجارة الرقيق التى لم تعرفها المجتمعات المحلية السودانية القديمة بتلك الصورة التى كانت متداولة ومعروفة فى المجتمعات العربية. فى ظنى ان الواقع الجديد فى تلك الحقبة و انتشار تجارة الرقيق دفع المجتمعات المحلية بالألتصاق بالدين الإسلامى و اللغة العربية كنوع من انواع الحماية من الرق (نجده فى كثير من الأساطير و الحكايات المتداولة فى السودان الى يومنا هذا). بل انخرطت مجموعات الوسط فى خدمة هذه التجارة وخدمة اهداف الوافدين الجديد بشتى الطرق والوسائل. ان التقسيم الطبقى الجديد الذى بدا فى الظهور ابان تلك الفترة دفع بالبعض الى محاولة الأنتماء الى الطبقات العليا فى المجتمع التى لا تتحقق الا بميزتين هما التحدث باللغة العربية و التدين بالدين الأسلامى و هاتين الصفتين هما الأساس لصفاء العرق و نقاء الأصل من الرق و العبودية. بل ان هذا الواقع دفع البعض الى محاولة الإنتساب الى القبائل العربية. لا نقول ان هذا غير صحيح ولكن الكثير ليس ذو سند علمى او إثبات تاريخى. بالتاكيد هناك تزاوج و إختلاط تم بين كل هذه المجموعات الأثنية و العرقية التى قطنت تلك المنطقة مما ادى الى اختلاط الأنساب وضياع الأصل، ونستثنى هنا قليل من المجموعات العرقية التى مازالت تحكمها حياة الترحال و التنقل فهى ما زالت تحتفظ ببعض الصفاء العرقى وثبات الأصل وهذا يرجع الى طبيعة ونمط الحياة التى تعيشها، من ترحال و عدم استقرار مما ابعد امكانية الأختلاط و التزاوج. نود ان نخلص هنا الى ان دافع استمساك المجتمعات السودانية القديمة باللغة العربية هو البعد عن الرق ومحاولة الأنتماء الى طبقات المجتمع العليا فى ذلك الحين. للأسف ان طمس الحقائق التاريخية و التزوير المتعمد للتاريخ ليس السودانى فحسب بل التاريخ العربى ككل ادى الى ضياع الحقائق واختلاط الأحداث و تصعيب مهمة البحث و التقصى و التاكد من الوقائع التاريخية القليلة التى وصلتنا الى الأن. وحيث اننى لا اؤمن بنظرية المؤامرة اجدنى اقف بالقرب من التفسير الذى يقول بان هذا الطمس لم يكن بصورة متعمدة ولكن كان هناك دوافع واسباب كما ذكرنا اعلاه (هنا اتحدث عن المجتمعات السودانية القديمة وحسب)، وكان يتم بهدف الأبتعاد عن القبائل التى تكون هدفا للأستعباد. وانما إلحاق الأنساب بالقبائل العربية ما هو الا تاكيدا لهذا الهدف ولم يكن بهدف طمس التاريخ كتاريخ وحقائق تاريخية.
(فى التاريخ الحديث تم طمس لحقائق ووقائع تاريخية عن قصد و كان الهدف منها تاكيد عروبة واسلامية المجتمع السودانى).
تتاكد نظريتنا هذه بالنظر الى الشمال الذى كان دولة قائمة ذات نسق و علاقات اجتماعية واقتصادية قوية استطاعت ان تقف فى وجه هذه الهجمة التقافية ولم بتاثر التركيب الأجتماعى بتجارة الرقيق فاحتفظت بكل ثقافتها ولغتها الى اليوم بالرغم من إعتناقها للأسلام، ونفس هذا التفسير ينطبق على الوضع فى الشرق.
هذا البوست هو نظرة تاريخية عن تطور اللغة و الوعى لدى المجتمعات السودانية القديمة وبقيام الدولة السودانية (المهدية) الحديثة نسبيا تغيرت الأوضاع وتغيرت العلاقات وارتفع مستوى الوعى السودانى فهل تتطورت اللغة العربية المتداولة فى تلك المجتمعات الى نفس هذا المستوى المتطور نسبيا لتلك المجتمعات ام كانت تلك المجتمعات تركن الى الجديد القادم من الخارج فى كل شىء حتى فى اللغة المتداولة بينها. ولنا عودة
دكتور محمد شمام
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: هل استوعبت اللغة العربية تطور المجتمع السودانى ونمو الوعى فيه ام انها كانت ادة لعزل الوعى (Re: Biraima M Adam)
|
فيصل خليل.. يبدو أن أثر بمبان حفرة الطلح لا زالت تأثراتها بادية عليكـ..
Quote: (فى التاريخ الحديث تم طمس لحقائق ووقائع تاريخية عن قصد و كان الهدف منها تاكيد عروبة واسلامية المجتمع السودانى). |
طمس شنو..؟
Re: لا ياكبر، فقد أتى السودن الجديد من رحم تطورنا التار...ماعيا كان أو سياسيا كان ردنا المغتضب لبشاشا..
Quote: لو في زول جاء وقال ليكـ الحضارة بتستمر بدون أي قيم عريقة بيكون غشاكـ.. وواقع حالكـ يدحض كل فرية.. شئت أم أبيت.. لماذا إنهارت دولة المغرة.. أمام الحضارة الجديدة.. الإجابة بسيطة.. بقدر بساطة معطيات واقع حال السودان.. لأنو الدين الجديد (الإسلام) في حد ذاتو هو عبارة عن بناء متكامل من القيم التي لا يمكن أن تنهار.. وإن إنهارت دول وسلاطين.. والدليل هو تزايد عدد المسلمين اليوم.. الحضارة الإسلامية بقيت وستبقي ما بقي الإسلام المسلمون.. وعلى عكس كل القيم الدينية في الديانات الأخرى.. بتلاقي في الإسلام ضوابط سلوكية مادية ومعنوية تطبق على الأفراد والجماعات بلا أي إستثناء حتى على صاحب الرسالة بذات نفسو.. عليه أفضل الصلوات والتسليم.. عشان كده رفض أولاد الرزيقات ممارسات الزبير باشا وقطعو طريق تجارته بالرقيق.. وبسبب هذا الموقف تواطئ مع الغازي الغاشم كما تمارسون ذات السيناريو اليوم لتنهار دولة الفور.. وهل هناكـ من ينكر إقامة الخليفة عبدالله التعايشي مطهر اليهودي سلاطين باشا إقامة محاكم رد المظالم التي أنشئت خصيصاً للفصل في تعديات إستغلال السلطة.. وده طبعاً كان مقاربة للإقتداء بنموذج "لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها".. الإسلام هو الأسس دولة السودان الحالية.. شئنا أم أبينا.. وإمتاز بأن أعطي المسلمين وغير المسلمين نظاماً متكاملاً للحياة يكفل للإنسان إنسانيته بصرف النظر عن دينه... وعشان كده ما كان مستغرب أن تكون في الدولة الإسلامية.. بيت المال الذي لا زال يحمل حي من أحياء أم درمان العريقة أسمه.. شوف يا بشاشا.. القيمة الذاتية ما هي منحة أو عطية وعشان كده ربكـ فضل القائمين على الجهاد درجة عن القاعدين.. بعدين تعال شوف حكاية الإخاء والعدل النابع من القيمة الذاتية مثال لذلكـ إرتضاء الدينكا بحكم ناظر المسيرية بابو نمر.. المساواة بين الناس.. بحسب العطاء.. وليس على أساس العنصر أو الجنس أو المال.. خذ مثال لذلكـ.. صمود عثمان دقنة في شرق السودان.. وبعد إنهيار الدولة القاعد بيكاتل تحت راياتها.. يا بشاشا لامن الشيء بالشيء يذكر.. قلنا نذكركـ فقط.. بإتفاقية البقط.. وفي حقيقة الأمر.. كل محاولاتكـ كانت سباحة عكس تيار تجارب من أعتقد أنا ود الطالب إنهم كانو محررين روحيين.. قبل التحرير الجسدي بمنع تجارة الرقيق الكان بيقوم بيها الزبير باشا.. خذ محكمة عمودية جد موسى هلال نموذج.. كبطن من بطون الرزيقات.. والكان تشد إليهم الرحال بحثاً عن قيمة العدالة الموجودة في محكمة العمودية الأهلية.. والتي كان تتقاضي فيها كل الأعراق لحل خلافاتها.. موش برضو مفروض إنهم أشبال ذلكـ الأسد النتر وأجيال ممتدة لمحررين من ربقة تاجر الرقيق الزبير بشاشا.. في وقت سكت فيه عن الظلم أقوام.. تحت بند الإنشغال بسباقات الحمير.. وهلمجرا.. راجع بعض المراجع لزوم التأكد.. خذ الخليفة عبدالله التعايشي محرركم في العصر الحديث .. أو قل صاحب دولة السودان بحدوده الحالية من ربقة إستباحة أجداد تراجي الأتراكـ لحرائر المساحة الممتدة من النيل الأبيض حتى المتمة... أو لم يحكي ليكـ أحد عن الضريبة الدقنية مثال.. خربشات القط في خصية الرجل.. حاسب من القشعريرة.. هي تلك معاني النخوة الكانت دافع وراء إنتظام نفير فولة البقارة.. خذ بابو نمر.. وحكمته حل إشكال خلافات نظارة قبيلة الدينكا.. طبعاً ده كلو كوم والكوم التاني.. المفروض يحمد لهم.. إنهم.. معلمنكم لغة التحاور القاعدين نتناقش بيها دي الآن.. والمفروض إنو يا بشاشا تطبق مثل من علمني حرفاً .. أترك لك إكمال الباقي والحكمة ضالة سيدا.. بدون إستثارة عقد عنصرية أو نظرة دونية.. يعني شن لم الشامي على اليمني خذ عينة من ذلك (خالد كودي النوبه تراجي التركية دينق الدينكاوي.. أبو عريب بذات نفسو كمال بشاشا ـ حامل لواء دولة المغرة وعلوة..() موش حكمة والله وحكاية تشغل أذهان العباد.. |
للذكرى..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: هل استوعبت اللغة العربية تطور المجتمع السودانى ونمو الوعى فيه ام انها كانت ادة لعزل الوعى (Re: فيصل محمد خليل)
|
الأخ عبد الرازق تحية طيبة او اتمنى ان اكون قد كتبت الأسم الصحيح واذا لم يكن كذلك فارجو المعذرة . ثانيا : يؤسفنى بانى لم افهم ما تود ان تقوله فى هذا الرد الذى يمت الى مداخلتى اع ه . فارجو التوضيح حتى استطيع الأستيعاب . ثالتا : طمس الحقائق اقصد به التزوير المقصود للتاريخ السودانى او فى بعض المواقع حذف جزء من الحقيقة او عدم ذكرها كاملة وكمثال اعود الى ما ذكرت عن عثمان دقنه الذى تفتخر انت بانه شمام üzenete: من الشرق ولكن هل ذُكر اصله فى كتب التاريخ و الأمثله كثيرة على ذلك رابعا : هذه المداخلة المقصود بها البحث العلمى لأستفادة الجميع فارجو عدم الخروج عن هذا الخط وكل راى علمى نرحب به . لك تحياتى دكتور محمد شمام
| |
|
|
|
|
|
|
Re: هل استوعبت اللغة العربية تطور المجتمع السودانى ونمو الوعى فيه ام انها كانت ادة لعزل الوعى (Re: فيصل محمد خليل)
|
قوانين المنبر العام ولوائحه
Quote: 11- عدم السماح لشخص غير عضو/ة بالمنبر بأن ينشر/يشارك مستخدما حساب عضو/ة بالمنبر بدون علمه |
إنت زعلت يا علم على رأسه نار.. وأكيد شميتني.. بس.. ولا يهمكـ.. أو معليش سوري.. خذ عني هذه والحقيقة ما بتزعل.. وأمسحها في وش فيصل خليل..
Quote: يؤسفنى بانى لم افهم |
ومع ذلك أيضاً يؤسفني أن أقول لكـ العنصري عمر بوب قريبكـ من آدم وحواء..
Quote: ثالتا : طمس الحقائق اقصد به التزوير المقصود للتاريخ السودانى |
هناكـ في حاجات كتيرة ما بتسركـ ولمصلحتكـ ومصلحة أخونا فيصل خليل القاعد بتكتب باليوزر نيم بتاعو هنا أحسن ندفنها ونواسيها بالتراب طمساً.. وبلاش حجامة على قفا اليتامي عبثاً والشيء الإنت قاعد بتعمل فيهو ده.. بيسموهو حرث على البحر.. خذ مثلاً رأس السوط اللحقكـ في سواطة أخونا فيصل.. وبوستيه بتاع تعالو شوفو حلفا.. لم أتداخل هناكـ ليس لشيء.. ولكن لندع فيصل يتحدث بأريحية والحكم على القراء.. أرجو أن لا تفترض غباء أهل السودان.. فعلى الرغم من مآخذي عليه الكثيرة في عديد من النقاط.. وبعضٍ من شتارته.. طالما الشيء بالشيء يذكر.. ترى لماذا لم يكتب أخونا فيصل محمد خليل عن أصول (المجراب)..؟ الحاجة التانية.. لماذا إختار الإنجليز حلفا كمنفي لعتاة المجرمين من أوروبا أو المجر بالتحديد..
على المستوى الشخصي، وعلى الرغم من أن ميناء وادي حلفا عبر خط السكة حديد إنطلاقاً من الخرطوم قبل ترحيلها إلى محطة بحري ذلك الخط الشاقي جوف الشمال الجغرافي عبر نمره وصحراؤه الكبرى والمؤدي إلى حيث هناك هو كان طريقي إلى مصر قبل وأثناء سنين دراستي بأرض الكنانة.. إرتسمت صورة في ذاكرتي لا أخالها تنمحي بفعل السنين تلك الصورة وما تحمله من بؤس وأسى حياة الأطفال على طول الخط؛ السبب الكان بيخلي الواحد يرمي كامل عتاد كرتونة الزوادة الأعدتها الوالدة والجاي بيها من نيالا.. وبنحمد الله على ذلكـ وبنقول ربكـ ما فكـ حنكاً ما سداهو.. وبرغم كل هذا البؤس البادي للعيان.. إلا أنني لم أشوه حيط وجدران بعض حيشانها أو مبانيها المتهالكة بالفحم.. كما يفعل كثير من الخلق من باقي مدن السودان المختلفة.. لأنني أعتبر ذلكـ عمل غير حضاري.. ولا يحكمه أي توجه.. ويكفي أسى فنادقها المسقوفة بالكرتون والآيلة للسقوط تحت بند زخة مطر من عينة الرشاش إذا رشة.. دعني أعبر عن ضجري لك اليوم هنا وفي هذا البوست.. ولو تصدق لم تتركـ حلفا القديمة بالطبع لدي أي إنطباع جيد داخلي سوي الجوع.. وبعض شيء من الجهل القديم.. المعشعش في مخيلة سكانها.. أعيذها نظرات منكـ صادقة لمحمدة ما صنعه عبود.. وبلا أدني شكـ ستعذرني على ذلك إذا عرفت قول الشاعر في حب من سكن الديار..
يا دكتور.. فيما أعني وأعني فأعني العنصرية المتأصلة في قيعان حواري مدينة وادي حلفا مع ملاحظة تسميتها مدينة.. وهي بكاملها لا تسوي مركز من مراكز باقي مدن السودان.. والكلام ده عن تجربة شخصية وإنطباع ذاتي متروك الحكم فيه لمن غشى تلك الفيافي ولا تشرفني الحكوة عنها.. وإن دُرت أحكيها ليكـ بحكها ليكـ لامن تجيب الدم.. وفي إنتظار ردكـ بالموافقة..
قلت شنو..؟
مع تقديري يا دكتور..
تخريمة: يكفي اللغة العربية خلود أنها لغة العقيدة الإسلامية المحفوظة من خالقها.. كما يكفي هذه الأمة المتكالب عليها من كل حدب وصوب إنهم الأمة الشاهدة على الناس.. وكان الذي لا ينطق عن الهوى ـ الرسول الكريم ـ عليه أفضل الصلاة والتسليم شهيداً علينا بوسطيتنا..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: هل استوعبت اللغة العربية تطور المجتمع السودانى ونمو الوعى فيه ام انها كانت ادة لعزل الوعى (Re: Biraima M Adam)
|
عبد الرازق سلام
اولا الدكتور محمد شمام ليس بحلفاوي بل شيخ عرب
ثانيا هذة المقالة مرسلة عن طريق ايميلي الكتروني ومعمول لةنسخ وانزلتها
كما هي لو لاحظت سوف تجد في والرسالة كلمة باللغة المجرية من اصل صفحة
الايميل يعني اتهامك مردود
ثانيا تهمني مدينة حلفا كما تهمني بنفس المستوى مدينة نيالا و نمولي
و محمد قول وهيا.لو فقدت احدى مدن السودان لطلعت بوست عنها بنفس الهمة.
لغتي النوبية اعتز بها كما اعتز بكل لغات السودان و لهجاتة.انا حينما
اكتب عن مدينة حلفا اكتب و في مخيلتي السودان.لا ولن يكن في مخيلتي بان
انمائي الجهوي يعلو على باقية الاثنيات.لو في حاجة ما عاجباك في بوست
حلفا تعال لي هناك و قول مشكلتك شنو عشان نوضح ليك برواقة
| |
|
|
|
|
|
|
Re: هل استوعبت اللغة العربية تطور المجتمع السودانى ونمو الوعى فيه ام انها كانت ادة لعزل الوعى (Re: فيصل محمد خليل)
|
الأخ عبد الرازق تحية طيبة عندما لم افهم ردك على مداخلتى طلبت منك التوضيح ! ولكن يبدو ان الصورة معكوسة حيث يبدو لى بعدم فهمك مداخلتى تماما ! اتمنى ان يكون لديك الوقت الكافى للإطلاع على مداخلتى مرة اخرى. كما يبدو ان لديك مشكلة اخرى فى فهم قوانين المنبر الذى انت به فارجو منك مرة اخرى الرجوع الى هذه القوانين ومراجعتهاوهناك احتمال وارد ان تكون قد تغيرت بدون إخطارك. ارجو عدم البعد عن الموضوع و مناقشته بصورة علمية حتى نستطيع الوصول الى خلاصة تفيد الجميع. لك كل التقدير د/ محمد شمام
| |
|
|
|
|
|
|
Re: Re: هل استوعبت اللغة العربية تطور المجتمع السودانى ونمو الوعى فيه ام انها كانت ادة لعزل ال (Re: A.Razek Althalib)
|
الاخ فيصل لك التحية بحث مميز من حيث التناول للغة كادة للتواصل او العزل . لدى ملاحظة صغيرة بخصوص ماورد فى الفقرة التالية
Quote: . هذا السؤال يكون بصورة اكثر شمولا فى الشرق حيث نجد بان الجارة ارتيريا لم تتاثر باللغة العربية بمثل ما تاثر به السودان وإحتفاظ السكان المحليين بلغتهم الأم الى الآن على الرغم من اعتناق معظمهم للدين الأسلامى، |
الاستدلال بارتريا لايخدم غرض البحث لان ارتريا هى الوجه الاخر للسودان ، فالعربية فى السودان اصبحت لغة رسمية بقرار سياسى بعد الاستقلال ، والعربية فى ارتريا استبعدت بقرار سياسى لذلك نجد ان كل المعارضين لنظام اسياس يطالبون بالغة العربية ويرفضون فرض لغة التجرنه وهى لغة اهل المرتفعات المسيحيين لانهم يرون ان الهدف هو محو ثقافتهم واستبعادهم من السلطة ولانها لغة ارتضاها كل المسلمين فى ارتريا باختلاف اعراقهم،فالاستدلال بنموذج ارتريا لايخدم موضوع البحث بقدر ما يضعفه ، ففى كلا النموذجين ، فرض اللغة العربية فى السودان واستبعادها والغاءها فى ارتريا، استخدمت السلطة كادة للفرض او المنع واعتقد دول غرب افريقيا يمكن ان تكون مثال جيد اذا توفرت معلومات كافية عنها ، اذا هناك مازالت اللغة العربية ولغة المستعمر واللغات المحلية تتفاعل بشكل او باخر ولك الود
| |
|
|
|
|
|
|
Re: هل استوعبت اللغة العربية تطور المجتمع السودانى ونمو الوعى فيه ام انها كانت ادة لعزل الوعى (Re: فيصل محمد خليل)
|
الأخ محجوب تحية طيبة ، اتفق معك تماما فى ما طرحت ولكن للأسف لا تتوفر لدى معلومات تاريخية عن هذه المنطقة لذلك لم بتناولها البحث!. اما بخصوص ارتريا فانى اتحدث عن المجتمع بالرغم من ان معظمهم يتحدث العربية وذلك نسبة الى وجودهم فى الدول العربية ولكنهم لا يتحدثون بها فيما بينهم. اما ما تدفع به الزعامات السياسية فافضل ان لا اخوض فيه الأن. ربما فى وقت لاحق بالنسبة للجارة ارتريا. لك الشكر على هذا الأقتراح وقد تكون هذه هى المقارنة القادمة لهذا البحث. كل التقدير.
د/ محمد شمام
| |
|
|
|
|
|
|
Re: هل استوعبت اللغة العربية تطور المجتمع السودانى ونمو الوعى فيه ام انها كانت ادة لعزل الوعى (Re: فيصل محمد خليل)
|
د/ محمد شمام لك التحية
Quote: اما بخصوص ارتريا فانى اتحدث عن المجتمع بالرغم من ان معظمهم يتحدث العربية وذلك نسبة الى وجودهم فى الدول العربية ولكنهم لا يتحدثون بها فيما بينهم. |
تحدثهم بالغة العربية ليس وليد نتاج وجودهم الراهن بفعل اللجؤ فى دول المحيط العربى بل اقدم من ذلك ، ولقد ذكرت ان الاسلام دخل من الشرق اذا دخول العربية لارتريا سابق دخولها لوسط السودان ، فعليه وجودها ليس طارئ ، ولاثراء البحث يمكن طرح السؤال التالى هل الاسلام كديانة يلغى خصوصية المجتمعات غير العربية؟ لعل هذا يضئ لنا احتفاظ البجا فى السودان وارتريا بلغاتهم وفقدان البعض او تنازلهم عن لغاتهم ومهما يكن ارجو مواصلة البحث لانه جدير بالاطلاع ومشوق ولك الود
| |
|
|
|
|
|
|
Re: هل استوعبت اللغة العربية تطور المجتمع السودانى ونمو الوعى فيه ام انها كانت ادة لعزل الوعى (Re: MAHJOOP ALI)
|
الأخ محجوب تحية طيبة البحث له الكثير من العناوين التى تصلح لأن تكون بحوث قائمة فى حد ذاتها . وهنا احاول ان الخص وجهة نظرى بحيث ان لا اخل بالبحث وفى نفس الوقت البعد عن الإطالة فيه. الهدف من البحث هو لماذا يعزف السودانين عن الكتابة باللغة العربية . وتتطور اللهجة السودانية الخاصة بنا بل تتطورت الى الوصول الى لهجات داخل هذه اللهجات (عربى جوبا) . ثانيا استخدامنا للغة العربية فى المدارس وصعوبة الأستخدام اليومى لها مما يبعد الشقة بين الطرفين . وترى اعلاه احد الأخوة يستهزء بخطاء غير مقصود منى . سوف اعود الى مواصلة هذا البحث قريباواتمنى ان اسمع رايك ببعض التفصل. لك كل الود و التقدير د/محمد شمام
| |
|
|
|
|
|
|
Re: هل استوعبت اللغة العربية تطور المجتمع السودانى ونمو الوعى فيه ام انها كانت ادة لعزل الوعى (Re: فيصل محمد خليل)
|
اعيد نشر هذا المقال كمداخلة جانبية لتوضيح ما نرمى اليه بإستيعاب اللغة العربية لوعى المجتمع السودانى و التاثيرات المصاحبة لها، وهى مداخلة لصديقى الأخ علاء الدين (انعم الله عليه بالصحة و العافية). مع بعض التعديلات لتواكب الأحداث. من الواضح ان ما يدور فى دارفور حاليا وما اصطلح عليه بمشكلة الجنوب، ومشاكل الشرق و المناطق المهمشة وغيرها، ما هى إلا مجرد ظواهر صارخة لمشكلة بنائنا الوطنى بأسره. ما يقرب من نصف قرن من الزمان عمر هذا الوطن المديد، ولم ننعم فيه بالإستقرار تحت ظل وحدة وطنية راسخة تقوم على تساوى الأعراق، تعايش الأديان، وتحاور الثقافات. ما يقارب من نصف قرن من الزمان، ولم يفتح الله بصائر النخب المتسيّدة عن ضرورة الوعى بالحقائق الموضوعية التاريخية للسودان نفسه، وعن رؤية المخاطر و التاثيرات المأساوية لنزعة التفوق العرقى والثقافى على النسيج القومى لهذه الأمة، بما يهدد وحدة الوطن بأكمله وسلطتها نفسها. هذه الأزمات التى تعصف بالوطن تبدو إستجابة مباشرة للسياسات الخرقاء للحكومات المتعاقبة (عسكرية ومدنية). والتى ارتكز اساس معطياتها عمليا على الذهنية النخبوية المستعليه، التى تشكلت تاريخيا، لدى اقسام واسعة من الجماعة السودانية المستعربة المسلمة ونخبها المختلفة. وهنا تكمن مأساة تلك الذهنية النخبوية المستعلية التى طالما اطّرت وبلورت نزعات الأنتماء النهائى للعرق العربى الخالص، والثقافة العربية الخالصة، ومن ثم فرض منطق الغلبة و الهيمنه سياسياً وثقافياً، وشرعنة واقع إستعلاء الذات فى علاقته بالآخر. وتحت تاثير المبالغة فى تقدير النتائج التاريخية لعملية الأسلمة و التعريب فى الشمال، توهمت هذه الجماعة السودانية المستعربة المسلمة، او بالأحرى نخبها الحاكمة بان بناء الدولة السودانية الموحدة يتم بشكل تلقائى عبر بوابة الأسلمة والتعريب، كبديل وطنى مستقل وترياق مضاد للسياسات الإستعمارية، والتى عملت على عزل الجنوب من الشمال (قانون المناطق المقفولة). ثم إنها لم تقف فقط عند توهم اسلمة وتعريب الدولة السودانية، بل تعدتها بأن القت على عاتقها مسئولية حمل المشروع العربى الأسلامى صوب العالم الأفريقى. وما المشروع الحضارى للجبهة القومية الإسلامية وحربها فى الجنوب إلا إحدى الشواهد الدامغة على هذا التوهم. ويلاحظ انه وتحت وطأة الهيمنة السياسية والثقافية التامة لتلك الذهنية الإستعلائية، والإقصاء التام لحق التميز الذاتى لثقافة الآخرين، بل ومطالبتهم بالتنازل قسراً عما بأيديهم، والإنطلاق على طول الخط فى عملية الأسلمة و التعريب المتلازمتين. إلا ان هذا الإستعلاء و بالأخص فى جنوب الوطن جوبه بردود فعل عنيفة وحادة، وإستعلاء مساوٍ له فى المقدار ومضاد له فى الإتجاه تمحور فى الإنتماء الصرف للإثنية والثقافة الأفريقية، كترياق مضاد للهجمة العربية الإسلامية القادمة من الشمال، وهو ما أصطلح عليه بمشكلة الجنوب. ومن هذا السياق يتضح منشأ مصطلح الشمال العربى، الذى يتداول بكثرة بين اغلب النخب الجنوبية للإشارة لبقية الوطن. غير انه من الخطأ التاريخى والأستراتيجى وضع الصراع فى قالب " عرب – افارقة " او " شمال – جنوب " وحصره فى تلك المفاهيم العرقية و الثقافية الضيقة. لكونه يعيد إنتاج نفس الذهنية الوهمية ( وان كانت هذه المرة بصورة مقلوبة )، بدلاً من ضرورة الوعى الراسخ بحقائق الواقع الموضوعى للسودان بأسره، شماله وجنوبه، شرقه وغربه، وخطورة ذلك تتمثل فى إستمرار العدائيات بلا طائل، بدلاً من السعى الجاد و المسئول فى دعم مشروع بناء دولة مدنية ديمقراطية قائمة على معيارية المواطنه و العدالة الإجتماعية و الحريات العامة وحقوق الإنسان كما نصت عليها القوانيين الدولية. وتحت سيطرة الذهنية النخبوية المستعلية بوهم نقاء العرق و التفوق الثقافى، ولإستخدامها المفرط لمناهج وآليات الإخضاع و الإستتباع وحدها تجاه الثقافات الأخرى. وتحت تاثير التقديرات المبالغ بها لنتائج عمليات الأسلمة و التعريب فى الشمال، بدأ وكأن الشمال وحده إثنية صماء، فى المنظور اللاموضوعى واللاتاريخى بهذه المسألة على ان هذا لم يحدث بالجنوب بسبب عدم إكمال السيطرة التامة عليه. ولعل من المفيد هنا الإشارة لعامل قوى اذكى هذه الصورة، وشكل إطارها العام ومضمونها الإيديولوجى، الا وهو الإسلام بلا ادنى شك. الإسلام كقاسم مشترك شكل هذه العروة بين كل إثنيات ما يعرف بالشمال، مما ولد الإنطباع العام بالوحدة الإثنية هذه ولعل هذا ما يفسر حركة التدافع والإستلحاق بالمشروع العام للذهنية النخبوية المستعلية، التى عمت رموز ثقافية وعرقية مختلفة. وليس من الصعوبة فى شىء تلمس هذه الصورة فى اكثر من نموذج فمثلا سلطة مايو رئيسها ووزير التربية و التعليم فيها نوبيين وعلى ايديهم تم إستبدال المنهج السودانى (نسبياً) بمنهج عربى صرف (مصرى)، كذلك نلاحظ الأعداد الكبيرة لأبناء الغرب و الشرق و الشمال (الجغرافى) فى عضوية الأحزاب الطائفية و الدينية وهى تجسيد حى للذهنية النخبوية المستعلية، ثم مثال اخر فى مفاوضات السلام بين الحركة الشعبية ونظام الجبهة الإسلامية (اذا استبعدنا العامل السياسى هنا) نجد بان الأخيرة تمسكت بشدة بتمثيلها للشمال كله كوجوه صماء وإستبعادها للآخرين برغم انف الحرب الدائرة فى الغرب و الشرق حينذاك. وهناك الكثير مما يمكن الإستدلال به. نواصل متابعة هذه المداخلة فى القريب العاجل
د/ محمد شمام
| |
|
|
|
|
|
|
Re: هل استوعبت اللغة العربية تطور المجتمع السودانى ونمو الوعى فيه ام انها كانت ادة لعزل الوعى (Re: فيصل محمد خليل)
|
نتابع مداخلة الأخ علاء : إلا ان حركة التدافع والإستلحاق هذه لم تحول دون البدء فى الإستشعار البطىء و الخافت لنبض العنصر الأفريقى ضمن مكونات هويتنا السودانية، وإنتظام قطاعات واسعة من اهل الشمال فى مقاومة هذه الهيمنة الطاغية، على الرغم من فاعليتها فى بعض المناطق ومحدوديتها فى بعض المناطق الأخرى، وما يحدث اليوم فى دارفور و الشرق ما هو إلا دليل ساطع على تنامى الوعى بالذات، دنما اوهام الإنتماء للعرق العربى الخالص، عبر إختلاق الجد العربى بالكذب وتزوير الحقائق التايخية، ولسنا بحاجة للتذكير بالكيفية التى دخل بها الإسلام السودان. لكننا لسنا البلد الوحيد فى العالم الذى اعتنقت بعض شعوبة الأسلام، فهناك الكثير من الشعوب ولكنها لم تدّع يوما بانها توطنت فى العرق العربى الخالص، بحجة ان جدودهم الأوائل الذين حملوا اليهم راية الإسلام كانوا عربا. كذلك هناك شعوب كثيرة ينطق لسانها، ولأسباب تاريخية بلغة غيرها ولم تدع يوما الإنتماء لأهل اللغة الأصليين، و اوضح مثال على ذلك شعوب امريكا الجنوبية، تتحدث معظمها الإسبانية، ولم نسمع قط بانهم اسبان ، وزد على ذلك الكثير. لم نجنى من هذه الذهنية النخبوية المستعلية طوال عمر اوهامها هذه غير إنتاج المزيد من الإزمات و الصراعات المشحونة بالغبن والكراهية، وإلتفاوت الشاسع فى قسمة الثروة وخطط التنمية و التطور بين مختلف اقاليم الوطن. فأنه ومهما يكن من امر، ليس من باب المستحيلات ان تدفع بنا حركة الصراع هذه وما وفرته التجارب العالمية من معارف، وماراكمة تاريخنا من معطيات، ان نعيد مراجعة محددات هويتنا الوطنية فى ظل تعدد وتنوع مفرداتنا الثقافية وان تعى كل مفردة منها نفسها بصورة اكثر واقعية وان تؤسس لعلاقات متوازنة مع المفردات الأخرى فى ظل المصلحة المشتركة. إنطلاقا من ضرورة الوعى بحقائق الواقع الموضوعى على ماهو عليه دونما اوهام لوجودنا نفسه. لابد من التواضع على خطوة كهذه، تجعل من التوازن و المساواة و الحوار و التعايش حالة لا غنى عنها لنا. وان نعيد صياغة الدولة السودانية التى تقوم فى معيارية المواطنة، ليس فى الإطار الدستورى و القانونى فقط، وإنما اشاعة الحوار الديمقراطى الحر بين كافة مفردات منظومة تعددنا وتنوعنا، فى سبيل ازدهار مختلف ثقافاتها واديانها ومقتدراتها، بما يحقق وحدة وطنية مبنية على الطواعية وليس الإكراه. فى سبيل انجاز خطوة كهذه لابد وان تتم عبر اوسع مشاركة للحركة الجماهيرية بمختلف احزابها وتنظيماتها السياسية ونقاباتها وروابطها الأقليمية و الجهوية وغيرها، وما تمارسة الحكومة اليوم بإستبعادها للأخرين والإنفراد بالحل فى صفقة أحادية مع الحركة الشعبية ومهما كابرت وادعت تمثيلها لأهل الشمال ومهما بلغت قوة سلطتها، ومهما بلغ نفوذ الحركة الشعبية وقوتها العسكرية، فان صفقة كهذه لا يمكن ان تحمل صفات الحل الشامل للأزمة السودانية. وغنى عن القول بان الجبهة بأنفرادها بالحل انما تهدف الى الإلتفاف حول اى مكسب جماهيرى يمكن ان يحققه إتفاق السلام. والمراوغة حسب ما تقتضية مصلحتها الخاصة. على انه ومهما كان من امر نواقص الإتفاق وقد كثر الحديث عنها فاننا يجب ان نكف عن إعتبارها جرد ختامى للأزمة السودانية، لكنه قد يوفر ظرف افضل لإكمال نواقصة بجعله حل شامل بمشاركة الجميع. ويجب ان نضع فى الإعتبار بان عملية الإنتقال القادمة للسلام و الديمقراطية ليست سهلة وربما إحتمالات اجهاضها اكبر، اذا لم تتيقظ القوى الخيرة و المنحازة للوطن وان تعدّ العدّة اللازمة لخوض غمار هذه المعركة ليس بالكلام و العويل، لكن بتوحيد الصفوف و العمل الجاد المتابر و المسئول من اجل إنجاز مشروع الحل الشامل والكامل. وثمة امل كبير فقط دعونا ان نحاول وطريق المليون ميل يبدا بخطوة. د/محمد شمام نقلا عن مداخلة الأخ علاء
| |
|
|
|
|
|
|
Re: هل استوعبت اللغة العربية تطور المجتمع السودانى ونمو الوعى فيه ام انها كانت ادة لعزل الوعى (Re: فيصل محمد خليل)
|
فى المداخلة السابقة تحدثنا عن اسباب تمسك المجتمعات السودانية القديمة باللغة العربية وحددنا دورها فى تاسيس المجتمع العروبى فى السودان فى تلك الفترة بالترافق مع الدين الأسلامى ولماذا تخلى سكان وسط السودان عن لغتهم الأصلية. عند قيام الثورة المهدية كانت كل المجتمعات فى وسط السودان تتحدث اللغة العربية. وكانت الثورة المهدية ثورة دينية كما يدعى قائدها مما استلزمه التمسك باللغة العربية كلغة القرآن ولغة النبى صلى الله عليه وسلم. وبانتصار الثورة المهدية وتحكمها فى اغلب اجزاء السودان تغيرت التراكيب الإجتماعية و الطبقية لتلك المجتمعات نسبة لظهور طبقة جديدة من الأشراف او ذوى المكانة المرموقة وخلفت الطبقة السابقة المكونة من الغازين العرب. حافظت تجارة الرقيق على موقعها القديم قبل الثورة المهدية بالرغم من دخول بعض الإصلاحات الإجتماعية و المفاهيم الأنسانية عليها. فبدات العلاقة تتغير بين السيد ورقيقه حيث دخل على هذه العلاقة نوع من الصِبغة الإنسانية . هذا التغير كان نتيجة مباشرة لإنجلاء المستعمر العربى او التركى كما تسمية كتب التاريخ وفى نفس الوقت هو امتداد طبيعى لثقافة التعايش و الترابط الأخوى الذى كان سائدا قبل ان تمزقة الهجمة الغجرية للعرب على تلك المجتمعات. اتاح الواقع الجديد مساحة شاسعة من الحرية للرقيق فى المجتمعات السودانية القديمة مما سمح لهؤلاء الرقيق بالتمتع بحياة مستقلة عن الأسياد ونسبة مقدرة من التعليم. وفى الجانب الأخر برزت عدة اسر كرمز للأسر الإقطاعية الكبيرة واضمحلت الفوارق الإقتصادية بين الطبقات الوسطى والفقيرة. فى جانب الوعى الثقافى انحصر النشاط التعليمى فى التعاليم الدينية وهى علوم القرآن و السنه النبوية، وكما هو معلوم بان معجزة القرآن هى اللغة العربية فقد تميزت هذه الفترة بانتشار اللغة العربية من خلال الخلاوى وحلقات المديح وغيره من النشاطات الدينية اما المعرفة العلمية فى حد ذاتها فلم تتجاوز حدود الكتابة والقراءة بهدف التعبد والتفقة فى الدين. دخل الوعى السودانى مرحلة من الثبات فى فترة الثورة المهدية التى قطعت عليه تطوره التاريخى وحجمته بحيث ينحصر فى العلوم الدينية فقط. ولكن هذه الفترة كانت الحاضن الوحيد لتمكن اللغة العربية من تلك المجتمعات ومحى اى اثر لكل اللغات التى سبقتها بل استطاعت استيعاب متطلبات هذه المجتمعات بتحملها كل المفردات والمفاهيم التى كانت سائدة حينذاك. بالنسبة للأقاليم او الأطراف البعيدة وخاصة الشمالية و الشرقية فهى كانت مناطق صراع على طول امتداد حكم المهديه فى السودان السبب الذى لم يمكن من الأستقرار ونشوء حياة مستقرة على اسس اجتماعية واضحة بل ظل على حاله الذى سبق هذا الحكم كالولاء القبلى والتمسك بالقبلية مع الأنتماء الدينى للأسر الأرستقراطية القريبة او المستقرة فى المنطقة بالإضافة الى انه ساعد فى تمسك هذه المناطق بلغتها الأصلية القديمة ولم يمكن اللغة العربية من السيطرة على هذه المجتمعات. قسم حكم المهدية السودان الى قسمين هم الأنصار وباقى السودانين وتميزت طبقة الأنصار وخاصة فى عهد خليفة المهدى بامتيازات كبيرة واحتكرت مساحات شاسعة من الأراضى الزراعية الخصبة وعلى راس هذه الطبقة كانت تتربع اسرة المهدى نفسه. فى المقابل لم يكن لباقى الشعب الا القليل الذى كان يكفى لأحتياجات الاسرة فى تلك الحقبة. كذلك الإنشغال الدائم بالحرب باسم الدفاع عن الدين الأسلامى واعادة نشره من جديد لم يكن ليتيح للفرد بالتمعن فى الوضع القائم حينذاك. مع انحسار موجة المهدية وزوال المهدية وعودة الغزاة الأجانب كان لا بد من اعادة ترتيب الواقع السودانى على اسس جديدة تتماشى مع تتطور المجتمع الغازى وتخدم اهدافه فى المقام الأول. حافظ الأنكليز على التركيبة الإجتماعية التى وجد عليها المجتمع السودانى بل تقرب الى الفئات العليا فى المجتمع. ونسبة للحوجة الموضوعية للتعليم فى ادارة البلاد حتى يسهل نهبها، تفتحت ابواب المعرفة العلمية مرة اخرى ولكن بلغة جديدة هذه المرة تحمل فى طياتها اصل هذه المعرفة وتسلسل تطورها وهى اللغة الأنكليزية. احتلت اللغة الجديدة المرتبة الأولى بالنسبة للمثقفين و المتعلمين فهى صارت لغة المدرسة و التعامل الرسمى فى الدواوين الحكومية ولغة التخاطب فى التعاملات الإقتصادية وتزحزحت اللغة العربية من مكانتها السابقة لتحتل المركز الثانى. وبدخول المستعمر الجديد ذادت حوجة المجتمع للتعبير و التفكير و التنظيم ولم يجد فى مفردات اللغة العربية الا القليل مما يمكن ان يستخدم لسد هذه الحوجات ولم يكلف ادعياء العروبة البحث عن ترجمة تلك المفاهيم الجديدة للغة العربية بل جلسوا يرجون ان يفتح لهم الله ثم باقى العرب عن ترجمات ومفردات تستطيع حمل هذه المتطلبات الجديدة. فى نفس تلك الفترة دخلت السودان مبادىء التكنولوجيا الحديثة فتعامل معها المثقفين بمفاهيم اللغة التى حملتها لهم اما من لم ينل حظا فقد اقتبس الكثير من مفردات اللغة الأنكليزية للتعامل مع هذه التكنولوجيا. وهكذا توقفت اللغة العربية من عكس تطور ووعى المجتمع السودانى فى التاريخ الحديث. استمر الحال الى ان اتت الدكتاتوريات المشئومة واعنى هنا الثانية بالتحديد وتوسع المد العربى فى كل الأتجاهات وتتضامنت معه الدكتاتوريات السودانية مدفوعة بمفاهيم قاصرة عن العروبة وبعيدة كل البعد عن الواقع الموضوعى السودانى فعملت على ارجاع مكانة اللغة العربية الى مرتبتها الأولى وتبوءها المرتبة الأولى من جديد. هذا الإنقطاع التاريخى للغة العربية عن المجتمع السودانى خلق هوة سحيقة بين الوعى السودانى وبين اللغة العربية القادمة مرة اخرى من حقبات تاريخية قديمة. ويمكننا ان نلمس الفرق فى اللغة التى تكتب بها الكتب بكل انواعها اللغة المتحدثة فى التلفزيون و الراديو ولغة الشارع السودانى. ان اعتماد العروبين فى المجتمع السودانى على المفاهيم والمصطلحات العربية القادمة من المجتمعات العربية الأخرى، وعدم خروج هذه المصطلحات من الواقع السودانى نفسه ادى الى عزوف الكثيرين من استخدام هذه المفردات الأمر الذى طور مفردات موازية غير رسمية لسد هذا النقص. ولكن مع الأسف ان هذا التطور غير معترف به بل ما زلنا تحت رحمة المجتمعات العربية عسى ان تفيض علينا ببعض من مفردات اللغة العربية على الرغم من ادعائنا العروبة. ومن اثار هذا القصور نشوء ثقافة المشافهة السودانية وهى ثقافة تعتمد على النطق وليس على الكتابة وعدم مقدرتنا على كتابة ثقافتنا وعكس وعينا بصورة دقيقة، وعدم مقدرتنا على تذكر الوقائع التاريخية القريبة لعدم وجود مرجعية علمية مدونة. بل ندخل دوما فى نقاش المصداقية لكل باحث وكل مجتهد. (هذا لا ينفى وجود الطمس المتعمد لمصالح شخصية مباشرة او غير مباشرة). د/ محمد شمام
| |
|
|
|
|
|
|
|