|
عن النهر نلعق أحزاننا ونغني
|
هذه من ضمن قصائد كتبتها أرثي بها النهر .وقد نشرت القصيدة في صحيفة الخرطوم إيان صدورها من القاهرة وربما كان النشر عام 1995م
كان صيفاً ورعباً ويقترب النهر في فزع نحو ذاك المصب اللعين تقول العذوبة ـ وهي تخلخل جيناتها تتذكر ما فعلت أمهات لها حين عادت مع الريح تحكي تصيح العذوبة: ـ ما أفظع الملح ثم تمور بأحزانها وهي تبكي وتجري كما موجة عنفتها الرياح ويقطب منها الجبين هو النهر يسعى إلى حتفه بيديه وإما بدا الساحل الأبيض جرى النهر شرقاً وغربا فأصبح خمسين نهراً ويضحك بحر السكون الرهيب يقول - إلى أين يا ولدي هارب من مآلك أين؟ هو الملح يفصح عن شره للمياه صريح يقول بصوت فقيه وجبته من ثياب الوغى - البدار البدار ويا نهر مهما جرى دمعك العذب لا تنجون من الانحدار تقول الشواطئ –خمسون نهراً مئات الشواطئ- - يا سيدي فلنعد للمنابع تصيح المويجات ـ يا والدي ..عتمة فسكون حذار! ـ يا نهر (غنى إلى نفسه النهر ) يا نهر لا عاصم اليوم ينجيك أو قل يخفف عنك النزيفا. فلو كنت تملك ذهناً جديداً لكنت بنيت السدودا ولو كنت تملك مجرى بديلاً يعود إلى الأم كنت أمرت به أن يعودا ويا نهر هذا هو البحر مفترس الماء فاهنأ به سبة وتمتع بأملاحه مأتماً وقعودا على رسله أهدر النهر فضته الحيوية في لجة سعدت بامتصاص الحياة التي تستغيث من الأقدار بآهاتها كل عام على رسله دخل المعمعان وأظهر أحزانه زبداً في المكان
|
|
|
|
|
|