مجموعة قصص قصيرة - د. بشرى الفاضل

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 12-15-2024, 03:17 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة د.بشري الفاضل(Bushra Elfadil)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
04-13-2005, 11:25 AM

THE RAIN
<aTHE RAIN
تاريخ التسجيل: 06-20-2002
مجموع المشاركات: 2761

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
مجموعة قصص قصيرة - د. بشرى الفاضل

    سعيا لنشر إبداعات مرت فى سماء الفعل الإبداعى فى بلادى، ثم تعمقت جذورها فى قلب خلود الجمال، ورسخت معانيها فى النفوس
    وسأحاول الإتيان ببعض عيون هذه الإبداعات من قصة وشعر لهؤلاء للعديد من مبدعينا ما وسعنا الوقت وبما نستطيع اليه سبيلا

    ولنبدأ هنا بمجموعة قصص قصيرة للقاص والشاعر د. بشرى الفاضل، منشورة كما هى فى "مجلة الثقافة السودانية" فى عددها العشرين الصادر فى شهر اكتوبر 1983م، ننشرها بالطبع بعد أن أذن لنا أستاذنا د. بشرى بذلك

    وهى ايضا، وكما قال د. بشرى، نشرت ضمن عمله البديع "حكاية البنت التى طارت عصافيرها

    وهذه سانحة نغتنمها لكى يطلع عليها من لم تتح لهم من قبل

    والتحية للدكتور بشرى الفاضل، مع الأمنيات دائما بأن يخرج علينا بأعمال جديدة، ويقينى أن ثمة رؤى وأفكار جديدة، لبد أن تكون قد تكونت خلال هذه الفترة منذ خروج هذه المجموعة وحتى الآن

    وقراءة ممتعة أتمناها للجميع
                  

04-13-2005, 11:30 AM

THE RAIN
<aTHE RAIN
تاريخ التسجيل: 06-20-2002
مجموع المشاركات: 2761

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مجموعة قصص قصيرة - د. بشرى الفاضل (Re: THE RAIN)

    (1)
    جاذبية


    خرج جدى الصير النابه "عبيد ود نقد"، رأسه مشغول بهموم الناس والأرض، غرق حتى أذنيه فى مفصل التفاصيل، حط قاربه فى فيئ الدومة واستظل بوارف ظلها، خمس دومات سقطن فوق رأسه، لم يمت جدى بفعل الدومات ولم يكتشف قانون الجاذبية
    كدمة ظاهرة بقيت لعدة ايام فى مقدمة رأسه.

    (2)
    حيوان


    هبطت نجمة من أعاليها فى السماء
    أنفها قبالة موطنها الأول، وأرجلها لا ترضى بأن تلامس أرض بلادنا
    بعض عقلاء الجهلة هللوا لها
    "نجمة نجمة"
    ويرى صاحبى أنها نجمة حقا
    "لكن لها ضنب"

    (3)
    إنذار


    انخفضت ضفة النيل اليسرى بينما اليمنى حافظت على مستواها
    الناظر للنيل يرى ضفتيه ككتفى معتوه يتعجب مائلا بشدة وهو يقول
    يعنى مياهه لو نطقت صاحت
    "يا سودان هل تفلح الأرض أم أنكفئ لأدلق مياهى"

    (4)
    شكوى التماسيح


    الضفتان بما فيهما تضيقان
    والمياه والسمك مضجران، والقيظ أعلى بثلاث درجات من اعلان النشرة الجوية
    خرجت التماسيح وصاحت فاغرات الأفواه
    "آه ما أفظع قهر الضفاف.

    (5)
    أبشِر


    عاد الشاب "المختلج" الأطراف لأهله بعد طول مكث، محملا بالثياب والعباب.
    سعى بين أهله مفصحا عن رغبته فى الإقتران، خطبت له أمه نادية، فتاة تشتهى، أهلها قالوا عنه مناسب، جيرانهم قالوا كنز، ثيابه لا غبار عليها، ماله لا يشتكى نقص فيه
    هرج، مرج، المارة عرفوا أن ثمة عرس ما يقام بالناحية
    تصاعد الغناء ودخلت العروس حلبة الرقص وهى تخطو بإيقاع وخيلاء
    قال الفنان يا ...، ففاجأها ضحك ينبعث من ناحية الفتيان، التفتت لترى بعلها المرتقب مثل بعير غاضب، يده فى السماء ورجله اليسرى فى عيذاب واليمنى فى البقعة
    صاحت الفتيات الخجلات الشامتات
    اشتر
    أشت
    أش
    جرت العروس للداخل، جمد الفتى فى مكانه
    "طالق"
    فى سره طلق عروسه كأسرع طلاق فى تاريخ العرس السودانى
    وجمد كل شئ
    ثم علا صوت الصفقة المشيرة لأغنية جديدة
    العروس عادت لمكانها من جديد ومن جديد عاد الغناء وصاح أهل العريس
    أبشر .. أبشر

    (6)
    نملية العشق


    قرب مدينة "نمولى" عاشت قبيلة من النمل
    ملكات وحمالات وحمالون
    أمينات وأمناء مخازن
    عشقت صبية النمل نايلة نمول الفتى، هو روميو وهى تاجوج
    ربط قيس يده الحبلية فى دلو عبلة وخرجا نحو قصر الملكة
    قال الفتى جميل
    أحبك يا جولييت
    فأجابت الصبية ليلى
    أموت فيك يا المهلب
    فى الطريق صادفها الوزير المتنمل الأطراف قال
    ما خطبكما؟
    قالا
    فى طريقنا للملكة لنعجن عصارة العشق جميعا
    نلتقى، نفرح اذ تبارك الملكة زواجنا
    سارا مائة وخمسون سنتميترا بأكملها ولاحت فى الأفق الملكة تعتلى نملية العرش، قالت
    احسبك ايتها النمولة اللطيفة قد جئت فى موعدك، لكن أين خطيبك؟
    قال نمول، هانذا
    التفتت الملكة لترى حبيبا يوسفيا لونه كأبهى ما يكون السودا، فمه واسع يقوى على حمل حبة من الذرة الشامى
    تحرك سائل الحسد فى دماغ الملكة نحو الخلايا العادلة فى الدماغ.
    عقدت قرانهما ثم وزعتهما للعمل فى الحقول لجمع الحبوب
    صارت النملة نايلة تخرج فى السادسة صباحا الى الخلاء، تدخل جحرا، تأخذ حبة وتخرج، وهكذا
    وحين تعود لبيت الزوجية فى المساء، تصادف زوجها فى قارعة الطريق، تلوح له بمنديلها المبلل بالدموع النملية الباردة الصامتة
    كان الفتى يعزق
    يجد حبو وإن لم يجدها صنعها ثم أخذها وخرج
    دخل أخذ حبة وخرج
    هكذا ظلا يتناوبان الورديات وعدم اللقيا
    حتى قضيا نحبهما
                  

04-13-2005, 01:08 PM

abdelgafar.saeed
<aabdelgafar.saeed
تاريخ التسجيل: 04-17-2003
مجموع المشاركات: 505

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مجموعة قصص قصيرة - د. بشرى الفاضل (Re: THE RAIN)

    صديقى ابوذر

    تقوم بعمل رائع، كاننى لم اقراء

    هذه القصص من قبل

    واصل انزال قصص استازنا بشرى الفاضل

    اتحفنا بالجمال


    عبدالغفار
                  

04-13-2005, 04:21 PM

Bushra Elfadil
<aBushra Elfadil
تاريخ التسجيل: 06-05-2002
مجموع المشاركات: 5252

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مجموعة قصص قصيرة - د. بشرى الفاضل (Re: abdelgafar.saeed)

    الأخ THE RAINدعني ان أنسخ هنا الفصل الاول من رواية سيمفونية الجراد آخر ما كتبت لعل القارىء يصل إلى شىء نقدي يفيدني في هذه المغامرة الجديدة التي اخشى نشرها في كتاب حتى الآن وقد كتبت منها ثمانية فصول لا زالت بعلاتها اللغوية. ونشرت ستة بواسطة الشاعر الصحفي الشاب الصادق الرضي قبل سنتين في صحيفة الايام .


    الرحيل إلى جنة الجراد
    فصول من رواية سيمفونية الجراد
    خرجت جريرة وهي جرادة نشطة في رحلة من رحلاتها الدورية للبحث عن جرير الغائب منذ خمس جردات, والجردة هي سنة الجراد, وعن الخضرة في ديار احطوطبت مشاعرها وعن سرب لا يجيء. قالت راوية هذه الحكاية وهي جرادة ذات استطرادات لراوٍ آخر سيوبر أن الخضرة هي موسيقى الجراد ولذا فهو ليس معادياً لها بل هو يسمعها ويستنشقها ولا يروي ظمأه منها إلا بالتهامها.
    خرجت جريرة في صيفٍ امتد فيه الرماد من نشاف بلاعيم البشر إلى انطواء السجلات الخضراء عن الجداول والقنوات والأنهار والمروج والمهج . كانت جريرة عائدة قبل شتاء من ديار جارد. فعاتب وهو من الجراد العتاب كان قد جاءها ذات يوم جذلاً وقال أنه شاهد جريراً هناك . سافرت جريرة إلى جارد على عجل ثم عادت من رحلتها بهاء سكت مريرة كالغصة وباتت شتوياً تنضح بالحسرة.
    كانا وجرير قد أنجبا تجريدتين ولا تعترف أسراب الجراد العليا بفاعلية الإسهام في حفظ النوع ضد سلاح المبيدات المحرم سربياً . إلا بإنجاب ثلاث تجريدات. خرجت جريرة أملاً في العثور على حبيبها ومن أجل تقدم السلالة. و حب الجراد صادق دائماً .في هذه المرة أخبرتها جرة الجرادة المشبوهة العائدة للتو من نواحي القصبة أن جريراً يرتع بين قريناته الجديدات وسط بساتين جارودي عاصمة الجراد
    تتأفف جريرة . تزفر أحزانها من خلال فمها الصغير فتقول
    ـأوففف
    وتلتقط الريح فقاعة الهواء الصغيرة وتدخلها ضمن نسيجها الفاعل
    فلا يكاد أحد يسمع شيئاً ولذا يظن الجميع أن ليس للجرادأصوات .كانت جريرة في حالة جوع دائم حد التصاق جنبها الأيسر بالأيمن . وحين خرجت قاصدة جارودي أفردت دفتها الصغيرة وفتحت فوانيسها المحورية وعدلت من الساري ثم أسلمت نفسها لتيار الرياح العاتية. طارت بها الريح وطارت جاغة وجاغة فجاغات والجاغة هي ساعة الجراد وهي 39 ق. زمن الجراد الداخلي من أسرار الكون. كانت جريرة تسكن في انقاية جرداء في بلاد تروى بالمطر في بطن الجزيرة قرب بلدة واصل نومك. وكل جراد واصل يعرف جريرة بنت الجزيرة . هذه الجرادة المتجردة التعيسة الحسناء.
    في أثناء طيرانها نحو جارودي كانت جريرة ترقب حركة العتاب وهو جراد شبه طائر شبه سائر وتضحك وترمق بفوانيسها الدوارة حالة انحسار موسيقى الجراد من جنبات الترع وأب عشارين والجداول والتقانت وسط الحواشات البور . . تحلم جريرة ببساتين ملأى بالبازلاء وفول الصويا والسبانخ والعنب والمشروم بدلاً عن مكرور العدس والبصل والفوم. طارت جريرة وطارت ثم طارت وشيئاً فشيئاً امتلأت ذاكرتها بالأشجان ودماغ الجراد كله ذاكرة . وما لبثت أن غنت عذاباتها بشعرٍ آسرٍ
    ـ أوف تك تكم . أوف تك تكم تـك تك .
    طارت جريرة وطارت ثم طارت وبعد جاغات وجاغات أصبحت على مشارف جارودي . في البداية دخلت الجرادة التعيسة الحسناء منطقة الريح الأصفر الذي يفصل الاقاليم القاحلة عن الأقاليم المتجهة نحو الحضارة الخضراء. وطارت طارت ثم طارت حتى وصلت الى زون الريح الأزرق ففقدت هناك وزنها وصارت ريشة في مهب الذكريات. طارت بها الريح وطارت ثم طارت وطارت وفجأة انبثقت أمام جريرة خضرة موسيقية كالخضرة التي كانت تراها في الأحلام . طارت جريرة وحلقت بالمرح كله فوق ساحة خضراء تراها لأول مرة في حياتها. ساحة جمعت عصارة الخضرة منذ عيذاب التي ليست وراءها أسراب ومن زمن غابات تركاكا والزمن القديم مما رواه جدودها عن رغد العيش قرب ودسلفاب .لكن هذه الخضره الجديدة ربما تدخل في تباعيضها جنيات الجينات. خضرة حاضرة خضراء مخضرة . وفي سرها ضحكت جريرة وهي في حبورها العظيم هذا حين تذكرت النكتة القديمة التي روتها لها والدتها حين زارت منذ عشرات الجردات نرتتي بجبل الجراد العظيم سألت والدة جريرة جراد نرتتي المحظوظ
    ـ صفق اللوز دا كلو هيلكم يا الحبان
    وأجابها جراد نرتتي الخضراء الخضراء من غير سوء
    ـ بالحيل
    فردت الجرادة الأم
    ـ نان ما تقرضو ا
    لجردات وجردات ظلت الأم تكرر نكتتها لجريرة حتى ربتها على حب الفكاهة وفي كل مرة تعودان معاً إلى النكتة بدءاً من آخرها
    ـ نان ماتقرضوا
    حلقت جريرة وحلقت فرحة فوق الساحة الخضراء ومن علٍ رأت الجداول الرقراقة والمياه الدفاقة والثمار البراقة ثم لاحت لها أسراب عجيبة من الجراد بدينة وتمشي الهوينا وأحست جريرة أن هذا الجراد تكاد تقتله الفاقة . وما أن اقتربت أكثر حتى حل بها الفزع وهمست لنفسها
    ـ هذا الجراد ليس من بني جلدتنا .
    كان هناك جراد سمين وجراد بدين , جراد لاحم وجراد شاحم, جراد مكتنز وجراد ينز , جراد وديك وجراد سميك, جراد منيع وجراد عاتي , جراد فات وجراد فاتي وأعجب من هذا كله فصائل أخرى من الجراد الأممي حيث كان هناك الجراد الجامبو والجراد الجراند وغيره مما لا نعرف له كنهاً.
    هبطت جريرة بمدرج مطار جارودي وكانت دهشة جراد الساحة لرؤيتها أكبر من دهشتها. هنا كفت جريرة عن تذكر النكتة القديمة والتمعت في ذاكرتها الدماغية خاطرة عن أنها ربما حلت بجنة الجراد. و اقتربت جريرة من جموع الجراد أكثر فشاهدت
    لدهشتها انشغال الجميع بالتهام نوع من الخضرة الملفوفة المحشوة باللوز. رأت الحشود تتوجه بأسلوب حضاري نحو المنصة فتقدم لها كواعب الجراد الخضرة الملفوفة في آنية خضراء مع مناديل من سندس .
    دارت جريرة ثم دارت ودارت حول جموع الجراد المتعجبة . نسيت جرير وما جرى منه وتذكرت بحزن عميق أمها وابيها في جرداء التي قرب واصل . وتملكتها شفقة طاغية وحزن ماله من قرار لكون أمها لا تعرف شيئاً عن طلعات الإستهلاك الراقية أما أبوها الزاهد فكان يسألها دائماً عن الفرق بين الإستهلاك والهلاك . أمها تقضي سحابة نهارها بين الورتاب والبتاب, تقبع بين مشلعيبها ورواكيبها وكراكيبها وغاية أمنياتها أن تحظى بصفقة عنكوليب .وفي الخريف يكون صفق العدار راقد هبطرش في الإنقاية قرب واصل نومك ويغيب في موسم الدرت. أسفت جريرة بنت الجزيرة التعيسة الحسناء لكونها لم تعلم من قبل بوجود بساتين كهذه. غاب بال جريرة في تلافيف ذاكرتها لجاغتين فبكت بكاءً يفيض بالحنين وجريرة جرادة ليست قياسية فهي لا تعرف الأنين . وعندما أفاقت كان الجوع هو سيد موقفها ودنت في حركة عفوية من أول جرادة عبرت علها تحظى منها بطبقٍ مما يتداولون , فتلقت لطمة هائلة صاعقة مصحوبة بصيحة ارتجت لها مكبرات الساحة..
    ـ أخرجي من هنا أيتها الشحاذة الجرداء القذرة .
    انطلقت جريرة إلى أعلى بسرعة هائلة فاقدة للوعي بالدفع الميكانيكي من هذه الضربة الجراند مثل قذيفة حتى ارتطمت بروث البقر في أطراف القصبة .وظلت هناك بلا حراك لجاغات وجاغات وحين أفاقت لم تعد تذكر إلا تلك الصيحة الأخيرة
    ـ شحاذة قذرة أخرجي !
    وفتحت جريرة فمها لتصرخ لكن هاء السكت دهمتها فجأةً فسكتت.
                  

04-13-2005, 06:19 PM

ابنوس
<aابنوس
تاريخ التسجيل: 04-19-2003
مجموع المشاركات: 1790

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مجموعة قصص قصيرة - د. بشرى الفاضل (Re: Bushra Elfadil)

    الدكتور بشرى
    سلام

    اولا لقد قرأت هاء السكت ، ولما كان من الصعب الكتابة عن فصل واحد من رواية كتبت فيها تمانية فصول يصبح الراي الذي تحتاجه ناقصا ، حتى تكتمل الرواية ... ما يعجبني في كتاباتك القصصية والشعرية والروائية اخيرا .. هو صك المفردات التي تخصك ، والاتيان بالغريب ، غير المفكر فيه ..فأنت هنا ورغم تعاطيك مع كائنات نراها ونعيش معها في كوكبنا ، لم نفكر في اي يوم ان هذا العالم الجرادي يمكن انسنته الى هذه الدرجة الناطقة .. هنالك نقطة لا ادري هل تذكر رأيك فيها ام لا ذات حديث بيننا .. وهي المعالم واسماء الامكنة في الكتابة السردية .. فقد كان لك رأي مغاير عن ما جاء في روايتك ، فقد كنت ترى ان الروايئ او القاص عليه الابتعاد بقدر الممكن عن كتابة الاسماء المعروفة التي تحدد فضاء السرد .. هنا وردت ود سلفاب ، ونرتتي ,... وإن لم اكن مخطيئ فقد عنت الساحة الخضراء مدلول مكاني محدد لدي .. هذه نقطة .
    النقطة الثانية .. وهذه لا تكتمل الا بقراءة الفصول المتبقية من الرواية ، ارى انك اتبعت اسلوب القصة في كتابة الرواية ، اي تكثيف الحدث حول البطل ، او صارت بؤرة السرد هي الجرادة التي تدور الاحداث حولها ، اعتقد ان لميلان كونديرا رؤى تخص هذا ، وكما ترى في رواياته ، وفي كتابه فن الرواية لديه مفاهيم نظرية عن رؤيته هذه .
    اتمنى ان تكمل الفصول الاخرى ، بالجد انا مشدود لمتابعة هذا العالم الكثيف ، والغريب .
    ولي عودة
                  

04-13-2005, 10:33 PM

abuguta
<aabuguta
تاريخ التسجيل: 04-20-2003
مجموع المشاركات: 8276

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مجموعة قصص قصيرة - د. بشرى الفاضل (Re: ابنوس)


    استاذى بشرى
    تحياتى لك وانت تطوف بنا مع تلك الجرادة التى اعرفها وهى من قريتى وسردك القصصى لتلك الرموز ..
    القصبة- وهى تعنى عندى العرش النزلة الباجور لقيت القطن اللقمة ملاح الروب..
    الانقاية_ تلك المساحة المشلخة التى اراها اكبر من مساحة قارة فى موسم الزراعة او النظافة(الحش)
    اللوز- تسللنا ليلا للحواشات لكسر اللوز وحشوه فى الشولات من الحوشات المجاورة
    الورتاب البتاب..وقرصاته التى تشبه قرصة الناموس حين نلعب فى التقه او نشرك للقطا او الفر
    الكنار الترعة اب عشرين وودقات امى المنتظرانى حين انسى العراقى او تمضغه بقرة او تغوص منى الشدة فى الطين...ولكن فلت ذهنى منى فجاةء فى الساحة الخضراء...التى ارتبط اسمها بالعسكر وقرارت مجلس الامن واشياء تانية تمغص
    شكرا ابوذر
    على هذه الاتكاءة وسباحتك فى عالم الرجل الوطنى د.بشرى

    موال....

    ابقى
    اظهر
    يامان...
    منى ليك
    كل
    الامان..
    ما تبيعنا
    ببريق
    الدراهم
    ووعود
    والصولجان...
    نحن يانا
    الناس القبيل
    ما تبدلنا
    ولا الزمان...

    الكلام لقوتة
    والاهداء لابوذر المطر

    ابقوتة فى ساعات الدوام

    (عدل بواسطة abuguta on 04-13-2005, 10:42 PM)

                  

04-14-2005, 08:09 AM

THE RAIN
<aTHE RAIN
تاريخ التسجيل: 06-20-2002
مجموع المشاركات: 2761

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مجموعة قصص قصيرة - د. بشرى الفاضل (Re: Bushra Elfadil)

    التحايا والتقدير لك
    د. بشرى

    وحق ل "سودانيزأونلاين" أن تفخر الآن وتتباهى
    بأن شرفتنا بنشر الفصل الأول من عمل حتما سيكون له القدح المعلا والشأو الباذخ فى عالم الإبداع
    وأنا نيابة عن "سودانيزأونلاين" أقدم لك عميق الإمتنان على تجميل الساحة ورفع قدر الإبداع هنا
    وليتك، فضلا لا أمرا، أن تواصل نشر بقية الفصول، كلما تيسر لك ذلك، رغما عن صعوبة النسخ وضيق الوقت الذى نعرفه جميعا

    والمنى ايضا يشمل الأعزاء النقاد هنا، أو من خارج المنتدى، ليسهموا ايضا فى تناول هذا الجزء

    ودمت لنا وللوطن
                  

04-14-2005, 04:04 AM

THE RAIN
<aTHE RAIN
تاريخ التسجيل: 06-20-2002
مجموع المشاركات: 2761

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مجموعة قصص قصيرة - د. بشرى الفاضل (Re: abdelgafar.saeed)

    العزيز
    الصديق عبد الغفار سعيد

    تحياتى


    علينا أن نغتنم سانحة هذا الفضاء اللامحدود المتاح لنا الآن لنشر مثل هذه الإبداعات
    والتى لا أقول قد ينساها الناس، فهى باقية ما بقى الإحساس بالجمال، ولكن لتسليط مزيد من الضوء عليهاوإتاحة قراءتها لأكبر عدد من القراء

    تحياتى لك وللمبدع د. بشرى الفاضل
                  

04-14-2005, 04:32 AM

Alia awadelkareem

تاريخ التسجيل: 01-25-2004
مجموع المشاركات: 2099

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مجموعة قصص قصيرة - د. بشرى الفاضل (Re: THE RAIN)

    الماطر

    ابو ذر

    ود. بشري

    شكرا علي هذا النهار الجميل

    محبتي
                  

04-15-2005, 00:19 AM

Bushra Elfadil
<aBushra Elfadil
تاريخ التسجيل: 06-05-2002
مجموع المشاركات: 5252

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مجموعة قصص قصيرة - د. بشرى الفاضل (Re: Alia awadelkareem)


    الأعزاء عبدالغفار وأبو قوتة وأبوذر وعالية وأبنوس
    شكراً للمداخلات ويا عزت ما قلته عن الأمكنة صحيح وهو لا زال قناعتي وذكر نيرتتي وغيرها إنما إشارات وليس مكان لحركة شخصيات الرواية . تسود الرواية فيما سيتضح فيما بعد ما أطلق عليه عقيدة الجيم كل أسماء الشخصيات والاماكن تبدا بحرف الجيم هنالك إنقاية متخيلة قرب واصل نومك والقصبة مدينة متخيلة . الساحة الخضراء لن يعود لها ذكر في النص النهائي للرواية . إحالتك لميلان كونديرا تفيدني وأقرأ له . صحيح ان الجزء الأول تظهر فيه شخصية جريرة لكنني مشغول بكتلة الجراد ككل وبالاصوات المتعددة كما في طرح باختين عن دستويفسكي وهيهات لي أن أصل لذلك المستوى . في العمل ككل سأعود للسبك بما يخدم هذه التعددية. ربما أفكار باختين هي الأقرب إلى وكما ارى فان العمل الإبداعي لا يصدر عن نظرية نقدية . هو يأتي هكذا بناء على نظرية المعرفة الحالية لكاتبه . في السنوات المقبلة سأفطن للعمل الروائي بجدية أكبر وهذا يدعوني باستمرار للنأي عن المجالات الابداعية الاخرى. سأنشر الجزء الثاني هنا علماً بأن هذه ليست فصولاً بالمعنى المتعارف عليه وقد نشرتها سابقاً كما أوضحت قبل عامين بصحيفة الأيام.

    (عدل بواسطة Bushra Elfadil on 04-15-2005, 01:16 AM)

                  

04-15-2005, 00:54 AM

محمد عثمان الحاج

تاريخ التسجيل: 02-01-2005
مجموع المشاركات: 3514

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مجموعة قصص قصيرة - د. بشرى الفاضل (Re: Bushra Elfadil)

    Quote: جاذبية

    خرج جدى البصير النابه "عبيد ود نقد"، رأسه مشغول بهموم الناس والأرض، غرق حتى أذنيه فى مفصل التفاصيل، حط قاربه فى فيئ الدومة واستظل بوارف ظلها، خمس دومات سقطن فوق رأسه، لم يمت جدى بفعل الدومات ولم يكتشف قانون الجاذبية
    كدمة ظاهرة بقيت لعدة ايام فى مقدمة رأسه.


    منذ قرائتي لهذه القصة منذ أن نشرت قبل عشرين عاما وهي عالقة في ذاكرتي، تطل في كل مرة تتكرر فيها نفس المآسي في الوطن ونبقى أسرى لحلقة مفرغة لا فكاك منها، وتطل في كل مرة في ديار الغربة عندما يمر موقف به بصير سوداني ونيوتن أجنبي! كم أثارت هذه القصة من تساؤلات في نفسي، اذا كان البصير عبيد ود نقد له نفس معامل ذكاء نيوتن IQ فلماذا لم يكتشف قانون الجاذبية ما الذي منعه، هل برمجت الثقافة المحلية عقله فأصبح متجمدا في مفهوم متبلد للكون مثل جهاز كمبيوتر به برنامج تشغيل قديم وبطئ؟ هل من أمل في أن يوقظ البصير كوامن الابداع في عقله ويحرره من نمط التفكير الذي اعمى بصيرته؟

    التحية لكاتب هذه القصة التي تبقى في عقلي محاطة بإطار مضئ يجعلها تبرز من بين الاف القصص التي قرأتها ونسيتها عبر رحلة عمر منهكة.... التحية للمبدع د. بشرى الفاضل.
                  

04-15-2005, 08:46 AM

THE RAIN
<aTHE RAIN
تاريخ التسجيل: 06-20-2002
مجموع المشاركات: 2761

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مجموعة قصص قصيرة - د. بشرى الفاضل (Re: THE RAIN)

    تحايا للأعزاء

    أبوقوتة

    عزت أبنوس

    عالية عوض الكريم

    محمد عثمان الحاج

    د. بشرى الفاضل

    ومزيد من القراءة
                  

04-15-2005, 11:58 PM

Bushra Elfadil
<aBushra Elfadil
تاريخ التسجيل: 06-05-2002
مجموع المشاركات: 5252

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مجموعة قصص قصيرة - د. بشرى الفاضل (Re: THE RAIN)


    الاخ محمد عثمان الحاج
    تحياتي
    أشكرك على اهتمامك بنفاطع قصصية وتحديداً بقصة نيوتن . تشغلني مثل هذه المفارقات في مجتمعنا باستمرار واكتبها أحياناص شعراص وأحياناً سرداً قصصيا وبعضها يحيق به الإخفاق التام. شخصي كاتب يدرك أن له أيس آند داونز في الكتابة الإبداعية وشد ما يضايقني أن اظل تجريبياً هكذا منقاداً لخيالي وتجربة كتابة رواية كل شخصياتها من الجراد المؤنسن أتخوف منها حالياً وقد لا أدفع بها للنشر في كتاب لكن أرغب في ملاحظات المتداخلين هنا أبي ذر وأبنوس وعبدالغفار وعالية وابوقوتةوشخصك كما عبر عن ذلك يوسف عزت بملاحظات قيمة بالنسبة لي فيما يلي الجزء الثاني من سيمفونية الجراد.

    2 جرير


    باتت جريرة شتوياً فنحن لا ننام لكننا نبيت وشتاؤنا ثمانون جاغة أي إثنتان وخمسون ساعة بحساب البشر. كانت جريرة في خلوتها مع غصة هاء السكت حين دهمتها أحلام الجراد . وأحلامنا بخلاف أضغاث البشر تتحقق بعد جردات أحلامنا كالسيمفونيات تبدأ بجرادة فريدة تغني صولو ثم جرادتان في دويتو ثم ينطلق شجو الكورال السرب ثم أوركسترا الأسراب الكونية المصفاة الراقية. حيث صيغة منتهى الخضرة . كل جرادة تغني بواحد من الألف من التون بموسيقى لم يحلم بها موتسارت . و ما يلبث الحلم الحقيقي أن يدخل في غرضه ثم يبدأ الإنسحاب التدريجي في الحلم من الخضرة المتناهية إلي الخضرة أي كلام البشرية فالى الأزرق البرزخ فالصفرة ثم الصحو باللون الذي يكيل دائماً حماد.
    رأت جريرة أولاً جريراً يخاطبها مغمغماَ . هو يتكلم ببطء شديد وهي لا تكاد تفهم شيئاً بدا لها جرير غريباً في الحلم حتى أنها كادت تبكي وفتحت فمها لكي يبدأ النشيج لكن هاء السكت دهمتها فجأة. جريرة لم تسكت هذه المرة بل ملأت بالدهشة جوفها واستغرقت في ضحك كتوم حين أدركت أن هذا يتم أثناء الحلم . ضحكت جريرة في سرها وضحكت ثم ضحكت وضحكت حتى قادها شلال الضحك إلى صحوة مفاجئة لا تشبه تلك الصحوات البشرية غير البريئة. . ثم تذكرت أنها جائعة حد التصاق جنبي بطنها الرشيقة . ذلك ثم ما لبث أن سمعت حركة تدب بالقرب منها فالتفتت لترى عتابةً نشطة . كانت من قبيلة الجبورة . طارت جريرة نحوها كالسائرة دون أن تفرد جناحيها كأنها طائر متردد لم يتخذ قراراً بعد بالطيران ولا بالسير . طارت سائرةً نحو العتابة لتسأل
    _ قولي لي يا شابة ألا توجد دوحة بالناحية
    هزت العتابة رأسها بالنفي لكنها قالت مستدركة
    ـ لا .اللهم إلا طندبة التطبيب.
    ونظرت الجبورة الى بطن جريرة الملتصقة ففزعت ثم تب تب عتبت قافزة نحو النهر وبعد ربع جاغة عادت تنوء بأحمالها من الجرجير والقت به أمام جريرة .طارت جريرة من الفرحة ثم جرت اليها جرجيرة وجرجيرة وجرجيرتين وعشر حتى استردت عافية سنين ورمقت الجبورة بامتنان وقالت مداعبة
    ـ هل اسم قبيلتكم جبورة أم قبورة
    فردت العتابة الكريمة
    _ــ جبورة والغريبة جراد الشمال يسمينا قبورة فهل هذا مهم؟
    ومدت جريرة يدها
    ــ جريرة
    ــ عتبة
    يا ألف مرحب.
    وهكذا تعارفتا خلال شائق الإبتسام .
    العتاب والجراد في علاقة تاريخية ورفقة ممتدة الجذور . أصلاً العتاب جراد لكن يبدو كما لو أنه انتقصت منه حركة واحدة فلم تكتمل صورته إن كان الطيران يعني الكمال . ولذا يتحرك العتاب مثل حركة الممثلين من أيام شارلي شابلن. ويسخر فلاسفة الجرا د العتاب من ارتباط الكمال بالطيران ويستدلون بالبشر الذي لا يطير إلا مستعيناً بالحديد الهدار الذي يدمر الأكوان سعياَ وراء محاكاة الجراد. الرفقة بين العتاب والجراد أكثر من حميمة. العتاب يخدم الجراد بأفضل مما تخدم البشر الكلاب .البشر يستغلون الكلاب لكن الجراد يرد على خدمة العتاب في المسائل الاستراتيجية كالتنبيه بخطر القنبلة المبيدة أو شباك أكلة الجراد من الإنس المتوحشين والوحوش وغير ذلك وبما أن التاريخ الحميم مكتوب في جيناتنا فلا اتفاقيات ولا شروط كل يؤدي دوره في خدمة المجموع . ولولا تدخل البشر لما حصل مثل هذا الإنفلات الجديد في عالم الجراد فهنالك فصائل جرادية قطنت مؤخراً جوار حي بني طفيل البشري تشربت أفكار أولئك البشر .الوحوش . وهم يحكمون سائر أسراب الجراد الآن بالحيلة والزندية . المشكلة أن بقاء جريرة قرب إنقاية واصل نومك جعلها جرادة ساذجة نوعاً ما .مسكينة هي لا تعلم بما حل بحبيبها جرير .لكن يبدو أنها ولحسن الحظ وقعت في طريق فيه مخرج لها من أزماتها فهذه العتابة عتبة لها معارف من الجراد المثقف أمثال الشاعر جرداق وجابودي وجراري وجارد الحازم وغيرهم .
    · أكلت جريرة الجرجير بمتعة كأنه موليتة من واصل نومك في عز الخريف . ولمعت في خاطرها أثناء الازدراد صورة ريحانة آسرة العطر فتذكرت أيام مجدهما الغابر هي وجرير قبل شتات القنبلة المبيدة الأخيرة التي ذهبت بريح كتلة سربهم الأخاذ الملون قبل جوغات طويلة سابقة لنكوص جريرة لجرداء قرب واصل ببطن الجزيرة. تذكرت جريرة كل ذلك في جانيات معدودات ثم طفقت تغني باللوعة كلها وانطلق الحنين
    ــ تك . تكم. تك تك تكم. تك تكم. تكا تك تكم
    ثم أفردت جناحيها ودارت راقصة في فضاء القصبة وجارودي رغم غموض الأحداث. وشاق عتبة رقص جريرة البديع وأخذتها حركتها الرشيقة هناك في الأعالي فأيقنت أن ضيفتها عاشقة وسألتها وجريرة لا زالت تدور في بداية التسخين
    ـ إلى أين ونحن لم نتعارف بما فيه الكفاية؟
    ومن علٍ سمعت صوت العاشقة يقول
    ـ هو مشوار ضروري . سأعود ونفتح قلبينا. شكراً لحزمة الوجبة الدسمة .
    وردت عليها عتبة
    ـ طيب تجدينني هناك ــوأشارت لأكمةــ عند طندبة التطبيب . وهذا الحي اسمه جرورة تذكري . لكن جريرة كانت قد طارت ولمع في مفاعل التسريع الدماغي لديها خاطرة خافتة من البعيد البعيد عن مذاق حسوة بشرية تذوقتها صدفة وثملت بها. وفي سرها قالت هذه الجرادة الحريرية الشاعرة العاشقة
    ـ آه وآه ثم آه من غموض الأكوان .
    ولو كانت جريرة نشأ ت في صحبة بعض بنات حي جرورة المتفتح لآمنت بال ري انكارنيشن وهذا أيضاً من أسرار الكون .
    طارت جريرة وطارت طارت وحلقت فوق سماء القصبة وهالها الحجم الهائل للحجارة والحركة شبه الجرادية للحديد الهدار الأرضي بأكثر من الجوي وللبشر المعذبين . كان الوقت أول الليل .دارت جريرة دورة كاملة حول المدينة متجهة نحو جارودي . واعجبها من علٍ السيف المجوهر بالنجوم ولأنها مبرمجة بحب جرير وحده فما كان في خلدها سوى الانطلاقة من جديد نحو بستان الخضرة الرهيب . طارت جريرة لكنها فقدت بوصلتها الى الساحة فرأت أنه من الأفضل المجيء اليها من ناحية الجزيرة وهكذا طارت فوق صوتياً الى هناك . وبعد جانيتين أو ثلاث لمحت جرادة أخرى تطير مسرعة رغم وزنها الزائد . كانت تبدو مع الضوء الخافت مثل خياراية. شيئاً فشبئاً اقتربت جريرة من الجسم الجرادي فتعرفت من خلال ابتسامتها على جرة بنت ناحيتها في انقاية جرداء . جريرة لا تقاطع جرة مثل الكثيرين في واصل . فقط تعتقد أن جرة أخطأت التقدير مثل الكثيرين بعد الهجوم النووي الأخير . وخلال تبادل التحيات صاحت جرة كالمندهشة
    ـ هاي جريرة. لسة ما وصلتي ؟
    تعجب جريرة الشاعرة من لغة الشابات الطالعات. متقنة في بيان أغراضها لكنها شالو وغير شاعرية .تتيقن جريرة أنها لغة ليست جينوين. ردت جريرة كما لو أن الأمر فزورة
    ــ وصلت ولم أصل . لم أقابل جريراً بعد .
    وغمغمت جرة في سرها ماذا لو حكيت لها عن تحرشات جرير بي أول ما وصلت للبستان ؟ لكن جرة عدلت عن فكرتها وقالت من تحت فمها متأوهة
    ــ أوه شابكانا جرير .. جرير .
    ثم توكلت وقالت
    ـ سأكلمك الآن بصدق . جرير يرافق ثلاث بعدك ببستان النعيم.
    ـ ها ..
    زفرت جريرة رفضها للخبر ثم ما لبث أن ملأ الغضب جوفها العامر بالمحبة وانقطع الحديث بينهما فطارت صامتة لا تدري ما تفعله تجاه تصريحات هذه الجريدة الغامضة. لكن جرة واصلت حديثها فقالت
    ــ أعلم أن الجميع يعتقد أنني منزلقة . لكن هيلاه وهيلاه ما انزلقت ولم أورد خبراً واحداً عن جراد الجزيرة لأتباع جبادة . أنا اجيء لهذه الجنة لأن العيشة سهلة وما خصني كان الرجال بيجوا عشان حورها أو ما يجوا ما خصاني وتعالي ياجريرة النسألك واصل ديك شن فيها بلا السجم؟
    استمرت جرة تثرثر وتثرثر ناسجة خيوط مرافعتها أمام قضاة انتفاضة أسراب جراد وهمية لكن جريرة كانت في شبه غيبوبة تطير لأن هناك هواء رحيم يدفع بها الياً مثل طائرة معطوبة . وفي سرها قالت جريرة
    ـ هيلاه . يا جرير ..جرير هل ترى ما تقوله هذه الجرة وهل ما رأيته في الحلم صحيح؟ أين أنت الآن يا حبي . يا جرجاري في عالم مليىء بالأسمال . يا حصن الأوزان والقوافي والحلم بسربنا الأبدي .
    صدحت جريرة بذلك ثم دهمتها سنة من نعاس حتى كادت أن تهوي فالهواء الشفوق يدفعها نعم لكن من شروطه الوعي. وصاحت من أمامها جرة مرة أخرى
    ـ اسمعي يا جريرة أن أتفهم أنك لا تصدقينني . لكن وبما سأستعين بذكائك الذي يتحدث به الجميع في واصل وقدراتك التي أثنى عليها المعلم أبو الحصين كثيراً ,لأشرح لك ما جرى فبعد أقل من نصف جاغة نصل إلى البستان وستتحققين بنفسك من صحة ما أقول . البستان يحكمه جبادة وكما تعلمين فهو يحكم سائر الجراد من جابودي إلى كافة النواحي والإنقايات. جبادة يحكم حتى مناطق لم يرها ولم يسمع بها .
    سكتت جرة ثم واصلت إزاء صمت جريرة الذي كان يوحي بأنها تصغي
    ـ مش تقولي واصل القريبة دي . جبادة يحكم الجراد من قرب جامينا وجراد جنينة وجبل الجراد وجراد جابرة وجوبا والجبيلية وجبيت وجيلي وجبل أم علي وجابرية إلى عند جبلاية الجقر وجراد جـ....
    وهنا قاطعتها جريرة المبرمجة
    ـ هل ما قلته عن جرير صحيح يا جرة؟
    فردت جرة . هو لم ينس عشرتك. يذكرك دائماً . لكن يبدو أنه مشغول . لقد عينوه حامياً للصوتيات التي ترسل اشاراتها لسائر الجراد في جابودي وعواملها مما ذكرت. يرافق جرير ثلاث أخريات هن جغمة وجافلة والأخيرة نسيت إسمها.
    صمتت جرة . وطارت جريرة حانقة موازية لها بالدفع الآلي حائرة فلا تسمع من طيرانها إلا خفق الأجنحة. طارتا وطارتا وفي كل هذه المدة كانت كلمة واحدة مثبتة في دماغ جريرة شبه المعطل. كانت الكلمة تقول جرير
    وبدأ هسيس شعر جريرة الصافي يغني حيرتها نيابة عنها
    تك .تككم . تك تككم. تك تككم تككم تككم .
    وشيئاً فشيئاً دخلت الجرادتين في اللون الأصفر ثم الأزرق وفيه صاحت جرة
    ـ هيلاه .
    اقتربنا أخيراً من النعيم
    ثم لاح البستان الغريب .الخضرة التي في الأحلام . تلك الخضرة التامة التي كادت أن تنسي جريرة برمجتها الجريرية. قالت جريرة في سرها حين أحكي لجرير عن كذب هذه الجرة فما ترى سيصنع بها ؟
    حلقت الجرادتان الجزيريتان وحلقتا معجبتان كل واحدة لأهدافها بالخضرة ونسيت جريرة غصة اللطمة التي تلقتها سابقاً حين زارت البستان لأول مرة . وطفقت تتخيل ما سيحل بعد ثوان حين يشرق جرير الفتى الوسيم الرشيق رفيق الصبا والشباب . وقادتها جرة لمسكن جرير وصاحت جرة ما أن اقتربتا من الفيلا
    ــ جرير ..جرير أنظر من قادمة اليك ؟
    وخرجت جرادة من الفيلا. هي رفيقة جرير اليافعة الأخيرة فيما يبدو . ثم ما لبث أن غامت الدنيا حين خرج فتىً جرادياً ضخم الجسد والبنيان لا تكاد تعرف أوراكه من أوداجه . ولأن جرة تعرفه صاحت به
    ـ يا جرير أنظر فوقك .ألا ترى؟ هذه جريرة.
    ـ جرير؟ قالت جريرة قافزة هلعة . وعاودت النظر تحتها نحو جرير فأرعبها ترهله وتخمته غير المتناسقة مثل حكام الجراد الريفيين. ولم تجد فيه غير كائن يشبه الجرذ.
    وصاح جرير بلا انفعال
    ـ أهلاً جريرة. كنت سأعود قبل جوغتين وأحكي لك بالتفصيل سر غيابي ولكن ع أت كم ته
    تلعثم جرير.
    وما كان لائقاً من الجرادة اليافعةأن تضع جناحها فوق كتف جرير المترهل لكي تؤكد حيازتها له . كانت تلك حركة زائدة منها فهي لا تعرف جريرة . أما جريرة فقد أجرت عملية حاسوبية كونية في ثوانٍ فأدركت كل شيء. وتيقنت أن جريرها إنما أصبح في الذاكرة وقد ذهبت به السنون الغوابر . أما هذا الذي أمامها فهو ليس إلا كتلة لحم توجهت نحو الخضرة المعدلة وراثياً ترتع فيها وترتع كأن ليس هناك معذبون في واصل نومك وضواحيها التي هي ضواحي الضواحي . ترتع كتل اللحم القميئة هنا كلها ولا شك وتأكل مما يزرع الجراد العتاب دون حساب. أقبل جرير نحوها رافعاً قوادمه وهو يقول بصوت خال من التعبير
    ـ أهلاً
    لكنه فوجىء بصرخة جريرة الموجوعة الداوية
    ـ شييييل إيدك يا جرذ!
    ذلك ثم دارت جريرة دورة سريعة فارتفعت فوق أحزانها وفجيعتها إلى أعلى مثل عامودبة بشرية وحلقت معها غضبتها فلم تسمع رجاءات جرة التوفيقية المتوسلة. غابت الخضرة في سيكلوجيا الغضب وهكذا حين نظرت جريرة خلفها بغضب أيصرت البستان حقلاً من النيران ونبست لها نفسها فقالت
    ـ يا لها من جنة جهنمية.
    ذلك ثم طارت جريرة وطارت طارت وطارت إلى أن لاحت لها شجرة دليب وهناك حطت أحزانها وتأوهت علها ترتاح وكان يلفها طنين الكون. كان الوقت ليلاً لا زال ,غابت عنه جمرة الجراد القمراء فاشتبكت ظلمته بالظلمة التي حلت بروحها .وحلت بحلقها غصة فظنت أنها ستبكي لأول مرة في حياتها فجريرة لم تعرف الأنين لكن تلك الغصة كانت هاء السكت التي حلت بها وهي بين براثن الفاجعة فسكتت.
                  

04-16-2005, 01:56 AM

THE RAIN
<aTHE RAIN
تاريخ التسجيل: 06-20-2002
مجموع المشاركات: 2761

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مجموعة قصص قصيرة - د. بشرى الفاضل (Re: THE RAIN)

    أستاذنا الجميل
    د. بشرى

    دوما يتكامل بك المعنى
    ويزيد بهاء المكان

    أرجو وأتمنى حضور الأقلام الناقدة، للولوج الى روح وجسد الكتابة هنا

    أما عن نفسى، فأصدقك القول أنى لا أملك الأدوات النقدية الكافية، حاليا على الأقل، كيما اسير بطريقة سليمة، وأكتفى بمقاربة النص قارئا ومتذوقاعلى الرغم من حضور "النقد" كمادة دراسية اساسية فيما درسناه من منهج

    ولك التقدير كاملا، وفى انتظار المزيد منك يا دكتور
                  

04-16-2005, 02:11 AM

محمد عثمان الحاج

تاريخ التسجيل: 02-01-2005
مجموع المشاركات: 3514

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مجموعة قصص قصيرة - د. بشرى الفاضل (Re: THE RAIN)

    في البداية ظننت أنني أقرأ fable من نوع جديد رائع، ومن ثم ذكرتني جاك لندن و قدرته المذهلة على رؤية العالم بعيون كائن آخر ولكن هذه تميزت على رؤية جاك لندن بلغة موسيقية رائعة و ببناء حقيقة افتراضية virtual reality ينتمي الى عصر فيلم سيد الخواتم Lord Of The Rings. إنها حقا سيمفونية رائعةورحلة كرحلة منطق الطير لفريد الدين العطار. وإن كان من المحزن أنها لو ترجمت فسيستحيل أن يحس القارئ الأجنبي بمعجزة الجناس البلاغي العربي فيها. إنها مغامرة نثرية تطاول مغامرة حسن طلب الشعرية. وهي تمتلك ما يكفي من خيوط الإثارة لتشد انتباه القارئ. قراءاتي في الأشهر الأخيرة غلبت عليها الـ thrillers مع ذلك فهذه المقاطع من سميفونية الجراد لم تشعرني أبدا بالملل فبها عنصر إثارة استكشاف عالم جديد مجهول. لقد وجدت كولن ويلسون مملا في كتابته عن عالم العناكب وبالكاد استطعت إكمال الكتاب لكن سيمفونية الجراد تبشر بكتاب سأنتظر صدوره بتشوق.

    (عدل بواسطة محمد عثمان الحاج on 04-16-2005, 02:13 AM)
    (عدل بواسطة محمد عثمان الحاج on 04-16-2005, 02:19 AM)

                  

04-17-2005, 10:14 PM

THE RAIN
<aTHE RAIN
تاريخ التسجيل: 06-20-2002
مجموع المشاركات: 2761

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مجموعة قصص قصيرة - د. بشرى الفاضل (Re: THE RAIN)

    ومزيدا من دفق "البشرى" النمير
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de