أكتب عبر صحيفة الخرطوم عاموداً اسميته اسماً بالعامية (لقيات)من لقية كل ثلاثاء نشرت منه حتى الآن 29 حلقة ورأيت أن اشرك قراء المنبر في بعض تلك اللقى.
لقيات 27 الحقيقة والوهم في حديث البروفيسور عبدالرحيم على بشرى الفاضل [email protected] في الحوار الذي اجراه الصحفي الزبير سعيد من جريدة الخرطوم مع البروفيسور عبدالرحيم على رئيس مجلس شورى المؤتمر الوطني ونشرته هذه الصحيفة أول من أمس الأحد رد رئيس مجلس الشورى في الحزب المعني على سؤال عن المعارضة وحالة كونها ليست على قلب رجل واحد فقال:" المعارضة لها دور في كل بلد ويمكن ان يكون إيجابياً إذا استخدمت الحرية المتاحة في بيان وجوه الضعف والدعوة لتلافيها أما إذا كانت مجرد كيد متصل من أجل إسقاط نظام فإنه يؤدي إلى تساقط الأنظمة الواحد بعد الآخر". رد البروفيسور عبدالرحيم الوارد هنا يحتوي على الكثير من الجوانب التي تستدعي مناقشة جدية.أولاً نلاحظ أن البروفيسور عمم وهو الاكاديمي فالسائل سال عن المعارضة المعرفة بالألف واللام المقصود بها المعارضة السودانية فلماذا الهروب والحديث عن دور المعارضة في كل بلد من البلدان.والتعميم الثاني كان في الحديث عن إسقاط" نظام" هكذا جاءت غير معرفة بينما المعارضة تستهدف بالفعل إسقاط النظام الحالي وهو النظام الذي نعتبر البروفيسور عبدالرحيم على أحد كبار شخصياته.وماله إذا هدفت المعارضة إلى إسقاط النظام ؟ أ ليس هذا حقاً مشروعاً و بلغة البروفيسور " في كل بلد من البلدان؟" . وهنالك سؤال نود ان نوجهه لبروفيسور عبدالرحيم علي رئيس مجلس شورى المؤتمر الوطني : ألم يكن حزب المؤتمر الوطني حين كان اسمه الجبهة الإسلامية القومية(جاق)معارضة ؟ولنفترض أن دوره وقت ذاك قبل عام 89م كان إيجابياً وأنه استخدم الحرية المتاحة له في بيان وجوه الضعف والدعوة لتلافيها تماماً كما رأىالبروفيسور هنا علماً بان الحرية في حكومة الصادق المهدي قبل عام 89م كانت بلا ضفاف إذ لم يكن وقتها هناك حديث عن هامش حرية أو "ها موش حرية". فإذا كان الامر كذلك فلماذا تخلت الجبهة القومية والدة المؤتمر الوطني الحالي عن بيان وجوه الضعف والدعوة لتلافيها وقفزت على ظهردبابة و جلبت لبلدنا الحر الديمقراطي وقتها الذي كان تعافى من المايوية بمصيبة الإنقاذ؟أليس الإنقلاب أكبر من " الكيد المتصل من اجل إسقاط النظام" وهي عبارة البروفيسور عبدالرحيم على رئيس مجلس الشورى الواردة هنا بأعلاه في ذم المعا رضة إن تآمرت ؟ ومن ترى يكون اكبر المتآمرين يا ترى ذلك الذي يكيد من أجل إسقاط النظام بطريقة لاندري كيف؟ ام ذاك الذي يصل إلى السلطة مباشرة عن طريق الإنقلاب في ليلة واحدة مباشرة دون كيد؟ لا يا سيادة رئيس مجلس شورى المؤتمر الوطني.الإنقلاب ليس كيداً بهدف إسقاط ا لنظام الإنقلاب إسقاط للنظام "راسو عديل". هكذا تتكشف إذن هشاشة عبارات تنظيم المؤتمر الوطني عند أعلى القيادات فيه.إنها عبارات من سباكة اللحظة، لحظة السؤال. طالما إنها لا تنطبق على كل حالة فتثبت صحتها كما في حالة القفز بالزانة إلى ظهر الدبابة في ليلة الثلاثين من يونيوالحالكة. في تلك المقابلة قال البروفيسور عبدالرحيم على في الرد على سؤال آخر : " لا توجد أسباب حقيقية للصراع في السودان بل إنها كلها اسباب متوهمة وتحتاج لمن يبين للناس الفرق بين الحقيقة والوهم."ونحن نرد على هذا الكلام بأنه توجد اسباب حقيقية للصراع في السودان.بل إن السودان حالياً اصبح كله صراعات. وشكراً سنبين للناس كما طلبت الفرق بين الحقيقة والوهم .الحقيقة هي أن غالبية الشعب السوداني ترفض الحكومة الحالية والوهم هو ظن الحكومة الحالية بأنها تحظى بتأييد" 99،99%" من أفراد الشعب السوداني الأحياء منهم والأموات واالجن المسلم ونسانيس وقرود الغابات.
لقيات 29 من الذي يضع طبقة شمع بين الحركة الشعبية وحزب الامة طبقةالشمع التي اعنيها هنا دون مواربة هي تلك المآخذ أو حتى أشكال القطيعة بين حزبي الامة والحركة الشعبية مما يتجلى في أوضح صورها في حديث كل من الدكتور منصور خالد والسيد الصادق المهدي. الصادق المهدي اكد اكثر من مرة ألا خلاف مبدئي بينه وبين الراحل جون قرنق ولعله لاخلاف مبدئي أيضاً حالياً مع بعض القيادات المتنفذة في الحركة الشعبية. لكن منصور خالد يرى أن الصادق المهدي في إشاراته مثلاً في التعليق على ورقة د.الواثق يكشف عن خلاف وهو خلاف وصفه منصور خالد بالمفتعل. قي مقابلة فضائية جرت مؤخراً في إحدى الفضائيات العربيةوصف الصادق المهدي منصور خالد بأنه يرى الامور بنظارة سوداء.وكان منصور خالد قد انتقد الصادق المهدي في مقال نشره ضمن سلسلة مقالاته بالرأي العام في مارس الماضي جراء موقفيه النقيضين في حيبوتي وبعدها" حين قرر حزب الامة ان يتجه منفردا ًللتفاوض مع نظام الإنقاذ ودفعته الثقة لأن يقول بأنه حقق تسعين بالمائة من مطالب التجمع وقال السيد الصادق المهدي وقتها ذهبنا لنصطاد ارنباً فاصطدنا فيلاً قبل انتهائه فيما بعد لوصف ماقنصه في حيبوتي بالفطيسة. وجه منصور خالد قي ذلك المقال سؤالاً يقول"إن كان فيما قنصه السيد الصادق المهدي في جيبوتي خلال يوم واحد فيلاً جسيماً فلماذا لايرى فيما اصطاده غيره من الصيادين في نايفاشا بعد عامين من الحوار بازياً اشهب لا يتساوى البتة مع الرخم؟ يرى منصور خالد أن هذا البازي الاشهب -وهو ما قنصته الحركة الشعبية- يمثل فرصة أخيرة لبقاء السودان موحداً والفرص بروق يقول الدكتور منصور خالد والذي يغفل تلك الفرصة لن نرميه بإدمان الفشل فحسب بل ايضاً بالحساسية تجاه النجاح.وبين منصور خالد عبارته بالإنجليزية أيضاً. هذه طبقة شمع دون جدال تجعل الحوار بين الحزبين الكبيرين حوار طرشان دون شك.واقول الحزبين الكبيرين لأنني على قناعة بأن الحركة الشعبيةهي اكبر حزب في الجنوب على الرغم من تمددها في الشمال وحزب الامة هو أكبر حزب في الشمال بوجود أيضاً في الجنوب على الرغم من وجود المؤتمر الوطني في السلطة والإعلام ورغم ثراء هذا الحزب الفاحش وإدعائه بأنه الحزب الأول في الشمال.انا لا اتحدث إنطلاقاً من معطيات الإنتخابات التي جرت بعد الإنتفاضة بل من المعطيات الحالية وقرائن الاحوال وإن لم يقتنع الدكتور منصور خالد بذلك فلنقل حزب الامة والإتحادي الديمقراطي والحزب الشيوعي وكافة أحزاب الشمال غير المؤتمر الوطني وغيرالاحزاب الصغيرة الموالية له.وهكذا إن لم تكن هناك أجندة خفية لدى بعض مفكري واعضاء الحركة الشعبية ترمي لإقصاء هذه الاحزاب بالتحالف مع المؤتمر الوطني ذلك ربما لان هذه الاحزاب تقف في طريق حلم الحركة الشعبية في بناء السودان الجديد فإنه ينبغي ولمصلحة الشعب السوداني أن تزول طبقة الشمع هذه فلا يستمر حوارالطرشان.فالخلاف اتمنى ان يكون كما قال الدكتور منصور خالد خلافاً مفتعلاً وألا يكون هناك كما قال السيد الصادق المهدي خلاف مبدئي بينه وبين طرح الدكتور جون قرنق.هذا ادعى لأن يكون حزبا الحركة الشعبية والامة مفتاح الحل لمشكلة السودان السياسية العصية بتكوين تحالف قوي عريض يثبت إتفاقية السلام في نايفاشا باكثر مما تفعل حكومة الوحدة الوطنية حالياً ويعيد التحالف بين الحزبين لتجمع الاحزاب السودانية وهجه الذي خبا بريقه وقضى نحبه في اعتاب مجلس الشعب.ولتكن في ذكرى النضالات السابقة المشتركة خير عون لهذا المسعى ففي السياسة لا مستحيلات.
05-31-2007, 04:45 PM
Elbagir Osman
Elbagir Osman
تاريخ التسجيل: 07-22-2003
مجموع المشاركات: 21469
عزيزي الباقر تحيات زاكيات انت الذي انقطعت.قلت لي ستعود لبوست دعوة للتفاكر الذي ذهب إلى الإرشيف هل تذكر ولم تعدأنت .كنت أنتظر رأيك وساعيد ذلك البوست للمفاكرة في المنبر بعد أيام.الآن ولظروف خاصة (وفاة بابكر حامد إبراهيم , الصديق بجدة) سأنقطع عن المنبر لمدة ثلاثة ايام على امل ان اعود ولا أعرف لينك الخرطوم بالشبكة لكن لقيات تنشر كل ثلاثاء وسانشرها هنا تباعاً حتى الحلقة الاولى.
06-02-2007, 06:28 AM
أبوذر بابكر
أبوذر بابكر
تاريخ التسجيل: 07-15-2005
مجموع المشاركات: 8629
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة