زمراوي... أعجمي نوبي أفصح من أهل الضاد!

Quote: الـنـاظــر هـبـانـى تـســلـم يـاأخـى وأنـت تـوثـق لـواحـد مـن رمـوز أصـالـتـنـا -- لـيـس كـنـوبـيـيـن فـقـط ولـكـن كـســودانـيـن. فـقـد ولـغ الـرجـل فـى حـنـايـا الـعـاطـفـة والإنـسـانـيـة والـحـب الـصـادق للـوطـن. فــجـاء شــعـرة صـدى لـمـا لـم يـســتـطـع الـتـعـبـيـر عـنـه أكـثـر الـنـاس حـبـا لـهـذا الـوطـن الـجــريـح؛ ســاعـده فـى ذلـك تـمـكـن فـريـد مـن مـجـامـع الـلـغـة وجـزالـة تـعـابـيـرهـا فـهـنـيـئـا لـنـا أنـه بـيـنـنـا وأنـت كـذلـك تـذكـرنـا بـحـمـال روحـه وصـدق تـعـابـيـره وحـلاوه كـلـمـاتـه وطـلاوة شــعـره, وأشـهـد الله – ايـهـا الـنـاظـر – أنـك مـرآة لـذلـك الـجـمـال تـعـكـسـه لـنـا وتـجـسـده أمـام نـاظـريـنـا دلـيـلا عـلـى إنـسـانـيـتـكـمـا المـتـجـذرة. وأود أن أورد لــه مــعـلـومـة فـى هــذا الـشــأن، ذكـرتـهـا مـن قـبـل. حــول سـلاسـة لـغـة الـنـوبـيـن الـعـربـيـة وتـمـكـنـهـم مـنـهـا. فـقـد كـان كـثـيــرا مــن أســاتـذة اللـغـة الـعــربـيـة والـديـن، بالمـدارس الـوســطـى والـثانـويـة، فـى الأربـعـيـنـيات والخـمـسـيـنيات والـســتينـيـات، مـن الـنـوبـيـيـن عـمـومـا -- خـاصـة الدناقــلـة والـمـحـس. وكان غــالـبـيـة مـن أعــيـروا أو إنـتـدبـوا أو إلــتـحــقــوا كأســاتـذة تـأســيـس بالـمـدارس الـســعـوديـة والـيـمـنـيـة والـخـلـيـجـيـة الأخــرى مــن أهــلـنـا الـنـاطـقـيـن بـغـيـر الـعـربـيـة. وروى لـى صـديـق دبـلـومـاســى أن أحـد الأمــراء، وأخــالـه، الـدكـتـور الــشــاعـر عبدالله الـفـيـصـل يــحــكـى عـن مـفارقـات الـســودانـيـيـن فـيـقـول:بــأنـهـم كانـوا مــن أحـذق الـمـعــلـمـيـن فــى تـدريـس اللغــة الـعـربـيـة، ويـطـلـبـون جــهـدا كـبـيـرا مـن تـلامـبـذهـم فـى تـجـويـدهـا. حـــتـى لـتـظـنـهـم أفـصـح أهـل الأرض فــيـهـا وأعــلـمـهـم بـقـواعــدهـا. ولـكـن مـا أن يـلـتـقـى أحــدهـم بـالآخــر إلاويـنـســون كـل ذلـك وتنــطـلــق ألـســنــتـهـم بــلـغــة عـجـيـبــة "مــا ظـنـت أن بـشــرا كان يـمـكـنـه أن يـعـرف مـاذا يـقـولــون." فــمـا رأيــك يــا أخــى الـنـاظـر؟ هــل هـى عــبـقـريـة الـوعــى أم أصــالـة الإنـتـمـاء؟ ومـن يـجـب عـلـى هـذا الـســؤال يـضـع أصـبـعـه عـلـى ســر إبـداع مـولانـا زمـراوى. ولــكـمـا وللـمـتـداخـلـيـن الــود.