دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
|
ديوان (صهوة العمر الشقي) باكورة الشاعر عبد الاله زمراوي
|
صدر ديوان (صهوة العمر الشقي) للأخ العزيز عبد الاله زمراوي عن دار عزة للطياعة والنشر. المقدمة للشاعر الكبير حمد المكي أبراهيم. تصميم الغلاف للفنان التشكيلي العالمي حسان علي أحمد. جاء زمراوي ممتطيا صهوة العمر الشقي ليبشر بنسوة الزمن الوفي ، قصائد الديوان موزعة ما بين رومانسية حالمة، وواقعية منحازة، ترتفع بك أحيانا الى أقصى تجليات الحلم الشفيف، ثم تقتحم في أحايين كثيرة تلك المسافة ما بين الواقع والحلم، وتستعير في كثير من الأحوال حناجر الجماهير الهادرة وتأخذك في الصخب اللذيذ، هنيئا لنا بعبد الاله زمراوي الشاعر الذي ظل على صهوات العمر الشقي وما ترجل.
سيف الدين عيسى مختار
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: ديوان (صهوة العمر الشقي) باكورة الشاعر عبد الاله زمراوي (Re: عبدالأله زمراوي)
|
لصديقي الجسور والشاعر عبد الاله زمراوي
بحق بملء الفم نقولهاداوية اليوم بيننا شاعر فذ يمتطي صهوة قافية جديدة ولحن وموسيقي جديدة ومفردات ثورية جديدة وانيقة بعد ان قرات هذا السفر الجميل في شكله ومضمونه وسحت سياحة بالمجان في اعماق الثورة في السودان بعبقها وتفاصيلها الجميلة الخالدة عبر هذه المفردة الجسورة المفعمة والمشبعة باحساس الثائر الوطني النبيل والذي هو صديقنا وحبيبنا مولانا عبد الاله زمراوي الف مبروك المولود الجديد قنديلا يضيء ليالي العتمة في هذا الطريق الطويل. اخوكم هشام هباني
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ديوان (صهوة العمر الشقي) باكورة الشاعر عبد الاله زمراوي (Re: bushra suleiman)
|
عبدالاله زمراوي ونور الدين منان صوتان في الشعر النوبي السوداني
منذ انتفاضة أبريل وطوال سنوات الديمقراطية الثالثة سيطرت على الوجدان النوبي حالة من المرح السعيد مقترناً ذلك بصعود سياسي واقتصادي للمنتمين إلى الاثنية النوبية ومصحوباً بوجود بشري متزايد في الخرطوم وخاصة في منطقة الكلاكلات، فظهر النادي النوبي كمركز اجتماعي مرموق وتألق الأستاذ محمد توفيق كسياسي مرموق والفنان محمد وردي كرمز نوبي كبير وانتشر أدب الأستاذ جمال محمد أحمد وحلقت في الأجواء روح الفكاهة النوبية التي لا تستنكف عن مداعبة الذات بخفة وذوق. ولا اعتقد أن ذلك كان فقط انعكاساً للفرح العام الذي عم السودان والسودانيين يزوال الدكتاتورية النميرية وانبثاق فجر الديمقراطية وإنما فرحاً نوبياً خاصاً له أسبابه النوبية الخاصة وربما كان على رأس دواعي ذلك الفرح أحساس النوبيين السودانيين أنهم غدوا شركاء حقيقيين في الوطن ونالوا قسطاً من نصيبهم المفروض وبشكل خاص في العاصمة بينما ظلت مواطنهم الأصلية والمستحدثة حلفا وخشم القرية تعيش ظلماً تاريخياً كان ولا يزال. ولكن مجيئ حكم الإنقاذ كان نذيراً بانتهاء تلك الحقبة السعيدة من حياة المجتمع النوبي فقد جاءت السلطة الجديدة مصحوبة بجيش من كلاب الطمع الرأسمالي الطفيلي ومثل جيش من جراد وضعوا أيديهم على كل شيء غير عابئين بحقوق الملاك الأصليين فقد نزعوا المصانع والمزارع من أصحابها ولجأوا إلى أخس الأساليب لانتزاع التوكيلات التجارية والأراضي الصناعية من أصحابها ولاشك أنهم خلال ذلك اعتدوا على حقوق تعود إلى نوبيين وبالإضافة لذلك تضرر النوبيون من ممارسات الإنقاذيين في طرد الكفاءات من الخدمة المدنية وتعيين منسوبيهم غير المؤهلين ليحتلوا مناصب لا يليقون لها ولا تليق بهم. سفراء وقضاة ومهندسون وفنيون من ذوي الأصول النوبية فقدوا مناصبهم في عصر الإنقاذ بصورة غير متناسبة مع عددية النوبيين ونسبتهم إلى مجموع السكان وذلك أولاً لكثرة المتعلمين وأرباب الكفاءات بينهم وثانياً لميولهم التقدمية المعروفة التي أحفظت عليهم عناصر اليمين والظلاميين من كل نوع. تعامل الإنقاذيون مع النوبة كمنطقة ميئوس من ولائها لهم فأهملوها إهمالاً شنيعاً وفي إطار صفقتهم مع مصر باعوا النتوء النوبي وكل قرأه وسلموه لمصر مقابل تأييدها غير الموثوق به ودون إطالة في هذه التفاصيل نسرع إلى القول بأن روحاً جديداً من الحزن العميق سيطر على الروح النوبي أتخذ بعضه مظهراً إثنياً وبعضه ظل على مجراه التاريخي متشَّحاً بأردية المعارضة الخشنة ذات الاستعداد العالي للقتال. يمثَّل هذه التيارات شاعران نوبيان سنقرأ هنا قصيدة حديثة لكل منهما والشاعران هما عبدالأله زمراوي شاعر وقاض سابق ونور الدين عبدالمنان شاعر وكاتب ساخر وسفير سابق كتب الأول قصيدة بعنوان "الملحمة" ونشرها أواخر العام الحالي فأحدثت ضجة في الأوساط الأدبية نظراً لعمقها وأتساع منظورها البانورامي. أما السفير عبد المنان فيطالعنا "بالمناحة الكوشية" التي نشرها بتاريخ 17 ديسمبر من نهايات عام 2006 وهو يوم الذكرى السابعة عشرة للأعدام الإيجازي الظالم للمأسوف على شبابه مجدي محجوب محمد أحمد ابن أخ الأستاذ جمال محمد أحمد السفير ووزير الخارجية وأول رئيس لاتحاد الكتاب السودانيين. قصيدة عبد المنان قصيدة قوية مليئة بالألم الغاضب والحنق وفيها من بلاغة الغضب ما يرتفع بها إلى ذرى تعييرية عالية ويوفق شاعرها إلى إيجاد تسمية اثنية لألمه الكوشى وهو المحرك الأول للقصيدة في أبياتها الافتتاحية: قتلوك يا والداه يا حباه كما أن نفس الإحساس الكارثي يتخلل كل نسيجها العام: قم أيها الكوشي من قلب الرماد قم زلزل الأرض الرحيبة أنها حبلى بزاد وتماسكي يا أم مجدي كلنا مجدي وحبك في ازدياد هزي جريد النخل نأتي فوق صافنة الجياد بالطار والجرجار والطنبور ترقص كل فاتنة لمجدي في بلادي ولكن أحزان الشاعر لا تتغلق على اثنية القتيل فداخل حزنه الخاص تنمو وتتورد أحزان بقية أنحاء السودان في تلاحم عضوي أخاّذ.
يا أيها الوطن الذي فوق الثريا والمدار يا أيها الوطن المدجج بالهوى والانبهار ماذا تبقى من زمان الحب والتذكار في عهد التتار. وبلغة أكثر وضوحاً يعرب عن هيامه الكبير بالوطن أجمعه: لو جنة الخلد اليمن لا يعدل السودان وطن روض حوى من كل فن النيل والروض الأغن أنا آه من حب الوطن قد هدني .. هد البدن تلك مقاطع نبيلة عابقة بالمعاني الخليلية التي تكرس السودان – الوطن أو كما قال الشاعر سيد أحمد الحردلو جناح الفراش الذي يهم بالتحليق وتلك ملاحظة بديعة للشبه بين الخارطة السودانية وأجنحة الفراشات. وليس كثيراً على هذا الشاعر أن يملأ قلبه بحب التراب السوداني الموحد بتنوعه وجماله ولكن كلماته ترتدي أهمية خاصة في عصر الكفر والبهتان هذا حيث التفريط والانسلاخ هما ديدن الحكم وحيث يقف منظروه يبدون استعدادهم لتمزيق الوطن والاستغناء عن بعض مكوناته ليرتاحوا من عبئها على أكتافهم. لابد أن يسر المرء لهذا إذ يعني أن صعود المشاعر الجهوية والاثنية لدى النوبيين كجزئية سودانية لم يمنعهم من التوحد في الكل الذي يضم إليه كل جزئياتنا وخصوصياتنا ويصهرنا جميعاً في سياق الثقافة السودانية المشتركة. ويمكن القول بشكل عام أن القصيدة تبدأ من لحظة ذاتية محددة هي إعدام الفتى الكوشي لتصل إلى ذروة تتحد فيها كل الأحزان السودانية وباتحادها يقوى الأمل في الخلاص. يمضي الشاعر زمراوي في ملحمته على سكة مختلفة تشبه كثيراً عمل الصلاة ويمثل كل مقطع من القصيدة مزموراً أو ركعة مفردة لها موضوعها المحقق سواء كان قضية أو جهة من جهات الوطن وبعد اكتمال الركعات يختم الشاعر صلاته الخاشعة بالمزمور السابع الذي يقول فيه: يا وطني الشامخ مثل جبين الشمس إلى محرابك آتى كالدرويش بالطرقات أوذن مثل بلال أفني ذاتي في ذاتك في ذات الله حتى يتوحد عشقي في ذاتك ثم أقول رأيت نبي الله ورشفت القهوة في حضرته بعض تلك الركعات المفردة تتحدث عن ملكال وعن دارفور وبطبيعة الحال عن المنطقة النوبية وتراثها العبقري: كالسهم النوبي قبالة كرمة كنت تشع ضياء تومض برقاً وتهارقا يدعوك الليلة بنخب نبيذ نوبي بالقصر الملكي الكائن بين طلول العصر وفوق قباب الأزمان هنا يلتقي الشاعران في هيامهما بل وفخرهما بنوبيا وحضارتها الباهرة وانطلاقاً من ذلك يدغمان نوبيا في السودان الكبير. إن ذلك ما نريده بالضبط لبلادنا: أن تكون موئلاً لأقوام متنوعين يفخرون بتراثهم ويقدمونه لينضم إلى القصعة السودانية الكبيرة التي تتحلق حولها كلنا ونأكل معاً كل ما هو طيب سائغ شهي دون قهر أو إكراه. لقد حاولت مراراً أن اشرح هذه الفكرة وقلت مراراً أنني ضد القهر الثقافي ولا أرى ما يمنع من ازدهار اللغة النوبية وكتابتها والكتابة بها فذلك إضافة كبرى للحصيلة الحضارية السودانية تزيد وترفع من قدر البلاد وذكرت التجربة الأمريكية المعروفة باسم بوتقة الذوبان Melting pot وما انطوت عليه من القسوة والقهر. فقد كانت العائلات الأمريكية حديثة الهجرة تمنع أطفالها من التحدث بلغاتها الأم حتى يتفرغوا لإجادة الإنجليزية باللكنة الأمريكية. صحيح أنه لم يكن وراء ذلك القهر سلطة إدارية ولكن كانت وراءه سلطة مجتمعية. سلطة ثقافية قاهرة رفعت ما يسمى WASP فوق الجميع واضطرت الأمريكيين الألمان والإيطاليين والسويديين إلى إخفاء ذواتهم الثقافية والاندغام في تيار الممارسات المسماة أمريكية. لقد تمت صياغة أمريكا عن طريق ذلك القهر والآن وقد تحقق لهم ذلك شرعوا يتحدثون عن الحرية والاختيار وعن صحن السلاطة بديلاً لبوتقة الانصهار وحين صدقنا ذلك وطالبنا باعتماد الأسبانية والايبونيك كلغات أمريكية هزأوا بالدعوة والداعين إليها ومؤخراً قام عضو كونجرس متطرف مطالباً بأن يقوم أول مسلم ينضم لتلك المؤسسة بأداء القسم فوق الأنجيل. في بلادنا نريد صيغة متقدمة وإنسانية لقضية التلافح الاجتماعي والثقافي. نريد لكل القوميات أن تنمو وتزدهر بحرية كاملة وفي إطار الاحترام ولكن شريطة البقاء داخل جناح الفراش الهفهاف. بكلمة أخرى نريد أن تأتي كل جهوية أو اثنية بجواهرها المصقولة ليجتمع من ذلك عقد نضيد. نريد ذلك ولا تقبل بدلاً عنه طبقاً من حجارة وحصى، ولذلك أقول مرحباً بهذين الصوتين من أصوات الحضارة النوبية وهي في كل الأحوال أغلى وأجمل وأعرق جوهرة في عقد الثقافة السودانية النضيد. ونرى من مصلحة الثقافة السودانية والسودان نفسه أن يجري تقديم الحضارة النوبية في أجمل حللها وابهاها محاطة بتغني الشعراء وكل أنواع التمجيد لكونها مستحقة لذلك ولوكنها تزّين جيد سوداننا وهي في حال الصقل الباهر والتنضيد الجميل. أهلاً بمولانا عبدالاله زمراوي وأهلاً بالسفير المناضل نور الدين منان وشكراً لهما عن تشييدهما ضريح أحزاننا في زمن الحزن الواحد غير القابل للنصرف، غير القابل للاندثار.
محمد المكي إبراهيم
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ديوان (صهوة العمر الشقي) باكورة الشاعر عبد الاله زمراوي (Re: هشام هباني)
|
خُذُوا فِكُري!
(1) في ذاتِ ليلةٍ.. أتىَ الرِيحُ غرفتي تمطّى قليلاً وناَل مني هِدوئي وراحتي! فزُّين لعقلي أن يقَول القصيَد وأُفرغ ما في جُعبتي فكفي ينَوُءُ وهمسي يبوحُ فأجثو على ركبتي! فيلقاني الهدوء المعُرَجن مُلقّحاً أصارعُ غايتي وتسقُط رايتي!! (2) من يأخذْ بؤرةَ عقلي، يغَرسُها نخلاً وكروماً؟ مَن يَسحقُها ويضُاجعْ رغبتهَا المكلومة؟ بالأمسِ همستُ لشيطاني يصطكُ فؤادي ينَساني من يأخذْ بؤرةَ عقلي يسحقُها لأظل بشبحي يرعاني!
(3) أيُهذا الشبحُ الأخرس دعَني أجتثُ الرغَبة بلساني فهُراء شعَري وهياُمي في غيبة فِكري الأنساني بالأمس همَستُ لشيطاني يصطكُ فؤادي ينساني!
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ديوان (صهوة العمر الشقي) باكورة الشاعر عبد الاله زمراوي (Re: هشام هباني)
|
والسَنابلُ تنحني!
(1) والسنابلُ تنحني تغَشى عواصفُها الجباهُ فتسترد العافية! ما عاَد سرجُ الليلِ ينسجهُ الطُغاة بغدرهم ماَ عاد خِزْي سيوفهم يجُلي الدماءَ القانية!
(2) لا السيفُ يفجعُنا ولا صَهيل خيولهم كُنَا وماِ زلَنا نُبللُُُ شوقَنا بالرَملِ بالأحزانِ نشعلُ في مراكبهم
ملاَحمَ ثَورةٍ تحَكي السنين الضارية!
(3) الظلمُ في ليِل البلاَدِ يذوبُ تِرياقاً يَفرُ جحيمُه بَراً وبحرًا! يصطلي الياقوتُ والمرُجَانُ، والسفنُ المليئة بالبشائرِ َتختفي عن ناظرينا! والصباَيا يشرئبُ الحزنُ والآهاتُ والأشجانُ تنُسَّج في المُقَلْ ترنو إلى البحِر الخرُافي الممدَّد والسفُن! ما عاَد ليلُكِ يا بلادُ نوافذاً ومداخلاً وسرادقاً ها نحَنُ بالإنقاذ والإفلاسِ نغَتالُ العواطَف خُلْسَة وسوانحا!
(4) وحين أغلقتْ الصبَايا بالعويِل وبالجريدِ نوافذ الطاغوتِ والسلطانْ ماتَ الشهيدُ بطَلقةٍ ثَكُلى تولولُ والشواهدُ والقبورُ، تساَرعتْ تصطف في وجه المكان ! أختفينا...، وإختفى الدربُ الرماَديُ المضيءْ وشقائقُ النعُمان ذابَتْ في اللَّجين! بقَر الجنودُ بطوَنهَم نادوا الجميع تصايحوا: هيا نزيل الحُبَ والغُفران عن أرضِ الوطنَ!
(5) وأنا حزينُُ حُزنَ قنديلي وليلي وجفوني! أَنسجُ الوحَدةَ منديلاً رمادياً ثم أغفو وأُصيح إنكم تغتالون قلبي وعيوني تسرقون الكُحلَ من عين حبيبي تسرقون الكُحلَ من عين حبيبي!
مَلْحمَة للِوطَنْ
(1) لا تَحْزَنْ مثلى يا مولايْ لا تَحْزَنْ من صحراءِ التِّيهِ وجورِ السلُطْان! إضْرِبْ بعصاكَ اللْحظَةَ جوفَ البحرِ خُذْنا مُقْتَدِراً كالبرقِ الخاطفِ نحو الشطآن خَبِّئنا بين النهرِ وبين الوَرْدِ وغاباتِ الريْحانْ!
(2) حين أتاكَ الليلُ بناحيةِ العتْمور، زَحَف النيلُ وسار الجمعُ وسِرْنا نحوَك تسبقُنا الخُطُواتْ. وبلِيلٍ يُخْفى أسراراً تحت خدودِ النجماتْ، كُنْتَ بقلبِ العصرِ وحيداً و شهيداً تُوفى الكيلَ وتُقْرِي الضَيْفَ ولا يُظْلَمُ أحدٌ عندكَ يا مولاي آهٍ لو ألقاكَ وحيداً تَقتُلُني الكلمات! ما ضَرّك يا مولاي إذْ ما أقبلْتَ علينا ذاتَ صباحٍ مؤتلقَ الوجْهِ، سليمَ الخاطر،ِ مُتّسِقَ الوجدان وطفقْتَ تُغنِّى للخُرطوم تَتَغَزَّلُ في الأنْثَى أُمدرمان!
ودَلفتَ بليلِكَ هذا مُنْطَلِقاً كالسَّهمِ النوبيِّ قُبَّالةَ كَرْمَةَ، كُنْتَ تُشِعُّ ضياءً تُومِضُ بَرْقا وتهَارقَا يدعوكَ الليلةَ بنخبِ نبيذٍ نوبيٍّ بالقصرِ الملكيِّ الكائِن،ِ بين طلولِ العصرِ، وفوقَ قِبابِ الأزمانْ!
وبليلك هذا أسْرجتَ الخَيْلَ لِعَبْرِي تِلك الحَسْناءُ المَلأىَ بالأسرار ولُقْمانُ العَبْريُّ الخَالِصُ، كان يوزِّعُ حِكمته مِثْلَ حكيمٍ نوبيٍّ آخرَ، يَرتَشِفُ العَرَقَ الأبيضَ مُنْتَشِياً ويُغَنِّى للفجرِ الحالِمِ بالَطَمْبُورْ !
(3) ما ضَرَّكَ يا مولاي إذْ ما أقْبَلَ شَرْقٌ نحوكَ بالدُّفِّ وبيسُراه السيفَ، ويُمناه سواكنْ يَرْتَشِفُ القهوةَ بالهيلْ، مَمْشُوقَ القامَةِ طارَ إليك، تَحْكِي مَشْيَتُه دِقْنَةَ عثمانُُ كَأنَّ القادِمَ في ظُلَلِ غَمَامٍ، كصلاةِ الفجرِ، بهاءً وحُضُورْ كالقاشِ الصّاخبِ حينَ تَجِفُّ الوديانْ كجبالِ التَّاكا وسواقِي توتيلْ، كالمارِدِ طُوكَرْ، حين تغازِلُها الرِّيحْ، كجبينِ الشَيْخِ الخَتِمِ الصُّوفِي، كأنَّ القادِم نحوك يمضي ليشُقَِّ تلال الشَرْقِ بسيفٍ قُرَشِيّ!
(4) ما ضَرَّكَ يا مولايَ إنْ جاءتْ مِلِّيطُ تُغَنِّي خَرَجَتْ من تحت عباءتها أُنْثَى تَنْتَقِشُ الحِنَّاءَ بيُمْناها وبِيُسْراها تُخْفِي قلب حبيبْ، اذ سَاَفَرَ عصراً كالشَّفَقِ الأَحْمَرَ نحو بلادٍ لا تعَرفُها، ومدائِنَ أخْرى غَارقة في الأحْزَانْ!
ما ضَرَّكَ يا مَوْلايْ لو كان العُمْرُ فَسيحاً في مِحْرابِكَ، أو كُنَّا بالحَضْرَةِ مُنْقَسِمينَ على الذَّاتِ ومجذوبينْ، وبَعثْتَ بهُدْهُدِكَ العَارف بالبُلدانْ، ليُنَقِّبَ عن ذاك العاشِقَ، يُحْضِرَه مَخْفُوراً ليُقَبِّلَ عينَ المحبوبِ، ويُسْقِيهَا خمرةَ باخوسْ، لأنَّك يا مولاي ترومُ الحبَ وتهفو للإحْسَانْ ! (5) هل جاءكَ بعضُ حديثي عن طِفْلٍ تُورقُ عيناه بروقاً وقف نحيلاً في مِحرابك يَشكو من رَعْدِ الأيَّام و شُحِّ الدُنْيَا فَقْرَ الخاطِرِ يَشْكُو وضُمُور الوِجْدَانْ، وبِخِصْرِ الأيَّامِ تَعلَّقَ يحكِي دوماً سِيرَتَهُ فَيُبَّكي الغُرَبَاءَ، ولا نَبْكي يَبْكِي ظُلْمَ ذوِي القَُْربى، يَفْتَرِشُ الأحزان!
من بين ثنايا الكوخِ المَهْجُورْ، يَخْرُج بَرْقٌ مِنْ دارفورْ، يُزَلْزِلُ عَرْشَ الدُّنْيَا، تبدأُ ثَوْرَتُها من عِنْدِ سلاطِينِ الفَوْرْ الثورةُ ضِدَّ الظُلْم و ضِد القَهْرْ، الثورةُ ضِدَّ فَساد السُّلطانْ!
(6) ما ضَرَّكَ يا مولايْ لو أَنَّ العَيْنَ تُكَحِّلُهَا من لونِ (الأَبَنوسِ) ورائحةِ )الأنانَاسْ( إذ كُنْتَ تُهِيمُ بتركاكا وتُغَنِّي: "من نَخلاتِكِ يا حلفا للغَاباتْ ورا تِركاَكا" ودَلَفْتَ تُحَدِّقُ في الوادي الأخضَرَ مُنْتشِياً لحقولِ الباباي ولِلْبَفْرةْ! ما ضَرَّكَ يا مَوْلايْ لو أنَّ العُمْرَ طويلٌ فى مَلَكَالْ لوهبتْ قطيعَ الثيرانِ مُهُوراَ للفاتنةِ السمراءْ وكَسَوْتُ الغابَةَ باللؤْلُؤْ ونفيس المُرْجَان!
(7) يا وطَني الشامخْ مِثلَ جبين الشَمْسْ، إلي محرابك آتي كالدرويشْ، تركُلُنِي الأرجُلُ بالطرقاتْ، بالطرقاتِ أؤذِّن مِثْلَ بِلالْ وأردِّدُ في سِرِّي ما قالَ الحَلاَّج: "ما في هذي الجُبِْة غَيْر الله" أفْنِي ذاتي في ذاتِك، في ذاتِ الله ! وحين توَّحدَ عِشْقي في ذاتِك رأيتُ نبيَّ اللهْ، ورَشَفْتُ القَهْوَةَ في حَضْرَتِهِ خَلَعْتُ رداءَ العَصْرْ، وتَوشَّحْتُ ثيابَ العِزَّةِ، ثم لَبِسْتُ حَرير العرفان.
شلالات نياجارا/ نيويورك 17 نوفمبر 2006
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ديوان (صهوة العمر الشقي) باكورة الشاعر عبد الاله زمراوي (Re: تماضر الخنساء حمزه)
|
الأخوة الأعزاء
محمد على طه الملك عمر عبد السلام Alsadig Alraady \بركات بشير خالد حاكم مصطفي محمود عبد الاله زمراوي هشام هباني الرفاعي حجر بشرى سليمان تماضر الخنساءحمزة شكرا على المرور، وتعالوا جميعا نرتحل مع مولانا عبد الاله زمراوي في تجليات القصائد ، وشكرا كثيرا أخي هشام على انزال القصائد في هذا البوست، عفوا هي مقاطع موسيقية رائعة السبك، فخمة العبارة ، فارهة البناء، باذخة المعني.. لكم التحية ولزمراوي صهوة الزمن المعافى ، ولنا حلو المعاني والنشيد ..
تحياتي
سيف الدين عيسى
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ديوان (صهوة العمر الشقي) باكورة الشاعر عبد الاله زمراوي (Re: الطاهر ساتي)
|
الأخ الكريم الطاهر ساتي
شكرا على المرور
عبد الاله زمراوي في صهوة العمر الشقي خطا خطواته الأولى في مشوار الابداع، وهذه قطرة في مشوار الغيث الذي سنهمر ابداعا وفنا وأحلاما وهتافا جماهيريا وجمالا ان شاء الله، وها هو الدعاش يتجلى في تداعيات هذه القصيدة (صهوة العمر الشقي)
في ليلِ القَمَرْ وفوقَ صَهوة العُمر الشقي يسُافرُ القلبُ الذي ما انَفَك مصلَوباً على الدَمعِ العِصًي! ياَ منْ تحُركِّه الرياَحُ الهُوجُ هوناً مِثل عصفورٍ صغَير. ليلي وليلُكِ أُقْحوانْ بدَرْي وبدرُكِ أُرْجوانْ بدَرْي يطُالُع نجَمةَ السَعدِ الوريف حُبي وحبْكِ مثَلُ غيثٍ دافقٍ مِثلُ الخريف! "الآنَ" مثلَ الأمِسِ ضُمْيِني خذُيني في خشوعٍ بصفاء ثمُ ألجْم أحْرفُي الملتاعةُ الثكَلَي بأسراَرِ اللقاء! ولكِ التفردُ حيَن تُنْصَبُ قامتي بعد ألتواء! أو دعَيني هذَه الليلةَ درويشاً، يغُازلُ فجَره وَيشدُ أوتَار السماءْ! ياَ مَنْ تساَرعَ عمُره المشدودُ من عَصب الرياح السَابلة! ياَ مَنْ تدثَّر بالفضاءاَتِ الرحيبةَِ والأماني الغابَرة! يا من تداَرك وقعْ أقدام الأماني الثَاكلَِة! الفتنةُ السمراءُ تأخَذُ من تلابيبي العنيَدةَ، ثم تَفضحُني حكَايا الأُغنياتْ! الرَغبةُ الهَوجاءُ تحَصْدُ في شَراييني المدَيدةِ، ثم تجلسُ في جبيني الأُمنيات! خدُُ أسيلْ والخدودُ الناعماتُ أخَذَنْ مني كُلَ اشعَارِى الحزينةِ، بعَضُ قلبي، و"الأماني المُسْرجات"! عندما كنتُ صغيراً مُترْعاً بالدهَشةِ الأولى و َمأخوذاً بسِحر الأندِهَاش! كنتُ أغَرقُ في صباَحاتي البريئةِ أزرعْ الأفراحَ في الأرضِ اليبَاب! لكنني ما كنَتُ أُدْركُ، كيفَ يغدو الحبُ مثَل البرَقِ يُجلِّي بعَضَ أحزاَنِ السحَّابْ ماَ كنتُ أدَركْ كَيفَ ينبوعُُ من الأحلامِ يَسْرِج خَيله فوقَ الضَبابْ!
الخرطوم فبراير 2007
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ديوان (صهوة العمر الشقي) باكورة الشاعر عبد الاله زمراوي (Re: صلاح شعيب)
|
اكرر التهنئة الصادقة لشاعرنا الجسور عبد الاله زمراوي على هذا السفر الجميل في شكله ومضمونه وسحت سياحة بالمجان في اعماق الثورة في السودان بعبقها وتفاصيلها الجميلة الخالدة عبر هذه المفردة الجسورة المفعمة والمشبعة باحساس الثائر الوطني النبيل والذي هو صديقنا وحبيبنا مولانا عبد الاله زمراوي كما جاء في وصف الثائر حبيينا الاخ هباني لكن اه وللاسف الشديد ان هذا السفر بذاك الوصف لم يجد غير الاخ الكوز العتيد الاستاذ سيف الدين عيسى مختار امين اعلام المؤتمر الوطني بالخليج ليقدمه لنا في هذا المنبر الحر صحيح يا اولاد الحلو ما يكمل لكن عزاءنا الوحيد ان حلو زمراوي قادر التغلب على مرارة اخوان سيف من المؤتمرجية وعزءانا ايضا ان هذا ترياق زمراوي جاءنا ولا زال في جوفنا مرارة وحزن كجبار هذا الحزن الذي لم يكفى المؤتمر الوطني والذي ينطق باسمه مقدم شعر زمراوي سيف الدين عيسى مختار ولذلك كان تأمرهم على باناء كجبار حتى في بلاد المهجر
وجاء متزامن مع سعى الاخ سيف الدين واخوانه هنا في جدة للم شملهم ولذلك كان اللقاء الذي رتب له قيادة المؤتمر الوطني للدكتور على الحاج في منزل رئيس المؤتمر الوطني بجدة 27/10/2007م . ذلك اللقاء الذي وعد فيه على الحاج اخوان نسيبة بقرب التئام شملهم و وبشرهم بفصل الجنوب و كيف ان هذا الجنوب الكافر يقف عائقا ام نشر الاسلام في افريقيا كما ادعي اتمنى من الاخ سيف وبوصفه احد اللذين رتبوا ذلكم اللقاء وبوصفه امينا للاعلام في المؤتمر ان ياتي لنا بالخبر اليقين مولانا عبد الاله لك العتبى حتى ترضى وعائدين في هذا البوست عن لقاء الجبهجية في جدة لاننا المرارة التي في الغصة بلسمها وشفاءها في ديوان شعر مولانا زمراوي وفي هذا البوست التحية للاخ امين اعلام المؤتمر الوطني الكوز سيف الدين عيسى لانه قدم هذا الترياق وفي هذا الزمن الاغبر
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ديوان (صهوة العمر الشقي) باكورة الشاعر عبد الاله زمراوي (Re: Osman Musa)
|
كاَن عُرسُها مُصَادفَة!
جَدَتي وكَلُبُها يعُاقران نشوَة الفضّيلة! حيَن كانتْ جِدَتي تغالبُ الدموع تنزوي تُسابقُ التأريخ ترتوي بخََمرةِ الحقَيقة، كاَن عُرسُها مصادفة بجذعِ نَخلٍة عتيقةٍ مُهَفهفَة!
وحينذَّاك باركَ الآلهُ جدَتي وعرُسها وصحن دارها وناَمتْ القبيلة وناَم حارسُ القبيلة!
فأرتوتْ من نيِلنا وأقسَّمتْ بمريمِ العذرَاءِ والصليبِ قائَلة: "مَريمْقو مريومقو مَريمْقو مريومقو"
"******** فأنثَنى الصليبُ واجفاً من جَدتي وكَلبهُا وأرعَد السحابُ والسَماءُ أبرقتْ وأرتوَى الغَديُر بالمطر!
أواَّه جَدتي أتقُسِمين بالصليبِ والمسيحِ والمطرِ؟ اتمسَحين عار رَبعْنا ام دمعنا الذي إِنهمر؟!
أواَّه جَدتي أتعلمينَ ما بِنا؟ أطفالنُا، لحِافهُم مُضَّرجة عيونهُم في الدمِع والدموعِ ساَجدة!
أواَّه جدَتي لا تسألينِني عن قامتي الرزَينة فالقوم سائرونْ، ونحن سائرونَ مثلَهم! سنسَرِعُ الخُطى، كمثلِهم نُغالبُ الأسى، كمثلِهم في ثورةٍ، لا تعرفُ السَكينة!
فنخلطْ الترُابَ بالحصَى ونَلعقُ الحصَى ونَلعقُ الضغَيّنة! أواَّه جَدتي ما أقبح الضَغّينة! أواَّه جدتي ما أقبح الضَغيّنة!!
"******** مَريمْقو مريومقو مَريمْقو مريومقو *
مريمقو هي "مريم العذراء" وهي عبارات كانت تقال عندما يولد طفل في القرى النوبية والجدير بالذكر ان النسوة حتى وقت قريب كن يرسمن الصليب في أربعينية الطفل!
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ديوان (صهوة العمر الشقي) باكورة الشاعر عبد الاله زمراوي (Re: هشام هباني)
|
لأي نِسَاء العاَلِم أَعِلفُ خَيْلي وأُسافرْ!
لأي نِساء العالمِ أعلفُ خيلي وأسافرْ..؟ لأي نساء العالم أحملُ قوسي.. وتَر الموتِ، كالطيِر أُهاجرْ؟ أَتعلقُ بالسُحبِ الملأى بالأَنواءِ أُخاطر..!
صَدْقني يا محَبوبي أنَ العشَقَ جنونُُ سافرْ "شبقُ" غجريُُ خاسرْ والعاشقُ مثل القوسِ يُسافرْ.. في القَشِة يتَعلقُ، يتَجّردُ في شِخصِ الساَحر يتأرجحُ معشَوقكِ يا محبوبي ما بين القدرةِ والقادر!
تسألني...؟؟ عن أيِ نساَء العالمَ تسألنُي فأجيبَكَ ياجبَل الأحزان..؟ عن عين المَحبْوبِة تسَأُلنيُ: هل للمحبوبةِ عينُُ أم عينان؟ قلبُُ أم قلبان؟ شفةُُ أم شفتان..؟ أم تسألني يا جبل الأحزان: عن سوقِ السلطان. دعني يا محَبوبي إني أخشَى بطش السلُطان!
ما ضرك يا محبوبي "أنَي ميتُُ" إنَّ الموتَ ضميُر الحي إن الموتَ ختامُ العشق إن الموتىَ كالطودِ الشامخِ يسترقَون السَمع كما الإنسان! وحكيمُ الموتى يقضي ما بين العُشاق والشاهدُ والقُبر يجيبان عليه بأن ختامي يا محبوبي وجَدُُ وهُيام! يتقطَّع قلَبي صدقني ما بين اللَّهفِة والوجدان!
صدقني يا محبوبي أني هذي الليلة "أتسكْع" أترنمُ حزناً "أتقَطعْ" بالرهبةِ مأخوذُُ كُلّي، للخَالقِ أتضرعْ صدقني: إني أتوهجُ هذَي الليلَة شيخاً درويشاً في غاري أتشَفْع!
أبصق للظلمةِ والجسد المسِجي و أهُشُ أنيني الموجعْ صدقني يا محبوبي إني أضعفُ من تختاَرُ حبيباً إني أقسى من تعشق! في قَلبي شئُُ أُخفِيه
(المقطع الأول) بمدينتي الغَبرْاء مُتْربَة الجبينْ. تتصارعُ الأضدادُ في شبقٍ عجيب! تموءُ قطتي الصغيرة، تحملُ شِرياناً وتاَجْ، تُصافحُ شيطاناً غريب! ******** يَهبطُ الوِحي عصّياً فوقَ هاماتِ الكَدر يُطْحن الحبُ شقياً في مسافات السَفر! وأنا ما زلتُ أبحثُ في ظلامِ الناس عن سِر السَهر! عن زمنٍ برئ الطلِ عن طفلٍ يبدد ظُلمَة التابوتِ في جوفِ السَحر!
(المقطع الثاني) كانت أوهاماً يا قلبي أن يسَقُطَ سِجنُ مدينِتنا حجراً .. حجراً .. أن يرقَُصَ وحُي مدينِتنا طرباً .. طرباً .. ألحاناً تشُجي السجَّان أنغاماً تحكي فيروز الشطآن!
(المقطع الثالث) ترتدُ بفكري الأوهَامُ فأموتُ بقلبي ولهانْ! ما أيسَر أن تحِفر قبراً ما أعسر أن توجِد تِبرا التِبرُ الإنسان! في قلبي شيُُءُ أُخفيه يَأخذُني مِثلَ الأكلاَن! يُصارعُ فكري وأينني يجَعْلنيُ مِثلَ الحيوان! ****** يؤِّرقني أن يُصبح ربُ سفينتنا إنساناً مثل الإنسانْ من يأخذ من عمري عَامْ؟ يؤرقني.. من يسرق من لوحي أعَوامْ لأعيش بصوتي كالجِرذَان! ******* في قَلبي شئُُ أُخفيه يأخذنُي مِثلَ الأَكلانْ! يصُارع فكري وأنيني يجعلنُي مِثلَ الحيوانْ! الخرطوم فبراير 2007م صهوة العمر الشقي
في ليلِ القَمَرْ وفوقَ صَهوة العُمر الشقي يسُافرُ القلبُ الذي ما انَفَك مصلَوباً على الدَمعِ العِصًي!
ياَ منْ تحُركِّه الرياَحُ الهُوجُ هوناً مِثل عصفورٍ صغَير. ليلي وليلُكِ أُقْحوانْ بدَرْي وبدرُكِ أُرْجوانْ بدَرْي يطُالُع نجَمةَ السَعدِ الوريف حُبي وحبْكِ مثَلُ غيثٍ دافقٍ مِثلُ الخريف! "الآنَ" مثلَ الأمِسِ ضُمْيِني خذُيني في خشوعٍ بصفاء ثمُ ألجْم أحْرفُي الملتاعةُ الثكَلَي بأسراَرِ اللقاء! ولكِ التفردُ حيَن تُنْصَبُ قامتي بعد ألتواء! أو دعَيني هذَه الليلةَ درويشاً، يغُازلُ فجَره وَيشدُ أوتَار السماءْ!
ياَ مَنْ تساَرعَ عمُره المشدودُ من عَصب الرياح السَابلة! ياَ مَنْ تدثَّر بالفضاءاَتِ الرحيبةَِ والأماني الغابَرة! يا من تداَرك وقعْ أقدام الأماني الثَاكلَِة!
الفتنةُ السمراءُ تأخَذُ من تلابيبي العنيَدةَ، ثم تَفضحُني حكَايا الأُغنياتْ! الرَغبةُ الهَوجاءُ تحَصْدُ في شَراييني المدَيدةِ، ثم تجلسُ في جبيني الأُمنيات!
خدُُ أسيلْ والخدودُ الناعماتُ أخَذَنْ مني كُلَ اشعَارِى الحزينةِ، بعَضُ قلبي، و"الأماني المُسْرجات"!
عندما كنتُ صغيراً مُترْعاً بالدهَشةِ الأولى و َمأخوذاً بسِحر الأندِهَاش! كنتُ أغَرقُ في صباَحاتي البريئةِ أزرعْ الأفراحَ في الأرضِ اليبَاب!
لكنني ما كنَتُ أُدْركُ، كيفَ يغدو الحبُ مثَل البرَقِ يُجلِّي بعَضَ أحزاَنِ السحَّابْ ماَ كنتُ أدَركْ كَيفَ ينبوعُُ من الأحلامِ يَسْرِج خَيله فوقَ الضَبابْ!
الخرطوم فبراير 2007 قائد الجنود والفيالق الحزينة!
...وذاتَ ليلةٍ مددتُُ بالبصر... من شرفة مُطِلة على المدينة! مدينتي، صامتةُُ وديعة. يلِفهُا الظلاُم والسَكيِنة!
ويا لهولِ ما رأيتُ في مدينتي. رأيتُ قائَدَ الجنودِ والفيالِق الحزيَنة يُساق من أرجله. والقومُ صائحون! أكادُ لا أمدُ بالبصرِ من هَولِ ما رأيتْ والقومُ صائحون! بالعقلِ بالجنونِ سائرون.. في الغي والنبيذ والشِواء ساَدرون.. وخَطْوهم موقعُُ مُنّغمُُ مُضَّرجُُ مُسَرَّجُُ تِرمْ تِرمْ تِررمْ تِررمْ تِرمْ تِرمْ تِررمْ تِررمْ
كمثِلهم غدوتُ في مدينتي أصافَح الظَلامَ والمجون. كمثلِهم يا أخوتي غدوتُ كالجنون!
وقائدُ الجنودِ والفياَلقِ الحزينة يمدُ راحتيه. ويبصقُ الشهودُ والمكان في كتفيه! وكُلنا على هواه: نشتاق للثمنْ ويبطىء الزمن ونحن قادمون!
أليِكِ يا متاَجرَ اللآلىء الثمينة. أليكِ يا شوارعَ المدينةِ الحزينة.. أليِك سائرون.. وخَطْونا موقعُُ مُنّغمُُ مُضَّرجُُ مُسَرَّجُُ
تِرمْ تِرمْ تِررمْ تِررمْ تِرمْ تِرمْ تِررمْ تِررمْ
وحين صاَح قائدُ الجنودِ في المدينة: تصافَحَ الشهودُ والأطفال والجنودُ بُغْتةً. وساَر جمَعهُم يسَيرُ في مواكبٍ حزينة!
كمثِلهم غدوتُ ساَئراً سجيناً! وجثتي.... تتبعني.. وحيثما أنخَتُ راحتي، أشاهدُ الظَلام والجنود والغنيمة! وكلناُ يُساَرعُ الخُطَى.. ونَحنُ سُائرون، عيونُنا تجوسُ في الفضاءِ مُدبْرة!
وحين داَر قائد اُلجنود دورتين تغير المكان والزمانُ. تصافحَ الجنودُ والشيطاُن! وحينذاَك أدركَ الجميعُ هولَ ما رأيت. تسارعتْ أقدامُهم تُسابق الرياَح للسفينة لنأخذَ الثَمنْ. ويبطىءُ الزمنْ. يسودهُ الوهنْ والخوفُ والضغينة!
وحيَنَ مدَّ قائدُ الجنودِ راحتَيه: ليبصَق الشهودُ والأطفالُ في كتفيه، فررتُ مسرعاً وجثتي تتبَعني تتبعني كذلك السهولُ والبقاعُ، والهوامُ والدوابُ، والخيلُ المسوَّمةُ السمَينة! لكنني.. لكنني لا أعَرف المدينة تغَيرت معالمُ الطريقِ والمدينة! أدركتُ هَا هُنا بأنني من أُمٍة حزينة لأنني خسرتُ كُلَ شىء فقدتُ جثتي وضَاعتْ الغنيمة وضَاعتْ الغنيمة!
«®°•.¸.•°°•.¸¸.•°°•.¸.•°®» صوت قدومُك مِثل حفَيفْ الريح
قادمُُ أنتَ إلينا عبَر أزمنةٍ، تتوَضأ بمَاِء البخور ويُجلّى صدَاها بلونِ الحنْظل البري! وعيونُ شرفاتنا تتهاَدى إليك تفَتحُ نُهديَها وتموجُ لقدومِك الميمون ترقصُ على حافِة الموت البطىء!
وأنت قادمُُ إلينا، تبدَو كظلِال الرؤىَ البنفسجَية كالتمرةِ المعتقَّة البلدية! ومنذُ أزمنةٍ غابرة، تبدو لناظرينا
كفارسٍ بدوي يعَتلي، فرسَة مُسَّرجةً بدوية!
وصوتُ قدومك مثْل حفَيف الريح! وآهٍ من شرفاتِ مدينتنا العتيقة حين تمد أذْرعها إليك تبدو شحيحة. تبدو كأشجارِ العتمورِ أوراقُها تنمَو وتنمَو وتسَقط متهالكة!
كأغنياتِ الطفولة، يبدو قدومُك فنملأ عيون جداولنا منكَ بالصباحِ الجميل وتغني الصبايا لك أغنيات الرحيل!
والأناشيدُ تُرتَّل بأريجِ خُطى القادم إلينا عبَر أزمنةٍ، تتوضأُ بماءِ البخور ويجلَّى صداها بلونٍ الحنظل البري!
ودمدني سبتمبر 1988
* في نهاية صيف 1988، قدم ألينا الأستاذ محمد وردي لقضاء بعض الوقت بالاستراحة المخصصة للقضاة بمدينة ودمدني . فعقدت العزم أن أحييه بسلامة وصوله شعرا، فولدت هذه القصيدة - !«®°•.¸.•°°•.¸¸.•°°•.¸.•°®»
خَبئِنْي ما بيَن دفاتِركَ الثَوْرية!
(1) ونقودُ اليوَم سُراةَ الليَلِ بضَحكةِ أقدارِ الخيلِ وظُلمة أنْجمِنا الوردية فالخيلُ مسوَّمةُُ عندي تتجشأ "سُفرْ التكوين" والنوقُ تسافرُ، تتجملْ في حضَرةِ أشواَكِ الصحرَاء النوبية!
(2) وأنا مأخوذُُ كلي مستبقُُ شبقُُ مشدودُ للأنَجمِ والغزواَت الثورية ناجيتُ ملوكَ الصحَراء ملياً وناجيتُ سيوفَ المهَدية! وأنا مغمورُُ بنجومِ الصحراءِ الأبدية راحَ القلبُ يُقبل جبهَة ثوري كانَ يسُمى "عبدالخالق" عبدالخالق مذْ صاَر أميراً للثوريين ما فتئَ يردُد تعَويذة "حُبٍ" للشعب "ممزوجاً" برؤىَ العُشاق الوردية وينسَجُ من حَبْل الردةِ والأشواقِ أشعاراً وملاحمَ ثوريةَ!
"أدبني" حِزبي "علّمني" شعبَي كيفَ أسافرُ في قلَبٍ التأريخ كيف أحطُ رحالي في قلبِ المريخ كالسيَلِ الجارفِ أحُطَّم كلَ النكَسْات أحُطِمهُا بسيوفي القُزَجية! (3) الوعيُ الصارمُ فوقَ جبينُكَ يا عبدالخالق! يا مُرعبَ مشنقَةِ الظُلمِ الغجَرية يا عبد الخالق! يا مِشمشَ نسَمات الوجدْ الصوفية يا عبدالخالق! خبئني باللهِ عليَكْ خبئني ما بين دفاِتركَ الثورية!
(4) فأنا أعدو منذ ولدتْ ولدتَني أمي بقلبِ رمالِ الصحراءِ الذهبية! أعوي كيهودِ التأريخ أُفتشُ عن هيكل دني وطناً مَسْروقاً منَي مدفونُُ في غَسِق عيوني مخبوءُُ في مدنِ الجان المَخفْية !
ولا أجدُ سِجالاً طبقياً ما بينَ الأيامِ وخرقةُ سيفي صهوةُ خيلي ووضوئي والُّلغةُ الدافئةُ الوردية!
(5) عَاهَدتُكَ يا عبدالخالق منذ رأيتُكَ بدراً تتوهجُ في فلكي في سِدر الأيامِ تَسيرُ حفياً وتجّمل وجه التأريخِ الداعرٍ بالروحٍ الأممُية أنَ أرفَعَ زندي أن أحمَلَ سيفي قُدّامِ الثوريين وضَد فلولِ الرجعية وجوعي المألوفْ تتأججُ فيه صهَوات خيول المهدية!
(6) وأنا يا عبدالخالق مأخوذُُُ كلُي مِسَتبقُُ، شبقُُ، مشدودْ دَعوِتكَ ودعَوتُ مُلوكَ الصحراءِ ورأيِتُ الثورةَ تمشي في البيداءِ وفوقِ قباب البلداتِ المنسية! ورأيتُ "عَلَّيا" رأيتُ نياشينَ العزةِ تخطَو نحويِ مثلَ لآلئ وردية! وبقلَبِ التِل هُناك شاهدتُ الماظ يُرددْ في حلقِ الثوار جلياً أشعاراً فوق المدفعٍ ثورية لا يعَبأُ لزخَاتِ رصاصٍ تخرجُ من خلَفِ بساتين الورد الطينية!
(7) ورأىَ قلبي في تلك اللّحظة "مهديِ الله" يتجَّملْ بالراتَبِ قُبيلَ صلاة القَجرْ في وجهِ الأعدَاء ويهيمُ غَراماً بالأشياء والثوَرةُ ضد الظَلمِ العاهرِ وضدَ فساَد التركية!
والراياتُ تزّين من ليلِ الخُرطومِ المنَسية رأيتُ المهديَ في تلك الحضرة يستسَقيِ الله فيُسقيه الله سحاباً وتمطرُ مدنُ الله رمِاحاً في حَلقِ الاستعمار الغاشمْ وفوق جبين الباشا الطاشمْ المثُخنِ بجراحاتٍ حِراب المهدية!
(8) يا عبدالخالق يا روح النخِل الحالمِ باللّيلِ القَمري المكتملِ شعُاعاً وردياً كنتُ أمازَحُ مِثلُك هذي اللَّيلةَ رَوحَ الثوارِ في ليلةِ وجدٍ صوفيةّ
ورأيتُ الله بقلبي يُقّبلُ "محموداً" بنقاء العارفِ بالأسرارِ المخفية والقمرُ السِاطعُ مثل جفوني يلدَغني يُلقي دوماً باللَّوم على الزنزاناِت الشرقية!
(9) رأيتُكَ في تلكَ الليّلة مثلَ عيونِ التأرّيخ الجاحظِ وفانوس العشاقِ وليّل التقُابةِ والأشَواقِ فبكى قلبي طرباً ورقصَ العمُرُ العامُر فَرِحاً على ضوءِ فراشاتٍ نارية!
ورأيتُكَ في تلك الحضَرة تحملُ لوحاً من خَشبِ الأبنوسِ وبيدك اليُسرى تحَملُ مِشكاةِ الأبطَالِ بكرري الثورية! وللفلاحين زرعتَ الحنِطَة بالنشَوةِ من نُطفِة مطَر الليلِ بأرضِ السودان المروية!
(10) خَيلُك قُدامَى تعَدو مثلَ "برُاق" نبيُ الله! وتصَعدُ كالشَفقٍ الوردي نحو سمَاءِ الأُعشابِ المسكونةِ في جسدِ المحبوبة ورؤىَ الأحلام الليلية! يا عبَدالخالق علّمنا كيفَ تكون "الثروة" ضد "الحظوة" عّلمنا كيفَ تصيرُ القبضَةُ "كالسطَوة" في وجهِ زُناة التأريخ رمِاحاً وسهاماً نوبية!
(11) إني أشهدْ قدُام الله وقُدامَ رفِاقي بأنَ حروفي من عسَجْد لا تنبضُ إِلا للثَّوارِ ورِفاقِ المشنقة الوردية!
أني إسْتَحلفتُكَ يا عبَدالخالق أن تدعو كل ظنوني، وجنوني المطُلقْ تأخذُني لحقوَلِ النعنَاعِ المسجية!
فحينَ وقفتَ وحيداً قُدَّامَ طُغاة العصَر تشَدو أشعَار الطبقية إرتَدَ البصرُ إلى رمشِ عيوني ومذَّاك تعَلَّق قلبي بالأفكاِر النيرةِ الثورية!
(12) وأماَمِ طغُاة العصرِ رأيتُ الوجَه الباسمَ في جبهَة "محمود" القُدسية! مثِلُك كانَ يبُشرُ بالثورةِ ويدعو للثورةِ بالوُحدانية! مِثلُكَ كانَ لطيفاً وحيياً مِثلُك كانَ مَلاكاً ربانياً!
وبروحٍ تُبصْرُ في الزمنِ الغيهْب صار "المحمود" يُحِّلق مثل "الحلاَّج" وكان الحَجَّاجُ الوطنيُ المخصيِ يَحثُ قضُاةَ السوءِ ويوقوَقُ عبرَ المذياع نشيد الردِّة من بين ثنايا المشنقة الدينَية! وصَعدَتْ في يَومٍ مشهودٍ روحُ الثوري المُتخْمِِ بالوجد وبالجُبَّة "وما في هذي الجُبّة" نحو الملكوتِ الرباني ما فرّطَ في الدعَوةٍ يوماً ما فرّطَ هذا الشيخُ الثوري الضَالعِ بالأسرارِ بالثورة ضد الأفكار الأموية!
(13) يا عبدالخالق إصفَعهُم بِنِعالِك أعدَاء الشعَبِ إصفَعهُم لا تعَبأ إصفَعهُم بنعِالِك أولاد قُراد الخيل وأعداء الحرية! وأذكرني دوماً عندَ الثوريين فالثورةُ تأخذُ مني أيامَي وشهوري القمرية!
شلالات نياجارا 6 أبريل 2007م
أحلام الصوفية
كالوَردةِ قلبُ حبيبكَ ينمو يذَبلُ حيَن تموَت الأشياءُ الضاحكةُ المنسية! تالله الحزنُ الجاثمُ في قلبِ حبيبي يخفقُ حيناً للفرحِ القادم يمازح دوماً اشجارَ العتمورِ المسجية!
صحراءُُ قلبُ حبيَبكُ حين يمَدُ الغيثُ جناحيه تورقُ أشجاري، تثمرُ أشعاري، عنباً صيفية!
ويعيش القلبُ الآن أسيَر الجدب ذليلَ الطرفِ يُطارد أوهاماً وظنوناً مخفية
والعمرُ الشبقُ العامرُ بالضجةِ ذبُلَ العمرُ سراباً ذابَ الأملُ غريباً منسياً! والقلبُ الجاثم في صدرِ حبيبي لا يعرفُ قلبي لا يُدركُ أحلام الصوفية! في غد ألقاك
في غدٍ ألقَاكِ ام بعدُ غدِ يا له عَهداً طويَل الأمِد!
عندَما صافحَتِني يَوم النوَّى خُلَسةً أحسستُ قلبي في يدي!
أخنقُ الزَفرةَ في الصدر جُوى وأواري في نعيمٍ سرمدي!
يا حبيبي والهَوى يعصفُ بي تهتُ في مسراي هلَّا أهتدي؟
يا حبيبي باَحَ طرَفي وفمي لم يزل كاتماً سر الحلُم
كُلمَّا هْدهَدتُه في خاطري ألهبَ القلبَ بسرٍ مبهم!
يا حبيبي أتئدْ إن الهوَى لذةُُ تُشوى بخمِر الألمِ
قوةُُ تبعثُ في النارِ الندَى ووجوداً عارماً من عدمِ!
فاس-المغرب يوليو 1979
مقْطعين لحبيَبي
المقطع الأول أخونُ حبيبي. لا لن أخون! يهونُ حبيبي.. لا لن يهون! أُحبُ حبيبي... أُحب العيون! بغير حبيبي... لا...لن أكون!
المقطع الثاني لا تَلمني يا حبيبي لا تُقِمْ حرباً عليَّ فأنا قَد صمتُ دهري لم أذقْ طعماً ندياً وهجرتُ الحُبَ حتى يأذنِ القلَبُ الأبيا فِلمَ النجَوى حبيبي ولم الشكوى الحمَية؟ حبُكِ المكتومُ أضَحى يقذفُ النار اللِّظية!
فاس – المغرب صيف 1981
شِعريَ الحلُو من عينيِك يأتيني!
جمَالُ عينيكِ بالألهامِ يُغريني وبالمحبِة والأشواقَُ يسليني
لكي أطير مع الأطيارِ أسألهاُ عن طائرٍ بجميِل الَّلحنِ يرويني
لأعَزفَ الشِعر ألحاناً مُشعشَعةً تُشجي أحَبة أشعاري وتُشجيني
والشِعرُ في الأفِق يا حسناءُ مسكنُه وشعري الحلو من عينيِك يأتيني
لا تحرمي الناسَ من شمسٍ ومن قمرٍ يشعُ نورهما في القلبِ والعيِن
والناسُ لوَلا سَوادُ السِحر يأسرهم لم يقطفَوا الورَد من فُلٍ ونسرين
لكَنني ولهيبُ الحب يحرقُني أستعذبُ النار إنْ كانت لتحييني!
الرباط يوليو 1981
عيناكِ غيمتَانِ بالدُجى
كنت وما زلت مغرما بالشاعر العراقي العظيم "بدر شاكر السياب" فقلت لنفسي ذات يوم قبل عشرون عاما ان أقترب قليلا من رائعته الخالدة "عيناك غابتا نخيل ساعة السحر"!
عيناكِ... غِيمَتان بالدُجى أراهما تُعربدان في دواخلي كما الخريفِ والمطر! صغيرتي تداعبينني كما النجوم والقمر في ليلةٍ طويلةٍ.. طويلة العمر!
حبيبتي أحببتُكِ رغَم مخاطرِ السفر والرمَلُ فُي قريتِنا يكتم حُبنَا كما الشجَر! لكنني حبيبتي أُصيح ثائرا: أحُبكِ... أحبُكِ ... أحبُكِ... فتملأ الآفَاق بالصَدى والنوَاحِ والسهر!
أتَعلمين قريتي الوديعة؟ وعمي هناكَ ينسجُ الخطر وطفلةُ بجنبها تئنُ تحتَ وطأَةِ العدم وأمهُا تُصيح قائلة: إحذري كل الحذر!
حبيبتي أحِسُ في دواخليِ كأنكِ القَدر مُسطَّرُُ لعمري الشقي وعمركِ الأغر!
صغيرتي: هل تعلمَين حبناُ أنتَشرْ؟ أطفَالنُا وزرعنا وضرعنا ريحنا، تأريخنا الملىء بالعبر؟ يجاَهرون بينَهم في هَدأةِ القمر فلاَّحةُُ صبيةُُ تصيح قائلةً: ما أَجمل القمر. ما أعَظم القمر.. تباركَ الآلهُ خاَلق القَمر! اليَوم عُرسُك يا عصَفورة الجبل
لِنشرعْ الأبوابَ والنوَافذ القديمة بخطوةٍ... بهمسةٍ... نراقصُ الأحبابَ نطردُ العناكَب السقَيمة بقوةٍ وثورةٍ نداعبُ السفوَحَ ننقش القِباب بالحجارةِ العظيمة
فاليوم عُرْسكَ يا حجرْ اليوم عُرسكَ يا عصفورة الجبلْ!
لنبدأ السَباقَ للسفرْ نَصوغُ من حوافرِ الخِيولِ حِدْوةً تزَين الحجرَ
تضُارعُ السِماءَ قامةً تماثلُ النجوَم والقمرْ
فاليوم عُرْسكَ يا حجر اليوم عُرْسكَ يا عصفورة الجبل!
الذكرى الثانية لانتفاضة الحجر بفلسطين المحتلة أبوظبي ديسمبر 1989
يا حَبة لؤلؤةٍ في زمنِ العِشق الحجري!
يا شَعْراً ينسدلُ بعنفٍ غَجَري يا حبةَ لؤلؤةٍ في زمنِ العِشق الحجري!
يا من تَنسْابيَن رويداً في شِعري صفحاتي، صَدر كتابي.. صولاتي، جولاتي.. وعمري القَسري!
يا قيثارةَ ليلي! عشَقتكِ أوطاَناً وبلادًا ثائرةَ، يَهيمُ بنوَها وجداً وصفاء! سأعود إليِكِ معلِّلتي كالطيفِ أزوركِ في الأحلام كالجمرِ أعُشعش في الأعماق كالنيلِ الخالدِ أرتاد الآفاق!
عِشْقي وحنيني أحلامُُ ثكلَى في معَمعِة الأحَزانِ الأبدية
وبَرغمِ الآمالِ المقبورة، وشعاعِ الآفاق المجهولة، سأظل أُرددُ أشعاري أتوشحُ باقةَ صفحاتي وسأُلهبُ صَهوةَ جولاتي وستُذكر يوماً صولاتي يا قاتلتي، يا ريحان حياتي!
الرباط يونيو 1981
بسمْ اللَّه وبسمْ الشَعب
(1) أنبعثَ الخوفُ يدُندنُ في الأعماقْ إنبلَج الحزنُ يعُربدُ في الآفاقْ السرُ الأعظمُ لاحَ على البعُدِ سرابْ يحترقُ القلبُ يذوبُ الصمامُ يُغيبُ الوعي الإنساني!
(2) فلول الودِ المنهزمة، كالطيِف تُدغَدغُ في الأحلامْ دروبِ الأملِ المنعرجة، ذابتٍْ، غابتْ، نامتْ في الأوهامْ! (3) أَيتامُُ، أنَتمْ أيتَامْ؟ وكلابُ الحي الشرسة بالطرقاتِ، لبسوا خوذات، جلبَوا الأحقادْ؟
(4) أَيتامُُ، أنتم أَيتامْ؟ أفرانُ النازيةِ عادتْ سياطُ الفاشيةِ سادتْ نقيقُ الضَفْدَعةِ المنسَّية، يشُقُ الليلَ، يدقُ على الأجفان!
يِركُُ مهترئة. نيرانُ مشتعلة. قامتْ أَعمدةُ الخرصَان. تتحدى الأيمان.. وتثورُ على الأوطان!
(5) ويلاتُ الجوعِ تُعشعشُ بالطرقاتِ! تنسجُ ويلاً أبدياً، ما بين البركة والنيران. أََقربانُُ أبنائي أنتم قربانْ؟
صوفيُُ رُاحَ يدندن بسم الله، وباسم الشعب! راحَ الصبيةُ يلتحفونَ الجوع على الطرقات! مؤتمرُُ تمهيدي مؤتمرُُ قومي.. لا... سنحلْ المؤتمر الوطني وآهٍ، سننَسى العهَد الرجعي!
جَلست أمي تسَألْ: تَعاوُدني، تلدغني، تسألْ: أقُربانُُ أبنائي أنتم قربانْ؟
(6) الصمتُ الأبدي يُجلجلْ الرهبةُ آتيةُُُ هاك المِنجلْ. إغرسْ في قلبِ النخَلة أَجملْ أو في قعرِ النخلة أعظمْ تسقيها بالذعرِ الأكبر ترويها بشاَرة يومٍ أكبر!
جيوشُ النَملِ تئن تُصيح: تباً نيرونَ السودان. تباً نيرونَ السودان.. تباً للحبَر الأشتْر!
الخرطوم يناير 2007م حول ملحمة زمراوي الجديدة دراسة بنيوية بقلم سيف الدين عيسى مختار*
توضأ في شلالات نياجرا، فأوحى له خريرها أن يخلص النية ويصيخ بأذنيه ويحدق بعينيه عله يرى أمواج النيل تنداح ما بين كرمة وجزيرة بدين، لكن المياه تشكلت أمامه شاشة بلورية عملاقة يخرج منها طهراقا وبيده نبيذ نوبي، وعثمان دقنة متكئا على الدفوفة وعلى سيفه بقايا من كرري، وحكماء النوبة يوقعون اتفاقية سلام مع المسلمين (البقط) ، والشيخ زمراوي منهمكا مع حاشية الجزيري في الفقه المالكي، والدرويش في حلقات الذكر ينادي (شيخ منور ولدك على ، ويا شيخ زمراوي الولي) والنوبي لقمان يخير ما بين النبوة والحكمة فيختار الحكمة، حتى إذا استغرقت الدهشة مولانا القاضي عبد الاله زمراوي وأخذت منه اللباب، خلع سترة القاضي وسار أمام الجميع في موكب احتفالي عبر ملحمته الجديدة للوطن:
كَأنَّ القادِمَ في ظُلَلِ غَمَامٍ، كصلاة الفجر، بهاءً وحُضُوراً كالقاشِ الصّاخبِ حينَ تَجِفُّ الوديانْ كجبالِ التَّاكا وسواقِي توتيلْ، كالمارِدِ طُوكَرَ، حين تغازِلُها الرِّيحْ. كجبينِ الشَيْخِ الخَتِمِ الصُّوفِي، كأنَّ القادِمَ نحوك يمضي ليشقَّ تلال الشَرْقِ بسيفٍ قُرَشِيّ!
عبد الاله زمراوي ، الطالب المتفوق أكاديميا، حين جاء إلى مدينة فاس في نهاية السبعينات، كان خجولا وودودا جدا، يعشق الكلمة الجميلة لكنه يخاف إظهار ما ينظم إلى الناس. وحين أدرك أن كيل الشعر قد طفح أطلق لسجيته العنان، ثم انطلق ماردا يحطم كل القيود، ينظم الشعر ويخاف من لظى الكلمات، يصرح إذ هو يرمز ، ويرمز إذ يصرح، فإذا الوطن هو المعشوق والعشيقة معا، وإذا هو القاتل والضحية في آن واحد، وإذا هو زمراوي المحامي يحسن عرض القضية ، وإذا هو القاضي يحكم فيها، فماذا تبقى للنقاد أن يقولوا: لا تَحْزَنْ مثلى يا مولايْ لا تَحْزَنْ من صحراءِ التِّيهِ وجورِ السلطان! اضْرِبْ بعصاكَ اللْحظَةَ جوفَ البحرِ خُذْنا مُقْتَدِرا كالبرقِ الخاطفِ، أخْرِجْنَا من هذا الكابوس خَبِّئنا بين النهرِ وبين الوَرْدِ وغاباتِ الريْحانْ!
في ملحمة زمراوي صدى أغنيات قديمة تخيم على جرس الملحمة من أولها إلى أخرها، وبقايا أمنبيات دفينة وذكريات بعيدة وأحلام كما المسافة ما بين كرمة وسواكن، أو كما الأيام بين الولادة وأعتاب الرجولة، تمتد عبر المسافة ما بين تازا ومكناسة الزيتون، أو الدفوفة التي قهرت الزمان لتبقى فوق قباب الأزمان، ثم ها هو زمراوي يستخدم مفردات ظلت ترتسم طقوسا عصية المنال في ذاكرته التي اختزنتها كمفردات لغوية دون أن يكون لها أية أصداء في الممارسة الحياتية (النبذ، العشق الصوفي، الشبق
ما ضَرَّكَ يا مولايَ إذا جاءتْ مِلِّيطُ تُغَنِّي خَرَجَتْ من تحت عباءتها أُنْثَى تَنْتَقِشُ الحِنَّاءَ بيُمْناها وبِيُسْراها تُخْفِي قَلْبَ حبيبْ، سَاَفَرَ عصراً كالشَّفَقِ الأَحْمَرَ نحو بلادٍ لا تعرفُها، ومدائِنَ أخْرى غَرْقَى في الأحْزَانْ صور شتى للوطن تدفع بها الملحمة دفعا، أهم ما فيها أنها تتجاوز حدود الزمان فيختلط فيها الحاضر بالماضي والمستقبل في وحدة شعورية مستمدة من نفس قلقة متأرجحة ما بين الواقع والمتخيل، الثابت والمتحول، الحقيقة والخرافة.التاريخ والجغرافية في بسطة من القول وسعة من الخيال الجامح، ذلك لأن عشقه للوطن كان صادقا . وكأني بالشاعر الكبير مصطفى سند يشير إليه في قوله (ديوان مصطفى سند شفرة البحر الأخير، ص 29
تتوهج النيران في صدري لهب وأنا أسافر من دماك إلى دمي للموت والعشق نافذتان من جوع ومن حمى ومن ورد التعب ماذا أقول أشاكس الكلمات لا أدري فلا خيل لدي ولا ذهب وطني على رمل اتساع بصيرتي فرس وحفنة ذكريات وطني كتاب من صدى عينيك يولد في المسافة بين صوتك واحتراق الأغنيات وطني بقية كبرياء إن صادرتني النار من صوتي نقشت على حبيبات المطر لوحي القديم وأنني شيخ تألق في الدم المسفوك بين مطالع العام الجديد وبين أيام الغضب
عبد الاله زمراوي راح يعطّر قوافيه من حريق الصندل، ومن نقشة حناء على أنامل حسناوات مليط، أو من ايحاءات قصيدة العباسي (حياك مليط) ، من الذكريات المسكوبة عموديا على عتاقة نوبية مدرارة، تطل بسخاء من شاهق الدفوفة الراسخة على قباب الزمان ، ذكريات تتقاطع أفقيا مع مستويات الدهشة الموغلة في أطلس المليون ميل في تلك المساحة ما بين سواكن والجنينية، فهل تلعثمت التفعيلة في أوزانه، أم انهارت قوافيه وقد عاد وسمه جليا في مدارات الخيال الذي ظل يتجول في تخوم الكلمات المترعة بالأسى ، النابضة أبدا بالتفاؤل العريض، الكلمات التي قال عنها (لو ألقاك وحيدا تقتلني الكلمات)، عبد الاله زمراوي طيب إلى حد الدروشة، ينطبق عليه تماما قول الشاعر سيد أحمد الحاردلو: ديوان الحاردلو بكائية على بحر القلزم ص 51
كان حييا ونبيلا جدا وبسيطا وودودا جدا ومحبا جدا ذات مساء حدق في الدنيا ونظر فإذا الدنيا من أدناها تأتيه وإذا الدنيا من أقصاها تدنيه وتناغيه فرأى فيما ينظر عجبا واشتعلت عيناه من الدهشة وتداعى وانجذب
فمن مرارات يحسها في حلقه، من نار تتأجج في صدره، للفوضى وأرصفة الشوارع، لصدى مدينة فاس يلملم زمراوي شتات قاموسه الشعري ويغني للوطن على هواه، ويدخل في مدارات القصيدة/ النضال، يطلق في سماء الوطن صاعقة أغنياته، أو أغنيات صاعقته، لكن الأصوات والصور التي تتردد في ملحمته مترعة بالتفاؤل والأمل، نابضة بالحيوية والدفء،
لا تَحْزَنْ مثلى يا مولايْ لا تَحْزَنْ من صحراءِ التِّيهِ وجورِ السلطان! اضْرِبْ بعصاكَ اللْحظَةَ جوفَ البحرِ خُذْنا مُقْتَدِرا كالبرقِ الخاطفِ، أخْرِجْنَا من هذا الكابوس خَبِّئنا بين النهرِ وبين الوَرْدِ وغاباتِ الريْحانْ!
ملحمة زمراوي الجديدة من بحر المضارع (فعولن فعولن) حرة القافية في أبياتها، لكنه أحكم مقاطعها الخمسة بحرف روي واحد هو حرف النون الساكن، وتشكلت صوره الشعرية المبثوثة في مقاطع الملحمة من تاريخ وجغرافية السودان، يستلهم فيها زمراوي سيرة شخصيات سودانية عريقة بكل زخمها التاريخي ويوزع مجدها على كافة مناطق السودان رامزا إلى تلك السمات العامة التي توحد هذا البلد العربي الأفريقي، أنها ملحمة تدعو إلى التفاؤل، والى عشق هذا الوطن، غنائية في معظم أجزائها، ذات جرس جميل وإيقاع داخلي ينظمها من أولها إلى أخرها، لتبقى من النصوص الجميلة غير المتقيدة بعصر معين أو إطار محصور، فهي مفتوحة على كل الحقب، تتميز بشفافية رؤاها، تدعو إلى الأمل الذي سيأتي كما قال محمد الحسن سالم حميد (قصيدة حميد قلت أندهك نشرت كاملة على موقع سودانيز أون لاين وتعتبر من أجمل ما قال حميد: بالاربل الواسوق أيدي أمشط رؤايا أسرحك بعرق شقايا أريحك فوق أنت سمحة أسمحك برهق لقايا أريحك أدهشني فيك المحتوى أجهشني كيف خاويتي بين برد الصحارى وبين هجير الاستواء وكيفن أريجك كالرؤى فاح ينتقل عكس الهوا يا بت عشان ريقة وطن تنفك كم باتت قوى ما ضاعت الأحلام سدى وآمالنا ما شالها الهواى لا بد يجمعنا الزمن ما هو اللى فرقنا واذن لابد وان طال الزمن ترحل صهاديب المحن ينبض على القلبين مكن يطيب خلانا الامكن تضحك عتاميرو البكن يخضر حشاها الانشوى ودى للرعية يعشبن تلد السعية يجي اللبن لى جملة أطفال الوطن صفر قمح .. دندح دخن بدع صمغ.. فقع قطن ودن سفن .. جابن سفن لا صرمة لا بيتة قوى ليل التجاريح وانطوى حسّن قرى .. ورقصن مدن أبنوس ونخلة سوا سوا لا بندقية تقوم سوى تحرس ضهرنا من الفتن أنا وأنت لا خوف لا حزن يملانا تاني ولا جوى مهما المحل مهما المطر ظلم الرياح حمّى الخطر تتمقّى فيك وتنبحك بتحتحت أغصانك جراح لكين محال أن تطرحك انه نفس الرجاء الذي يحمله زمراوي لهذا الوطن الذي يتغني بأمجاده، بالأنثى أم درمان أول مدينة سودانية تشرب من مياه النيل الموحد لتبقى دائما رمزا للعزة والشموخ، ثم ها هو ذا الوطن قد انطلق يحمل البشريات يبشر بالأمل الذي سوف يتحقق، والخير الذي سيتدفق بإذن الله، عندها سيكون لهمس أمواج النيل وهي تداعب (الجروف) المنتشية باللوبيا، واقعا فعليا يعيشه زمراوي كل صباح قبالة الدفوفة، لا أملا متخليا أمام شلالات نياجرا في أقصى الدنيا. ما ضرّك يا مولاي إذا أقبلْتَ علينا ذات صباحٍ مؤتلقَ الوجْهِ سليمَ الخاطرِ مُتّسِقَ الوجدان وطفقْتَ تُغنِّى للخرطوم تَتَغَزَّلُ في الأنْثَى أم درمانْ!
الشاعر: سيرة ذاتية
عبدالاله زمراوي • مواليد 1959 بكرمة البلد، شمال السودان. • تلقى تعليمه الجامعي بجامعتي الخرطوم والملك محمد الخامس بالرباط • عمل قاضياً بمختلف المحاكم بالسودان حتى أحيل للصالح العام بعيد انقلاب يونيو 1989م. • يعمل حالياً مترجماً ومستشاراً قانونياً بالولايات المتحدة الأمريكية وكندا. • متخصص في القانون الدولي وقانون الهجرة. • مقيم حالياً بشلالات نياجارا.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ديوان (صهوة العمر الشقي) باكورة الشاعر عبد الاله زمراوي (Re: هشام هباني)
|
الأخوة الكرام
Osman Musa صلاح شعيب sharnobi ابراهيم على ابراهيم المحامى sharnobi
شكرا على المرور / والتحية أجزلها للأخ هشام هباني الذي تولى انزال كافة قصائد الديوان ليكون متاحا للجميع في هذا الموقع ، والتحية من قبل ومن بعد للأخ الشقيق زمراوي على هذه الكلمات المونقات ، وسنوالى قراءاتنا لبقية قصائد الديوان ، خاصة وأنني شهدت مخاض بعض هذه القصائد وعايشت أجواءها .
مع خالص مودتي
سيف الدين عيسى مختار
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ديوان (صهوة العمر الشقي) باكورة الشاعر عبد الاله زمراوي (Re: سيف الدين عيسى مختار)
|
ملحمة زمراوي الجديدة من بحر المضارع (فعولن فعولن) حرة القافية في أبياتها، لكنه أحكم مقاطعها الخمسة بحرف روي واحد هو حرف النون الساكن، وتشكلت صوره الشعرية المبثوثة في مقاطع الملحمة من تاريخ وجغرافية السودان، يستلهم فيها زمراوي سيرة شخصيات سودانية عريقة بكل زخمها التاريخي ويوزع مجدها على كافة مناطق السودان رامزا إلى تلك السمات العامة التي توحد هذا البلد العربي الأفريقي، أنها ملحمة تدعو إلى التفاؤل، والى عشق هذا الوطن، غنائية في معظم أجزائها، ذات جرس جميل وإيقاع داخلي ينظمها من أولها إلى أخرها، لتبقى من النصوص الجميلة غير المتقيدة بعصر معين أو إطار محصور، فهي مفتوحة على كل الحقب، تتميز بشفافية رؤاها، تدعو إلى الأمل الذي سيأتي كما قال محمد الحسن سالم حميد (قصيدة حميد قلت أندهك نشرت كاملة على موقع سودانيز أون لاين وتعتبر من أجمل ما قال حميد: بالاربل الواسوق أيدي أمشط رؤايا أسرحك بعرق شقايا أريحك فوق أنت سمحة أسمحك برهق لقايا أريحك أدهشني فيك المحتوى أجهشني كيف خاويتي بين برد الصحارى وبين هجير الاستواء وكيفن أريجك كالرؤى فاح ينتقل عكس الهوا يا بت عشان ريقة وطن تنفك كم باتت قوى ما ضاعت الأحلام سدى وآمالنا ما شالها الهواى لا بد يجمعنا الزمن ما هو اللى فرقنا واذن لابد وان طال الزمن ترحل صهاديب المحن ينبض على القلبين مكن يطيب خلانا الامكن تضحك عتاميرو البكن يخضر حشاها الانشوى ودى للرعية يعشبن تلد السعية يجي اللبن لى جملة أطفال الوطن صفر قمح .. دندح دخن بدع صمغ.. فقع قطن ودن سفن .. جابن سفن لا صرمة لا بيتة قوى ليل التجاريح وانطوى حسّن قرى .. ورقصن مدن أبنوس ونخلة سوا سوا لا بندقية تقوم سوى تحرس ضهرنا من الفتن أنا وأنت لا خوف لا حزن يملانا تاني ولا جوى مهما المحل مهما المطر ظلم الرياح حمّى الخطر تتمقّى فيك وتنبحك بتحتحت أغصانك جراح لكين محال أن تطرحك انه نفس الرجاء الذي يحمله زمراوي لهذا الوطن الذي يتغني بأمجاده، بالأنثى أم درمان أول مدينة سودانية تشرب من مياه النيل الموحد لتبقى دائما رمزا للعزة والشموخ، ثم ها هو ذا الوطن قد انطلق يحمل البشريات يبشر بالأمل الذي سوف يتحقق، والخير الذي سيتدفق بإذن الله، عندها سيكون لهمس أمواج النيل وهي تداعب (الجروف) المنتشية باللوبيا، واقعا فعليا يعيشه زمراوي كل صباح قبالة الدفوفة، لا أملا متخليا أمام شلالات نياجرا في أقصى الدنيا. ما ضرّك يا مولاي إذا أقبلْتَ علينا ذات صباحٍ مؤتلقَ الوجْهِ سليمَ الخاطرِ مُتّسِقَ الوجدان وطفقْتَ تُغنِّى للخرطوم تَتَغَزَّلُ في الأنْثَى أم درمانْ!
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ديوان (صهوة العمر الشقي) باكورة الشاعر عبد الاله زمراوي (Re: خالد الطيب أحمد)
|
مصطفى محمود حمزاوي خالد الطيب
ما أجمل اللقيا على تخوم القصائد، نجتر في حروفها نبض الأيام الخوالى، ونشتشرف في رؤاها اشراقات الزمن القادم ، وعبد الاله لم يترجل بعد من على صهوة العمر الشقي، فكيف اذا فض غلالة هذا المن وأتانى كما الفجر الصادق ، من أزقة حي عتيق يدعى الدكارات، متزملا بالدفوفة وبأحلام حكيم النوبة ليعني لنا من جديد شكرا أحبتى هذا التذوق الجماعي لشاعر يولد من رحم المستحيل لينشد لنا الممكن . تأملوا معي في معجمه الشعري الفني وستجدون لكم هو عميق في تناوله.
تحياتي
سيف الدين عيسى مختار
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ديوان (صهوة العمر الشقي) باكورة الشاعر عبد الاله زمراوي (Re: سيف الدين عيسى مختار)
|
محمد على طه الملك Alsadig Alraady omer abdelsalam بركات بشير نجار بشير خالد حاكم Mustafa Mahmoud
أحييكم أحبتي واتمنى ان يروق لكم ما كتبته وشكرا لكم على المرور وتزيين بوست الأستاذ سيف بكلماتكم الوضيئة. سآتيكم من حين الى آخر لكي أكحل عيناي بتشجيغكم المتواصل لي. وانا ما زلت يافعا أحبو في محراب الشعر ذلك الأدب الرفيع فصبرا علي حتى يقوى عودي!
تحية خاصة للأخ والصدسق المناضل الصنديد الذي عرفته في الشتات منافحا عن الحق وبيديه القلم والمدفع. الباسل الجميل هشام هباني على رفد هذا البوست بقصائد الديوان. كم احترمك يا هباني!
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ديوان (صهوة العمر الشقي) باكورة الشاعر عبد الاله زمراوي (Re: السر عبدالله)
|
الأخ سيف الدين ، تحياتي ،
ولكم من الشكر أجزله ومثله لعزيزنا هباني الذي جعلنا نغوص عميقاً في بحر الشعر الهادر لمولانا زمراوي . فشكراً لكما والشكر مبتداه لصاحب القصيد الفريد والعميق صاحب الحروف النابضة والشعر الرصين ، مولانا عبدالاله . وألف مبروك على المولود الأول (صهوة العمر الشقي) ونرجو أن تسعفك الأيام وتعينك غلواء الغربة على رفدنا بالمزيد من الدواوين من على شاكلة هذا الديوان الذي دلفنا من خلاله لعباب بحرك الصاخب فاستشرفنا ما بين الحروف والكلمات فوجدنامعانيها أكثر إلتماعاً وحضوراً وهذا مما زاد في متعتنا أكثر . زادك الله بسطةً في هكذا شعر مشهود وممتع .
شكراً لك ولهذا الديوان البديع والذي - إن سمح لي مولانا - أن أستعير بعض مقاطع من كلماته عن قدوم العملاق وردي إليكم في الزمن الجميل ، فأنسبها لديوانه مخاطباً إياه (الديوان):
Quote: قادمُُ أنتَ إلينا عبَر أزمنةٍ، تتوَضأ بمَاِء البخور ويُجلّى صدَاها بلونِ الحنْظل البري! وعيونُ شرفاتنا تتهاَدى إليك وتموجُ لقدومِك الميمون وأنت قادمُُ إلينا، تبدَو كظلِال الرؤىَ البنفسجَية
وصوتُ قدومك مثْل حفَيف الريح! وآهٍ من شرفاتِ مدينتنا العتيقة حين تمد أذْرعها إليك تبدو شحيحة. تبدو كأشجارِ العتمورِ أوراقُها تنمَو وتنمَو وتسَقط متهالكة!
كأغنياتِ الطفولة، يبدو قدومُك فنملأ عيون جداولنا منكَ بالصباحِ الجميل |
(( أيها الديوان المتوهج )).
مودتي لكم ،
( ليمو )
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ديوان (صهوة العمر الشقي) باكورة الشاعر عبد الاله زمراوي (Re: abdulhalim altilib)
|
Quote: الأخ سيف الدين ، تحياتي ،
ولكم من الشكر أجزله ومثله لعزيزنا هباني الذي جعلنا نغوص عميقاً في بحر الشعر الهادر لمولانا زمراوي . فشكراً لكما والشكر مبتداه لصاحب القصيد الفريد والعميق صاحب الحروف النابضة والشعر الرصين ، مولانا عبدالاله . وألف مبروك على المولود الأول (صهوة العمر الشقي) ونرجو أن تسعفك الأيام وتعينك غلواء الغربة على رفدنا بالمزيد من الدواوين من على شاكلة هذا الديوان الذي دلفنا من خلاله لعباب بحرك الصاخب فاستشرفنا ما بين الحروف والكلمات فوجدنامعانيها أكثر إلتماعاً وحضوراً وهذا مما زاد في متعتنا أكثر . زادك الله بسطةً في هكذا شعر مشهود وممتع .
شكراً لك ولهذا الديوان البديع والذي - إن سمح لي مولانا - أن أستعير بعض مقاطع من كلماته عن قدوم العملاق وردي إليكم في الزمن الجميل ، فأنسبها لديوانه مخاطباً إياه (الديوان):
Quote: قادمُُ أنتَ إلينا عبَر أزمنةٍ، تتوَضأ بمَاِء البخور ويُجلّى صدَاها بلونِ الحنْظل البري! وعيونُ شرفاتنا تتهاَدى إليك وتموجُ لقدومِك الميمون وأنت قادمُُ إلينا، تبدَو كظلِال الرؤىَ البنفسجَية
وصوتُ قدومك مثْل حفَيف الريح! وآهٍ من شرفاتِ مدينتنا العتيقة حين تمد أذْرعها إليك تبدو شحيحة. تبدو كأشجارِ العتمورِ أوراقُها تنمَو وتنمَو وتسَقط متهالكة!
كأغنياتِ الطفولة، يبدو قدومُك فنملأ عيون جداولنا منكَ بالصباحِ الجميل
(( أيها الديوان المتوهج )).
مودتي لكم ،
( ليمو )
|
الزميل عبدالحليم
والله لقد أجبرتني بكلماتك الوضيئة ان أسير اليك جافيا لأقبل يديك شكرا لك وممتنا اشد ما يكون الأمتنان. لقد منحتني تاجا كمثل الذي يمنحه الملوك وأنت بكلماتك عني ملك عندي. فشكرا كثيرا يا عزيز!
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ديوان (صهوة العمر الشقي) باكورة الشاعر عبد الاله زمراوي (Re: السر عبدالله)
|
لكي لا يأتي لنا احد من جلادينا وسارقي قوتنا مععتقدا أننا ننسى ما فعلوه ويفعلون بنا الأخ هباني لك الشكر لأنك أنت الذي آتيت بهذا الشعر الثوري و فوت الفرصة على المؤتمر الوطني والكيزان من شرف تقديم هذا السفر. كيف لا و أنت القائل: فانا مريض والمرض ( سلطان)وسبب مرضي مشخص بسبب فيروس اسمه( الكيزان) فهل لديكم دواء للقضاء علي هذا الفيروس حتى أعود معافي مهذبا مؤدبا بلبلا صداحا يشنف اذانكم بالشعر والنثر وحلو الكلام بدلا من هذه( الكحة والاسهال والطراش)!! المؤتمر الوطني الذي يفتك بشرفاء بلادي دون التقيد بالحدود الجغرافية. شكرا لأنك أوجدت الاتساق ما بين مضامين وما يدعو إليه هذا الشعر الثوري و مقدمه. المعذرة لكم جمعيا يا شرفاء بلادي- قراء البورد -من غير أهل المؤتمر الوطني على تعكير صفو هذا المناخ الشعري الجميل الحالم بالإيغال في التعرض للمؤتمر الوطني والعزاء في ذلك : 1- اعتقادي المطلق باستحالة الحديث عن هذا الشعر بمعزل عن سوءات المؤتمر الوطني – والذي وصفهم الراحل المقيم الخاتم عدلان( بقوم جفاة غلاظ ، احلوا الخضر يابسا ، وعاثوا في البلاد الفساد غلف القلوب ،لا يخافون الله و لا يرحمون عباده .) و حسبي أن قوم بذالكم الصفات هم الذين دفعوا ويدفعون بزمراوي و زملائه بترجمة أماني و أشواق شعبي من الانعتاق والتحرر منهم ومن مشروعهم للا حضاري و اللا إنساني. 2- رفضي المطلق و المبدئي أن يكون من يقدم ديوان زمراوي هو أمين إعلام من ذاك القوم . 3- لاننى اعتقد أن زمراوي و باختياره الطوعي بالتعبير عن أشواقنا و أمانينا و دواخلنا ليس له الحق إخضاع إيصال ما يكتبه لعلاقاته الشخصية فقط . منطلقا من هذا احسب لنا الحق في رفض تقديم ديوانه عبر بوابة المؤتمر الوطني . فقط للذكري: لكم ما قاله أمين إعلام المؤتمر الوطني الاخ سيف الدين عيسى مختار ( في بوست منفصل ردا على الأخ الرفاعي حجر والذي اسماه بالأفاعي غجر) في الشهر المنصرم عن لقاءات أهل المؤتمر الوطني في السعودية : . وما لقاءاتهم إلا مجالس ذكر ومدارسة القرآن الكريم ، وقد جعلوا من هذه البلاد الكريمة ساحة لكسب أرزاقهم ومعايشهم لا مسرحا لأفكارهم السياسية أو ألأيدلوجية فقط عليكم مقارنة ما قاله الراحل المقيم وقناعات الأخ سيف في أهله المؤتمرجية . الشكر للأخ سيف الدين عيسى مختار أمين أعلام المؤتمر الوطني و اكرر له ان اختلاف الرأي لا يفسد للود قضية و لنا الحق في رفض سيف الدين عيسى مختار أمين إعلام المؤتمر و كل ما يأتي عبر هذا التعريف بنفس القدر الذي نعتز بعلاقة اخوية زادت من أواصرها نشأة هذه العلاقة في بلاد لاغتراب التحية للأخ سيف الدين عيسى مختار
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ديوان (صهوة العمر الشقي) باكورة الشاعر عبد الاله زمراوي (Re: سيف الدين عيسى مختار)
|
اليوم تسلمت نسخة من السفر المعذب بالرحيل عبر موانئ وأرصفة الزمان ... هاهي نسخة من الخرطوم وأخرى مدني بها أخي في التسفار عبر المدن وصديقي في الوطن الاستاذ عبدالإله زمراوي هاهو يمدني عبر البريد بشرف وعبق الرحيق الشعري لتجربة تستعصي علي في النقد والوقوف معها كأنموذجية لإنسان السودان المقسر على الرحيل المر رغم أطنان الشوق والحنين هي تجربة سأحتاج لقراءتها بتأني كبير حتى أقف على مدى مايعانيه هذه الشاعر الفحل , الذي أضاف للمليون ميل بعدا أخرغير الزماني والمكاني ما ضرّك يا مولاي إذا أقبلْتَ علينا ذات صباحٍ مؤتلقَ الوجْهِ سليمَ الخاطرِ مُتّسِقَ الوجدان وطفقْتَ تُغنِّى للخرطوم تَتَغَزَّلُ في الأنْثَى أم درمانْ!
هاهو عبدالإله زمراوي الشاعر وهذه سيرته العطرة برائحة عبق النضال إليكم سيرة الرجل لحين الإنتهاء من قراءة هذا النفس الرحماني وبحق الشعر من نفس الرحمن مقتبس *** والشاعر الفذ بين الناس رحمن
Quote: سيرة ذاتية
عبدالاله زمراوي • مواليد 1959 بكرمة البلد، شمال السودان. • تلقى تعليمه الجامعي بجامعتي الخرطوم والملك محمد الخامس بالرباط • عمل قاضياً بمختلف المحاكم بالسودان حتى أحيل للصالح العام بعيد انقلاب يونيو 1989م. • يعمل حالياً مترجماً ومستشاراً قانونياً بالولايات المتحدة الأمريكية وكندا. • متخصص في القانون الدولي وقانون الهجرة. • مقيم حالياً بشلالات نياجارا. |
وها أنا أمتثل الإسراء فعلا تتفق الرؤية هاأنا اعود من شلالات نياجارا لألتقي بزمراوي في الخرطوم وأمدرمان ......سأعود حالما أذن لي المكان سأعود أحمل آمالي وحبي لألتقيكم هنا في الوطن المنشود ممتطيا صهوة الجواد الزمراوي . .......................................حجر محبتي حدود متعة إمتطاء هذا السفر.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ديوان (صهوة العمر الشقي) باكورة الشاعر عبد الاله زمراوي (Re: Atif Makkawi)
|
abdulhalim altilib الأخ عبد الله محمود الأخ الرفاعي حجر الأخ عاطف مكاوي
شكرا على هذا المرور الجميل، والقراءة المتأنية هي نوع آخر من الابداع والخلق الأدبي خاصة اذا ما تيسرت أدوات القراءة الصحيحة. فلرؤى التي يقدمها زمراوي رؤى فسيحة، والواقع الذي يترجمه واقع سوداني يعيشه زمراوي ويعشقه حتى الثمالة، انه نمط جديد من الشعر يتجاوز ويندفع ويقود، المفردة فيه لا تأتي عفو الخاطر لكنها تمتع من معجم شكلته العبقرية المتفردة والتجربة العميقة والخيال الذي يتخذ آجره من ذاكرة مبصرة
سيف الدين عيسى مختار
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ديوان (صهوة العمر الشقي) باكورة الشاعر عبد الاله زمراوي (Re: Mohamed Elgadi)
|
أستأذن الحبيب سيف وقرائه الأعزاء في رفدكم بكلمات باسقة كتبتها الفنانة الشاملة الأستاذة الكبيرة سلمى الشيخ سلامة. ولكم العتبى حتى ترضوا!
Quote:
كنت فى حضرة ديوانك قبل قليل وجدت ما ادهشنى ما تزال القصيدة لديك تمشى على (وطن) المكان ، الزمان ، الحدث كلها فى الوطن حتى حين تكون خارج الوطن (المغرب ، شلالات نياجرا) القصيدة فى مجملها لديك تتفاوت بين الخطاب المباشر والذات مرة ، العام يجد موقعه والخاص نادر الخطاب المباشر ماعاد ليلك يا بلاد نوافذا ومداخلا وسرادقا هانحن بالانقاذ والافلاس نغتال العواطف خلسة وسوانحا وفى مقطع سبق يقول والسنابل تنحنى تغشى عواصفها الحياة فتسترد العافية ما عاد سرج الليل ينسجه الطغاة بغدرهم ماعاد خزى سيوفهم يجلى الدماء القانية
وهناك لغة فى مستوى اخر تمتح من الخطاب الدينى (القران ) كمرجع لغوى والسنابل تنحنى تغشى عواصفها الحياة فهل هذا الواو هو واو القسم ؟ ام ى واو المعية لانها تحمل المعنين ثم هناك مفردات مثل (حين اتاك الليل ) او هل اتاك .... الخ ثم ان الشاعر ايضالا ينفلت من الاسر القرانى انظر الى مقطعه هذا وهو يكتب ايقاعاشعريا يجعلك تلهث خلف الايقاع المتدفق من (النوبة ) ورقصتها المحببة والجسد يتمايل كما تتمايل الروح فى هذه الابيات
حين اتاك الليل بناحية العتمور زحف النيل وسار الجمع وسرنا نحوك تسبقنا الخطوات وبليل يخفى اسرار تحت خدود النجمات
المكان لدى زمراوى يفاجئك المكان بتعدده بدءا من الشاعر نفسه وتنقلاته بين المدن والبلاد من اقصى المغرب الى الولايات المتحدة الى مدن فى السودان ثم تجد تلك الخاصية متنقلة بين الكلمات فى القصيدة الكبيرة ( ملحمة الوطن ) تجد الشاعر عارفا ببواطن وخصائص امكنته ليستدعيها فى انسياب والزمان مناسبة ليتدثر به فى مغالبة الشعر الذى يسوقه الى اماد بعيدة منذ (لقمان الحكيم ) والمكان يتحرك بلا تحديد من الخرطوم الى امدرمان ، النوبة ، القصر الملكى ، قباب الازمان ، سواكن توتيل ، مليط ، تركاكا، حلفا ، لتنتهى تلك الامكنة بالوطن فى كليته يا وطنى الشامخ مثل جبين الشمس شكرا لك يا زمراوى ايها الشاعر المسكون بالوطن ليسكنك ابدا ولتسكنه ابدا لك محبتى
|
سلمى الشيخ سلامة
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ديوان (صهوة العمر الشقي) باكورة الشاعر عبد الاله زمراوي (Re: عبدالأله زمراوي)
|
Quote: الأخ العـزيز عـبدالاله زمـراوي
تحـياتنا لك ولأفـراد الأســره
وفي انتـظار مـزيد من الابداع وقـوافي الشــعر الثـوري
ليتني اتمكن من اقتناء نسـخه من هـذا الديوان, هنا في بلاد العم سـام.
عـبدالله محمود |
الحبيب مولانا عبدالله..
آسف جدا حيث أنني لم أرى مداخلتك الا اليوم. نسختك جاهزة فقط وددت لو أعطيتني عنوانك البريدي او الألكتروني حتى أتمكن من أرسال نسخة وتحياتي للأسلرة الكريمة يا أبو خالد.
أخوك أبدا عبدالأله
| |
|
|
|
|
|
|
|